إدانات دون أنياب
في تل أبيب نتنياهو يدفع بخطّة احتلال القطاع إلى الأمام واثقًا بأنّ عمليته العسكريّة ستحقق أهدافها، ويصفها بأنّها الطريق الأمثل لإنهاء الحرب.
حماس ترد بوصف تصريحاته بأنّها مجرد أكاذيب وتتهمه بتبرئة جيشه من جرائم الإبادة والتجويع، لكنّ الخطر على نتنياهو قد لا يأتي من غزّة وحدها؛ فالداخل الإسرائيلي يلوح بإنتخاباتٍ مبكرة، بينما يشن وزراء من اليمين هجومًا عليه لعدم الذهاب نحو احتلالٍ كامل وسريعٍ للقطاع.
فهل يصمد نتنياهو وسط هذهِ المعركة المزدوجة؟
نتنياهو أشار إلى أنّ إسرائيل باتت تسيطر عسكريًا على نحو خمسة وسبعين بالمئة من قطاع غزّة، مشيرًا إلى عزم إسرائيل على الدخول إلى المواقع المتبقية من القطاع ومنها مدينة غزّة.
نتنياهو يؤكّد تمسكه باحتلال غزّة، وقال إن إسرائيل اقتربت من إكمال المعركة، متعهدًا بهزيمة بقايا المحور الإيراني وتحرير باقي الرهائن على حدِ قوله.
بالأمس أكد نتنياهو بأنّه ماضٍ في توسع العمليّة العسكريّة بغزّة وإن إسرائيل ستحقق أهدافها سواء حصلت على دعم خارجي أو بدونه، وأنّ هدفه ليس احتلال غزّة بل تحريرها بين هلالين من حماس على حدِ وصفه.
نتنياهو تحدث أيضًا عن إنشاء سلطة مدنيّة في غزّة لا تتبع لحماس ولا للسلطة الوطنيّة الفلسطينيّة.
الضغوط على نتنياهو تتواصل من كل جانب، فاليمين المتطرف يدفع باتجاه السيطرة على غزّة، أما زعيم المعارضة يائير لابيد فقال إنّ قرار نتنياهو يعني أن المحتجزين سيلقون حتفهم إلى جانب الجنود في غزّة، وسينهار اقتصاد إسرائيل وستتداعى مكانته الدوليّة.
وبعد الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن التي شهدت انتقادات وتحذيرات من عدّة جهات حول تداعيات خطّة إسرائيل للسيطرة على القطاع.
الرئيس الفرنسي قال إن خطّة إسرائيل بشأن غزّة هي كارثة محققة، وأقترح تشكيل تحالفٍ دولي بتفويضٍ أممي لتحقيق الاستقرار في القطاع.
أمّا وزير الدفاع الإيطالي فقال في تصريحات صحفيّة؛ فقال الحكومة الإسرائيلية فقدت الصواب والإنسانيّة فيما يتعلق بغزّة، وأشار إلى إنفتاحه على إمكانيّة فرض عقوبات على إسرائيل، وقال إنّ ما يحصل غير مقبول ويجب إيجاد طريقة تتجاوز مجرد الإدانة لاجبار نتنياهو على التفكير بوضوح.
المواقف الدوليّة تتوالى بهدف الضغط على إسرائيل، رئيس وزراء أستراليا أكّد عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعيّة العامة للأمم المتحدة المقبل.
أمّا وزير الخارجيّة النيوزلندي قال إنّ بلاده تدرس الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، وقال إنّ حكومة بلاده ستتخذ قرارها في شهر أيلول المقبل، وأشار إلى أنّ حكومة بلاده ستطرحُ نهجها خلال الاجتماع.
وبين الحديثِ عن صفقة أو السيطرة على غزّة كثفت إسرائيل قصفها على القطاع، بعد توعد نتنياهو بتوسيع الهجوم.
في الميدان الجيش الإسرائيلي يواصل تدريباته المفاجأة، في حين تستمر الضغوط العربيّة والدولية للدفع نحو الحلّ.
فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلي عن أنّ إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للولايات المتحدة الأميركية وقطر للتفاوض على صفقة شاملة لتنهي الحرب. رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحيّة يجري مباحثات في القاهرة، وسيلتقي مسؤولين في القاهرة وسينقل للحركة مبادرة بصيغة جديدة من الوسطاء المصريين والقطريين وبمشاركة تركية؛ في محاولة منهم لنزع ذرائع نتنياهو لإعادة احتلال غزّة.
حال تمت موافقة حماس على المبادرة سيتم نقلها إلى الوسط الأمريكي؛ لنقلها إلى الجانب الإسرائيلي.
تستند المبادرة الجديدة على إطلاق صفقة شاملة لإطلاق جميع المحتجزين الأحياء والأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إضافة لقبول حماس خارطة تموضع الجيش الإسرائيلي الجديدة، بإشراف عربي أمريكي إلى حين حلّ قضيّة حكم وسلاح حماس. خلال هذهِ الفترة تجرى مباحثات للوصل إلى حلّ دائم مبني على وقف دائم لإطلاق النار، كما سيتم تجميد سلاح الجناح العسكري لحماس بضمان الوسطاء والجانب التركي خلال الفترة الانتقالية.
فأيُ حلٍ ممكن الآن بعد كل هذهِ التجهيزات؟ وهل من الممكن وقف خطط نتنياهو؟
وسط هذا المشهد الضبابي، الجوع نفسه تحول إلى سلاح في يدِ إسرائيل وفي يدِ حماس أيضًا؛ فأمّا الضحية واحدة؛ أهل غزّة.
إسرائيل تقول الغذاء مقابل رأس حماس، أمّا الأخيرة فترد لا تنازلات، فالمعاناة هذهِ تفضح إسرائيل أمام العالم. والنتيجة إنسان فلسطيني غزي محاصر بين التجويع والاستثمار في جوعه، قدّ يستشهد وهو ينتظر المساعدات، إسرائيل تنكر وتكذب وتتملص وتحاول التقليل من هذهِ الصورة لكنّ الأرقام لا تكذب.
منذ السابع والعشرين من تموز الماضي دخلت فقط حوالي ألف ومئة شاحنة؛ أي أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب يوميًا، وهو ستمئة شاحنة يوميًا. هذا بعد أشهر من الحصار الخانق وإغلاق المعابر قبلها.
وسط هذا الوضع، إسرائيل تُقرّ خطّة للسيطرة على مدينة غزّة بالكامل لإعادة احتلالها والسيطرة على القطاع أيضًا.
الخطاب الإسرائيلي اليوم يهدف إلى إعادة تشكيل جغرافيا وكذلك ديمغرافيا وسط إدانات عربيّة وعالميّة دون أنياب.
أما حماس فخطابها نسخة كربونية ثابتة مكررة من كل مرحلة، الخطّة وورقة التفاوض وليس إلا، والثمن سيكون باهضًا على الإسرائيلي ومكلف جداً بالنسبة له، وكأن الفلسطيني خارج هذه المعادلة وخارج الأثمان وهنا تكمن المفارقة. متى تصبح المقاومة للدفاع عن الأرض ومتى تتحول لمعركة ضد شعبها؟.
التقديرات أخطأت التقدير عندما كانت التوقعات بأنّ إسرائيل لن تخوض حربًا طويلة الأمد، ولن تصل إلى ما وصلت إليه.
حماس بين عقدة سلاح التجويع وسلاح المجاعة، العقدة ليست في الأسرى وإنما في سلاح حماس؛ إسرائيل تريد نزعه وحماس تتمسك به. فمن يسلّمُ سلاحه أولاً؟!
وهل تنجح الضغوط الدولية لثني إسرائيل من احتلال مدينة غزّة؟
الخطّة التي أقرها نتنياهو وفصّلها بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن لمناقشة خطّة احتلال غزّة.
على الأرض التحديات أكبر من الشعارات والجيش الإسرائيلي وإن أقرّ بتنفيذ الأوامر، لا يزال يراهن على عامل الوقت للتأكيد أن إخلاء غزّة وحدها قد يستغرق شهورًا وربما لن يبدء قبل أسبوعين.
أمّا المدن الإنسانيّة التي راهنت عليها إسرائيل وروجت لها لم تشيد بعد، وهي مجرد شعارات نتنياهو بل أوهام.
الكلفة اليوم ليست عسكريّة فقط، وإنما سياسيّة واقتصاديّة كذلك، هي كلها نقاط يوظفها الجيش الإسرائيلي لتأليب الرأي العام الإسرائيلي ضد الحكومة، أما حماس ترفض أي تسويات هي سيطرتها أو سلاحها، وتراهن على استمرار المعاناة ربما سيكسبها نقاط سياسيّة ويزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
مفاوضات تتحرك ببطء شديد وباتت في الخلفية، واليوم نتنياهو يتحدث عن خطط جديدة لإنهاء الحرب. فهل تنجح هذه المرّة؟!.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
تسجيلات عن أحداث السابع من أكتوبر 'تهز إسرائيل'
#سواليف هزت #تسجيلات رئيس جهاز #الاستخبارات_العسكرية_الإسرائيلي السابق أهارون حاليفا حول أحداث السابع من أكتوبر الرأي العام الإسرائيلي وأدهشته، لكنها أثارت قضيتين أساسيتين مُلحّتين. عناصر من #كتائب_القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أثناء تسليمها رهينتين إسرائيليتين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار عملية التبادل السابعة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير، في رفح، جنوب غزة، بتاريخ 22 فبراير2025. وأوضحت الصحفية الإسرائيلية ميكي ليفين، في تقرير نشرته صحيفة 'معاريف' العبرية، أن القضيتين اللتين أثارتهما تسجلات حاليفا هما: 'قضية التسريب والدافع، وقضية المسؤولية والمفهوم'. وكُشف ليلة أمس في برنامج 'استوديو الجمعة' على القناة 12 عن تسجيلات لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، أهارون حاليفا، وهو يتحدث للمرة الأولى منذ أحداث السابع من أكتوبر، التي تحمل مسؤوليتها واستقال من منصبه بسببها. وفقا لتقرير 'معاريف'، لم تكشف #التسجيلات التي نُشرت في 'استوديو الجمعة' عن 'معلومات جديدة لم نكن نعرفها من قبل، بل أوضحت بصوت الشخص الذي كان في قلب الانهيار ما كنا نعرفه جميعا: الأمر يتعلق بفشل مؤسسي عميق، وُلد من مفهوم خاطئ ومتأصل، رفضت جميع الهيئات تجاوزه، وأن المسؤولية الحقيقية تقع في المقام الأول على عاتق رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)'. ومع ذلك، حتى قبل محتوى التسجيلات، يبرز سؤال مقلق بحد ذاته: 'كيف وصلت التسجيلات إلى 'استوديو الجمعة' أصلا؟ هل كان حاليفا يعلم أنه يتم تسجيله بغرض النشر؟ هل كان تسريبًا مخططًا بالاتفاق معه، أم كان توثيقًا تم من وراء ظهره؟' حسب التقرير. ووفقا لميكي ليفين، فإن 'الجواب ليس واضحا، والأسئلة تظل غامضة، لكن هذا السؤال وحده يشير إلى واقع من عدم الثقة، والشك، ومعارك المعلومات داخل المؤسسة الأمنية والسياسية، خاصة إذا ذكرنا الجميع أن حاليفا هو الزوج السابق لـ شيرا مارغاليت، الزوجة الحالية لإيلان شيلوح، أحد القادة الرئيسيين للاحتجاج ضد نتنياهو'. وورد في التقرير أن 'هذا مجرد إطار، لأنه إذا تجاهلنا للحظة مسألة الطريقة وما إذا كان حاليفا متورطا في نشر التسجيلات، فلا يمكن تجاهل المحتوى، وثيقة تاريخية تفكك قيادتنا إلى أجزاء وتفكك المفهوم، ليس فقط مفهوم 'حماس مردوعة وحقائب المال'، بل أيضا أن استخباراتنا متغطرسة وراسخة في مفهوم خاطئ هو كونها أفضل استخبارات في العالم'. وجهاز ' #الشاباك ' ليس أقل ذنبا حسب حاليفا، وإذا كانت هناك إصبع اتهام، فهي 'موجهة أيضا وبشكل خاص نحو الشاباك، حيث أن المعلومات التي كان ينبغي نشرها لم تُنشر، ومسؤوليته في الحصول على معلومات استخباراتية من غزة ليست أقل من مسؤولية شعبة الاستخبارات العسكرية، بل هي في الواقع أكثر خطورة'. شعبة الاستخبارات العسكرية تحملت المسؤولية – الحكومة لم تفعل وجاء في التقرير: 'يصف أهارون حاليفا كيف أن شعبة الاستخبارات، منذ 7 أكتوبر، أجرت تحقيقات شاملة مع 50 من كبار مسؤوليها كل يوم ثلاثاء لمدة شهر ونصف. وذلك لتحليل ما حدث وتفكيك الفشل، حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث. وهو نفسه استقال من منصبه. وفي الجيش الإسرائيلي بشكل عام، قام عدد من كبار الضباط بالرحيل، وتحملوا مسؤولية شخصية. رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي تحمل المسؤولية، وبعده مباشرة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت تحمل المسؤولية، ورئيس الشاباك رونين بار تحمل المسؤولية. وهناك شخص واحد فقط لم يفعل، خمنوا من هو؟ الحكومة التي تواصل التشبث برفضها تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وخصوصا نتنياهو الذي يبقى على كرسيه وكأن شيئا لم يحدث، وكأن الكارثة الأكبر في تاريخ إسرائيل لم تحدث في فترة حكمه الطويلة'. وتابعت ميكي ليفين في تقريرها: 'حاليفا يفكك شعار نتنياهو الكاذب للانتخابات القادمة: 'لو أيقظوني ليلا، لكان من الممكن تجنبه'.. السردية التي يكررها نتنياهو مرارا وتكرارا 'لو أيقظوني ليلا، لكان من الممكن تجنبه' تنهار في تسجيلات رئيس شعبة الاستخبارات السابق بشكل مطلق. يقول حاليفا ببساطة: إنها كذبة تنضم إلى حساء أكاذيب الكاذب..'. ومن زود رئيس الأركان هرتسي هاليفي، الذي يقول عنه حاليفا إنه مصاب بجنون العظمة ولا يخاطر بمخاطر غير ضرورية، بالمعلومات في الساعة الثالثة والنصف صباحا، أعطاه انطباعا بأنه ليس حدثا خطيرا وفوريا. لذلك، تقرر عقد اجتماع في الساعة الثامنة والنصف صباحا فقط. كذلك، يوضح حاليفا نفسه أنه لو أيقظوه وقرأ المعلومات الاستخباراتية، لما كان قد استنتج منها أن هجوما مخططا له في السابع من أكتوبر، لأن الوثائق المتاحة لم تظهر خطرا فوريا، ولذلك كان هو أيضًا سيعود للنوم. وبالمثل، لو أيقظوا نتنياهو، لكان قد تلقى نفس البيانات بالضبط من نفس كبار المسؤولين، ولما كان قد منع أي شيء. لذا، فإن 'المحاولة الحقيرة' من نتنياهو للتهرب من المسؤولية وتجهيز 'غطاء' لأخطر حادث في البلاد خلال فترة ولايته، هي محاولة منفصلة عن الواقع. بكلمات أخرى، نتنياهو لم يكن فقط لينقذ الموقف، بل إن الشعار الذي يبني عليه حملته الانتخابية القادمة قد انكشف كـ 'فبركة' كاملة، وفقا لـ'معاريف'. وعلى حد قول حاليفا، فإن 'القمح لن ينمو مرة أخرى طالما أن نفس الأشخاص يواصلون الجلوس على نفس الكراسي'، وهو يقصد بذلك الحكومة ورئيسها. وحذر من أنه إذا انتهت القضية فقط بتبديل بضعة أشخاص، فإن الفشل سيتكرر. ورأت ليفين أن: 'جوهر العمى كان في التصوّر لدى نتنياهو: حماس مُرتدعة، وحماس تكتفي بحقائب المال. كل من حاول التحذير بخلاف ذلك، تم رفضه. نتنياهو رأى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) يحترق، عزّز حماس، سمح للأموال القطرية بالتدفق، كان يعلم بكميات السلاح والصواريخ لدى حماس، ورأى موجات الإرهاب، وكان يعرف أن (قوة) الرضوان تتعزز في الشمال لدى حزب الله وأن حماس تقوي وحدات النخبة (النُخبة). لقد سمح لحماس وحزب الله بأن يكبرا، واختار ألّا يتحرك. وعندما يرفض الشخص الوحيد في جهاز كامل انهار أن يتحمّل المسؤولية وما زال يبقى في القمة، فهذا لم يعد مجرد تقصير، بل خطر وجودي على الدولة'، على حسب وصفها'. صفقة الرهائن الضائعة وورد في تقرير 'معاريف': 'كُشفت معلومات أخرى، كانت معروفة لنا جميعا بالفعل، ولكن عندما تُقال من فم مسؤول رفيع ومطلع، فإنها تكون 'لكمة' أخرى في البطن. الكشف الأكثر إثارة للصدمة هو أن إسرائيل كان بإمكانها الوصول إلى صفقة الرهائن نفسها التي كانت على الطاولة في الأسابيع الأخيرة وانهارت – قبل عام تقريبًا. لكن حينها كانت بشروط أفضل من تلك التي تُناقش اليوم. اختارت الحكومة عدم القيام بذلك. وبذلك، لم يترك الرهائن في الأنفاق لعدة أشهر لا لشيء سوى المعاناة التي لا توصف، بل إن هذا يعتبر فشلًا إضافيًا، مؤلمًا، يُضاف إلى سلسلة إخفاقات 7 أكتوبر لحكومة الفشل'. الجيش، الشرطة، الحكومة – كلهم في 'فوضى' واحدة أضاف التقرير: 'تولى حاليفا منصبه قبل عامين من السابع من أكتوبر وهو يتلقى شعبة الاستخبارات كمنظمة متآكلة من الداخل، أسيرة للجمود الفكري. يصف حاليفا واقعا من الفوضى، والغطرسة، والغرور. في الجيش، وفي الشرطة التي انهارت، وفي الحكومة الغارقة في فوضى كاملة، تضيع الأمور. يتم إرسال الجنود إلى الأمام من قبل وزراء ليس لديهم أبناء في وحدات قتالية، ولذلك ينامون جيدا في الليل، ويتخذون قرارات مصيرية حول حياة أفضل أبنائنا دون أي ضمير'. 'باختصار، تسجيلات حاليفا لم تكشف حقائق جديدة، بل كشفت كم هو خطير أن يهرب الشخص الذي يتحمل المسؤولية الأكبر منها. يذكرنا حاليفا جميعًا: هذا ليس فشل شخص واحد، بل هو فشل رؤية عالمية كاملة، أدارت الدولة وعيناها مغمضتان حتى الانهيار'. واعتبرت ليفين أن 'الجيش الإسرائيلي تحمل المسؤولية، وضباط استقالوا، ووزير الدفاع، رئيس الأركان، ورئيس الشاباك تحملوا المسؤولية، كما أن حاليفا نفسه ذهب إلى منزله، فيما شخص واحد فقط بقي في كرسيه، رافضا تحمل المسؤولية'. ورأت أنه 'لا مفر من تشكيل لجنة تحقيق حكومية تفكك النظام من أساسه، لأنه ما لم يحدث ذلك، فإن الفشل التالي هو مسألة وقت فقط، وبدلا من الاستماع إلى 'تسجيلات حاليفا'، يطالب جميع مواطني الدولة بالاستماع إلى نتائج لجنة التحقيق الحكومية، التي كان يجب أن تُشكل بالفعل وتُقدم نتائجها، وكما قال حاليفا نفسه: لم تكن حادثة، لا يمكن تغيير أربع عجلات ومواصلة القيادة'. و أضافت على كلامه: 'يجب تغيير السيارة بأكملها'.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
نتنياهو يهاجم الاحتجاجات: تدعم موقف حمـا.س
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن الدعوات لوقف الحرب قبل تحقيق هزيمة كاملة لحركة حماس، تمثل تعزيزا لموقف الحركة وتأخيراً لإطلاق سراح الرهائن. وأضاف نتنياهو خلال اجتماع حكومته، أن ذلك 'يضمن تكرار أهوال السابع من أكتوبر ويدفع إسرائيل إلى حرب لا نهاية لها'. وجاءت تصريحات نتنياهو، بالتزامن مع إضرابات واحتجاجات واسعة شهدتها مدن إسرائيلية للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة منذ نحو عامين. وشهدت تل أبيب وعدة مدن أخرى إغلاق طرق رئيسية، بينها طريق سريع في العاصمة، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية وأخرى صفراء ترمز للتضامن مع الأسرى. وطالب المحتجون الحكومة بوقف الحرب في غزة فوراً، والدخول في مفاوضات لإبرام اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن، متهمين نتنياهو بتجاهل قضيتهم وتوسيع العمليات العسكرية في مدينة غزة. وكانت عائلات الرهائن قد دعت إلى 'يوم وطني لوقف مظاهر الحياة اليومية'، تعبيرا عن إحباطهم المتزايد من استمرار الحرب منذ 22 شهرا. وتخشى العائلات من أن العملية العسكرية المرتقبة قد تهدد حياة نحو 50 رهينة ما زالوا في غزة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.


جو 24
منذ 5 ساعات
- جو 24
الوحدة الوطنية والردع العسكري.. السلاح الحقيقي لردع نتنياهو
د. ابراهيم النقرش جو 24 : لم تكن تهديدات بنيامين نتنياهو باحتلال الأردن وضمّه لمشروع "إسرائيل الكبرى' سوى حلقة جديدة من مسلسل الغطرسة الصهيونية التي لا تعترف بمعاهدة، ولا تحترم اتفاقية، ولا تلتزم بعهد. منذ عهد النبي ﷺ، والتاريخ يسجل لنا أن اليهود أهل غدر، ينقضون المواثيق بلا تردد، ولا يراعون في أحد إلاًّ ولا ذمة. اتفاقية وادي عربة التي وقعها الأردن مع إسرائيل قبل ثلاثة عقود لم تمنع هذا العدو من التآمر، ولم توقف أطماعه، بل تحولت في نظره إلى ورقة مؤقتة يتجاوزها حين يشاء. تأتي هذه التهديدات في ظل واقع عربي بائس، ممزق بين مشاريع متناقضة، غائب عنه أي مشروع قومي أو إسلامي يجمع الصفوف. التاريخ وحده يذكرنا أن العرب لم يستعيدوا قوتهم ومكانتهم إلا تحت راية الإسلام، حين كان الدين هو المشروع الجامع والحضاري للأمة. اليوم، أمتنا في حالة ضياع وهوان، كالغنم الشاردة بين أمم متوحشة، بينما يستفرد بنا أعداؤنا واحداً تلو الآخر. غزة شاهدة حيّة على أن النداءات والبيانات العربية لا ترد عدواً ولا تحمي أرضاً. لهذا، على الأردن أن يضع في حساباته حقيقة مرّة: لا عون يُرتجى من عرب مشتتين" نحن نعرف جيداً أن من يتخلى عن غزة اليوم سيتخلى عن عمّان غداً، لذلك خيارنا واضح: نعتمد على أنفسنا، ونبني قوتنا بعرقنا ودمنا، لا بوعود الآخرين "، لكل دولة أجندتها الضيقة، ولا من دول كبرى تُمسك العصا من الوسط بينما تدعم إسرائيل في الخفاء والعلن. قوتنا يجب أن تنبع من داخلنا، من قدرتنا على بناء" منظومة دفاع ""سياسية عسكريه اقتصاديه واجتماعيه صلبة"، محصلتها" جيش قادر على الردع". "جبهتنا الداخلية" هي الحصن الأول للدولة فقبل أن نرفع السلاح في وجه عدونا، علينا أن نرص الصفوف في الداخل. الوحدة الوطنية بين كل مكونات المجتمع الأردني خط أحمر، ولا مكان لخطاب التفرقة بين مكونات الوطن. قطع الطريق على كل قلم مأجور أو صوت فتنة يحاول تمزيق وحدتنا أمر ضروري. الحريات المنضبطة حق للشعب، والكرامة خط أحمر، والمشاركة السياسية الصادقة هي الضمانة لاستقرار الدولة. ومن يعتقد أن القبضة الأمنية وحدها تحمي الوطن فهو واهم؛ الذي يحمي الوطن هو الشعب حين يشعر أن الدولة تحترمه وتثق به. التحرك الدبلوماسي الأردني يجب أن يتجاوز الإطار التقليدي العربي، بالبحث عن تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية مع قوى دولية موازنة للنفوذ الأمريكي. إسرائيل تستفيد من صمت المجتمع الدولي، وعلى الأردن أن يفضح جرائمها في كل محفل، وأن يوظف القانون الدولي لصالحه. المعركة الإعلامية والدبلوماسية لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية. الأردن يمتلك أوراق ضغط يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة مع إسرائيل، لكن لم يُستخدم منها أخطرها: التلويح بالمقاربة مع قوى المقاومة ووضع الاتفاقيات على الطاوله ، وهو ما تدرك إسرائيل أنه أكبر تهديد لأمنها. فلا شيء يربك الكيان الصهيوني مثل مقاومة منظمة تمتلك الإرادة والسلاح ... واتفاقيات تذروها الرياح. جيشنا العربي الشجاع يزيد من قوته التسليح الحديث، ويحترف بالتدريب النوعي، وعقيدته القتالية الواضحة المشحوذة , التي تضع حماية الأرض والمقدسات في المقدمة. تنويع مصادر السلاح ضرورة، فاعتمادنا على الولايات المتحدة وحدها يعني تسليم قرارنا العسكري ليد تدعم عدونا. إعادة تفعيل قانون خدمة العلم، وإنشاء جيش شعبي رديف، سيشكلان خط الدفاع الثاني إلى جانب الجيش النظامي. أن "غياب التفكير" في إنشاء قوى مقاومة محلية، تستفيد من تجربة الأنفاق وحرب العصابات، يحرم الأردن من سلاح فعّال في مواجهة التفوق الجوي والإلكتروني للعدو. إعادة النظر في الخطط العسكرية لتضمين تكتيكات حرب غير تقليدية قد تكون الردع الحقيقي لأي عدوان محتمل. لا يُعقل أن نأخذ الماء والغاز والكهرباء من العدو الذي يهدد باحتلالنا؟ هذا جنون وخيانة للعقل والضمير ... لا ماء، ولا غاز، ولا كهرباء من إسرائيل. هذه تبعية خطيرة تمس حياة الناس وأمنهم القومي. لابد أن نتحرر من هذه التبعية، ونبني بدائلنا مهما كانت التكلفة، فالأمن المائي والطاقوي هو الأمن القومي للبلد... الهبات الشعبية والعشائرية للدفاع عن الوطن أمر نبيل، لكنها وحدها لا تردع جيشاً منظماً مدججاً بالسلاح. يجب أن تتحول هذه الطاقات إلى قوة منظمة ومدربة توجهها وتتولاها الدوله، عقيدتها القتال لا الخطابة، والعمل لا الشعارات. لقد شبعنا من التغني بالماضي ,والهوسات, وأمجاد الأجداد، وحان وقت الإعداد الجاد ليوم المواجهة. ليعلم نتنياهو ومن يقف خلفه أن الأردن ليس ساحة فارغة ولا أرضاً سائبة. أي محاولة للمساس بأرضه أو سيادته ستكون شرارة مواجهة شاملة، يختلط فيها صوت الدبلوماسية بصوت المدفع، وتتحرك فيها الدولة والشعب معاً للدفاع عن الكرامة والسيادة. تابعو الأردن 24 على