
محلل: عدم استقرار القارة الإفريقية بسبب النزاعات المستمرة
تشكل النزاعات المسلحة في إفريقيا واحدة من أبرز التحديات السياسية والأمنية التي تعرقل مسيرة التنمية والاستقرار في القارة، فمن منظور سياسي، تتداخل هذه النزاعات مع عوامل معقدة مثل هشاشة الدولة، وغياب الحكم الرشيد، والتنافس على السلطة والثروات، فضلاً عن التدخلات الإقليمية والدولية التي تزيد المشهد تعقيدا.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني هشام الدين نورين: إن النزاعات المسلحة في أفريقيا تعد من أخطر التحديات التي تواجه استقرار القارة وتنميتها، وتعتمد هذه النزاعات على حركات مسلحة متنوعة، معظمها انفصالي وأخرى إرهابية، مما يؤدي إلى تفاقم الخسائر البشرية والدمار البيئي والاقتصادي.
وأضاف أن هذه الجماعات المسلحة تنشط في مناطق متعددة مثل الساحل والصحراء ومنطقة البحيرات العظمى، وتستغل بعض القوى الدولية النزاعات الأفريقية لتحقيق مصالحها عبر دعم جماعات مسلحة بالوكالة، بمختلف أشكال الأسلحة والذخائر، دون وجود أي قيود مفروضة من قبل المجتمع الدولي، في حين أن أفريقيا في الوقت الحالي أصبحت سوقاً واسعاً لتصريف مخزون كبير من الطائرات بدون طيار، بفضل انخفاض التكاليف، مقارنة بالنتائج العملية لاستخدامها.
وتابع المحلل، أن الطائرات بدون طيار احتلت مركزا متقدما في ترسانة الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث بدأت تستخدمها للاستطلاع والهجمات الدقيقة، ضد القوات الحكومية والمدنيين، فيما أصبح من الممكن تحميلها بقنابل صغيرة وتوجيهها نحو أهداف حيوية، مثل محطات الطاقة وخطوط الأنابيب، إضافة الى إمكانية استخدامها في هجمات جماعية متزامنة أو حتى حمل أسلحة كيميائية، ناهيك عن استخدامها في بث مقاطع لهجماتها على منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز نفوذ الجماعات المسلحة في إطار حربها النفسية ضد المواطنين.
وأشار إلى أن تقارير أفادت بأن بعض الدول الأوروبية تقوم بتزويد الإرهابيين في أفريقيا بالطائرات بدون طيار وتدريبهم على استخدامها، حيث كشف موقع 'انتلجنس أون لاين' عن حلقة الوصل ما بين أوكرانيا وأفريقيا ودور مجموعة FOG الاستخباراتية 'مجموعة المراقبة المتقدمة' في أفريقيا على تدريب المقاتلين ونقل الأسلحة.
وأوضح المحلل السياسي، بأن 'FOG' هي واحدة من الكيانات الغامضة التي تعمل في الظل لتنفيذ أجندات ولا تتمتع بأي صفة قانونية، وتعمل على تنفيذ مهام على الخطوط الأمامية في أوكرانيا وأفريقيا، مؤكدا أنه يتم تدريب مقاتلين من وحدات النخبة مثل لواء آزوف، وبعد التدريب في جبال الكاربات، نُقل بعض هؤلاء المقاتلين إلى السودان، من أجل مراقبة قنوات اللوجيستيات الروسية، ومواقع تعدين الذهب.
وأضاف بأن هذه الأنشطة تنفذ تحت ستار التعاون الإنساني والعسكري، وتبدأ من الحرب الإليكترونية والتشويش على الملاحة إلى استخدام طائرات بدون طيار والقتال في المناطق الحضرية، وفي أفريقيا، تنشط 'FOG' بالفعل في جيبوتي، حيث يُجري المدربون دورات تدريبية مع كل من القوات الأمريكية والمحلية في معسكر ليمونير.
ووفق مقال لموقع 'الايكونوميست' يتحدث عن عصر جديد من الحروب عالية التقنية في أفريقيا، تمت الإشارة الى الطائرات بدون طيار صغيرة الحجم التي تنتجها أوكرانيا، والتي تنشرها في أفريقيا بأسعار زهيدة خاصة وأن معظم الطائرات بدون طيار التي تمتلكها القوات النظامية الأفريقية متوسطة الارتفاع وطويلة المدى وأضخم حجماً، من أشهرها طائرة Bayraktar TB2 التركية، التي تبلغ تكلفتها حوالي 5 ملايين دولار.
وقال المحلل السياسي إن تقارير أفادت بأن أوكرانيا أصبحت واحدة من أكبر المنتجين للطائرات بدون طيار في العالم، خاصة بعد اندلاع نزاعها مع روسيا في فبراير 2022، حيث تنتج مليون طائرة مسيرة سنوياً، معظمها انتحارية بعيدة المدى، فيما أن مؤشر الإرهاب خلال عام 2024 تصاعد في أفريقيا، واستهدفت 252 عملية إرهابية 13 دولة أفريقية، وأكثر من 46% من الهجمات التي شهدتها القارة كانت الطائرات بدون طيار مستخدمة فيها.
وفي السياق، نقل موقع 'سودان تمورو' في مقال له عن موقع 'كييف إنديبيندنت'، تقرير يكشف ارتفاع إيرادات شركات الطائرات بدون طيار الأوكرانية منذ عام 2023، حيث أكد أن العديد من الدول الأفريقية تتصدر قائمة الدول الأكثر استيراداً لهذه الطائرات، مضيفا أن جماعة 'نصرة الاسلام والمسلمين' الإرهابية، والتي تنشط بدول الساحل الأفريقي، وخاصة في مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو تصدرت قائمة المستوردين للمسيرات الأجنبية بألف مسيرة في أواخر عام 2024 فقط، يليها 'تنظيم الدولة الإسلامية' الإرهابي في غرب أفريقيا بـ 700 مسيرة في العام ذاته.
كما تحدثت بعض التقارير في وقت سابق، عن حصول مقاتلي حركة 'الشباب' الإرهابية الصومالية على طائرات مسيرة أجنبية، فيما أكد المسؤول بوزارة الخارجية السودانية محمد السر، تورط بعض الدول الأوروبية بدعم المسلحين في السودان قائلاً: 'كييف تقوم بعمل قذر لصالح الغرب، فهي تدعم منظمات مثل بوكو حرام وحركة الشباب في الصومال، والدعم السريع في السودان، وتزودها بطائرات مسيّرة بأسعار منخفضة للغاية'.
وعلقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الدعم الأوكراني للإرهاب في أفريقيا قائلة: 'إنهم (الأوكران) يتراجعون إثر هجوم القوات المسلحة الروسية على الجبهة. وقد قرروا على ما يبدو فتح الجبهة الثانية في أفريقيا، وتحفيز النشاط الإرهابي هناك، في الدول الأفريقية الصديقة'. وذكّرت بأن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أندريه يوسوف وسفير أوكرانيا لدى السنغال يوري بيفوفاروف صرحا علناً في وقت سابق عن حقائق المساعدة الأوكرانية للإرهابيين، الذين نفذوا في نهاية يوليو 2024 هجوم شمال مالي على مجموعة من الجنود الماليين.
كما أشار عضو لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي، أدالبي شكاغوشيف، أن كل ما يتعلق بتداول الأسلحة الخفية اليوم يمثل مشكلة ستتفاقم خلال 10-20 عاماً القادمة.
وأضاف بأنه لم يسبق للمنظمات الإرهابية الدولية والخلايا الإرهابية أن حصلت على أسلحة بمثل هذه التكلفة المنخفضة وبكميات كبيرة كما هو الحال الآن، في اشارة الى الطائرات بدون طيار الأوكرانية، كما نوّه الى أن رؤساء دول مختلفة، على سبيل المثال جنوب أفريقيا والسودان، 'يتهمون اليوم الجانب الأوكراني بأنه يورد الأسلحة إلى الخلايا الإرهابية وخلايا المعارضة التي تستعد للأزمات في مجموعة متنوعة من البلدان'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة عيون
منذ 31 دقائق
- شبكة عيون
النفط يهبط 6% بفعل وقف إطلاق النار وتصريحات ترامب بشأن صادرات إيران للصين
مباشر: هبطت أسعار النفط في الأسواق العالمية بنهاية تعاملات اليوم الثلاثاء، بنسبة 6%، مع بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتصريح الرئيس الأمريكي ونالد ترامب بأن الصين تستطيع مواصلة شراء الخام من طهران، بعد أن خسر أكثر من 7% عند تسوية تعاملات أمس. وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي بنسبة 6%، بخسائر 4.31 دولار؛ لتسجل 67.18 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي بنسبة 6%، بخسائر 4.14 دولار، إلى 64.37 دولار للبرميل. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين أن وقف إطلاق نار "كاملا وشاملا" بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ بهدف إنهاء الصراع بين الجانبين، مما قد ينهي حربا استمرت 12 يوما وأدت إلى فرار الملايين من طهران وأثارت مخاوف من المزيد من التصعيد في المنطقة التي مزقتها الحروب. أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات له مساء اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من حديثه عن وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، عن استيائه من إسرائيل وإيران، قائلاً إن الهجمات على ما يبدو استمرت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المفترض أن يصمد. وقال ترامب للصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا: "سأرى إن كان بإمكاني إيقافها". وأشار ترامب إلى أن إسرائيل وإيران واصلتا القتال على الرغم من وقف إطلاق النار الذي وافق عليه الجانبان، مما أضاف إلى حالة عدم اليقين بشأن الهدنة التي أعلن عنها فجأة ليلة الاثنين. أصبح مصير الهدنة التي أعلنها الرئيس ترامب والتي دخلت حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح الثلاثاء معلقا في الميزان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت دفعة أخرى من الصواريخ وتعهد بالرد. الصين وإيران وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الصين يمكنها الاستمرار في شراء النفط من إيران، وهي علامة على أن الولايات المتحدة تخفف حملة الضغوط القصوى على طهران في أعقاب وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال ترامب -في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"- "بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران.. نأمل أن يشتروا كميات وفيرة من الولايات المتحدة أيضًا. لقد كان شرفًا عظيمًا لي أن أحقق هذا!". وهدد ترامب في مايو الماضي بمنع أي دولة تشتري النفط الإيراني من التعامل مع الولايات المتحدة. وتشتري الصين الغالبية العظمى من 1.7 مليون برميل يوميا تصدرها إيران عادة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات السوداني: هجوم غادر بطائرات مسيرة على قواعد عسكرية عراقية والتحقيق جارٍ Page 2 الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً Page 3


شبكة عيون
منذ 31 دقائق
- شبكة عيون
الذهب يتراجع 1.8% عند تسوية التعاملات مع بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
الذهب يتراجع 1.8% عند تسوية التعاملات مع بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: تراجعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات اليوم الثلاثاء، مع بشاير بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وانخفضت سعر العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.8%، بخسائر 61 دولاراً، إلى مستوى 3333 دولاراً للأوقية. وبحلول الساعة 8:31 مساءً بتوقيت جرينتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.5%، إلى مستوى 3318 دولاراً للأوقية. وبحلول الساعة 8:37 مساءً بتوقيت جرينتش، تراجع سعر الدولار أمام اليورو بنسبة 0.4% عند مستوى 1.1620 دولار، وتراجعت الورقة الخضراء أمام الين الياباني بنسبة 1% عند مستوى 144.7100 ين، وهبطت أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8% عند مستوى 1.3628 دولار. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين أن وقف إطلاق نار "كاملا وشاملا" بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ بهدف إنهاء الصراع بين الجانبين، مما قد ينهي حربا استمرت 12 يوما وأدت إلى فرار الملايين من طهران وأثارت مخاوف من المزيد من التصعيد في المنطقة التي مزقتها الحروب. أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات له مساء اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من حديثه عن وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، عن استيائه من إسرائيل وإيران، قائلاً إن الهجمات على ما يبدو استمرت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المفترض أن يصمد. وقال ترامب للصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا: "سأرى إن كان بإمكاني إيقافها". وأشار ترامب إلى أن إسرائيل وإيران واصلتا القتال على الرغم من وقف إطلاق النار الذي وافق عليه الجانبان، مما أضاف إلى حالة عدم اليقين بشأن الهدنة التي أعلن عنها فجأة ليلة الاثنين. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات النفط يهبط 6% بفعل وقف إطلاق النار وتصريحات ترامب بشأن صادرات إيران للصين مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه أسعار سعر الدولار ترامب السعودية مصر اقتصاد


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- Independent عربية
خلافات في قلب الفيدرالي... والمواجهة تشتد بين ترمب وباول
يواجه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ضغوطاً متزايدة لخفض أسعار الفائدة من البيت الأبيض وحتى من بعض زملائه من صانعي السياسات في البنك المركزي، وذلك مع توجهه اليوم الثلاثاء، إلى مبنى الكابيتول هيل للإدلاء بشهادته نصف السنوية أمام الكونغرس. وأجمع مراقبون على أنه من المرجح أن يخبر باول أعضاء مجلس النواب أن الفيدرالي يمكنه تحمل الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة بينما يقيم المسؤولون التأثير غير المعروف لسياسات الرئيس ترمب التجارية على التضخم وهو موقف شدد عليه الأسبوع الماضي بعدما أبقى على سياسته النقدية من دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي. شهادة باول وسيدلي باول بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، اليوم، ثم أمام لجنة البنوك في مجلس الشيوخ في نفس التوقيت غداً الأربعاء. وتأتي هذه الشهادات في أعقاب الهجوم الأميركي الأخير على إيران، الذي أثار مخاوف من ارتفاع أسعار النفط وحدوث أخطار على الاقتصاد العالمي. ضغوط ترمب وكتب ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه يأمل في أن "يضغط الكونغرس بشدة" على باول، مؤكداً أن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يجب أن تكون "أقل بما لا يقل عن نقطتين إلى ثلاث نقاط مئوية." وقال ترمب، "سندفع ثمن عدم كفاءته لأعوام عديدة قادمة. يجب على المجلس أن يتحرك". وأضاف، "خضعت أوروبا لـ10 تخفيضات، بينما لم نشهد أي تخفيضات، ليس هناك تضخم والاقتصاد ممتاز، يجب أن تكون الفائدة أقل بنحو نقطتين أو ثلاثة في الأقل سيوفر ذلك على الولايات المتحدة 800 مليار دولار سنوياً، وأكثر، يا له من فرق، وفي حال تغيرت الأمور وأصبحت سلبية، فليرفع الفائدة مجدداً، آمل أن يحاول الكونغرس جاهداً إقناع هذا الشخص الغبي والعنيد، سندفع ثمن ذلك لأعوام طويلة قادمة". نهج باول نهج باول القائم على "الترقب والانتظار" يزيد من حدة التوترات مع ترمب الذي يواصل انتقاد باول والبنك المركزي للمطالبة بخفض الفائدة. وتصاعدت هجمات الرئيس في نهاية الأسبوع الماضي، حيث دعا إلى خفض أسعار الفائدة من نطاقها الحالي بين 4.25 في المئة و4.5 في المئة إلى ما بين واحد في المئة واثنين في المئة، وقال لماذا لا يتجاوز المجلس هذا الأحمق التام والمطلق؟". كما أعاد ترمب التلميح مرة أخرى إلى إمكانية إقالة باول قبل انتهاء ولايته كرئيس في مايو (أيار) المقبل، وهي خطوة قال سابقاً إنه استبعدها. وكتب ترمب، "ربما، فقط ربما، سأضطر إلى تغيير رأيي في شأن إقالته؟"، وأضاف "لكن على أي حال، ولايته ستنتهي قريباً". ليس ترمب وحده المحللون قالوا إن ترمب ليس الوحيد الذي يطالب بخفض أسعار الفائدة فحتى بعض زملاء باول في الفيدرالي مثل ميشيل بومان وكريس والر قالوا في الأيام الأخيرة إنهم باتوا يرون أن خفض الفائدة قد يحدث في اجتماع السياسة النقدية المقبل في يوليو (تموز) المقبل، نظراً إلى القراءات الضعيفة الأخيرة للتضخم. وقد طرحت بومان حجة لهذا التوجه في خطاب ألقته، مشيرة إلى أن التضخم قد انخفض أو جاء من دون التوقعات خلال الأشهر القليلة الماضية، مؤكدة أن السياسات التجارية لن تؤثر إلا "بصورة طفيفة" على مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي. كما أعربت عن قلقها من أن الأخطار السلبية على سوق العمل قد "تصبح قريباً أكثر وضوحاً، بالنظر إلى التباطؤ الأخير في الإنفاق ومؤشرات الهشاشة في سوق العمل." تصريحات بومان ووالر ليست الإشارة الوحيدة على تزايد الانقسام داخل الفيدرالي. فقد ظهر أيضاً اختلاف في وجهات النظر في "المخطط البياني النقطي" الأخير الذي يوضح توقعات تحركات أسعار الفائدة المستقبلية. فقد رأى ثمانية من المسؤولين أن هناك خفضين للفائدة قادمان في 2025، في حين توقع سبعة مسؤولين عدم وجود أي خفض مقارنة بأربعة فقط كانوا يتبنون هذا الرأي سابقاً. الفائدة والاقتصاد من المتوقع بحسب مراقبون أن يكرر باول تصريحاته السابقة الأسبوع الماضي، حين قال إن البنك المركزي "في موقع جيد يسمح له بالانتظار لمعرفة المزيد عن المسار المحتمل للاقتصاد" قبل اتخاذ أي خطوة في شأن أسعار الفائدة. وأضاف، "نرغب في الحصول على مزيد من البيانات، وبإمكاننا فعل ذلك لأن الاقتصاد لا يزال في حال جيدة". وأكد أن "تكلفة الرسوم الجمركية ستدفع في النهاية، وجزء منها سيقع على عاتق المستهلك النهائي." اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) محللون في "وول ستريت" قالوا إنه حتى الآن، لم تؤد الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب إلى الارتفاع الكبير في الأسعار أو معدلات البطالة التي حذر منها بعض صانعي السياسات. بل إن التوقعات تشير إلى أن بيانات هذا الأسبوع ستظهر أن المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساس يرتفع بنسبة 0.1 في المئة فقط في مايو، للشهر الثالث على التوالي، وهو الأبطأ منذ عام 2020. وقد صرح عضوان في مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر وميشيل بومان، بأن تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار سيكون موقتاً، وقد يدعمان خفضاً للفائدة في يوليو. وقال جيمس إيغيلهوف كبير الاقتصاديين في الولايات المتحدة لدى "بي أن بي باريبا" "يبدو أن باول لا يرى ضرورة ملحة لتبني موقف حاسم في شأن التضخم، ويرى أن هناك أخطاراً كبيرة في اتخاذ تقييم خطأ." الصراع مع إيران وتوقع محللون أن يتلقى باول أسئلة حول التأثير الاقتصادي المحتمل للأحداث في الشرق الأوسط. فقد شاركت الولايات المتحدة بصورة مباشرة في الصراع نهاية الأسبوع، عبر قصف منشآت نووية إيرانية. وأعلن ترمب عن وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط لتنخفض لفترة وجيزة عن مستوياتها في 12 يونيو، أي قبل الهجوم الإسرائيلي بيوم. وخلال مؤتمره الصحافي الأسبوع الماضي، كان باول حذراً في تعليقاته في شأن الصراع وآثاره المحتملة، وقال "بالطبع نتابع كما يفعل الجميع، ما يحدث. من الممكن أن نشهد ارتفاعاً في أسعار الطاقة. فما يحدث عادة في مثل هذه الحالات هو ارتفاع موقت في أسعار الطاقة ثم تعود للانخفاض. هذه الأمور لا تؤثر عادة بصورة دائمة على التضخم." الضغوط السياسية من المتوقع أيضاً بحسب خبراء أن يضغط المشرعون الجمهوريون على باول لتقديم مبررات واضحة لنهجه الحذر، ومع ذلك من المرجح أن يكون بعضهم أقل عدائية من ترمب. وغرد دان ميوزر عضو لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب عن ولاية بنسلفانيا، قائلاً "يستحق الرئيس باول التقدير لقيادته خلال بعض من أصعب الفترات في التاريخ الحديث. ولكن مع تراجع التضخم وقوة سوق العمل، أصبحت فوائد خفض الفائدة واضحة." لكن إذا اقتدى مشرعون آخرون بترمب، فقد يواجه باول انتقادات أكثر حدة. وتركز هجمات ترمب الأخيرة على كلفة أسعار الفائدة على الحكومة الفيدرالية. كما هاجم باول بصورة شخصية، واصفاً إياه بأنه "أحد أغبى وأكثر الأشخاص تدميراً في الحكومة." وكان باول قد أخبر ترمب خلال لقائهما في مايو أن قرارات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية تستند إلى "تحليل دقيق وموضوعي وغير سياسي"، وفقاً لما ذكره البنك المركزي. ومن المتوقع أن يحافظ على نفس الموقف