logo
إنسانية الإمارات.. دعم لا متناهٍ لغزة

إنسانية الإمارات.. دعم لا متناهٍ لغزة

الاتحادمنذ 3 أيام
إنسانية الإمارات.. دعم لا متناهٍ لغزة
«التضامن الإنساني والالتزام الأخلاقي»، أقل ما يُقال عن وصف المساعدات الإماراتية المستمرة، والتي تتدفق جواً وبحراً وبراً، إلى الشعب الفلسطيني في غزة، وهو يعاني من أزمة «كارثية» لم يشهد مثلها العالم على مر التاريخ، مع العلم أن إنسانية دولة الإمارات العربية المتحدة كانت دائماً، ولا تزال «السباقة» في ترجمتها بمبادرات متنوعة ومتعددة، لمساعدة الشعوب في مواجهة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تهدد حياتها، وهذا الأمر ليس مقتصراً على المنطقة العربية، بل يشمل مناطق العالم كله.
ويمكن في هذا السياق، التذكير بمحطات ومواقف عالمية، ولعل أهمها ما صدر عن بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس، في المرة الأولى، أثناء زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الفاتيكان في 15 سبتمبر 2016، وكان آنذاك ولي عهد أبوظبي. وقد وصف لقاءه مع قداسة البابا بأنه أكثر من مجرد تعزيز للعلاقات الثنائية، بل سعي أيضاً إلى تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، والمتمثلة في السلام والأمن والاستقرار والتسامح. وأشاد قداسة البابا فرنسيس بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز التعايش بين الثقافات المختلفة، وبالمبادرات الإنسانية والخيرية التي أطلقتها الدولة، لاسيما ما يتعلق منها بالتعليم والرعاية الصحية والتنمية.
وبعد ثلاث سنوات، جاءت المرة الثانية، في الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس للإمارات في الرابع من فبراير2019، وكانت أول زيارة رسولية لزعيم الكنيسة الكاثوليكية إلى شبه الجزيرة العربية، وقد وقّع قداسته مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، وهي وثيقة تاريخية.
وهكذا تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية والإغاثية لدعم أهالي قطاع غزة، والتخفيف «إنسانياً» من معاناتهم، وتسعى على مدار الساعة إلى وقف الحرب وحماية المدنيين، وإيجاد حل سلمي شامل، وتتمثل مساهماتها في مبادرات عدة، أبرزها عملية «الفارس الشهم 3» التي أطلقت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث تشارك مختلف الهيئات والمؤسسات الإماراتية، ضمن تحرك موحد لدعم الجهود الإنسانية في القطاع، وذلك في تجسيد حي لرسالة الإمارات الإنسانية، التي تؤكد دوماً أن دعمها للشعب الفلسطيني يتجاوز الشعارات والخطابات الشعبوية، ويثبت للعالم أن العمل الإنساني يجب أن تتطابق فيه الأقوال مع الأفعال.
وإضافة إلى قوافل المساعدات الإماراتية عبر معبر رفح المصري، تواصل السفينة «خليفة» الإبحار متجهة إلى ميناء العريش في مصر، تمهيداً لإدخال شحنتها الثامنة من المساعدات ضمن عملية «الفارس الشهم 3» إلى غزة. ولم تنتظر الإمارات فتح المعابر البرية، فانتقلت إلى تنفيذ عملية «طيور الخير»، بعد التنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية، باستخدام طائرة متخصّصة في إسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية فوق قطاع غزة، مستهدفة المناطق الأكثر تضرراً والتي يصعب الوصول إليها براً، وتمكّنت من إسقاط آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية.
ووفق تقارير أممية، تشكل المساعدات الإماراتية نسبة 44 في المئة من إجمالي المساعدات الدولية، وقد جاءت في ظل التفاقم الحاد لأزمة الغذاء والماء، حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن 154 فلسطينياً بينهم 89 طفلاً، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، وسط تحذيرات دولية من أن القطاع يعيش أسوأ سيناريو للمجاعة في العالم. وأظهرت بيانات برنامج الأغذية العالمي أن نحو 500 ألف شخص، أي ربع سكان غزة يعانون من ظروف أشبه بالمجاعة.
*كاتب لبناني متخصّص في الشؤون الاقتصادية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رؤية إنسانية
رؤية إنسانية

الاتحاد

timeمنذ 5 ساعات

  • الاتحاد

رؤية إنسانية

التحرك الإماراتي الداعم لأهالي غزة، يعزز الحضور العربي في مشهد الإغاثة الدولية، ويأتي في إطار رؤية إنسانية شاملة ودبلوماسية فاعلة، للحد من الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعانيها القطاع، ويعكس الالتزام الإماراتي الثابت والراسخ بدعم صمود الشعب الفلسطيني. وتأتي عملية الإنزال الجوي الثاني والستين للمساعدات التي نفذتها الإمارات، ضمن عملية «طيور الخير»، التابعة لعملية «الفارس الشهم 3»، لتحقيق الهدف الأهم وهو إيصال المساعدات الإغاثية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً نتيجة الأوضاع الميدانية الراهنة. كما يعزز إدخال الدولة 40 شاحنة مساعدات غذائية إلى القطاع في يوم واحد، الدعم الإنساني، ويلبي الاحتياجات الأساسية للسكان في المناطق الأكثر تضرراً واحتياجاً. الدعم الإماراتي الدائم لغزة يأتي في لحظات فارقة يعيش فيها السكان أوضاعاً مأساوية، خاصة أن دور الدولة الإنساني في القطاع لا يقتصر على المساعدات الغذائية فقط، بل يمتد إلى مشاريع إغاثية متكاملة، تشمل بناء المستشفيات الميدانية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.

«الخارجية».. جهود استثنائية
«الخارجية».. جهود استثنائية

الاتحاد

timeمنذ 6 ساعات

  • الاتحاد

«الخارجية».. جهود استثنائية

«الخارجية».. جهود استثنائية مع ذروة حركة السفر وموسم خروج أعداد كبيرة من المواطنين إلى الخارج بغرض السياحة، تستنفر وزارة الخارجية موظفيها والعاملين في سفارات وبعثات الدولة في مختلف أنحاء العالم، وتواصل على مدار الموسم والعام إطلاق تحذيراتها ونصائحها والتحديثات المتعلقة بالسفر إلى مناطق تواجدها. قبل أيام، كان أحد المواطنين يتحدث عن مفاجأة صادفته مع عائلته، وغيرهم من المسافرين الإماراتيين، في مطار زايد الدولي، حيث تم توزيع بطاقة عليهم من وزارة الخارجية تحتوي على رمز الاستجابة السريعة (باركود) للتواصل معهم عند الحاجة، أينما كانوا في الخارج. إنها صورة زاهية متجددة من صور الاعتناء بالمواطن ورعايته داخل الدولة وخارجها، حيث تستقبل بعثات وسفارات الدولة المواطن برسائل نصية ترحيبية بمجرد أن تطأ قدماه البلد المقصود، سواءً كان للسياحة أو العمل أو الدراسة أو العلاج، ويتواصلون معه من خلال تنبيهات السفر لتعريفه بأي مستجدات أو تطورات تشهدها تلك البلاد، خصوصاً عند وقوع تعقيدات قد تعوق أو تعرقل برامج سفره، أو تؤثر على ترتيبات إقامته في هذا البلد أو ذاك. ناهيك عن خطط الإخلاء الجاهزة عند الطوارئ، بما في ذلك طائرات الإخلاء الطبي. جهود استثنائية تبذلها وزارة الخارجية وبعثات وسفارات الدولة في الخارج، وهي ترجمة عملية وتجسيد حي لتوجيهات القيادة الرشيدة، حيث يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على توجيه السفراء الجدد لدى أدائهم اليمين القانونية أمام سموه، للاهتمام بالمواطنين أينما تواجدوا خارج الدولة، وبذل أقصى الجهود لرعايتهم ومساعدتهم، جنباً إلى جنب مع الدور المناط بهم في تعزيز وترسيخ علاقات الإمارات مع بلدان وشعوب التمثيل، وبمتابعة دؤوبة من فارس الدبلوماسية الإماراتية، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية. تابعت ذات مرة قصة مواطن كان يقضي عطلته مع أسرته في إحدى الدول الأجنبية، حين أصيب طفله بعارض صحي، فهرع به إلى المستشفى، وأبلغ السفارة هناك، فإذا بموظفها يسبقه إلى هناك، ومعه موظف محلي، وانتقل معه إلى مستشفى آخر، ولم يفارقه حتى اطمأن على صحة طفله، وأبلغه بتكفّل السفارة بسداد تكاليف العلاج. مجرد موقف من عشرات المواقف التي تُسجَّل بصورة شبه يومية في مناطق مختلفة من العالم، وحيثما تواجدت سفارة أو بعثة أو ممثلية لدولة الإمارات. كلمات الشكر والامتنان لن تفي العاملات والعاملين في وزارة الخارجية وسفارات الدولة وبعثاتها في الخارج حقهم، فجلائل أعمالهم يشهد بها الجميع، ولعل أبسط تفاعل معها هو الحرص على التسجيل في خدمة «تواجدي» عند السفر. وشكراً كبيرة لأبو محمد.

حول كارثة المجاعة في غزة
حول كارثة المجاعة في غزة

الاتحاد

timeمنذ 7 ساعات

  • الاتحاد

حول كارثة المجاعة في غزة

حول كارثة المجاعة في غزة أفضت سياسة حصار إسرائيل لقطاع غزة ومنع دخول أي مساعدات إليه، منذ انتهاكها هدنةَ يناير 2025 في مارس الماضي، إلى نتائجها المحتومة، وهي الوصول بالقطاع إلى حالة المجاعة، كما تشهد بذلك صور ضحاياها التي تذكرنا بالأهوال التي تعرض لها نزلاء المعتقلات الجماعية في ظل الحكم النازي. ومع ذلك فإن جهات عديدة، منها دول ومنظمات دولية، دخلت في جدل عقيم حول وجود المجاعة من عدمه، وهل وصلت الأمور إلى حد المجاعة أم أنها لا تتجاوز مجرد نقص في إمدادات الغذاء وخلل في توزيعها، وذلك بهدف تفادي انتقاد السلوك الإسرائيلي وإدانته، وبغيةَ التهرب من مسؤولية مواجهته. وفي مقابل هذا النهج غير المسؤول، برز نهج آخر يحاول القيام بدور إنساني للتخفيف من حدة المأساة الإنسانية في غزة، وكانت دولة الإمارات في مقدمة المتّبعين لهذا النهج، فاستأنفت بالتعاون مع الأردن عملية «طيور الخير» في إطار «الفارس الشهم3» التي كانت قد بدأتها في نوفمبر 2023. وفي هذا السياق تم إسقاط المساعدات جواً، وتبعتها بعد ذلك - وفقاً لذات النهج - أربع دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. ولم يقتصر الأمر على الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية، وإنما امتد لمحاولة تقديم المساعدات الإغاثية الطبية للقطاع عبر كل السبل المتاحة بقيمة إجمالية تجاوزت 1.5 مليار دولار، وفقاً لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي وضع الإمارات في صدارة الدول الأكثر دعماً لقطاع غزة. وهذا إضافةً - بطبيعة الحال - إلى استمرار جهودها في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث أُعلن في منتصف الشهر الماضي عن بدء تنفيذ مشروع لإمداد المياه المُحَلَّاة من الجانب المصري إلى جنوب القطاع عبر خط ناقل جديد، يُعَد الأكبر من نوعه. غير أن اليد الواحدة لا تصفق، ومضاعفة الجهود من قبل الدول والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة، وفقاً للنهج السابق، لا تكفي وحدها من أجل مواجهة المجاعة في قطاع غزة، وإنما لا بد من ضغوط حقيقية على إسرائيل كي تقبل بالحل السياسي للمعضلة الراهنة في القطاع، وهو الحل الذي يضمن لأهلها حقوقَهم وأرضَهم وأمنَهم، مع توفير الضمانات الكاملة للطرف الآخر، حتى لا يستخدم أي تهديد محتمل ذريعةً للنيل في أي وقت من أمن الفلسطينيين. كما أن أي حل مستدام لا يمكن أن يقتصر على غزة وحدها، وإنما يجب أن يمتد للضفة الغربية التي تعيث فيها القوات الإسرائيلية فساداً منذ شهور، وتعصف بأبسط حقوق الإنسان الفلسطيني، بدعوى الاجتثاث الكامل للفصائل المسلحة التي لا نرى لها من المظاهر سوى أعمال فردية محدودة، أو محاولات للدفاع عن النفس اتقاءً لهجمات المستوطنين التي تجاوزت كافة الحدود تحت سمع الجيش الإسرائيلي وبصره. والواقع أنه لا مناص من الحل السياسي إن كان العالم يريد هدوءاً واستقراراً مستداماً في فلسطين والشرق الأوسط، وهذه هي المعضلة، لأن كل المؤشرات تومِئ إلى أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل لا يمكن أن يقبل هذا الحل، بل ثمة شكوك حتى في حال تغييره في أن أي ائتلاف حاكم جديد يمكن أن يقبل بسهولة بالحل السياسي الشامل للضفة وغزة، على ضوء الواقع الاستيطاني المتفاقم في الأولى، والخطط التي تُحاك وفقاً لبعض التقارير لرسم مستقبل غزة اتساقاً مع رؤية كل من إسرائيل والإدارة الأميركية لهذا المستقبل. *أستاذ العلوم السياسية - جامعة القاهرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store