الملك يوقظ الضمير العالمي
كل ما في اللحظات الفارقة من ندرة وبكل ما في الكلمة الصادقة من شجاعة جاء خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي لحظة نادرة في الزمن السياسي، حيث اختلطت نبرة زعيم دولة بحس الإنسان المشغول بانحدار العالم من حوله لم يكن الخطاب مجرد تذكير بالقيم ولا مجرد تحذير من التدهور بل كان أشبه بنداء ضمير يُطلَق وسط ضجيج العالم محاولًا أن يعيد ضبط البوصلة الأخلاقية في زمن تبدّلت فيه المعايير واختلطت فيه الأدوار.منذ كلماته الأولى، بدا الملك وكأنه يفتح صفحة حوار ليس بين دول، بل بين ذوات أنهكتها الصراعات وذاكرات جماعية تبحث عما تبقى من ثوابت كان ذكره لخطابه قبل خمس سنوات أكثر من مرجعية زمنية، بل كان تأطيرًا لتجربة عالم انهار على مراحل جائحة، حروب، أزمات متلاحقة، لكن الأسوأ، كما قال، كان في انحراف القيم عن مسارها، وفي تبلّد العالم أمام مشاهد الألم التي باتت متكررة حتى فقدت معناها.رسم الملك صورة كونية قاتمة ليس فقط من خلال تعداد الكوارث بل عبر تفكيك الحالة الشعورية المصاحبة لها الانفلات الضياع تفكك الحقيقة. كل ذلك مهّد لعقدة مركزية في الخطاب الخوف من أن نفقد هويتنا الأخلاقية والإنسانية. في هذا السياق تصبح الحرب ليس مجرد صراع على الأرض بل على الرواية على القيم على "الوجهة التي يجب أن يسلكها المستقبل".ثم جاءت الإشارة إلى التجربة الأوروبية ما بعد الحرب العالمية الثانية كحجة واقعية وليست رومانسية: لقد اخترتم ذات مرة أن تنتصروا للقيم بدل الانتقام، أن تعيدوا البناء لا الهدم، وهذا ما جعل السلام ممكنًا. كان استدعاء الملك لهذه اللحظة التاريخية بمثابة دعوة ضمنية للعالم كي يتذكر أن "الاختيار الأخلاقي" ليس ضربًا من المثالية، بل استراتيجية نجاة.لم يكن الحديث عن القيم نظريًا؛ بل ربطها الملك بالقيم المشتركة التي تجمع الشعوب، مستلهمًا من الأديان ليس ليؤسس ثنائية الخير والشر بل ليبني جسورًا قادرة على مقاومة التيارات المتطرفة وحين استحضر الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس لم يكن يتحدث من موقع سياسي فحسب، بل من موقع الإنسان المسؤول عن إرث عابر للقرون هنا بالتحديد ظهرت البنية العاطفية للخطاب حيث اختلطت مشاعر الألم على المقدسات المستباحة، بالغضب المكبوت من انهيار الالتزام العالمي بحمايتها.وفي ذروة الخطاب تحوّلت مأساة غزة إلى مرآة كاشفة للضمير العالمي إذ لم يتحدث الملك كقائد سياسي، بل كإنسان غاضب أمام تناقضات العالم سبعمئة اعتداء على منشآت طبية، مخيمات تُقصف، ومجاعة تُستخدم كسلاح، في ظل صمت دولي مخزٍ لم يكن وصفًا لمعاناة سياسية، بل لتشوهٍ أخلاقي بات مقبولًا لدى العالم استخدم الملك أدوات بلاغية قوية: "كيف يعقل"، "أن تسمح إنسانيتنا"، "أن يصبح ما لا يُتصوّر أمراً اعتياديًا؟". هذه التساؤلات ليست استنكارية فحسب، بل تمثل مرآة لما أصبح عليه الضمير العالمي: مُتكيّفًا مع الجريمة، ومتواطئًا مع اللامبالاة.ثم جاءت المفارقة القاسية: ما كان يعتبر "وحشيًا" أصبح "معتادًا" وما كان يجب أن يهزّ ضمائر العالم أصبح رقمًا يُضاف إلى تقرير هذا التحول في المنظومة القيمية هو بحسب الخطاب الخطر الحقيقي ليس الحرب بل ما تتركه الحرب من تطبيع مع الانحدار أمام هذا الانهيار لم يكتف جلالته بالتشخيص بل دعا إلى خيار أخلاقي حاسم. فالقضية الفلسطينية لم تعد شأناً إقليميًا، بل اختبارًا عالميًا للإنسانية ذاتها وفشل العالم في إنهائها ليس فقط فشلًا سياسيًا بل سقوطًا في تعريف "الإنسان".واختتم الملك كلمته ببارقة أمل حين أشار إلى أن طريق الخلاص لا يمر عبر التكنولوجيا بل عبر قرارات أخلاقية يومية تُصنع في الضمير وهنا، تحوّل الخطاب إلى سؤال مفتوح موجه للعالم. هل ما زال في وسعنا أن نختار الصواب؟ وهل بقي فينا ما يثبت أننا بشر بحق؟بهذه النهاية لم يغلق جلالته الدائرة بل وسّعها فكل من سمع، بات معنيًا بالسؤال الأعمق. من نحن؟ وما الذي تبقى فينا من الإنسان؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
الدلايكة يكتب: خطاب تاريخي لجلالة الملك بالاتحاد الاوروبي
بقلم : علي الدلايكة جلالته يضع العالم وقادة الاتحاد الأوروبي تحديدا في خطابه في البرلمان الاوروبي الذي فيه من القوة والوضوح والصراحة والمزيد من النصائح في عالم تسوده النزاعات والحروب وفي ظرف دقيق محليا وعالميا أمام مسؤولياتهم بأسلوب قل نظيره من الحكمة والذكاء في الطرح وربط سردية الاحداث ودقة التفاصيل ....في عالم يجب أن يتصرف وكما قال جلااته وحيثما دعت اليه جميع الاديان الإسلام والمسيحية واليهودية من العدالة والتسامح والعيش الكريم المشترك والفخر الكبير لنا باحتضاننا في الأردن لمغطس السيد المسيح والنموذج الكبير للعيش المشترك والتشاركية في بناء الوطن بين المسلم والمسيح الاردني.... خطاب وضع معاناة أهلنا في غزة من جديد أمام المسؤوليات الاخلاقية والادبية والسياسية للقادة في العالم عموما وأوروبا خصوصا حيث قتل الأطفال والنساء واستخدام الجوع والتجويع كوسيلة واداة حرب ومهاجمة المستشفيات وفرق الإسعاف والانقاذ والاعلامين والمنظمات والهيئات المحلية والدولية وكما هو الحال ايضا في الحرب الدائرة بين اسرائيل وايران والتي بدأتها اسرائيل حيث الزيادة في التصعيد في المنطقة وما ستؤول اليه الاحداث حال استمراره من نتائج كارثية ...وشدد جلالته على الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات والذي يمثل إرث تاريخي وديني وسياسي امتد واستمر على الرعاية والحماية وعكس الصورة المشرقة للتسامح والمحبة والعيش المشترك الكريم... ونوه جلالته إلى أن القيم والمباديء والأخلاق الحميدة في التعامل بعيدا عن القوة والاستعراض ما بين الدول والشعوب هو ما يجب أن يكون ويسود وهذا ما نجحت في بنائه وترسيخه في أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي انعكست نتائجه الايجابية على جميع دول الاتحاد الأوروبي وعلى عكس ما هو عليه الانحدار الاخلاقي والقيمي وغير الحضاري الذي يتمتع به القادة والساسة في اسرائيل في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني ومع شعوب المنطقة بشكل أعم واشمل .... أكد جلالته على حل الدولتين هو الحل الامثل والذي يغنينا عن كل ما يحدث من كوارث ونزاعات في المنطقة وهو ما يمثل حق الشعب الفلسطيني والشرعي المشروع ....وختم جلالته بأن الأردن شريك قوي للجميع في المنطقة ولمن يريد العمل من أجل المنطقة وشعوبها وشعوب العالم الباحثة عن الأمن والسلام والاستقرار وتكريس القيم الإنسانية ..... في كل مناسبة وفي كل محفل يتجدد قوة الخطاب الملكي وبما يتلاءم ويواكب الظروف الجارية ويحاكي الاحداث بكل قوة وشفافية خطاب سيحدث الكثير من التأثير لدى قادة الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة واحداثها خطاب أكد ورسخ مسيرة الدولة الاردنية سياسيا واخلاقيا وتاريخيا ودينيا معززا ثوابتها وقيمها التي لا تحيد عنها ولا تستبدلها تبعا للمصالح والغايات وان الاردن حريص كل الحرص على حماية سيادته واستقراره واستقلال قراره وهو الحريص على حماية ابنائه وتحقيق مصالحه العليا خطاب رسم معالم القيادة الفذة التي تعمل من اجل الشعوب وانسانيتها وحقوقها المشروعة وعيشها الكريم خطاب حدد معاير العلاقات بين الدول والشعوب وكيف تكون مبنية على الاحترام المتبادل وقيم الانسانية والعدالة.... فخرنا يزداد بما نسمع وما نشاهد من احترام وحفاوة استقبال لجلاته ومدى التأثير القوي لجلالته في المحافل الدولية ولخطابه الذي يحظى باهتمام الجميع وتقديرهم


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
د. خالد الشقران : وصفة أخلاقية لإنسانية مهددة
أخبارنا : يمثل خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ وثيقة سياسية وأخلاقية فائقة الأهمية، تجسد رؤية الأردن الاستشرافية للأزمات الإقليمية والدولية، فقد جاء الخطاب في لحظة حرجة تشهد تصعيداً إقليمياً غير مسبوق، حيث حذر جلالته من تداعيات توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية لتشمل إيران، مشيراً إلى استحالة تحديد «حدود هذه المعركة» وانعكاساتها التدميرية على الشعوب في كل مكان، وهذا الأمر إنما يعكس فهماً عميقاً لطبيعة التحولات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران الذي يهدد بتحويل الصراع إلى حرب إقليمية شاملة. حذر الملك من أن البشرية عند مفترق طرق حاسم يتطلب اختيارا مصيريا «بين السلطة والمبدأ، بين حكم القانون وحكم القوة»، مؤكدا على المسؤولية الإنسانية والأخلاقية المشتركة ومبينا أن فشل المجتمع العالمي في التصرف بشكل حاسم، يجعل الجميع متواطئين، الأمر الذي يستدعي عندها «إعادة تعريف معنى أن تكون إنسانا». هذا الطرح يضع العالم أمام مسؤولية تاريخية برسالة واضحة ومحددة مفادها «إما الوقوف مع العدالة أو المشاركة في الجريمة». وفي هذا الإطار رفع الخطاب الملكي القضية الفلسطينية من صراع حدود إلى اختبار اخلاقي، عبر تأكيده أن الحرية حق غير قابل للتصرف انطلاقا من أن الفلسطينيين مثلهم مثل جميع الشعوب، يستحقون حقهم في الحرية والسيادة وإقامة دولتهم المستقلة. كما عرض جلالته تحليلاً أخلاقياً وقانونياً صارماً لواقع غزة والضفة الغربية، حيث وصف ما يحدث في غزة بأنه «يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية» ويمثل انهياراً للقيم، مستنكرا تحول الانتهاكات من استثناء إلى نمط اعتيادي، حيث أصبحت الهجمات على المستشفيات والمجاعة كسلاح ضد الأطفال أموراً «شائعة» بدلاً من أن تبقى أفعالاً وحشية مستنكرة. هذا التشخيص يفضح ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، خاصة مع استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية «يوماً بعد يوم» دون تحرك دولي حاسم؛ وهو ما يجعل إنهاء الاحتلال شرطا لاستعادة العالم كرامته الأخلاقية. الخطاب تخطى النقد المباشر ليقدم رؤية بديلة قائمة على القيم المشتركة، حيث استحضر الملك نموذج أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي اختارت «الكرامة الإنسانية عوضاً عن الهيمنة، والقيم عوضاً عن الانتقام، والقانون عوضاً عن القوة، والتعاون عوضاً عن الصراع». هذا التوظيف الذكي لتجربة الاتحاد الأوروبي يؤسس لحلول عملية، حيث قدم الأردن نفسه كشريك استراتيجي لأوروبا في مجالين محوريين: دعم التنمية الإقليمية لتحقيق الاستقرار، واتخاذ إجراءات منسقة لإنهاء الصراعات التاريخية، وعلى رأسها «أطول بؤرة اشتباك في العالم»–الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. البعد الروحي والديني للخطاب مثّل ركيزة أساسية أخرى، حيث ربط جلالته الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس بالقيم المشتركة بين الأديان السماوية الثلاثة وبالتاريخ الإسلامي من خلال استحضار العهدة العمرية كنموذج للتسامح، تلك التي أمرت المسلمين باحترام كنائس القدس وحمايتها، وعدم إيذاء أي كاهن ولا قتل طفل أو امرأة أو شيخ، مؤكدا أن الوصاية الهاشمية تمثل امتدادا لهذه القيم. هذا الربط إنما يؤكد أن حماية التنوع الديني جزء من الهوية الأردنية، إذ علمت المملكة على الدوام مع المجتمع الدولي لتحويل الصراع من دائرة السياسة الضيقة إلى صراع وجودي حول «الهوية كمجتمع عالمي» والقيم الإنسانية الأساسية. هذا الخطاب إنما يعكس أهمية رؤية الملك كزعيم سياسي وحارس للضمير في عصر التواطؤ، وفي الوقت نفسه يقدم جلالته رسالة تفاؤل مهمة في أوج الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة بقوله: «لقد سلكنا طريق السلام من قبل، ويمكننا أن نسلكه مجددا»، وهو ما يمثل دعوة عملية للعمل تتطلب «الشجاعة اللازمة» لاختيار الحل القائم على السلام العادل والقانون الدولي، في عام وصفه بأنه «عام القرارات المحورية»، وهو ما يجعل «خطاب ستراسبورغ» خارطة طريق أخلاقية وإنسانية ليس فقط للشرق الأوسط، بل لمستقبل النظام الدولي ككل. ــ الراي


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
عماد عبد الرحمن : خطاب قيمّي تاريخي
أخبارنا : حفل خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا، بجملة من المقاربات وأساسيات القيم والأخلاقيات العميقة التي نسيها أو تناساها العالم هذه الأيام، عند التعامل مع القضايا والأزمات في المنطقة، كما قدم أيضاً سلسلة من الحلول لمشاكل المنطقة والعالم، بالعودة الى طبيعتنا كبشر، وإسترجاع إنسانيتنا ومبادئ حقوق الإنسان، "العهدة العمرية مثالا"، إذا ما أراد العالم تخطي هذه المرحلة التاريخية، التي تنذر بكوارث وحروب طاحنة إذا ما تراجعت القوى المؤثرة عن النهج الحالي اللاأخلاقي والمدمر. كلام الملك الذي حظي بتصفيق ووقوف مطولين من أعضاء البرلمان الأوروبي، يمثل نموذج وصفي ومنطقي لما تمر به المنطقة والعالم هذه الأيام من تراجع للقيم والمبادئ، وتشخيص إستراتيجي لحالة الإنهيار الأخلاقي الدولي، عند التعامل مع الأزمات، خصوصاً المسلحة منها، فالأحلام السعيدة قد تنتهي بكوابيس وكوراث، وما نحتاجه رؤية واقعية لما يجب أن يكون عليه التعامل مع المسارات المختلفة لقضايا المنطقة، خصوصاً القضية المركزية، قضية فلسطين. البرلمان الأوروبي الحريص على الإستماع الى وجهة نظر الملك فيما يتعلق بملفات المنطقة وأزماتها، كما هي أزمات العالم، وهو الأكثر حضوراً بين قادة العالم من خارج أوروبا لمقر البرلمان الأوروبي، يؤكد دوما دور الأردن المحوري في نزع فتيل الأزمات الكبرى، ودوره المحوري في إنقاذ المنطقة وشعوبها من القتل والظلم والإبادة الجماعية التي تحصل على مرأى ومسمع العالم في غزة، والعالم المتزن كما يمكنه الإعتماد على الأردن كطرف يحظى بثقة وإحترام الأطراف ليكون سفير سلام وإنقاذ، لتحقيق الإستقرار وتدعيم أسس السلام والأمن في منطقتنا والعالم. العالم اليوم، بحاجة أكثر من أي وقت مضى لإعادة توصيف العلاقة التي يقوم عليها النظام العالمي هذه الأيام، والتي تقوم أساساً على المصالح والنفوذ والسيطرة، لمعالجة الخلل الذي إعترى القيم والأخلاقيات التي تحكم العلاقات بين الدول، ولعل التعامل مع القضية الفلسطينية وما نتج عنها من صراعات إقليمية، منذ أكثر من سبعين عاماً، ولم تهدأ حتى اليوم، خير دليل على الخلل الكبير في النظام العالمي الجديد بالتعاطي مع الأزمات وجوهرها الوجودي، بما مثله ذلك من أنتهاك خطير للقيم والأخلاقيات المتوارثة والمتعارف عليها، منذ أيام الحرب العالمية الثانية، وحتى وقت قريب. لم يعد كافياً الإستماع للكلام المحسوب والمجاملات والمديح، فالمنطقة تحتاج الى إقتران القول بالفعل والعمل بجدية من أجل إنهاء التوتر وخفض التصعيد، لا أن تترك المنطقة لمصيرها على قاعدة "إذهب انت وربك فقاتلا"، صحيح أن الأردن يعمل ليل نهار من أجل عودة الإستقرار والهدوء للمنطقة، لكن في نهاية المطاف، "يد وحدها لا تصفق" والكل ينأى بنفسه وينتظر، حالياً، لا صوت يعلو على صوت البارود، لكن الأردن الذي يمثل صوت الحكمة والإعتدال في المنطقة المشتعلة، وأوروبا التي عانت ويلات الحروب، يمكنهما التأثير بمجريات الأحداث وتغيير الواقع المرير اذا ما توفرت الإرادة للأطراف بذلك. نعم أنه خطاب تاريخ ومؤثر، ورسالة سلام وإعتدال الى العالم أجمع، فلا التغاضي أو التواطئ عما يحصل ينفع، ولا هدم حدود وبوصلة الأخلاقيات في التعامل بين الشعوب والفشل في التعامل مع الملفات الساخنة تحسم أو تحدد نهايات المعارك ومآلاتها المؤلمة. ــ الراي