
«ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه
منذ الإعلان عن اللقاء، بدت ألاسكا أكثر من مجرد موقع جغرافى؛ فهى على بعد كيلومترات قليلة من الأراضى الروسية، وتحمل رمزية تاريخية منذ بيعها فى القرن التاسع عشر، كما تمنح بوتين فرصة لعقد القمة على أرض أمريكية دون المرور فوق أجواء «معادية».
وفى المقابل، تمنح ترامب مشهدًا استثنائيًا لاستقبال الزعيم الروسى فى منطقة أمريكية نائية، ما يضفى طابعًا مسرحيًا على الحدث.
قبل ساعات من الاجتماع، كان بوتين يضع نصب عينيه هدفين رئيسيين: الأول الاعتراف بأن روسيا ليست معزولة، وأن الغرب فشل فى تهميش الكرملين. مجرد انعقاد القمة ووقوفه بجانب الرئيس الأمريكى أمام الكاميرات يُعد بالنسبة لموسكو مكسبًا دبلوماسيًا. والثانى المكاسب الإقليمية فى أوكرانيا، عبر السعى لإضفاء شرعية أمريكية أو ضمنية على سيطرة روسيا على أربع مناطق أوكرانية، أو على الأقل دفع ترامب إلى تقليص دعم واشنطن لكييف إذا رفضت الشروط الروسية.
ترامب، الذى بنى جزءًا كبيرًا من خطابه الانتخابى على وعود بإنهاء حرب أوكرانيا بسرعة، كان يسعى إلى تسجيل إنجاز دبلوماسى شخصى يضعه فى موقع «صانع السلام». ورغم تصريحاته المتناقضة، ظل طموحه الأكبر أن يُنسب إليه الفضل فى إنهاء الحرب، وربما التمهيد لنيل جائزة نوبل للسلام.
نهج ترامب لم يكن ثابتًا؛ فقد تراوح بين الإعجاب ببوتين وانتقاده، وبين التهديد بالعقوبات والتراجع عنها. وفى الأيام السابقة للقمة، حاول خفض سقف التوقعات، واصفًا اللقاء بأنه 'جلسة استكشافية'، قبل أن يعود ويرفعها مجددًا بالإيحاء بأن الطرفين قد يكونان مستعدين للسلام.
عند قراءة هذه السطور بعد ختام القمة، يمكن للقارئ أن يقارن بين الوعود والمخرجات الفعلية. فإذا خرج بوتين باعتراف أمريكى صريح أو ضمنى بمكاسبه الإقليمية، أو حتى بتراجع فى الدعم الأمريكى لكييف، فسيكون قد حقق الجزء الأكبر من أهدافه. أما إذا اكتفى بمجرد الصورة واللقاء دون تنازلات جوهرية من واشنطن، فسيظل المكسب رمزيًا أكثر منه عمليًا. وبالنسبة لترامب، فإن أى إعلان عن تقدم نحو اتفاق أو حتى تحديد موعد لقمة ثلاثية بمشاركة أوكرانيا سيُعد انتصارًا سياسيًا له، حتى لو بقيت التفاصيل غامضة. أما إذا غادر الاجتماع دون اتفاق أو حتى جدول أعمال واضح، فسيكون قد اكتفى بعرض إعلامى دون اختراق دبلوماسى حقيقى. قمة ألاسكا، سواء اعتبرها التاريخ نقطة تحول أو مجرد محطة رمزية، تعكس بوضوح التباين بين ما يعلنه القادة قبل اللقاء وما تتيحه المفاوضات على الأرض. بوتين جاء ليحصد اعترافًا ومكاسب، وترامب جاء ليحصد مجد «صانع السلام».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 27 دقائق
- عمون
ترامب يتحدث عن تقدم كبير بشأن روسيا: ترقبوا الأخبار
عمون - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، عن إحراز "تقدم كبير" بشأن روسيا عقب قمة عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بينما أعرب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن اجتماع الاثنين في البيت الأبيض يضم الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين. والتقى ترامب وبوتين الجمعة في قاعدة عسكرية أميركية في ولاية ألاسكا، في قمة أولى بينهما منذ عودة الرئيس الأميركي الى البيت الأبيض، تركز البحث فيها على ايجاد تسوية للحرب التي شنتها موسكو على كييف عام 2022. وبينما لم يعلن الزعيمان أي اتفاق ملموس بعد اللقاء، يستضيف ترامب في البيت الأبيض الاثنين نظيره فولوديمير زيلينسكي وعددا من القادة الأوروبيين، للبحث في نتائج لقائه بوتين واحتمالات التسوية في أوكرانيا. وتحدث ترامب عن إحراز "تقدم كبير" بشأن روسيا. وكتب على منصته تروث سوشال الأحد "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل. إلا أن ويتكوف أعرب في تصريحات لشبكة "سي ان ان" عن تفاؤله بشأن اجتماع الغد، آملا أن يكون "مثمرا". كما أكد المبعوث الخاص الذي شارك في القمة التي جمعت ترامب ببوتين، أن موسكو قدمت "تنازلات" بشأن مناطق أوكرانية سبق أن أعلنت ضمها. وقال ويتكوف "أنا متفائل بأننا سنعقد اجتماعا مثمرا الاثنين، سنتوصل الى توافق فعلي، سنتمكن من العودة الى الروس والدفع قدما باتفاق السلام هذا وانجازه" لوضع حد للحرب التي بدأت بالغزو الروسي في مطلع العام 2022. وتابع المبعوث الأميركي الذي سبق أن زار موسكو أكثر من مرة والتقى بوتين، "قدم الروس بعض التنازلات... بشأن كل هذه المناطق الخمس". ويرجح أن ويتكوف يشير الى مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها الى أراضيها بعد بدء الغزو على رغم عدم سيطرتها عليها عسكريا بالكامل، وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014. - "عقوبات جديدة محتملة" - وشدد ويتكوف الأحد على أن ترامب اتفق مع بوتين على "ضمانات أمنية متينة" لأوكرانيا خلال قمتهما في ألاسكا. وقال "اتفقنا على ضمانات أمنية متينة أصفها بأنها تغير المعادلة". ويهدف اجتماع ترامب وزيلنيسكي والقادة الأوروبيين الاثنين، للبحث في سبل وضع حد للنزاع الأعنف في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويتوقع أن تكون هذه الضمانات التي تطالب بها أوكرانيا كجزء من أي تسوية مع روسيا، محورا أساسيا في اجتماع الاثنين في البيت الأبيض، والذي سيشارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته وآخرون. وعقب القمة مع بوتين، تخلى ترامب عن المطالبة بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وهو ما كان موقفه طوال الأشهر الماضية، وبات يعتبر أن السبيل الأفضل هو العمل على إبرام اتفاق سلام شامل يضع حدا نهائيا للحرب. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريحات لقناة "ان بي سي" أن وقف إطلاق النار "لم يتم سحبه" من الخيارات المطروحة، لكن "ما نهدف إليه هو إنهاء الحرب". وحذّر روبيو من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام. وصرح "إذا لم نتمكن من بلوغ اتفاق في نهاية المطاف فستكون هناك تداعيات"، مضيفا "ليست تداعيات الحرب المستمرة فحسب، بل تداعيات كل تلك العقوبات المستمرة وعقوبات جديدة محتملة تضاف إليها". أ ف ب


العرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- العرب اليوم
ميرتس يدعو إلى عقد قمة تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي في أوروبا
اقترح المستشار الألماني فريدريش ميرتس عقد قمة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين في أوروبا، رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الأخير. وقال ميرتس في مقابلة مع قناتي "آر تي إل" و"إن تي في" الألمانيتين، بُثت السبت: "أعتقد أن مثل هذا الاجتماع الثلاثي سيعقد. لم يحدد بعد التاريخ والمكان (...) اقترحنا أن يكون هذا المكان في أوروبا". "مسائل تفصيلية" كما أضاف: "ربما ينبغي أن يكون هذا المكان هو الذي تُجرى فيه هذه المناقشات بشكل دائم"، من دون أن يسمي أية مدينة أو بلد. فيما أردف أن "هذه مسائل تفصيلية. لن تُوضَّح إلا في الأيام أو حتى الأسابيع المقبلة". أتى ذلك بعدما أكد القادة الأوروبيون بوقت سابق السبت استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، غداة اجتماع الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي في ألاسكا بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي مارس 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة النقل "غير القانوني" لأطفال أوكرانيين إلى روسيا، وفق فرانس برس. قمة ألاسكا يشار إلى أن اللقاء الذي جمع ترامب وبوتين في قاعدة عسكرية بألاسكا انتهى دون الإفصاح عن التفاصيل، إلا أنه لم يفضِ إلى اتفاق بينهما على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم أن ترامب أكد أنهما توافقا على العديد من الملفات والقضايا المهمة. غير أن ترامب أوضح لاحقاً أن "مسألة مهمة جداً بقيت عالقة" دون أن يفصح عنها، على الرغم من وصفه الاجتماع بالرائع. "الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام" فيما استبعد ترامب، السبت، وقفاً فورياً لإطلاق النار في أوكرانيا، لافتاً إلى أنه يدفع مباشرة نحو "اتفاق سلام". كما لفت إلى أنه سيستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض بعد ظهر الاثنين المقبل. وأضاف أنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعداً للقاء مع الرئيس بوتين"، مشيراً إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني. قد يهمك أيضــــــــــــــا

عمون
منذ 4 ساعات
- عمون
قراءة تحليلية بعد لقاء ترامب وبوتين الأخير .. مضامين ودلالات
1 - يبدو أن هناك رغبة شديدة في اتمام وانجاح اللقاء من قبل الزعيمين الكبيرين من أجل التفاهم على تقاسم مناطق النفوذ الجيوسياسي والاستراتيجي في جنوب شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط " اي التوافق على إدارة التنافس الاستراتيجي حول العالم". 2 - اعتقد ان القضية الاوكرانية لم تكن هي الهدف الرئيسي للقاء، حيث تم الإشارة لها سريعا، وتم تأجيلها إلى ما بعد لقاء ترامب القادم مع الرئيس الاوكراني زيلنيسكي في البيت الأبيض للتفاهم حول المطالب الروسية من أوكرانيا من أجل إنهاء الحرب. 3 -الثلاث، حيث يبدو ان ترامب لا يمانع في احتفاظ روسيا بالاراضي التي احتلتها خلال الحرب الدائرة، حيث تسيطر روسيا على 25% من الاراضي الأوكرانية. 4 - عتفد ان بوتين وترامب يريدان اتفاقية سلام وليس اتفاقية وقف اطلاق نار في أوكرانيا،وهذه واضح من تصريحات ترامب حول لقاء ،قمة سلام اوروبية روسية اوكرانية برعاية أمريكية لاحلال السلام في أوكرانيا مع ضمان الأمن القومي الروسي والحد من التمدد العسكري لحلف الناتو باتجاه الشرق،وضمان حياد أوكرانيا وتحديد حجم وشكل الجيش الاوكراني في المستقبل . 5 - في الختام ولغايات العصف الذهني الجماعي اطرح الأسئلة التالية : -لماذا لم يجيب الزعيمان على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الزعيمان في نهاية القمة....؟. - هل ستقسم أوكرانيا إلى أوكرانيا الشرقية واوكرانيا الغربية كما تم تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية إلىألمانيا الشرقية تابعة للاتحاد السوفياتي ،وألمانيا الغربية تابعة للولايات المتحدة. .؟.