
6 شهداء للجيش جنوباً وتأكيد محلي ودولي على دوره المحوري
هكذا تستمر المؤسسة العسكرية المُكلفة حماية البلاد واعادة حصر السلاح بيد الدولة في دفع ضريبة الدم. فبعد ليلة من المواجهات مع مسيرات الدراجات النارية لمناصري حزب الله في العاصمة وسائر مناطق نفوذه جنوباً وبقاعاً على وقع مواقف الحزب التصعيدية، وفي موازاة ملاحقة كبار تجار المخدرات والقضاء على رؤوسهم المُدبرة وآخرهم 'ابو سلة'، وفي اطار العمل على تفكيك ومصادرة السلاح غير الشرعي جنوباً سقط 6 شهداء للجيش، 4 من عديد اللواء الخامس واثنان من فوج الهندسة فيما جرح 5 عسكريين .
تعددت الروايات حول هوية السلاح، اذ اشارت معلومات الى ان الجيش كان يعالج ذخائر داخل منشأة لحزب الله عند الانفجار ، فيما افادت اخرى ان الذخائر من مخلفات الحرب مع ترجيح الفرضية الاولى.
عون يُعزي
على الفور، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، اطلع منه على ملابسات الحادثة الأليمة التي وقعت في منطقة مجدل زون – وادي زبقين في قضاء صور وأدّت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى العسكريين نتيجة انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة في الجيش في اثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها.وأعرب الرئيس عون عن ألمه لاستشهاد العسكريين وعزى ذويهم والجيش بفقدهم ، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى. وقال الرئيس عون: 'الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين. واني اذ احيي في هؤلاء الشهداء الأبطال روح التضحية والوفاء، وأقدر تضحياتهم الجسيمة التي قدموها من أجل أمن لبنان واستقراره، اؤكد إن استشهادهم ليس نهاية المطاف، بل شعلة أمل تنير درب الأجيال القادمة وتذكرهم بأن حرية الوطن لا تُصان إلا بالتضحيات الجسيمة'. وختم الرئيس عون بالقول: 'دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته'.
وسلام ايضاً
كما أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بكلّ من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش، معزّيًا .وأعرب عن بالغ حزنه وأسفه لهذه الخسارة الوطنية الجسيمة، كما توجّه بالتعزية الحارة إلى ذوي الشهداء وعائلاتهم، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.
ومنسى
من جهته، أجرى وزير الدفاع الوطني اتصالاً بقائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده، معزياً.
بري
وتوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ'أحر التعازي إلى الجيش اللبناني وإلى ذوي الشهداء الذين سقطوا خلال تأدية واجبهم الوطني في الجنوب'، وقال: 'مجدداً قدرُ هذه المؤسسة الوطنية الجامعة لآمال وتطلعات اللبنانيين أن تصون الوحدة والأمن والإستقرار، وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية، مقدِّمة المزيد من الشهداء والجرحى'.
أضاف: 'إننا في هذه اللحظة الأليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه، من أجل تمكينه من إنجاز مهامه الوطنية التي أقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات'.
وختم بري: 'الرحمة للشهداء، وأحرّ التعازي لذويهم وللمؤسسة العسكرية قيادةً وضباطاً وأفراداً، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل'.
وكان بري أوعز، فور وقوع الحادث، إلى أجهزة الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية بوضع كل إمكاناتها الإسعافية والتطوعية بتصرّف الجيش، للمساهمة في عمليات الإسعاف وإخلاء المصابين.
'القوات' والحزب
وقد المحت القوات اللبنانية عبر ناطقها الاعلامي شارل جبور الى احتمالية وقوف حزب الله خلف التفجير فكتب على منصة 'اكس': الخطأ البشري وارد، ولكن الحلّ الأفضل: فجّره كي لا يفجِّرونه فيك..
وتقدم عضو كتلة الحزب 'علي عمار بـ'أحر التعازي وأصدق المواساة من الجيش اللبناني قيادةً وأفراداً ومن ذوي الشهداء الذين رووا أرض الجنوب الطاهرة بدمائهم الزكية التي امتزجت مع دماء المقاومين الشرفاء'.
توقيف محتجين
على خط موازٍ، وبعد ليلة احتجاجات من مناصري حزب الله الذين عمد عدد منهم في مدينة بعلبك الى تكسير سيارات بعض من حضروا الى القلعة التاريخية حيث يقام مهرجان بعلبك ، أوقف الجيش اللبناني عدداً من المحتجين على طريق المطار، بعدما نفذوا تظاهرة ، احتجاجًا على قرار الحكومة بشأن حصر السلاح بيد الدولة.
تحذيرٌ من الجيش
وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش – مديريّة التوجيه في بيان ان 'في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين.تحذّر قيادة الجيش المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج. إنّ الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 2 ساعات
- شبكة النبأ
شباب الأربعين: من هموم الذات الى مسؤولية الأمة
إن طريق الامام الحسين هو طريق الإصلاح الفردي والجماعي بما يتطلب الأمر صبراً، وزمناً طويلاً، ولكن يستحق العناء لأن النتائج كبيرة، فالذي يكون في موقع يرى فيه الناس شخصية يأخذون منه العلم والفكر والثقافة مثل؛ الاستاذ الجامعي، والخطيب، والأديب، وعالم الدين، وهو متخرج من المدرسة الحسينية، لن يكون سواء مع يعد نفسه قائداً للمجتمع... التحولات الاجتماعية والسياسية الكبرى في العالم تحققت على أيدي الشباب بصرخاتهم في الشوارع، وتحديهم البطولي لبنادق السلطة، و استخفافهم بالاعتقال والتعذيب، وحتى الموت في الزنزانات وفي ميادين الإعدام، وفي العراق دور مشهود للشباب في تحدي الاستبداد الحزبي، والدفاع عن العقيدة والايمان في عهد النظام الصدامي، وفي مرحلة لاحقة أثبتوا دورهم البطولي في الدفاع عن هذه العقيدة وعن الإيمان ضد أيتام ذلك النظام فيمن تقمصوا الدين و"حكم الإسلام"، وبين النضال في سني السبعينات والثمانينات، ثم الجهاد في العقد الثاني من الألفية الثالثة، ما يزال الشباب يواظب على طلب العلم والمعرفة ليتمكن من خلالها الإسهام في تطور بلده، وفي نفس الوقت المشاركة في حل أزماته. هؤلاء الشباب نجدهم اليوم في المواكب الخدمية على طريق زوار الامام الحسين، عليه السلام، في ذكرى اربعينيته، وفي الهيئات والحسينيات، يقومون بمختلف الاعمال، فما الذي جاء بهم الى أماكن وأجواء كهذه؟! القضية تاريخية تعود الى اكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن، بينما الشباب يتطلعون الى المستقبل، وهي مفارقة بحد ذاتها تدعو للتأمّل، فالشباب، من حيث المبدأ، يشارك في مشروع او يسير في طريق يرجو المكسب المادي من ورائه، فهو يدخل الجامعة ليحصل على شهادة اكاديمية تعرفه في المجتمع كمتخصص في جانب علمي يتخذه مهنة وفرصة عمل، كأن يكون طبيباً أو محامياً، او محاسباً، او مهندساً، وكذا الحال في عالم المال والاعمال والتجارة، بينما هنا؛ خلال زيارة أربعين الامام الحسين، بل وفي الزيارات المليونية ايضاً، تختفي هذه المعادلة بشكل غريب. كما هي الطائرة المتكونة من آلاف، وربما ملايين الأجزاء الصغيرة والمعقدة والمتشابكة، ولا تحلق إلا بسلامة جميع هذه الأجزاء، ولكن؛ شيء واحد ينقصها، وهو؛ البوصلة الموجودة في دماغ الطيار الذي يحدد لها وجهتها، وإلا فهي جثّة هامدة على أرض المطار. الشباب المعروف بصفات أربع –من جملة صفات وخصال-: 1- الرغبة في الحرية. 2- الرغبة في كل جديد يدعو الى الإثارة والتنوع. 3- ركوب العاطفة والحماس 4- حب الظهور و إثبات الذات في كل تجارب التغيير بالعالم نجد الشباب تحرك، وقدم، وضحّى، وأصبح جسراً للآخرين فتقدم الجميع وبقي هو بين المغادرين للحياة، او المغادرين الى المنافي في بلاد الغربة، او الانقياد للسلطة الحاكمة بحثاً عن لقمة العيش كما هو الحال في العراق، ولكن هذا لم يحدث عند شباب الأربعين الحسيني مطلقاً منذ أن وجدت هذه الشعيرة الحسينية بهذه الفعاليات الواسعة قبل عقود خلت، فمن قضى من الشباب نحبه من أبناء الأجيال الماضية، تحول الى رمز لمكافحة الفساد والظلم لمن ينتظر من أبناء الجيل الجديد، وربما لسان حاله، ما قال أخا الأوس (إحدى القبائل العربية) لابن عمّه الذي أراد ثنيه عن الالتحاق بإحدى غزوات رسول الله: سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى اذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما و واسى الرجال الصالحين بنفسه وخالف مثبوراً وفارق مجرما إن عشت لم أُلم وإن متّ لم أندم كفى بك ذلاً أن تعيش وترغما والسبب بات واضحاً للقارئ الكريم؛ البوصلة الحقّ والكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، أطلقها الامام الحسين، عليه السلام، لخصت كل آلام وهموم وتطلعات البشرية، بالحرية مع الكرامة، فلن يشعر الشباب بأي خسارة في طاقتهم العضلية، ولا جهدهم الذهني، ولا في أموالهم وعمرهم وهم يقضون الأيام والليالي لإحياء قضية الامام الحسين. هنا ربما يقفز السؤال وسط كل هذا الحماس في الشارع: من أين للشباب أن يجمع بين تفهمه واستيعابه لمفاهيم النهضة الحسينية، وهي قضية معنوية، في وقت هو منهمك بطبخ الطعام، وتوزيع المشروبات، او الجري هنا وهناك لتوفير مستلزمات مبيت الزائرين، وغيرها من خدمات متنوعة؟ والسؤال الرديف ايضاً؛ بأن شريحة واسعة من هؤلاء الشباب يحملون سلوكيات وأفكار وأنماط عيش مختلفة لا تتطابق بالضرورة مع الأجواء التي يعيشونها هذه الأيام، وما هي إلا أيام وينتهي كل شيء ويعودون الى تصرفاتهم وافكارهم التي يشكوا منها الآباء، وربما المجتمع ايضاً؟ انه سؤالي من صميم الواقع، بيد أن الحقائق تكشف عن واقع آخر يجسده عديد من الشباب المشارك في الجهد الخدمي، فهو يجد في الموكب الخدمي مدرسة لتعلّم الأخلاق والآداب والثقافة الصحيحة، كما هو الحال في شهر الصيام، عندما يجد الانسان إنه في أجواء تذكره دائماً بفعل الصحيح وتجنب الخطأ، واذا كان الصيام فريضة عبادية، فان الشعائر الحسينية، ومنها شعيرة المشي والخدمة في زيارة الأربعين فرصة تربوية للإصلاح الذاتي، ومن ثم الانتقال الى مشروع إصلاح المجتمع والأمة، فالعطاء، والتسامح، والعفو، والصبر، والصدق، وغيرها من الفضائل لها مدخلية في تفاصيل حياتنا اليومية على مدار السنة والعمر. من هنا؛ ليس من الانصاف والمنطق مطالبة الشباب بأن يتحولوا الى ملاك خلال هذه الزيارة، وإلا ليس من حقهم العمل في المواكب الخدمية، ولا التحدث عن النهضة الحسينية! إن طريق الامام الحسين، عليه السلام، هو طريق الإصلاح الفردي والجماعي بما يتطلب الأمر صبراً، وزمناً طويلاً، ولكن يستحق العناء لأن النتائج كبيرة، فالذي يكون في موقع يرى فيه الناس شخصية يأخذون منه العلم والفكر والثقافة مثل؛ الاستاذ الجامعي، والخطيب، والأديب، وعالم الدين، وهو متخرج من المدرسة الحسينية، لن يكون سواء مع يعد نفسه قائداً للمجتمع وهو متخرج من المدرسة الحزبية، او المؤسسة العسكرية، وعندما نقرأ بفخر شعار الإصلاح الذي رفعه الامام الحسين في نهضته، فاننا نحمل انفسنا مسؤولية ايجاد المصداقية العملية لهذا الإصلاح في واقعنا عندما نتحمل مسؤولية مكافحة الفساد وتغيير الواقع.


شبكة النبأ
منذ 2 ساعات
- شبكة النبأ
الإمام الرضا وفضح الحاكم الظالم
الإمام الرضا صاحب تجربة تاريخية فريدة في التعامل مع الحكومة الظالمة وفضح النظام الفاسد المتمثل في ذلك الوقت بحكم المأمون العباسي، الذي وصل للحكم بعد محاربة أخيه غير الشقيق الأمين انتهى الأمر بقتل الأمين، وكان المأمون يشعر بالخوف والقلق من وجود الإمام الرضا (ع) الممثل للبيت العلوي وللرسالة المحمدية... الإمام علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) غريب الغرباء، قبلة الإيمان والولاية والعشق لطريق الله (عزوجل)، يجذب المزيد من المحبين من أنحاء العالم، وحضرته الأكبر والأعظم، والمؤسسات التي باسمه تنمو وتتسع..، واسمه حي يذكر بإجلال وعظمة..؛ رغم شهادته في عام 203 متأثرا بالسم، قتله الحاكم الظالم القاتل المستبد المأمون. ومن أراد معرفة مدى قوة وعظمة هذا الإمام العظيم (ع)، أن يقوم بزيارته في مدينة مشهد المقدسة، ليشاهد كثافة عدد الزوار -المحبين له ولابائه وأبنائه وشيعته من أنحاء العالم- في كل الأوقات، ويرى عظمة صرحه ومشهده الشامخ، ويقف خاشعا أمام الضريح العظيم المستمد من عظمة هذا الإمام الغريب (ع) ومن دوره الرسالي المكمل لدور الأئمة (عليهم السلام) في تحمل المسؤولية والتصدي لإصلاح الأمة والثورة ضد الظلم والعدوان، وفضح النظام الحاكم الفاسد من الداخل. الإمام الرضا العظيم (ع) صاحب تجربة تاريخية فريدة في التعامل مع الحكومة الظالمة وفضح النظام الفاسد المتمثل في ذلك الوقت بحكم المأمون العباسي، الذي وصل للحكم بعد محاربة أخيه غير الشقيق الأمين انتهى الأمر بقتل الأمين، وكان المأمون يشعر بالخوف والقلق من وجود الإمام الرضا (ع) الممثل للبيت العلوي وللرسالة المحمدية الحقيقية، والمعارض الأقوى والأخطر على حكم بني العباس، لاسيما إن الشارع الإسلامي يؤمن بان الإمام الرضا (ع) هو الزعيم الشرعي للأمة. وبما ان الإمام (ع) له شعبية في الشارع بعكس نظام المأمون العباسي، والمعارض الأقوى، عمل المأمون على اعتقال الإمام (ع) ونقله بالإكراه من مقره في المدينة المنورة إلى مدينة مرو، ثم القيام بتنصيب الإمام الرضا (ع) بالإكراه في منصب صوري كولي للعهد للحصول على محبة الشعب، وليكون الإمام الرضا (ع) تحت عيونه ومنع الإمام (ع) من أي تحرك. وقد قبل الإمام علي ابن موسى الرضا (ع)، بمنصب ولاية العهد مضطرا وبعد الاتفاق على شروط معينة حددها الإمام (ع) وقد عبر الإمام عن ذلك بدعائه لله: "اَللّهُمَّ اِنَّكَ تَعْلَمُ اَنّي مُكْرَهٌ مُضْطَرٌّ، فَلا تُؤاخِذْني، كَما لَمْ تُؤاخِذْ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يُوسُفَ حينَ وَقَعَ إلى وِلايَةِ مِصْر". وذلك بعدما رفض ذلك العرض لعدة مرات بشدة، ولكن المأمون العباسي ـ المصر على تسلم الإمام الرضا (ع) الذي يشكل رأس حربة المعارضة لأهل البيت (ع) المنصب لتحقيق أهداف سياسية خاصة ـ هدد الإمام الرضا (ع) بالقتل..، فقبل الإمام في نهاية الأمر بولاية العهد بشروط، ـ وفي ذلك أهداف سياسية ـ ومن تلك الشروط كما جاء على لسان الإمام الرضا (ع) : "أنني لا آمر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا أعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم فأجابه المأمون إلى ذلك كله". لماذا لم يوافق الإمام الرضا (ع) على ولاية العهد إلا بشروط محددة؟ حتما هناك أسباب كثيرة لدى الإمام (ع)، ولكن بالتأكيد منها عدم إعطاء الشرعية للنظام الدكتاتوري الاستبدادي الظالم اي شرعية، وعدم السماح للنظام من استغلال وجود الإمام (ع) وتحميله أي مسؤولية في الحكومة الظالمة والفاسدة، والعمل على إرساء العدل.. حول ذلك يقول الإمام الرضا : "اللّهُمَّ لا عَهْدَ اِلاّ عَهْدُكَ وَلا وِلايَةَ اِلاّ مِنْ قِبَلِكَ، فَوَفِّقْني لإقامَةِ دينِكَ وَاِحْياءِ سُنَّةِ نَبِيِّك، فَاِنَّكَ اَنْتَ المَوْلى وَالنَّصيرُ، وَنِعْمَ المَوْلى اَنْتَ وَ نِعْمَ النَّصير". إن الإمام علي ابن موسى الرضا (ع) أراد عدم إعطاء اي شرعية للمأمون والحكم العباسي. بل الإمام الرضا (ع) فضح المأمون على لسان المأمون نفسه الذي قال للإمام (ع): "إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك. فقال له الرضا (عليه السلام): إن كانت الخلافة لك وجعلها الله لك، فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك، فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك". ما قام به الإمام الرضا (ع) هو درس ـ وبالذات للقيادات الشعبية القادمة ومنها الدينية ـ بعدم شرعية وصحة الدخول ومساعدة الحكومات الدكتاتورية الظالمة، ـ بدون اضطرار حقيقي، وبشرط عدم المشاركة في الظلم ـ مهما كانت التبريرات ولو كان ذلك عبر مناصب رفيعة، وان كان الشخص يملك الكفاءة، لان الحاكم غير العادل الذي يصل لكرسي الحكم بشكل غير شرعي وديمقراطي حقيقي وبدون تأييد الرعية لا ضمانة له، فانه سيستغل أي شخصية بما يخدم أهدافه ونظامه وسلطته. والحالة الوحيدة في التعامل تكون في حالة الإكراه والاضطرار والتعرض للأذى...، وبشرط عدم الظلم والمشاركة فيه، والعمل على رفع الأذى عن المظلومين، والعمل لفضح النظام الفاسد أمام الرعية بتقديم النموذج الأفضل في التعامل وخدمة المجتمع. وهذا لا يعني عدم إمكانية العمل مع الحكومات في المواقع التي تخدم الشعب، فهناك حالات تستدعي العمل مع الحكومات بشرط عدم الظلم، وتلك الحالات تعتمد على الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. وعلى الإنسان مهما كان دينه ومذهبه وفكره، ومهما كان منصبه خارج الحكومة أو داخلها، أن يكون أداة تأثير بشكل إيجابي لخدمة عامة الناس والدفاع عن مصالح المظلومين والمستضعفين، وفضح النظام الفاسد، لا أداة ووسيلة بيد النظام!. وبلا شك إن الأئمة ومنهم الإمام الرضا (عليه السلام) يدعون الناس وبالخصوص شيعتهم ومحبيهم أن يكونوا دعاة إصلاح بإعمالهم لا بأقوالهم فقط، وبضرورة الدخول والمساهمة بالعمل في الحكومات العادلة القائمة على الديمقراطية الحقيقية -حسب المنهج الشرعي- وتمثل إرادة الشعب بشكل صحيح. وما أجمل أن نستفيد من مدرسة آل البيت (عليهم السلام) وبالتحديد من مدرسة السلطان الإمام الرضا (ع) ومن تجربته الرائدة مع النظام الحاكم في الجانب السياسي التي تصادف هذه الأيام ذكرى شهادته مسموما، على يد المأمون. وقد لجأ المأمون للتخلص من الإمام (ع) بعد فشله الذريع من السيطرة على الإمام (ع) واستغلاله والحصول على دعم الإمام (ع) لحكمه، وإنما الذي حدث هو العكس ازدادت شعبية الإمام (ع) لدى الشارع، والمزيد من الفضائح للنظام العباسي والحاكم الفاسد. السلام عليك يا شمس الشموس، وأنيس النفوس، أيها المدفون بأرض طوس يا علي ابن موسى الرضا (عليه السلام). "اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ القائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدَّاعِي إِلى دِينِكَ وَدِينِ آبائِهِ الصَّادِقِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ".


الشرق الجزائرية
منذ 5 ساعات
- الشرق الجزائرية
رسامني: الوحدة الوطنية خلاص لبنان
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني يرافقه المدير العام للوزارة غابي الحاج وعرض معه الاوضاع العامة. وقال الوزير رسامني بعد اللقاء: «(…) طلبت بركته وشاركته في كل امور الوزارة والامور التي تشغلنا كحكومة وتحدثنا عن الوحدة الوطنية التي تشكل الخلاص الوحيد للبنان وضرورة تقوية الدولة ومؤسساتها وتطرقنا الى اوضاع المنطقة وحاجاتها واستمعت الى اقتراحاته وملاحظاته والتي ان شاء الله سنسعى لتنفيذها». وكان الراعي استقبل المدير العام السابق لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران الذي اوضح للبطريرك «حقيقة ما يتداول حول وضعه بالتصرف»، فالمغترب اللبناني فهيم الجميل وعقيلته السيدة مهى اللذين وضعاه في صورة الانشطة التي تقوم بها مؤسستهما، فوفد «لجنة أصدقاء غابة الارز برئاسة بسام جعجع، ووفد منظمة «اليد الخضراء» من ضمن «استراتيجية عاليه الاصيلة «برئاسة زاهر رضوان، وجه الدعوة لمباركة المؤتمر المنوي انعقاده في 30 آب الحالي في خان حرف عاليه الاصيلة في بلدة عيناب برعاية رئيس الحكومة نواف سلام، وهلا مرعب وكارولين غسطين التي قدمت للبطريرك هدية تقديرية عبارة عن لوحة صخرية.