logo
«قناة جديدة» تهدد توازن القوى في الإعلام الرياضي الفرنسي

«قناة جديدة» تهدد توازن القوى في الإعلام الرياضي الفرنسي

الشرق الأوسطمنذ 5 أيام

تتجه رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم إلى إطلاق قناة خاصة بها لنقل مباريات دوري الدرجة الأولى ابتداءً من الموسم المقبل، وسط غياب عروض قوية من الشركاء الإعلاميين لشراء حقوق البث بالطريقة التقليدية. هذا التوجّه الجديد أثار حراكاً واسعاً في السوق الإعلامية الفرنسية، وجذب اهتماماً متزايداً من جهات عدة أبرزها: «أمازون»، وقناة «كانال»، وقناة «بي إن سبورت»، ومنصة «دازن»، وشركة «ميدياوان»، وصحيفة «ليكيب»، التي أبدت جميعها رغبتها بدرجات متفاوتة في المشاركة في إنتاج أو توزيع القناة المستقبلية.
وبحسب ما ورد في صحيفة «ليكيب» الفرنسية، فإن منصة «دازن» البريطانية كانت من أولى الجهات التي تقدّمت بعرض رسمي لتقديم خدمات الإنتاج والبث للقناة المقترحة، بعد موسم واحد فقط كموزع رئيسي لبعض مباريات الدوري الفرنسي. وفي الثاني من مايو (أيار)، توصّلت الرابطة إلى اتفاق مع «دازن» أنهى نزاعاً قضائياً كانت المنصة تطالب فيه بتعويض قدره 573 مليون يورو، بسبب ما اعتبرته إخلالات من الرابطة ببنود العقد. وضمن هذا الاتفاق، تم إنهاء العقد الحالي قبل موعده الأصلي، مع تعهّد «دازن» بدفع سبعين مليون يورو في نهاية أبريل (نيسان)، ومبلغ مماثل نهاية يونيو (حزيران).
واقترحت «دازن» على رئيس شركة إعلام الرابطة، نيكولا دو تافيرنو، أن تتولى إنتاج القناة بالكامل تحت إشراف الرابطة، مقابل استثمار قدره مائة وعشرة ملايين يورو خلال الموسمين المقبلين في مجال الإنتاج والتسويق. كما تضمن العرض توزيع القناة عبر منصة «دازن» نفسها، مع تحويل كامل إيرادات الاشتراكات للرابطة خلال أول عامين. وإذا تم الاتفاق على هذا المشروع، تمتد الشراكة لأربع سنوات، تحصل «دازن» في السنتين الأخيرتين منها على نسبة من الأرباح. أما إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، فستكون «دازن» ملزمة بدفع تعويض للرابطة قدره مائة مليون يورو، يُخصم منه خمسة عشر مليوناً لقاء قاعدة البيانات الخاصة بالمشتركين، ليصبح المبلغ الصافي خمسة وثمانين مليون يورو.
من جهة أخرى، عادت قناة «كانال» إلى المحادثات مع الرابطة، بعد توتر العلاقات بين الطرفين منذ صيف عام ألفين وواحد وعشرين، حين حصلت شركة «أمازون» على حقوق البث بدلاً من شركة «ميديا برو» المنسحبة. وأفادت صحيفة «ليكيب» بأن رئيس قناة «كانال»، ماكسيم سعادة، وهو من المقربين لرئيس شركة إعلام الرابطة، يجري محادثات منتظمة للتوصل إلى صيغة تعاون جديدة. وتبدو القناة مستعدة لتقديم خبرتها في مجالات التوزيع والتسويق، لكنها ترفض دفع ضمان مالي مسبق، وهو ما تعتبره الرابطة أمراً جوهرياً لضمان الحد الأدنى من الإيرادات.
وتؤكد قناة «كانال» أنها قادرة على جذب عدد كبير من المشتركين بسرعة؛ نظراً لمكانتها المرموقة في سوق الرياضة الفرنسية، كما تستعد لإطلاق حملة تسويقية ضخمة قبل انطلاق القناة. وتشير التقديرات إلى أن قيمة الاشتراك الشهري ستكون خمسة عشر يورو، وعشرة يوروات فقط للمشتركين الحاليين في القناة. وقد طرحت القناة فكرة بث مشترك لأبرز مباريات مساء الأحد من خلال شاشتها، بهدف تعزيز القيمة السوقية للبطولة.
أما شركة «أمازون»، فقد أبدت استعداداً أكبر لتقديم ضمان مالي مقابل توزيع القناة، عبر منصتها «برايم فيديو». وصرّح أليكس غرين، مدير قسم الرياضة في الشركة، لصحيفة الفريق، بأن «أمازون» تملك منظومة توزيع ضخمة، وقاعدة مشتركين واسعة تجاوزت المليون مشترك في خدمة تذكرة الدوري الفرنسي، إلى جانب خبرة كبيرة في إنتاج المباريات.
لكن هذه العودة المحتملة لـ«أمازون» إلى المشهد أثارت امتعاض قناة «كانال»، التي لمّحت إلى احتمال انسحابها من توزيع القناة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع الشركة الأميركية.
وفي ظل هذه التباينات، ظهرت دعوات لفتح باب تقديم العروض رسمياً، لا سيما في مجال الإنتاج، تفادياً لأي اتهامات بالمحاباة. ويشير بعض المراقبين إلى أن فوز قناة «بي إن» سيُعتبر قراراً من ناصر الخليفي، وإذا فازت «كانال»، فستُتهم الرابطة بالتواطؤ مع سعادة، وإذا اختيرت شركة «ميدياوان»، فقد يُقال إن رئيسها بيار أنطوان كابتون هو صديق لرئيس الرابطة فنسان لابرون.
وقد طرحت شركة «ميدياوان»، التي دشنت مؤخراً قسماً رياضياً، مشروعاً متكاملاً لتقديم محتوى شامل يتعدى بث المباريات ليشمل سرداً قصصياً وهوية إعلامية متكاملة للدوري الفرنسي، بأساليب تتماشى مع المنصات الرقمية الحديثة. كما عبّرت صحيفة «ليكيب»، من خلال شركتها للإنتاج، عن اهتمامها بتولي جانب من إنتاج القناة.
أما قناة «بي إن سبورت»، فلا تزال تحتفظ بحقوق بث المباراة الأهم اليوم السبت، مقابل مبلغ سنوي قدره ثمانية وسبعون مليوناً ونصف المليون يورو، ما يجعل موافقتها ضرورية لضمان بث جميع مباريات الدوري عبر القناة الجديدة. ووفقاً لصحيفة «ليكيب»، فإن الشبكة القطرية منفتحة على نقل هذا الحق للقناة الجديدة أو تقاسم البث، شرط أن يتم ذلك بما لا يتعارض مع عقدها الحصري مع قناة «كانال»، الذي يستمر حتى عام ألفين وثلاثين.
ومع دخول المفاوضات مراحلها النهائية، لا يزال مستقبل القناة الجديدة رهيناً بقدرة الأطراف المختلفة على الوصول إلى اتفاق متوازن يُرضي الجميع، ويضمن للرابطة موارد مالية مستقرة بعيداً عن الأزمات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دورة جنيف: ديوكوفيتش يحتفل بعيد ميلاده الـ38 ببلوغ المربع الذهبي
دورة جنيف: ديوكوفيتش يحتفل بعيد ميلاده الـ38 ببلوغ المربع الذهبي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

دورة جنيف: ديوكوفيتش يحتفل بعيد ميلاده الـ38 ببلوغ المربع الذهبي

تأهل الصربي نوفاك ديوكوفيتش إلى الدور قبل النهائي من دورة جنيف المفتوحة للتنس، في يوم عيد ميلاده الـ38، وذلك بعدما نجح في الفوز على المنافس الذي أطاح به في بطولة مدريد الشهر الماضي. ونجح ديوكوفيتش في استعادة أدائه المعهود ليفوز على الإيطالي ماتيو أرنالدي المصنف 39 بواقع 6-4 و6-4، ضمن منافسات دور الثمانية. وقال ديوكوفيتش: «لقد كانت المباراة متكافئة وتنافسية أكثر مما بيّنته النتيجة». وفي يوم بارد وممطر جاءت النتائج صعبة على المصنفين الكبار في البطولة، حيث خسر الأميركي تايلور فريتز، المصنف الأول في المنافسات أمام البولندي هوبرت هوركاتش، المصنف سادساً بنتيجة 6-3 و7-6، فيما خسر المصنف الرابع، الروسي كارين خاشانوف 4-6 و6-4 و6-4 أمام النمساوي سيباستيان أوفنر، المصنف رقم 128. وسيلعب ديوكوفيتش في الدور قبل النهائي أمام الفائز من مواجهة تجمع بين الأسترالي أليكسي بوبيرين، المصنف الخامس، والبريطاني كاميرون نوري.

السيارات الصينية تغزو روسيا وبوتن يرد.. وحلقة من جديد السيارات
السيارات الصينية تغزو روسيا وبوتن يرد.. وحلقة من جديد السيارات

المربع نت

timeمنذ 2 ساعات

  • المربع نت

السيارات الصينية تغزو روسيا وبوتن يرد.. وحلقة من جديد السيارات

المربع نت – استكمالاً لدورنا التوعوي في عالم السيارات.. طُرحت حلقة جديدة من حلقات برنامج 'جديد السيارات'، وهي بعنوان 'السيارات الصينية تغزو روسيا وبوتن يرد'. ويهتم برنامج جديد السيارات بالكشف عن أجدد السيارات في السوق العالمي، وعرض أبرز التجهيزات والمواصفات في السيارة الجديدة. السيارات الصينية تغزو روسيا وبوتن يرد بعد انسحاب الشركات الغربية من روسيا في عام 2022 نتيجة الحرب مع أوكرانيا، وجدت الصين فرصة ذهبية لاقتحام السوق الروسي، وخلال ثلاث سنوات فقط، ارتفعت مبيعات السيارات الصينية في روسيا بسبعة أضعاف، حتى أصبحت تشكل 63% من السوق المحلي، مقابل 29% فقط للسيارات الروسية. العلامات التجارية الصينية الأكثر رواجًا هناك تشمل شيري، جيلي، وهافال، واللافت أن 99% من السيارات المباعة تعمل بالبنزين، بخلاف الأسواق العالمية الأخرى التي تتجه نحو السيارات الكهربائية والهجينة. كيف سيطرت الصين بهذه السرعة؟ السر يكمن في السياسات الصناعية الصينية، فـ المصانع في الصين تنتج كميات هائلة من السيارات سنويًا، حتى لو كان الطلب المحلي لا يستوعب هذا الإنتاج، وهذه الاستراتيجية أدت إلى إغراق الأسواق العالمية بسيارات منخفضة السعر، منافسة بذلك كبرى الشركات العالمية. السيارات الصينية تغزو روسيا وبوتن يرد نفس الظاهرة حدثت في أوروبا، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضرائب تصل إلى 40% على السيارات الصينية، بينما رفعتها الولايات المتحدة إلى 100%، قبل أن تحظرها تمامًا. لكن الوضع في روسيا كان مختلفا، فبعد انسحاب الشركات اليابانية والأوروبية، لم تواجه الصين أي منافسة حقيقية، ما جعل السوق الروسي أرضا خصبة للمنتجات الصينية. روسيا فتحت الأبواب بنفسها الغزو الصيني لم يكن مجرد تصدير سيارات، بل إن الشركات الصينية استحوذت على المصانع الغربية المهجورة بأسعار زهيدة، على سبيل المثال، شركة شيري الصينية استولت على ثلاثة مصانع كانت تابعة لـ فولكس فاجن ومرسيدس، كما أن المستهلك الروسي رحب بهذه السيارات، فـ أسعارها منخفضة ولا يوجد بديل حقيقي محلي أو غربي، مما سهل انتشارها بسرعة القرار الروسي الجديد: ضرائب 'الخردة' بدل الجمارك رغم تزايد الهيمنة الصينية، لا تستطيع موسكو فرض رسوم جمركية مباشرة، نظرًا للعلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة مع بكين، خاصة في مجال الطاقة؛ لذا، لجأت روسيا إلى حل بديل وهو 'ضرائب الخردة'. وهي رسوم جديدة تبلغ حوالي 7,500 دولار على كل سيارة مستوردة، وستزداد بنسبة 10-20% سنويًا حتى عام 2030، ويكمن الهدف الرئيسي من هذه السياسة في تقليل الاستيراد، وإجبار الشركات الصينية على التصنيع داخل روسيا. كما بدأت الحكومة الروسية باتخاذ خطوات إضافية، مثل حظر بعض الشاحنات الصينية بذريعة معايير السلامة، وقد تكون هذه بداية لحظر أنواع أخرى من السيارات لاحقًا. لماذا الآن؟ وما علاقة الحرب؟ توقيت التحرك الروسي ليس عشوائيًا، فمع اقتراب نهاية الحرب في أوكرانيا، يُتوقع أن تتوقف روسيا عن إنتاج المعدات العسكرية، ما قد يؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف في قطاع التصنيع العسكري. لذلك، تسعى الحكومة لتعويض هذه الخسائر عبر خلق فرص عمل في قطاعات أخرى، وأبرزها صناعة السيارات، وبما أن الصين تهيمن على السوق، فإن إجبارها على التصنيع المحلي يُعد خطوة استراتيجية لتأمين وظائف جديدة للمواطنين الروس. هل تأخرت روسيا؟ الخطوات الروسية جاءت متأخرة إلى حد ما، بعدما أصبحت الصين اللاعب الأول بلا منازع في السوق، ورغم أن السياسات الجديدة قد تُقلص من هيمنة السيارات الصينية، إلا أن المعادلة لن تتغير بسرعة، خاصة أن المستهلك الروسي أصبح يعتمد عليها بشدة. اقرأ أيضًا: 'تقارير المربع' روسيا تحاول إيقاف فيضان السيارات الصينية بضرائب جديدة لحماية الصناعة المحلية المصدر: 1

استقرار الأسهم الأمريكية عند الإغلاق مع انخفاض عوائد السندات
استقرار الأسهم الأمريكية عند الإغلاق مع انخفاض عوائد السندات

أرقام

timeمنذ 3 ساعات

  • أرقام

استقرار الأسهم الأمريكية عند الإغلاق مع انخفاض عوائد السندات

استقر مؤشر "داو جونز" الصناعي عند 41859 نقطة في ختام الجلسة، ليحافظ على مكاسب بنسبة 6.51% على مدار فترة الثلاثين يوماً الماضية. كما استقر مؤشر "إس آند بي 500" عند 5842 نقطة، في حين ارتفع مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 0.28% أو ما يعادل 53 نقطة إلى 18925 نقطة. تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل 30 عاماً بمقدار 3.8 نقطة أساس إلى 5.051% في تمام الساعة 11:07 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعد ارتفاعه في وقت سابق من التعاملات لأعلى مستوى منذ أكتوبر 2023 عند 5.143%. في القارة العجوز، انخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.65% إلى 550 نقطة، مواصلًا خسائره للجلسة الثانية على التوالي. وتراجع كل من مؤشرات "داكس" الألماني بنسبة 0.50% إلى 23999 نقطة، و"كاك 40" الفرنسي بنسبة 0.60% إلى 7864 نقطة، و"فوتسي 100" البريطاني بنحو 0.55% إلى 8739 نقطة. وعلى صعيد اليابان، انخفض مؤشر "نيكي 225" بنسبة 0.85% إلى 36985 نقطة ليسجل أدنى إغلاق منذ الثامن من مايو، فيما تراجع نظيره الأوسع نطاقاً "توبكس" بحوالي 0.60% إلى 2717 نقطة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store