
أزمة الجامعات الامريكية وتقويض القوة الناعمة
الجامعات الأمريكية المرموقة تُعد مهدا للحركات المناهضة لأمريكا. وفي تصعيد خطير، ألغت إدارته الأسبوع الماضي صلاحية جامعة هارفارد على تسجيل الطلاب الأجانب، واستهدفت حملة ترامب الطلاب الصينيين بشكل خاص، ويهدد القرار بإلحاق المزيد من الضرر بـالقوة الناعمة الأميركية. وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصا في بكين...
تسعى جامعات في أنحاء العالم إلى توفير ملاذ للطلاب المتضررين من حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المؤسسات الأكاديمية، إذ تهدف إلى استقطاب المواهب الكبرى وحصة من إيرادات أكاديمية بمليارات الدولارات تحصل عليها الولايات المتحدة.
وتقدم جامعة أوساكا، وهي واحدة من أعلى الجامعات تصنيفا في اليابان، إعفاءات من رسوم الدراسة ومنحا بحثية والمساعدة في ترتيبات السفر للطلاب والباحثين في المؤسسات الأمريكية الذين يرغبون في الانتقال إليها.
وتدرس جامعتا كيوتو وطوكيو اليابانيتان أيضا تقديم برامج مماثلة، فيما وجهت هونج كونج جامعاتها لاستقطاب أفضل الكفاءات من الولايات المتحدة.
ووجهت جامعة شيآن جياوتونغ الصينية دعوة لطلاب جامعة هارفارد الأمريكية المتضررين من حملة ترامب، ووعدتهم بقبول "سلس" ودعم "شامل".
وخفضت إدارة ترامب تمويل الأبحاث الأكاديمية بشكل كبير، كما فرضت قيودا على تأشيرات الطلاب الأجانب -وخاصة القادمين من الصين- وتخطط لزيادة الضرائب على المؤسسات التعليمية المخصصة للنخبة.
ويقول ترامب إن الجامعات الأمريكية المرموقة تُعد مهدا للحركات المناهضة لأمريكا. وفي تصعيد خطير، ألغت إدارته الأسبوع الماضي صلاحية جامعة هارفارد على تسجيل الطلاب الأجانب، وهي خطوة أوقفها لاحقا قاض اتحادي.
وتهدف اليابان إلى زيادة عدد الطلاب الأجانب خلال السنوات العشر المقبلة إلى 400 ألف من نحو 337 ألف طالب حاليا.
واستهدفت حملة ترامب الطلاب الصينيين بشكل خاص، إذ تعهد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأربعاء باتخاذ إجراءات صارمة بشأن تأشيراتهم.
وتأتي الحملة في وقت حرج بالنسبة لعملية تقديم الطلاب الأجانب لطلبات الالتحاق بالجامعات، إذ يستعد الكثير من الشباب للسفر إلى واشنطن في أغسطس آب للبحث عن سكن وللاستقرار قبل بدء الفصل الدراسي.
تقويض القوة الناعمة
ويهدد قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بمنع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفرد العريقة في الولايات المتحدة، بإلحاق المزيد من الضرر بـ'القوة الناعمة' الأميركية.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، انخرط الرئيس دونالد ترامب في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها.
كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفا الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الاعلام، مثل إذاعة 'صوت أميركا' التي علقت بثها الآن.
ومطلع أيار/مايو، هدد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 100% على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويتم تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة، كما حدث مع فيلم 'ميشن إمباسيبل – ذي فاينل ريكونينغ' Mission: Impossible – The Final Reckoning من بطولة توم كروز، وهو أبرز فيلم أميركي يُعرض في مهرجان كان وتم تصويره بشكل رئيسي في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.
كما استهدف مؤسسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن والتي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد 'أيديولوجيا مضرّة'، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفدرالية.
ومفهوم 'القوة الناعمة' الذي وضعه في ثمانينات القرن الماضي عالم السياسة الأميركي الشهير جوزيف ناي الذي توفي مطلع أيار/مايو، يشير إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب في مواجهة سياسة الضغط.
لكنّ منتقدي ترامب يرون أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضر بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى أنها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة.
في معرض انتقادها للقرار الذي يستهدف جامعة هارفرد، رأت السيناتور الديموقراطية جين شاهين أن 'الطلاب الأجانب يساهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر أدواتنا فعالية في مجال الدبلوماسية والقوة الناعمة'.
وأضافت في بيان أن 'هذا العمل المتهور يسبب ضررا دائما لنفوذنا العالمي'.
وتخرج من جامعة هارفرد رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني والرئيس التايواني لاي تشينغ تي.
حصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة موقتة، عندما علقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم.
تستقطب الجامعات الأميركية مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنويا، لا سيما من آسيا.
في العام الدراسي 2024-2025، تسجل نحو 1,126,690 طالبا أجنبيا في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي.
وتأتي الهند في مقدم الدول ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية، خصوصا في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة.
وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصا في بكين، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم.
وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة 'لطالما عارض الجانب الصيني تسييس التعاون التعليمي' معتبرة أن القرار 'لن يؤدي إلا إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية'.
من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال 'عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم'. ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم.
وتعتقد إدارة ترامب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفرد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس 'لديك ابن رائع حقق نجاحا باهرا، ثم ترسله إلى هارفرد، ويعود الابن إلى المنزل… وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطا يساريا رائعا، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة'.
في جلسة استماع في الكونغرس، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تعرض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق 'بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل' بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار 'أميركا أولا'.
جامعات أميركية مأزومة
تخشى بيليانا، وهي طالبة أجنبية في جامعة كولومبيا، أن تلاقي مصير مئات من أقرانها أوقفتهم سلطات الهجرة الأميركية أو ألغت تأشيراتهم على خلفية مشاركتهم في نشاطات داعمة للفلسطينيين على خلفية الحرب في غزة.
تسود أجواء مشحونة حرم جامعة كولومبيا مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي، في ظل اتهامات البيت الأبيض للجامعة المرموقة، وغيرها من جامعات 'آيفي ليغ'، بمعاداة السامية واعتناق أيديولوجيات 'ليبرالية متطرفة'، بينما يسعى أساتذة الجامعة جاهدين لإنقاذ تمويل أبحاثهم.
وتم تهديد مئات من الطلاب الأجانب على مستوى البلاد بإلغاء تأشيراتهم، فيما استُهدف آخرون، وتعرض بعضهم للاعتقال، بما في ذلك في جامعة كولومبيا، بسبب مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين أو حتى مخالفات مرورية بسيطة.
قالت بيليانا، وهي طالبة قانون تبلغ 29 عاما، إنها تشعر برعب شديد لدرجة أنها طلبت عدم الكشف عن اسمها الحقيقي أو بلدها الأصلي في أميركا اللاتينية، وأضافت 'الوضع مرعب حقا. تشعر كأنك لا تستطيع قول أي شيء أو مشاركة أي شيء'.
وتابعت 'لم نعد أنا وأصدقائي ننشر شيئا على اكس، وكثر منا حذفوا منشوراتهم القديمة خوفا من تجاوز خط أحمر غير مرئي'. وأضافت إنها وزملاءها يحاولون فقط 'حضور صفوفنا كأي يوم عادي'.
مع اقتراب الامتحانات النهائية الأسبوع الماضي، اعتقل 80 متظاهرا مؤيدا للفلسطينيين بعد محاولتهم احتلال المكتبة الرئيسية. وسارعت الرئيسة الموقتة للجامعة إلى إدانة هذه الاحتجاجات.
أكدت بيليانا أنها حرصت على الابتعاد تماما عن مثل هذه التظاهرات، خوفا من أن تظهر في صورة ويتم ربطها بالحدث زورا.
من جهته، قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن السلطات تراجع أوضاع التأشيرات الخاصة بـ'المخربين' المشاركين، مضيفا أن 'بلطجية حماس لم يعودوا موضع ترحيب في أمتنا العظيمة'.
وقال أوسكار وولف، رئيس اتحاد الطلاب المنتخب حديثا 'مستوى القلق بين الطلاب الاجانب في تزايد، بغض النظر عن مشاركتهم في الاحتجاجات أو لا'.
وولف، الذي التحق بالجامعة في أيلول/سبتمبر 2023، قبل وقت قصير من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال إنه لم يعش سوى شهر واحد فقط من 'الحياة الجامعية الطبيعية'.
وبسبب الاضطرابات، أغلقت جامعة كولومبيا أبوابها أمام العامة، على الرغم من أنها عادة ما تستقطب الآلاف إلى حرمها في مانهاتن.
واتهمت إدارة ترامب الجامعة بالسماح بانتشار معاداة السامية، وهو اتهام تنفيه كولومبيا بشكل قاطع؛ وعلى إثر هذا الاتهام، قامت الإدارة بقطع نحو 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي المخصص للجامعة.
أما جامعة هارفرد، فقد واجهت الإدارة بتحدٍّ، ورفعت دعوى قضائية لوقف تجميد منح بقيمة ملياري دولار.
وتخوض جامعة كولومبيا مفاوضات مع الحكومة، لكن أعلنت الرئيسة الموقتة كلير شيبمان الأربعاء أن 'قرابة 180 من زملائنا العاملين بدوام كامل أو جزئي على مشاريع ممولة من منح فدرالية متأثرة (بالقرار)' سيخسرون وظائفهم.
وقالت أستاذة الطب النفسي ريبيكا موليه إن منحتها لمشروع بحثي حول التوحد 'لم تُلغَ، لكنها لم تُموّل أيضًا، إنها في حالة جمود'. وأضافت 'لا يمكنني توظيف أحد أو القيام بمشتريات كبيرة… هناك العديد من المنح في هذا الوضع. إنها حالة فوضى، ولا يمكنك إجراء بحث علمي جيد وسط الفوضى'.
وقال البروفسور ماثيو كونلي، المتخصص في سياسات السرية الحكومية ورفع السرية، إن الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية ألغى تمويل منحتين بدون تقديم 'سبب حقيقي'.
وأوضح أن المنحتين كانتا تهدفان إلى تدريب الباحثين على تحليل وحفظ السجلات التاريخية، خصوصا الرقمية منها، واصفا ذلك بأنه 'أحد التحديات الكبرى التي تواجه الباحثين'.
لكن كونلي أصر على أنه لن يستسلم، قائلا 'أصبحت الجامعات هدفا (سياسيا)، لأن كل ما نقوم به يتعارض تماما مع ما تسعى إدارة ترامب لتحقيقه… إذا توقفنا عن التدريس والبحث، فسنمنحهم انتصارا مجانيا'.
ويرى رئيس اتحاد الطلاب وولف أن الأمر أكبر من ذلك، وأن 'هذا ليس هجوما (عابرا) على كولومبيا فحسب، بل هو مشهد أول لهجوم أوسع على المجتمع المدني'.
استغلال الصين للجامعات وسرقة الأبحاث
بدورها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع "استغلال" الحزب الشيوعي الصيني لجامعاتها أو سرقة الأبحاث والملكية الفكرية الأمريكية.
ورفضت بروس خلال إفادة في وزارة الخارجية تقديم أرقام عن عدد الطلاب الصينيين الذين سيتأثرون بخطة جديدة لإلغاء التأشيرات "بقوة"، لكنها قالت إن المسؤولين سيدققون بشأن أي شخص "يُعتبر تهديدا للبلاد أو مشكلة".
وأحجمت عن تقديم تفاصيل عن كيفية تحديد أولئك الذين يشكلون تهديدا.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أعلن عن الحملة الجديدة، إنها ستستهدف طلابا منهم من لهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون في مجالات حساسة.
وقالت بروس "عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن أمريكا، يمكنني القول هنا أيضا إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع استغلال الحزب الشيوعي الصيني للجامعات الأمريكية أو سرقة الملكية الفكرية البحثية الأمريكية أو التكنولوجيا الأمريكية لتنمية قوتها العسكرية أو جمع المعلومات المخابراتية أو قمع أصوات المعارضة".
وجاء الإعلان عن حاملي تأشيرات الطلاب الصينيين بعد أن أمرت إدارة ترامب بعثاتها في جميع أنحاء العالم بالتوقف عن تحديد مواعيد جديدة لطالبي تأشيرات الطلاب وتبادل الزوار.
وردا على سؤال عن توقيت العودة إلى تحديد المواعيد، لم تفصح بروس عنه، لكنها أوصت المتقدمين بمواصلة التحقق من نظام التأشيرات الأمريكية للحصول على مواعيد جديدة.
من جهتها ردّت بكين بغضب على تعهّد الحكومة الأميركية إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين ودانت حملة الرئيس دونالد ترامب على الطلبة الأجانب على اعتبارها 'سياسية وتمييزية'.
وفي إطار انتقادها للإلغاء 'غير المنطقي' لتأشيرات الطلبة الصينيين، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن بكين احتجت لدى واشنطن.
صعّد روبيو النبرة بعدما انتقدت الصين قراره قبل يوم تعليق منح مواعيد للحصول على التأشيرات للطلاب حول العالم مؤقتا على الأقل.
ولطالما اعتُبر الشباب الصينيون غاية في الأهمية بالنسبة للجامعات الأميركية التي تعتمد على الطلاب الآتين من الخارج الذين يدفعون رسوم الدراسة كاملة.
وكان 277,398 طالبا صينيا مسجلين في الولايات المتحدة في العام الدراسي 2023-24، وهو عدد لا يتجاوزه سوى عدد الطلاب من الهنود، بحسب تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأميركية صدر عن معهد التعليم الدولي.
واستهدف ترامب في ولايته السابقة الطلاب الصينيين لكنه ركّز على أولئك الذين يدرسون مجالات حساسة أو المرتبطين بشكل واضح بالجيش.
وأفادت ماو بأن الصين حضّت الولايات المتحدة على 'حماية الحقوق والمصالح المشروعة للطلاب الدوليين، بمن فيهم أولئك القادمين من الصين'.
لكن الإجراءات الجديدة تهدد أيضا بالضغط على الطلاب القادمين من بلدان تربطها علاقات وديّة مع الولايات المتحدة.
وقال الطالب في إحدى الكليات في بكين بي جينغشين (21 عاما) لفرانس برس إن 'هذه السياسية الأميركية قد تبدو كقرار متسرّع، لكن تأثيرها سيكون مدمّرا للغاية'.
وأضاف 'يبدو بأن ترامب وفريقه يتصرفون بتهوّر من دون أي تفكير بالعواقب'.
من جانبها، أكدت جانغ يو (23 عاما) 'إذا كانت (الولايات المتحدة) تستهدفنا بهذه القوة، فإن الأمر ينعكس على خياراتي المفضلة (للدراسة في الخارج) وعلى انطباعي عن الولايات المتحدة'.
بينما كانت جانغ تفكّر في الدراسة في الولايات المتحدة سابقا، على حد قولها، إلا أنها قد تختار بدلا من ذلك التوجه إلى جامعة أوروبية.
وفي تايوان، اشتكى طالب دكتوراه كان من المقرر بأن يدرس في كالفورنيا من أنه 'يشعر بعدم اليقين' جراء تعليق التأشيرات.
وقال الطالب البالغ 27 عاما الذي رفض الكشف عن هويته 'أفهم أن العملية قد تتأخر لكن ما زال هناك بعض الوقت قبل بدء الفصل الدراسي في منتصف آب/اغسطس'.
وتابع 'كل ما يمكنني القيام به الآن هو أن انتظر وآمل بالأفضل'.
يشعر ترامب بالامتعاض من هارفرد لرفضها مساعي إدارته للتدخل في قرارات قبول الطلاب والتعيينات في وقت يتّهمها الرئيس بأنها بؤرة لمعاداة السامية والفكر الليبرالي وثقافة الـ'ووك' (أي 'اليقظة' حيال الإساءات العنصرية والتمييز).
علّق قاض أمر منع الطلاب الأجانب بانتظار جلسة استماع مقررة الخميس، بالتزامن مع حفل تخرّج من الجامعة تجمّع آلاف الطلاب وعائلاتهم في كامبريدج في ماساتشوستس من أجله.
كما حرم البيت الأبيض هارفرد وغيرها من الجامعات الأميركية التي تعد من الأهم على مستوى العالم من التمويل الفدرالي من أجل الأبحاث.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على شبكة 'فوكس نيوز' إن 'الرئيس أكثر اهتماما بمنح أموال دافعي الضرائب هذه إلى الكليات والبرامج الفنية والكليات الرسمية حيث تروج للقيم الأميركية، والأهم أنها تعلّم الجيل المقبل بناء على المهارات التي نحتاجها في اقتصادنا ومجتمعنا'.
وأعرب بعض طلاب جامعة هارفرد عن قلقهم من إمكانية أن تجعل سياسات إدارة ترامب الجامعات الأميركية أقل جاذبية بالنسبة للطلاب الأجانب.
وقال طالب تاريخ الطب البريطاني جاك الذي سيتخرج هذا الأسبوع وعرّف عن نفسه باسمه الأول فقط 'لا أعرف إن كنت سأواصل الدراسة لنيل درجة الدكتوراه هنا. ست سنوات وقت طويل'.
وتقدّمت هارفرد بطعون قضائية عدة ضد إجراءات ترامب.
قاضية توقف قرار المنع
حيث قالت قاضية اتحادية أمريكية إنها ستمدد أمرا يمنع إدارة الرئيس دونالد ترامب من إلغاء صلاحيات جامعة هارفارد بأثر فوري فيما يتعلق بتسجيل الطلاب الأجانب، في انتصار لما يسمى جامعات رابطة (آيفي ليج) "رابطة اللبلاب" التي تخوض معارك متعددة مع الإدارة.
وأعلنت قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية في بوسطن أليسون بوروز أنها تعتزم إصدار أمر قضائي أولي واسع النطاق للإبقاء على الوضع الراهن، وذلك بعد ستة أيام من منحها جامعة هارفارد أمرا مؤقتا يمنع إدارة ترامب من اتخاذ هذا الإجراء.
ومع انطلاق جلسة المحكمة، كان آلاف طلاب هارفارد يتسلمون شهاداتهم في حفل تخرج أقيم في الحرم الجامعي على بعد نحو ثمانية كيلومترات.
وشنت إدارة ترامب هجوما متعدد الجبهات على أقدم وأغنى جامعة في البلاد إذ جمدت منحا وتمويلات أخرى بمليارات الدولارات واقترحت إنهاء إعفائها الضريبي وفتحت تحقيقا فيما إذا كانت تمارس التمييز ضد الموظفين أو المتقدمين للوظائف من البيض أو الآسيويين.
وتقول الجامعة إن سحب صلاحياتها في تسجيل الطلبة الأجانب سيكون له آثار سلبية، إذ إن أكثر من ربع طلابها من الأجانب وما يقرب من 60 بالمئة من طلبة الدراسات العليا في كلية هارفارد كنيدي المرموقة من دول أخرى.
والهجوم على جامعة هارفارد جزء من جهد أوسع نطاقا تبذله الإدارة الأمريكية للضغط على مؤسسات التعليم العالي لمواءمتها مع أجندتها السياسية.
جاءت جلسة المحكمة بعد يوم من تراجع إدارة ترامب عن خططها لإلغاء صلاحيات جامعة هارفارد بأثر فوري فيما يتعلق بتسجيل الطلاب الأجانب وإمهالها 30 يوما للطعن على تلك الخطط من خلال عملية إدارية أطول.
وأرسلت وزارة الأمن الداخلي إشعارا إلى الجامعة بسحب ترخيص ممنوح لها بموجب برنامج اتحادي لتسجيل الطلبة غير الأمريكيين.
وخلال جلسة المحكمة، دفع محامي وزارة العدل الأمريكية تيبيريوس ديفيس بأنه لم تعد هناك حاجة لأمر قضائي يمنع إجراءات الإدارة إذ يمكن لجامعة هارفارد الطعن فيها عبر عملية إدارية.
لكن بوروز، التي عينها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، عبرت عن اعتقادها بضرورة إصدار أمر قضائي أولي شامل لحماية هارفارد وطلابها ريثما تنتهي هذه العملية.
وعبرت القاضية عن شكوكها في أن مصير جامعة هارفارد سيكون مختلفا في نهايتها، قائلة "ألن نعود إلى نفس المكان؟"
كما تساءلت عما إذا كانت الإدارة قد امتثلت تماما لأمرها التقييدي المؤقت، مشيرة إلى إعلان قدمته جامعة هارفارد أمس أفاد بإلغاء تأشيرات الطلاب الوافدين في الآونة الأخيرة.
وأكدت بوروز أن الأمر المؤقت سيظل ساريا إلى أن يتفاوض محامو الطرفين على شروط الأمر القضائي.
ودفعت جامعة هارفارد بأن قرار الإلغاء ينتهك حرية التعبير وحقوقها في الإجراءات القانونية الواجبة بموجب الدستور الأمريكي.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في بيان في وقت سابق "نواصل رفضنا أسلوب (جامعة) هارفارد المتكرر في تعريض طلابها للخطر ونشر الكراهية ضد الأمريكيين. ينبغي عليها تغيير أساليبها لتكون مؤهلة لتلقي مزايا سخية من الشعب الأمريكي".
واتهمت نويم في إعلان القرار الجامعة "بتشجيع العنف ومعاداة السامية والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني" دون أن تقدم أدلة على ذلك.
واتهمت الجامعة أيضا برفضها الاستجابة لطلبات كثيرة للحصول على معلومات عن الطلاب الحاصلين على تأشيرات للدراسة فيها وعما إذا كانوا شاركوا في أي نشاط غير قانوني أو عنيف أو من شأنه أن يعرضهم للتأديب.
وسيمنع تحرك الوزارة جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب جدد وستلزم الطلاب الأجانب الحاليين بالانتقال إلى جامعات أخرى أو فقدان وضعهم القانوني.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي إنه يجب أن يكون هناك حد أقصى لجامعة هارفارد بنسبة 15 بالمئة من عدد الطلاب غير الأمريكيين الذين تقبلهم.
وأضاف "على هارفارد أن تتصرف بشكل لائق".
وتقول الجامعة إن إلغاء قدرتها على قبول طلاب أجانب ينتهك حقها في حرية التعبير والتقاضي بموجب الدستور الأمريكي وقانون الإجراءات الإدارية الذي يحكم عملها.
ويقول محاموها إنه تم إلغاء اعتمادها بشكل مفاجئ دون الامتثال للوائح الاتحادية التي يجب على الوزارة بموجبها تقديم سبب مشروع لإجراءاتها وإرسال إخطار مسبق للجامعة وإعطائها فرصة لمعالجة أي مشاكل.
وأضاف المحامون أنه كان يتعين على الوزارة بموجب لوائحها منح الجامعة 30 يوما على الأقل لتقديم أدلة للطعن على اتهاماتها ومنحها فرصة للمضي في إجراءات الاستئناف الإداري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 29 دقائق
- ليبانون ديبايت
لقيادة "ناسا"... ترامب يسحب ترشيحه لحليف ماسك
أعلن البيت الأبيض، يوم أمس السبت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب ترشيحه للملياردير جاريد إيزاكمان، حليف إيلون ماسك، لتولّي قيادة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، في خطوة تعكس توترات داخلية حول تضارب المصالح وتبرعات انتخابية مثيرة للجدل. وكان ترامب قد أعرب، في كانون الأول الماضي وقبيل عودته إلى الرئاسة، عن رغبته في تعيين إيزاكمان، مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات" وأول رائد فضاء غير محترف يسير في الفضاء، على رأس الوكالة، معتبرًا أنه يمثل نموذجًا ناجحًا للقطاع الخاص في دعم الفضاء الأميركي. لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر مطلعة أن ترامب عدَل عن قراره بعد اطلاعه على معلومات تشير إلى أن إيزاكمان قدّم تبرعات سابقة لعدد من الشخصيات الديمقراطية البارزة، ما اعتُبر خروجًا عن الخط السياسي لمبدأ "أميركا أولاً" الذي يرفعه ترامب. وفي رسالة بريد إلكتروني إلى وكالة فرانس برس، قال البيت الأبيض: "من الضروري أن يكون الرئيس القادم لوكالة ناسا متوافقًا تمامًا مع برنامج الرئيس ترامب 'أميركا أولًا'"، مضيفًا أن ترامب "سيُعلن عن بديل له قريبًا". ووفق تقارير متقاطعة، فإن القرار قد يشكّل صفعة غير مباشرة لإيلون ماسك، الذي تنحّى، يوم الجمعة، عن منصبه كوزير للكفاءة الحكومية، وذلك بعد أيام من توتّر علني مع وسائل إعلامية بشأن سلوكه الشخصي وتعاطيه للكيتامين. وأشارت المصادر إلى أن ماسك مارس ضغوطًا مباشرة على الرئيس الأميركي لترشيح إيزاكمان، الذي تجمعه به علاقات عمل متقدمة من خلال شراكة مع "سبايس إكس"، ما أثار مخاوف بشأن وجود تضارب مصالح محتمل في حال تولّى إيزاكمان المنصب الأرفع في وكالة الفضاء الأميركية. ورغم القرار الرئاسي، كتب ماسك على منصة إكس: "من النادر العثور على شخص بهذه الكفاءة وطيبة القلب"، في إشارة إلى دعمه المستمر لصديقه إيزاكمان. يُعدّ إيزاكمان (42 عامًا)، أحد أبرز وجوه قطاع الفضاء الخاص في السنوات الأخيرة. وهو مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات"، وقاد عدة رحلات تجارية إلى الفضاء بالتعاون مع "سبايس إكس". وفي أيلول الماضي، سجّل إيزاكمان إنجازًا تاريخيًا كأول مدني غير محترف يسير في الفضاء، حين خرج من كبسولة "كرو دراغون" وظهر ممسكًا بهيكل المركبة في مشهد بثّته الوكالات الفضائية.


صوت بيروت
منذ 39 دقائق
- صوت بيروت
ترامب يعلن قريباً عن مرشح جديد لرئاسة إدارة الطيران والفضاء
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا بخصوص الطاقة النووية في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، 23 مايو/أيار 2025. رويترز قال البيت الأبيض اليوم السبت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن قريبا عن مرشح جديد لرئاسة إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، دون توضيح سبب استبعاد المرشح الأصلي جاريد إيزاكمان. وكانت منصة سيمافور الإعلامية ذكرت في وقت سابق نقلا عن مصدرين مطلعين أن البيت الأبيض سيسحب ترشيح إيزاكمان. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن 'من الضروري أن يكون القائد القادم لإدارة الطيران والفضاء متوافقا تماما مع أجندة الرئيس ترامب 'أمريكا أولا'، وسيتم الإعلان عن بديل له مباشرة من قبل الرئيس ترامب قريبا'.


صدى البلد
منذ 39 دقائق
- صدى البلد
بعد تقارير عن تبرعاته للديمقراطيين.. ترامب يسحب ترشيح حليف إيلون ماسك لرئاسة «ناسا»
أعلن البيت الأبيض، السبت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر سحب ترشيحه للملياردير جاريد إيزاكمان، حليف إيلون ماسك، لتولي رئاسة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وذلك بعد تقارير كشفت تبرعات سابقة لإيزاكمان لصالح ديمقراطيين بارزين. وكان ترامب قد أعرب، في ديسمبر الماضي وقبيل عودته إلى الرئاسة، عن رغبته في أن يتولى إيزاكمان، رائد الأعمال والمغامر الفضائي المعروف، قيادة "ناسا"، في خطوة أثارت حينها ترحيباً من أوساط رحلات الفضاء التجارية، لا سيما وأنه أول رائد فضاء غير محترف يقوم بالسير في الفضاء. تبرعات سياسية وراء التراجع المفاجئ لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت، السبت، عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي عدل عن قراره بعد اكتشافه أن إيزاكمان قدّم تبرعات لعدد من كبار الشخصيات الديمقراطية، وهو ما اعتُبر مناقضاً لخط "الولاء السياسي" الذي يتبناه ترامب تجاه المناصب الحساسة. وفي بيان مقتضب بالبريد الإلكتروني، أكد البيت الأبيض لوكالة "فرانس برس"، أن "الرئيس يرى أنه من الضروري أن يكون الرئيس القادم لـ(ناسا) متوافقًا بالكامل مع برنامج (أمريكا أولاً) الذي يقوده". وأضاف البيان: "سيعلن الرئيس ترامب مباشرة عن مرشّح بديل في وقت قريب". تضارب مصالح وكان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، قد مارس ضغوطاً مباشرة على البيت الأبيض لترشيح إيزاكمان، نظراً للعلاقات التجارية الوثيقة بين الرجلين، ولأن إيزاكمان يعتبر من أبرز رموز القطاع الفضائي التجاري في الولايات المتحدة. لكن هذه العلاقة المثيرة للجدل أثارت تساؤلات داخل الإدارة الأمريكية بشأن تضارب المصالح، خصوصاً وأن "سبيس إكس" تعتبر أحد أبرز المتعاقدين مع وكالة "ناسا"، ما جعل ترشيح إيزاكمان محل انتقادات من بعض الدوائر. ومع تداول الأنباء، علّق ماسك عبر منصة "إكس"، قائلاً إن "من النادر العثور على شخص بهذه الكفاءة وطيبة القلب"، في إشارة إلى إيزاكمان. من مغامر فضائي إلى مرشح مرفوض ويُعرف جاريد إيزاكمان، مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات"، بأنه من الرواد المدنيين في مجال رحلات الفضاء التجارية، وقد تصدّر العناوين في سبتمبر الماضي عندما خرج من مركبة "كرو دراجون" التابعة لـ"سبيس إكس"، ليقوم بأول عملية سير في الفضاء يقوم بها مدني غير محترف. ويبلغ إيزاكمان من العمر 42 عامًا، وسبق أن شارك في تمويل وتنظيم رحلات فضائية خاصة، ضمن مساعيه لدمج قطاع التكنولوجيا المالية مع طموحات الفضاء.