logo
علويون يتبرّأون من رامي مخلوف: فاسد استغلّ الطائفة

علويون يتبرّأون من رامي مخلوف: فاسد استغلّ الطائفة

المدن٢٧-٠٤-٢٠٢٥

سارع ناشطون علويون من الساحل السوري، الى التبرؤ من المنشور المنسوب لرامي مخلوف، مؤكدين أن مخلوف "لا يمثل العلويين، بل يمثل الفاسدين الذين استغلوا الطائفة وسرقوا قوت السوريين".
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة من الجدل الواسع بعد نشر صفحة تحمل اسم رجل الأعمال السوري المثير للجدل رامي مخلوف، والتي يتابعها أكثر من 800 ألف شخص، بياناً أثار تساؤلات وغضباً واسعاً في الأوساط الشعبية وبين العلويين أيضاً.
المنشور، الذي جاء تحت عنوان "نداء إلى الشعب السوري"، حمل خطاباً حماسياً تحدث فيه مخلوف عن "مجزرة الساحل" وعن ضرورة "إعادة تنظيم قوات النخبة" التي ادعى أنها تضم نحو 150 ألف عنصر، إلى جانب تشكيل لجان شعبية قوامها مليون شخص، موجهاً رسالة إلى الحكومة السورية للتعاون من أجل "حماية إقليم الساحل السوري" وتنشيطه اقتصادياً واجتماعياً.
كما ناشد مخلوف المجتمع الدولي، لا سيما روسيا، لوضع الإقليم الساحلي تحت رعايتها المباشرة، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة للوصاية والانفصال، وتحدث عن ظهور ما يسمى "فتى الساحل".
من ماهر الأسد الى رامي مخلوف
ونشر ناشطون في وسائل التواصل، أن الصفحة قد تكون مزيفة، وبعد أن تحققت "المدن" في الصفحة التي نشرت البيان، تبين وفق بوابة الشفافية الخاصة بالصفحة، أن اسم الصفحة تغير عدة مرات خلال السنوات الماضية، إذ أنشئت الصفحة في شباط/فبراير 2012 باسم "ماهر الأسد"، واحتفظت بهذا الاسم حتى عام 2016، قبل أن تبدأ لاحقاً بتغيير اسمها إلى "رامي مخلوف". وقد أظهرت صورة موثقة متداولة هذه التغييرات بالتفاصيل، مما زاد من الشكوك حول هوية الجهة الحقيقية التي تدير الصفحة ومصداقيتها.
وكان ما يُسمى بـ"درع الساحل" نشر بياناً السبت، عبر صفحته في "فايسبوك" نفى فيه علاقته بأي تحركات عسكرية أو مخططات على الأرض، مؤكداً أن لا علاقة له بأي تجمعات أو تحركات ميدانية، وأن دوره بالتعاون مع رامي مخلوف، ينحصر في تأمين "الحماية الدولية سياسياً لا عسكرياً"، في إشارة مبطنة إلى نفي المشاركة في أي عمل عسكري منسوب لمخلوف أو داعميه.
ردود فعل غاضبة
ردود الأفعال على منشور مخلوف جاءت سريعة وعنيفة، حيث خرج أحد الناشطين العلويين في مقطع فيديو في فايسبوكّ، قال فيه إن "رامي مخلوف لا يمثل العلويين، بل يمثل الفاسدين الذين استغلوا الطائفة وسرقوا قوت السوريين"، مؤكداً أن الطائفة العلوية "تتبرأ من هذا الخطاب الطائفي الانقسامي". ودعا العلويين إلى عدم الانجرار وراء الأكاذيب والمؤامرات الاستخباراتية.
أما الناشط العلوي المعروف بشار برهوم فقد وصف مخلوف بـ"الجبان والفأر"، وقال في منشور غاضب: "أيها الأبله، يا عدو الإنسانية، أنت من أفقر هذه الطائفة، والآن تتاجر بفقرها. الطائفة العلوية تتبرأ من بيانك".
من جهتها، علقت صفحات معنية بالشأن السوري برسائل حادة، معتبرة أن مخلوف هو أحد "أبرز رموز الفساد" وأن حديثه عن "نصرة المظلومين" هو "إهانة لذاكرة السوريين الذين ذاقوا ويلات الاستبداد الذي كان شريكاً أساسيا فيه".
وجاء في أحد التعليقات: "بأي وجه يتحدث عن المصالحة وهو الذي كان جزءاً من منظومة نهبت البلاد وأذلت العباد؟"
سياق حساس
ويأتي هذا التصعيد الخطابي في مرحلة دقيقة تمر بها سوريا، التي تحاول التعافي من تبعات الحرب. ويخشى كثيرون أن تؤدي هذه الدعوات الانفصالية، ولو جاءت بغطاء "خدماتي وأمني"، إلى ضرب ما تبقى من النسيج الوطني السوري وإعادة إشعال بؤر التوتر الطائفي والمناطقي.
ويعتبر مخلوف أحد أهم أركان النظام السوري المخلوع اقتصادياً ومالياً، قبل أن يقع خلاف حاد بينه وبين الحكومة السورية في الأعوام الأخيرة، أدى إلى تجميد جزء كبير من أمواله وأعماله، ودفعه إلى توجيه رسائل متكررة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحمل طابعاً دينياً وشعبوياً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيطار يبدأ استجواب القضاة: استراتيجية واحدة ولا مذكرات توقيف
البيطار يبدأ استجواب القضاة: استراتيجية واحدة ولا مذكرات توقيف

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

البيطار يبدأ استجواب القضاة: استراتيجية واحدة ولا مذكرات توقيف

يبدأ المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ طارق البيطار مرحلة استجواب القضاة وهي المرحلة الأخيرة قبل ختم التحقيقات وتحويل الملف للنيابة العامة التمييزية لإبداء المطالعة تمهيدًا لإصدار القرار الاتهامي. وحددت الجلسة الأولى يوم غد الجمعة 23 أيار، حيث من المرجح أن يتم استجواب كل من القاضيين جاد معلوف وكارلا شواح. المرحلة الأخيرة يسير الملف بوتيرة سريعة بعد عودة البيطار إلى تحقيقاته وتعاون النيابة العامة التمييزية معه، وحسب معلومات "المدن" فإن الجلسة الأولى للقضاة حددت يوم غد الجمعة، ورجحت المصادر أن جلسة القاضيين شواح ومعلوف ستكون في يومٍ واحد، وستحدد جلسات استجواب باقي القضاة (غسان الخوري، غسان عويدات) انطلاقًا من منتصف الأسبوع المقبل. تتمتع هذه المرحلة بحساسية كبيرة، خصوصًا لناحية مثول مجموعة من القضاة ومن ضمنهم المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات أمام المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ وهي سابقة قضائيّة. يدفع ذلك بمراجع قضائية رفيعة إلى التخفيف من حدة هذه المرحلة تجنبًا لأي خلاف بين القضاة، وبهدف تسريع ختم ملف المرفأ من دون أي عرقلة وتحقيق العدالة بعد خمس سنوات من الانتظار. يُذكر أن هناك آلية خاصة لتبليغ القضاة بجلساتهم وهي لا تتم عبر الضابطة العدلية، بل يُبلغون عبر الرئيس الأول لمجلس القضاء الأعلى سهيل عبود. اما جلسة استجواب الوزير السابق غازي زعيتر فستحدد في حزيران المقبل، بسبب الدورة العادية لانعقاد المجلس النيابي التي ستنتهي في أواخر شهر أيار الجاري. لا مذكرات توقيف استراتيجية البيطار لم تتغير بعد، وقد اعتمدها منذ عودته إلى التحقيقات في شباط الماضي. وهي تقوم على استجواب كل المطلوبين إلى التحقيق من دون تسطير أي مذكرة توقيف بحق أي شخص. وهذا ما سيحصل في المرحلة المتبقية من الملف قبل ختم التحقيقات، إذ لن يتم اتخاذ أي إجراء قانونيّ بحق كل من سيمثل أمامه. وحسب مصادر قضائيّة لـ"المدن" فقد "حوّلت مجموعة من الاستنابات إلى عدة دول في أوروبا خلال الأيام الماضية"، طالب فيها البيطار تزويده ببعض المعلومات التي تخدم ملف تحقيقات المرفأ. ومن المتوقع أن تستجيب الدول لمطلبه خلال الأسابيع المقبلة. هذا وعلمت "المدن" أن عشرات الشهود سيبلغون بمواعيد جلسات الاستماع إليهم خلال الفترة اللاحقة، وبهذا يكون البيطار قد استمع لعدد لا يستهان به من الشهود وهم موظفون في مرفأ بيروت وبعض العناصر الأمنية. المصدر: المدن الكاتب: فرح منصور انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

لوائح منافسة بالزهراني وخلافات "أمل" تعيق التوافق مع "الحزب"
لوائح منافسة بالزهراني وخلافات "أمل" تعيق التوافق مع "الحزب"

المدن

timeمنذ 2 أيام

  • المدن

لوائح منافسة بالزهراني وخلافات "أمل" تعيق التوافق مع "الحزب"

تنتهي مهلة تقديم طلبات الانسحاب من الانتخابات البلدية في جولتها الرابعة في محافظتي الجنوب والنبطية يوم الجمعة 23 أيار. في وقت لم يعلن الثنائي الشيعي بعد عن لوائحه في عدة بلدات جنوبيّة لعدم التوافق بشكل كامل بين حزب الله وحركة أمل، ولوجود خلافات داخل حركة أمل نفسها. وعلى بعد أيام قليلة من الاستحقاق الانتخابي، تُظهر لوائح عديدة أن الأحزاب السياسية تتلطى خلف العديد من المستقلين. يتزامن الاستحقاق في الجنوب اللبنانيّ مع هدير الطائرات الإسرائيليّة والاغتيالات، في ظل عدم وجود ضمانات مؤكدة لوقف الخروقات الإسرائيليّة في الجنوب، وتستمر "الدولة اللبنانية من تكثيف اتصالاتها ليكون السبت المقبل يومًا انتخابيًا هادئًا في جنوب لبنان" بحسب وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في تصريح سابق. وهذا يفسر، ربما، أحد أسباب تفضيل 65 بلدة التزكية، فيما يصرّ أهالي عدة بلدات جنوبيّة على إجراء الانتخابات وترك الكلمة الأخيرة لصناديق الاقتراع تمسكًا بالحق الديمقراطي في تشكيل المجلس البلدي. في قرى قضاء الزهراني تبرز بلدة الزرارية، حيث تتنافس لائحتان فقط. لائحة "التنمية والوفاء" المكتملة بدعم من الثنائي الشيعي، ولائحة "معاً نبنيها" تضم مجموعة من العائلات والمستقلين مدعومة من متمول من أفريقيا من عائلة مروة، ولديهم مجموعة من الأهداف تتعلق بإنماء البلدة في حال وصولهم للمجلس. وهناك 4 مرشحين بشكل منفرد، من ضمنهم اثنان يدعمهما الحزب الشيوعي. وحسب مصادر متابعة لـ"المدن" فإن الحزب الشيوعي لم ينضم إلى أي من اللوائح المتنافسة، بحجة أن "بعض المرشحين في لائحة العائلات هم مقربون من حزب الله، وهي ليست مستقلة بشكل كامل". إضافة إلى الخلافات والتباعد في وجهات النظر حول البرامج الانتخابية وآلية التنفيذ ما دفع بالحزب الشيوعي إلى ترشيح شخصين بشكل منفرد ومن دون التحالف مع أي لائحة. ولم تنجح المفاوضات بعد للوصول إلى التزكية في البلدة بسبب تمسك بعض العائلات بمبدأ ضرورة تشكيل مجلس يضم مجموعة من الكفاءات العلمية، ويمثل جميع القوى السياسية من دون أن يتم إقصاء أي فريق. خلافات الحزب و"أمل" في عدلون يحكى عن ثلاث لوائح. "عدلون للجميع" وهي لائحة غير مكتملة تضم مجموعة من المستقلين. ولم يعلن الثنائي الشيعي عن لائحة "التنمية والوفاء" بسبب عدم التوافق بشكل كامل بين حزب الله و"أمل" واختلافهما حول الشخصية التي ستترأس اللائحة، ومن المتوقع أن يشكل كل طرف لائحة منفصلة. كذلك لم يعلن بعد عن اللائحة الثالثة المتوقعة وهي تضم 3 مستقلين من العائلات في البلدة. وحسب مصادر "المدن" الكثير من الاجتماعات تعقد في البلدة من أجل التوجه نحو التزكية والتوافق من دون خوض المعركة الانتخابية بما يصب لمصلحة البلدة لكن لم يحسم هذا الأمر بعد. وفي بلدة اللوبية، هناك لائحة "التنمية والوفاء" المدعومة من الثنائي الشيعي وحسب العرف في البلدة فإن تقسيم اللائحة يكون (خمسة مقاعد للحركة وأربعة للحزب، لكن هذه المرة شكلت 4 للحزب و4 لـ"أمل" وتُرك مقعد واحد لشخص مستقل). أما لائحة "لوبية للكل" فمؤلفة من 3 مستقلين، وهناك 7 مرشحين بشكل منفرد (وهم مقربون من حركة أمل)، وأتى ترشحهم بحسب مصادر "المدن" كخطوة اعتراضية بسبب خلافهم مع حركة أمل في الساعات الأخيرة قبل تركيب لائحة الثنائي الشيعي، وذلك بعد أن رشحت "أمل" بشكل رسمي 4 أسماء، ولم يؤخذ بأسماء أخرى، فقرروا خوض الانتخابات بشكل منفرد. ويأتي ترشح المستقلين في لائحة لوبية للكل بسبب إصرار بعض العائلات على ضرورة العمل الديمقراطي وترك حرية الخيار للأهالي، وعدم التوجه نحو التزكية وإعطاء فرصة للوجوه الجديدة. ولم تنجح التزكية بسبب إصرار لائحة لوبية للكل على إعطائهم ثلاثة مقاعد داخل المجلس البلدي، في حين عرض الثنائي الشيعي إعطاءهم مقعداً واحداً، شرط أنيختار بنفسه المرشح من لائحتهم.

هجوم انغماسي على قاعدة حميميم: ضغط على روسيا أم انفلات جهادي؟
هجوم انغماسي على قاعدة حميميم: ضغط على روسيا أم انفلات جهادي؟

النهار

timeمنذ 3 أيام

  • النهار

هجوم انغماسي على قاعدة حميميم: ضغط على روسيا أم انفلات جهادي؟

في تصعيد غير مسبوق، تعرّضت قاعدة حميميم الجوية الروسية في ريف مدينة جبلة، على الساحل السوري، لهجوم انغماسي فجر الثلاثاء، وذلك في خضم تطورات جوهرية تشهدها علاقات دمشق مع كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الحدث أيضاً وسط مخاوف وآمال لدى شرائح من أبناء الساحل السوري بعدم تكرار مشاهد آذار/مارس الماضي، وبأن يشكّل التحشيد الإعلامي المتصاعد مؤخراً، ولا سيما في بيانات رامي مخلوف وبعض التصريحات المنسوبة إلى سهيل الحسن ومحمد جابر، مدخلاً لمسار سياسي سلمي، لا مقدمة لمغامرة عسكرية غير محسوبة العواقب. وبحسب ما أوردته قناة "ماشا" الروسية على "تلغرام"، فإن الهجوم يحمل بصمات الهجمات الانغماسية التي كانت تنفذها جماعات جهادية ضد القوات الحكومية في السنوات الماضية. ويعتمد هذا الأسلوب على إرسال مجموعة صغيرة من المسلحين لتنفيذ مهمة قتالية لا يُتوقّع أن يخرجوا منها أحياء، إذ يكون الهدف الاستمرار في القتال حتى إنجاز المهمة أو الموت. وذكرت القناة أن القوات الروسية في قاعدة حميميم تصدّت للهجوم الذي شنّه أربعة مسلحين، وصنّفتهم بـ"الانتحاريين"، مشيرة إلى أنهم حاولوا اقتحام القاعدة عبر استهداف نقاط الحراسة. وتمكنت القوات الروسية من قتل ثلاثة منهم، فيما لا يزال مصير الرابع مجهولاً، وسط ترجيحات بإصابته بقذيفة "آر بي جي" أثناء فراره بعيداً عن القاعدة. من جهته، انفرد موقع "ريبار" الروسي بالإشارة إلى مقتل جنديين روسيين في الهجوم، وهي معلومة لم يتسنَّ التأكد من صحتها من مصادر مستقلة. وأكدت مواقع روسية أن فحص جثث المهاجمين الثلاثة أظهر أنهم يحملون الجنسية الأوزبكية، لافتة إلى أن مئات المقاتلين من أوزبكستان ينشطون في سوريا تحت رايات جماعات مختلفة. وأشارت هذه المواقع إلى أن المهاجمين لا ينتمون إلى قوات وزارة الدفاع السورية، بل أفادت قناة "ماشا" أنهم لا يعترفون حتى بالحكومة السورية الموقتة. وكان محيط القاعدة قد شهد، خلال الأيام التي سبقت الهجوم، انتشاراً مكثفاً لعناصر من جهاز الأمن العام، كما أبلغ سكان المنطقة عن تحليق كثيف للطائرات المسيّرة فوق القرى المجاورة. وقد أصبح اعتراض القوات الروسية لتلك المسيّرات مشهداً متكرراً في الأسابيع الأخيرة، من دون أن يتم الكشف عن الجهات التي تقف وراءها أو أهدافها. وتزامن الهجوم مع حدث مفصلي كانت دمشق على موعد معه في اليوم ذاته، وهو صدور قرار من الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية ومؤسساتها. غير أن تأكيد روسيا على أن المهاجمين لا ينتمون إلى وزارة الدفاع السورية، وتوصيفهم كمقاتلين أجانب من أوزبكستان، يشير إلى أن لا صلة لدمشق مباشرة بالهجوم. وفي هذا السياق، يقول الخبير الروسي في العلاقات الدولية رونالد بيجاموف لـ"النهار": "ربما تزامن الهجوم مع قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات، لكنه لا ينطوي بالضرورة على أي دلالة سياسية". ويضيف: "الفلتان الأمني في سوريا لا يزال مستمراً، وعلى الرغم من التصريحات المطمئنة للسلطات، إلا أنها لم تنجح حتى الآن في فرض الأمن والاستقرار، ما يجعل وقوع هجمات كهذه أمراً متكرراً في مختلف المناطق، وليس فقط ضد القوات الروسية". ويلفت بيجاموف إلى تزامن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن استمرار الانتهاكات بحق الأقليات الدينية في سوريا، مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو التي أشار فيها إلى احتمال انهيار السلطة في دمشق خلال أسابيع، معتبراً أن هذا التزامن "قد يعكس نوعاً من التنسيق بين موسكو وواشنطن لمقاربة الملف السوري". ويضيف أن "تحسّن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة خلال ولاية دونالد ترامب مقارنةً بالفترة الرئاسية السابقة أسهم في تقارب وجهات النظر بين البلدين بشأن قضايا الشرق الأوسط". ويشير بيجاموف إلى أن الدعوات لانسحاب روسيا من سوريا تقتصر على الجانب الأوروبي، بينما لا تطرح كل من الولايات المتحدة، وإسرائيل، وحتى الحكومة السورية هذا المطلب علناً. وفي ظل غياب موقف رسمي واضح من موسكو ودمشق بشأن الهجوم وتداعياته، يرى مراقبون أن هناك ثلاثة سيناريوات محتملة لتفسير ما حدث وتوقيته: أولاً أن تكون جماعات جهادية أجنبية تنشط في الساحل السوري قد بدأت التنسيق مع استخبارات غربية لتنفيذ عمليات ضد القوات الروسية، بهدف الضغط على موسكو لدفعها إلى سحب قواعدها من سوريا. ثانياً، أن تكون هذه الجماعات، ولا سيما تلك التي تنحدر من آسيا الوسطى وشرق آسيا، قد رأت في الفراغ الذي أعقب تراجع نفوذ السلطة المركزية فرصة لضرب المصالح الروسية داخل سوريا، بدلًا من نقل المعركة إلى الداخل الروسي كما حدث في هجوم "قاعة كروكوس" في آذار 2024. ويتقاطع هذا السيناريو مع التوجه العقائدي للمهاجمين الذين لا يعترفون بـ"حكومة أحمد الشرع"، ويرجَّح انتماؤهم إلى تيارات أكثر تشدداً كتنظيم "داعش" أو "سرايا أنصار السنة". وثالثاً، أن تكون دمشق تمارس نوعاً من الضغط غير المباشر على روسيا، عبر غضّ الطرف عن هجمات تطال القوات الروسية في الساحل، في إطار خلافات خفية أو رسائل سياسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store