logo
ما تداعيات حظر جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن؟

ما تداعيات حظر جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن؟

فرانس 24 ٢٤-٠٤-٢٠٢٥

شكل قرار السلطات الأردنية الأربعاء حظر جماعة " الإخوان المسلمين" في البلاد وتجريم الانضمام إليها خطوة تصعيدية جاءت إثر اعتقال 16 من أعضائها، بتهم تتعلق بتهديد الأمن القومي، من بينها "تدريب مسلحين وتصنيع متفجرات والتخطيط لتنفيذ هجمات باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة".
ورغم نفي الجماعة أي علاقة لها بالمؤامرة المزعومة، ربط وزير الداخلية مازن الفراية الحظر بالمخطط الذي تم الإعلان عنه، مشيرا إلى أن أعضاء من الجماعة حاولوا في الليلة ذاتها "تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق من مقرها. وأكد الفراية أن الجماعة كانت "تعمل بسرية وتقوم بأنشطة تهدد الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية".
قاوم الأردن لسنوات طويلة الضغوط لحظر جماعة "الإخوان المسلمين"، من جانب دول الخليج العربية ومصر التي يساورها الشك إزاءها منذ فترة طويلة. ولكن، في إطار حملة إقليمية على الإسلام السياسي والحريات العامة، شددت المملكة الهاشمية القيود على الجماعة على مدى العامين الماضيين، فحظرت تجمعاتها العامة واعتقلت بعض معارضيها البارزين.
وكانت السلطات الأردنية قد شجعت أيضا مجموعة منشقة على الطعن قانونيا على ترخيص العمل للحركة الرئيسية، ولكنها ظلت، حتى الأربعاء، تتجنب فرض حظر صريح.
يوضح المحلل السياسي الأردني عمر الرداد أن "الأردن، بعد منح الجماعة فرصا عديدة لتعديل نهجها، قرر اتخاذ خطوات حاسمة، أبرزها تنفيذ قرار قضائي قديم بحظر الجماعة." أما فيما يخص "حزب جبهة العمل الإسلامي"، "هناك ترقب للقرار القضائي الذي سيحدد مصيره، خاصة أن قانون الأحزاب يحظر أي علاقة بالإرهاب أو تصنيع المتفجرات. الحكم القضائي المرتقب سيكون إما خطوة نحو حل الحزب وغلق ملف الإسلام السياسي، أو فرصة له لفك الارتباط بالجماعة المحظورة قانونا".
نهاية خصوصية تاريخية؟
بالحديث عن خلفيات قرار الحظر، يرى الرداد أنها "مرتبطة بعلاقة متوترة ومركبة بين جماعة الإخوان المسلمين والدولة في العالمين العربي والإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالتنظيمات القُطرية التابعة للجماعة. في الأردن مثلا، كان للجماعة تاريخ طويل من الهياكل والتنظيمات المعروفة في مجالات الدعوة والعمل الاجتماعي والسياسي".
04:50
أشار المتحدث إلى خصوصية الوضع الأردني "المختلف إلى حد كبير بسبب التركيبة السكانية والديموغرافية. إذ حتى منتصف تسعينيات (القرن الماضي)، كانت جماعة الإخوان ذات طابع دعوي، لكنها بدأت بممارسة العمل السياسي منذ عام 1989 مع استئناف الحياة الديمقراطية. ومع صدور قانون الأحزاب، رفضت الانخراط الكامل كحزب سياسي، بل أبقت على نفسها كجماعة لها ذراعان: الأول هو حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو طيف سياسي مرخّص له يشارك في العملية الانتخابية، والثاني هو الذراع المتشدد المرتبط بحركة حماس الفلسطينية".
علاقة متقلبة
طالما اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن فاعلا سياسيا بارزا منذ استقلال الدولة عام 1946، إذ سمح لها دائما بالوجود من قبل الحكم الملكي الهاشمي، رغم تذبذب العلاقة بين الطرفين. بل إن الجماعة شكلت في السنوات الأولى لتأسيسها عام 1945، جزءا لا يتجزأ من عملية بناء الدولة. غير أن تتويج الملك عبد الله الثاني شكل بداية مرحلة من الضغوط المتزايدة على الجماعة التي بات يُنظر إليها باعتبارها قوة مفرطة التأثير.
03:11
هذا الارتباط الوثيق بين الإخوان وتطور الدولة الأردنية الحديثة، بدا جليا بين عامي 1946 و1973، حين واجهت المملكة الهاشمية تحديات إقليمية كبيرة، منها محاولتا انقلاب: الأولى عام 1957 بعد إقالة رئيس الوزراء سليمان النابلسي، والثانية في 1970-1971 خلال ما سمي بـ"أيلول الأسود" الذي يعرف أيضا باسم الحرب الأهلية الأردنية، وهو الصراع الذي نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في المقام الأول بين 16 و27 سبتمبر 1970 مع استمرار بعض الأعمال حتى 17 يوليو/تموز 1971.
في كلتا الحالتين، لعبت الجماعة دور الحليف للملك الحسين وساهمت في استقرار البلاد في أجواء الحرب الباردة. وتماهت مواقفها مع مساعي الدولة لإثبات شرعيتها، لا سيما في مواجهتها للمد الشيوعي والتأثير الناصري-السوفياتي. كما رفضت، لأسباب أيديولوجية، ميثاق بغداد ومبدأ أيزنهاور، اللذين اعتبرتهما تدخلا توسعيا.
بداية توتر العلاقة
في ثمانينيات القرن الماضي، ومع ترسيخ الجماعة وجودها في الجامعات، وتحولها إلى حركة فكرية ذات طابع مدني جماهيري، بدأت التوترات بين الطرفين تطفو إلى السطح، خاصة حين وقّع الملك الحسين معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994، ثم تفاقمت مع مقاطعة الجماعة للانتخابات عام 1997، بعد أن أنشأت ذراعها السياسي "جبهة العمل الإسلامي" عام 1992 إثر السماح بتأسيس الأحزاب السياسية.
التضييق على الجماعة
مع بداية القرن الحادي والعشرين، يرى مراقبون أن وجود الجماعة شكل مصدر إزعاج لحكم الملك عبد الله الثاني الذي تولى العرش عام 1999. ويفسرون ذلك بخشية السلطات من النفوذ السياسي للجماعة، ما دفعها إلى تقليص دورها وزيادة القيود المفروضة عليها. تم تهميشها في الجامعات، لا سيما كليات الشريعة، ومنع عدد من أئمتها وخطبائها من النشاط، أو فُرض عليهم الالتزام بخطاب ديني غير سياسي. كما مُنعت من الظهور الإعلامي. في هذا السياق، اختارت الجماعة عام 2008 قيادة أكثر تشددا برئاسة همّام سعيد، في ظل تصاعد التوتر مع الدولة، بالإضافة إلى عوامل إقليمية أخرى.
بالتوازي مع ذلك، ضيّقت السلطات الأردنية الخناق على جبهة العمل الإسلامي، إذ أُقصي أعضاؤها من وظائف حكومية، في المستشفيات والجيش، وتعرضت عائلاتهم لعقوبات غير مباشرة. كما أثرت هذه الظروف على المشاركة السياسية للجبهة التي، بعد نتائج ضعيفة عام 2007، قررت مقاطعة انتخابات 2010 رفضا للوضع القائم وقوانين الانتخابات.
تداعيات "الربيع العربي" ومحاولات تطويق الجماعة
مع اندلاع موجة ثورات "الربيع العربي" في المنطقة عام 2010، اتخذت السلطات الأردنية موقفا حذرا لحماية استقرار البلاد، مراقبة عن كثب تأثير جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر. ورغم محاولات الملك عبد الله الثاني فتح حوار مع الجماعة في الأردن، إلا أن الأخيرة رفضت المبادرات، وازداد التوتر مع اعتقال نائب المراقب العام زكي بني ارشيد بعد انتقاده للإمارات، حليفة الأردن.
08:44
بلغت القطيعة ذروتها عام 2015، حين حظرت الحكومة جماعة "الإخوان المسلمين" رسميا، ونقلت ممتلكاتها إلى كيان قانوني جديد باسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين". غير أن الجماعة الأصلية واصلت نشاطها في السر، معتبرة نفسها الممثل الشرعي، ورافضة الكيان الجديد الذي أُنشئ برعاية السلطة.
في المجال السياسي، واصلت جبهة العمل الإسلامي وجودها القانوني لكنها قاطعت انتخابات 2013.
7 أكتوبر 2023.. عودة قوية
في إجراء آخر فاقم حدة التوتر بين الدولة والجماعة، في يوليو/ تموز 2023، أقر الأردن قانون الرقابة الرقمية، الذي يجرم أي محتوى يعتبر "مخلا بالأخلاق" أو "مهددا للوحدة الوطنية"، مما فرض قيودا صارمة على حرية التعبير، خاصة على أعضاء جبهة العمل الإسلامي والمعارضين. وبعد الرد الإسرائيلي في غزة على هجوم حماس الدامي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اندلعت احتجاجات واسعة في الأردن دعما لفلسطين، وخصوصا بالمدن الكبرى حيث يحظى الإخوان بقاعدة شعبية. وطالبت المظاهرات بقطع العلاقات مع إسرائيل، وتركزت حول السفارة الإسرائيلية في عمّان.
وعلى الرغم من الموقف الأردني الرسمي المعارض للحرب الإسرائيلية على غزة – حيث طردت عمان السفير الإسرائيلي وطالبت مرارا بوقف الحصار – إلا أن الحكومة واجهت احتجاجات شعبية تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام، ووقف تصدير الغاز لإسرائيل، وإنهاء أي تعاون تجاري معها.
هذه التطورات، أدت إلى تنامي شعبية جماعة "الإخوان المسلمين" وحليفتها في غزة، حركة حماس، داخل الشارع الأردني، وهو ما أثار قلق السلطات.
الرداد يربط بين "دخول حركة حماس على خط الجماعة، وتشكيل تيار داخل الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، حتى بات بالإمكان القول إن الجماعة "تمّت حمسنتها"، أي اختطافها من قِبل حركة حماس، التي أصبحت تهيمن على القرار الداخلي تحت غطاء دعم القضية الفلسطينية. هذه السيطرة شملت جمع التبرعات وتحديد القيادات، مما أثار خلافات داخلية منذ عام 2000 بين من يرى الجماعة كتنظيم وطني يعمل ضمن الدستور الأردني، ومن يرى أنها جزء من مشروع إقليمي أوسع".
أقوى تنظيم معارض
في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في سبتمبر/أيلول الماضي، فاز الذراع السياسي للجماعة، حزب جبهة العمل الإسلامي، بـ31 مقعدا من أصل 138، ما يجعله أكبر وأقوى تنظيم معارض في البلاد. وقد انتقد الحزب معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994، وهي معاهدة لا تحظى بشعبية كبيرة في الشارع الأردني الذي عرف بمناصرته القوية للقضية الفلسطينية. كما لعبت الجماعة دورا نشطا في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة في العاصمة عمّان.
من جهتها، كانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد انتقدت العام الماضي السلطات الأردنية بسبب اعتقالها ومضايقتها لعشرات المواطنين الذين شاركوا في المظاهرات المؤيدة للفلسطينين أو نشروا منشورات داعمة لها على الإنترنت.
تداعيات قرار الحظر
يطرح قرار السلطات الأردنية عدة تساؤلات بشأن التداعيات المحتملة للحظر وما قد يترتب عنه بالنسبة للجناح السياسي للجماعة، أي "جبهة العمل الإسلامي"، التي تنشط تحت مظلة قانونية داخل البرلمان، إذ تتضارب آراء المحللين حول احتمال تضييق السلطات الخناق على هذا الفاعل السياسي، فيما يرهن آخرون ذلك بطبيعة نتائج التحقيقات الجارية بشأن وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الجماعة الأم من عدمه.
على صعيد آخر، يرجح مراقبون أن تباشر السلطات ملاحقات قضائية واعتقالات، ما قد يدفع الجماعة إلى الانتقال للعمل السري.
قرار السلطات الأردنية ليس الأول من نوعه، بل ينسجم مع مواقف دول عربية أخرى مثل مصر والإمارات كانت سباقة إلى تصنيف الجماعة "تنظيما إرهابيا".
وفقا لمختصين بشؤون الشرق الأوسط، فإن القرار يحمل رسالة ضمنية للجهات الداعمة لحماس التي تتمتع بشعبية داخل الأردن.
وفقا للمحلل السياسي الأردني الرداد فإن "هذا التطور يعكس أزمة حقيقية داخل حركة حماس، التي باتت على وشك الخروج من غزة، وتبحث عن ساحة بديلة. كما يبدو أن بعض القيادات، التي تحمل وثائق هوية أردنية، ترى في الأردن موقعا محتملا للتمركز. وبالتالي، فإن الجماعة التي تسيطر عليها حماس باتت تنفذ مشروعا استراتيجيا لتحويل الأردن إلى "ساحة بديلة"، على غرار نموذج حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، ما يشير إلى مشروع دولة داخل دولة بدعم إيراني".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما الذي نعرفه عن المشتبه به في تنفيذ هجوم واشنطن أمام المتحف اليهودي؟
ما الذي نعرفه عن المشتبه به في تنفيذ هجوم واشنطن أمام المتحف اليهودي؟

فرانس 24

timeمنذ 11 ساعات

  • فرانس 24

ما الذي نعرفه عن المشتبه به في تنفيذ هجوم واشنطن أمام المتحف اليهودي؟

يدعى إلياس رودريغيز، ثلاثيني أمريكي يشتبه في أنه منفذ هجوم بإطلاق نار مساء الأربعاء أسفر عن مقتل موظفين اثنين في السفارة الأمريكية بالعاصمة الأمريكية واشنطن. في مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي تعذّر التحقّق من مدى دقّته، يظهر رجل ملتحٍ يضع نظّارتين ويرتدي سترة وقميصا أبيض يتعرّض للتوقيف ويُقتاد من عدّة أشخاص، بدون أيّ مقاومة. وقبل الخروج من الباب، ينظر إلى الكاميرا والحضور ويهتف مرّتين "حرّروا فلسطين. وأخبر شهود على غرار كايتي كاليشير أن منفذ الهجوم في واشنطن دخل بعد العملية إلى المتحف اليهودي إذ ظنّ الحرس أنه من الضحايا قبل أن يكشِف هو عن فعلته. "فعلتها من أجل غزة" وأوضحت كاليشير لوسائل إعلام أمريكية قائلة: "كانت الساعة حوالي 21,07 عندما سمعنا طلقات نارية. ثم دخل رجل بدا أنه فعلا في حالة صدمة. وكان الناس يتكلّمون معه ويحاولون تهدئته. وأتى للجلوس إلى جانبي فسألته إن كان بخير وإن كان يريد شرب الماء". وبدوره، قال شاهد عيان آخر يدعى يوني كالين "حرّاس الأمن سمحوا بدخول الرجل، ظنّا منهم، في اعتقادي، أنه ضحية. وقد بلّله المطر وكان بكلّ وضوح في حالة صدمة... وجاءه البعض بالماء وساعدوه على الجلوس... فطلب منهم الاتّصال بالشرطة". ثمّ أخرج كوفية وأعلن مسؤوليته عن الهجوم قبل أن يُقتاد من دون أيّ مقاومة، قائلا وفق كاليشير "أنا فعلتها، فعلتها من أجل غزة". كما أنه بقي يردّد "ما من حلّ سوى الانتفاضة"، بحسب كالين قبل إخراجه من المبنى وهو يهتف "حرّروا فلسطين!". "حزب الاشتراكية والتحرير" وكان إلياس رودريغيز من بين أعضاء "حزب الاشتراكية والتحرير" اليساري الراديكالي في الولايات المتحدة، لكن لـ"لفترة وجيزة في العام 2017 " وفق الحزب الذي أكّد على منصة إكس أنه لم يعد ينتمي المشتبه به إلى صفوفه وألا صلة للحزب بالهجوم المنفذ. ويشار إلى أن "حزب الاشتراكية والتحرير" الأمريكي كان قد حشد صفوفه تأييدا للفلسطينيين في وجه الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت وتيرتها في الأيّام الأخيرة في غزة. ويذكر أنه، منذ هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة ومقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني وفق حصيلة السلطات المحلية والتي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة، تشهد الولايات المتحدة، كغيرها من البلدان، موجة من الحراك المؤيّد للفلسطينيين، لا سيّما في الجامعات، إضافة إلى تنامي الأفعال المعادية للسامية.

يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟
يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • يورو نيوز

يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"* تقريرًا كشفت فيه أن مؤسسة التراث الأمريكية أرسلت وفدًا إلى إسرائيل أواخر أبريل/نيسان الماضي، لعقد لقاءات مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، والسفير الأمريكي مايك هاكابي، بهدف مناقشة مشروع "إستير". ويتألف المشروع من مجموعة خطوات تهدف إلى "محاربة معاداة السامية" داخل الولايات المتحدة، لكن كان لافتًا أنه يصنف الحركات المؤيدة لفلسطين داخلها على أنها جزء من "شبكة دعم حماس العالمية" (HSN)، والتي يُقال إنها تسعى إلى: ويضع المشروع قواعد للتصدي لتلك الحركات، عبر طرد وإقصاء وإلغاء كل من يدعم الحركة المناصرة لفلسطين، بما في ذلك الطلاب، والأساتذة، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إلغاء تمويل المؤسسات التي تدعمهم. تمت صياغة المشروع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبيل الانتخابات الأمريكية، وتزامنًا مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل داخل الجامعات الأمريكية. وسُمي المشروع تيمّنًا بالملكة اليهودية "إستير"، زوجة الملك الفارسي خشايارشا الأول في الحقبة الأخمينية، وهي شخصية توراتية معروفة بأنها خلّصت اليهود. وتشير الصحيفة إلى أن ترامب تبنى المشروع دون الإعلان عنه. إذ أن أكثر من نصف سياساته دخلت حيز التنفيذ في غضون أقل من أربعة أشهر على توليه السلطة. وقد أجرت مقابلات مع القائمين على المشروع لتأكيد تلك الفرضيات. ورغم نفي المسؤولين في مؤسسة التراث الأمريكية ضلوعهم المباشر في استخدام الدليل الذي وضعوه داخل البيت الأبيض، أكد مدير الأمن القومي في المؤسسة، وأحد مؤلفي المشروع، أن ما يجري "لا يمكن أن يكون مصادفة". فقد كان لافتًا شروع الإدارة في حملة اعتقال واسعة، طالت الطلاب الداعمين لفلسطين، مثل محمود خليل ومحسن مهداوي، مع قرارات بقطع التمويل عن جامعة هارفارد لعدم استجابتها لطلبات الإدارة الأمريكية. ومنذ أواخر مارس/آذار الماضي، ألغت السلطات الأمريكية تأشيرات أكثر من 1000 طالب جامعي أو أنهت وضعهم القانوني في مختلف أنحاء البلاد، وفقًا لمراجعة أجرتها وكالة "أسوشيتد برس". في هذا السياق، انتقدت بيلين فرنانديز، وهي كاتبة وصحفية أميركية ومؤلفة كتاب "المنفى: رفض أميركا واكتشاف العالم"، مشروع "استير"، قائلة إن القيّمين عليه يدّعون أنهم ملتزمون بحماية البلاد من الذين يدمرون الديمقراطية، لكنهم في "الواقع هم من يدمّرونها". وأوضحت أن المشروع يحمل عدة مغالطات، من بينها أن الربط بين حركة حماس والرأسمالية في المشروع غير واضح، كما أنه يجرّم حق الاحتجاج على ما وصفته بـ"المذبحة الجماعية للفلسطينيين في غزة"، ويعتبره شكلا من أشكال معاداة السامية.

البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو
البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • يورو نيوز

البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو

مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة شهرها الثالث، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من الداخل ومن حلفائها الدوليين بسبب التدهور الحاد في الوضع الإنساني بالقطاع. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر مؤخرًا السماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن القرار واجه رفضًا حادًا من القاعدة السياسية المتطرفة التي تدعم ائتلافه الحكومي. وفي معرض دفاعه عن الخطوة، أشار نتنياهو إلى أن الحلفاء الغربيين لا يستطيعون تحمل مشاهد المجاعة الجماعية التي تتصاعد في ظل الحصار المستمر. جاء هذا التحرك بعد أيام قليلة من اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجولة في دول الخليج العربي، التي طلبت منه الضغط لإيجاد حل عاجل للصراع. وبحسب مصادر مطلعة على محادثات ترامب خلال الجولة، فإن ترامب أبدى قلقًا حقيقيًا إزاء معاناة الفلسطينيين في القطاع، كما أصبح أكثر انفعالًا تجاه نتنياهو، الذي لم يكن يحظى بتقدير شخصي منه، خاصةً مع تصاعد خلافات بين البلدين حول إدارة الأزمة. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تعمل الولايات المتحدة على تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة حماس عبر مفاوضات تتوسط فيها قطر، لكن جولات الوساطة فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراق. وفي تصريح له يوم الثلاثاء، حذر رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية "تقوض أي فرصة لتحقيق السلام" في المنطقة. وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض أنه لا صحة للتقارير التي تحدثت عن نية الولايات المتحدة التخلي عن إسرائيل، لكنه شدد على أن الرئيس ترامب يعمل بجد على إيجاد حل دبلوماسي حتى مع توسع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. وعلى الجانب الداخلي، تتصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل للمطالبة بإنهاء الحرب، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تحول الدولة إلى "كيان منبوذ" على الساحة الدولية. وحذّر زعيم حزب الديموقراطيين الإسرائيلي يائير غالانت من أن إسرائيل قد تسلك نفس طريق نظام الأبارتيد السابق في جنوب إفريقيا إذا لم تُعد النظر في سياساتها الحالية. أما في قطاع غزة، فتواجه حماس ضغوطًا كبيرة من سكان القطاع الذين يحملونها مسؤولية الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحرب. ومع تصاعد الانتقادات والمظاهرات ضد الحركة، ردّ مقاتلوها بعنف على المعارضين، واعتبروا الخسائر البشرية الباهظة "ضرورية" في سياق المواجهة المسلحة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهدف الرئيسي من العملية الجديدة هو الضغط على حماس للإفراج عن الأسرى المدنيين الذين تحتجزهم منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي. لكن تصريحات أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، منهم الوزير المتطرف بيتسلئيل سموتريتش، والتي تشير إلى تدمير كامل للبنية التحتية في القطاع، أثارت قلقًا دوليًا واسع النطاق بشأن النوايا الحقيقية لإسرائيل في غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store