
أفق التحوّل في المواقف الأوروبية من حرب الإبادة في غزّة... من الانحياز إلى التصدّع
شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحوّلاً لافتاً في مواقف عدة دول أوروبية رئيسة من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزّة، فبعد أكثر من 18 شهراً من الدعم، أو الصمت، أو غضّ الطرف، أخذت دول، مثل فرنسا وبريطانيا، وحتى ألمانيا، تزيد من حدة انتقاداتها للسياسات الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزّة، بما فيها سياسات التجويع. كما اتخذت دول أخرى إجراءات دبلوماسية وقانونية؛ ما يدلّ على بدء تآكل الغطاء الذي منحته أوروبا للسياسات الإسرائيلية في غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. فقد دعت كل من إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا والنرويج، التي اتخذت منذ البداية موقفًا نقديًا من هذه الحرب، إلى قبول دولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وأكدت في بيانٍ في 28 مايو/ أيار 2025 التزامها المتجدد بتنفيذ حلّ الدولتين، وذلك بعد عام من اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. وتأتي هذه الدعوة، بعد تلويح باريس ولندن وبرلين بمراجعة العلاقات وفرض عقوبات على إسرائيل، وإعلان سبع دول أوروبية، في 16 مايو 2025، موقفًا مشتركًا دعت فيه إسرائيل إلى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزّة فوراً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووسط دعوات إلى ربط العلاقة مع إسرائيل بالتزامها بالقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.
خلفية المواقف الأوروبية من إسرائيل وتحوّلاتها منذ الحرب
تشكّلت العلاقة بين دول أوروبا الغربية وإسرائيل في إطار من الشراكة الاستراتيجية الخاصة، تأسّس على خلفية اعتبارات سياسية وتاريخية، تتعلّق بما تعرض له اليهود من اضطهاد في أوروبا، خصوصًا "المحرقة" خلال الحرب العالمية الثانية، والتحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على مستوى الشرق الأوسط، إضافة إلى مصالح متشابكة في مجالات التجارة والدفاع والتكنولوجيا. وعلى امتداد عقود، التزمت الدول الأوروبية بموقفٍ داعم لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، متجنبًة اتخاذ مواقف واضحة إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. وقد تجلّى هذا الانحياز أكثر، بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر؛ إذ صدرت عن العواصم الأوروبية الرئيسة المذكورة مواقف متقاربة إلى حدّ التطابق مع الموقف الأميركي، تمثّلت في إدانة الهجوم والوقوف بقوة وراء العمليات العسكرية الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على قوة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحكمها في غزة. غير أن مجريات الحرب على غزة، التي دخلت شهرها العشرين، ولا سيما بعد خرق إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار واستئناف العدوان في 18 مارس/ آذار 2025، وانتهاجها سياسة التجويع الجماعي ومنع المساعدات، أدت إلى انكشاف واسع للجرائم في حقّ المدنيين؛ ما شكل عوامل ضغط على المواقف الرسمية للحكومات الأوروبية، فأخذت تتشكّل تدريجيًا مواقف أوروبية متباينة تجاه إسرائيل، يمكن تصنيفها في اتجاهين رئيسين.
الأول: دعم تقليدي قائم على الإرث والتسليح والشراكات الاستراتيجية
تمثّل ألمانيا النواة الصلبة لهذا الاتجاه، مستندة إلى ما تسميه "الالتزام التاريخي والأخلاقي" تجاه إسرائيل، في إطار ما يُعرف بـ "مصلحة الدولة العليا". فقد بلغت صادرات ألمانيا العسكرية إلى إسرائيل نحو 326 مليون يورو في عام 2023 فقط، ما يمثل 33% من مجمل واردات السلاح الإسرائيلية، بينما تستأثر الولايات المتحدة بـ 66%، وفقًا لبيانات معهد ستوكهولم لدراسات السلام SIPRI الصادر في إبريل/ نيسان 2025، متضمنة مكوّنات دفاعية وتقنيات رادارية وأسلحة خفيفة وثقيلة؛ ما يجعلها أكبر مزود أوروبي لإسرائيل بالسلاح. لكن الموقف الألماني بدأ يتغير تدريجيًا في الأسابيع الأخيرة، على الأقل لفظيًا، بسبب تصاعد المجازر في غزة. فقد أعلنت برلين، في مايو 2025، أنها لن تصدّر أي أسلحة تُستخدم في خرق القانون الإنساني الدولي. وقال المستشار، فريدريش ميرتس، إنّه "لم يعد يفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة، وما هو الغرض منه"، وأنّ "إلحاق الضرر بالسكان المدنيين إلى هذا الحدّ، لم يعد من الممكن تبريره على أنه محاربة لإرهاب حماس". وفي السياق نفسه، وصف وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، الوضع في غزة بأنه "لا يُحتمل"، وأنّ ألمانيا "لن تُقدِم على تصدير أسلحة قد تُستخدم في إحداث مزيد من الأذى"، في سابقة لم تعرفها العلاقات مع إسرائيل.
بلغت صادرات ألمانيا العسكرية إلى إسرائيل نحو 326 مليون يورو في 2023 فقط، ما يمثل 33% من مجمل واردات السلاح الإسرائيلية
وتتشارك بريطانيا وألمانيا هذا الاتجاه؛ فقد صدّرت بريطانيا إلى إسرائيل معدات عسكرية وأجزاء طائرات وأنظمة رادار قدرت قيمتها عام 2023 بنحو 18 مليون جنيه إسترليني. وعلى الرغم من اتساع الاحتجاجات الداخلية ضد الحرب الإسرائيلية على غزّة، رفضت الحكومة البريطانية لعدة أشهر الدعوة إلى وقف إطلاق النار، مكتفية بدعم "وقفات إنسانية مؤقتة". ومع أن لندن انضمت لاحقًا إلى فرنسا وكندا في التهديد باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل، فإنها لم تعلن عن تجميد شامل لتصدير السلاح. وحافظت دول مثل النمسا والتشيك والمجر على دعم ثابت لإسرائيل، مدفوعةً بخلفيات يمينية محافظة، ومعززة بشراكات اقتصادية وأمنية. وتمثّل هذه الدول الخط المتشدد داخل الاتحاد الأوروبي ضد أي إجراءات عقابية تجاه إسرائيل، وامتنعت مراراً عن التصويت على قرارات تدين العدوان أو تطالب بهدنة، مشدّدة على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
الاتجاه الثاني: نقد متصاعد ومواقف سياسية وتشريعية متقدّمة
في مقابل معسكر الدعم، برز محور أوروبي من الدول التي تبنّت مواقف متقدّمة حيال الحرب على غزّة، يضمّ إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا، والتحقت بها فرنسا وإيطاليا. وقد تميّزت هذه الدول بمواقفها الأكثر نقداً لسياسات إسرائيل، وبتبنيها خطوات عملية من بينها تعليق تصدير السلاح، والاعتراف بدولة فلسطين، ودعم التحركات القانونية أمام محكمة العدل الدولية.
وتقود إسبانيا المعسكر الأوروبي الرافض سياسات إسرائيل في غزّة؛ إذ علّقت صادراتها العسكرية إلى إسرائيل منذ أكتوبر 2023، وألغت عقودًا قائمة لاستيراد ذخيرة إسرائيلية. ووصفت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية، إيوني بيلارا، سياسات إسرائيل في غزة بأنها "إبادة جماعية"، وطالبت بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام المحكمة الجنائية الدولية. وفي مايو 2024، اعترفت إسبانيا رسميًا بدولة فلسطين، وانضمت لاحقًا إلى المسار القضائي في لاهاي.
أمّا إيرلندا والنرويج فقد اتبعتا النهج ذاته، وإن كان بنبرة أقل حدة، وعلّقتا التعاون العسكري مع إسرائيل، ودعمتا كل التحركات الأممية التي تطالب بوقف إطلاق النار، وشاركتا الاعتراف بدولة فلسطين ضمن مبادرة مشتركة، وقد انضمّت سلوفينيا لاحقاً إلى هذا التحرك؛ ما عزّز الكتلة الأوروبية الداعية إلى إعادة التوازن في العلاقة مع إسرائيل.
تطور الموقف الفرنسي تدريجيّاً من الدعم المطلق للعدوان، والذي تضمّن دعوة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تشكيل تحالف عالمي ضد حماس"، إلى موقف ناقد بشدة للسياسات الإسرائيلية
أما الموقف الفرنسي، فقد تطور تدريجيّاً من الدعم المطلق للعدوان، والذي تضمّن دعوة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تشكيل تحالف عالمي ضد حماس"، إلى موقف ناقد بشدة للسياسات الإسرائيلية عبّر عنه في 30 مايو 2025 بأن الحصار الإنساني يخلق وضعاً لا يُطاق على الأرض، وأنّه "إذا لم تكن هناك استجابة تُلبّي الوضع الإنساني [...]، فسيتعيّن علينا، تشديد موقفنا الجماعي". ودعا إلى فرض عقوبات على المستوطنين. كما عبّرت فرنسا عن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين إن لم تتحقق تسوية سياسية عادلة.
وشهدت إيطاليا تحوّلاً في موقفها الداعم لإسرائيل أيضاً؛ فقد كشفت رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، أمام البرلمان أن حكومتها جمّدت فعليّاً جميع التراخيص الجديدة لتصدير السلاح إلى تل أبيب منذ اندلاع الحرب. وعلى الرغم من تباين نبرة الخطاب، يمثل هذا المحور توجهّاً أوروبيّاً آخذاً في الاتساع نحو أخذ القانون الدولي وحقوق الإنسان في الاعتبار في العلاقة مع إسرائيل، ويعكس ضغوطاً شعبية ونخبوية متصاعدة في القارة، قد تُترجم مستقبلًا إلى سياسات عقابية حقيقية. وقد تسارع التحوّل في الخطاب الأوروبي بعد إبريل، نتيجة اشتداد الحصار والمجاعة في غزّة.
الخطاب الأوروبي من ضبط النفس إلى المواجهة الدبلوماسية
منذ إبريل 2025، دخلت العلاقات الأوروبية - الإسرائيلية في اختبار حقيقي، برز فيه صراع القيم والمصالح أكثر من أي وقت مضى. وشهد الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل تحوّلاً نوعيّاً مدفوعاً بتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزّة، وتواتر التقارير الحقوقية عن تجويع ممنهج، واستهداف مباشر للنساء والأطفال، وتزايد التهجير القسري. وقد فرضت هذه التطورات ضغطاً داخليّاً متصاعداً على الحكومات الأوروبية، بفعل احتجاجات شعبية عارمة ومواقف منظمّات حقوقية وصحافية؛ ما اضطرّها إلى إعادة تقييم علاقتها التقليدية بإسرائيل، لا سيما في ضوء التناقض بين خطاباتها حول القانون الدولي ومواقفها العملية من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتمثلت أبرز تجليات هذا التحوّل في:
1. تصعيد الانتقادات وتفعيل الأدوات الدبلوماسية
أخذت دول أوروبية عديدة تستخدم لهجة أكثر حدّة في مخاطبة إسرائيل، تجاوزت حدود "الدعوات إلى ضبط النفس"، لتشمل تهديدات مباشرة باتخاذ إجراءاتٍ عقابية. فقد أعلنت بريطانيا وفرنسا وكندا بصفة مشتركة في 19 مايو 2025 أنّ مواصلة إسرائيل لحصار غزّة ومنع دخول المساعدات "يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي"، ولوّحت بفرض عقوباتٍ على المسؤولين الإسرائيليين، في سابقة هي الأولى من نوعها تجاه دولة حليفة. ويُعدّ هذا التصعيد مؤشّراً دالاً على تآكل الحصانة السياسية التي تمتعت بها إسرائيل طويلاً في علاقاتها مع حلفائها الغربيين.
2. الاعتراف بدولة فلسطين
تدرس فرنسا وبلجيكا السير في اتجاه الخطوة الرمزية الكبرى نفسها التي اتخذتها إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج، وسلوفينيا، رسميًا بالاعتراف بدولة فلسطين في مايو 2024، وذلك في أثناء تآكل الثقة بقدرة إسرائيل على احترام الحلول السياسية أو القواعد الإنسانية في الحرب. وبحسب وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، "إذا تحركت فرنسا، فستتبعها عدة دول".
أخذت دول أوروبية عديدة تستخدم لهجة أكثر حدّة في مخاطبة إسرائيل، تجاوزت حدود "الدعوات إلى ضبط النفس"، لتشمل تهديدات مباشرة باتخاذ إجراءاتٍ عقابية
3. سحب السفراء ومراجعة العلاقات
اتخذت إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال خطوات تصعيدية إضافية، شملت استدعاء سفرائها من تل أبيب، في حين ألغت كل من بلجيكا وإسبانيا اتفاقيات عسكرية وتجارية سابقة مع إسرائيل، وطالبت بإعادة النظر في اتفاقية الشراكة الأوروبية – الإسرائيلية التي تتيح لإسرائيل امتيازات تجارية ضمن السوق الأوروبية، في أثناء إخلالها المتكرر ببنود حقوق الإنسان المدرجة في الاتفاق.
4. مراجعة الصادرات العسكرية إلى إسرائيل
منذ أن حذّرت ألمانيا من تصدير أسلحة قد تُستخدم في انتهاكات محتملة للقانون الدولي، شهد الموقف الألماني تجاه إسرائيل تحوّلًا متسارعاً بلغ ذروته في مايو، مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، وتراجع التأييد الشعبي لإسرائيل إلى 12% فقط. وتكثّف تل أبيب من تحركاتها الدبلوماسية لمنع برلين من فرض قيود رسمية على صادرات السلاح، في ظرف أخذت فيه اللهجة الألمانية في التشدد. فقد أكد وزير الخارجية، يوهان فاديبول، أن بلاده تُخضع العلاقة مع إسرائيل لمراجعة قانونية دقيقة، وشدد على ضرورة التزام ألمانيا بالمبادئ نفسها التي تطالب بها دولاً أخرى، مثل روسيا. تَرافق هذا التغيير في المزاج السياسي والشعبي مع تحركات مدنية داخل ألمانيا للمطالبة بوقف تصدير السلاح، بينما تواجه الحكومة الألمانية تحدّيًاً داخليّاً متزايداً من أحزاب الائتلاف التي بات بعضها يطالب صراحة بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وبهذا يواجه الدعم الألماني غير المشروط لإسرائيل اختباراً غير مسبوق، في وقت تتزايد فيه التساؤلات داخل برلين عن حدود هذه العلاقة في أثناء تدهور الوضع الإنساني في غزّة.
يُظهر هذا التحوّل الأوروبي أن الإجماع التقليدي الداعم لإسرائيل لم يعد ثابتاً، وأن الاعتبارات الأخلاقية والقانونية باتت تؤدّي دوراً أكبر في إعادة رسم ملامح العلاقات بين العواصم الأوروبية وتل أبيب، في وقت تتزايد فيه عُزلة الأخيرة دوليّاً.
ثالثاً: أفق التحوّل في المواقف الأوروبية من إسرائيل
على الرغم من التحوّلات الملحوظة في المواقف الأوروبية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزّة، تبقى انعكاساتها على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني محكومة بجملة من المحدّدات التي تقيّد أثرها الفعلي، لا سيما مع استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، وغياب توافق أوروبي على إجراءاتٍ عقابيةٍ حاسمة. لا يعامل الاتحاد الأوروبي إسرائيل، بوصفها دولة عادية مثل بقية الدول، بل تحظى بامتيازاتٍ عديدةٍ على مستوى الرسوم الجمركية والإعفاء من التأشيرات واتفاقيات التعاون العلمي ودعم الجامعات الإسرائيلية. ولم تُتّخذ أي خطوة، لوقف هذه الامتيازات، فضلًا عن فرض عقوبات. ويمكن إجمال التداعيات المحتملة لتحوّل الموقف الأوروبي من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة في أمرَين أساسيَين:
1. يضعف التحوّل في الموقف الأوروبي الغطاء الدبلوماسي الذي طالما تمتع به الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية؛ فقد انتقلت بعض الحكومات الأوروبية من الدفاع الصريح عن إسرائيل إلى انتقادها الحاد والمباشر، بل التهديد بفرض عقوبات أحادية عليها، لا سيما بعد ظهور دلائل متزايدة على استخدام التجويع سلاحًا في غزة، ورفض إدخال المساعدات الإنسانية. وإن لم يغيّر هذا التحوّل جوهر العلاقات الاستراتيجية مع بعض القوى الكبرى، كألمانيا وفرنسا، فإنه يُحدث تصدعات واضحة في الإجماع الغربي التقليدي الداعم لإسرائيل. ثمّ إن مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية – الإسرائيلية، وهي إحدى الركائز الاقتصادية للتبادل التجاري، باتت موضوعة على الطاولة؛ ما قد يُربك الخطط الاقتصادية الإسرائيلية، ويعمّق من عزلتها في الأسواق الغربية، حتى إن لم تصل الأمور إلى حدّ الإلغاء الفوري أو الشامل.
انتهاج إسرائيل سياسة التجويع الجماعي أدت إلى انكشاف الجرائم بحقّ المدنيين، ما شكل ضغطاً على المواقف الرسمية الأوروبية
2. يعزّز تصاعد دعوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعودة القضية الفلسطينية إلى قلب النقاش الأوروبي الرسمي، وانخراط عدد من الدول الأوروبية في إجراءات قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ولو رمزيّاً، من قدرة الفلسطينيين على استخدام القانون الدولي أداةً للمواجهة السياسية. فالاعتراف المتزايد بدولة فلسطين لا يعني مكسبًا دبلوماسيّاً فحسب، بل يتيح أيضاً إمكان التوسّع في التمثيلين، القانوني والمؤسسي، ويضغط على الحكومات التي لم تعترف بعد بها لمراجعة مواقفها. لكنّ هذا المسار يظل محفوفاً بالعقبات؛ إذ إن معظم هذه الدول، خاصة تلك التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، لا تملك أدوات تنفيذ مباشرة على الأرض، ولا تملك، منفردةً، وقف الحرب أو رفع الحصار أو فرض تسوية سياسية، في أثناء استحواذ واشنطن على أدوات الضغط على أي مفاوضات بين الجانبيين الفلسطيني والإسرائيلي. وتبقى أدواتها الأكثر فاعلية محصورة في المجال الرمزي والدبلوماسي، إلا إذا قرّرت دول الاتحاد الأوروبي تحويل هذه المواقف إلى ضغط فعلي داخل الاتحاد، عبر تعليق الاتفاقيات أو فرض شروط واضحة لتمويل المشاريع المشتركة.
خاتمة
يشير التصاعد اللافت في حدة الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل، ودعوات عدة دول أوروبية إلى قبول الدول الفلسطينية، بصفتها عضواً في الأمم المتحدة، وتلويح دول أوروبية جديدة بإمكان الاعتراف بدولة فلسطين، إلى وجود تحوّل مهم في بنية المواقف الغربية التقليدية من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. لكنّ هذا التحوّل على الرغم من دلالاته السياسية، لا يزال محكومًا بجملة من القيود البنيوية، في مقدّمتها استمرار الدعم الأميركي لتل أبيب وهيمنتها على المسار السياسي التفاوضي الذي يُسمّى العملية السياسية أو عملية السلام، وتردّد بعض العواصم الأوروبية الرئيسة في الذهاب بعيداً نحو إجراءات عقابية أو إعادة صياغة العلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل على أسس جديدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
وول ستريت جورنال: كيف هزّ الحوثيون البحرية الأمريكية كما لم تشهده في تاريخها؟
واشنطن ـ 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' تقريرا بعنوان 'كيف هزّ الحوثيون البحرية الأمريكية وأحدثوا تحولاً في الحرب البحرية' سلطت فيه الضوء على المواجهات العنيفة التي دارت رحاها داخل اليمن وفي عرض البحر الأحمر بين البحرية الأمريكية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، قبل أن يوافق الطرفان في أوائل مايو/أيار المنصرم على وقف إطلاق النار. وكشفت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يعكفون الآن على تحليل ذلك الصراع لمعرفة كيف تمكن خصم 'مشاكس' من تحدي واختبار أفضل أسطول بحري في العالم، في إشارة إلى حاملة الطائرات 'يو إس إس هاري ترومان'. الحوثيون أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.. والمسؤولون الأمريكيون يعكفون الآن على تحليل ذلك ففي ذلك اليوم، كانت طائرة أميركية من طراز 'إف/إيه-18 سوبر هورنيت' تحاول الهبوط على حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر، لكن آلية إبطاء السرعة تعطلت، فانزلقت الطائرة -التي تبلغ تكلفتها 67 مليون دولار- عن مدرج الحاملة وسقطت في البحر. وقد كانت هذه هي الطائرة الثالثة التي تفقدها حاملة ترومان في أقل من 5 أشهر، ووقعت الحادثة بعد ساعات من إعلان الرئيس ترامب أنه توصل إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن، الأمر الذي فاجأ المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون). وأكد التقرير أن الحوثيين أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية 'رغم أنهم كانوا يقاتلون من كهوف وأماكن تفتقر إلى أبسط المرافق في واحدة من أفقر دول العالم'. وشدد على أن الحوثيين استفادوا من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة الثمن التي حصلوا عليها من إيران، وأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي على الإطلاق لهذا السلاح الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وابتكروا طريقة لنشر أسلحتهم. وكشف أن حوالي 30 سفينة شاركت في العمليات القتالية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023 حتى هذا العام، أي بمعدل 10% تقريبا من إجمالي أسطول البحرية الأمريكية العامل في الخدمة الفعلية. وخلال تلك الفترة، أمطرت الولايات المتحدة الحوثيين بذخائر لا تقل قيمتها عن 1.5 مليار دولار، بحسب مسؤول أمريكي. وأكد التقرير على أنه مع أن البحرية الأمريكية تمكنت من تدمير جزء كبير من ترسانة الحوثيين، فإنها لم تستطع تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في استعادة الملاحة عبر البحر الأحمر، في حين تواصل الجماعة اليمنية إطلاق الصواريخ بانتظام على إسرائيل. وكشف أن القادة في المؤسسة العسكرية والكونغرس بدأوا في تقصي الحقائق المتعلقة بالحملة في اليمن لاستخلاص الدروس المستفادة، في وقت يشعرون فيه بالقلق من أن ينال مثل هذا الانتشار المرهق من جاهزية القوات الأمريكية بشكل عام. ويجري البنتاغون بدوره تحقيقا بشأن حوادث فقدان طائرات وتصادم منفصل في البحر الأحمر تعرضت لها قطع حاملة الطائرات ترومان الضاربة، ومن المنتظر أن تظهر النتائج في الأشهر المقبلة. وطبقا للصحيفة، فقد أدى نشر القوات لقتال الحوثيين إلى سحب موارد وعتاد عسكري كانت موجهة إلى الجهود المبذولة في آسيا لردع الصين، وتسبب في تأخير جداول صيانة حاملات الطائرات. ومن المتوقع أن تظل آثار هذا الانتشار ماثلة لسنوات قادمة. وعلى الرغم من هذا الاستنزاف والإنهاك، يعتقد مسؤولون في البحرية أن قتالهم ضد جماعة الحوثي قدم لهم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، ويُنظر إلى الصراع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل أشد ضراوة وتعقيدًا وأثرًا. وفي المقابل، اكتسب الحوثيون قوة كبيرة منذ استيلائهم على معظم أنحاء البلاد قبل عقد من الزمن. ولفتت إلى مهاجمة المدن الإسرائيلية ردا على الحرب الإسرائيلية على غزة إلى جانب مهاجمة السفن العابرة للبحر الأحمر. وأشارت إلى أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا أول وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على المدمرة الأمريكية 'يو يو إس إس كارني' في عرض البحر الأحمر في اشتباك استمر 10 ساعات، مما فاجأ البحارة على متنها. ووصفت الصحيفة تلك المعركة بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق. وصفت الصحيفة تلك المعركة بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية أمريكية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق. ولما توعد الحوثيون بتكثيف هجماتهم، سارع العسكريون الأمريكيون إلى حل مشكلة لوجستية تمثلت في أن المدمرات -مثل كارني- لم تشارك في القتال لمدة تصل إلى أسبوعين لأنها كانت في رحلات مكوكية في البحر الأبيض المتوسط لإعادة التسلح، وكانت الدول المجاورة حذرة من أن تصبح هي نفسها أهدافا للحوثيين. وقد استطاعت وزارة الدفاع الأمريكية في نهاية المطاف استخدام ميناء في البحر الأحمر، وصفه أحد المسؤولين بأنه كان سببا في تغيير قواعد اللعبة لأنه أتاح لسفن البحرية الأمريكية إعادة التزود بالسلاح من دون الحاجة لمغادرة مسرح العمليات. ومضت الصحيفة في تقريرها إلى القول إن وتيرة العمليات أثرت على البحارة الذين كانوا مضطرين إلى البقاء متيقظين على مدار الساعة لأنهم كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين. ولذلك، لم تقم حاملة الطائرات 'يو إس إس دوايت أيزنهاور' سوى برحلة قصيرة واحدة خلال 7 أشهر من القتال. ومع أن البحرية الأميركية اعتادت العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يوجد الإيرانيون على مسافة قريبة، إلا أن ردع مليشيات مثل جماعة أنصار الله في اليمن أصعب من ردع حكومة نظامية، كما تزعم الصحيفة، لافتة إلى أن مثل هذه الجماعات أضحت أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات المسيرة الهجومية.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
الأضحى في المغرب... مجدداً "عيدنا فلسطيني"
فرضت غزة نفسها في أول أيام عيد الأضحى في المغرب ، حيث شهدت المصليات في أنحاء البلاد حملة تضامن واسعة مع القطاع المنكوب بالحرب. وارتدى كثيرون كوفيات ورفعوا أعلام فلسطين ورموزاً أخرى، كما حرص ناشطون على تزيين مداخل أحياء وأزقة في عدد من المدن بألوان العلم الفلسطيني. قضايا وناس التحديثات الحية غياب الأضاحي لن يمنع المغاربة من الفرح ومع استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد فلسطينيي غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شارك، صباح اليوم السبت، آلاف من مؤدي صلاة عيد الأضحى في مسيرات نحو مصليات ومساجد حاملين أعلام فلسطين، ووضعوا كوفيات وهللوا وكبروا، كما نظموا وقفات بعد صلاة العيد للتضامن مع غزة وفلسطين عموماً والتنديد باستمرار عدوان جيش الاحتلال وما خلّفه من موت ودمار وتجويع ونزوح ومحاولات تهجير. وتأتي فعّاليات التضامن مع غزة خلال عيد الأضحى ضمن النسخة الرابعة من مبادرة "عيدنا فلسطيني" التي أطلقتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية) للتضامن مع أهل غزة العزة وفلسطين الحبيبة، واستحضار معاني وقيم المواساة والأخوة الإسلامية". وكانت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" قد دعت الشعب المغربي إلى الانخراط الواسع في النسخة الرابعة من مبادرة "عيدنا فلسطيني"، وذلك تحت شعار "لن ننسى غزة والأقصى"، وإظهار كل الرموز الفلسطينية من ارتداء للكوفيات ورفع الأعلام والدعاء بالنصر والتمكين لأهل فلسطين الذين يحتفلون بالعيد في ظل استمرار العدوان بغزة وما يرافقه من تجويع ممنهج ومحاولات تهجير. تفاعل كبير للمغاربة مع فلسطين وغزة، 7 يونيو 2025 (العربي الجديد) ولم تقتصر أجواء التضامن مع فلسطين في عيد الأضحى على صلاة العيد والفعّاليات المرافقة، إذ امتدت إلى الفضاءات الافتراضية حيث تفاعل عدد كبير من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي مع الحملة، ونشروا صوراً لهم بالكوفية الفلسطينية مع إرفاقها بوسم "عيدنا فلسطيني". وقال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد"، "إنه ارتباط بالدعم الشعبي المغربي المتواصل. بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يحل في ظل معاناة أهلنا في غزة والضفة وكل فلسطين من القتل والتجويع والحصار والتهويد، أعلنت الهيئة تنظيم النسخة الرابعة من فعّالية أنا مغربي عيدي فلسطيني، وذلك عبر رفع الأعلام الفلسطينية وارتداء الكوفيات خلال يوم العيد والدعاء لأهل فلسطين عامة وغزة خاصة بالنصر والتمكين، وتأكيد أن طريق النصر والتمكين هو المقاومة التي كسرت شوكة الجيش الذي قيل عنه إنه لا يقهر". ويوضح الإدريسي أن "فعّاليات يوم العيد تهدف إلى مواصلة الدعم والإسناد وتأكيد أنه رغم أجواء العيد والفرح لن ينسى المغاربة محنة فلسطين ومعاناتها، وسيؤكدون أن المؤمن أخو المؤمن يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، وأنه مهما طال الظلم والقهر فمصير الاحتلال إلى زوال. جميع المغاربة يرفضون اتفاق التطبيع المشؤوم وكل ما تبعه من اتفاقات، ومجرمو الحرب مكانهم السجون والمحاكمات". ويلفت إلى أن كل مصليات المغرب استجابت لنداء "لن ننسى غزة والأقصى" الذي أطلقته الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وذلك عبر جعل يوم عيد الأضحى عام 1446 يوم نصرة لغزة العزة. ومنذ 18 مارس/ آذار الماضي، تتواصل احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال حربه على غزة. وشهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحو شبه يومي في أنحاء البلاد لدعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة، ورفض التطبيع.


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
روسيا تشن هجومها الأقوى على خاركيف الأوكرانية
قتل شخصان وأصيب 17 آخرون، فجر السبت، في هجوم روسي هو الأعنف على مدينة خاركيف -ثاني أكبر مدن أوكرانيا- منذ بداية الحرب، وفق ما ذكره رئيس بلديتها. وعززت روسيا في الأسابيع الأخيرة من تقدمها على خط الجبهة لكن المحادثات الأخيرة في إسطنبول بين موسكو وكييف فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكتب رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريخوف، على تطبيق تليغرام: "تشهد خاركيف حالياً أقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة"، واصفاً استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل الموجهة في آن واحد لقصف المدينة. وكتب تيريخوف عند الساعة 4:40 صباحاً (01:40 ت غ): "حتى الآن، سُمع ما لا يقل عن 40 انفجاراً في المدينة خلال الساعة والنصف الماضية"، مضيفاً أن "الطائرات المسيَّرة لا تزال تحلّق في السماء"، ومحذراً من أن "التهديد لا يزال قائماً". وأشار تيريخوف إلى أن غارة على مبنى سكني في منطقة كييفسكي أدت إلى مقتل شخصين. أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 وأعلن أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف، أن من بين الجرحى طفلين، مشيراً إلى أن "الطاقم الطبي يقدم المساعدة اللازمة". وأول من أمس الخميس، أصيب ما لا يقل عن 18 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، في غارات على المدينة الشمالية الشرقية تسببت باشتعال النيران في مبنى سكني. وفي لوتسك (غرب) قرب الحدود مع بولندا، عثر رجال الإنقاذ السبت على جثة ضحية ثانية قضت في قصف تعرضت له المدينة الجمعة. وأشارت السلطات الى أن القتيلة شابة في العشرينيات. وبذلك، ارتفعت حصيلة الضربات التي شنّتها روسيا على مناطق أوكرانية عدة ليل الخميس الجمعة، الى خمسة قتلى. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 بالرد على هجوم أوكراني بطائرات مسيَّرة دمّر قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية، في هجوم على قواعد جوية تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود. وأمس الجمعة، شدد الكرملين على أن الحرب في أوكرانيا "مسألة وجودية" بالنسبة إلى روسيا، وذلك في رد على سؤال عن تشبيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 للصراع بأنه "شجار في ساحة لعب". وقال ترامب أول من أمس الخميس: "في بعض الأحيان، ترى طفلين صغيرين يتشاجران بجنون، ويكره بعضهما بعضاً ويتشاجران في حديقة". وأضاف: "من الأفضل أحياناً أن تتركهما يتشاجران لبعض الوقت ثم تفصل بينهما". ومنذ الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022 قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص ودُمرت مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا وجنوبها، وأُجبر الملايين على النزوح. وتشترط موسكو لإنهاء هجومها تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها. (فرانس برس، العربي الجديد)