logo
في ذكرى ثورة يوليو: تشريح ظاهرة الهجوم على عبدالناصر

في ذكرى ثورة يوليو: تشريح ظاهرة الهجوم على عبدالناصر

بوابة الأهرام٢٣-٠٧-٢٠٢٥
لماذا يظل جمال عبدالناصر - بعد خمسة وخمسين عامًا على رحيله - يشبه خط صدع جيولوجي في الوعي الجمعي العربي؟ ولماذا تثور عواصف فكرية كلما اقترب اسمه من ساحة النقاش؟ هذه الأسئلة ليست مجرد استفسارات تاريخية، بل هي نوافذ تطل على صراع أعمق بين مشروعين متعارضين: أحلام الجماهير في العدالة والاستقلال من جهة، وآليات السوق التي تحول الإنسان إلى سلعة من جهة أخرى.
لقد تحول عبدالناصر إلى أيقونة تتجاوز حدود الزعيم السياسي، فأصبح ظاهرة ثقافية وحضارية تختزل أحلام أمة بأكملها. ولكن لماذا يواجه هذا الإرث هجومًا شرسًا حتى اليوم؟ الإجابة تكمن في فهم طبقات الظاهرة الناصرية وتشعباتها، وهو ما سنحاول استكشافه عبر هذا التحليل المنهجي.
جذور الهجوم على الناصرية
1. البرجوازية الجديدة: أبناء المشروع الذين انقلبوا على أبيهم كما يصف الدكتور صفوت حاتم، لقد ولدت من رحم السياسات الناصرية طبقة وسطى ارتقت عبر التعليم المجاني وتكافؤ الفرص. هذه الطبقة التي كانت بالأمس "أبناء الفلاحين والعمال"، تحولت مع تحولات السبعينيات إلى برجوازية طفيلية تنكر أصلها الاجتماعي. لقد رأت في ناصر رمزًا لـ"اشتراكية عفا عليها الزمن"، متناسية أنها نفسها كانت ثمرة من ثمار مشروعه التحديثي. إنه تشوه في الذاكرة الطبقية، أشبه بشجرة تقطع الغصن الذي ارتقت عليه.
2. النيوليبرالية وتغييب الوعي الجمعي في عصر العولمة، تحول الفرد إلى "جزيرة معزولة" يقيس نجاحه بمعايير الاستهلاك لا المساهمة المجتمعية. في هذا المناخ، يصبح أي حديث عن المشاريع الجماعية - كتأميم قناة السويس أو الإصلاح الزراعي - ضربًا من "الخرافة". وكما لاحظ المفكر محمود أمين العالم، تحولت الرأسمالية إلى "وحش كاسر" يمحو الذاكرة الجمعية، ويعيد تعريف التاريخ كسلعة قابلة للتشويه والتزييف حسب أهواء السوق.
3. الثورة المضادة: إعادة كتابة التاريخ بأموال البترودولار يشير الخبير الاقتصادي أحمد النجار إلى دور "التحالف الثلاثي" (الرأسمالية المحلية - القوى الرجعية – الإمبريالية) في تمويل منصات تشويه عبدالناصر. فحرب اليمن - على سبيل المثال - تم تصويرها كـ"مغامرة مجنونة" رغم أنها في الواقع حمت البحر الأحمر من السيطرة البريطانية، وفتحت باب الهجرة للمصريين إلى الخليج. والمفارقة أن نفس الأصوات التي تهاجم ناصر اليوم هي التي تستفيد من الترتيبات الجيوسياسية التي أسسها!
الهجوم بين حقائق التاريخ وتلفيق الأوهام
1. إخفاقات حقيقية: النقد المشروع لا يمكن فهم ظاهرة الهجوم على الناصرية دون التمييز بين النقد الموضوعي والتشويه المتعمد. هناك إخفاقات حقيقية في التجربة الناصرية تحتاج إلى تقييم نزيه:
هزيمة 1967: رغم أن الوثائق تؤكد علم ناصر المسبق بالهجوم الإسرائيلي، إلا أن عدم تنسيق القيادة العسكرية (خاصة مع المشير عبدالحكيم عامر) كان كارثة مفجعة.
القمع السياسي: حل الأحزاب وتقييد الحريات تحت شعار "وحدة الصف" ترك جرحًا غائرًا في جسد الديمقراطية الوليدة.
بيروقراطية الدولة: تحولت مؤسسات القطاع العام من أدوات تحرر إلى أدوات بطء وفساد، وهو ما أضعف القدرة التنافسية للاقتصاد المصري.
2. أكاذيب مصنعة: تفكيك الأساطير السوداء في مقابل الإخفاقات الحقيقية، هناك مجموعة من الأكاذيب المصنعة التي تحتاج إلى تفكيك:
"عبدالناصر أضاع الغطاء الذهبي للجنيه": في الواقع، كان الجنيه المصري يساوي 2.5 دولار حتى 1967، وانخفاضه جاء نتيجة حرب استنزاف مولها الشعب طوعًا.
"حرب اليمن أهدرت ثروات مصر": السفير مراد غالب يؤكد أن مصر لم تنفق على الحرب من خزانتها، بل تم تمويلها عبر صفقات أسلحة مربحة مع الاتحاد السوفييتي.
"التأميمات دمرت الاقتصاد": الصناعات الثقيلة (الحديد – الأسمدة – الغزل) التي قامت في عهده ظلت عماد الاقتصاد حتى أواخر التسعينيات.
يوليو.. المشروع الذي ينتصر رغم الهزائم
1. الجغرافيا البشرية: أخاديد الثورة في الوعي الجمعي حتى اليوم، كلما ارتفع منحنى الفقر، عادت ذكرى الإصلاح الزراعي. وكلما تفاقمت أزمة التعليم، استدعى الناس حقبة المجانية. هذه "ذاكرة جيولوجية" تثبت أن قيم يوليو (العدالة – الكرامة – الاستقلال) صارت طبقة رسوبية في تكوين المصريين، تطفو كلما هبت عواصف الأزمات.
2. الصمود الثقافي: الفنانون جنود الثورة الخفية من سينما يوسف شاهين (الناصر صلاح الدين – الأرض) التي حولت الفلاح إلى بطل، إلى أغاني أم كلثوم ("أغدًا ألقاك") التي حولت الهزيمة إلى إرادة صمود، ظلت "الأيقونات الفنية" تحرس روح الثورة حتى عندما تتراجع شعاراتها. لقد نجح الفن في اختراق الحواجز الزمنية، ليبقى شاهدًا على حقبة لم تكن مجرد سنوات عابرة، بل كانت حالة وجدانية اخترقت أعماق الوجدان العربي.
التجربة الناصرية بين الواقع والمثال
1. ناصر والمثقفون: علاقة ملتبسة عجيب أمر المثقفين مع ناصر! فهم يبكون على الديمقراطية التي قتلت في مهدها، وينسون أن البرلمان قبل الثورة كان حلبة لصراع الإقطاعيين. يندبون حرية التعبير المفقودة، ويتناسون أن الصحف كانت تُشترى كما يُشترى القطن. أليس في هذا تناقضًا عجيبًا؟ لعل المثقف، كالطائر الحبيس، حين يُطلق سراحه يظل يحوم حول قفصه القديم. لقد منحهم ناصر التعليم والوظائف، لكنه سلبهم امتياز التميز على العامة. فصاروا كمن يُعطى كنزًا ثم يُلام لأن الصندوق لم يكن من الذهب الخالص.
2. من الهزيمة إلى النصر: دروس 1967 لئن كانت حرب 1967 قد أسقطت القناع عن ضعف البنية العسكرية، فإنها كشفت أيضًا عن قوة أخرى لم تكن في الحسبان: قوة الشعب الذي رفض الهزيمة. لقد رأينا العمال يقدمون جزءًا من رواتبهم، والفلاحين يبيعون حلي نسائهم، والمثقفين يتطوعون في خدمة الوطن. أليست هذه الروح هي النصر الحقيقي؟ لقد فهم ناصر، بعد الهزيمة، أن البنادق وحدها لا تصنع النصر، فبدأ يبني جيشًا من المعلمين والأطباء والمهندسين. وكأنه أراد أن يقول للعالم: "هذه أسلحتي الحقيقية".
الناصرية في عصر الرقمنة - هل يمكن أن تعود الروح؟
ها نحن اليوم نعيش في زمن يختلف كل الاختلاف عن زمن ناصر. زمن باتت فيه الهواتف الذكية أقوى من الدبابات، والبيانات أغلى من البترول. فهل يمكن لروح العدالة الاجتماعية أن تعود في ثوب رقمي جديد؟ لعل الأمل يكمن في ذلك الجيل الجديد الذي لم يعش زمن ناصر، لكنه يبحث عن عدالة تضمن له حياة كريمة. جيل يعرف أن العالم قد تغير، لكنه يدرك أن مبادئ الكرامة والاستقلال لم تتغير. فهل نستطيع أن نقدم له "ناصرًا رقميًا" يحقق أحلامه دون أن يقع في أخطاء الماضي؟
التاريخ هو الحكم العدل. فلنترك له مهمة تقييم ناصر. فالتاريخ، كالنيل العظيم، يجرف معه الزبد ويبقى الماء العذب. لكن يبقى السؤال الأهم: ماذا نتعلم من هذه التجربة؟
لعل الدرس الأكبر هو أن الشعوب لا تُبنى بالشعارات وحدها، ولا بالسياسات الفوقية. إنما تُبنى عندما تتحول الأفكار إلى قناعات راسخة في وجدان الناس. عندما يصبح العدل حاجة ملحة كالماء والهواء. عندما تتحرر العقول كما تتحرر الأراضي.
هكذا يظل عبدالناصر، رغم كل شيء، علامة فارقة في تاريخنا. ليس لأنه كان معصومًا من الخطأ، بل لأنه جسد لحظة تاريخية حاولت فيها الأمة أن تقفز من ظلام التخلف إلى نور التحرر. وقد تتعثر القافلة في الطريق، لكنها لا تنسى أبدًا اتجاه البوصلة.
[email protected]
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الرى: ضرورة الالتزام بتطبيق قواعد القانون الدولى للأنهار بالنيل الشرقى
وزير الرى: ضرورة الالتزام بتطبيق قواعد القانون الدولى للأنهار بالنيل الشرقى

مصر اليوم

timeمنذ 5 دقائق

  • مصر اليوم

وزير الرى: ضرورة الالتزام بتطبيق قواعد القانون الدولى للأنهار بالنيل الشرقى

التقى الدكتورهانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، و الدكتوربدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، يورى موسيفيني رئيس أوغندا، بحضور هنرى أورييم وزير الدولة للشئون الخارجية الأوغندي، و بياتريس أتيم وزيرة الدولة لشئون البيئة الأوغندية والمشرفة على وزارة المياه والبيئة بجمهورية أوغندا . وأعرب سويلم عن إعتزازه بالعلاقات التاريخية الأخوية والمتميزة التى تربط البلدين، ومؤكداً على أهمية تحقيق أقصى درجات التعاون والتنسيق بين البلدين لتحقيق أهداف الشعبين في التنمية المستدامة والإدارة المثلى للموارد المائية ورفع مستوى معيشة المواطنين . و استعرض سويلم شواغل مصر فيما يتعلق بملف نهر النيل والأمن المائى المصرى، مؤكدا على موقف مصر المستند الى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة، موضحاً ضرورة التعاون لتحقيق المنفعة المشتركة علي أساس القانون الدولي، مؤكداً على ضرورة الإلتزام بتطبيق قواعد القانون الدولي للأنهار الدولية المشتركة في حوض النيل الشرقي، ومؤكدا أن احترام القانون الدولي في نهر النيل أساس التعاون الإيجابي لتحقيق المصلحة المشتركة لجميع دول حوض النيل . وأكد سويلم على القيادة الحكيمة لدولة أوغندا في قيادة العملية التشاورية بمشاركة كل من أوغندا ورواندا وجنوب السودان، بالإضافة إلى الأربع دول التي لم تصادق على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل وهى الكونغو ، ومصر، وكينيا، والسودان، والمعنية بمناقشة شواغل الدول التي لم تصادق على الإتفاقية الإطارية . وأكد سويلم حرص مصر على تعزيز التكامل الإقليمي والتعاون بين دول حوض النيل بما يعزز من روابط الأخوة ودعم التنمية بين الأشقاء الأفارقة، حيث أطلقت مصر آلية تمويلية بمخصصات قدرها 100 مليون دولار لدراسة وتنفيذ المشروعات التنموية والبنية الأساسية بدول حوض النيل الجنوبى . واستعرض سويلم أوجه التعاون الثنائي والمشروعات القائمة بين مصر واوغندا في مجال الموارد المائية، مشيرا لتاريخ التعاون الممتد بين البلدين والذى يعود لأربعينيات القرن الماضى، وحديثاً تم توقيع مذكرة تفاهم فى عام 2010 لتنفيذ مشروعات التعاون الفني في أوغندا والتي إشتملت على العديد من المشروعات التنموية التي تعود بالنفع المباشر على مواطني أوغندا وأهمها تنفيذ 75 بئر جوفي وتنفيذ خزانات لمياه الأمطار فى مقاطعات مختلفة في أوغندا لتوفير المياه للمواطنين وللثروة الحيوانية والاستخدامات المنزلية، بالإضافة لما تقدمه مصر فى مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الأوغندية . كما تم توقيع مذكرة تفاهم فى عام 2016 لمشروع "التخفيف من الفيضانات في مقاطعة كاسيسي"، والذي يهدف للحد من مخاطر الفيضانات على طول نهر نياموامبا وحماية الأرواح والممتلكات، وقد اكتملت المرحلة الأولى من هذا المشروع فى عام 2018، وشملت أعمال تجريف وبناء حواجز حجرية بطول 3.100 كيلومتر في عدة مواقع حيوية مثل المدارس والمستشفيات مما عزز حمايتها من الفيضانات . كما تتعاون الوزارة مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والمصايد الأوغندية من خلال مشروع "مكافحة الحشائش المائية بين مصر وأوغندا" والمستمر منذ أكثر من 25 عام حيث تم نهو 5 مراحل من المشروع وبدء المرحلة السادسة في عام 2023 ، والذى حقق نتائج ملموسة في بحيرات فيكتوريا وكيوغا وألبرت ونهر كاجيرا مثل استعادة النظم البيئية المائية وتقليل مخاطر الفيضانات وتحسين جودة المياه وتحويل الحشائش المجمعة إلى غاز حيوي وتحسين الصحة العامة عبر الحد من أماكن تكاثر البعوض وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه . كما يجرى الإعداد لمذكرة تفاهم جديدة بشأن "الإدارة المتكاملة للموارد المائية"، والتى من المقرر تنفيذ بنودها فى إطار "المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل" التي تقودها وزارة الخارجية، بقيمة إجمالية قدرها 6 ملايين دولار ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

نحن والسعودية.. والإمارات
نحن والسعودية.. والإمارات

فيتو

timeمنذ 7 دقائق

  • فيتو

نحن والسعودية.. والإمارات

من أكثر النقاط خطورة وأهمية في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في طابور الفجر بالأكاديمية العسكرية العليا أمس، حديثه القاطع عن سلامة وقوة العلاقات المصرية العربية، وأن الأمن العربي أمن أمة واحدة، وأن الظرف الإقليمي العصيب لا يسمح أبدا، ولا يجب أن يسمح، بوجود خلافات عربية عربية.. لا خلافات مع الأشقاء في الخليج، كلهم، ولا مع دول المغرب العربي، وبهذه التصريحات يرتاح الناس في مصر، وتخرس ألسنة الفتنة والتخريب، تريد بث الفرقة والكراهية والبغضاء بين الشعوب العربية.. ونذكر أننا نبهنا هنا من على منبر فيتو إلى حملة ممنهجة لتمزيق العلاقات مع الأشقاء في الرياض ثم في أبو ظبي.. ثم استعداء الشعب على الإخوة السودانيين الذين تربطنا بهم أواصر الدم والمصاهرة والنيل والعمر والحب.. لا يمكن لأي مصرى أصيل، وكل المصريين أصلاء، أن ينكر الدور الحيوي الذي قامت به المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة، في الحفاظ على الدولة المصرية ومواجهة العالم بقوة وبتحذير من أن ثورة يونيو في مصر ثورة شعب حماها الجيش المصري.. وكان للملك المحبوب الراحل عبد الله بن عبد العزيز دوره التاريخي الخالد، وكذلك الراحل العظيم سعود الفيصل وزير الخارجية وقتها، ولا تزال القيادة السعودية أمينة على دورها في الحفاظ على مصر عمود الخيمة العربية وجذرها الثابت في الأرض، أما شعب الإمارات وحبه لمصر والمصريين فلا يمكن إغفاله، ودور رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد محفوظ ومشكور.. من أين يجيء السم لتسميم العلاقة بين الشعوب؟ ولماذا التركيز منذ وقت ليس ببعيد على توتير الصلات بين الشعبين المصرى السعودي، والمصري الإماراتي؟ يجيء من العدو، يجيء من إسرائيل، يجيء من كتائب الإخوان الاسرائيلية، الذين كشفوا بسفالة، وفجور ووقاحة عن وجوههم الصهيونية.. يريدون إفساد علاقات عمل ومحبة يكنها المصريون لأرض الله المقدسة في مكة والمدينة المنورة بنور سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه. ملايين المصريين يعيشون في السعودية وفي الإمارات وفي البحرين وفي الكويت وفي سلطنة عمان، يتمتعون باحترام وحب أشقائهم، يعمرون ويعلمون ويتعلمون، ويكسبون ويحولون مليارات الدولارات للوطن.. وهذه المليارات التى تزيد سنويا (29 مليار دولار عن عشرة شهور فى آخر إحصاء) ليست إحسانا من أحد، بل نتاج عمل وعقول وسواعد وتعاقدات واستقرار في علاقات العمل والأخوة.. فمن صاحب المصلحة في إفساد أواصر بمثل هذه القوة؟ إنها كتائب الإخوان العميلة.. لها مصلحة واضحة حقيقية في إفقار مصر وخراب مصر وإسقاط الدولة.. ترى هل من يرى الخراب جمالا هو شخص سوي؟ هم دعاة فوضى وتخريب وخيانة، وعلينا أن نتسلح بالوعي لأننا جربناهم لمدة عام فقسمونا إلي شعبين، شعب كافر وجماعتهم المؤمنة! تتوالى حملات بث الفتنة ونشر الأكاذيب، عن بيع مصر وأصولها، وأن المشترين خليجيون، بل يرددون أن بيع وسط البلد، القاهرة الخديوية، سبب جوهري لصدور قانون الإيجارات.. لا يمكن لمخلوق أن يبيع قطعة حية من جسد مصر، وتاريخ مصر هو روحها وملامحها وهويتها، والدولة المصرية تحفظ ذلك حفظ الوطني الغيور.. والجيش الذي حفظ البلاد والعباد ومازال يحفظ البلاد والعباد يقظ ومنتبه، ولا يجوز التشكيك في حفظه لكل ذرة رمل.. كل رمال مصر إرتوت بالدم الطاهر لأولادنا ورجالنا في الجيش والشرطة.. يعلم الشعب أن ما جرى في العام الأسود 2011.. خراب لا يمكن إعادة تحمله، وما يجرى من ضغوط معيشية قاصمة حاليا، هي ثمن ما فقر الوعي وقتها والانسياق الأعمى.. وهو رغم كل شيء الكلفة الأقل من ثمن إعادة الخراب والحرائق وقتل الأبرياء.. السقوط.. وبسبب هذا الإدراك لا ينساق الناس وراء شائعات هدم الثقة بين الشعب المصرى والأشقاء العرب في الخليج وفي غير الخليج.. لن نحتسي السم مرتين! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

أستاذ علوم سياسية: الاحتلال ينفذ خطة ممنهجة إما للإبادة أو التهجير الجماعي للفلسطينيين
أستاذ علوم سياسية: الاحتلال ينفذ خطة ممنهجة إما للإبادة أو التهجير الجماعي للفلسطينيين

الدستور

timeمنذ 20 دقائق

  • الدستور

أستاذ علوم سياسية: الاحتلال ينفذ خطة ممنهجة إما للإبادة أو التهجير الجماعي للفلسطينيين

أكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن ما يجري في غزة كانت دقيقة للغاية، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ بالفعل خطة ممنهجة إما للإبادة أو التهجير الجماعي للفلسطينيين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل. وأشار "الحرازين" خلال مداخلة هاتفية مع "إكسترا نيوز" إلى أن كل المؤشرات على الأرض تؤكد أن الاحتلال لا يستهدف فقط السكان، بل الوجود الفلسطيني برمته، سواء عبر التجويع، أو الحصار، أو القصف المستمر. وقال: "العالم كله بدأ يرى الحقيقة، إلا أن الإدارة الأمريكية ما زالت تتهرب من الاعتراف بها"، مشيرًا إلى محاولات واشنطن لتحويل القضية من قضية احتلال إلى أزمة مساعدات إنسانية. ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة داخل سجن مفتوح، ويتعرضون للموت يوميًا نتيجة الجوع، والحصار، والمرض، والتدمير الشامل، بينما ينشغل العالم بعقد جلسات لمجلس الأمن حول الرهائن الإسرائيليين، متجاهلًا معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ أكتوبر. وحول ما تردد عن نية الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على قطاع غزة، قال "الحرازين" إن إسرائيل بالفعل تسيطر على أكثر من 75% من القطاع حاليًا، فيما تتعرض المناطق المتبقية للقصف العنيف بشكل يومي، موضحًا أن الاحتلال الكامل يعني التزام إسرائيل بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية والبنية التحتية للسكان، وهو ما لا ترغب به المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وتابع: "صحف إسرائيلية قدرت تكلفة الاحتلال الكامل لغزة بما يتراوح بين 5 و7 مليارات دولار، وهو ما يثير غضب الشارع الإسرائيلي الذي يرفض أن تُصرف ضرائبه على الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرس خطة بديلة تقوم على محاصرة مناطق معينة داخل القطاع بدلًا من السيطرة الكاملة، في محاولة للتهرب من التبعات القانونية والاقتصادية للاحتلال المباشر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store