
الولايات المتحدة والصين تُعلنان عن اتفاق لخفض "كبير" في الرسوم الجمركية المتبادلة
أعلنت الولايات المتحدة والصين، الأثنين، عن اتفاق هام لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بمقدار 115 في المئة، لمدة 90 يوماً.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، عقب محادثاته مع مسؤولين صينيين في المدينة السويسرية جنيف، بأن الجانبين اتفقا على "تعليق مؤقت" للرسوم الحالية لمدة 90 يوماً.
ويهدف الاتفاق، الذي يُمثل نقطة تحول في التوترات التجارية المستمرة بين البلدين، إلى تخفيف حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي واستعادة الثقة في الأسواق الدولية.
وتصاعدت حدة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الشهر الماضي بعد أن أعلن الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية أساسية شاملة على جميع الواردات الأمريكية، في ما وصفه بـ"يوم التحرير".
خضع حوالي 60 شريكاً تجارياً - وصفهم البيت الأبيض بأنهم "أسوأ المخالفين" - لرسوم أعلى من غيرهم، بما في ذلك الصين.
وردت الصين بفرض رسوم جمركية خاصة بها، مما أدى إلى تصاعد هذه الإجراءات وصولاً إلى فرض الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 145% على الواردات الصينية، بينما فرضت بكين رسوماً بنسبة 125% على بعض السلع الأمريكية.
بموجب الاتفاق الجديد، علقت الولايات المتحدة والصين جميع الرسوم الجمركية التي فرضت في "يوم التحرير" باستثناء 10% منها لمدة 90 يوماً، وألغيت الرسوم الانتقامية الأخرى.
سيؤدي ذلك إلى خفض الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية إلى 30%، بينما تنخفض الرسوم الصينية على الواردات الأمريكية إلى 10%. وسيبدأ التطبيق المؤقت لهذه الإجراءات في 14 مايو/أيار 2025.
وما تزال الإجراءات الأمريكية تتضمن رسوماً إضافية بنسبة 20% تهدف إلى ممارسة الضغط على بكين لبذل المزيد من الجهود للحد من التجارة غير المشروعة في عقار الفنتانيل المخدر القوي.
Reuters
خلف الأبواب المغلقة، شعر المسؤولون الصينيون بالقلق إزاء التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية وخطر العزلة، مع بدء شركاء الصين التجاريين التفاوض على صفقات مع واشنطن، وفقا لثلاثة مسؤولين مقربين من بكين.
وفي الوقت الذي أشادت فيه وسائل الإعلام الرسمية الصينية بالاتفاق، ذكر تعليق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (CCTV) أن الاجتماع بين الصين والولايات المتحدة في جنيف كان "متوازناً ومفيداً لكلا الجانبين".
ومع ذلك، يحذر البعض من أن فترة التوقف التي تبلغ 90 يوما هي مؤقتة، وأن القضايا العالقة قد تطفو على السطح مجددًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل.
وأثارت الرسوم الجمركية الضخمة التي فُرضت مخاوف من انهيار التبادل التجاري بين البلدين، حيث أعلنت الموانئ الأمريكية عن انخفاض حاد في عدد السفن المتوقعة القادمة من الصين.
وفي الجانب الآخر، أبدت بكين قلقاً متزايداً من تأثير هذه الرسوم على اقتصادها. فقد تباطأ الإنتاج الصناعي بالفعل، وتفيد تقارير بأن بعض الشركات اضطرت لتسريح عمال مع توقف خطوط إنتاج السلع الموجهة للولايات المتحدة.
وأعلن بيسنت عن الاتفاقية قائلاً: "كان إجماع الوفدين هذا الأسبوع أن كلا الجانبين لا يرغبان في الانفصال الاقتصادي. ما حدث مع هذه الرسوم المرتفعة للغاية كان يعادل حظراً تجارياً، ولا يريد أي من الطرفين ذلك. نريد تجارة أكثر توازناً، وأعتقد أن كلا الجانبين ملتزمان بتحقيق ذلك".
وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن الاتفاقية مع الولايات المتحدة تمثل خطوة مهمة "لحل الخلافات" و"وضع الأساس لتجاوز الخلافات وتعزيز التعاون".
وصف نيل شيرينج، كبير الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس، الاتفاقية بأنها تمثل "تخفيفاً كبيراً" للحرب التجارية، قائلاً لبي بي سي: "كنا في وضع كانت الرسوم المفروضة مرتفعة لدرجة تكاد تمنع التجارة على المدى الطويل بين أكبر اقتصادين في العالم". لكنه أضاف أنه رغم استمرار التجارة الآن، "ستتم بأسعار أعلى يتحملها المستهلكون والشركات الأمريكية".
أدت أنباء الاتفاقية إلى انتعاش الأسواق المالية، حيث أغلق مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ مرتفعاً بنسبة 3%. بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب الصيني 0.8% قبل إعلان تفاصيل الصفقة. كما ارتفعت الأسهم الأوروبية، وتشير التوقعات إلى ارتفاع الأسواق الأمريكية الرئيسية بنسبة 2-3%.
استفادت شركات الشحن من الصفقة، حيث قفز سهم "ميرسك" الدنماركية أكثر من 12% و"هاباغ لويد" الألمانية 14%. وقالت "ميرسك" لبي بي سي إن الاتفاقية الصينية الأمريكية تمثل "خطوة في الاتجاه الصحيح"، معربة عن أملها في أن "تمهد الطريق لاتفاق دائم يخلق الاستقرار الذي يحتاجه العملاء".
لكن أسعار الذهب - التي استفادت من وضعها الملاذ الآمن في الأسابيع الأخيرة - انخفضت 3% إلى 3224.34 دولار للأونصة.
وأعلن البلدان في بيان مشترك عن إنشاء "آلية لمواصلة المناقشات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية" بقيادة سكوت بيسنت ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هو لي فنغ، مع تأكيدهما أن "المحادثات المستمرة يمكن أن تعالج مخاوف كل طرف".
وكان الرئيس ترامب قد أعرب مراراً عن استيائه من العجز التجاري الأمريكي مع الصين، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية في الصين، بما في ذلك نقل التكنولوجيا القسري. كما توجد انتقادات حول الدعم الحكومي الصيني المزعوم لشركاتها، وهو ما تنفيه بكين وتشير إلى أن واشنطن تفعل الشيء نفسه.
وكان ترامب قد زعم أن هذه الرسوم ستعزز التصنيع الأمريكي وتحمي الوظائف، بينما حذر اقتصاديون من تأثيرها السلبي على النمو العالمي وارتفاع أسعار المنتجات للمستهلكين الأمريكيين. وقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي هذا العام من 3.3% إلى 2.8% بسبب عدم اليقين الناجم عن هذه الرسوم.
يأتي ذلك بعد أسبوع من توقيع بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقاً لتخفيض أو إلغاء الرسوم على بعض الصادرات البريطانية مثل السيارات والصلب والألومنيوم، رغم استمرار تطبيق الرسوم العامة بنسبة 10% على معظم السلع البريطانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 27 دقائق
- موقع كتابات
ردًا على 'واشنطن بوست' .. البيت الأبيض يؤكد فكرة التخلي عن إسرائيل سخيفة
وكالات- كتابات: نفى 'البيت الأبيض' التقرير الذي نُشر في صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ والذي جاء فيه أنّ الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، هدد: 'بالتخلي عن إسرائيل إذا لم تُنهِ الحرب في غزة'. وأفاد مصدر رسمي أميركي لموقع (واينت) الإسرائيلي؛ بأنّ ما جاء في التقرير: 'كذب'، مضيفًا أنّ: 'فكرة أن نتخلى عن إسرائيل سخيفة'. كذلك قال الناطق باسم 'مجلس الأمن القومي' في البيت الأبيض؛ 'جايمس يوايت'، للموقع إنّ: 'إسرائيل لم يكن لديها أبدًا صديق في التاريخ أفضل من ترمب'. وأضاف: 'نحن مستَّمرون في العمل بتعاون وثيق مع إسرائيل من أجل ضمان تحرير الأسرى، والحرص على ألا تحوز إيران سلاحًا نوويًا أبدًا، وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط'. وجاء هذا النفي بعد أن نقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، عن شخص وصفته: بـ'المطّلع'، قوله أمس الإثنين، إنّ: 'رجال ترمب أخبروا إسرائيل ما مفاده أنّنا سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا الحرب' في 'قطاع غزة'. وفي وقتٍ سابق؛ دعا وزراء خارجية (19) دولةً أوروبيةً و'كندا وأستراليا واليابان' في بيان الحكومة الإسرائيلية إلى السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى 'قطاع غزة' فورًا، وبصورة كاملة. يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الإبادة للفلسطينيين في 'قطاع غزة'، حيث ارتكب (03) مجازر دامية خلال الساعات الأخيرة في القطاع، أسفرت عن استشهاد (38) فلسطينيًا على الأقل، إلى جانب عشرات الإصابات.


ساحة التحرير
منذ 2 ساعات
- ساحة التحرير
زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل!ميلاد عمر المزوغي
زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل! ميلاد عمر المزوغي رئيس لا يجامل, يقول الحقيقة امام ضيوفه او مضيفيه من الحكام العرب, قد يذهب اليهم او يستدعيهم وفق الظروف, المؤكد انه موسم الحصاد بالنسبة لترامب الذي لخبط العالم بفرضه ضرائب على السلع المستورة ,جعله يدخل في حرب لا قبل له بها, وخاصة من الدول الكبرى وبالأخص الصين, تراجع قليلا لحفظ ماء وجهه الصفيق,كل ما يهمه جمع المال باي وسيلة, الفرصة مؤاتيه جدا للحلب(للقبض),خاصة وان المزارع تقوم تحت اشراف دولته. هدف الرئيس ترامب من جولته الخليجية هو عقد صفقات تجارية واستثمار مزيد من أموال الدول الخليجية التي لديها فائضا هائلا في الاموال, بالولايات المتحدة, ومواجهة محاولات كل من الصين وروسيا للاستثمار لمنطقة الخليج. وقد نجحت زيارة ترامب للرياض في طمأنة دول الخليج في الجوانب الأمنية وتم الترحيب برفع العقوبات عن سوريا (التي اغدق حكام الخليج الاموال الطائلة لإسقاط النظام السابق) وما تحقق من تفاهمات مع الحوثيين في اليمن والحوار مع إيران بشان برنامجها النووي, وجميعها بالطبع تصب في صالح الدول الثلاث والمنطقة. آما بالشأن الفلسطيني فلا شيء يذكر, بل ان امريكا لا تزال تغذي الة الحرب الصهيونية وارتكابها مجازر الابادة الجماعية, وموقف العرب بوجه عام هو الشجب والادانة والاستنكار. ركزت الجولة على تعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث أمنت استثمارات بقيمة تريليونات الدولارات للاقتصاد الأمريكي، السعودية المحطة الاولى في زيارته قدّمتها الرياض وعود باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، حيث تم توقيع صفقة أسلحة ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية تقدر بـ142 مليار دولار ، وصفها البيت الأبيض بأنها 'الأكبر في التاريخ'. وحسب كلام ترامب فان الاستمارات السعودية ستتجاوز التريليون دولار, أما الاستثمارات القطرية تقدر بـ1.2 تريليون دولار تشمل شراء 160طائرات بوينج بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار ، واتفاقيات إماراتية بـ200 مليار دولار تركز على الذكاء الاصطناعي. وأكدت 'رويترز' أن دول الخليج تسعى للحصول على أسلحة متطورة ورقائق إلكترونية أمريكية؟, كما تم الاعلان ان الإمارات ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر القادمة. ترى هل هذه الاستثمارات الكبيرة ذات مردود اقتصادي هائل على اصحابها؟, اما يمكن لأمريكا وفي أي وقت ان تقوم بتجميد الاموال لأي سبب وان يكن بسيطا والشواهد على ذلك كثيرة مع بعض الدول الاخرى ؟,هل يمكن للدول الثلاث ان تسحب اموالها بأمريكا وتستثمره في مناطق اخرى من العالم دون استشارة امريكا؟ ا ليس بإمكان الدول الثلاث توطين بعض المشاريع الصناعية ومنها الصناعات الحربية ,اقلها ان تدافع عن نفسها وقت الحاجة؟ الى متى تظل بلدان الخليج الثلاث تستجدي الحماية الدولية؟ ممن؟ من ايران التي جعلت من نفسها قوة اقليمية رغم ان امكانياتها اقل بكثير من امكانيات الدول الثلاث؟, إلى متى يستمر هدر الاموال فيما لا يعني؟ اما كان لهذه الدول ان تستثمر في البلدان العربية التي لديها موارد طبيعية ولكنها غير قادرة على الاستفادة منها بسبب قلة المال؟. لقد عاد ترامب بالجمل وما حمل ,انها الضريبة(الجزية) التي يدفعها كل من يعجز عن حماية نفسه ويستجدي الاخرين حمايته, رغم امتلاكه الامكانيات المادية والبشرية. 2025-05-20 The post زيارة ترامب الخليجية…العودة بالجمل وما حمل!ميلاد عمر المزوغي first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 2 ساعات
- ساحة التحرير
تسونامي المواقف حول غزة وتحركات إقليمية ودولية..!كر السباتين
تسونامي المواقف حول غزة وتحركات إقليمية ودولية..! بقلم بكر السباتين.. أزمات في النوايا إزاء مستقبل غزة وبيان لندن يهدد بفرض عقوبات على تل أبيب إذا ما استجابت للإرادة الدولية. خواطر سوداوية قبل أيام صدر بيان القمة العربية في بغداد، فاستفاقت الخواطر السوداوية في رأسي وسؤال: كيف تسأل حاجتك عند المقامرين على موائد اللئام بوجود كبيرهم ترامب في الخيلج العربي، لأن نبض أهلنا المنكوبين في غزة الذي حرك العالم الحرّ، لن يحرك ضمائرهم التي غضت الطرف عن جرائم الاحتلال بانتهاج لغة إصدار البيانات المنقوصة كونها بلا إرادة أو رافعة، وبدت وكأن غزة مجرد كويكب ضل طريقة في الفراغ المحيط بالكرة الأرضية وكأن غزة لا تحتاج لإرادة عربية تحقق لها ما هو أقل من حاجاتها الأساسية، رغم أن البيان الختامي للقمة العربية في بغداد (إعلان بغداد)، السبت الماضي، جاء تكراراً للمكرر ولكن مع وقف التنفيذ.حيث جدد البيان، الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني.. وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.. والضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف إراقة الدماء في غزة.ويبدو أن البيان جاء بدون إرادة وكأنه كائن حي لا حول له ولا قوة.. لأن المساعدات التي سيسمح الاحتلال بدخولها لا تتجاوز عشر المطلوب يومياً (50 من 500 شاحنة) توزع من محطات أو كمائن للتهجير توجد في أقصى الجنوب قرب المعابر!.واللافت أن رئيس سلطة أوسلو محمود عباس الذي من المفروض أن يكون ممثلاً حقيقياً للشعب الفلسطيني المقاوم ضد الاحتلال في الضفة الغربية وغزة، كان أشد المطالبين -في قمة بغداد- بنزع سلاح حماس في الوقت الذي يمارس الاحتلال فيه أشد حروب الإبادة على غزة والضفة الغربية الخاضعة لسلطة التنسيق الأمني. *سؤال وجيه إلى المطبلين لترامب الغارديان البريطانية طرحت سؤالها الكبير حول زيارة ترامب للخليج العربي مؤخراً حينما قالت:'ترامب يجعل دول الخليج تشعر بالقوة؛ لكن اختبارها الحقيقي، هو: هل تستطيع تلك الدول إيقاف حرب إسرائيل'!فبينما يُسْتَقْبَلُ ترامب في الخليج بالزهور والريالات والصفقات التجارية الضخمة التي يسيل لها اللعاب، يتم التخطيط لترحيل الشعب الفلسطيني في غزة تزامناً مع بدء تنفيذ خطة ' عربات داوود' لاجتياح القطاع من باب وضع الشعب الفلسطيني أمام خياريّ الموت أو الرحيل.وقد أوضح عاميت آسا أحد مسؤولي الشاباك السابقين (القناة 14) كيف أن أهل غزة شارفوا على الاستسلام ورفع الراياتِ البيضِ بفعل استراتيجيةِ جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ولم يُسْمَعُ ذلك من حماس، ويتوقع أن يقوم أهل غزة بالانقلاب على حماس.وكان نتنياهو قد شرح استراتيجيته عبر الإعلام العبري في أن خطته ترمي إلى الضغط على سكان شمال القطاع الذي تحول إلى أرض محروقة؛ لتلقي المعونات من مركز توزيع (مصيدة) يعده الإسرائيليون كمحطة لتهجير الفلسطينيين 'الطوعي' إلى البلدان التي قد تسمح باستقبالهم.. وهذا يتوافق مع جهود أمريكا بتحقيق ذلك في ليبيا!.ويبدو أن سياسة حسن النوايا التي أدت إلى إطلاق حماس سراح الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر في قطاع غزة ذهبت أدراج الرياح، ففي موائد اللئام لا تجد إلا بقايا عظام ودماء مسفوكة، وزجاجات خمر مدلوقة على الجراح، في زمن تبدلت فيه القيم وتحجرت القلوب وقد اعتادت العيون على مشاهدة مجازر الإبادة والدمار في غزة دون أن يحرك العالم ساكناً إلا ما فعلته بعض الدول الأوروبية وكندا -باستحياء- في بيان لندن يوم أمس الذي توعدت فيه'إسرائيل' بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف حرب الإبادة على غزة التي غيرت العالم، وإدخال المساعدات وإيقاف مؤامرة التهجير والتحريض عليها عبر الإعلام العبري كما درجت عادة سموترتش في ذلك. *'عربات داود' وترامب المراوغ فكيف تُنَفَّذُ خطةٌ ' عربات داوود' الجهنميةٌ ضدَّ أناس عزل أنهكهم الجوع والرحيل والموت، فيقتلَ الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 فلسطينياً على مدار ثلاثة أيام وفي ظل وجود أعظم رئيس دولة في العالم بالمنطقة؟في الحقيقة أنه لا حاجة لتفسير الوضع، فمن الواضح أن إدارة ترامب أعطت نتنياهو الضوء الأخضر لمواصلة المهمة حتى النهاية بينما هو يتنعم بالخير العربي الذي سكبته عليه المصالح كالشلال، فيما يعجز مؤتمر القمة في وضع خطة لكسر الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع وبمساعدة ترامب الذي لمح قبل الزيارة إلى شيء بينما انتهت به إلى شيء آخر.. هذه مراوغة محسوبة. *التهجير القسري إلى ليبيا! في سياق متصل، فجّرت شبكة 'إن بي سي نيوز' الأميركية جدلاً واسعاً بعدما كشفت عن خطة وصفت بالصادمة تعمل عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تقضي بنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم، في إطار ما يُروّج له على أنه 'حل نهائي' لغزة ما بعد الحرب.وبحسب تقرير الشبكة، فإن خمسة مصادر مطلعة، بينهم مسؤول أميركي سابق، أكدوا أن الخطة نوقشت بالفعل على مستوى جدي داخل دوائر القرار الأميركية خلال إدارة ترامب، بل وجرى التباحث بشأنها مع قيادات ليبية.وأفادت 'إن بي سي نيوز' أن إدارة ترامب كانت مستعدة للإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية المجمدة في الولايات المتحدة مقابل إعادة توطين الفلسطينيين، ما يعكس طبيعة الخطة القائمة على المقايضة بين التهجير ورفع العقوبات.ورغم أن كلمة مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير 'عبدالمطلب ثابت ' في قمة بغداد ركزت على ضرورة منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة (وهو كلام منسوخ على مدار القمم العربية) إلا أنه لم يشر إلى مؤامرة تهجير أهل غزة القسري وفق ما يدور في كواليس العلاقات الأمريكية الليبية.. فهل يوجد دخان بلا نار!.من جانبها، رفضت حركة حماس بشدة هذه الخطة (إلى جانب نزع سلاحها) واعتبرتها مرفوضة جملة وتفصيلاً. وقال باسم نعيم، مسؤول بارز في الحركة، إن حماس 'ليست على علم بأي مناقشات' حول خطة من هذا النوع.وأضاف نعيم في تصريح لشبكة 'إن بي سي نيوز':'الفلسطينيون متجذرون في وطنهم، وملتزمون به بشدة، ومستعدون للقتال حتى النهاية والتضحية بأي شيء للدفاع عن أرضهم ووطنهم وعائلاتهم ومستقبل أطفالهم.' *أزمة النوايا العربية وسلاح المقاومة وعن أزمة النوايا العربية إزاء القضية الفلسطينية التي أماطت عنها غزة اللثام، تجدر الإشارة إلى التحولات السريعة للموقف الأمريكي في غضون أيام قليلة أثناء زيارة ترامب الأخيرة لكل من قطر والإمارات.فالجانب الأمريكي بعدما عرض فكرة 'تخبئة سلاح حماس'بدلًا من تسليمه أثناء وجوده في قطر، عاد ليتحدّث عن شرط أمريكي جديد (وهو في الإمارات) مقابل عودة المساعدات ووقف التصعيد العسكري في غزة، وذلك بموافقة الحركة على إطار زمني متدرج ينتهي بتسليم سلاحها تماماً؛ ولكن بالتقسيط وعلى دفعات وسط تشكيل لجنة لمراقبة إجراءات تسليم السلاح، وبالتالي تتحقق إحدى شروط نتنياهو المتجددة.وبدأ مسؤولون في المقاومة يتحدثون عن 'دول عربية' -غير قطر- تتدخّل لمحاولة إعاقة أي تفاهمات مباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس حيث قال ترامب وهو في قطر قبل أيام بأنه 'يتواصل مع حماس؛' لكنه غير أقواله أثناء زيارته ل (أبو ظبي) منوهاً إلى أنه 'يفكر في غزة' في إشارة منه إلى مشروعه المبيت في تحويلها إلى رافيرا.. وهذا إنما يدل على وجود فوضى في المواقف العربية وأزمة في النوايا إزاء مستقبل القطاع المطروح على موائد اللئام، حينما تتحول الإبادة إلى هامش صغير، في ظل اندياح دوائر المركز الذي يضم كل ما ليس له علاقة بالقضية الفلسطينية، من ضمنها حقوق أهل غزة في العيش الكريم والتمتع بخيرات بحر غزة الأسير. *أوهام الفكاك بين ترامب وإسرائيل ويجب أن لا يغيب عن الوعي العربي بأن علاقة ترامب ب'إسرائيل' عضوية فلا يجب الرهان على الإضرار بها، كون هذا الكيان له دور وظيفي لخدمة الغرب برمته وعلى رأسه أمريكا، ولن يشكل عبئاً على كاهل الإدارة الأمريكية لمجرد وجود خلافات شكلية بين سياسات ترامب وحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، فضلاً عن كون خلافهما يتمركز في الوسائل لكنهما متفقان في الأهداف الاستراتيجية القائمة على تهجير الفلسطينيين من القطاع وبناء الرافيرا الأمريكية المنشودة بدون الفلسطينيين.ووسط الضجيج الذي أحدثه الإعلام الأمريكي والإسرائيلي حول استبعاد إسرائيل من جولة ترامب، والتقارير التي لم تتوقف عن العلاقة المتوترة بينه ونتنياهو، فالحقيقة أن اليمين المتطرف في 'إسرائيل' والداعي لمواصلة الحرب وحتى تدمير كامل غزة، كما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لم يكن يريد من الرئيس أكثر من الصمت على الجريمة.19 مايو 2025 The post تسونامي المواقف حول غزة وتحركات إقليمية ودولية..!كر السباتين first appeared on ساحة التحرير.