logo
"ضرب الأخ الأصغر لتحذير الكبار".. كيف تؤثر حرب إيران على حسابات الصين؟

"ضرب الأخ الأصغر لتحذير الكبار".. كيف تؤثر حرب إيران على حسابات الصين؟

الشرق السعوديةمنذ 4 ساعات

يُضيف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، بعد أن كان سابقاً من أشد المنتقدين لتورط أمريكا في الحروب الخارجية، تعقيداً جديداً لقادة الصين الذين يحاولون فهم كيفية تعامله مع صراع محتمل بشأن تايوان، حسبما نقلت "نيويورك تايمز".
وكان المسؤولون والخبراء الصينيون يحاولون بالفعل استشراف نهج ترمب تجاه تايوان، الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها. والآن، من المرجّح أن يقيموا الضربات على إيران كمؤشر جديد على أسلوب ترمب، الذي كان يرفض العمل العسكري قبل أشهر، ثم فجأة أمطر 3 مواقع نووية رئيسية بالصواريخ والقنابل الأسبوع الماضي.
وبالنسبة للصين، يُعد ترمب شخصية يصعب التنبؤ بها في أي سيناريو حول كيفية رد الولايات المتحدة على محاولات بكين إخضاع تايوان، بما في ذلك احتمال استخدام القوة للسيطرة عليها.
ولطالما ساعدت الولايات المتحدة في ردع الضغط العسكري الصيني على تايوان من خلال بيع الأسلحة لها، واحتفاظها بإمكانية إرسال قوات إذا اندلعت الحرب.
وتساءل بعض المحللين الصينيين إن كان من الممكن، عبر الإقناع أو التهديد، أن تُخفف إدارة ترمب دعمها لتايوان، فخلال حربه التجارية مع الصين، انتقل ترمب من فرض رسوم جمركية عالية إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة، متراجعاً فعلياً بعد أن أوقفت بكين تصدير معادن حيوية للولايات المتحدة. والضربات على إيران أظهرت مجدداً مزاجه المتقلب.
وقال زاك كوبر، الزميل البارز في معهد "أميركان إنتربرايز": "بعد الضربات على إيران، أعتقد أن القادة الصينيين، سيشعرون بتوتر أكبر إزاء اختبار عزيمة ترمب بشأن تايوان. الحذر مطلوب، لأن ترمب يبدو مستعداً أكثر لاستخدام القوة، وأيضاً لأن أفعاله تبدو أقل قابلية للتنبؤ".
محاولات فهم ترمب
قبل الضربات، بدا أن الصين زادت من جهودها لاستكشاف توجهات ترمب بشأن تايوان. ففي مكالمة هاتفية بينه والرئيس شي جين بينج هذا الشهر، شدد الأخير على أهمية قضية تايوان، واقترح أن يكون هو وترمب بمثابة "قائدين مشتركين لسفينة العلاقات الأميركية الصينية"، في محاولة واضحة لشق صف الموقف الأميركي المتشدد تجاه بكين.
وتصف بكين رئيس تايوان، لاي تشينج-تي، بالانفصالي، وانتقدته بشدة هذا الأسبوع بسبب خطاب قال فيه إن "تايوان دولة مستقلة". في المقابل، تقول الحكومة التايوانية وكثير من السياسيين في واشنطن، إن سلوك الصين "العدائي" هو ما يؤجج التوترات.
بعض الباحثين الصينيين الذين التقوا بنظرائهم الأميركيين مؤخراً، بدوا وكأنهم يحاولون معرفة "الخطوط الحمراء" لترمب.
وقال كوبر: "الخبراء الصينيون الذين التقيت بهم طرحوا أسئلة دقيقة جداً بشأن ما الذي قد يفعله ترمب إذا اتخذت بكين خطوات ضد تايوان".
استعراض صيني
ذكرت "نيويورك تايمز" أن اختبارات الصين لعزيمة تايوان والولايات المتحدة مستمرة منذ سنوات، إذ تقوم بإرسال طائرات عسكرية قرب الجزيرة يومياً تقريباً، وأحياناً بالعشرات.
وفي مايو الماضي، نشرت الصين نحو 70 سفينة حربية قبالة ساحلها الشرقي، وفق ما كشفه مسؤول أمني تايواني كبير.
كما أرسلت لأول مرة حاملة طائرات وسفن دعم إلى المحيط الهادئ، متجاوزة ما يعرف بسلسلة الجزر الأولى (التي تشمل اليابان وتايوان)، ما أثار احتجاجات من طوكيو.
وقال شين تشيانج، مدير مركز دراسات تايوان في جامعة فودان بشنغهاي: "تستعد الصين لكل السيناريوهات المحتملة التي قد تواجهها مع ترمب، بما في ذلك التصاعد السريع في التوترات أو حتى خروج الأمور عن السيطرة".
وأضاف تشيانج: "رغم أن قضايا إيران وتايوان مختلفة جداً، إلا أن هناك درساً عاماً من ضربة ترمب: إذا رأى أنه من الضروري، فلن يتردد في استخدام القوة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية".
شكوك في واشنطن وتايبيه
أظهرت إدارة ترمب الحالية دعماً لتايوان، ودعتها لزيادة إنفاقها العسكري بسرعة. وكان وزير الدفاع بيت هيجسيث قال في خطاب بسنغافورة إن تهديد الصين العسكري "قد يكون وشيكاً"، لكنه أوضح أيضاً أن ترمب هو من يتخذ القرار النهائي.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذا ما يقلق بعض المسؤولين في واشنطن وتايبيه؛ إمكانية أن تقنع بكين ترمب بتخفيف دعم واشنطن لتايوان، سواء من خلال الأفعال أو حتى مجرد الكلمات.
وتقول بوني جلاسر، وهي خبيرة في شؤون الصين وتايوان بمؤسسة "جيرمان مارشال فاند" الأميركية: "الإدارة ككل تبدو ملتزمة بمواصلة دعم الأمن لتايوان، لكن الشخص الذي يزرع عدم اليقين هو الرئيس نفسه".
ورأى بعض الخبراء بتايوان في ضربة ترمب لإيران رسالة غير مباشرة لبكين. وقال أو سي-فو، وهو باحث في معهد الدفاع والأمن الوطني التابع للحكومة التايوانية: "ضرب الأخ الأصغر إيران، لإرسال تحذير للإخوة الكبار: روسيا والصين".
لكن حين يتعلق الأمر بتايوان، لطالما اتسمت تصريحات ترمب، كما سابقيه، بالغموض المقصود، وهو نهج يهدف لردع بكين دون تشجيع تايبيه على اتخاذ خطوات استفزازية، وفق "نيويورك تايمز".
وفي فترة رئاسته الأولى، شكك ترمب في فعالية التدخل الأميركي ضد قوات الصين القريبة من تايوان، وقال، وفقاً لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، إن تايوان تشبه طرف قلم حبر، بينما تشبه الصين مكتب الرئاسة الشاسع.
ورغم انتقاداته لممارسات الصين الاقتصادية وتعاملها مع جائحة كورونا، عبّر ترمب مراراً عن إعجابه بالرئيس شي جين بينج، بل أعلن بعد مكالمتهما الأخيرة أن كل منهما دعا الآخر وزوجتيهما لزيارات متبادلة.
وقالت أماندا هسياو، مديرة الشؤون الصينية في مجموعة أوراسيا، وهي شركة تقدم استشارات للمستثمرين، "إذا اجتمع الزعيمان، فإن أي تنازلات، حتى وإن بدت صغيرة، في الطريقة التي يتحدث بها ترمب عن تايوان قد تُعتبر مكسباً لبكين، نظراً لاعتماد الجزيرة على تطمينات واشنطن.
ومع ذلك، فإن قادة الصين مستعدون أيضاً لاحتمال نشوب أزمة بشأن تايوان، وهم واثقون من أن جيشهم بات أكثر قوة بكثير من القوات الإيرانية الضعيفة التي تغلبت عليها القوات الإسرائيلية والأميركية، وفقاً لما قالته ستايسي بيتيجون، الزميلة البارزة بمركز الأمن الأميركي الجديد، خلال إحاطة إلكترونية هذا الأسبوع. فالصين تمتلك نحو 3 آلاف و500 صاروخ، إلى جانب ترسانة نووية آخذة في التوسع، وقوة بحرية تنمو بسرعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب: وقعنا اتفاقاً مع الصين ونتوقع آخر مع الهند.. قريباً
ترمب: وقعنا اتفاقاً مع الصين ونتوقع آخر مع الهند.. قريباً

عكاظ

timeمنذ 19 دقائق

  • عكاظ

ترمب: وقعنا اتفاقاً مع الصين ونتوقع آخر مع الهند.. قريباً

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، (الخميس) أن بلاده وقّعت اتفاقاً مع الصين يتعلق بالتجارة. ولم يذكر أي تفاصيل أخرى بشأن الصفقة التي تم إبرامها مع الصين. وقال ترمب أيضاً إن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقاً مع الهند خلال وقت قريب. وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي خلال فعالية في البيت الأبيض بهدف الضغط على الكونغرس من أجل الإسراع في إقرار مشروع قانون الإنفاق الحكومي قبل عطلة الرابع من يوليو في الولايات المتحدة. كانت الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى إطار اتفاق تجاري بعد مفاوضات في العاصمة البريطانية لندن في وقت سابق من شهر يونيو. من جانبه، وصف وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، تلك المفاوضات بأنها "أكملت بنود" اتفاق توصل إليه أكبر اقتصادين في العالم غس شهر مايو في مدينة جنيف السويسرية من أجل خفض الرسوم الجمركية المتبادلة. وبدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترمب قد يمدد المواعيد النهائية التي فرضها بنفسه لتعليق الرسوم الجمركية المتبادلة على العديد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة والمتمثلة في يومي الثامن والتاسع من يوليو. أخبار ذات صلة

رقابة عسكرية صارمة في إسرائيل تحول دون معرفة حجم خسائر الحرب مع إيران
رقابة عسكرية صارمة في إسرائيل تحول دون معرفة حجم خسائر الحرب مع إيران

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

رقابة عسكرية صارمة في إسرائيل تحول دون معرفة حجم خسائر الحرب مع إيران

أقرّت إسرائيل بوقوع ما لا يقل عن 50 ضربة صاروخية في كل أنحاء البلاد خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران، لكن الحجم الفعلي للأضرار غير معلن بسبب القيود العسكرية الصارمة المفروضة على التغطية الإعلامية. ولطالما مارست إسرائيل رقابة على المواد المكتوبة أو المرئية المنشورة تحت بند «الأمن القومي»، وهو مصطلح فضفاض وفق القانون. ووفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، تعود جذور الرقابة إلى ما قبل قيام إسرائيل عام 1948 عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. لكن الهجمات الصاروخية الأخيرة من إيران، التي لم تنجح منظومة الدفاعات الجوية في اعتراضها، وتسببت بمقتل 28 شخصاً، دفعت إلى تشديد القيود أكثر. وبحسب مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي المسؤول عن شؤون الإعلام والاعتماد الصحافي، فإن أي بثّ من «منطقة قتال أو موقع سقوط صاروخ» يتطلب إذناً مكتوباً من الرقابة العسكرية. وتزداد صرامة هذه القيود، خصوصاً عندما تسقط الصواريخ قرب قواعد عسكرية أو مصافي نفط أو منشآت استراتيجية. ويقول أستاذ علم الاجتماع المتخصص في قضايا الإعلام في جامعة تل أبيب، جيروم بوردون: «هناك بالطبع بُعد حقيقي للأمن القومي، فلا تريد (إسرائيل) أن تُطلع العدو على المواقع الدقيقة التي سقطت فيها صواريخه، أو تساعده على تحسين دقته في الاستهداف». ويضيف: «لكن هذا أيضاً يُبقي الغموض قائماً حول مدى ضعف الدولة أمام التهديدات الخارجية. ومن المحتمل أننا لن نعرف أبداً حجم الضرر الحقيقي». إسرائيلي يعاين الأضرار التي لحقت بممتلكاته بعد أن أشعل هجوم صاروخي إيراني النار فيها (رويترز) وخلال الحرب، ركّزت الحكومة على ما وصفته بالنجاحات العسكرية، وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بـ«نصر تاريخي» على إيران. لكن بالنسبة لبوردون، فإن تشديد الرقابة الإعلامية يعكس أيضاً رغبة في «فرض رواية مضادة»، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب حربها في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص، وتسببت في أوضاع إنسانية كارثية. وفي 19 يونيو (حزيران)، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إيران بـ«استهداف المستشفيات والمباني السكنية بشكل متعمد»، بعد إصابة مستشفى في مدينة بئر السبع، جنوب إسرائيل، ما أدى إلى إصابة نحو 40 شخصاً. واتهم كاتس إيران بارتكاب «أخطر جرائم الحرب»، في حين نفت طهران استهداف المستشفى عمداً. من ناحية ثانية، تواجه إسرائيل انتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يتهمونها بتدمير البنية التحتية للمرافق الصحية في قطاع غزة، من خلال استهداف المستشفيات، بحجة استخدامها من قبل المقاتلين الفلسطينيين. وخلال حربها مع إيران، أعاقت الرقابة العسكرية أحياناً تغطية المواقع المدنية التي سقطت فيها صواريخ، بحيث مُنع الصحافيون الأجانب من تصوير لقطات واسعة أو تحديد مواقع سقوط الصواريخ بدقة. وفي مدينة رامات غان وسط إسرائيل، أوقفت الشرطة الإسرائيلية بثاً مباشراً لوكالتين إعلاميتين أجنبيتين كانتا تصوران مبنى مدمراً. مزرعة محترقة في شمال إسرائيل نتيجة القصف الإيراني (رويترز) وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها عملت على منع بثّ «محتوى غير قانوني»، وفقاً لـ«سياسة» وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير. ويعرف عن بن غفير خطابه الناري ضد المنتقدين، وقد تعهد في 16 يونيو اتخاذ إجراءات صارمة ضد من «يُقوّض أمن الدولة». أما وزير الاتصالات شلومو كرعي فتبنى اللهجة نفسها قائلاً: «لا تسامح مع من يساعد العدو». وبالنسبة للباحثة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، تيهيلا شوارتز ألتشولر، فإن «الوزيرين يُرددان مزاعم تتجاوز الصلاحيات القانونية الممنوحة لهما، وهي أيضاً تصريحات متطرفة للغاية». وتضيف: «عادة ما يُحدثان ضجة كبيرة بهدف تحقيق مكاسب سياسية من وراء هذه الدعاية». وترى شوارتز ألتشولر أن الأمر لا يقتصر على الحسابات السياسية فقط، بل يتعداها إلى كون «هؤلاء المسؤولين يُظهرون انعدام ثقة عميقاً وعداء حقيقياً تجاه وسائل الإعلام الإسرائيلية الليبرالية، وخصوصاً الإعلام الأجنبي». ويبدو أن «طلبات التوضيح» التي تلقاها مكتب الصحافة الإسرائيلي كثيرة، إذ ردّ، الخميس، ببيان أكّد فيه التزامه بـ«حرية الصحافة... كحقّ أساسي». وأكّد المكتب أنه لا يميز «بين الصحافيين الإسرائيليين وغير الإسرائيليين».

دعوة ترمب لتبرئة نتنياهو تثير سجالاً إسرائيلياً
دعوة ترمب لتبرئة نتنياهو تثير سجالاً إسرائيلياً

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

دعوة ترمب لتبرئة نتنياهو تثير سجالاً إسرائيلياً

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، شكره للرئيس الأميركي دونالد ترمب على «دعمه القوي» بعد دعوته إلى إلغاء محاكمة الدولة العبرية له بتهم فساد، لكن ذلك الدعم أثار سجالاً بين وزراء الحكومة الإسرائيلية، والمعارضة. وقال نتنياهو عبر منصة «إكس»: «تأثرت بعمق بدعمك القوي والكبير لإسرائيل والشعب اليهودي». وشارك رئيس الوزراء متابعيه بنسخة من منشور ترمب على منصة «تروث سوشيال» الذي وصف فيه محاكمة نتنياهو بأنها «حملة اضطهاد». كان ترمب قد وصف، الأربعاء، القضية ضد نتنياهو بأنها «مطاردة سياسية»، وقال، عبر منصته «تروث سوشيال»، إن المحاكمة «يجب أن تُلغى فوراً، أو يُمنح هذا البطل العظيم عفواً»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». Thank you @realDonaldTrump. I was deeply moved by your heartfelt support for me and your incredible support for Israel and the Jewish people.I look forward to continue working with you to defeat our common enemies, liberate our hostages and quickly expand the circle of peace. — Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) June 26, 2025 وتشمل إحدى القضايا المرفوعة ضد نتنياهو وزوجته سارة، اتهامهما بتلقّي هدايا فاخرة تزيد قيمتها على 260 ألف دولار، تشمل السيجار والمجوهرات والشمبانيا، من رجال أعمال أثرياء مقابل خدمات سياسية. ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات. ومنذ بدء المحاكمة، في مايو (أيار) 2020، أُجلت عدة مرات، بطلبٍ من رئيس الوزراء، بسبب الحرب في غزة، ولاحقاً على خلفية التصعيد مع لبنان. دعوة ترمب لقيت ترحيب حلفاء لنتنياهو؛ ومِن بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصف المحاكمة بأنها ذات دوافع سياسية، وقال: «إسرائيل دولة مستقلة وذات سيادة، لكن الرئيس ترمب محق تماماً. حان الوقت لإلغاء المحاكمة العبثية التي فبركتها الدولة العميقة في محاولة لتنفيذ انقلاب ضد الديمقراطية». وتابع: «نحن بحاجة إلى إصلاح عاجل في الجهاز القضائي». ورأى وزير الخارجية جدعون ساعر أنها محاكمة «مشوَّهة وغير منطقية ومخالِفة لأبسط معايير العدالة»، مؤيداً دعوة الرئيس الأميركي للعفو عن نتنياهو. معارض لنتنياهو يضع قناعاً يمثله ويلبس زي سجين ويداه مكبلتان خارج مقر المحكمة بتل أبيب ديسمبر الماضي (إ.ب.أ) وأضاف ساعر أن نتنياهو كان منشغلاً في التحضير لـ«المعركة التاريخية لإسرائيل ضد إيران، بينما كان الادعاء يعمل على إعداد الاستجواب المضاد». أما وزير الاتصالات، شلومو كرعي، فكتب أن استمرار محاكمة نتنياهو «بات يهدد أمن الدولة»، وكذلك اعتبر الوزير زئيف إلكين أن «ترمب محق في انتقاده، فاستمرار المحاكمة خلال الحرب يفتقر إلى المنطق». ورأت وزيرة المساواة الاجتماعية، ماي غولان، أن رئيس حكومتها يواجه ما وصفتها بـ«حملة اضطهاد سياسي». من جهته، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، اليوم الخميس، الرئيس الأميركي إلى عدم «التدخل» في الشؤون الداخلية لإسرائيل. وردّاً على تصريحات ترمب، دافع زعيم المعارضة يائير لابيد، من حزب «يش عتيد»، عن استقلال القضاء الإسرائيلي، وقال، في مقابلة مع موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي: «نحن ممتنّون للرئيس ترمب، لكن ينبغي للرئيس ألا يتدخل في محاكمة قضائية في دولة مستقلة». زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من حزب «يش عتيد» (أ.ف.ب) وأيّد لابيد تصريحاً صدر عن أحد حلفاء نتنياهو في الائتلاف؛ وهو سِمحا روتمان، من حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتطرف، الذي دعا ترمب، بدوره، إلى عدم التدخل في القضية. وقال روتمان، رئيس لجنة الشؤون القضائية بالكنيست: «لا يعود إلى الولايات المتحدة التدخل في الإجراءات القانونية بدولة إسرائيل»، لكنه عَدَّ أن «طريقة إدارة قضايا نتنياهو تُحوّل صورة إسرائيل من قوة إقليمية وعالمية إلى جمهورية موز». واعتبرت عضو الكنيست عن حزب «الديمقراطيين»، نعما لزيمي، أن «نتنياهو ليس بريئاً لدرجة أنه يحتاج إلى تجنيد ترمب لإلغاء محاكمته»، واعتبرت أن «ما نشره ترمب يُظهر بوضوح كيف تُؤخذ دولة بأكملها رهينة لمتهم جنائي». وكتب المعلق السياسي البارز في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، أن «تصريحات ترمب هي حبة حلوى يقدمها الرئيس الأميركي حتى يبتلع نتنياهو الحبة المرة القادمة في موضوع وقف الحرب على غزة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store