
هل يمكن أن يحدث الحمل دون أعراض.. لكن ما هي نواحي القلق؟
تُعد أعراض الحمل مع اختفاء الدورة الشهرية المرتقبة هي الدليل على حدوث الحمل، وقد تعارفت النساء ومنذ زمن بعيد على أهم أعراض الحمل، لكن يحدث أن تتعرض المرأة لما يُعرف بحالة الحمل بدون أعراض، ورغم ثبوت الحمل من خلال الفحص المنزلي الذي أصبح في متناول اليد ينتابها القلق بشدة، وتقارن حالتها بحالة النساء اللواتي تأكد حملهن من خلال أعراض ظاهرة وخاصة القيء والغثيان الصباحي.
تتفاوت أعراض الحمل بين امرأة وأخرى، لكن لا يعني ذلك عدم وجود الحمل، وفي بعض الأحيان يجب على المرأة الشعور بالقلق من غياب الأعراض المبكرة للحمل ، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة دانا عبد العزيز؛ حيث أشارت إلى أن هناك حالات يمكن أن يحدث الحمل فيها دون أعراض، وهناك أسباب لذلك لكن يجب عليك القلق في بعض الحالات مثل توقف حركة الجنين ونزول الإفرازات وغيرها في الآتي:
لماذا يحدث الحمل بدون أعراض أحياناً؟
اعلمي أن الحمل يتسبب في حدوث تغيرات هرمونية داخل جسم المرأة، وخصوصاً حدوث ارتفاع في مستوى هرمون الحمل، ويعرف هذا الهرمون بأنه هرمون الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة، ويتم إفرازه وتصنيعه بواسطة المشيمة، ويبدأ إنتاج هرمون الحمل بعد أن يتم تلقيح البويضة مباشرة بواسطة النطفة الذكرية، ولذلك يستخدم هرمون الحمل للكشف عن ثبات حدوث الحمل، كما يعمل هذا الهرمون على حث مبيضي المرأة على إنتاج هرموني الإستروجين والبروجيسترون للقيام بدورهما في تثبيت الحمل، كما يقوم هرمون الحمل بدور هام في الاحتفاظ بالجسم الأصفر، مما يسهم في إفراز هرمون البروجيسترون الذي يساعد بدوره في تهيئة البطانة الرحمية والعمل عى زيادة سماكة جدارها الذي يتكون من الأوعية الدموية، مما يعني بدء خطوة تثبيت الجنين وتوفير مصدر التغذية له.
توقعي أن يكون لديك ما يعرف بالحساسية الهرمونية أي أن درجة استجابة جسمك لارتفاع مستوى هرمون الحمل تكون أقل من النساء الأخريات؛ ولذلك فمن المتوقع أن يحدث لديك الحمل بلا أعراض أو بأعراض قليلة، ولا يعني ذلك أنك لست حاملاً، فأهم أعراض الحمل هو غياب الدورة الشهرية، وكما تظهر فحوص الحمل المنزلية والمخبرية ثبوت الحمل، لكن نسبة هرمون الحمل في جسمك تتحكم بظهور أعراض الحمل عليك، وإذا ما كانت قوية أم ضعيفة، حيث يلاحظ أن أعراض الحمل تكون ظاهرة وبشدة في حال الحمل بتوأم؛ لأن نسبة هرمون الحمل تتضاعف في هذه الحالة.
نواحي القلق من عدم وجود أعراض للحمل
توقعي أنك يجب أن تشعري بالقلق في حال كانت لديك أعراض ظاهرة للحمل ثم اختفت فجأة، وفي هذه الحالة يجب أن تذهبي إلى الطبيب فوراً وخاصة في الشهور الأولى من الحمل مثل أن تكون أعراض الغثيان وكراهية أنواع معينة من الروائح قد توقفت فجأة، فيجب عليك التوجه إلى الطبيب، وفي هذه الحالة القلق يكون كبيراً من أن الحمل لن يكتمل؛ وحيث إن عدم ظهور الأعراض منذ ثبوت الحمل لا يكون مقلقاً بقدر اختفائها فجأة.
توجهي إلى الطبيب فوراً في شهور حملك الأولى خصوصاً، وذلك لأن شهور الحمل الأولى ترتبط بالأعراض الجسمانية الظاهرة لحدوث الحمل وتأكيد حدوثه، ولذلك في حال توقف الأعراض فجأة مع وجود المغص أسفل البطن وكذلك نزول إفرازات بنية اللون أو أن تكون مدممة أي مختلطة بالدم، ففي هذه الحالة يجب التأكد من وجود نبض الجنين من خلال فحص السونار والذي يقوم به الطبيب، وفي حال كان لديك شك أن نبض الجنين لا يظهر في وقت مبكر وتتساءلين متى يبدأ نبض الجنين؟ فالحقيقة أن الطبيب يمكنه سماع نبض الجنين ابتداء من الأسبوع السادس للحمل.
أعراض الحمل المبكرة
لاحظي أنك سوف تُصابين بألم وثقل في الثديين وشعور بحرارة فيهما، وذلك بعد غياب الدورة الشهرية لأيام قليلة عن موعدها مع ملاحظة أن تغير لون الحلمة لا يرتبط بنوع الجنين، ولكن الشعور بتغيرات في الثديين عامة يؤكد حدوث الحمل.
توقعي أن يكون الميل للشعور بالغثيان وخاصة فترة الصباح هو أهم أعراض الحمل نتيجة لارتفاع مستوى هرمون الحمل، مع ملاحظة وجود أعراض أخرى مثل الشعور بالرغبة الدائمة بالنوم والنعاس والدوار والدوخة خاصة في حال قيامك بتغيير هيئتك من الجلوس إلى الوقوف مثلاً، وفي حال ظهور هذه الأعراض يجب عليك التعرف إلى كيفية التعامل مع أعراض الحمل بشكل طبيعي وآمن مثل تناول بسكويت مملح بمجرد الاستيقاظ والإكثار من شرب الماء وتجنب الحركة المفاجئة.
توقعي أن تصابي بتغير في المزاج والشعور بالحزن والقلق والتوتر وحدوث نوبات البكاء غير المبررة وذلك بسبب التغيرات الهرمونية، ولكن هذه المرحلة تنتهي سريعاً ما لم ترافقها أعراض أخرى تؤدي للإصابة باكتئاب الحمل.
لاحظي أن من أعراض الحمل المبكرة والمؤكدة كثرة التبول بسبب حساسية المثانة في مرحلة بداية الحمل، وكذلك تسهم التغيرات الهرمونية في حدوث هذه الظاهرة والتي تؤكد حدوث الحمل، ولكنها لا ترتبط بالفعل بنوع الجنين وتتوقف مع الشهر الرابع، وتعود للظهور مع قرب الولادة وكبر حجم الجنين.
أعراض نادرة تشير إلى حدوث الحمل
لاحظي أنك قد تصابين بالإسهال وفي حالات نادرة، على الرغم أن إصابة النساء الحوامل في بداية الحمل بالإمساك هو الحالة الشائعة بسبب بطء حركة الأمعاء.
توقعي أن تشعري بنفور من الزوج والشعور بالضيق من رائحته، ويجب أن تعرفي أن هذا العرض نادر الحدوث، ولكنه يحدث وتكون له أبعاد نفسية إضافة للتغير الهرموني، ومن ضمن أبعاده النفسية شعور المرأة بأنها غير مستعدة لتحمل مسئولية الأمومة وحدها.
توقعي أن يحدث لديك ألم في منطقة أسفل الإبط، ويحدث ذلك غالباً مع غياب الدورة الشهرية؛ حيث تشعر المرأة بوجود ألم وظهور تضخم بسيط في الغدد المحيطة بمنطقة الإبط، وهي حالة نادرة بشكل كبير ولكنها تحدث وتكون عرضاً متوارثاً ومتعارفاً عليه عند بعض العائلات، فتعرف الأم مثلاً أنها حامل من خلال هذه الطريقة ويتكرر ذلك مع بناتها وحفيداتها.
قد يهمك أيضاً: أقوى علامات تدل على بداية الحمل
*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 5 أيام
- الوئام
دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال
أظهرت دراسات سريرية حديثة أن الأدوية المحقونة لفقدان الوزن من فئة GLP-1 تُظهر فعالية أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما شكّل مفاجأة للكثيرين بالنظر إلى أن الحميات الغذائية والتمارين الرياضية غالبًا ما تعطي نتائج أسرع عند الرجال. هذا التفاوت اللافت في فعالية الأدوية بين الجنسين دفع العلماء إلى محاولة فهم أسبابه، بهدف تحسين توظيف هذه العلاجات القوية بما يخدم جميع المرضى. في أحدث دراسة، عُرضت نتائجها خلال المؤتمر السنوي للمؤتمر الأوروبي للسمنة، ونُشرت بالتوازي في مجلة 'نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن'، أُجريت مقارنة مباشرة بين عقارين شائعين لفقدان الوزن: سيماجلوتيد (Wegovy) وتيرزيباتيد (Zepbound). شملت الدراسة نحو 750 شخصًا يعانون من السمنة، قُسّموا عشوائيًا إلى مجموعتين: الأولى تلقت الجرعة القصوى الممكنة من ويغوفي، والثانية تلقت الجرعة القصوى من زيباوند. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استخدموا زيباوند فقدوا وزنًا بنسبة أعلى بنحو 50% مقارنة بمستخدمي ويغوفي، مما عزز صورة الدواء الأحدث بوصفه الخيار الأكثر فعالية. لكن المثير في الدراسة لم يكن فقط تفوق زيباوند، بل ملاحظة أن جميع المشاركين خسروا وزنًا أقل بقليل من النتائج المسجلة في تجارب سابقة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن الرجال – الذين شكلوا 35% من العينة – فقدوا وزنًا أقل بنسبة 6% مقارنة بالنساء. هذا الفارق أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول الأسباب البيولوجية والسلوكية التي قد تفسّر فعالية الأدوية الأكبر لدى النساء. الباحثون طرحوا عدة تفسيرات. أولها متعلق بجرعات الدواء: فالنساء، غالبًا، أقل وزنًا من الرجال لكن يتلقين نفس الجرعات، ما قد يعني أن تأثير الجرعة يكون أعلى نسبيًا عليهن. ثانيًا، يتعلّق الأمر بتوزيع الدهون؛ إذ تخزن النساء الدهون تحت الجلد (دهون سطحية)، بينما تتركز الدهون لدى الرجال حول الأعضاء (دهون حشوية)، وربما تتأثر هذه الأنواع من الدهون بشكل مختلف عند استخدام أدوية GLP-1. جانب آخر لا يقل أهمية يتمثل في الدوافع النفسية والاجتماعية. فالنساء يتعرضن لضغوط اجتماعية أكبر تتعلق بالمظهر الخارجي والوزن، وهو ما قد يجعلهن أكثر التزامًا باستمرار تناول الأدوية رغم أعراضها الجانبية المزعجة مثل الغثيان، والإمساك، والقيء. الدكتورة ميلاني جاي، المتخصصة في السمنة بجامعة نيويورك، تقول إنها لاحظت من خلال تجربتها السريرية أن النساء يُبدين صبرًا أكبر تجاه الأعراض، في حين أن عددًا من الرجال توقفوا عن استخدام الأدوية مبكرًا بسبب عدم تحملهم لها. من الزاوية العلمية، يبرز تفسير آخر أكثر عمقًا: دور هرمون الإستروجين. فهرمون الإستروجين الذي يوجد بكميات أكبر لدى النساء قد يعزّز من فعالية GLP-1. الدكتورة كارولينا سكيبيكا، أستاذة الطب الجزيئي في جامعة غوتنبرغ، أوضحت من خلال دراساتها على الفئران أن الإستروجين يتفاعل مباشرة مع GLP-1 وغيره من الهرمونات المعوية، ما يجعل تأثيرها أقوى على الدماغ في ما يتعلق بتنظيم الشهية. كما أظهرت دراساتها أن إزالة تأثير الإستروجين من خلال مثبطات كيميائية يقلل بشكل ملحوظ من فاعلية GLP-1 في كبح الشهية. تشير سكيبيكا أيضًا إلى أن الإستروجين يزيد عدد المستقبلات الخلوية التي يرتبط بها GLP-1، مما يُضخّم تأثيره داخل الخلية. لكن رغم أهمية هذه التفسيرات، تبقى مجرد نظريات تحتاج إلى تأكيد عبر المزيد من التجارب السريرية. ورغم أن العديد من الدراسات لم تجد فروقات واضحة بين الرجال والنساء في التأثيرات النفسية لأدوية GLP-1، فإن بعضها أشار إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند استخدامها، مقارنة بالرجال. في المقابل، يبدو أن الرجال يحققون فوائد قلبية وعائية أكبر من هذه الأدوية. فهم هذه الفروقات قد يفتح آفاقًا علاجية أوسع، خصوصًا لدى النساء في مراحل ما بعد انقطاع الطمث، حيث تنخفض مستويات الإستروجين، أو لدى من يخضعن لعلاجات تمنع إنتاج الهرمونات بعد الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن أن يساعد هذا الفهم في معالجة من لا يستجيبون جيدًا للعلاج أو يتوقفون عن فقدان الوزن قبل بلوغ هدفهم. في النهاية، تؤكد الدكتورة جاي أن الفروقات البيولوجية بين الجنسين لا يمكن تجاهلها عند تصميم العلاجات. 'ربما نحتاج إلى تعديل الجرعات أو إضافة عناصر مساعدة لدى الرجال لتحسين استجابتهم. لا يمكننا أن نفترض أن ما يصلح للنساء سيصلح دائمًا للرجال.'


سويفت نيوز
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سويفت نيوز
أهمية تناول السمسم لصحة المرأة
جدة – سويفت نيوز: السمسم أحد أهم البذور الصحية المفيدة التي تحتوي على كم هائل من الزيوت والعناصر والفيتامينات التي يحتاجها جسم الأنثى بشكل خاص، فيطلق عليه البعض تسمية صديق الأنثى نظرًا لأنه له تأثير كبير في الهرمونات الأنثوية وتعزيزها. – تعزيز الهرمونات: يعزز الهرمونات ويعمل على توازنها لدى السيدات، فبذور السمسم الأبيض غنية بمركبات يقال أنها تحاكي هرمون الإستروجين، مما يساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتقليل أعراض متلازمة ما قبل الحيض وتخفيف حدة التقلبات المزاجية وآلام الجسم والتشنجات المزعجة. – تعزيز صحة العظام: وهو أمر بالغ الأهمية لأن السمسم غني بالكالسيوم، خاصة السمسم الأبيض، وضروري لصحة العظام والمفاصل ويقي من هشاشة العظام ويحسن من قوة الجسم. – تعزيز البشرة المتوهجة: لأنه غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية، مما يجعل البشرة والجلد ناضرًا ويكافح علامات الشيخوخة وعلامات العمر والهرم. – تعزيز نمو الشعر: لاحتوائه على كم وفير من الزيوت الصحية والدهون الصحية، فيجعل الشعر ناعمًا أملسًا صحيًا. – تعزيز صحة القلب: لأن به مركبات مفيدة للقلب مثل السيتامول، والذي يخفض من مستويات الكوليسترول الضار ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب. – تحسين الهضم: يحسن السمسم من الهضم ويقلل من مشكلاته ويقي من الإمساك ويحسن من صحة الأمعاء ويعزز من حرقة المعدة، لذا فهو مفيد للشعور بالخفة والنشاط. – تقليل القلق: يحتوي السمسم على كم وفير من المغنيسيوم، والذي يعتبر مصدرًا غنيًا به، ويعمل على تقليل أعراض القلق وتخفيف التقلصات العامة والتشنجات وتحقيق الاسترخاء والشعور بالهدوء. – تعزيز طاقة الجسم: لاحتوائه على الكثير من الحديد، مما يحسن من الطاقة والنشاط والتركيز والانتباه لدى المرأة. – إدارة الوزن كل امرأة ترغب في الحصول على جسم مثالي، وهو ما يحققه السمسم لأنه يساعد على إدارة الوزن لأنه غني بالألياف، يساعد على الشعور بالشبع والرضا ويقلل من استهلاك السعرات الحرارية ويزودك بالطاقة الدائمة على مدار ساعات اليوم. مقالات ذات صلة


الشرق الأوسط
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
هرمونات الجنس... «هرمونات دماغية»
الإستروجين سلاحٌ مُتعدد الاستخدامات للهرمونات، ويُعرف بين العلماء بتنوع استخداماته، فإلى جانب دوره الرئيس في تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية، فإنه يقوّي العظام، ويحافظ على ليونة الجلد، وينظم مستويات السكر بالدم، ويزيد من تدفق الدم، ويقلل الالتهابات، ويدعم الجهاز العصبي المركزي. في هذا السياق، أوضحت روبرتا برينتون، عالمة الأعصاب ومديرة «مركز الابتكار في علوم الدماغ»، التابع لجامعة أريزونا، أن «أي عضو تسميه، ستجد أن الإستروجين يعزز صحته». تأثيرات الإستروجين على الدماغ ومع ذلك، فإن تقدير الدور الأوسع للإستروجين تأخر كثيراً. وقد جرى التعرف على هذا المركب لأول مرة عام 1923، ومنذ ذلك الحين عُرف بهرمون الجنس الأنثوي – وهو وصف أحادي البعد ارتبط باسمه. يأتي اسم «الإستروجين» estrogen من الكلمة اليونانية «أوستروس» (oestrus)، وتعني حرفياً «ذبابة مزعجة»، تشتهر بإثارة الماشية ودفعها نحو نوبة غضب جنونية. ولكن علمياً، أصبح مصطلح estrus «الشبق» يعني الفترة في دورات التكاثر لدى بعض الثدييات، التي تكون فيها الإناث خصبة ونشيطة جنسياً. أما البشر، فيدخلون مرحلة «الشبق»، بل يحيضون. ومع ذلك، حين أُطلق اسم «الإستروجين»، حُصر دوره في إثارة الشهوة الجنسية ودعم الصحة الجنسية الأنثوية. أما اليوم، فيجري الاعتراف بدور الإستروجين الذي قد يكون أهم أدواره على الإطلاق: تأثيره على الدماغ. من ناحيتهم، اكتشف علماء الأعصاب أن الإستروجين ضروري لنمو الدماغ بشكل صحي، لكنه يساهم كذلك في حالات مثل التصلب المتعدد ومرض ألزهايمر. أضف إلى ذلك أن التغيرات في مستويات الإستروجين – سواء جراء الدورة الشهرية أو مصادر خارجية – يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصداع النصفي، ونوبات الصرع، وأعراض عصبية شائعة أخرى. عن ذلك، قال الدكتور هيمان شيبر، طبيب الأعصاب بجامعة ماكجيل: «هناك عدد هائل من الأمراض العصبية، التي يمكن أن تتأثر بتقلبات الهرمونات الجنسية. وتنبغي إعادة توظيف الكثير من العلاجات المستخدمة في الطب التناسلي لعلاج هذه الأمراض العصبية». يذكر أنه أدرج اثني عشر منها في مراجعة حديثة نُشرت في «دورية طب الدماغ» (Brain Medicine). واليوم، ترتب على إدراك أن الهرمونات الجنسية هي بالوقت ذاته هرمونات دماغية، تغيير في الطريقة التي يتعامل بها الأطباء مع صحة الدماغ والأمراض المرتبطة به؛ ما يساعدهم في توجيه العلاج، وتفادي التفاعلات الضارة، وتطوير علاجات جديدة تعتمد على الهرمونات. المستقبلات في كل مكان لدى النساء، يجري إنتاج الإستروجين بشكل رئيس في المبايض، مع كميات أقل تُنتجها الغدد الكظرية والخلايا الدهنية. أما لدى الرجال، فيُحوّل الإستروجين من التستوستيرون في الخصيتين، ويلعب دوراً حيوياً في إنتاج الحيوانات المنوية، وتقوية العظام، ووظائف الكبد، واستقلاب الدهون، وغيرها. إلا أنه في كلا الجنسين، ينتج الدماغ كذلك إستروجينه الخاص؛ ما يؤكد أهميته العصبية. عن ذلك، شرحت ليزا موسكوني، عالمة الأعصاب ومديرة «مبادرة حماية دماغ المرأة»، التابعة لكلية طب وايل كورنيل، أن: «الدماغ يعدّ، جزئياً، عضواً غدياً صمّاوياً». إن الدماغ غني بمستقبلات الإستروجين، التي تومض نشاطاً وخموداً طوال الحياة. وفي السابق، ساد اعتقاد بأن هذه المستقبلات تتمركز حول بُنى ذات وظائف تناسلية محددة، مثل الغدة النخامية pituitary والوطاء hypothalamus. في الواقع، «إنها موجودة بكل مكان»، حسبما ذكرت موسكوني، التي طورت تقنية PET (التصوير البوزيتروني) لرصد المستقبلات داخل الدماغ الحي. وأضافت: «لم نتمكن حتى من العثور على منطقة فارغة تماماً». داخل الدماغ، يمكن للإستروجين أن يرتبط مباشرة بمستقبلات داخل الخلايا العصبية وخلايا أخرى، محدِثاً سلسلة من التفاعلات. كما يمكن كذلك أن يتحلل إلى نواتج أيضية، تُعرف باسم «الستيرويدات العصبية» neurosteroids، التي لها تأثيرات بعيدة المدى خاصة بها. وأصبحت بعض هذه الستيرويدات العصبية، تُستخدم في علاجات منفصلة: «ألوبريغنانون»، Allopregnanolone ناتج أيضي من البروجستيرون، يشكل أساس دواء يُستخدم لعلاج بعض أنواع الصرع. ويجري حالياً اختباره في تجربة سريرية، بصفته علاجاً تجديدياً محتملاً لمرض ألزهايمر. وداخل الرحم، يساعد الإستروجين القادم من الأم في تنظيم دوائر الدماغ العصبية للجنين، وتوجيه إنتاج خلايا الدماغ، والتأثير في نمو مناطق الدماغ المختلفة. وخلال التحولات الكبرى، مثل البلوغ، والحمل، وانقطاع الطمث، يساعد الإستروجين في تشذيب وإعادة تشكيل الدماغ من جديد. ومع ذلك، يدرك الباحثون الآن أن الإستروجين يؤثر في تشكيل الدماغ في جميع مراحل الحياة؛ فهو قادر على تنظيم نشاط الخلايا العصبية، وتقليل الالتهاب، وزيادة اللدونة العصبية، والمساعدة في تحويل الغلوكوز طاقةً، ومنع تراكم اللويحات، وتحسين تدفق الدم داخل الدماغ. إلا أن ما ينبغي الانتباه إليه أنه ليس كل هذه التأثيرات إيجابية، فقد وجد الدكتور شيبر، من خلال تجارب على القوارض، أن الاستخدام طويل الأمد للإستروجين، يمكن أن يؤدي إلى تقدم بعض مناطق الدماغ في السن. وقال: «لا يوجد هرمون يفعل شيئاً واحداً فقط»، مضيفاً: «أنا أرى الإستروجين سيفاً ذا حدين». الحمل وحماية الدماغ فيما مضى، كان علماء الأعصاب يعلمون أن للإستروجين تأثيرات تتجاوز الجهاز التناسلي، لكنهم اختاروا عدم دراستها: قبل عام 2016، كانوا يستبعدون إناث الحيوانات من التجارب عموماً، لتجنب التعامل مع الفروقات السلوكية والفسيولوجية الناتجة عن تغيّرات الهرمونات خلال الدورة الشهرية. في هذا الإطار، تساءلت الدكتور روندا فوسكول، اختصاصية الأعصاب في «برنامج سن اليأس الشامل»، بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «كيف ستعرف ما إذا كان الإستروجين يحمي الأعصاب، إذا لم تُجرِ أي تجارب على الإناث؟!». عام 1998، كانت فوسكول تبحث عن جزيء يحمي الدماغ من آثار التصلب اللويحي، الذي يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية، ويجردها من غلافها الواقي. ويُصيب التصلب اللويحي قرابة مليون أمريكي، معظمهم من النساء. وقد بدأ بحثها بملاحظة سريرية: من المعروف أن الحمل يحمي النساء من أعراض التصلب المتعدد، ففي الثلث الأخير من الحمل، تنخفض معدلات الانتكاس بنسبة 70 في المائة؛ ويبدو أن الحمل فعال بقدر فاعلية أفضل الأدوية. ومع ذلك، تبقى هذه الحماية مؤقتة، فبعد الولادة، يتفاقم خطر الانتكاس بشكل حاد. من جهتها، كانت فوسكول مدركة للأمر لأن الجهاز المناعي يهدأ في أثناء الحمل، على الأرجح لحماية الجنين الذي يُعد نسيجاً نصف غريب. إلا أنها اشتبهت في أن هناك سبباً أعمق عن ذلك. وقالت: «من المنطقي أن تمتلك الأم شيئاً لا يقتصر فقط على كونه مضاداً للالتهاب، بل يحمي الأعصاب كذلك». وبالفعل، تبيَّن أن هذه المادة - الإيستريول ـ نوع من الإستروجين يُنتج أساساً عن طريق المشيمة. عام 2016، أظهرت فوسكول، من خلال تجربة سريرية عشوائية على 164 امرأة، أن علاج الإيستريول على مدار عامين، قلل بشكل ملحوظ من انتكاسات التصلب المتعدد. كما بدا أنه يُحسن وظائف الإدراك، ويُقلل من ضمور المادة الرمادية في الدماغ. وكان الإيستريول estriol معروفاً بكونه آمناً؛ إذ تستخدمه المريضات اللائي يعشن مرحلة انقطاع الطمث في أوروبا منذ عقود. وعلى عكس الإستراديول estradiol، لا يرتبط الإيستريول بقوة بمستقبلات الثدي؛ ما يعني أنه لا يحمل نفس خطر الإصابة بسرطان الثدي على المدى الطويل. ولذلك؛ وصفته فوسكول بأنه: «هدية للعلماء». بالتأكيد، تبدو هذه نتائج واعدة لمرضى التصلب المتعدد. واليوم، تعكف فوسكول على دراسة ما إذا كانت هذه النتيجة تنطبق ليس فقط على مرضى التصلب المتعدد، بل على جميع النساء في سن اليأس. وقد طورت علاجاً هرمونياً نال براءة اختراع، يُدعى «بيرل باك» (PearlPAK)، يحتوي على الإستريول، وتبيعه شركة «كليوباترا آر إكس»، التي تشغل منصب مستشارة طبية لديها. وبحسب الموقع الإلكتروني، فإن «بيرل باك» قادر على معالجة «مشكلات الذاكرة والصحة الإدراكية الناتجة عن انقطاع الطمث». وهذه الفرضية التي تحاول فوسكول اختبارها، من خلال مراقبة النساء اللواتي يستخدمن «بيرل باك» سنوياً، عبر الاختبارات الإدراكية. وعن هذا، قالت: «أنا فقط أطبق الطريقة التي نتبعها في علاج التصلب المتعدد على انقطاع الطمث». ونبَّهت إلى إن النتائج لن تكون بمستوى قوة نتائج التجارب العشوائية، لكنها أشارت إلى أن شركات أخرى متخصصة في التعامل مع مشكلات سن اليأس، كانت تروج لفوائد مماثلة دون أدلة كافية. وأضافت: «على الأقل لدينا مادة حقيقية». إرث مشحون هذه ليست المرة الأولى التي يُروَّج فيها لعلاج الإستروجين، بصفته حلاً شاملاً لمشكلات الإدراك لدى النساء في سن اليأس. قال شيفر: «قبل عام 2000، كان يبدو أن الإستروجين دواءً سرياً». في ذلك الوقت، كان يُعتقد أن الهرمون يحمي الدماغ من السكتات الدماغية ومرض ألزهايمر ـ وهو اعتقاد مدعوم بالكثير من الدراسات على الحيوانات وبعض الدراسات الرصدية على البشر. إلا أنه عام 2003، انقلبت الأمور، فقد كشفت «دراسة مبادرة صحة ذاكرة المرأة» — تجربة سريرية محورية تتبعت التأثيرات طويلة الأمد للعلاج الهرموني لدى النساء، بعد انقطاع الطمث — عن أن النساء الأكبر سناً اللاتي تناولن الإستروجين فقط (وليس الإستروجين مع البروجسترون)، كُن أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف، مقارنة بالنساء اللاتي تناولن علاجاً وهمياً. وقد توقّف الأطباء عن وصف الإستروجين للنساء بعد انقطاع الطمث، وتوقفت النساء عن تناوله، خوفاً من هذه النتائج. وعلقت مارغريت مكارثي، عالمة الأعصاب بجامعة ميريلاند: «كان موقف الكثير من العلماء على النحو الآتي: لماذا ندرسه؟ لن تتناول النساء الإستروجين بعد الآن، فلا فائدة من البحث»، مضيفة: «كان ذلك كارثياً على الأبحاث». في وقت لاحق، تبيّن أن هذه النتيجة تنطبق فقط على النساء اللواتي بدأن العلاج بالإستروجين في سن 65 أو أكثر، أي بعد مرور أكثر من 10 سنوات على آخر دورة شهرية. أما فيما يخص النساء بين سن 50 و55، فقد وجدت مراجعة شاملة أن تأثير الإستروجين على خطر الإصابة بالخرف كان محايداً. ولم تُدرج النساء الأصغر سناً في الدراسة الأصلية. والآن، أصبح على الباحثين تجاوز فكرة أن الإستروجين يحمي الدماغ، وطرح سؤال أكثر دقة: متى بالضبط، وكيف، يحمي هذا الهرمون الدماغ؟ التركيز على جذور ألزهايمر يصل دور الإستروجين في صحة الدماغ إلى أكثر مستويات الجلاء والوضوح في سن اليأس، حين يسهم تراجعه في ظهور أعراض إدراكية تعرفها النساء جيداً وتكرهها: الهبّات الساخنة، اضطرابات النوم، وضبابية الدماغ. ويعتقد بعض علماء الأعصاب أن فقدان الإستروجين أحد الأسباب الرئيسة لكون النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، بمقدار الضعف مقارنة بالرجال. مع انحسار مستويات الإستروجين، يتغير كذلك الدماغ، فحتى سن اليأس، يعتمد الدماغ بشكل كبير على الغلوكوز مصدراً للطاقة، ويُساعد الإستروجين في تحويله طاقةً. أما بعد انقطاع الطمث، فيبدأ الدماغ في الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة، بما في ذلك استهلاك مادته البيضاء، حسبما كشفت برينتون في دراسات أجرتها على الحيوانات. وقالت برينتون: «إنه استجابة للجوع»، مضيفة: «لا علاقة لهذا بالقدرة الإنجابية، بل بكل ما يتعلق بالدماغ الذي يمر بمرحلة انتقالية». وقد تكون هذه المرحلة نقطة البداية التي يظهر فيها الضعف الإدراكي المرتبط بألزهايمر — ومن الناحية النظرية، قد يكون هذا الوقت الذي يمكن أن يساعد فيه العلاج بالإستروجين أو تدخل آخر في الوقاية من التدهور المعرفي. إلا أن برينتون لم تكن تمتلك وسيلة لرؤية ذلك داخل دماغ الإنسان. وفي عام 2014، تواصلت مع موسكوني، خبيرة تصوير الأعصاب، للحصول على المساعدة. في ذلك الوقت، كان الأطباء قادرين على قياس مستويات الإستروجين في الدم فقط، لكن موسكوني أدركت أن ملايين الأميركيين يستعينون بنوع من العلاج القائم على الإستروجين، ولا أحد يعرف تأثيره على أدمغتهم. لذا؛ طورت تقنية تصوير تسمح برؤية مستقبلات الإستروجين في الدماغ، من خلال إعادة استخدام مادة مشعة تُستخدم أصلاً للكشف عن المستقبلات نفسها في سرطان الثدي. عام 2024، فوجئت هي وبرينتون حين اكتشفتا أن عدد مستقبلات الإستروجين في الدماغ يبدو أنه يزداد بشكل كبير بعد انقطاع الطمث، ربما في محاولة لجذب المزيد من هذا الهرمون. أما المثير للاهتمام حقاً أنه كلما زاد عدد مستقبلات الإستروجين لدى المرأة، كانت نتائج ذاكرتها وقدراتها الإدراكية أسوأ. وفي فبراير (شباط)، أطلقت موسكوني برنامج أبحاث بقيمة 50 مليون دولار، بتمويل من مؤسسة «ويلكم ليب»، تحت اسم «تقليل خطر ألزهايمر من خلال علم الغدد الصماء». وتأمل موسكوني في رصد تحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة بألزهايمر، بسبب تغيرات الدماغ المرتبطة بالإستروجين، ومعرفة ما إذا كان العلاج الهرموني المُقدم خلال فترة زمنية حرجة يمكن أن يُساعد في خفض خطر الإصابة لديهن. * خدمة «نيويورك تايمز»