
رئيس الحكومة من البقاع: لا استقرار بلا إنماء متوازن ولا دولة بلا سيادة
وكانت المحطة الأبرز في شتورة، حيث شارك الرئيس سلام في وضع حجر الأساس لمجمع البقاع الإسلامي، بدعوة من النائب حسن مراد، وبحضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، وعدد من نواب المنطقة وفعاليات سياسية ودينية من مختلف أنحاء البقاع.
وفي كلمته بالمناسبة، شدد رئيس الحكومة على أن المشروع يشكل رسالة وطنية وروحية تعكس التزام أهل البقاع بخيار الدولة الجامعة والعادلة، وقال «لا استقرار بلا إنماء متوازن يشمل جميع المناطق، ولا أمن فعلي دون أن يشعر المواطن بكرامته وحقوقه في أي بقعة من لبنان»، وأكد أن البقاع «قدم نموذجا حيا في العيش المشترك، لكنه بقي محروما من التنمية التي يستحقها»، لافتا إلى أن المنطقة لا تطلب صدقة، بل حقا طبيعيا في الاستثمار والخدمات والبنية التحتية.
وأضاف «نحن نعمل على استعادة الدولة عبر مشروع إصلاحي شامل يشمل تفعيل الإدارة، وتعزيز استقلال القضاء، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، لأن الدولة لا تبنى بالخطابات بل بمؤسسات فاعلة».
وفي راشيا، زار الرئيس سلام البلدة حيث كان في استقباله النائب وائل أبوفاعور. وخلال اللقاء، شدد على أن استعادة الدولة تمر عبر استكمال اتفاق الطائف، خصوصا اللامركزية الموسعة والإنماء المتوازن»، وأضاف «لا يمكن أن تقوم دولة من دون حصر السلاح بيدها».
من جهته، شدد النائب أبوفاعور على دعم الرئيس سلام في هذه المرحلة المفصلية، وقال «مسيرتكم خضراء في راشيا الوحدة الوطنية والعيش الواحد، وراشيا المصالحة والاستقلال».
وكانت الجولة قد استهلت بلقاء جامع في دارة النائب ياسين ياسين في بلدة غزة ـ البقاع الغربي، بحضور وزير الصناعة الدكتور عامر البساط، والنائب حسن مراد، وعدد من المفتين، ورؤساء البلديات، وفعاليات أهلية واجتماعية.
وخلال اللقاء أكد الرئيس سلام أن الحكومة أنجزت مجموعة من الإصلاحات الأساسية، أبرزها مشروع قانون إعادة هيكلة المصارف وقانون السرية المصرفية، وتعمل حاليا على إعداد مشروع قانون الفجوة المالية. وقال «عمر الحكومة قد يكون قصيرا، لكن الإرادة موجودة، والعمل مستمر».
بدوره، عرض النائب ياسين لائحة مطالب تنموية تتعلق بالقطاع الزراعي، والبنية التحتية، ودعم البلديات، وتمكين الشباب، مشددا على ضرورة إنصاف البقاع بعد عقود من التهميش.
واختتم الرئيس سلام زيارته إلى البقاع بلقاء خاص في دارة النائب بلال الحشيمي في تعلبايا، تم خلاله التداول في شؤون إنمائية وخدماتية تهم أبناء المنطقة. وأكد الرئيس سلام في ختام الجولة على أنه «لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما انه لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن، مما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها. لكن هذا نصف الحقيقة فقط لأن ثبات الاستقرار في البلاد انما يتطلب ايضا شبكات أمان اجتماعي حقيقية تحفظ كرامة المواطنين».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
الرئيس اللبناني يعرب عن شكره للكويت أميراً وحكومة وشعباً على الدعم المقدم لبلاده
أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الاثنين، عن الشكر لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على الدعم المقدم لبلاده ووقوفهم المستمر إلى جانب اللبنانيين في المحن التي مروا بها، مؤكدا أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة لا سيما في المجال الأمني. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عون النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، والوفد المرافق له في القصر الجمهوري في (بعبدا) بحضور وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار ضمن إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة بيروت. وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن الرئيس عون أكد خلال اللقاء عمق العلاقات الأخوية وتجذرها بين لبنان ودولة الكويت لافتا إلى أنها تزداد "رسوخا يوما بعد يوم لأنها مبنية على أسس صلبة من الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل". وأضافت أنه أعرب عن تقديره الكبير لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إزاء مواقفهما الثابتة والداعمة للجمهورية اللبنانية خصوصا في أوقات الأزمات مستذكرا المحادثات المثمرة التي أجراها خلال زيارته الرسمية إلى الكويت في شهر مايو الماضي. كما رحب الرئيس عون بالزيارة التي يقوم بها الشيخ فهد اليوسف والوفد المرافق له إلى لبنان مؤكدا أهمية تطوير التعاون المشترك بين البلدين لمواجهة التحديات الحالية وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. من جانبه نقل بيان الرئاسة عن الشيخ فهد اليوسف خلال اللقاء تحيات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وتمنياته الصادقة للجمهورية اللبنانية بدوام الأمن والاستقرار والازدهار. وأكد الشيخ فهد اليوسف وفق البيان حرص دولة الكويت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات مشددا على الحرص على توطيد أواصر التعاون والتنسيق المشترك. وأعرب النائب الأول ووزير الداخلية عن اعتزازه بعمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية. وأشار إلى أن العلاقات الكويتية - اللبنانية "تاريخية ونحرص على تفعيلها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز مسيرة الأمن والاستقرار في المنطقة". وأشاد الشيخ فهد اليوسف بالكفاءة المهنية للأجهزة الأمنية اللبنانية مؤكدا أهمية تطوير العمل الأمني المشترك بما يواكب التحديات والمتغيرات ويساهم في ترسيخ منظومة تعاون شاملة قائمة على التنسيق المستدام. وبحث اللقاء وفق بيان الرئاسة اللبنانية عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب سبل تطوير التعاون الثنائي بين الأجهزة الأمنية في البلدين وتبادل الخبرات في مختلف المجالات. وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت أمس الأحد في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين.


الأنباء
منذ 11 ساعات
- الأنباء
تصريحات باراك أعادت إلى ذاكرة اللبنانيين تجاربهم مع الموفدين الأميركيين
بيروت - ناجي شربل وبولين فاضل حتى أوان عودة الموفد الأميركي توماس باراك إلى لبنان في غضون أسبوعين أو ثلاثة، حاملا الرد الأميركي على الورقة اللبنانية الرسمية، سيكون الترقب والانتظار عنواني المرحلة في لبنان، لاسيما في ظل ما تحتمل المواقف المعلنة للمبعوث الأميركي من تأويل وتناقض حد ضياع من يرصدها ويتابعها. وكان بلغ التأويل حدا متقدما حين أعلن باراك في أحد تصريحاته الصحافية أنه «إذا لم يحل لبنان قضية سلاح حزب الله، فقد يواجه تهديدا وجوديا ويعود إلى بلاد الشام»، قبل أن يعود ويوضح ما قصده بعد ردود لبنانية عليه عنوانها أن «لبنان لا يزول» (الكلام لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل) وموقعه ليس للنقاش لا اليوم ولا غدا وهو محدد ومتجذر بشعبه وجغرافيته وليس تابعا لأحد، فقال إن «تصريحاته كانت إشادة بالتقدم الملحوظ الذي تحققه سورية، لا تهديدا للبنان». في أي حال، فإن بعض المراقبين قرأوا في تصريحات باراك وفي ثناياها ما هو أقرب إلى التحذير منه إلى التهديد، وبالتالي المضي في مضاعفة الضغط الأميركي على لبنان ليحذو حذو سورية في سرعة خطواتها نحو السلام وحتى التطبيع، وإلا فسيكون لبنان خارج «الشرق أوسط الجديد» الذي تريده الولايات المتحدة، وحينها وعلى ذمة التحذيرات الأميركية سيترك لبنان لقدره. تصريحات باراك كانت محور ردود في الداخل، قوية وحادة من فريق معين، ومتفهمة من فريق آخر، من دون التفريط بالكيان اللبناني، وبينها موقف لرئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع جاء فيه: «إن تصريح الموفد الأميركي إلى سورية ولبنان توماس باراك هو برسم السلطة والحكومة اللبنانية. من الواضح والجلي أن السياسة الدولية برمتها بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول إلى دول طبيعية بدءا من إيران وليس انتهاء بحزب العمال الكردستاني في تركيا. إن السياسة الدولية لا تتحمل الفراغ، وأي دولة تعجز عن ترتيب أوضاعها وإعادة الانتظام لدستورها ومؤسساتها وأعمالها كدولة فعلية، ستكون خارج السباق وعلى هامش التاريخ. إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها فيما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمل مسؤولية ان يعود لبنان الوطن والدولة في مهب الريح من جديد. في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وعندما وجدت السياسة الدولية ان دولة الطائف التي نشأت في لبنان بعد الحرب الأهلية كانت قاصرة، تم تلزيم لبنان لسورية الأسد، فهل تعيد الحكومة والسلطة الكرة من جديد وتدفعان السياسة الدولية والعربية إلى تلزيم لبنان لأحد ما انطلاقا من القصور الذي تظهره الدولة اللبنانية؟، ان الأيام التي نعيش مهمة ودقيقة ومصيرية جدا، وأي تماد في التقصير بنقل لبنان إلى وضع الدولة الفعلية من قبل السلطة والحكومة اللبنانية يمكن ان يعيدنا عشرات السنوات إلى الوراء، إن لم يكن أخطر وأسوأ من ذلك. على السلطة اللبنانية ان تحزم أمرها في أسرع ما يمكن، وان تتخذ الخطوات العملية المطلوبة من أجل تحويل لبنان إلى دولة فعلية تشكل وحدها الضمانة للمجموعات اللبنانية كلها، وإلا ستبقي لبنان ساحة وتعرضه للاستباحة من جديد». فيما قال الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان: «يتعين على الدولة اللبنانية أن تتعامل بجدية مطلقة مع التحذير الذي أطلقه توماس باراك، على افتراض انه لم يصدر من فراغ، وأن تبادر على الفور إلى استيضاح الموفد الرئاسي الأميركي بشأن تصريحاته المتعلقة بإعادة لبنان إلى إطار بلاد الشام. وفي حال اقتضت التوضيحات ذلك، ينبغي الشروع في مقاربة ديبلوماسية نشطة وواضحة، تتوجه إلى كل من الجمهورية العربية السورية، وجامعة الدول العربية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، إضافة إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي طليعتها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن». تصريحات باراك أعادت إلى ذاكرة اللبنانيين ما واجهته السلطة اللبنانية الرسمية منذ سبعينيات القرن الماضي مع الموفدين الأميركيين، وفي طليعتهم السفير دين براون، الذي خير المسيحيين بركوب البواخر والهجرة إلى الأميركيتين في بداية الحرب الأهلية. وقد جوبه بالرفض من قبل رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية، الذي رد بقسوة على طرح الموفد الأميركي. بعدها في 1988، عرض السفير ريتشارد مورفي في أثناء محاولة تسويقه لرئاسة الجمهورية اسم نائب عكار الراحل مخايل ضاهر على الرئيس أمين الجميل والبطريرك الماروني الراحل الكاردينال نصرالله صفير معادلة «مخايل ضاهر أو الفوضى»، في محاولة لترجمة اتفاقه مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وكان الرفض اللبناني، الذي أسفر فراغا رئاسيا وإدارة البلاد من قبل حكومتين، إحداهما عسكرية برئاسة العماد ميشال عون، وصولا إلى اتفاق الطائف في 1989، وتطبيقه فعليا في 13 أكتوبر 1990 بعد إطاحة العماد عون من قصر بعبدا بعملية عسكرية سورية. وفي ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، علمت «الأنباء» ان رئيس الجمهورية كرر أمام سائليه استعداد لبنان لحل قضية الموقوفين والمحكومين السوريين ضمن الأطر القانونية، وهذا الأمر قد بدأ فعلا. إلا أن الرئيس عون شدد على رفضه إطلاق سراح من قاتلوا الجيش اللبناني أو نفذوا عمليات إرهابية في لبنان. على صعيد آخر، يتحول مقر مجلس النواب غدا إلى ساحة مواجهة سياسية، يتخللها نقاش حاد خلال جلسة مناقشة الحكومة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري. والجلسة قبل الظهر وبعده، ما يعني أنها ستشهد نقاشات موسعة.


الأنباء
منذ 11 ساعات
- الأنباء
زيارة عون إلى قبرص.. مقاربة لبنانية جديدة لبناء شراكة أوروبية فاعلة
في لحظة سياسية واقتصادية دقيقة يمر بها لبنان، جاءت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى قبرص لتعيد فتح بوابة التواصل الاستراتيجي بين بيروت وأوروبا، من خلال دولة أثبتت خلال الأعوام الماضية صداقتها وحرصها على استقرار لبنان. لم تكن هذه الزيارة مجرد تواصل ديبلوماسي روتيني، بل جاءت محملة برسائل عملية ومبادرات ملموسة، قد تشكل نواة لعلاقة شراكة بناءة تنقل لبنان من هامش الانكفاء إلى فضاء التعاون مع الجوار الأوروبي. وقال مصدر سياسي لبناني رفيع لـ «الأنباء»: «جاءت الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، وأرست مقاربة جديدة في العلاقة مع قبرص تقوم على الشراكة لا الطلب، وعلى المبادرة لا الانتظار»، مشددا على أنها «خطوة مفصلية في مسار العلاقات اللبنانية القبرصية، ومفتاح جدي نحو تفعيل الدور الأوروبي في دعم لبنان بطريقة مسؤولة ومباشرة». ومن بين أبرز الملفات التي طرحت يبرز ملف ترسيم الحدود البحرية الذي تحقق فيه تقدم كبير على المستوى التقني، وبات جاهزا للانتقال إلى المرحلة الرسمية. ووفق ما نقل المصدر، فإن «الجانب القبرصي أبدى استعدادا تاما للتجاوب، وهذا ما يتطلب من الجانب اللبناني استكمال تشكيل وفده الرسمي لبدء المحادثات ضمن هيكلية واضحة تضم وزارة الأشغال وقيادة الجيش ووزارتي الخارجية والطاقة وممثلين عن الرئاسات الثلاث. هذا التقدم يعكس جدية متبادلة، وقد يكون تمهيدا لتعاون اقتصادي أشمل فيما يتعلق باستكشاف الثروات البحرية واستثمارها». الشق الاقتصادي والاجتماعي بدوره لم يكن غائبا عن طاولة البحث، إذ طرح الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس مبادرة إنسانية - اقتصادية تتمثل في توفير ألف وظيفة للبنانيين في بلاده، في خطوة تؤشر إلى التفاتة أوروبية عملية تجاه الشعب اللبناني لا تقتصر على البيانات والدعوات. وهنا يعتبر المصدر أن هذه المبادرة «فرصة يجب ألا تهدر»، داعيا الجهات اللبنانية إلى التحرك بسرعة لتأمين الملف اللازم وتفعيل هذه الفرص، بما يخفف من حدة البطالة والنزيف البشري. ولأن أزمة الكهرباء هي أحد أبرز تجليات الانهيار اللبناني، فقد عادت فكرة الربط الكهربائي مع قبرص إلى الواجهة من خلال مشروع مد كابل بحري يربط الشبكتين القبرصية واللبنانية. وقد تم الاتفاق على فتح خط تنسيق مباشر بين وزيري الطاقة في البلدين، في خطوة يأمل المصدر «أن تكون بداية مسار عملي لمعالجة العجز المزمن في الكهرباء، ولو جزئيا». وفي البعد الأمني والإنساني، اتفق على التنسيق بين مركز البحث والإنقاذ في قاعدة بيروت البحرية الذي شارف على الجهوزية، ونظيره القبرصي، في إطار تعاون يهدف إلى حماية الأرواح في الحوادث البحرية، وسط اتفاق على مواصلة التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين. هذا التنسيق يعكس مستوى الثقة المتبادل ويؤسس لتعاون متقدم في مجال الأمن البحري. وفيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية، والذي يعد تحديا مشتركا للبلدين، كشف المصدر عن أن «قبرص وعدت بالسعي لتأمين دعم أوروبي مباشر للبنان بقيمة نصف مليار يورو، في ظل إدراكها أن الجزء الأكبر من مراكب الهجرة التي تصل إلى سواحلها ينطلق من سورية لا من لبنان. وتظهر هذه المقاربة القبرصية وعيا عميقا بواقع النزوح وتفاصيله، على عكس بعض الخطابات الأوروبية التي تتعامل مع لبنان باعتباره مصدر الخطر لا ضحية أزماته». وفي تطور لافت، أبلغ الرئيس القبرصي نظيره اللبناني أن بلاده ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في مارس المقبل، وأبدى استعدادا كاملا لطرح الملف اللبناني في المحافل الأوروبية، بل الذهاب إلى عقد مؤتمر دعم للبنان على الأراضي القبرصية، شرط أن يحدد لبنان أولوياته ويوفد مسؤولا رسميا للتنسيق مع وزارة الشؤون الأوروبية القبرصية. كما اقترح التحضير لاتفاقية شراكة إستراتيجية بين لبنان والاتحاد الأوروبي، شبيهة باتفاق مصر، بما يضع لبنان في موقع الشريك لا المتلقي فقط. وختم المصدر السياسي بالقول: «لقد فتحت قبرص الباب واسعا أمام لبنان، وقدمت كل عناصر التعاون الممكن. الكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية التي يجب أن تلتقط اللحظة وتتحرك بمسؤولية».