logo
ثورة في الطب .. علماء يستخرجون لقاحًا من زيت الزيتون يعالج السرطان وكورونا

ثورة في الطب .. علماء يستخرجون لقاحًا من زيت الزيتون يعالج السرطان وكورونا

صدى البلدمنذ 3 أيام
لم يعد زيت الزيتون مجرد عنصر أساسي في المطبخ الصحي، بل أصبح اليوم مفتاحًا محتملاً لثورة طبية قد تُغيّر مستقبل الطب الحديث، من تطوير اللقاحات إلى علاج السرطان وحتى تعديل الجينات الوراثية.
أكتشاف لقاح مستخرج من زيت الزيتون يعالج السرطان وكورونا
وكشف باحثون عن نجاحهم في استخدام مركّبات مستخلصة من زيت الزيتون لصناعة لقاحات mRNA أكثر كفاءة وأقل آثارًا جانبية، ما يمهّد الطريق أمام طفرة علمية في مجالات متعددة، وفقا لدراسة نُشرت في مجلة Nature Biomedical Engineering.
وقد اعتمد العلماء على الخصائص المضادة للالتهاب الموجودة طبيعيًا في زيت الزيتون، وقاموا بإدخالها في تركيب الجسيمات النانوية الدهنية (LNPs)، وهي الوسيلة التي تنقل الحمض النووي المرسال (mRNA) داخل الجسم، كما في لقاحات كوفيد-19.
وكانت النتيجة مذهلة، حيث أنتجوا مركّبًا جديدًا يُدعى C-a16، أظهر قدرة على تقليل الالتهاب بشكل كبير، وفي الوقت نفسه عزّز من فعالية اللقاح بدرجة ملحوظة مقارنة بالتقنيات السابقة، وفقا لما نشر في موقع Discover Magazine.
أكتشاف لقاح مستخرج من زيت الزيتون يعالج السرطان وكورونا
لقاح أقوى وأقل إيلامًا
وعند اختبار المركّب الجديد في لقاح mRNA مضاد لكورونا، تبيّن أن:
ـ الألم الناتج عن الحقن كان أقل بكثير.
ـ الاستجابة المناعية كانت أقوى بخمس مرات من اللقاحات المتوفرة حاليًا.
ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى استخدام تفاعل كيميائي كلاسيكي يُعرف باسم "تفاعل مانيش"، وهو تفاعل معروف منذ أكثر من 100 عام، لكن لم يُستخدم من قبل في تطوير تقنيات اللقاح.
ومن خلال هذا التفاعل، تمكن الباحثون من إنتاج مئات التركيبات الدهنية، كان أنجحها C-a16، المكوّن من مواد شبيهة بتلك الموجودة في زيت الزيتون.
أكتشاف لقاح مستخرج من زيت الزيتون يعالج السرطان وكورونا
ما بعد اللقاحات: علاج السرطان وتعديل الجينات
لم يتوقف الابتكار عند حدود اللقاحات فقط، فقد أثبت المركّب C-a16 فعاليته في تجارب حيوانية بمجالات أخرى:
ـ علاج السرطان: زاد من فعالية العلاج ضد أورام الميلانوما (أحد أنواع سرطان الجلد) بمعدل ثلاث مرات، وفعّل الخلايا المناعية المهاجمة للأورام.
ـ تقنية CRISPR: ساهم في مضاعفة كفاءة تعديل الجينات، مثل تلك المرتبطة بأمراض الكبد الوراثية النادرة.
أكتشاف لقاح مستخرج من زيت الزيتون يعالج السرطان وكورونا
مفاجآت من كتب الكيمياء القديمة
صرّح البروفيسور مايكل ميتشل، الباحث الرئيسي بالدراسة، قائلًا:"استخدمنا تفاعلًا كيميائيًا قديمًا من كتب الكيمياء، ووجدنا أنه قادر على تغيير مستقبل الطب... من يدري ما الأسرار التي ما زالت مخبأة في معادلات الماضي؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سرطان القلب.. معلومات صادمة لا تعرفها من قبل
سرطان القلب.. معلومات صادمة لا تعرفها من قبل

صدى البلد

timeمنذ 10 ساعات

  • صدى البلد

سرطان القلب.. معلومات صادمة لا تعرفها من قبل

يحدث سرطان القلب عندما تنمو خلايا مريضة خارج نطاق السيطرة على القلب أو بالقرب منه، مُشكلةً ورمًا، يقول الأطباء إن السرطان يبدأ في القلب، ويُعرف بسرطان القلب الأولي، أو حتى ينتشر إليه من مكان آخر، هذه الحالة التي يُمكن علاجها بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي غير قابلة للشفاء. بينما يُعتقد عمومًا أن السرطان لا يمكن أن يؤثر على القلب، فقد حان الوقت لإجراء تشخيص دقيق، لأن سرطان القلب ليس شائعًا. ووفقًا للخبراء، يُعد سرطان القلب الأولي نادرًا للغاية. يُعرف أيضًا باسم ورم القلب، ويبدأ في القلب كساركوما، وهو نوع من السرطان ينشأ في الأنسجة الرخوة في الجسم. يحدث سرطان القلب عندما تنمو خلايا مريضة خارج نطاق السيطرة على القلب أو بالقرب منه، مُشكلةً ورمًا. يبدأ السرطان في القلب - المعروف أيضًا بسرطان القلب الأولي - أو ينتشر إليه من مكان آخر. كيف يحدث سرطان القلب؟ يقول الأطباء إن سرطان القلب يحدث عندما تنتقل الخلايا السرطانية إلى القلب من سرطان في عضو مجاور، مما يؤدي إلى سرطان قلب ثانوي، يكون هذا السرطان في الغالب نقائليًا، وينتشر إلى القلب من الثدي والمريء والجلد والرئتين والكلى، وفي كثير من الأحيان، يمكن أن ينتشر أيضًا من سرطانات الغدة الزعترية (التي تقع في الصدر)، أو من سرطانات الدم والجهاز اللمفاوي. وفقًا للخبراء، قد يلعب التعرض للإشعاع وبعض السموم دورًا، وكذلك الوراثة العائلية، يعتقد العلماء أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بسرطان القلب الأولي هذا بسبب جيناتهم. قد يكون السبب الرئيسي مرتبطًا بطفرة في جين يُعرف باسم بروتين حماية التيلومير 1 أو POT1 ، يمكن للوالدين المصابين بهذه الطفرة أن ينقلوها إلى أطفالهم البيولوجيين. لماذا يعتبر سرطان القلب نادرًا ؟ قلبك مليء بالأنسجة الضامة وخلايا العضلات التي لا تتجدد بسرعة، مما يجعلها مقاومة للسرطان، تنمو الخلايا السرطانية وتتكاثر بقوة أكبر في النسيج الظهاري، الذي يتجدد بسرعة أكبر ويكون أكثر عرضة للطفرات المسببة للسرطان. تبطن الأنسجة الظهارية معظم الأعضاء، ولهذا السبب يؤثر السرطان عادة على الأنسجة في الثديين والأعضاء مثل القولون والبنكرياس والرئتين والجلد. أعراض سرطان القلب يُعدّ قصور القلب المفاجئ وغير المبرر أبرز أعراض سرطان القلب، يعاني الكثير من الأشخاص من ضيق في التنفس وإرهاق شديد وتعب إذا كان الورم يضغط على حجرة القلب، تشمل بعض أعراض سرطان القلب الأخرى ما يلي: عدم انتظام ضربات القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، والذي يتضمن معدل ضربات قلب سريع ألم صدر إغماء الانصباب التاموري - وهو ما يعني وجود سوائل زائدة حول قلبك فقدان الوزن آلام الظهر المزمنة سعال الدم الارتباك أو مشاكل الذاكرة هل يمكن علاج سرطان القلب ؟ يقول الأطباء إن علاجات مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي - أو مزيج منهما - تساعد في تقليص حجم ورم القلب وتخفيف أعراضه، إذا انتشر سرطان آخر إلى قلبك، فسيعالج طبيبك ذلك السرطان الأولي. يعتمد العلاج أيضًا على موقع الورم وحجمه، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل صحتك العامة وعمرك، في كثير من الأحيان، قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لإزالة الورم، مما قد يُطيل عمرك إذا أزال الجراح الورم بالكامل. مع ذلك، قد تكون الجراحة معقدة للغاية، لذا يُفضل إجراؤها في مركز متخصص. في بعض الحالات النادرة، قد يقوم الجراح بإزالة القلب، وإجراء عملية جراحية عليه، ثم إعادته إلى مكانه في عملية تُعرف باسم زراعة القلب التلقائية، تضخ آلة دمك أثناء هذه الجراحة، كما هو الحال في بعض جراحات القلب الأخرى، كما تُعد زراعة القلب خيارًا فعالًا في بعض الحالات. مع ذلك، يؤكد الأطباء عدم وجود علاج لسرطان القلب حتى الآن. المصدر: timesnownews

مافيش حقن.. دراسة جديدة تكشف استبدال الإبر بخيط الأسنان
مافيش حقن.. دراسة جديدة تكشف استبدال الإبر بخيط الأسنان

صدى البلد

timeمنذ يوم واحد

  • صدى البلد

مافيش حقن.. دراسة جديدة تكشف استبدال الإبر بخيط الأسنان

فجر مجموعة من الباحثين مفاجأة جديدة بشأن استبدال الإبر ب خيط الأسنان في إعطاء اللقاحات والتطعيمات .. فما تفاصيل الدراسة؟! وفي دراسة نشرت في مجلة Nature Biomedical Engineering ، أظهر الباحثون أنه عندما تم تطبيق خيط تنظيف الأسنان المخلوط بمكونات اللقاح ، مثل البروتينات والفيروسات غير النشطة، على طول خطوط اللثة لدى الفئران، فقد أدى ذلك إلى تحفيز استجابة مناعية . و فقا لما جاء في موقع decisionsindentistry تعتبر هذه الطريقة فعالة لتوصيل اللقاح لأن مناطق اللثة بين الأسنان تتمتع بنفاذية عالية، مما يسمح لها بامتصاص جزيئات اللقاح بسهولة. تفاصيل التجربة على الفئران في التجربة، استخدم الباحثون خيط تنظيف الأسنان لخمسين فأرًا كل أسبوعين لمدة 28 يومًا، وهي مهمة لم تكن سهلة ولتنظيف كل فأر بخيط تنظيف الأسنان، كان على أحد الأشخاص سحب فكه برفق باستخدام الحلقة المعدنية من سلسلة مفاتيح، بينما تولى شخص آخر عملية التنظيف. بعد أربعة أسابيع من الجرعة الأخيرة من اللقاح، تعرّضت الفئران لسلالة قاتلة من الإنفلونزا ونجت جميع القوارض التي تلقّت لقاح خيط تنظيف الأسنان، بينما نفقت الحيوانات غير الملقحة. وأظهرت الفئران التي تلقّت خيط تنظيف الأسنان استجابة مناعية أوسع انتشارًا في جميع أنحاء أجسامها ووُجدت أجسام مضادة للإنفلونزا في برازها ولعابها، وحتى في نخاع عظمها . يشير وجود أجسام مضادة في نخاع العظم إلى أن أجسام الفئران قد طورت استجابة مناعية طويلة الأمد كما لاحظ الباحثون زيادة في الخلايا التائية (نوع من الخلايا المناعية التي تقاوم العدوى) في رئتي الفئران وطحالها. بعد ذلك، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان استخدام خيط تنظيف الأسنان خيارًا فعالًا للبشر، لذا طلبوا من 27 متطوعًا سليمًا استخدام خيط تنظيف الأسنان باستخدام أعواد تنظيف أسنان مطلية بصبغة طعام و في المتوسط، وصلت الصبغة إلى اللثة في حوالي 60% من الحالات. نتائج التجربة وكتب الباحثون "تثبت هذه النتائج أن التطعيم باستخدام خيط تنظيف الأسنان هو استراتيجية بسيطة وخالية من الإبر تعمل على تعزيز توصيل اللقاح وتنشيط المناعة مقارنة بأساليب التطعيم المخاطية الموجودة". يقدم هذا النهج المبتكر لتوصيل اللقاحات فوائد أخرى عديدة و من أبرزها قدرته على تحسين إقبال الناس على اللقاح، خاصةً بين من يخافون من الإبر. بالإضافةً إلى ذلك، لن تتطلب اللقاحات التي تعتمد على خيط تنظيف الأسنان نقلًا وتخزينًا خاصًا في درجات الحرارة الباردة ويمكن توصيلها بسهولة عبر البريد، مما يُسهّل التطعيم الجماعي السريع خلال الأوبئة.

'تصميم' أطفال خارقين: ما هي تقنية 'تحسين النسل' التي اعتمدها إيلون ماسك؟
'تصميم' أطفال خارقين: ما هي تقنية 'تحسين النسل' التي اعتمدها إيلون ماسك؟

سيدر نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • سيدر نيوز

'تصميم' أطفال خارقين: ما هي تقنية 'تحسين النسل' التي اعتمدها إيلون ماسك؟

في خريف عام 2021، أنجبت شيفون زيليس توأماً من إيلون ماسك بواسطة تقنية التلقيح الاصطناعي. المديرة التنفيذية في شركة 'نيورالينك' التابعة للملياردير، عادت وأنجبت منه طفلين آخرين خلال عامي 2024 و2025. واحدٌ على الأقلّ من أطفال ماسك الأربعة عشر، وُلد بعد اختيار جنينيّ دقيق يستند إلى تقييم وراثي يُعرف بـ'درجة الخطر متعددة الجينات'، وهي التقنية التي توفّرها شركة ناشئة في وادي السليكون إسمها 'أوركيد هيلث'. بواسطة هذه التقنية التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2019 بكلفة عالية جداً، يمكن للراغبين بالإنجاب معرفة احتمالات الإصابة المستقبلية لطفلهم بأمراض مزمنة، وبالتالي استبعادها. تَعِدُ هذه التكنولوجيا العالم بأطفال أصحّاء بالكامل (ومن منّا لا يرغب في ذلك؟) لكنها تفتح أيضاً الباب أمام أسئلة كبرى تتخطى إنقاذ البشرية مستقبلاً من الأمراض: هل نقترب من زمن يُصمَّم فيه الأطفال عبر خوارزميات؟ وهل تتحوّل تقنية وجدت للوقاية من الأمراض إلى وسيلة لاختيار خصائص لأطفال 'خارقين'؟ وهل تصبح عملية الإنجاب نتيجة لانتقاء جيني مسبق وتنقيب في البيانات، ما يزيد من انعدام المساواة والعدالة بين الأفراد منذ لحظة التلقيح؟ تقوم هذه التقنية على تحليل الحمض النووي الكامل للجنين، أي فحص الخريطة الجينية الكاملة التي تتكوّن من نحو ثلاثة مليارات قطعة، باستخدام عدد قليل جداً من خلاياه. وبعد أن تُدمَج هذه التقنية مع أداة تُسمى 'تقييم المخاطر الجينية المتعددة'، وهي وسيلة إحصائية تُقدّر احتمال إصابة الطفل بأمراض معقّدة مثل السرطان أو السكّري أو الفصام، تعد هذه المقاربة بتقديم معلومات وراثية دقيقة ومبكّرة عن صحة الطفل المحتملة قبل ولادته. وعلى عكس الفحوصات الجينيّة التقليدية التي تركز على الأمراض النادرة الناتجة عن طفرة واحدة، تحلّل تقنية 'تقييم المخاطر الجينية المتعددة' (PRS) مجموعات من المتغيّرات الجينية لتقييم خطر الإصابة بأمراض شائعة. هو ليس تشخيصاً، بل تنبؤ قائم على الاحتمالات. وتعد 'أوركيد هيلث' من بين الشركات الرائدة في هذا المجال، وهي شركة ناشئة مقرها وادي السيليكون في سان فرانسيسكو أسّستها الشابة الأمريكية من أصول باكستانية نور صدّيقي. تدّعي الشركة أنها تقدّم أكثر خدمات فحص الأجنّة شمولًا في السوق، حيث تقيّم كلًّا من الأمراض أحادية الجين والحالات المعقّدة باستخدام خوارزميات حصرية. وتُقدَّم خدمات 'أوركيد' اليوم في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي في الولايات المتحدة. وبحسب تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإنّ الطلب على هذه الخدمة آخذ في الارتفاع. ومع توسّع الوصول إلى قواعد البيانات الجينومية الضخمة، قد يتحوّل الوعد التكنولوجي بـ'اختيار' أطفال أصحّاء من خيال علمي إلى ممارسة روتينية في عيادات الخصوبة. 'الجنس للمتعة وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب' تقول صدّيقي، إنها تمتلك 'رؤية طموحة تقوم على خوارزميات مصمّمة خصّيصاً وتحليل الجينوم بهدف القضاء على الأمراض والعلل' لدى أطفال المستقبل. وتقوم شركتها الناشئة بفحص الأجنّة للكشف عن آلاف الأمراض المحتملة، ما يتيح للآباء والأمهات المستقبليين التخطيط لعائلاتهم بناءً على كمٍّ من المعلومات غير المسبوق حول نسلهم. ومع أن العقود الأخيرة جعلت من قيام النساء الحوامل، وكذلك الأزواج الذين يخضعون للتلقيح الاصطناعي، بإجراء اختبارات للكشف عن اضطرابات وراثية نادرة ناتجة عن طفرات في جين واحد، مثل التليّف الكيسي، أو عن خلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون، ممارسة شائعة، إلا أن 'أوركيد' هي أول شركة تقول إنها قادرة على تحديد تسلسل الجينوم الكامل للجنين، والمكوّن من 3 مليارات كروموسوم. وتستخدم الشركة ما لا يزيد عن خمس خلايا من الجنين لفحص أكثر من 1200 حالة نادرة ناتجة عن جين مفرد، تُعرف باسم الأمراض أحادية الجين. كما تطبّق الشركة خوارزميات مصمّمة خصيصاً لإنتاج ما يُعرف بـ 'درجات الخطر متعددة الجينات وهي أدوات تهدف إلى قياس القابلية الوراثية للطفل المستقبلي للإصابة بأمراض معقّدة في وقت لاحق من حياته، مثل الاضطراب ثنائي القطب، والسرطان، ومرض ألزهايمر، والسمنة، والفصام. صدّيقي التي تنوي إنجاب أربعة أطفال باستخدام أجنّتها التي خضعت لفحص 'أوركيد'، تدافع عن فكرة أكثر جرأة بدأت تكتسب زخماً في عالم التكنولوجيا: وهي أن تقنيات الخصوبة المتطورة والمتاحة بشكل متزايد 'ستحلّ تدريجياً محلّ الجنس كوسيلة مفضّلة للإنجاب لدى الجميع'. وقالت صديقي في مقطع فيديو شاركته عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): 'الجنس للمتعة، وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب'. وتشير إلى أن الوقت قد اقترب الذي سيصبح فيه من الطبيعي أن يختار الأزواج أجنّتهم من خلال جدول بيانات، تماماً كما يفعل زبائنها الحاليون، موازنين مثلاً بين قابلية للإصابة بأمراض القلب أعلى بـ1.7 مرة من المعدّل العام، وبين درجة خطر 2.7 للإصابة بالفصام. شكوك في دقة الفحوصات برغم الوعود الكبيرة التي تقدّمها شركة 'أوركيد'، يثير العديد من العلماء شكوكاً جدّية بشأن دقّة الفحوصات التي تعتمدها. فعملية تسلسل الجينوم الكامل انطلاقاً من خمس خلايا جنينية فقط تُعدّ تقنية حسّاسة، وقد تؤدي، بحسب خبراء من جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا، إلى أخطاء كبيرة نتيجة 'تكبير' المادة الوراثية بشكل قد يُشوّه النتائج. كما يُنتقَد استخدام تقييم المخاطر متعددة الجينات باعتباره لا يزال 'غير ناضج سريرياً'، بخاصة أن دقّته تنخفض لدى الأجنّة من أصول غير أوروبية، بسبب 'تحيّز قواعد البيانات الجينية المتاحة'. ويرى بعض المتخصصين أن الفروقات الطفيفة بين خوارزميات الشركات المختلفة قد تؤدي إلى نتائج متباينة تماماً، في غياب معيار علمي موحّد يضمن الموثوقية. يربط البعض بين هذا التوجّه المتنامي في تقنيات الإنجاب وبين النزعة المؤيدة للإنجاب في الولايات المتحدة والتي يروّج لها عدد كبير من رموز اليمين الأمريكي. وأشارت 'واشنطن بوست' إلى أن شركة 'أوركيد' تشكّل جزءاً من حركة ثقافية أوسع يروّج من خلالها أشخاص نافذون في واشنطن ووادي السيليكون لأهمية إنجاب المزيد من الأطفال. فقد كرّر مرات عدة كل من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، وإيلون ماسك، بالإضافة إلى المستثمر الملياردير المحافظ بيتر ثيل، وهو الراعي الأساسي لشركة 'أوركيد'، أن تراجع معدلات المواليد 'يُهدّد مستقبل الدول الصناعية'، وأنه 'ينبغي للناس إنجاب المزيد من الأطفال لمواجهة هذا الانحدار'. ويضع البعض في السياق نفسه الأمر التنفيذي الذي أصدره البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، والذي يدعو إلى توسيع الوصول إلى علاجات التلقيح الاصطناعي. عودة إلى 'تحسين النسل'؟ يرى العديد من النقّاد أن استخدام تقنيات فحص الأجنّة بناءً على تقييمات متعددة الجينات يفتح الباب أمام شكل جديد من 'تحسين النسل التكنولوجي' (techno-eugenics)، أي استخدام الوسائل العلمية لاختيار أو استبعاد خصائص وراثية معينة بهدف إنجاب أفراد يُعتبرون 'أفضل' جينياً. وتستند هذه الرؤية إلى تاريخ مثير للجدل، إذ ارتبط مفهوم 'تحسين النسل' تقليدياً بمحاولات سلطوية للتحكّم بالتكاثر البشري، سواء عبر منع الفئات المصنّفة 'أقل شأناً' من الإنجاب، أو عبر تشجيع خصوبة من يُعتبرون 'أعلى قيمة'. واليوم، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يعد يتخذ طابعاً قسرياً، فإن التقنيات الحديثة تعيد إحياء هذا المنطق ولكن بصيغة فردية وطوعية، تُقدَّم تحت عنوان الحرية والاختيار. وتتجاوز المخاوف الجانب الأخلاقي لتطال البُعد الاجتماعي: إذ يمكن لمثل هذه الممارسات أن تعزّز شعوراً بالتفوّق الجيني لدى فئات معينة، وتُعمّق الفوارق الطبقية، حيث لا تتوفّر هذه التقنيات سوى للأثرياء القادرين على 'تصميم' أطفالهم. كما قد يؤدي التركيز على بعض السمات، مثل الذكاء أو الطول، إلى تعزيز معايير ضيّقة للقيمة الإنسانية، تُقصي من لا تنطبق عليهم هذه المعايير منذ مرحلة ما قبل الولادة. غير أن القائمين على هذا المشروع ينفون الربط بينه وبين هذه الاتهامات. ويؤكد هؤلاء، ومن بينهم نور صدّيقي، أن التلقيح الاصطناعي نفسه واجه في بداياته خلال سبعينيات القرن الماضي موجة من الانتقادات والاتهامات، إذ اعتبره البعض آنذاك شكلاً من أشكال 'لعب دور الإله'. 'لكن مع مرور الوقت، تحوّل إلى تقنية شائعة ومقبولة على نطاق واسع، تُستخدم اليوم لتحسين فرص الإنجاب لدى من يواجهون صعوبات في الحمل، من دون أن تثير الاعتراضات التي صاحبت انطلاقتها الأولى'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store