logo
الصهانية يعتبرون قصف مستشفى سوروكا عملا إرهابيا.. وهكذا علق نشطاء!

الصهانية يعتبرون قصف مستشفى سوروكا عملا إرهابيا.. وهكذا علق نشطاء!

الشروقمنذ 5 ساعات

منذ صباح اليوم الخميس وتصريحات قادة الاحتلال تتوالى بشأن قصف مستشفى سوروكا، حيث أجمع الصهاينة على أنه يعتبر عملا إرهابيا، متوعدين إيران بالانتقام، ما جعل نشطاء يذكّرونهم بجرائمهم في قطاع غزة.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في منشور عبر منصة إكس: 'هذا الصباح، أطلق الطغاة الإرهابيون الإيرانيون صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى مدنيين في وسط البلاد. سنجعل الطغاة في طهران يدفعون ثمنا باهظا'.
من جانبه، هدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن المرشد الإيراني علي خامنئي 'سيتحمل المسؤولية' بعد الهجوم الصاروخي الذي أصاب مستشفى في جنوب الدولة العبرية، مؤكدا أنه أوعز بـ'تكثيف الضربات' على إيران.
وأثار تصريح نتنياهو، الذي وصف فيه القصف الإيراني لمستشفى سوروكا بـ«العمل الإرهابي»، موجة واسعة من الانتقادات، حيث نشر نشطاء صورا لمستشفى المعمداني في غزة، الذي دمر الاحتلال قسم الطوارئ فيه، فضلا عن تدمير المستشفيات الأخرى في القطاع.
وتساءل البعض عن معيار «الإرهاب في استهداف المرافق الطبية» لدى نتنياهو، وسبب استثناء «قصف المستشفيات الفلسطينية» منه، خاصة بعدما صرح وزير الرياضة ميكي زوهار بالقول: 'أحقر الناس على وجه الأرض فقط هم من يقصفون المستشفيات على روؤس مدنيين ينامون في الأسِرَه'.
وقال وزير الأمن القومي للاحتلال الذي تفنن في التنكيل بأهل غزة وقتل حتى المرضى في مراكز العلاج ولم يترك مكانا آمنا في القطاع: 'النازيون الذين يطلقون الصواريخ على المستشفيات وكبار السن والأطفال لو كانوا يملكون أسلحة نووية لأطلقوها دون تردد'.
في ذات السياق، هاجمه معلقون بالقول إن جرائمهم أكبر وأخطر وذكروه بكل مستشفيات غزة التي أخرجوها عن الخدمة، ونكلوا بالمعالجين داخلها وحتى بالكوادر الطبية، لافتين إلى أن الضربة جاءت ردا على استهدافهم مستشفى للأطفال بطهران.
وقال وزير الصحة الإسرائيلي، أورييل بوسو، في تصريحات لصحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'، إن 'الصاروخ الذي أُطلِق باتجاه المركز الطبي سوروكا يُعدّ عملًا إرهابيًا ويتجاوز الخط الأحمر'، مع أن جيشهم استهدف العشرات من مستشفيات قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها عليه منذ 7 أكتوبر 2023.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح الخميس، خروج مستشفى يتعالج فيه الجنود الصهاينة عن الخدمة جراء ضربة إيرانية، الأمر الذي استنكره الصهاينة.
وقالت 'صحيفة إسرائيل اليوم' إن 'صاروخا إيرانيا استهدف بشكل مباشر مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، ما أدى لخروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل، بالإضافة لانهيار مبنى في بئر السبع'.
وأوضحت القناة 12 أن الهجوم الذي تعرضت له تل أبيب كان مزدوجا بالصواريخ والمسيرات، ما أدى لانهيار مبنى بالكامل في مستشفى سوروكا، أين يتم إسعاف الجنود المصابين في غزة.
صدق المندوب الإيراني.
مستشفى سوروكا بعدما قصفت إسرائيل مستشفى في طهران
https://t.co/fW2MVOoKaq
pic.twitter.com/bXMrBxrZz3
— Hadi Htt | هادي حطيط (@HadiHtt)
June 19, 2025
وسجل إسعاف الاحتلال الإسرائيلي 30 مصابا جراء القصف الصاروخي الإيراني على تل أبيب الكبرى، فيما تحدثت تقارير عن وجود عالقين تحت المباني، إضافة إلى أضرار واسعة في أقسام مختلفة من المستشفى نتيجة سقوط صاروخ بشكل مباشر.
مستوطن من داخل مستشفى سوروكا: يا الله ماذا يحدث هنا؟ هذا أمر غير طبيعي! كل شيء بالمستشفى تحطم.
#مستشفى_سوروكا
#مستشفى_كمال_عدوان
https://t.co/fYMGEBFotc
pic.twitter.com/Ry3oxXnlYs
— الإعلامية إيمان طوالبه (@Emantawalbeh333)
June 19, 2025
وحسب صحيفة 'معاريف' فإنه عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أصاب المستشفى تم الاشتباه في تسرب مواد خطرة، في الطابق العلوي من المبنى، وقد بدأت الشرطة بإجلاء السكان من موقع الحادث.
وسائل إعلام عبرية قرار بإخلاء مستشفى سوروكا جنوب فلسطين المحتلة بالكامل إثر تسرب مواد خطيرة بعد إصابته بصاروخ إيراني
#صواريخ_إيرانية
#فلسطين_المحتلة
pic.twitter.com/hDYNXFW8SK
— 🍉safy63.s🇵🇸 queen November (@qnnvmbr)
June 19, 2025
يذكر أن بعض المصادر أكّدت أن إيران وجّهت ضربة للمستشفى بسبب معلومات استخباراتية تفيد باجتماع لقادة مهمين تحت المستشفى لترتيب ضربة عسكرية لطهران.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية: 'كان الهدف الرئيسي للهجوم هو قاعدة القيادة والاستخبارات الواسعة للجيش الإسرائيلي (IDF C4i) وحرم استخباراته العسكرية، الواقع في حديقة غاف يام التكنولوجية، بجوار مستشفى سوروكا في بئر السبع'.
استهدفت الضربات الإيرانية القاعدة العسكرية السرية تحت مستشفى سوروكا في تل ابيب.
pic.twitter.com/OWy3rO1bsH
— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir)
June 19, 2025
مستشفيات غزة التي أخرجها الصهاينة عن الخدمة
1 مجمع الشفاء الطبي
اقتحمه جيش الاحتلال في مارس 2024 لمدة أسبوعين وبعد الانسحاب منه خلف وراءه مئات الشهداء ودمارا واسعا، كما تعرض للحرق ودمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أنه تم انتشال أكثر من 300 جثة من أرجاء المستشفى، وظهرت على بعضها علامات .
2ـ مجمع ناصر الطبي
يقع في مدينة خان جنوبي القطاع، وتعرض للقصف المباشر مرات عديدة منذ 7 أكتوبر 2023 كان آخرها في 23 مارس 2025 حيث تم استهداف قسم الجراحة.
اجتاحت قوات الاحتلال المجمع لنحو أسبوعين إبان عملياتها العسكرية البرية في خان يونس، ودمرت كل الأجهزة الطبية وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه ومحطة الأكسجين المركزية، وحولت المجمع إلى خرابة.
3ـ المستشفى المعمداني
تعرض في 17 أكتوبر 2023 لقصف عنيف أسفر عن استشهاد 500 شخص من المرضى والجرحى والمدنيين الذين لجؤوا إلى المستشفى طلبا للحماية.
عاد جيش الاحتلال بعد 18 شهرا من ذلك التاريخ وقصف مبنى الاستقبال والطوارئ بصاروخين، مما جعل المستشفى يخرج عن الخدمة بالكامل، واضطر المرضى والجرحى إلى افتراش الشوارع المحيطة.
4ـ مستشفى كمال عدوان
يقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقد استهدفته قوات الاحتلال أكثر من مرة، وفي ديسمبر 2024 تم اقتحامه بعد ساعات من حصاره وإحراق مرافقه وإجبار الطواقم الطبية والمرضى على خلع ملابسهم في البرد الشديد ثم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وكان يتواجد في المستشفى 350 شخصا بينهم 75 مصابا بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 شخصا من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى.
5ـ مستشفى الأمل
يقع في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقد أخرجه جيش الاحتلال عن الخدمة في مارس 2024، حيث اقتحمه وأجبر الطواقم الطبية على إخلائه وأغلق مداخله بسواتر ترابية قبل أن ينسحب من المدينة في وقت لاحق في أفريل 2024.
6ـ مستشفى الصداقة التركي
يقع في مدينة غزة، ويعد المستشفى الوحيد المتخصص في علاج مرضى في قطاع غزة، وتوقف عن الخدمة في مطلع نوفمبر 2023 بسبب الأضرار البالغة في المبنى وتعطل الأنظمة الكهروميكانيكية إثر استهدافه بالغارات الجوية الصهيونية.
7ـ المستشفى الإندونيسي
يقع في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة وقد استهدفه الاحتلال أكثر من مرة ودمر جهاز التصوير الطبقي ومحطتي الأكسجين والكهرباء الخاصتين بالمستشفى.
وفي ديسمبر 2024 أجبرت قوات الاحتلال الجرحى والمرضى والأطقم الطبية والنازحين على إخلاء المستشفى قبيل اقتحامه. وفي جانفي 2025 خرج المستشفى عن الخدمة.
8ـ مستشفى الرنتيسي للأطفال
يقع في مدينة غزة ويقدم خدمات غسيل الكلى للأطفال دون 14 عاما في شمال القطاع.
9ـ مستشفى العودة
يقع في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقد حاصرته قوات الاحتلال في جانفي 2025 وأحرقت العديد من المنازل المجاورة له ومنعت وصول الأدوية والوقود، وكانت قبل ذلك قد أنذرت الطواقم الطبية والمرضى بإخلائه وهددت بقصفه.
10ـ مستشفى التخصصي
يقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقد خرج عن الخدمة في ماي 2024 جراء تكرار استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم نقل الطواقم الطبية العاملة فيه إلى المستشفى الميداني في منطقة المواصي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من يقرر إنهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية؟ - إيطاليا تلغراف
من يقرر إنهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية؟ - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 5 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

من يقرر إنهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية؟ - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف نشر في 20 يونيو 2025 الساعة 8 و 37 دقيقة إيطاليا تلغراف يحيى الكبيسي كاتب عراقي بعد الضربة الإيرانية الأولى بتاريخ نيسان 2024، والتي جاءت ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كتبت مقالا بعنوان: «هل خسرت إيران استراتيجية الردع؟» قلت فيه إن المانع الرئيسي لعدم شن نتنياهو هجوما على المنشآت النووية الإيرانية هو الخشية من إمكانية الردع الإيرانية؛ فالصواريخ البالستية الإيرانية، والتي كانت إيران تعلن عن تطويرها بشكل دائم، وباحتفاء كبير منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، لم تستخدم إلا على نطاق ضيق، وقد ظلت إمكانياتها وقدراتها التدميرية الحقيقية غير معروفة، أما الطائرات المسيرة الإيرانية شاهد 131، وشاهد 136 الانتحارية ذات الاستخدام الواحد، والمسيرة مهاجر- 6 متعددة المهام، التي أثبتت نجاعتها في الحرب الروسية الأوكرانية، وفي هجمات أخرى للحوثيين والميليشيات العراقية، فإنها لم تختبر في سياق مواجهات طويلة المدى، وضد دفاعات جوية متقدمة (ولم تثبت نجاحها في هذه المواجهة أيضا). لكن إسقاط الغالبية العظمى من الصواريخ والطائرات التي استخدمت في تلك الضربة، ونجاح منظومة الدفاع الجوي الثلاثية (القبة الحديدية ومقلاع داؤد والسهم) جعلني أكتب حينها تغريدة قلت فيها: اعتمدت إيران، دائما، على استراتيجية ردع عبر صواريخها البالستية ومسيّراتها، وكان هذا وحده ما دفع أمريكا للضغط على إسرائيل لعدم استهداف البرنامج النووي الإيراني، ومنع الولايات المتحدة من التورط ولو بمواجهة محدودة مع إيران. كل هذا انتهى اليوم، فلم تتمكن الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى أهدافها، وواضح أن المسافة الطويلة قد أبطلت فاعلية مسيّراتها (تحدث الجيش الإسرائيلي عن إسقاط 99٪، في حين قالت صحيفة معاويف عن إسقاط 84٪) ولم يعد بالنهاية لدى إيران ردع مقابل الردع! وأن هذا الفشل سيدفع إسرائيل لاستغلال اللحظة لضربة مضادة، لاختبار ما تبقى من إمكانيات الردع الإيرانية. وبالفعل تحقق ذلك في تشرين الأول عندما قامت إسرائيل بالرد على الضربة الإيرانية التي سميت «الوعد الصادق 2»؛ فالضربة الإيرانية والتي شملت 400 صاروخ مختلف، وفقا للمصادر الإيرانية، تمكنت من الوصول إلى بعض الأهداف، لكنها أهداف محدودة التأثير على المستوى الاستراتيجي، وقد كشف رد الفعل الإسرائيلي عن مشكلة حقيقية في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية. فوفقا للبيان الذي أصدره الجيش الإسرائيلي، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منشآت لإنتاج الصواريخ (صرح نتنياهو أن إسرائيل ضربت قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بقوة) ومنظومات صواريخ أرض ـ جو، دون أن تتمكن إيران من إسقاط أي طائرة. وتحدثت أنباء لاحقة عن تدمير كامل للدفاعات الجوية الإيرانية، تحديدا بطاريات إس ـ 300 الروسية (تدمير ثلاث بطاريات، في حين تم تدمير بطارية رابعة في هجوم نيسان). لهذا يجب قراءة الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية، وأهداف أخرى، يوم 13 حزيران وفق هذا السياق؛ فبعد أن خسرت إيران دور حزب الله كقاعدة أمامية، وبعد زلزال سوريا، وقبول الميليشيات الشيعية في العراق بالأمر الواقع المفروض أمريكيا، وفشل الحوثيين في أن يشكلوا تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، رغم ضرباتهم الموجعة، لم يعد أمام إيران إلا أن تواجه إسرائيل بشكل مباشر بعيدا عن وكلائها. وكان من الواضح أن إيران فشلت في قراءة المتغيرات العميقة التي تكرست في العقيدة الإسرائيلية بعد طوفان الأقصى، وهي القبول بالخسائر في الأرواح لأهداف استراتيجية، وأن مجرد وجود خطر سقوط قتلى إسرائيليين لم يعد حاسما في صياغة القرار السياسي والعسكري (بدأت هذا مع توجيه حنبعل في العام 1986 والذي استخدم بشكل واسع في 7 تشرين الأول). والهيمنة الجوية التي تحققت في الهجوم الأخير، كانت نتيجة مباشرة لانعدام دفاع جوي فعال قادر على مواجهة طائرات إف-15 وإف-16 وإف-35، فضلا عن انعدام طيران حربي قادر على مواجهة هذه الطائرات، وليس معروفا أين ذهبت طائرات سوخوي Su-35SE التي اشترتها إيران من روسيا والتي لم تظهر مطلقا (تملك إيران بضع طائرات شبه حديثة من طراز سوخوي24 وميغ29 الروسية، وطائرات ميراج إف 1 الفرنسية وهي طائرات سبق للعراق أن نقلها إلى إيران وفق اتفاق رسمي لمنع تدميرها في حرب تحرير الكويت، لكن إيران احتفظت بها ورفضت إعادتها للعراق). لكن المفاجأة كانت في تمكن إسرائيل من استهداف قيادات عسكرية كبيرة، وعلماء نوويين، وأجرت عمليات من داخل إيران نفسها، وهو ما كشف عن اختراق استخباري غير مفهوم، شبيه بالاختراق الذي تعرض له حزب الله. والمفاجأة الأكبر هو استمرار هذه الاغتيالات وهذه العمليات حتى بعد أن انكشف الأمر، وهو ما يؤكد استمرار الاختراق! وبعيدا عن سردية الخداع الاستراتيجي الذي تعرضت له إيران، ودور الولايات المتحدة في ذلك، يبقى من غير المفهوم كيف أن الرد الإيراني لا يزال غير متناسب إلى حد بعيد مع الضربات التي تعرضت لها، فعدد الصواريخ والمسيرات التي استخدمت إلى حد هذه اللحظة محدود جدا، كما أن تأثيرها ما زال محدودا ولم يشكل تهديدا جديا على المستوى الاستراتيجي، خاصة وأن عدد الصواريخ التي تمكنت من الإفلات من منظومة الدفاع الإسرائيلية وتحقيق أهدافها قليلة نسبيا. أما فيما يتعلق بالمنشآت النووية، فإن إسرائيل تدرك تماما أنها لا تمتلك القدرة على استهداف منشأة فوردو بشكل مؤثر، وأن قدرتها على تدمير منشأة نطنز هي موضع شك أيضا، وهذا يعني أن هدف إسرائيل المعلن لتدمير البرنامج النووي الإيراني، بشكل نهائي، يبقى غير قابل للتحقق دون تدخل أمريكي مباشر، وهو ما يشي وجود خطة إسرائيلية ــ أمريكية مسبقة لتوزيع الأدوار، وأن الخطة كانت تتضمن التدخل الأمريكي المباشر لإكمال المهمة بشكل عسكري (قصف مباشر) أو بشكل سياسي (استثمار الهجوم الإسرائيلي لإجبار إيران على التوقيع على شروط إذعان وهو ما يبدو مستبعدا) وهذا ما يفسر جزئيا الموقف الأمريكي المراوغ، والذي حوله ترامب شخصيا الى أحجيات استخدم فيها لغة مهينة ومستفزة! وإذا ما تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر وقصفت منشأة فوردو، وربما نطنز أيضا، ما هو سيناريو اللحظة التالية؟ إذ من المستبعد تماما أن تستسلم إيران كما يعتقد ترامب، وبعيدا عن ردها المتوقع على هكذا هجوم أمريكي، وحدوده، أو المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة في مواجهتها مع إيران بعد ذلك، خاصة إذا اقتنع ترامب بخرافة إسقاط النظام. والأسئلة الجوهرية هنا: كيف ستنتهي الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ ومن سيقرر هذه النهاية؟ وماذا إذا قررت إيران الاستمرار في حرب استنزاف مع إسرائيل حتى لو أعلنت الأخيرة انتهاء المهمة وأوقفت هجماتها؟ وهل إسرائيل وحدها من لا تتحمل هكذا حرب استنزاف، أم أن إيران أيضا لا تتحملها؟ وهل يمكن لحرب استنزاف، إن حدثت، أن تكون ورقة ضغط إيرانية، قد تكون الوحيدة، في أي مفاوضات قادمة مع الأمريكيين؟ السابق هل الإيرانيون مهتمون بالذهاب للبيت الأبيض لاستئناف المفاوضات؟ التالي أسامة المسلّم… القراءة باتجاه آخر

الصهانية يعتبرون قصف مستشفى سوروكا عملا إرهابيا.. وهكذا علق نشطاء!
الصهانية يعتبرون قصف مستشفى سوروكا عملا إرهابيا.. وهكذا علق نشطاء!

الشروق

timeمنذ 5 ساعات

  • الشروق

الصهانية يعتبرون قصف مستشفى سوروكا عملا إرهابيا.. وهكذا علق نشطاء!

منذ صباح اليوم الخميس وتصريحات قادة الاحتلال تتوالى بشأن قصف مستشفى سوروكا، حيث أجمع الصهاينة على أنه يعتبر عملا إرهابيا، متوعدين إيران بالانتقام، ما جعل نشطاء يذكّرونهم بجرائمهم في قطاع غزة. وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في منشور عبر منصة إكس: 'هذا الصباح، أطلق الطغاة الإرهابيون الإيرانيون صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى مدنيين في وسط البلاد. سنجعل الطغاة في طهران يدفعون ثمنا باهظا'. من جانبه، هدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن المرشد الإيراني علي خامنئي 'سيتحمل المسؤولية' بعد الهجوم الصاروخي الذي أصاب مستشفى في جنوب الدولة العبرية، مؤكدا أنه أوعز بـ'تكثيف الضربات' على إيران. وأثار تصريح نتنياهو، الذي وصف فيه القصف الإيراني لمستشفى سوروكا بـ«العمل الإرهابي»، موجة واسعة من الانتقادات، حيث نشر نشطاء صورا لمستشفى المعمداني في غزة، الذي دمر الاحتلال قسم الطوارئ فيه، فضلا عن تدمير المستشفيات الأخرى في القطاع. وتساءل البعض عن معيار «الإرهاب في استهداف المرافق الطبية» لدى نتنياهو، وسبب استثناء «قصف المستشفيات الفلسطينية» منه، خاصة بعدما صرح وزير الرياضة ميكي زوهار بالقول: 'أحقر الناس على وجه الأرض فقط هم من يقصفون المستشفيات على روؤس مدنيين ينامون في الأسِرَه'. وقال وزير الأمن القومي للاحتلال الذي تفنن في التنكيل بأهل غزة وقتل حتى المرضى في مراكز العلاج ولم يترك مكانا آمنا في القطاع: 'النازيون الذين يطلقون الصواريخ على المستشفيات وكبار السن والأطفال لو كانوا يملكون أسلحة نووية لأطلقوها دون تردد'. في ذات السياق، هاجمه معلقون بالقول إن جرائمهم أكبر وأخطر وذكروه بكل مستشفيات غزة التي أخرجوها عن الخدمة، ونكلوا بالمعالجين داخلها وحتى بالكوادر الطبية، لافتين إلى أن الضربة جاءت ردا على استهدافهم مستشفى للأطفال بطهران. وقال وزير الصحة الإسرائيلي، أورييل بوسو، في تصريحات لصحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'، إن 'الصاروخ الذي أُطلِق باتجاه المركز الطبي سوروكا يُعدّ عملًا إرهابيًا ويتجاوز الخط الأحمر'، مع أن جيشهم استهدف العشرات من مستشفيات قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها عليه منذ 7 أكتوبر 2023. وأعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح الخميس، خروج مستشفى يتعالج فيه الجنود الصهاينة عن الخدمة جراء ضربة إيرانية، الأمر الذي استنكره الصهاينة. وقالت 'صحيفة إسرائيل اليوم' إن 'صاروخا إيرانيا استهدف بشكل مباشر مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، ما أدى لخروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل، بالإضافة لانهيار مبنى في بئر السبع'. وأوضحت القناة 12 أن الهجوم الذي تعرضت له تل أبيب كان مزدوجا بالصواريخ والمسيرات، ما أدى لانهيار مبنى بالكامل في مستشفى سوروكا، أين يتم إسعاف الجنود المصابين في غزة. صدق المندوب الإيراني. مستشفى سوروكا بعدما قصفت إسرائيل مستشفى في طهران — Hadi Htt | هادي حطيط (@HadiHtt) June 19, 2025 وسجل إسعاف الاحتلال الإسرائيلي 30 مصابا جراء القصف الصاروخي الإيراني على تل أبيب الكبرى، فيما تحدثت تقارير عن وجود عالقين تحت المباني، إضافة إلى أضرار واسعة في أقسام مختلفة من المستشفى نتيجة سقوط صاروخ بشكل مباشر. مستوطن من داخل مستشفى سوروكا: يا الله ماذا يحدث هنا؟ هذا أمر غير طبيعي! كل شيء بالمستشفى تحطم. #مستشفى_سوروكا #مستشفى_كمال_عدوان — الإعلامية إيمان طوالبه (@Emantawalbeh333) June 19, 2025 وحسب صحيفة 'معاريف' فإنه عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أصاب المستشفى تم الاشتباه في تسرب مواد خطرة، في الطابق العلوي من المبنى، وقد بدأت الشرطة بإجلاء السكان من موقع الحادث. وسائل إعلام عبرية قرار بإخلاء مستشفى سوروكا جنوب فلسطين المحتلة بالكامل إثر تسرب مواد خطيرة بعد إصابته بصاروخ إيراني #صواريخ_إيرانية #فلسطين_المحتلة — 🍉safy63.s🇵🇸 queen November (@qnnvmbr) June 19, 2025 يذكر أن بعض المصادر أكّدت أن إيران وجّهت ضربة للمستشفى بسبب معلومات استخباراتية تفيد باجتماع لقادة مهمين تحت المستشفى لترتيب ضربة عسكرية لطهران. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية: 'كان الهدف الرئيسي للهجوم هو قاعدة القيادة والاستخبارات الواسعة للجيش الإسرائيلي (IDF C4i) وحرم استخباراته العسكرية، الواقع في حديقة غاف يام التكنولوجية، بجوار مستشفى سوروكا في بئر السبع'. استهدفت الضربات الإيرانية القاعدة العسكرية السرية تحت مستشفى سوروكا في تل ابيب. — إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) June 19, 2025 مستشفيات غزة التي أخرجها الصهاينة عن الخدمة 1 مجمع الشفاء الطبي اقتحمه جيش الاحتلال في مارس 2024 لمدة أسبوعين وبعد الانسحاب منه خلف وراءه مئات الشهداء ودمارا واسعا، كما تعرض للحرق ودمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أنه تم انتشال أكثر من 300 جثة من أرجاء المستشفى، وظهرت على بعضها علامات . 2ـ مجمع ناصر الطبي يقع في مدينة خان جنوبي القطاع، وتعرض للقصف المباشر مرات عديدة منذ 7 أكتوبر 2023 كان آخرها في 23 مارس 2025 حيث تم استهداف قسم الجراحة. اجتاحت قوات الاحتلال المجمع لنحو أسبوعين إبان عملياتها العسكرية البرية في خان يونس، ودمرت كل الأجهزة الطبية وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه ومحطة الأكسجين المركزية، وحولت المجمع إلى خرابة. 3ـ المستشفى المعمداني تعرض في 17 أكتوبر 2023 لقصف عنيف أسفر عن استشهاد 500 شخص من المرضى والجرحى والمدنيين الذين لجؤوا إلى المستشفى طلبا للحماية. عاد جيش الاحتلال بعد 18 شهرا من ذلك التاريخ وقصف مبنى الاستقبال والطوارئ بصاروخين، مما جعل المستشفى يخرج عن الخدمة بالكامل، واضطر المرضى والجرحى إلى افتراش الشوارع المحيطة. 4ـ مستشفى كمال عدوان يقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقد استهدفته قوات الاحتلال أكثر من مرة، وفي ديسمبر 2024 تم اقتحامه بعد ساعات من حصاره وإحراق مرافقه وإجبار الطواقم الطبية والمرضى على خلع ملابسهم في البرد الشديد ثم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وكان يتواجد في المستشفى 350 شخصا بينهم 75 مصابا بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 شخصا من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى. 5ـ مستشفى الأمل يقع في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقد أخرجه جيش الاحتلال عن الخدمة في مارس 2024، حيث اقتحمه وأجبر الطواقم الطبية على إخلائه وأغلق مداخله بسواتر ترابية قبل أن ينسحب من المدينة في وقت لاحق في أفريل 2024. 6ـ مستشفى الصداقة التركي يقع في مدينة غزة، ويعد المستشفى الوحيد المتخصص في علاج مرضى في قطاع غزة، وتوقف عن الخدمة في مطلع نوفمبر 2023 بسبب الأضرار البالغة في المبنى وتعطل الأنظمة الكهروميكانيكية إثر استهدافه بالغارات الجوية الصهيونية. 7ـ المستشفى الإندونيسي يقع في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة وقد استهدفه الاحتلال أكثر من مرة ودمر جهاز التصوير الطبقي ومحطتي الأكسجين والكهرباء الخاصتين بالمستشفى. وفي ديسمبر 2024 أجبرت قوات الاحتلال الجرحى والمرضى والأطقم الطبية والنازحين على إخلاء المستشفى قبيل اقتحامه. وفي جانفي 2025 خرج المستشفى عن الخدمة. 8ـ مستشفى الرنتيسي للأطفال يقع في مدينة غزة ويقدم خدمات غسيل الكلى للأطفال دون 14 عاما في شمال القطاع. 9ـ مستشفى العودة يقع في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقد حاصرته قوات الاحتلال في جانفي 2025 وأحرقت العديد من المنازل المجاورة له ومنعت وصول الأدوية والوقود، وكانت قبل ذلك قد أنذرت الطواقم الطبية والمرضى بإخلائه وهددت بقصفه. 10ـ مستشفى التخصصي يقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقد خرج عن الخدمة في ماي 2024 جراء تكرار استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم نقل الطواقم الطبية العاملة فيه إلى المستشفى الميداني في منطقة المواصي.

ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران - إيطاليا تلغراف
ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 6 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف أحمد الحيلة كاتب ومحلل فلسطيني نجح بنيامين نتنياهو في خلط الأوراق وتعليق مسار المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن المشروع النووي الإيراني، والانتقال إلى ضرب إيران بغطاء أميركي مباشر. كان يمكن للرئيس ترامب أن يصل لاتفاق مع إيران، يحول دون عسكرة المشروع النووي، مع إبقائه مشروعًا سلميًا كما تريد طهران، وكما هو معمول به في العديد من دول العالم، مقابل امتيازات اقتصادية واستثمارات لصالح الشركات الأميركية بأرقام تتجاوز التريليون دولار، وبناء شراكات ومساحة من التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. لكن عقيدة إسرائيل المحتلة، لا تقبل فكرة امتلاك دولة عربية أو إسلامية مشروعًا نوويًا سلميًا، يشكّل لها أرضية علمية معرفية، قد تتحوّل في غفلة من الزمن إلى مشروع لإنتاج القنبلة النووية، كما حدث مع باكستان، ما يخلق بدوره توازنًا للردع مع إسرائيل التي تؤمّن بتفوقها العلمي والعسكري كضمانة لسلامة وجودها على أرض فلسطين المحتلة. تعي إسرائيل أنها تعيش واقعيًا ككيان مفروض بالقوّة على المنطقة وشعوبها، وكجسم غريب لا يحظى بالقبول، رغم التطبيع مع العديد من الدول العربية، وتعتقد أن القوّةَ والتفوّقَ الضامنُ الوحيد والعاملُ الحاسم لبقائها، وإذا فقدتهما فإن وجودها سيكون مهدّدًا لا محالة. هذا ما دفع إسرائيل لاستهداف وتدمير مفاعل تموز النووي قرب بغداد في العام 1981، وهو ما يفسّر أيضًا إصرار نتنياهو على النيل من المشروع النووي الإيراني تدميرًا أو تفكيكًا ورفضه أن يكون لإيران مشروعها السلمي. المعركة إلى أين؟ إسرائيل بدأت بقصف إيران يوم الجمعة، 13 يونيو/ حزيران الجاري، مستفيدة من خداع الرئيس ترامب لطهران بتصريحاته، واستدامة الاتصالات الأميركية معها تحضيرًا لجولة المفاوضات بينهما في سلطنة عُمان والتي كانت مقررة بعد يومين فقط من تنفيذ تلك الضربة. الموقف الإسرائيلي تطور بسرعة خلال أيام معدودة من بدء المعركة، على لسان رئيس الوزراء نتنياهو الذي أعلن أن أهداف الحرب على إيران تتمثل في: تدمير المشروع النووي الإيراني. القضاء على المنظومة الصاروخية الإيرانية. تغيير النظام كنتيجة للحرب في سياق إعادة رسم الشرق الأوسط. في هذا السياق تطور أيضًا السلوك الإسرائيلي العسكري لينسجم مع تصريحات نتنياهو، وذلك بقصف منشآت عسكرية ومنظومات صاروخية إيرانية، ومصالح اقتصادية كحقل بارس للغاز، ومناطق مدنية ومقر الإذاعة والتلفزيون، علاوة على مواقع المشروع النووي الإيراني. اللافت هنا الموقف الأميركي؛ حيث أعلن الرئيس ترامب، الثلاثاء 17 الشهر الجاري، أنه يريد 'نهاية حقيقية' للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف لإطلاق النار، وأنه يريد 'رضوخًا كاملًا' من إيران و'استسلامًا غير مشروط'. يأتي هذا الموقف متزامنًا مع حشد كبير وعاجل للقوات الأميركية في المنطقة من قبيل حاملات الطائرات، ومقاتلات حربية، وطائرات لتزويد المقاتلات بالوقود، وقاذفات بي2 وبي52 المخصّصة لحمل قنابل خارقة للتحصينات، في إشارة إلى ضرب مفاعل فوردو الواقع تحت الجبال بعمق قد يصل لـ 800 متر تحت الأرض، والذي يستعصي على إسرائيل ضربه بدون الولايات المتحدة وقاذفاتها الإستراتيجية. إسرائيل رغم غطرستها وعلوّها لا تستطيع أيضًا إعادة رسم الشرق الأوسط، كما يزعم نتنياهو، بدون الإدارة الأميركية وتدخلها لتغيير النظام الإيراني، أو تغيير تموضع إيران سياسيًا في الإقليم. ومع ذلك، ليس بالضرورة أن تتمكّن واشنطن من تحقيق كل أهدافها خاصة واقع ومستقبل إيران السياسي، فهي دولة مساحتها 1.7 مليون كيلو متر مربع، وتملك إمكانات عسكرية واقتصادية كبيرة، وتعداد سكانها نحو 90 مليون نسمة، وهي دولة أكبر وأعقد من العراق وأفغانستان اللتين فشلت فيهما واشنطن. سيناريوهات الحرب والعدوان على إيران: يُرجَّح أن الرئيس ترامب وافق بداية على الضربة الإسرائيلية لإيران، ظانًا أنها ستشكّل ضغطًا عليها لتتنازل على طاولة المفاوضات وتتخلّى عن المشروع النووي أو التخصيب، أي النزول عند الشروط الأميركية الإسرائيلية. ولكن بعد فشل الضربة الأولى في تحقيق هذا الهدف، وثبات إيران على موقفها، واستيعابها الضربة الأولى، وشروعها في استهداف العديد من المواقع المهمّة على كامل مساحة إسرائيل المحتلة عبر منظومتها الصاروخية، كل ذلك جعل المشهد أكثر تعقيدًا أمام إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة الأميركية. هذه المراوحة بين القصف الإسرائيلي والرد الإيراني، ومن ثم التهديد بمزيد من التصعيد والتدخل الأميركي، يقود المشهد إلى عدة سيناريوهات أهمها: الأول: عودة إيران إلى المفاوضات، نزولًا عند الشروط الأميركية وذلك تفاديًا للقصف الأميركي الذي سيكون له تداعيات عسكرية واقتصادية كبيرة على إيران التي تعيش حصارًا قاسيًا منذ عقود، والانتقال بإيران من الطموح والنفوذ الإقليمي إلى دولة منكفئة على نفسها، ما يُمهّد الطريق لإعادة رسم الشرق الأوسط، كما يزعم نتنياهو. الثاني: استسلام إيران وهزيمتها عسكريًا إذا شاركت الولايات المتحدة في الحرب على إيران، مع استمرار الصمت الإقليمي والدولي وعدم تدخل القوى العظمى كالصين وروسيا لدعم إيران، وبقاء الأخيرة منفردة تحت القصف الأميركي الإسرائيلي المكثّف، ربما يفضي ذلك لهزيمة إيران أو استسلامها، وهذا سيؤدّي إلى تغيير المشهد داخل إيران وفي الإقليم أيضًا. الثالث: الحرب الإقليمية شراكة الولايات المتحدة في الحرب على إيران، قد تدفع العديد من الأطراف إلى التدخل، ومن ثمّ تتحوّل الحرب ضد إيران إلى حرب إقليمية يشارك فيها العديد من الأطراف، لا سيّما إذا صمدت إيران في المواجهة، وتعاملت معها على أنها حرب وجودية. ومن الأطراف التي يمكن أن تشارك أو تتدخّل في سياق الحرب الإقليمية: حزب الله اللبناني، بفتحه الجبهة الشمالية مع إسرائيل، فهزيمة إيران ستعني له التلاشي عمليًا. وإذا تمكّن الحزب من معالجة الاختراقات الأمنية التي عانى منها في معركة إسناد غزة، فإنه قد يملك القدرة على إيذاء إسرائيل واستنزافها، لا سيّما أنه توقّف عن الاشتباك مع إسرائيل في العام 2024 وهو في ذروة المواجهة على الجبهة الشمالية. اليمن الذي لم يتوقّف عن إسناد غزّة، من المرتقب أن يشارك في الحرب ضد إسرائيل، العدو المشترك، وبإمكانه إعاقة حركة الملاحة وحركة القطع العسكرية الأميركية عبر باب المندب. الحشد الشعبي العراقي الذي يملك مقاتلين وإمكانات تسليح مهمّة، وبإمكانه التدخل في المعركة وهو على تخوم الجبهة الغربية لإيران الأكثر عرضة للاستهداف، وليس بعيدًا عن إسرائيل المحتلة التي استهدفها سابقًا عبر المسيّرات. الصين وروسيا، قد تجدان في التدخل الأميركي المباشر في الحرب، فرصة لدعم إيران لاستنزاف واشنطن في سياق الصراع والتنافس الدولي، ناهيك عن أن ذلك قد يعزّز فرص روسيا في أوكرانيا، والصين في تايوان ويوسّع نفوذهما عالميًا. تركيا وباكستان؛ ليس لهما مصلحة في انكسار إيران، وهما دولتان جارتان لها، وتدركان تداعيات أي فوضى تنتج عن انهيار الدولة الإيرانية، كما أن إسرائيل لا تضمر لهما خيرًا في سياق التنافس الإقليمي، فإسرائيل منزعجة من النفوذ التركي في سوريا على سبيل المثال، ومنزعجة من باكستان كدولة إسلامية تملك قنبلة نووية، وقد صرّح نتنياهو في إحدى مقابلاته الصحفية سابقًا بأنه بعد استهداف المشروع النووي الإيراني، فإن إسرائيل معنية باستهداف المشروع النووي الباكستاني أيضًا. إذا تمسّكت إيران بموقفها ولم تستسلم لإسرائيل وللشروط الأميركية، وتدخلت الأخيرة عسكريًا ضد إيران، فالراجح أن يذهب المشهد إلى حرب إقليمية، ستكون لها تداعيات أمنية واقتصادية هائلة على المنطقة ودولها في العراق، ولبنان، وسوريا، والأردن، واليمن، ودول الخليج العربي المشاطئة لإيران. من الطبيعي أيضًا أن يتأثّر المجتمع الدولي بسيناريو الحرب الإقليمية، فعدد الأطراف المتدخّلة بشكل مباشر وغير مباشر سيكون كبيرًا ومتشعّبًا في مصالحه، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية المرتقبة عندما يتم إغلاق باب المندب في البحر الأحمر ومضيق هرمز مدخل الخليج الذي يصدّر نحو 30% من الطاقة، و25% من الغاز الطبيعي إلى العالم. إسرائيل وجدت كقاعدة ومخلب غربي أميركي، في خاصرة المنطقة العربية التي لم تشهد هدوءًا منذ إنشاء هذا الكيان في العام 1948، على أساس استدامة قوّة إسرائيل مقابل ضعف الدول العربية مجتمعة أو منفردة، وهذا المشهد يتطور واقعيًا لينسحب على العالم الإسلامي من إيران إلى تركيا إلى باكستان. الحرب الإقليمية إن وقعت، سيكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل المنطقة وشعوبها. وهزيمة إيران في هذه المعركة لن يُلغيها كدولة قائمة منذ آلاف السنين وكمكوّن حضاري مهم في غرب آسيا، ولكن ما هو مصير إسرائيل ككيان إن هزمت أو فشلت في هذه المعركة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store