
ليبرمان : اتفاق وقف النار مع إيران غير واضح وستستجمع قواها قريبًا
شفا – اعتبر وزير جيش الاحتلال الأسبق أفيغدور ليبرمان، إن وقف إطلاق النار مع إيران، دون اتفاق واضح لا لبس فيه، سيقود إلى حرب أخرى خلال عامين أو ثلاثة، وفي ظروف أسوأ بكثير.
وقال ليبرمان في تصريحات له، الثلاثاء، إنه بدلا من استسلام إيران بشكل غير مشروط، دخل العالم في مفاوضات صعبة ومملة، في حين أن 'النظام الإيراني لا ينوي التنازل لا عن تخصيب اليورانيوم ولا عن إنتاج وتجهيز الصواريخ الباليستية'.
وأضاف أن إيران ستستجمع قواها قريبًا، وتعاود تخصيب اليورانيوم وإنتاج الصواريخ ودعم أذرعها.
والليلة الماضية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق تام بين 'إسرائيل' وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، قبل أن يتبادل الطرفان عمليات القصف فجر اليوم.
وقال ترامب في منشور له، إن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 6 ساعات تقريبا، مضيفا أن وقف إطلاق النار يدوم أولا 12 ساعة ثم ستعتبر الحرب منتهية رسميا.
وأضاف ترامب: 'بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية للحرب بين إسرائيل وإيران'.
وتابع الرئيس الأميركي قائلا: 'منعنا حربا كانت ستمتد سنوات'.
ووجه ترامب تهنئة إلى 'إسرائيل' وإيران على ما وصفها بامتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن هذه الحرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات وأن تدمر الشرق الأوسط بأكمله.
وجاء هذا التطور المفاجئ بعد ساعات من استهداف الحرس الثوري الإيراني قاعدة العديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي' ضمن عملية 'بشارة الفتح'، ردا على هجمات نفذها الجيش الأمريكي فجر الأحد، على 3 مواقع نووية أمريكية.
بدوره، قال مسؤول إيراني كبير لشبة سي أن أن، إن بلاده لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار، ولا ترى مبررا لذلك.
وأضاف المسؤول أن إيران 'ستواصل القتال حتى تحقيق سلام دائم'، وأنها ستعتبر تصريحات 'إسرائيل' والولايات المتحدة 'خدعة' تهدف إلى تبرير الهجمات على مصالح إيران.
وتابع: 'في هذه اللحظة، يرتكب العدو عدوانا على إيران، وإيران على وشك تكثيف ضرباتها الانتقامية، دون أن تسمع أكاذيب أعدائها'.
وفي 13 حزيران الجاري، بدأت 'إسرائيل' عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، ردت طهران عليه بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات نحو العمق الإسرائيلي.
وتوسعت المواجهة، فجر الأحد، بتنفيذ الجيش الأميركي هجمات جوية استهدفت منشآت نووية في إيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 4 ساعات
- معا الاخبارية
ترامب لنتنياهو: مهمتنا انتهت
واشنطن- معا- أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة انتهت من استخدام جيشها لمساعدة إسرائيل في حربها مع إيران. وقال ترامب لنتنياهو في اتصال هاتفي: "قام جيشنا الأميركي بما كان علينا فعله"، وفقا لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول بارز في البيت الأبيض. وقال المسؤول إن نتنياهو، الذي أبلغ ترامب بالفعل بأنه على وشك تحقيق أهدافه، "لم يكن سعيدا، لكنه فهم أن ترامب يريد رؤية تحول نحو الدبلوماسية، فوافق على وقف إطلاق النار". وقال المسؤول: "لا أقول إن رئيس الوزراء وافق بحماس، لكنه فهم أن ترامب لن يتدخل عسكريا بعد الآن في هذا الصراع". ووفقا لـ"واشنطن بوست"، بدأ الرئيس الأميركي التركيز على وقف إطلاق النار خلال اجتماع في غرفة العمليات بالبيت الأبيض ليل السبت، بعد أن اطلع على تقارير تفيد أن الهجوم على المواقع النووية الإيرانية نجح. وقال المسؤول البارز إن ترامب وجه مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بـ"إعادة التواصل مع الإيرانيين". وأضاف أنه "بعد ذلك بوقت قصير تحدث ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وأبلغه بضرورة عودة طهران إلى طاولة المفاوضات". وقال ويتكوف لعراقجي، وفقا للمسؤول الأميركي: "رأيت ما يمكننا فعله. نحن قادرون على أكثر من ذلك بكثير. نريد السلام وعليك أنت أيضا (أن تسعى له)". وبدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يستقر، الثلاثاء، تحت ضغط من ترامب، مما عزز الآمال في إنهاء أكبر مواجهة عسكرية على الإطلاق بين العدوين اللدودين في الشرق الأوسط. وأرسلت كل من إيران وإسرائيل إشارات على انتهاء الصراع، على الأقل في الوقت الحالي، بعد أن وبخهما ترامب لانتهاكهما الهدنة التي أعلنها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جميع مناطق إسرائيل ستنتقل إلى مستوى النشاط الكامل من دون قيود، كما أكدت هيئة مطارات إسرائيل أن مطار بن غوريون عاد إلى العمل بكامل طاقته.


جريدة الايام
منذ 4 ساعات
- جريدة الايام
هيمنة إسرائيل على الملفات النووية!
سأظل أتذكر قصة غزو واحتلال أميركا للعراق العام 2003 والسيطرة عليه وتغيير نظام الحكم هناك بادعاء امتلاك العراق للسلاح النووي، وقد اكتشفنا بعد فترة طويلة أن العراق كان بريئا من دم السلاح النووي، وأن هذا الاحتلال كانت غايته تثبيت هيمنة إسرائيلية على الملف النووي بدعم أميركي، وأن أسباب الغزو كانت ذريعة فقط لتحقيق تلك الهيمنة!. سوف أظل أتذكر أيضا أن الإيرانيين قصفوا بالطائرات موقع التخصيب النووي العراقي المخصص للأغراض السلمية بإشراف فرنسي نهاية العام 1980، قبل أن تدمره إسرائيل بحجة الإشعاعات المنبعثة من المفاعل، وكان ذلك في ذروة الحرب الإيرانية العراقية، ولكن طاقم المفاعل الفرنسي استطاع ترميم الأضرار، وقام بتكملة التخصيب، غير أن إسرائيل في عهد مناحيم بيغن قررت تدمير المفاعل نهائيا، شنَّتْ عملية أوبرا يوم 9-6-1981. كذلك الحال في ليبيا، ففي شهر تشرين الأول 2003 استطاع القذافي في ليبيا تهريب شحنة من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم على متن سفينة ألمانية، ولكن المخابرات الإسرائيلية والأميركية تمكنت من ضبط الشحنة، وكان القذافي قد استعان بعالم الذرة الباكستاني، عبد القدير خان، ولكن القذافي أعلن عن تخليه الطوعي عن المشروع يوم 19 كانون الأول 2003، وسلم كافة المعدات والوثائق النووية لواشنطن مباشرة، بعد يأسه من إكمال مشروع السلاح النووي، وكانت إسرائيل هي المايسترو في هذا الملف!. سوف أتذكر أيضا تدمير إسرائيل للمفاعل النووي السوري في مدينة دير الزور يوم 6-9-2007، بحجة أن الكوريين الشماليين بنوا هذا المفاعل النووي، وأنه يهدد وجود إسرائيل!. صرح الخبراء والمعلقون والمحللون وما أكثرهم! بأن سبب الضربة الأميركية للمفاعلات النووية الإيرانية يوم 22-6-2025 يعود إلى أن إيران على وشك إنتاج قنبلة نووية، وظهر محللون مختصون بالتخصيب النووي هؤلاء وشرحوا نسبة التخصيب النووية، والتي تبدأ أقل من 2% وتنتهي عند أكثر من 90%، وقالوا، إن إيران أوشكت أن تصل إلى الحد الأقصى من النسبة، وأنها تجاوزت النسبة المخصصة لها، وقال آخرون، إن سبب هذه الحرب يرجع إلى أن إيران تشجع الإرهابيين، وتدعم التنظيمات الفلسطينية والعربية الإرهابية، وقال آخرون من المحللين الذين يعيشون في الغرب، إن إيران عدو لدود للديمقراطية، فهي تقوم بإعدام المعارضين السياسيين، وتضطهد الأقليات، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتاج إلى تغيير، وأنها الدولة الوحيدة الشاذة في العالم كله!. وفسر آخرون تدخل أميركا في إيران، وأرجعوا سبب الضربة الأميركية إلى الصراع بين المسلمين أنفسهم، لأن إيران هي دولة (الشيعة)، فهي، إذاً، تهدد الدول السنية الحليفة لأميركا الراعية للاتفاقية الإبراهيمية!. غير أن قليلين من المحللين ممن يلبسون ملابس الغوص في بحور تاريخ العالم، ربطوا بين أهداف ضرب أميركا وإسرائيل لإيران، وبين المنافسة على مركز الصدارة في العالم بين هذين القطبين الرئيسيين وهما، القطب الأميركي الأوروبي، والقطب الروسي الشرقي! هاتان القوتان الكبريان في العالم، الأولى برئاسة أميركا وحلفائها الأوروبيين، والثانية روسيا، والصين، وإيران، وكوريا وبعض الدول المترددة بين القطبين الكبيرين، علما بأن التماثل بين دول المحور الروسي قليل جدا! كما أن المحور الروسي لم يتبلور بعد، بل إنه لا يزال في طور الأفكار وهو المسمى، حلف روما الثالثة، وضع هذه التسمية الراهب فيلوثيوس العام 1524، هذه التسمية تضم، اليوم، عدة دول في العالم وهي التي تكره أميركا، أكثر من كونها مؤمنة بنظرية روما الثالثة، مثل إيران، كوريا، والصين، غير أن كثيرين من الباحثين يرون أن الصين تتمتع بالذكاء السياسي والتجاري وهي حتى اللحظة لم تُقرر نهائيا الانضمام إلى روسيا في هذا الحلف، ليس فقط بسبب قيادة الحلف، ولكن لأن لهذا التحالف صبغة دينية، تتمثل في تياري المسيحية الكبيرين؛ الكاثوليكية، والأرثوذكسية، الصين دولة علمانية تجارية تسعى لتحقيق الربح التجاري بالدرجة الأولى!. نظرية، روما الثالثة، هي نظرية تعكس الصراع بين أشهر تيارين في الكنائس المسيحية في العالم، أي أنها نزاع صامت بين الكاثوليكية الغربية، والأرثوذكسية الشرقية، هذه النظرية جُدِّدتْ وبرزت من جديد في موسكو في بداية القرن العشرين، هذه النظرية تبناها الفيلسوف الروسي، ألكسندر دوغين، وهو كما يسميه كثيرون (عقل بوتين) وزعموا أنه يصوغ سياسة روسيا، هذا الفيلسوف ولد العام 1962، وهو الذي حول شعار روما الثالثة إلى سياسة حربية ودبلوماسية جديدة، فهو يفسر نظرية روما الثالثة تفسيرا تاريخيا كما وردت في كتب التاريخ، فقد انهارت روما الأولى في العصور الأولى بسبب انتشار البدع وبسبب تقصير المسيحية الكاثوليكية، أما روما الثانية قد هُزمت في القسطنطينية على يد الأتراك المسلمين، عندما دمرت الكنيسة الرومانية العام 1393، بعد هذين الانهيارين، رحل البلغاريون الأرثوذكس إلى روسيا، وأصبحت موسكو العام 1492 هي روما الثالثة، امبراطورية الأرثوذكس الشرقيين، وهي بالتالي لن تسقط مرة أخرى، بل ستصبح هي المهيمنة على العالم! هذه النظرية سُميت أيضا باسم، أوراسيا، أي أنها مزيج من أوروبا وآسيا!. مع العلم أن دوغين كان مناهضا للشيوعية في روسيا، وهو يُتهم من الغرب بأنه عنصري، غير أنه تمكن، من تأسيس حزب (بولشونك) 1993 كحزب روسي مرخص. من أبرز آرائه السياسية: «يجب على روسيا أن تستعيد قوتها عبر الغزو، وأن إعادة احتلال أوكرانيا مُبرَّرٌ لتحقيق تلك النظرية، لهذا فقد اتُّهم بعضُ الموالين لأوكرانيا باغتياله، فوضعوا له قنبلة في سيارته العام 2022، إلا أن ابنته، داريا هي التي قُتلت في حادث السيارة، وهو لم يصب بأذى!. إذاً، فإن للهجوم الأميركي على إيران التي تتعاون مع روسيا في المجال العسكري، هدفا رئيسا وهو محاولة إدامة الهيمنة الكنسية الكاثوليكية لإنهاك روسيا، والحيلولة دون حصولها على زعامة العالم، لا سيما أن هناك إعلاما أميركيا يشير إلى أن معظم الطائرات الروسية المسيّرة المهاجمة لأوكرانيا هي من إنتاج إيران، وأن إيران هي جزء رئيس من قوة هذا الحلف!. كما أن التيار الديني المهيمن على السياسة الأميركية، وهو تيار المسيحانية الإنجيلية، يرفض حركة، روما الثالثة الساعية لهيمنة التيار الأرثوذكسي الشرقي!. إذاً، فإن عودة الحروب الدينية إلى ساحات العالم هي التيار السائد، اليوم، إلى جوار الحروب الاقتصادية، فهي بديل الاستعمار العسكري السابق!. ويجب ألا ننسى أيضا أن الحرب الحقيقية الاقتصادية الدائرة، اليوم، هي بين أميركا والصين على زعامة العالم، لذلك فإن للهجوم الأميركي على إيران علاقة بمشروع الصين الكبير المتمثل في تأسيس مشروع طريق الحرير العام 2013. لأن إيران هي جزءٌ رئيس من طريق الحرير، وهي قد أعلنت انضمامها إلى هذا المشروع الكبير! إلى متى ستظل إسرائيل هي المالك الحصري لملف القنابل النووية في الشرق الأوسط، وأنها لا تزال تملك حق الفيتو على التخصيب النووي للأغراض السلمية لكل دول المنطقة؟ فهي المعارض الرئيس لتزويد الدول العربية بهذه التقنية، وعلى رأسها الطاقة النووية للأغراض السلمية، فهي لا تزال تعارض تزويد كل الدول العربية بالتخصيب النووي لأغراض سلمية، أبرزها إنتاج الطاقة الكهربية وغيرها من الاستعمالات، بخاصة في مجال الخدمات والعلوم!.

جريدة الايام
منذ 4 ساعات
- جريدة الايام
انتهت الحرب: راحت الشعارات وبقي الاستعمار
أعلن الرئيس الأميركي عن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، والذي بدأ أمس صباحاً وظهراً على التوالي. ويمكن للطرفين ادعاء الانتصار. إيران ستقول إن الاستهداف الإسرائيلي والضربات الأميركية لم تدمر بشكل كامل معداتها ومنشآتها النووية، كما أنها لم تتخل عن قدراتها الصاروخية من جانب، ومن جانب آخر استطاعت توجيه ضربات شديدة للعمق الإسرائيلي أدت إلى إحداث دمار كبير وقتل عدد من المواطنين الإسرائيليين. أما إسرائيل فتستطيع أن تقول إن ضرباتها في العمق الإيراني أدت إلى تدمير المنشآت النووية وقتل عدد كبير من علماء الذرة الإيرانيين، وعدد من القادة العسكريين الكبار في الجيش والحرس الثوري، بمن فيهم رئيسا أركان الجيش الأول والثاني، ودمرت منظومات الدفاع الجوي وسيطرت على الأجواء الإيرانية. ونجحت في إقناع الرئيس ترامب للمشاركة في الهجوم على إيران لتدمير المفاعلات تحت الأرض باستخدام الطيران والقذائف الاستراتيجية. وأن الحرب التي شنتها ستقضي على المشروع النووي الإيراني أو تؤخره لفترة طويلة قادمة. في الواقع، إيران هي الخاسر الأكبر من هذه الحرب لأنه لا توجد مقارنة بين حجم الدمار والخسائر في إسرائيل وفي إيران. كما أن إسرائيل في حربها ضد إيران، وبرغم أنه عدوان وخرق لقواعد القانون الدولي حظيت بدعم أميركي مباشر من خلال المشاركة الفعلية في الحرب، وبدعم غربي عبّر عن نفسه بتأييد استهداف المنشآت النووية الإيرانية التي اعتبرته فرنسا على سبيل المثال مشروعاً. وعملياً اصطف العالم الغربي مع إسرائيل وهذا يثبت أن العقلية والمشروع الاستعماريين لا يزالان يهيمنان على السلوك الدولي للدول المتنفذة في هذا الكون. وأنه لا وزن ولا اعتبار للقانون والمواثيق والمعايير الدولية طالما أن الأمر يتعلق بمصالح الدول الغربية أو حلفائها كإسرائيل. وما تحظى به إسرائيل لا يحصل عليه أي مخالف أو معتدٍ آخر. فالقانون الدولي خلق لمعاقبة الضعفاء أو المنافسين لمصالح الغرب بحق أو بدون حق، والمعايير المزدوجة هي سيدة الموقف في كل ما يتعلق بالمصالح الغربية. يبدو أن إيران وحلفاءها في المنطقة كانوا أسرى أوهام ورفعوا شعارات كبيرة، ليس فقط أنهم لم يكونوا قادرين على تنفيذها كالقدرة على تدمير إسرائيل أو حرقها أو القضاء عليها أو حتى جعلها تدفع ثمناً باهظاً. وظهر «محور المقاومة» كنمر من ورق ومخترق بشكل كبير. بل وكذلك لم يفهموا طبيعة النظام الدولي القائم ودور إسرائيل فيه كركيزة مهمة للاستعمار الغربي، وللسيطرة على مقدرات المنطقة والتحكم بها، وهذا أضر بشكل كبير بمصالح دول المنطقة التي كان لإيران دور في التأثير عليها سواء من خلال الأنظمة أو المليشيات المسلحة. وفي ساحتنا الفلسطينية وقعنا تحت تأثير المحور الإيراني الفاشل من خلال استخدام تنظيمات كحركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» كأدوات في مشروع لا يتعلق أساساً بمصلحتنا ولا بإطارنا العربي المحيط. فدخلت الساحة الفلسطينية في انقسام بين تيارين واحد وطني مرتبط بالعلاقة مع الدول العربية المركزية، وآخر مرتبط بإيران وعلى خلاف مع الأنظمة العربية. ودفعنا ثمناً باهظاً من وراء تنفيذ المشروع الإيراني والركض خلف شعارات فارغة وفاشلة تحت مسمى وفكرة «المقاومة». استطاعت إسرائيل توظيف شعارات «محور إيران» بل وساهمت في تعزيز قوة هذا المحور على الساحة الفلسطينية، عبر أشكال الدعم المختلفة للاستفادة منه لتقويض فكرة حل الدولتين، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، فالانقسام الذي غذته إسرائيل وحافظت عليه حتى السابع من أكتوبر ساعد اليمين الإسرائيلي في الوصول للحكم وفي تحقيق إنجازات كبيرة على حساب مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمناً باهظاً لشعارات «المقاومة» والسلاح المقدس، وفي النهاية بقيت مصالح بعض الفئات هي المقدسة والدم الفلسطيني والمصالح الوطنية ليست مقدسة. الآن انتهى المحور الإيراني وتلاشت شعاراته تحت ضربات إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وبقينا مع الاحتلال والاستعمار ليس فقط القائم في المناطق الفلسطينية المحتلة، بل والذي يسيطر على السلوك الأميركي والغربي تجاه المنطقة والعالم. وبقيت الحرب في غزة وتركنا لوحدنا. ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف بل يستوجب نظرة واقعية للتعامل مع هذا الواقع لجهة تغييره من خلال دراسة عميقة لموازين القوى، ومعرفة كيف يمكن تعديلها بذكاء دون الوقوع في حسابات خاطئة ومدمرة، كما حصل معنا خلال العقود الماضية وآخرها هجوم السابع من أكتوبر. فالتفكير بهزيمة إسرائيل عسكرياً أو القضاء على وجودها هو ضرب من الخيال ولا علاقة له بالواقع، ولكن يمكن هزيمة إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً في الحلبة الدولية وفي مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، ويمكن أيضاً اللعب على الوضع الداخلي في إسرائيل لجهة تعزيز القوى التي تؤيد التسوية السياسية، فالعالم الغربي يمكنه أن يستوعب معادلات سياسية تقوم على ما يؤمن به ويقره المجتمع الدولي الذي يعترف عملياً بدولة فلسطين. فالنضال السلمي والشعبي مقبول ومدعوم دولياً والنضال العنيف غير مقبول ويؤدي إلى خسائر أكبر بكثير من أية إنجازات ممكنة، فهل تعتبر الحركات الفلسطينية مما حدث في المنطقة وتعيد حساباتها؟