
'الجيش الإلكتروني الخفي' يهدد بانهيار شركات المغرب ؟
أريفينو.نت/خاص
كشفت نتائج مقياس 'أوزيمتر 2025″، وهو مسح وطني سنوي تجريه جمعية مستخدمي نظم المعلومات بالمغرب (AUSIM) بالشراكة مع شركة 'برايس ووترهاوس كوبرز' (PwC) لتقييم وضع الأمن السيبراني في المغرب، أن 33% من المؤسسات المغربية تعتبر أن الذكاء الاصطناعي قد وسّع بشكل كبير من مساحة الهجوم التي تواجهها، متجاوزًا بذلك حتى المخاطر المرتبطة بالحوسبة السحابية. ويسلط هذا التقرير الضوء على تصاعد التهديدات السيبرانية التي أصبحت أكثر تطورًا، بينما تكافح الشركات لوضع أطر لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز دفاعاتها في مواجهة هذه المخاطر الجديدة.
الذكاء الاصطناعي: تضخيم لحدة التهديدات السيبرانية
في عام 2025، كشف ثلث المشاركين في مقياس 'أوزيمتر' أن دمج الذكاء الاصطناعي قد زاد من مساحة الهجوم لديهم، متقدمًا على الحوسبة السحابية التي أشار إليها 30% من المشاركين. ويعكس هذا الاستنتاج تحولاً كبيراً، حيث يضاعف الذكاء الاصطناعي من تطور التهديدات السيبرانية، مع هجمات موجهة وآلية وخفية – مثل التصيد الاحتيالي القائم على التعلم الآلي، وتقنيات التزييف العميق، والبرمجيات الخبيثة متعددة الأشكال – التي يستغلها مجرمو الإنترنت بمهارة متزايدة.
ومع ذلك، تعترف 42% من المؤسسات بعدم امتلاكها لسياسات داخلية لتأطير استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونفس النسبة تأسف لنقص التدريب الملائم في هذا المجال. والأسوأ من ذلك، أن 36% يشيرون إلى أن الموظفين يستخدمون هذه الأدوات دون إشراف، مما يعرض أنظمتهم لمخاطر تسرب البيانات أو الاستغلال الضار. وحذر مسؤول أمن مغربي قائلاً: 'بدون حوكمة صارمة، يصبح الذكاء الاصطناعي ثغرة حرجة'.
استراتيجية 'الثقة المعدومة' وضرورة الاستثمار
في مواجهة هذا الانفجار في التهديدات، تفرض استراتيجية 'الثقة المعدومة' (Zero Trust) نفسها كرافعة رئيسية للحد من الوصول غير المصرح به. ويعتمد أكثر من نصف المشاركين (52%) على توعية الموظفين كخط دفاع أول، تليها إدارة الهويات والوصول (39%)، ثم حوكمة الأمن (36%)، مما يدل على أن الأمن السيبراني يتجاوز التكنولوجيا ليصبح ثقافة مؤسسية متكاملة.
وفي هذا السياق، أكد سعد حيطمي، المؤسس المشارك لشركة 'يوكاموس'، خلال برنامج 'L'Info en Face'، على أهمية القيادة الاستراتيجية من القمة في مجال الأمن السيبراني، داعيًا إلى جعل الدفاع السيبراني أولوية حوكمية تقوم على بنية تحتية قوية واستقلالية هيكلية بين تكنولوجيا المعلومات والأمن، مع تعزيز الكفاءات الوطنية.
ومع ذلك، إذا كانت المخاطر تتزايد، فإن الميزانيات المخصصة لمواجهتها تكافح لمواكبة هذا التطور. حيث يقر ثلث الشركات المغربية (33%) بأنها لا تزال في المستوى الأولي من النضج فيما يتعلق بالاستثمارات في الأمن السيبراني. وتشكل هذه المفارقة مصدر قلق، خاصة وأن مجرمي الإنترنت يستهدفون تحديدًا الجهات الأكثر ضعفًا.
إقرأ ايضاً
فجوة متزايدة مع المعايير العالمية وطموحات مشروطة
وعلى الصعيد العالمي، ووفقًا لدراسة 'رؤى الثقة الرقمية 2025' الصادرة عن PwC، يلاحظ 67% من مسؤولي الأمن السيبراني توسعًا في مساحة الهجوم لديهم مرتبطًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مما دفع 78% منهم إلى زيادة استثماراتهم لمواجهة ذلك. ويبدو المغرب متأخرًا في هذا الجانب، حيث صرح 18% فقط من المشاركين في الدراسة الوطنية بأنهم زادوا ميزانيات الأمن السيبراني للتكيف مع هذه التحديات الجديدة.
ورغم هذه التهديدات، يخطط ما يقرب من 60% من المشاركين المغاربة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز كشف التهديدات، وتحليل سجلات الأمان، وأداء مراكز عمليات الأمن السيبراني (SOC). لكن هذه الطموحات تتطلب إطارًا صارمًا: سياسات داخلية واضحة، وعقود قوية مع الموردين، وتدريب مستمر للفرق، والتزام قوي من القيادات. ويلخص مسؤول أمن نظم معلومات مغربي الوضع قائلاً: 'الذكاء الاصطناعي التوليدي سلاح ذو حدين، يمكنه الحماية بقدر ما يمكنه خلق نقاط ضعف جديدة. المفتاح هو تبني نهج متوازن ومؤطر'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أريفينو.نت
منذ 20 ساعات
- أريفينو.نت
رسالة بالواضح: 'وحش الصواريخ' يظهر لأول مرة في المغرب !
أريفينو.نت/خاص في خطوة عسكرية لافتة، استخدمت القوات المسلحة الملكية المغربية نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS) الأمريكي المتطور، وذلك خلال تدريبات ميدانية بالذخيرة الحية جرت في إطار مناورات 'الأسد الأفريقي' العسكرية، بالقرب من مدينة طانطان. 'هيمارس' المغربي: قوة ردع جديدة وتأتي هذه التدريبات، التي شملت جوانب نظرية وتطبيقية مكثفة على استخدام منظومة 'هيمارس' الأمريكية، لتؤكد دخول هذا السلاح النوعي إلى الترسانة المغربية. ويُنظر إلى حصول المغرب على هذا النظام الدفاعي المتقدم كخطوة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على 'توازن الردع' في المنطقة، خاصة في ظل التطورات الإقليمية وامتلاك دول أخرى لأنظمة تسليحية متطورة، كمنظومة صواريخ 'إس-400' الروسية التي تملكها الجزائر. ويتميز نظام 'هيمارس' بكونه من أحدث الأنظمة الدفاعية على الصعيد العالمي، ولا تمتلكه أي دولة أخرى في المنطقة، بما في ذلك إسبانيا، مما يمنح المغرب قدرات عسكرية نوعية. إقرأ ايضاً صقل الخبرات بأحدث التقنيات في 'الأسد الإفريقي' وقد شكلت مناورات 'الأسد الأفريقي' فرصة ثمينة للقوات المسلحة الملكية للتدرب بشكل مكثف على استخدام هذه المنظومة الصاروخية المتطورة، بكافة تقنياتها الدفاعية والهجومية المتقدمة. وجرت هذه التدريبات النوعية بحضور خبراء عسكريين أمريكيين، مما يعكس مستوى التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ويساهم في تعزيز الكفاءة العملياتية للجيش المغربي في استخدام أحدث التكنولوجيات العسكرية.


أريفينو.نت
منذ 2 أيام
- أريفينو.نت
عامل الناظور يعلن خطة لتشجير و تأهيل 7700 هكتار من الغابات بتكنولوجيا 'واتربوكس' !
أريفينو.نت/خاص في خطوة هامة نحو تعزيز الغطاء الغابوي ومكافحة التغيرات المناخية، ترأس السيد جمال الشعراني، عامل إقليم الناظور، بعد زوال يوم الأربعاء 14 مايو الجاري، اجتماعًا موسعًا خُصص لمتابعة وتقييم التقدم المحرز في برامج التشجير وإعادة تأهيل الغابات على صعيد الإقليم. ويأتي هذا الاجتماع في إطار التنزيل الفعلي لمضامين الاستراتيجية الوطنية الطموحة 'غابات المغرب 2020-2030″، وبحضور المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالناظور، ورجال السلطة، ومختلف الفاعلين والشركاء المعنيين. برنامج إقليمي واعد لغد أخضر بالناظور تم خلال هذا اللقاء استعراض المحاور الكبرى للبرنامج الإقليمي الطموح، الذي يهدف إلى تشجير مساحة إجمالية شاسعة تصل إلى 7700 هكتار بحلول عام 2030. وتم التركيز بشكل خاص على مراحل تنفيذ البرنامج الثلاثي الممتد بين 2024 و2026، والذي يتضمن أهدافًا مرحلية دقيقة: ففي سنة 2024 الجارية، يستهدف البرنامج تشجير 900 هكتار بتكلفة مالية تناهز 13 مليون درهم، بالإضافة إلى تخليف (إعادة تأهيل) 188 هكتارًا بميزانية قدرها 2.8 مليون درهم، وهي مشاريع توجد حاليًا في طور الإنجاز الفعلي. أما بالنسبة لسنة 2025، فقد تمت برمجة تشجير 994 هكتارًا إضافية بغلاف مالي يناهز 16.62 مليون درهم. وفي سنة 2026، من المقرر تشجير 385 هكتارًا وتخليف 160 هكتارًا أخرى، بميزانية متوقعة تصل إلى 10.445 مليون درهم. تكنولوجيا مبتكرة وتكيف مع التحديات المناخية وأجمع الحاضرون على الأهمية القصوى للتكيف مع التحديات المناخية الراهنة، وذلك عبر اعتماد أنواع نباتية محلية متنوعة ومقاومة، من قبيل شجر الأركان، والعرعار، والخروب، والأوكاليبتوس، والأكاسيا، والصنوبر، لما لهذه الأنواع من دور محوري في تعزيز صمود ومرونة النظم البيئية الغابوية. وفي مبادرة نوعية تعكس التوجه نحو الابتكار، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن اعتماد تقنية ري حديثة تُعرف بـ 'WATERBOX'. وسيتم استخدام هذه التقنية لأول مرة على مستوى الإقليم لغرس أشجار الأركان خلال الموسم الحالي، نظرًا لما توفره من اقتصاد كبير في استهلاك المياه وتحسين ملحوظ في معدلات نجاح عمليات الغرس. ولضمان فعالية أكبر واستدامة لمشاريع التشجير، تم أيضًا اعتماد جيل جديد من دفاتر التحملات، يمدد فترة تنفيذ الصفقات لتشمل ثلاثة مواسم متتالية، بما فيها الفترات الصيفية، بهدف ضمان نجاح الأشغال بشكل كامل قبل التسليم النهائي للمشاريع. مقاربة تشاركية لضمان استدامة المشاريع من جانبه، شدد السيد عامل الإقليم على أهمية تبني مقاربة تشاركية فعالة، من خلال إشراك مستعملي الغابات وذوي الحقوق في مختلف مراحل التخطيط والتنفيذ لهذه البرامج الحيوية. كما أكد على ضرورة اعتماد آلية للمقاصة تهدف إلى تعويض المتضررين من منع حق الرعي داخل المجالات الغابوية المحمية والمستهدفة ببرامج الإحياء البيئي، مما يضمن انخراط الساكنة المحلية في حماية هذه المكتسبات. وفي ختام الاجتماع، نوّه السيد الشعراني بروح الانخراط المؤسساتي والمهني العالي لمختلف المتدخلين، مؤكدًا على حتمية توحيد وتكثيف الجهود لمواصلة هذه الدينامية البيئية الطموحة، بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى حماية وتأهيل وتوسيع الغطاء الغابوي، وتحقيق تنمية بيئية مستدامة تعود بالنفع على الأجيال الحالية والقادمة بإقليم الناظور والجهة الشرقية. إقرأ ايضاً


أريفينو.نت
منذ 2 أيام
- أريفينو.نت
'الجيش الإلكتروني الخفي' يهدد بانهيار شركات المغرب ؟
أريفينو.نت/خاص كشفت نتائج مقياس 'أوزيمتر 2025″، وهو مسح وطني سنوي تجريه جمعية مستخدمي نظم المعلومات بالمغرب (AUSIM) بالشراكة مع شركة 'برايس ووترهاوس كوبرز' (PwC) لتقييم وضع الأمن السيبراني في المغرب، أن 33% من المؤسسات المغربية تعتبر أن الذكاء الاصطناعي قد وسّع بشكل كبير من مساحة الهجوم التي تواجهها، متجاوزًا بذلك حتى المخاطر المرتبطة بالحوسبة السحابية. ويسلط هذا التقرير الضوء على تصاعد التهديدات السيبرانية التي أصبحت أكثر تطورًا، بينما تكافح الشركات لوضع أطر لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز دفاعاتها في مواجهة هذه المخاطر الجديدة. الذكاء الاصطناعي: تضخيم لحدة التهديدات السيبرانية في عام 2025، كشف ثلث المشاركين في مقياس 'أوزيمتر' أن دمج الذكاء الاصطناعي قد زاد من مساحة الهجوم لديهم، متقدمًا على الحوسبة السحابية التي أشار إليها 30% من المشاركين. ويعكس هذا الاستنتاج تحولاً كبيراً، حيث يضاعف الذكاء الاصطناعي من تطور التهديدات السيبرانية، مع هجمات موجهة وآلية وخفية – مثل التصيد الاحتيالي القائم على التعلم الآلي، وتقنيات التزييف العميق، والبرمجيات الخبيثة متعددة الأشكال – التي يستغلها مجرمو الإنترنت بمهارة متزايدة. ومع ذلك، تعترف 42% من المؤسسات بعدم امتلاكها لسياسات داخلية لتأطير استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونفس النسبة تأسف لنقص التدريب الملائم في هذا المجال. والأسوأ من ذلك، أن 36% يشيرون إلى أن الموظفين يستخدمون هذه الأدوات دون إشراف، مما يعرض أنظمتهم لمخاطر تسرب البيانات أو الاستغلال الضار. وحذر مسؤول أمن مغربي قائلاً: 'بدون حوكمة صارمة، يصبح الذكاء الاصطناعي ثغرة حرجة'. استراتيجية 'الثقة المعدومة' وضرورة الاستثمار في مواجهة هذا الانفجار في التهديدات، تفرض استراتيجية 'الثقة المعدومة' (Zero Trust) نفسها كرافعة رئيسية للحد من الوصول غير المصرح به. ويعتمد أكثر من نصف المشاركين (52%) على توعية الموظفين كخط دفاع أول، تليها إدارة الهويات والوصول (39%)، ثم حوكمة الأمن (36%)، مما يدل على أن الأمن السيبراني يتجاوز التكنولوجيا ليصبح ثقافة مؤسسية متكاملة. وفي هذا السياق، أكد سعد حيطمي، المؤسس المشارك لشركة 'يوكاموس'، خلال برنامج 'L'Info en Face'، على أهمية القيادة الاستراتيجية من القمة في مجال الأمن السيبراني، داعيًا إلى جعل الدفاع السيبراني أولوية حوكمية تقوم على بنية تحتية قوية واستقلالية هيكلية بين تكنولوجيا المعلومات والأمن، مع تعزيز الكفاءات الوطنية. ومع ذلك، إذا كانت المخاطر تتزايد، فإن الميزانيات المخصصة لمواجهتها تكافح لمواكبة هذا التطور. حيث يقر ثلث الشركات المغربية (33%) بأنها لا تزال في المستوى الأولي من النضج فيما يتعلق بالاستثمارات في الأمن السيبراني. وتشكل هذه المفارقة مصدر قلق، خاصة وأن مجرمي الإنترنت يستهدفون تحديدًا الجهات الأكثر ضعفًا. إقرأ ايضاً فجوة متزايدة مع المعايير العالمية وطموحات مشروطة وعلى الصعيد العالمي، ووفقًا لدراسة 'رؤى الثقة الرقمية 2025' الصادرة عن PwC، يلاحظ 67% من مسؤولي الأمن السيبراني توسعًا في مساحة الهجوم لديهم مرتبطًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مما دفع 78% منهم إلى زيادة استثماراتهم لمواجهة ذلك. ويبدو المغرب متأخرًا في هذا الجانب، حيث صرح 18% فقط من المشاركين في الدراسة الوطنية بأنهم زادوا ميزانيات الأمن السيبراني للتكيف مع هذه التحديات الجديدة. ورغم هذه التهديدات، يخطط ما يقرب من 60% من المشاركين المغاربة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز كشف التهديدات، وتحليل سجلات الأمان، وأداء مراكز عمليات الأمن السيبراني (SOC). لكن هذه الطموحات تتطلب إطارًا صارمًا: سياسات داخلية واضحة، وعقود قوية مع الموردين، وتدريب مستمر للفرق، والتزام قوي من القيادات. ويلخص مسؤول أمن نظم معلومات مغربي الوضع قائلاً: 'الذكاء الاصطناعي التوليدي سلاح ذو حدين، يمكنه الحماية بقدر ما يمكنه خلق نقاط ضعف جديدة. المفتاح هو تبني نهج متوازن ومؤطر'.