
الصحفيون على مائدة الذكاء الاصطناعي!
لم يعد السؤال اليوم: «هل يؤثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام؟».. بل أصبح «كيف سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل وجه الإعلام؟».
قبل عشر سنوات من اليوم لم يكن من السهل أن نصدق أن تكتب خوارزمية تقرير صحافي وفق أعلى درجات المهنية، أو أن يُنتج روبوت صوتي نشرة إخبارية بصوت بشري خالص. أما اليوم، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) محررًا صحفيًا، ومخرجًا تلفزيونيًا، ومحللًا سياسيًا، وجمهورًا يتفاعل!
«واشنطن بوست» المنصة الإعلامية العالمية التي يُقرأ محتواها يوميًا في كل بقاع هذا الكوكب تستخدم الآن خوارزمية تُدعى Heliograf لكتابة تقارير رياضية وسياسية بشكل لحظي. وآلاف الأخبار تُكتب كل عام بلا يد بشرية، لكنها لا تبدو آلية أو باردة، بل دقيقة، ومنسقة، وموجهة للجمهور الصحيح.
وفي أقصى شرق العالم هناك محطة صينية اسمها Xinhua أطلقت أول مذيع ذكاء اصطناعي قبل ثماني سنوات، مذيع لا ينام، ولا يخطئ، ولا يغيب، ويُطل على الناس 24 ساعة في اليوم بنبرة صوت ثابتة ووجه لا يشيخ.
تخيل أن خبرًا عاجلًا عن زلزال يضرب منطقة معينة، يُكتب خلال ثوانٍ، يُوزع على منصات التواصل، ويُترجم فورًا بلغات متعددة – كل ذلك بدون تدخل بشري.
أما في مجال المونتاج، فيمكن للذكاء الاصطناعي خلال دقائق تحليل لقطات فيديو مدتها ساعات طويلة ومن ثم اختيار أفضل المقاطع لإنتاج قصة مرئية مدهشة، بينما يحتاج فيه الإنسان إلى ساعات وربما أيام للقيام بالمهمة نفسها!
الأهم من ذلك أن الخوارزميات لا تنشر فقط، بل تعرف من أنت، وماذا تحب، ومتى تميل للقراءة أو المشاهدة، فالمحتوى الإعلامي اليوم أصبح مُفصّلًا بحسب شخصية المستخدم وتاريخه الرقمي، وحتى مزاجه اللحظي، إذ يتوقع الذكاء الاصطناعي الأخبار التي قد تهمك، ويقدمها لك بترتيب يزيد من احتمالية تفاعلك معها، مما يفتح الجدل حول قضية جديدة وتساؤل كبير هو: هل هذا ذكاء أم تلاعب؟
إنه تساؤل أخلاقي ما زال مطروحًا بقوة، لكن إجابته لن تغيّر في الواقع شيئًا.
نحن أمام إعلام هجين، تلتقي فيه قدرات البشر بإمكانات الآلة. خوارزميات تكتب وتنشر، وصحفيون يفكرون ويحللون. ومن يملك مهارات التعامل الاحترافي مع الذكاء الاصطناعي، لا يملك فقط الأدوات، وإنما يملك أيضًا السيطرة على السرد، والزمن، والانتباه. وهنا، يجب أن يكون الذكاء البشري حاضرًا أكثر من أي وقت مضى.
الصحفي اليوم ليس مهددًا بالانقراض كما قد يظن البعض، ولن يكون وجبة العشاء الأخيرة على مائدة الذكاء الاصطناعي، لكنه بحاجة إلى تطوير مهاراته في التعامل مع أدوات هذه التقنية، لأن من يجيد استخدام الأدوات باحتراف سيقفز قفزة مهنية هائلة، وسيصبح بلا شك أسرع، وأدق، وأكثر قدرة على تحليل البيانات وصناعة قصص عميقة ومؤثرة وأكثر نجاحًا وانتشارًا.
علينا أن ندرك كإعلاميين ومهتمين أن توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام هو أكبر منعطف فلسفي وأخلاقي في تاريخ هذه المهنة.. منعطف يعيد تعريف معنى «الخبر»، و«الناشر»، و«المتلقي». إنه فرصة هائلة، وخطر كامن في الوقت ذاته، فهل نحن على استعداد للتعامل مع حقبة زمنية يحركها إعلام لا ينام، ولا يتردد، ولا ينسى؟ أم أننا سنكتشف – متأخرين – أننا وصلنا إلى الحفل بعد انصراف المدعوين لحفل آخر؟
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 دقائق
- الشرق الأوسط
كيف تستخدم الصين الذكاء الاصطناعي للتأثير على الرأي العام محلياً وحول العالم؟
تستخدم الحكومة الصينية شركاتٍ ذات خبرة في مجال الذكاء الاصطناعي لمراقبة الرأي العام والتلاعب به، مما يمنحها سلاحاً جديداً في حرب المعلومات، وفقاً لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين ووثائق كشف عنها باحثون. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، تُظهر وثائق داخلية لإحدى الشركات كيف قامت بحملات تأثير في هونغ كونغ وتايوان، وجمعت بيانات عن أعضاء في الكونغرس وشخصيات أميركية مؤثرة أخرى. وفي حين لم تشنّ الشركة حملات في الولايات المتحدة، فإن وكالات التجسس الأميركية راقبت نشاطها بحثاً عن أي مؤشرات على محاولتها التأثير على الانتخابات الأميركية أو المناظرات السياسية، وفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين. وأصبح الذكاء الاصطناعي، على نحو متزايد، المجال الجديد لعمليات التجسس، حيث يسمح لأجهزة الاستخبارات بشن حملات أسرع وأكثر كفاءة وعلى نطاق أوسع من أي وقت مضى. ولطالما وجدت الحكومة الصينية بعض الصعوبة في شن حروب معلوماتية تستهدف دولاً أخرى، مفتقرة إلى عدوانية أو فعالية وكالات الاستخبارات الروسية. لكن مسؤولين وخبراء أميركيين يقولون إن التقدُّم في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الصين على التغلب على نقاط ضعفها. ويمكن لتقنية جديدة تتبع النقاشات العامة التي تهم الحكومة الصينية، مما يتيح لها مراقبة الرأي العام على نطاق واسع. كما يمكن لهذه التقنية إنتاج دعاية ضخمة قادرة على التلاعب بالرأي العام محلياً ودولياً. وبحسب وثائق حصلت عليها «نيويورك تايمز»، تسمح التقنية الجديدة لشركة «GoLaxy» الصينية بشن حملات تأثير انتخابي في تايوان وهونغ كونغ وداخل الصين. ولا يتضح من الوثائق مدى فعالية حملات «GoLaxy»، أو ما إذا كانت تقنيتها قادرة على تحقيق كل ما تعد به. وفي بيان، نفت شركة «GoLaxy» إنشاء أي نوع من «شبكات الروبوتات أو شن حملات تأثير نفسي» أو قيامها بأي عمل يتعلق بانتخابات هونغ كونغ أو غيرها. ووصفت المعلومات التي قدمتها «نيويورك تايمز» عن الشركة بأنها «معلومات مضللة». ووفقاً للتقرير، فقد سُربت الوثائق من قِبل موظف ساخط منزعج من الأجور وظروف العمل في الشركة. وفي حين أن معظم الوثائق غير مؤرخة، فإن غالبية الوثائق التي تتضمن تواريخ تعود إلى أعوام 2020 و2022 و2023. وقد حصل عليها معهد الأمن القومي بجامعة فاندربيلت الأميركية، وهو مركز بحثي وتعليمي غير حزبي يدرس الأمن السيبراني والاستخبارات وغيرها من التحديات الحرجة. وتُسوّق «GoLaxy» نفسها علناً كشركة تجمع البيانات وتُحلل الرأي العام تجاه الشركات الصينية والحكومة. لكن في الوثائق، تزعم الشركة سراً قدرتها على استخدام تقنية جديدة لإعادة تشكيل الرأي العام والتأثير عليه نيابة عن الحكومة الصينية. وتشرح الشركة كيف يمكنها بدقة توجيه جهودها نحو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت باستخدام تقنية تُسمى نظام الدعاية الذكية، أو «GoPro». تجمع شركة «GoLaxy» عشرات الملايين من البيانات من مواقع التواصل (رويترز) وكشف الباحثان في معهد الأمن القومي بجامعة فاندربيلت، بريت غولدشتاين وبريت بنسون، عن وجود هذه الوثائق، في مقال نُشر بقسم الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز»، مجادلين بأن «GoLaxy» قادرة على التنقيب في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، ثم إنشاء محتوى مُخصص يبدو حقيقياً، وغير قابل للكشف. وقالا إن النتيجة هي إنشاء «محرك دعاية» قادر على إنتاج مواد أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً. وتابعا: «لم تعد الدعاية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تهديداً مستقبلياً افتراضياً، بل إنها عملية متطورة تُعيد بالفعل صياغة كيفية التلاعب بالرأي العام على نطاق واسع». ويقول الخبراء إن الشركة تتبنى بسرعة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في الصين، التي، من شأنها، وفقاً لوثائق الشركة الداخلية، أن تسمح لها بالقيام بعمليات تأثير أكثر تطوراً بكثير من تلك التي كانت الحكومات الأجنبية، مثل الحكومة الروسية، قادرة على القيام بها في السابق. ففي عمليات التأثير السابقة التي قامت بها هذه الحكومات، كان لا بد من إنتاج المعلومات المضللة تدريجياً. لكن الآن، بإمكان الروبوتات الآلية فعل ذلك بسرعة وعلى نطاق أوسع. ووفقاً للوثائق، تجمع الشركة عشرات الملايين من البيانات، بما في ذلك المنشورات وبيانات المستخدمين، من منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة «ويبو (Weibo)» و1.8 مليون مقال يومياً من «وي شات (WeChat)»، وأربعة ملايين منشور من «إكس»، و10 آلاف منشور من «فيسبوك». وبحسب الوثائق، قامت الشركة بأعمال لصالح الاستخبارات الصينية، بما في ذلك وزارة أمن الدولة - وكالة التجسس الرئيسية في البلاد - ووكالات الأمن الداخلي. وصرح مسؤولون أميركيون سابقون بأن وكالات التجسس الأميركية لديها معلومات تؤكد هذه الشراكات. وتزعم إحدى الوثائق أن الشركة جمعت ملفات تعريف افتراضية لـ117 عضواً حالياً وسابقاً في الكونغرس، بمن فيهم النواب بايرون دونالدز من فلوريدا، وتشيب روي من تكساس، وآندي بيغز من أريزونا. وجميع النواب المدرجين في الوثائق التي حصل عليها باحثو «فاندربيلت» كانوا جمهوريين، مع أنه من المرجح أن الشركة جمعت معلومات عن الديمقراطيين أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكرت الوثائق أن «GoLaxy» تتتبع وتجمع معلومات عن أكثر من 2000 شخصية سياسية وعامة أميركية، و4 آلاف مؤثر يميني ومؤيد للرئيس ترمب، بالإضافة إلى صحافيين وباحثين ورجال أعمال. ولا تُظهر الوثائق ما تفعله «GoLaxy» بهذه المعلومات. لكن المسؤولين الأميركيين لطالما زعموا أن الصين تتتبع مواقف السياسيين الأميركيين بشأن القضايا التي تهم بكين. ولا تزال وكالات التجسس الأميركية تجمع معلومات عن محاولات التلاعب الأجنبي والتأثير على الانتخابات والرأي العام، لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فكّكت الفرق في وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التي حذّرت الجمهور من التهديدات المحتملة.

العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
"OpenAI" تُشعل الحماس بإعلان مرتقب الخميس يُرجح أنه إطلاق "GPT-5"
روجت شركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI" بشكل تشويقي لإعلانٍ مهم ستدلي به يوم الخميس، وبناءً على تلميح غير مباشر يبدو أن هذا الإعلان سيكون الكشف عن نموذج الذكاء الاصطناعي " GPT-5" الذي طال انتظاره. ونشرت "OpenAI" على منصة إكس: "بث مباشر الخميس الساعة 10 صباحًا بتوقيت المحيط الهادئ"، أي الثامنة مساءً بتقويت الرياض. لكن الشركة استبدلت في تدوينتها في كلمة "livestream" -وتعني بث مباشر- حرف "s" برقم "5"، وهو ما قد يكون تلميح إلى نموذج "GPT-5"، بحسب تقرير لموقع "The Verge" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". فضلًا عن هذا، فقد كانت هناك عدة مؤشرات وتقارير على الإطلاق الوشيك لنموذج "GPT-5"، الذي تأخر إصدار بعض الشيء. ويوم الأحد، نشر سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ"Open AI"، لقطة شاشة يظهر في زاويتها العلوية اليسرى اسم "ChatGPT 5". ونشر رئيس قسم الأبحاث التطبيقية في الشركة، يوم الاثنين، أنه "متحمس لرؤية كيف سيستقبل الجمهور GPT-5!". وفي الشهر الماضي، قال ألتمان إن "OpenAI" تخطط لإطلاق GPT-5 "قريبًا". والإصدار المحتمل لـ "GPT-5" سيُضاف إلى أسبوع حافل بالفعل لشركة "OpenAI"، التي أعلنت يوم الثلاثاء عن نموذجين مفتوحي المصدر يتميزان بقدرات متقدمة في الاستدلال، وقد تم تحسينهما للعمل على أجهزة اللابتوب.


الرياض
منذ 12 ساعات
- الرياض
الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع في المدينة
نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة ورشةً تعليميّة حول توظيف الذكاء الصناعي في الكتابة الإبداعية، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025. وحمَلت الورشةُ عنوان "التقنية بوابتك لعالم الكتابة"، وقدّمتها نائب الرئيس التنفيذي للابتكار في شركة "وادي طيبة" التابعة لجامعة طيبة، غيداء عبدالحميد البكري، الحاصلة على درجة الماجستير في علوم الحاسب. وسلّطت البكري الضوء على التّحولات المتسارعة التي أحدثتها التقنية في أدوات الكتابة وأساليبها، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرَّد وسيلة مساندة، بل أصبح شريكًا فاعلًا في العملية الإبداعية، من خلال ما يعرف بـ"وكلاء الذكاء الاصطناعي" (AI Agents)، وهي تقنيات تجمع بين منصات التدقيق اللغوي، وأدوات الكتابة التعاونية، والنَّشر الرقمي، بما يوفّر بيئة إنتاجٍ متكاملة للكاتب المعاصر. وأوضحت أن هذه الأدوات التقنية تُسهم في تنظيم الأفكار، وتوليد المحتوى، وتسهيل الوصول إلى الجمهور المستهدف، بما يعزّز فاعلية الكتابة الاحترافية، ويتيح للكاتب التركيز على الإبداع السردي ضمن فضاءٍ رقميٍّ أكثر مرونة وتفاعلًا. يُذكر أن هذه الورشة أتت في سياق اهتمام المعرض بتقديم محتوًى معرفيّ متجدِّد يُواكب التّحولات في عالم النشر والكتابة، ويفتح المجال أمام الحضور لاكتشاف أدوات جديدة تدعم الإبداع من زوايا تقنية متقدمة.