
آيدان غوميز.. من «جوجل برين» إلى ريادة الذكاء الاصطناعي التوليدي
آيدان غوميز هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا «كوهير» (Cohere). التي تعد واحدة من أبرز الشركات في مجال حلول الذكاء الاصطناعي للمؤسسات. مسيرته المهنية حافلة بالإنجازات التي بدأت في مختبرات الأبحاث، ووصلت إلى قمة الريادة في قطاع الذكاء الاصطناعي. ما جعل منه اسمًا لامعًا في هذا المجال المتسارع.
النشأة والتعليم
ولد آيدان غوميز في الثامن عشر من مايو عام 1997، في مدينة برايتون بمقاطعة أونتاريو الكندية. فمنذ صغره، أظهر اهتمامًا مبكرًا بعلوم الحاسوب والرياضيات، ما وجه مساره الأكاديمي والمهني لاحقًا. تخرج من جامعة تورنتو حاصلًا على درجة البكالوريوس في هذين التخصصين. ما وفر له أساسًا علميًا متينًا لمسيرته المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي سياق سعيه للتعمق في المجال، واصل غوميز دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب من جامعة أكسفورد. ومع ذلك، اتخذ قرارًا جريئًا بتعليق دراسته مؤقتًا لإطلاق شركته الناشئة «كوهير». هذا القرار يعكس ثقته المطلقة في إمكانات شركته ورؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي. ورغم توقفه، حصل في النهاية على درجة الدكتوراه في عام 2024، ما يجمع بين نجاحه الأكاديمي وريادته العملية.
المسيرة المهنية
شهد عام 2017 إنجازًا فارقًا في مسيرة غوميز، عندما كان متدربًا يبلغ من العمر 20 عامًا في فريق Google Brain. كان غوميز أحد ثمانية مؤلفين للورقة البحثية الشهيرة بعنوان الاهتمام هو كل ما تحتاجه، (Attention Is All You Need). التي ينسب إليها الفضل في إحداث تحول كبير في صناعة الذكاء الاصطناعي والمساهمة في ظهور تطبيقات مثل: ChatGPT.
علاوة على ذلك، قدمت الورقة بنية جديدة للتعلم العميق تعرف باسم 'المحول' (Transformer). والتي مكنت نماذج التعلم الآلي من تحليل كميات ضخمة من البيانات لاكتشاف الأنماط. ومن ثم استخدامها لإجراء تنبؤات معتمدة على موازاة المعالجة عبر وحدات معالجة الرسوميات. وهو ما عزز كفاءة النماذج بشكل كبير.
تأسيس برنامج FOR.ai
من ناحية أخرى، في العام نفسه، أسس غوميز برنامجًا باسم FOR.ai، يهدف إلى مساعدة الباحثين على تعلم تقنيات التعلم الآلي في بيئة تعاونية. هذا البرنامج تطور لاحقًا ليصبح 'Cohere For AI'. ما يظهر التزام غوميز ببناء مجتمع بحثي مفتوح ومبتكر، ومشاركته للمعرفة مع الآخرين.
كذلك، عمل غوميز كباحث في مجال التعلم الآلي في Google Brain أثناء دراسته للدكتوراه. وشارك حينها في تأليف ورقة علمية بعنوان 'نموذج واحد لتعلم كل شيء'، تناولت موضوع التعلم متعدد المهام باستخدام شبكة عصبية واحدة. هذه الأبحاث عززت من سمعته كباحث رائد، ومهدت الطريق لأعماله المستقبلية.
تأسيس شركة كوهير
وفي عام 2019، غادر غوميز Google Brain ليؤسس شركته كوهير، في خطوة تعدّ بمثابة قفزة من البحث الأكاديمي إلى ريادة الأعمال العملية. هذه الشركة تركز على تقديم حلول الذكاء الاصطناعي للمؤسسات. كما تساعد الشركات على دمج الذكاء الاصطناعي في روبوتات المحادثة ومحركات البحث وغيرها من المنتجات، ما يوفر لها ميزة تنافسية كبيرة.
كما يشغل غوميز حاليًا منصب الرئيس التنفيذي للشركة، التي بلغت قيمتها السوقية 5.5 مليار دولار اعتبارًا من يوليو 2024. ما يبرهن على نجاحه الاستثنائي في عالم الأعمال.
الإنجازات والتكريم
بفضل إسهاماته الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حظي آيدان غوميز بالعديد من التكريمات والجوائز المرموقة. فقد تم اختياره ضمن قائمة 'تايم 100/AI' لعام 2023 التي تضم أكثر الشخصيات تأثيراً في مجال الذكاء الاصطناعي. وهو تقدير عالمي يسلط الضوء على دوره الريادي.
علاوة على ذلك، احتل هو وشركاؤه المؤسسون في كوهير، إيفان زانغ ونيك فروست، المركز الأول في قائمة 'رواد الذكاء الاصطناعي' الصادرة عن مجلة Maclean's الكندية في عام 2023. هذا التكريم المحلي يعكس مدى تأثيره في بلده الأم.
وفي إنجاز لافت آخر، تم انتخاب غوميز عضوًا في مجلس إدارة شركة ريفيان، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية. وذلك في أبريل 2025. هذه الخطوة تظهر توسع نفوذه خارج نطاق الذكاء الاصطناعي، واستفادة الشركات الكبرى من خبراته في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
التطور الرقمي في المملكة : تحقيق النمو المستقبلي يتطلب بناء شبكات آمنة وجاهزة للذكاء الاصطناعي
تتحول المملكة العربية السعودية بسرعة إلى مركز للتكنولوجيا والابتكار، بفضل رؤية 2030، حيث أنها تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبنية التحتية الذكية. ومع تسارع وتيرة التحول الرقمي في البلاد، أصبحت موثوقية الشبكات المؤسسية وقابليتها للتوسع أمراً بالغ الأهمية، إذ أنها تُعدّ ركيزة أساسية للنمو والابتكار المستدامين. وتدعم التكنولوجيا الرقمية اليوم كل ما نقوم به تقريباً في العمل وفي المنزل، وتعتبر الشبكة المؤسسية بمثابة الدعم الخفي الذي يضمن سير كل شيء بسلاسة. وفقًا لأحدث تقرير عالمي للشبكات من سيسكو، فإن المخاطر باتت أكبر من أي وقت مضى. ويُظهر استطلاع للرأي أجريناه مؤخراً وشمل أكثر من 8065 من كبار قادة تكنولوجيا المعلومات والأعمال، منهم 250 في المملكة، أن انقطاعاً حاداً واحداً فقط في الشبكة لكل شركة سنوياً يُكلف الاقتصاد العالمي 160 مليار دولار. وبالنسبة للشركات السعودية، فإن هذا يُؤكد على الحاجة المُلحة لبناء شبكات آمنة وجاهزة للذكاء الاصطناعي لدعم النمو والمرونة في المستقبل. أبعد من التبعات المالية التي ينطوي عليها التوقف عن العمل ورغم أنه غالباً ما يُنظر إليها من منظور مالي، إلا أن القوة الحقيقية للعمليات السلسة تتجاوز الأرقام الفورية. فكل لحظة من الخدمة المتواصلة تبني الثقة بفعالية، وتعزز الإنتاجية، وتفتح آفاقًا جديدة. وتعد الشبكات القوية والموثوقة العمود الفقري الذي يحافظ على استمرارية سلاسل التوريد، ويضمن دعم العملاء المستمر، ويعزز السمعة المؤسسية المزدهرة. ويحقق قادة تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية السعودية، بالفعل قيمةً كبيرةً من البنية التحتية الحالية لشبكاتهم، إذ أنها تحسن رضا العملاء (61%)، وتعزز الكفاءة التشغيلية (62%)، وتحفز الابتكار (54%). ومع ذلك، قد يتأثر هذا التقدم إذا لم يكن الشبكات مبنية بما يُتيح لها استيعاب الذكاء الاصطناعي وتوفير قابلية التوسع الفوري. ويتطلب تحقيق النمو والوفورات المُتوقعة سد العديد من الثغرات الأساسية في هذا المجال. ولتحقيق هذه الفوائد، حدد قادة تكنولوجيا المعلومات المشاركين في استطلاع الرأي من المملكة العربية السعودية تحديات رئيسية يجب معالجتها. ويُعدّ كسر الحواجز أمراً بالغ الأهمية، حيث أشار 62% منهم إلى أن الأنظمة المجزأة أو المتكاملة جزئياً فقط تُمثل تحدياً كبيراً. كما يُعدّ توسيع نطاق نشر الشبكات مشكلةً مُلحّةً أخرى، حيث أفاد 42% منهم أن عمليات النشر غير المكتملة تُعيق تحقيق أهدافهم. وفي الوقت نفسه، يُولي 39% من قادة تكنولوجيا المعلومات في المملكة أولويةً للحد من التدخل اليدوي، مُؤكدين على الحاجة المُلحة إلى مستويات أتمتة أكبر وإدارة أذكى لتعزيز الكفاءة والابتكار. الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولاً في الشبكات ويرفع مستوى التوقعات قد يلعب تزايد تبنّي الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في التسبب في حوادث التوقف عن العمل والأعطال. وفي هذا السياق فإن مساعدي الذكاء الاصطناعي، والوكلاء المستقلون، وأحمال العمل المثقلة بالبيانات تُحدث ثورةً في العمليات اليومية، لكنها تفرض أيضاً متطلبات شبكات أكثر تعقيداً وصعوبة في التنبؤ. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي يحمل معه وعوداً هائلة لمعالجة المشكلات الصعبة وأتمتة العمليات، فإن الطفرة في التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُرهق موارد الشبكة، وتتطلب بالتالي نطاقاً ترددياً أكبر وزمن استجابة منخفضاً للغاية لدعم حالات الاستخدام اللحظية وشبه اللحظية. ولا شك بأنها مفارقة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في توقع توقف العمل وتجنبه، ولكنه في الوقت نفسه يدفع البنية التحتية القديمة إلى أقصى حدودها. ويكشف البحث الذي أجرته سيسكو أن 67% من المشاركين يقولون إن مراكز بياناتهم الحالية لا تستطيع تلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، ويخطط 90٪ منهم لتوسيع الطاقة الاستيعابية لهذه المراكز محلياً أو سحابياً أو كليهما. ولا يقتصر الأمر على إدارة المزيد من البيانات فحسب، بل يشمل أيضاً تمكين رؤى فورية، ودعم تطبيقات الجيل التالي، وتحفيز الابتكار بوتيرة غير مسبوقة. فشبكات اليوم لا تدعم الأعمال فحسب، بل تُعززها، وتدفعها نحو المرونة والنمو. الشبكات الآمنة: ضرورية لتحقيق تقدم مستدام ومع ازدياد ديناميكية الشبكات وانتشارها، تزداد المخاطر أيضاً. فكلما زادت مرونة بنيتنا التحتية وتوزيعها، زاد تعرضها للتهديدات السيبرانية. ويرى 98% من المشاركين في المملكة العربية السعودية، أن الشبكات الآمنة ضرورية لعملياتهم ولنموهم، بينما صنّفها 65% بأنها ضرورية للغاية. وفضلاً عن ذلك، يعتقد 97% من المشاركين أن تحسين شبكاتهم سيعزز وضعهم الأمني. ونحن نقف اليوم عند مفترق طرق حاسم. فالنهج التقليدي لإدارة الشبكات كأصول ثابتة ومعزولة أصبح قديماً. ويجب أن تكون الشبكات الحديثة تنبؤية، وذاتية الإدارة، وآمنة بطبيعتها. كما يجب أن توفر اتصالاً سلساً لأحمال العمل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ودعم فرق العمل عن بعد والهجينة، وحماية البيانات والتطبيقات وسمعة المؤسسة. ونحن في سيسكو، نرى في هذا تحدياً وفرصة في آنٍ واحد. فمن خلال إعادة تصميم الشبكات لتحقيق مستويات مرونة وذكاء وأمان أكبر، يمكن للمؤسسات الاستفادة الكاملة من مزايا الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الكفاءة، وتحقيق ميزة مستدامة في السوق. لحظة محورية - وفرصة للقيادة وقد توصل بحثنا إلى رسالة حاسمة مفادها أن انقطاعات الشبكات لم تعد مجرد إزعاج بسيط، بل باتت تُمثل تهديداً بمليارات الدولارات للابتكار والنمو. وستكون المؤسسات التي تتحرك بسرعة لتحديث شبكاتها وتأمينها في وضع أفضل للتفوق في عصر الذكاء الاصطناعي. وفي الختام لا بد لي من أن أؤكد على أن المستقبل سوف يتحدد على يد أولئك الذين يعاملون الشبكة ليس فقط بوصفها مرفقاً أساسياً، ولكن كمحرك استراتيجي لتحقيق نتائج استثنائية بشكل آمن وعلى نطاق واسع. طارق التركي، مدير هندسة الحلول في شركة سيسكو السعودية


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
12 طريقة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمل
تلا إطلاق «تشات جي بي تي» (ChatGPT) للجمهور في أواخر عام 2022 موجة من التجارب. والآن، يدمج كثير من الناس أحدث النماذج والأنظمة الذكية المُخصصة في عملهم اليومي، كما كتب لاري بوكانان وفرنسيسكا باريس*. يستخدم الطهاة الذكاء الاصطناعي لابتكار وصفات الطعام؛ ويستخدمه الأطباء لقراءة صور الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب؛ ويكشف العلماء النقاب عن اكتشافات جديدة. كما يُساعد الذكاء الاصطناعي العاملين في مهامهم اليومية: كتابة الرموز البرمجية، وتلخيص رسائل البريد الإلكتروني، وابتكار الأفكار، ووضع المناهج الدراسية؛ على الرغم من أنه لا يزال يرتكب كثيراً من الأخطاء. وأظهرت استطلاعات رأي حديثة أن ما يقرب من واحد من كل خمسة من العاملين الأميركيين يقولون إنهم يستخدمونه بشكل شبه منتظم على الأقل في العمل. وقد أخبرنا 21 شخصاً كيف يستخدم الناس الذكاء الاصطناعي، نورد هنا آراء 12 منهم. 1- «رقمنة الأعشاب»: يقول جوردان تيشر، وهو أمين عام ومدير معشبة حديقة ميسوري النباتية في سانت لويس، إنه توجد في المعشبة 8 ملايين عينة نباتية مجففة. والآن، يُساعد الذكاء الاصطناعي في تحديدها. ويضيف تيشر إن خبراء التصنيف ذوي الخبرة يستطيعون التعرف بسرعة على معظم العينات، ولكن ذلك يتطلب سنوات من التدريب. لذا، تُنشئ هذه الحديقة نموذج ذكاء اصطناعي باستخدام البيانات الطيفية (نمط الضوء الذي ينعكس عن النبات). يُعاد مسح أوراق أنواع مختلفة من النباتات، وتُوسم، وتُضاف إلى النموذج كبيانات تدريب. بعد ذلك، يُمكن للنباتات الجديدة أن تخضع للعملية نفسها، وسيُحددها النموذج. إذا كان النموذج متأكداً تماماً من أن البيانات الطيفية تُطابق ما هي عليه بالنسبة للنباتات الأخرى، فسيُظهر ذلك. وإلا، يُمكن للنبات أن يُعرض على خبير. وتُوضع الأوراق على صفيحة سوداء لقياس «أطياف الانعكاس» الخاصة بها، كجزء من بناء نموذج ذكاء اصطناعي يُمكنه تحديد العينات الجديدة. 2- كتابة الرموز الكومبيوترية: يقول كريس أوسوليفان رئيس قسم التكنولوجيا والمؤسس المشارك لشركة «DraftPilot» وهي شركة قانونية للذكاء الاصطناعي تساعد المحامين في مراجعة العقود، إن كتابة الرموز الكومبيوترية تعتبر من أبسط استخدامات الذكاء الاصطناعي وأكثرها شيوعاً. وهي طريقة يعتمد عليها حتى مهندسو الذكاء الاصطناعي. وتستخدم الشركة «Claude Code» من «Anthropic» بشكل متكرر. 3- وضع خطط دروس تُلبي المعايير التعليمية: يقول مانويل سوتو (مُعلّم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة ثانية في بورتوريكو) إن الجانب الإداري من عمله قد يستغرق وقتاً طويلاً: كتابة خطط الدروس، واتباع المنهج الدراسي المُعتمد من قِبل وزارة التعليم في بورتوريكو، والتأكد من توافقه مع المعايير والتوقعات. وتُساعده إرشادات حول هذا الجانب من «تشات جي بي تي» في تقليل وقت تحضيره إلى النصف. 4- كشف ما إذا كان الطلاب يستخدمون الذكاء الاصطناعي: ماثيو مور، معلم لغة إنجليزية في المرحلة الثانوية، يستخدم برنامجي «Magic School A.I» و«تشات جي بي تي» لإنشاء أوراق عمل ومعايير تقييم وصور وألعاب تعليمية لمختلف فصول اللغة الإنجليزية التي يدرِّسها. ويستخدمها طلابه أيضاً. وهو يقول: «أشعر بالنفاق عندما أطلب منهم عدم استخدامه بينما استخدمه». ولكنه يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي للتأكد من أنهم يستخدمونه بالطرق المسموح بها. يتذكر طالباً في الصف التاسع سلَّم «مقالاً خالياً من الأخطاء النحوية، أطول من ضعف ما طلبته منه». قال: «صُدمتُ، وزادت صدمتي عندما أدركتُ أن مقاله برمته لم يكن هو الواجب المطلوب». ويضيف: «أخبرني برنامج كشف الذكاء الاصطناعي آنذاك أن الموضوع المكتوب من صنع الذكاء الاصطناعي. أخبرني عقلي بذلك أيضاً. كان قراراً سهلاً». 5- إنشاء قائمة مراجع: أما كارين دي بروين، أستاذة اللغة الفرنسية والباحثة في الأدب الفرنسي في القرن الثامن عشر، فتقول إن أي شخص سبق له إعداد قسم «المراجع» يعرف التنوع الهائل في الأساليب والتنسيقات وقواعد الترقيم المحددة المطلوبة في قائمة المراجع. ما هي قاعدة أسلوب شيكاغو في كيفية الاستشهاد بالكتب؟ هل تستخدم علامات الاقتباس أم التسطير؟ أم أنها مائلة؟ ماذا عن أسلوب الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA)؟ لقد حرّر الذكاء الاصطناعي دي بروين من أكثر أجزاء المهمة إزعاجاً. وتضيف: «لا مزيد من مراجعة الكتيبات الإرشادية، وأوراق الغش، والقلق بشأن علامات الترقيم الصحيحة، وما إذا كانت الإرشادات قد تغيرت... إلخ». استُبدل بكل هذا -على حد تعبيرها- «السلام والسكينة»، مع «كلود» (نموذج اللغة الذكي الواسع). 6- أفضل الملصقات: يقول دان فريزر، مصمم وصاحب مشروع صغير، إنه يصمم ويبيع منتجات مثل ملصقات التحذير من الاصطدام واللافتات المغناطيسية. ولمساعدته في التصميم الغرافيكي، يستخدم ميزة «التعبئة التوليدية» في برنامج «أدوبي فوتوشوب» (Adobe Photoshop's Generative Fill)، وهي ميزة ذكاء اصطناعي عمرها عامان تساعد في تعديل الصور تلقائياً. ويضيف: «إذا التقطتُ صورة لمنتج، ولم يعجبني الوهج أو الانعكاس الذي أراه على سطح لامع، فيُمكنني استخدام (التعبئة التوليدية) لـ(تخيُّل) ذلك الجزء من الصورة، وعادة ما تكون إحدى الصور الناتجة مقبولة بالنسبة لي». وقدّر أن المشكلة التي كان من الممكن أن تستغرق 20 دقيقة لمعالجتها، تستغرق الآن 20 ثانية. 7- اكتشاف التسريبات في نظام المياه: يقول تيم جيه ساذرنز، رئيس شركة «حلول المياه الرقمية» إنه عندما يحدث تسرب في نظام المياه، قد لا تلاحظه حتى يصبح مشكلة كبيرة. لذا تسعى الشركة إلى اكتشاف التسريبات مبكراً عن طريق وضع أجهزة استشعار صغيرة داخل الصنابير المخصصة لإطفاء الحرائق، لتسجيل صوت تدفق المياه عبر الأنابيب. تُغذي هذه البيانات نموذجاً للتعلم الآلي يبحث عن أنماط معينة تشير إلى وجود تسرب. 8- كتابة الملاحظات الطبية: الدكتور ماتيو فالنتي طبيب رعاية أولية، زُوِّد نظام السجلات الطبية الإلكتروني في مستشفاه بأداة ذكاء اصطناعي تُدعى «Abridge» لتدوين الملاحظات عند مقابلة المرضى. تستمع الأداة إلى محادثته مع المريض، ثم تُنشئ سجلاً منظماً للزيارة، وهو النوع الذي كان سيضطر إلى إعداده يدوياً. يُقدِّر أن هذه الأداة تُوفر عليه نحو ساعة يومياً: «لكن الفائدة الحقيقية تكمن في أنها تُوثّق تفاصيل كنت سأنساها لولاها». إذا حضر مريض يُعاني من مرض السكري، ولكنه ذكر آلام الظهر بإيجاز، فإن هذه التفاصيل تُسجّل في السجل سواء تذكّرها أم لا. ويُمكّنه ذلك من التركيز على إجراء محادثة حقيقية مع المرضى، دون الحاجة إلى نسخ كل كلمة. 9- تجارب لمعرفة كيفية ترميز الدماغ للغة: آدم مورغان، زميل ما بعد الدكتوراه، في إطار بحثه في علم الأعصاب الإدراكي، يعمل مع مرضى جراحة الأعصاب. وبينما تكون أدمغتهم مكشوفة، يُجري تجارب تحاول دراسة كيفية ترميز الدماغ لأشياء مثل اللغة والمعنى؛ غالباً من خلال طرح أسئلة عليهم مع قياس نشاطهم العصبي مباشرة. ونظراً لمحدودية الوقت والأشخاص الذين يُمكنه إجراء التجارب عليهم، عليه تحديد أولويات مواضيع البحث. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. ومثل الدماغ البشري، تأخذ الشبكات العصبية الاصطناعية نوعاً من المُدخلات (مثل الكلمات) وتُنتج مُخرجات (كلمات أخرى). بالنسبة للدماغ البشري، ما يحدث في المنتصف أشبه بصندوق أسود، ولكننا نعلم أن الكلمات التي نسمعها تُترجَم إلى نشاط عصبي يُمثل المعنى، ثم تُفك شفرتها إلى كلمات أخرى. يقول السيد مورغان، إن الشبكات العصبية الاصطناعية تفعل شيئاً مُشابهاً باستخدام الأرقام فقط. ويضيف: «هناك أدلة قوية ومتزايدة على أن البرامج الذكية تُشفِّر قواعد اللغة والكلمات بطريقة مشابهة للدماغ». ولكن على عكس الدماغ، يُمكن فحص عمليات التشفير هذه مباشرة في نموذج لغوي كبير، بمجرد النظر إلى الشفرة. لذا، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل كدماغ وهمي لاختبار فرضيات حول اللغة يصعب اختبارها في الأدمغة الحقيقية. 10- مراجعة الأدبيات الطبية: مايكل بوس، عالِم تصوير طبي، يشرف على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب وفحوصات أخرى في التجارب السريرية، ويضمن إجراء التصوير وفقاً للبروتوكول. يقرأ الأدبيات الطبية يومياً تقريباً، ويستخدم «ChatGPT»، و«Perplexity»، و«Undermind»، وأدوات أخرى لذلك. 11- التحقق من الوثائق القانونية في مكتب المدعي العام: كريس هاندلي، مدير العمليات ورئيس قسم الابتكار في مكتب المدعي العام لمقاطعة هاريس في هيوستن، ثالث أكبر دائرة قضائية في البلاد، طوَّر أخيراً نموذجاً لغوياً كبيراً مُخصصاً يُساعد المدعين العامين والشرطة على تجنب الأخطاء عند تقديم أوراق الاعتقال. بعد حجز شخص ما، تُدوِّن الشرطة روايته للأحداث، ويُرسَل هذا التقرير إلى مكتب المدعي العام. ثم يُنقل مباشرة إلى برنامج ذكي لدى هاندلي الذي يُجري سلسلة من عمليات التدقيق، بحثاً عن أي مشكلات قد يرصدها القاضي لاحقاً: خطأ مطبعي، أو معلومة مفقودة حول الاعتقال، أو تهمة غير صحيحة بشكل طفيف، أو اسم كامل لضحية اعتداء جنسي بدلاً من الأحرف الأولى، وكلها قد تُبطئ العملية، وهي تُبطئها بالفعل. ويقول هاندلي: «عندما يُفكّر الناس في الذكاء الاصطناعي، تتبادر إلى أذهانهم برامج الدردشة الآلية، أو تقنية التعرف على الوجوه. نحن لا نفعل أياً من ذلك. بالنسبة لنا، هناك كثير من الثمار السهلة المنال. كل ما يهمنا هو التأكد من خلوِّ أوراقنا من الأخطاء». 12- إنجاز الأعمال المُرهقة: سارة غرينليف، منسقة مشاريع تعمل لدى مستشار تأمين صحي، وعديد من مهامها إدارية: صياغة وثائق العقود، وجدولة الاجتماعات، وتحرير شرائح «باور بوينت»، وتسجيل الحضور في المؤتمرات، وما إلى ذلك. تلجأ إلى «تشات جي بي تي» لإنجاز جميع هذه المهام. يساعدها هذا في تلخيص «بنود العمل» من سلسلة طويلة من رسائل البريد الإلكتروني؛ ومراجعة رسائلها؛ وإنشاء نماذج عقود؛ والبحث في مستندات طويلة مثل ملخصات المزايا؛ ومقارنة المستندات عند الشك في وجود اختلافات طفيفة. * باختصار، خدمة «نيويورك تايمز».


مجلة سيدتي
منذ 13 ساعات
- مجلة سيدتي
آبل تعتزم إطلاق نسخة مطورة من سيري تتفاعل مع التطبيقات
تعتزم شركة التكنولوجيا العملاقة "آبل"، إطلاق نسخة مطوّرة من مساعدها الصوتي "سيري" في ربيع 2026، بتعاون واسع مع مطوري التطبيقات الشهيرة، وذلك بعد تأجيل هذا الإطلاق عدة أشهر عن الموعد المعلن سابقًا. ويشكل هذا التحديث المرتقب خطوة مهمة في إستراتيجية الشركة" للحاق بموجة المساعدات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصةً في ظل المنافسة المتصاعدة واعتماد شركات التقنية الكبرى على المزايا التفاعلية القائمة على فهم السياق. إطلاق نسخة مطورة من سيري في ربيع 2026 ووفقًا لما جاء في وكالة بلومبيرغ، فإن النسخة الجديدة ستعتمد على ميزة App Intents، مما يمكّن "سيري" من تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا داخل التطبيقات ، مثل التعليق على منشورات منصة 'إنستغرام" الشهيرة، وإضافة عناصر إلى سلة التسوق في تطبيقات الشراء، أو تعديل صورة محددة وإرسالها مباشرة. تعاون واسع مع تطبيقات كبرى وتختبر شركة "آبل" حاليًا الميزة في تطبيقاتها الخاصة، بالإضافة إلى تطبيقات خارجية مثل " أمازون وفيسبوك وأوبر ويوتيوب وواتساب وتيمو وثريدز"، مع احتمال فرض قيود أو استبعاد بعض التطبيقات التي تتعامل مع بيانات حساسة، كالتطبيقات المصرفية. وكانت "آبل" قد استعرضت مساعدها الذكي المطّور "سيري" المعتمد على الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطوّرين WWDC 2024، حيث ركزت "آبل" على تقنيات "Apple Intelligence". وأعلنت الشركة في مارس الماضي تأجيل الإطلاق، مشيرةً، إلى أن تطوير المزايا الجديدة 'يستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا'، على أن تُطرح خلال العام المقبل. وقد أثار هذا التأجيل حينها جدلًا واسعًا داخل "آبل" وخارجها، وواجهت الشركة دعوى قضائية بتهمة "الإعلان المضلل"، إثر بث إعلان تلفزيوني يُظهر قدرات جديدة لمساعدها الذكي "سيري" لم تكن متاحة للمستخدمين بعد طرح هواتف آيفون 16. إعادة تعريف مفهوم المساعد الذكي مع سيري المطور وتأتي هذه الخطوة من "آبل" لإعادة تعريف مفهوم المساعد الذكي مع "سيري" المطور، معتمدةً على التكنولوجيا المتقدمة، ودعماً لمطوري التطبيقات المنضوين تحت جناحيها، وفي ظل التنافس الشديد مع المنصات الأخرى مثل "أمازون أليكسا"، فعلى ما يبدو أن الرابح الأكبر هو المستخدم الذي سيحظى بحلول أكثر ذكاءً ومرونة في التعامل مع أجهزته وبيئته الرقمية.