
أخبار العالم : ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟
الجمعة 20 يونيو 2025 08:40 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
Article Information Author, فرانك غاردنر Role, مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية
قبل 49 دقيقة
قد يتساءل البعض، هل يتكرر سيناريو العام 2003 مجدداً؟
في عام 2003، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد العراق، سعياً لتجريده من ترسانته المزعومة من "أسلحة الدمار الشامل". وتبين أن جميع هذه الأسلحة قد دُمرت منذ سنوات.
ولكونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، فمن شبه المؤكد أن بريطانيا ستتأثر بشكل أو بآخر بما يحدث الآن في الشرق الأوسط. فأي دور سيُطلب من المملكة المتحدة القيام به إذا قرر دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟
بادئ ذي بدء، فإن بريطانيا بعيدة كل البعد عن كونها لاعباً محورياً في هذه المعركة بين إسرائيل وإيران.
وقد دعت المملكة المتحدة، إلى جانب حلفاء آخرين في مجموعة السبع، إلى خفض التصعيد، ولكن من غير المرجح أن تستمع إسرائيل إلى هذه الدعوات.
والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى توتر العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل مؤخراً، بعد انضمام المملكة المتحدة إلى دول غربية أخرى في فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، لتحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ بل يعود أيضاً إلى حقيقة أن إسرائيل قررت بوضوح أن الفرصة سانحة الآن للتحرك عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني المثير للشبهات، وأن وقت الحوار قد ولّى.
وفي تجاهل واضح للمملكة المتحدة، أفادت التقارير بأن إسرائيل لم تُبلغها مسبقاً بهجومها على إيران، معتبرةً إياها "شريكاً غير موثوق به".
لكن، لا يزال لدى المملكة المتحدة دور دبلوماسي تلعبه، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، الذين ساعدوا في صياغة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي سمح بعمليات تفتيش تدخلية من جانب الأمم المتحدة على المنشآت الإيرانية، في مقابل تخفيف العقوبات، حتى قرر دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018.
ويزور وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، واشنطن في الوقت الحالي للقاء نظيره الأمريكي، كما سيتوجه إلى جنيف في سويسرا، الجمعة، للانضمام إلى نظرائه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إيران.
وتملك المملكة المتحدة أيضاً مقدّرات عسكرية واستراتيجية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي.
فما هو الدور المحتمل لهذه المقدّرات البريطانية في الصراع الجاري؟
دييغو غارسيا
تتمتع هذه القاعدة الصغيرة الواقعة على جزيرة استوائية في المحيط الهندي، بأهمية استراتيجية لا تتناسب على الإطلاق مع حجمها، وهي قاعدة يُجرى تشغيلها بشكل مشترك من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأصبحت الآن بحكم المستأجرة من جمهورية موريشيوس القريبة.
تبعد القاعدة 3700 كيلومتر عن إيران، وتُعد نقطة انطلاق محتملة لقاذفات القنابل الثقيلة من طراز "بي 2 سبيريت" (B2 Spirit)، التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
وهذه القاذفات هي الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" (GBU-57) الضخمة الخارقة، والمعروفة اختصاراً باسم "موب" (MOP). ويُشار أحياناً إلى هذا الوحش، الذي يزن 30 ألف رطل (13.6 طن)، بلقب "القنبلة الخارقة للتحصينات".
ومع ذلك فإن اللقب الأخير يعبّر عن تقدير أقل وقعاً من حقيقة هذه القنبلة. إذ وصفها الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي، ديفيد بتريوس، هذا الأسبوع بأنها "خارقة الجبال". ويُعتقد أنها السلاح الوحيد القوي بما يكفي لاختراق أعماق الأرض في منشأة التخصيب النووي الإيرانية المثيرة للشبهات في فوردو.
وإذا أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدة دييغو غارسيا، فستحتاج إلى إذن من المملكة المتحدة. وأشارت تقارير إلى أن المدعي العام في بريطانيا، ريتشارد هيرمر، نصح الحكومة بأن أي تدخل عسكري بريطاني يجب أن يكون دفاعياً بحتاً ليبقى ضمن نطاق القانون.
وتتمتع قاذفات "بي 2" بمدى يصل إلى نحو 7 آلاف ميل، وهو ما يعادل تقريباً المسافة من قاعدتها الجوية في ميسوري إلى إيران، ومع استخدام التزود بالوقود جوّاً، تستطيع الولايات المتحدة، إذا اختارت ذلك، قصف منشأة فوردو دون استخدام قاعدة دييغو غارسيا.
قبرص
لدى المملكة المتحدة اثنين من الأصول الاستراتيجية الكبيرة في جزيرة قبرص الواقعة في البحر الأبيض المتوسط.
أحدهما قاعدة أكروتيري الجوية الملكية، التي تشهد حالياً تمركزاً مُعززاً لطائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. والآخر محطة استماع سرية تابعة لاستخبارات الإشارات البريطانية على قمة جبل في آيوس نيكولاوس، وتُعرف باسم "آيا نيك"، وهي جزء من منطقة القاعدة السيادية البريطانية في قبرص.
وقد استخدم الجيش البريطاني قبرص منذ فترة طويلة كقاعدة لكتيبة "رأس الحربة"، وهي قوة انتشار سريع متاحة للتعامل مع حالات الطوارئ في الشرق الأوسط.
وتشارك طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بالفعل في العملية المعروفة باسم "شادر"؛ حيث تقوم بمراقبة وقصف قواعد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة في سوريا والعراق من حين لآخر.
في العام الماضي، وخلال تصعيد قصير الأمد بين إسرائيل وإيران، أفادت التقارير بأن طائرات حربية بريطانية ساعدت في إسقاط طائرات إيرانية مسيرة كانت متجهة إلى إسرائيل. لكن، وخلال الصراع الجاري، صرّح متحدث إسرائيلي لبي بي سي بأنه لم تُطلب أو تُعرض أي مساعدة بريطانية للقيام بأمر مماثل.
الخليج
لعبت البحرية الملكية البريطانية دوراً صغيراً، لكنه حيوي، في الحفاظ على الخليج ومضيق هرمز خاليين من الألغام البحرية.
ويعود تاريخ هذا الدور إلى حرب الناقلات بين إيران والعراق في السنوات بين عامي 1980 و 1988، حين نُشِرت الألغام البحرية في المنطقة، ففعّلت المملكة المتحدة ما عُرف باسم "دورية أرميلا".
وتمركزت كاسحات الألغام التابعة للبحرية الملكية البريطانية في البحرين، وكانت تلك إضافة ثمّنتها بشدة قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية التي تمركزت في مكان قريب، والتي كانت، على نحو مفاجئ، ضعيفةً في إجراءات مكافحة الألغام.
ومع ذلك، فإن سفن المملكة المتحدة تقترب من نهاية عمرها التشغيلي، كما أن وجود البحرية في المنطقة الملكية يتقلّص تدريجياً.
وقد ساهم ذلك في التقييم المُحبط بأنه في حال قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من إمدادات النفط العالمية، فسيكون له تأثير كبير.
وصرحت وزارة الدفاع البريطانية بأن كاسحة ألغام تابعة للبحرية الملكية، وهي "إتش إم إس ميدلتون"، موجودة الآن في الخليج.
وأضافت: "سفن البحرية الملكية في الخليج موجودة حالياً في البحر، ولم تُكلَّف بعدُ بتنفيذ عمليات قتالية".
وهناك أيضاً قوة عسكرية بريطانية صغيرة قوامها 100 جندي في العراق، ومنشأة بحرية في الدقم في سلطنة عمان.
ضربة ارتدادية
أشارت إيران في مناسبات عدة إلى أن أي دولة تهاجمها، أو ترى أنها ساعدت في تنفيذ هجوم ضدها، ستتعرض للانتقام، وهو ما يُشار إليه أحيانا بـ "الضربة الارتدادية".
وستكون القواعد الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى السفن الحربية الأمريكية في البحر، على رأس قائمة الأهداف.
لكن في حال سمحت المملكة المتحدة للقوات الجوية الأمريكية باستخدام قاعدتها في دييغو غارسيا لشن هجوم على المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، فإن هذا الرد سيشمل المملكة المتحدة بشكل شبه مؤكد.
وقد يشمل ذلك على أرض الواقع إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 21 دقائق
- المشهد العربي
الاتحاد الأوروبي: ارتفاع أسعار النفط يقلل الحاجة لخفض سقف الخام الروسي
صرحت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بأن ارتفاع أسعار الطاقة قلل من الحاجة إلى خفض سقف الأسعار على صادرات روسيا النفطية. وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت في السابق خفض سقف سعر النفط الحالي من 60 دولارًا إلى 45 دولارًا، مع رفض موسكو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن عزمه طرح هذا الاقتراح في قمة مجموعة السبع التي عُقدت في كندا، لكن الاجتماع طغت عليه أحداث الصراع بين إسرائيل وإيران، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعودة إلى بلاده مبكرًا للتعامل مع الأزمة. وقالت فون دير لايين للصحافيين: "لم يكن للحد الأقصى الحالي البالغ 60 دولارًا للبرميل تأثير يُذكر، لكن في الأيام الأخيرة، رأينا أن سعر النفط ارتفع وأن الحد الأقصى الحالي سيكون له تأثير".


وضوح
منذ 21 دقائق
- وضوح
الفساد بين النفوس والنصوص… غزة تفضح الجميع
بقلم أيقونة الاتزان / السفير د. أحمد سمير في خضمّ الحروب، لا تُختبر فقط الأسلحة والمواقف، بل تُختبر القيم. تحت نيران القصف، لا تُمحى المدن فقط، بل تُعرّى النفوس، ويُكشف زيف الشعارات، وتُفضح النصوص التي طالما عُلّقت على الجدران دون أن تسكن القلوب. منابر تتكلم… وأطفال تحت الركام منذ نعومة أظفارنا، ونحن نُلقّن آيات وأحاديث عن العدل، ونُردد دروسًا عن الوقوف مع المظلوم، وحق الجار، وأخوة الدين والإنسانية… تُزيَّن بها الكتب المدرسية، وتُتلى على المنابر، وتُرفع في المؤتمرات الدولية، لكن— أين تذهب هذه النصوص عندما يُحاصر مليونا إنسان في غزة بلا ماء ولا دواء؟ أين تختبئ تلك 'العهود والمواثيق' التي وُقعت باسم الإنسانية وحقوق الإنسان، حين يُقتل الأطفال تحت الأنقاض، ويُدفن الأمل تحت الركام؟ الفساد يبدأ من الصمت الفساد ليس دائمًا مالًا يُنهب، أو سلطة تُغتصب. الفساد يبدأ من لحظة صمتك عن قول الحق، ومن كل موقف رمادي تتخذه عندما تكون الحياة والموت مسألة خيار. الفساد أن ترى المأساة وتدير ظهرك، وأن توقّع اتفاقية 'سلام' وأنت تعلم أن الطرف الآخر يبني مستوطناته فوق الجثث. غزة لا تواجه السلاح فقط غزة اليوم لا تواجه فقط طائرات ودبابات، بل تواجه 'فساد النفوس' في أوسع تمثيل له. في قصة موجعة، روتها طفلة ناجية من تحت الركام، كانت تحمل دميتها الملطخة بالدماء. سألوها: 'ما حلمك؟' قالت بصوت مكسور: 'أعيش حتى أرى صباحًا بلا قصف.' هل هذا كثير؟ بالنسبة لنا: لا… وألف لا. لكن في نظر الفاسدين القابعين خلف مكاتبهم اللامعة، هذا الحلم خطر؛ لأنه يهدد 'توازنات سياسية'، ويُربك أرباح 'صفقات الأسلحة'. ما نراه اليوم يُؤكد أن النص لا يصنع حضارة، ما لم يسكن نفسًا شريفة. وأن أعظم الكوارث لا تحدث حين تنهار الجدران، بل حين تنهار القيم. غزة تعيد الحياة للنصوص في غزة، نرى نفوسًا سامية تُعيد المعنى للنصوص: أم تودّع أبناءها وهي تردد: 'حسبنا الله ونِعم الوكيل' وشاب يجري بين الركام ليسعف طفلًا، ويده تنزف ولسانه يلهج: 'ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا.' الحل ليس في المؤتمرات بل في الضمائر لسنا بحاجة لنصوص جديدة، بل لنفوس صادقة. لسنا بحاجة لمؤتمرات، بل لضمير حي. غزة لا تنتظر شفقة، بل شراكة في المعاناة. لا تنتظر بيانات، بل وقوفًا صادقًا مع الحق. لا تنتظر حيادًا، بل رفضًا للصمت المغلف بالذل. الأسئلة الحقيقية تبدأ من غزة 'الفساد بين النفوس والنصوص' قصة لا تنتهي، لكن كل مشهد في غزة يفضح فصلاً جديدًا منها. ويبقى السؤال: هل سنظل نعلّق النصوص على الحيطان، بينما تنهار النفوس أمام أول اختبار؟ غزة تقول لكم: 'افتحوا أعينكم… فالنصوص ليست أوراقًا. إنها أرواح.' السفير د. أحمد سمير عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة السفير الأممي للشراكة المجتمعية رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية


الدولة الاخبارية
منذ 26 دقائق
- الدولة الاخبارية
تطورات جديدة بشأن أسعار النفط
الجمعة، 20 يونيو 2025 02:56 مـ بتوقيت القاهرة تراجعت أسعار النفط اليوم بعد أن ألمح الرئيس دونالد ترامب إلى أن اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة لإيران سيُحسم خلال أسبوعين، ما هدأ المخاوف من هجوم أمريكي وشيك. وانخفضت أسعار خام "برنت" باتجاه 77 دولاراً للبرميل لتهدأ من قفزة سابقة، خلال تعاملات نهاية الأسبوع، مما قلص مكاسب أسبوعية ثالثة، فيما جرى تداول خام "غرب تكساس الوسيط" تسليم أغسطس قرب 74 دولاراً. العقود الآجلة للنفط قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن القرار سيستغرق بعض الوقت نظراً لـ"الفرصة الكبيرة للتفاوض" مع إيران، وفقاً لرسالة أملاها ترامب، من دون أن توضح الإطار الزمني لذلك. وشهدت سوق النفط أسبوعاً مضطرباً، إذ تقلبت العقود الآجلة في نطاق يبلغ نحو 8 دولارات، وارتفعت حدة التقلبات بشكل ملحوظ، واتسعت الفجوات الزمنية، ووصلت عقود الخيارات في وقت ما إلى مستويات متفائلة فاقت تلك التي أعقبت الحرب الروسية على أوكرانيا. كان خام "برنت" قد أغلق مرتفعاً بنحو 3% يوم الخميس بفعل مخاوف من ضربة أمريكية محتملة خلال عطلة نهاية الأسبوع.