logo
ماذا تخبئ قمة ترمب وبوتين للعالم؟

ماذا تخبئ قمة ترمب وبوتين للعالم؟

Independent عربيةمنذ 3 أيام
على مدى الأشهر السبعة الماضية تساءل كثر عن سر الرغبة الجارفة التي يبديها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في لقاء فلاديمير بوتين، فعلى رغم عزوف الأخير وغلقه كل أبواب الحوار مع الولايات المتحدة، بدا ترمب متحفزاً لإحياء علاقة كثيراً ما انتقد بسببها.
وعلى رغم الفوارق الأيديولوجية والسياسية والكراهية التي يكنها أقوى حلفاء واشنطن الغربيين تجاه بوتين باعتباره المسؤول عن نشوب الحرب الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فإن ترمب مضى في مساعيه لطي صفحة الخلاف، وعقد قمة ثنائية مع الرئيس الروسي.
وهكذا أصبح ستيف ويتكوف، صديق ترمب ومبعوثه للمهام الصعبة، زائراً دائماً للكرملين، حيث التقى بوتين خمس مرات، آخرها الأربعاء الماضي، وهو اللقاء الذي أثمر أخيراً اتفاقاً لعقد لقاء الزعيمين الجمعة، وتحدد موقع إقامته في ألاسكا بحسب الرئيس الأميركي.
حلم ترمب المؤجل
القمة المرتقبة لن تكون فحسب خطوة نحو إنهاء الحرب الأوكرانية، فالرئيس الأميركي يسعى أيضاً إلى تحقيق الهدف الذي وضعه منذ نحو 9 سنوات، وهو إعادة الدفء إلى العلاقات الروسية – الأميركية، وقد عبر عن ذلك في تجمع انتخابي عام 2016 قائلاً، "ألن يكون عظيماً لو كنا على وفاق مع روسيا".
لكن في 2017 استقر ترمب في واشنطن كضيف جديد وقليل الخبرة بأسرارها، وشكل إدارته الأولى من شخصيات سرعان ما اختلف معها، وكان ذلك سبباً في إعاقة خططه بالتقارب مع روسيا، إذ كان الصقور الجمهوريين أكثر تشككاً منه في شأن نيات سيد الكرملين.
أزمة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات لمنع فوز هيلاري كلينتون كانت أيضاً سبباً في عرقلة التقارب، وفق المفكر الأميركي جون ميرشايمر، فالأزمة التي تحولت إلى قضية رأي عام، سلبت الرئيس الجمهوري فرصة التحرك بحرية تجاه موسكو، وبدا أن ترمب لم يتجاوز حنقه تجاه باراك أوباما، فحمله هذا العام مسؤولية الترويج لهذه "الأكذوبة"، واتهمه بـ"الخيانة" لأنه قاد محاولة للربط بينه وبين روسيا من دون وجه حق.
بوتين المحبوب بوتين المكروه
الرئيس الروسي، ابن الـ"كي جي بي" الذي يقر له الخصوم بذكائه، لم يكن دائماً مثار الخصومة في الغرب، فبعد عامين من انتخابه رسمياً للرئاسة عام 2000، نشأ "مجلس 'الناتو' وروسيا" وبدا بوتين مرتاحاً للغاية بين جيرانه الأوروبيين حتى إنه مازحهم في أحد الاجتماعات قائلاً إنه يقترح "تغيير اسم مقر 'الناتو' إلى بيت السوفيات".
استذكر الأمين السابق لحلف "الناتو" جورج روبرتسون تلك اللحظة قائلاً إن النكتة بثت الذعر في الوفد البولندي، لكنها كانت دلالة على الإشارات الإيجابية التي حرص الرئيس الروسي دائماً على إرسالها، ومنها قوله لأمين الحلف عام 2000 إنه يريد تحسين العلاقات بين موسكو و"الناتو" خطوة بخطوة.
بوتين أيضاً أقام علاقات ودية مع نظرائه الأميركيين، وكان أول الرؤساء الذين هاتفوا جورج دبليو بوش في أعقاب هجوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وما زال مشهد رقصه مع بوش محفوراً في الذاكرة، وأفضل مثال لإبراز التحول في العلاقات الأميركية – الروسية من الحفاوة إلى الخصومة.
يعبر بوش نفسه عن تلك المرحلة قائلاً، "لقد وجدت بوتين صريحاً وجديراً بالثقة. لقد استشعرت جوهره. ولم أكن لأدعوه إلى مزرعتي لو لم أثق به"، وغيره كثير من قادة دول "الناتو" الذين استبشروا بالزعيم الروسي ذي النبرة الهادئة قبل أن ينقلبوا عليه.
الرؤساء الديمقراطيون كانوا أيضاً على وفاق مع بوتين، كان مشهد أوباما وهو يتبادل الضحكات مع بوتين العلامة الفارقة في قمة مجموعة الـ20 التي احتضنتها المكسيك في 2012. وقبله بيل كلينتون صرح بأن الولايات المتحدة قادرة على التعامل تجارياً مع بوتين.
لكن عندما ترشح ترمب إلى الرئاسة عام 2016، كان الحرس الجمهوري القديم متشدداً تجاه بوتين، بل إن الجمهوريين كانوا ينتقدون بشدة إدارة أوباما لرفضها تزويد الحكومة الأوكرانية بالأسلحة الفتاكة رداً على الهجمات التي دعمتها موسكو على شرق أوكرانيا.
وآخر مرشحين جمهوريين للرئاسة، وهما جون ماكين وميت رومني، وضعا روسيا على رأس قائمة خصوم الولايات المتحدة، بل وشتما بوتين علناً، لكن ترمب خالف التقاليد، ورحب بفتح صفحة جديدة مع الرئيس الروسي، وكان يتخيل عالماً تكون في أميركا وروسيا على وفاق.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تغير المزاج الغربي
وصل ترمب إلى الحكم بعد نحو عقد من تغير المزاج الغربي تجاه بوتين، وتغير خطاب بوتين نفسه تجاه الغرب، ففي 2007 تحدث الرئيس الروسي أمام "مؤتمر ميونيخ للأمن" عن أفكاره بوضوح، وقال، "دولة واحدة، وهي الولايات المتحدة، تجاوزت حدودها الوطنية، بكل الطرق".
كان بوتين وقتها مستاءً من توسع "الناتو"، وقال في سياق انتقاده الخطط الأميركية لإنشاء نظام دفاع صاروخي في أوروبا الوسطى، "لقد وزعت أحجار جدار برلين منذ فترة طويلة كتذكارات، والآن يحاولون أن يفرضوا علينا خطوط تقسيم وجدران جديدة".
ولم يمر وقت طويل حتى أظهر بوتين استعداده لاستخدام القوة العسكرية لزعزعة الأنظمة الموالية للغرب في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، وتجلت جرأته عندما ضم شبه جزيرة القرم في 2014، مما مهد إلى الحرب الشاملة ضد أوكرانيا في 2022، التي يرى بوتين أنها ضرورية للدفاع عن روسيا من أطماع "الناتو".
ومع إلقاء الرئيس بايدن بثقل الولايات المتحدة خلف أوكرانيا، بالسلاح والكلمات، تدهورت العلاقات الأميركية – الروسية إلى أدنى مستوياتها، وانقطع الخط الساخن للطوارئ بين الكرملين والبيت الأبيض الذي يعود تاريخ لأزمة الصواريخ الكوبية 1962، في حين لوحت روسيا بإمكان استخدام الأسلحة النووية.
الحذر من "فخاخ بوتين"
فشل ترمب في تحقيق هدفه الطموح بإنهاء الحرب الأوكرانية بغضون 24 ساعة من ولايته الثانية، ومن خلال القمة المرتقبة مع بوتين، يحاول الرئيس الأميركي تحقيق اختراق في المفاوضات واستعادة توازن العلاقات مع روسيا. وفي هذا المسعى، لم يخف ترمب ضيقه من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ انتقده علناً، وأوقف مساعدات عسكرية مراراً، متذرعاً برغبته في "دفع الطرفين نحو السلام".
لكن بالنسبة إلى الغرب لم يظهر بوتين حتى الآن استعداداً حقيقياً للتفاوض، على رغم الضغوط والعقوبات والرسائل الأميركية المتكررة. ولم يعلق الروس على إمكان عقد لقاء ثلاثي يضم أيضاً الرئيس الأوكراني، مما يعكس هشاشة خطوط التواصل في شأن أوكرانيا.
وفيما يتحدث ترمب عن "محادثات بناءة" مع بوتين، فإن مسؤولين في البيت الأبيض يلمحون إلى تعقيدات التفاوض، بخاصة حول وقف إطلاق النار، وما إذا كانت روسيا ستقدم تنازلات حقيقية مقابل تخفيف العقوبات.
وتخشى أوكرانيا أن يستغل بوتين حرص ترمب على الظهور بمظهر صانع السلام لإحراج واشنطن، ودفعها نحو فرض شروط مجحفة على كييف، وهو ما حذر منه زيلينسكي صراحة، قائلاً في مقابلة تلفزيونية إن روسيا تبدو الآن أكثر التزاماً بوقف إطلاق النار. الضغط يجدي نفعاً، لكن الأهم ألا يخدعوننا والولايات المتحدة".
وقال المتخصص في مجال السياسة الروسية في جامعة كينغز كوليج بلندن سام غرين إن بوتين "أخرج نفسه من موقف ضعف كبير وحول هذه العملية برمتها إلى وضع يتوافق تماماً مع ما يحتاج إليه تقريباً".
وصرح زيلينسكي أمس السبت أن الدستور الأوكراني لا يسمح لكييف بالتفاوض على التنازل عن أراضي البلاد، في حين أبلغ ترمب المسؤولين الأوروبيين أن الاجتماع مع بوتين سيعقبه قمة ثلاثية تضم بين بوتين وزيلينسكي، لكن الكرملين سارع إلى نفي أي وعد من هذا القبيل.
التقارير تشير إلى أن الكرملين يدرس وقفاً جزئياً للهجمات، تحديداً الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن دون التزامات طويلة الأمد. ووثقت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 6700 مدني أوكراني في النصف الأول من هذا العام، فيما وصف ترمب القصف الروسي بأنه "مقزز" و"عار".
وعلى رغم كثافة اللقاءات بين المبعوث الأميركي ويتكوف وبوتين، لم تنجح واشنطن حتى الآن في الحصول على تنازلات حقيقية، إذ لا يزال بوتين متمسكاً بشروطه، وعلى رأسها بقاء أوكرانيا خارج "الناتو"، والاعتراف بالسيطرة الروسية على الأراضي المحتلة. ويرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "الضغط بدأ يؤتي ثماره"، مشيراً إلى أن روسيا ربما للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، بدأت تعرض "شروطاً ملموسة"، حتى وإن كانت غير مقبولة بالكامل من قبل أوكرانيا أو حلفائها.
ويريد بوتين تعهداً رسمياً بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أو أي تحالفات عسكرية غربية أخرى، ومنعها من استضافة قوات غربية على أراضيها، أو بناء جيش يهدد روسيا.
وأوضح مدير مركز كارنيغي لروسيا وأوراسيا ألكسندر غابوييف أن بوتين سيدخل القمة المقررة الجمعة في ألاسكا وأمامه سيناريوهات عدة، تشمل التوصل إلى اتفاق مرض مع ترمب ينجح الرئيس الأميركي في فرضه على أوكرانيا، أو اتفاق مُرضٍ مع ترمب يرفضه زيلينسكي، مما يدفع الولايات المتحدة إلى التخلي عن أوكرانيا. أما الخيار الثالث، بحسب غابوييف، فهو أن يواصل الرئيس الروسي الحرب لمدة تراوح ما بين 12 و18 شهراً، على أمل استنزاف القوات الأوكرانية قبل أن تفقد آلة الحرب الروسية زخمها.
بعد إقليمي لقمة ترمب - بوتين
على رغم أن الحرب في أوكرانيا تتصدر أولويات القمة المرتقبة، فإن عودة الحوار رفيع المستوى بين واشنطن وموسكو قد تحمل في طياتها تأثيرات إقليمية، لا سيما في ما يخص إيران، التي تسعى الولايات المتحدة إلى إبقائها في موقف تفاوضي ضعيف قبيل استئناف المحادثات النووية.
ويرى مراقبون أن الانفتاح الأميركي – الروسي يمكن توظيفه في ملفات أخرى شديدة الحساسية في الشرق الأوسط، وفي مقدمها الملف الإيراني، فالولايات المتحدة تدرك أن أي تباين بين موسكو وطهران يمكن أن يشكل ورقة ضغط دبلوماسية فعالة، بخاصة بعد ضعف الدعم الروسي لإيران في حربها مع إسرائيل.
ولفت غرانت روملي وآنا بورشفسكايا الباحثان في "معهد واشنطن" إلى أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، التي دامت 12 يوماً، كشفت عن حدود العلاقات بين طهران وكل من موسكو وبكين، فبينما ترتبط الدول الثلاث بشراكات استراتيجية وتعاون دبلوماسي، إلا أن الأزمة الأخيرة أظهرت أن هذا التحالف ليس متماسكاً كما يصور.
ويرى الباحثان أن هذا الموقف المتحفظ يعد مؤشراً إلى خطوط صدع بدأت تتشكل داخل ما يفترض أنه محور ثلاثي، وهذا يضع أمام الولايات المتحدة فرصة دبلوماسية ثمينة ينبغي استغلالها عبر تعميق الفجوة بين طهران وموسكو من جهة، وبين طهران وبكين من جهة أخرى بهدف إبقاء إيران في وضع استراتيجي هش، لا يمكنها من فرض شروط قوية في أي مفاوضات نووية مقبلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد اجتماع القادة الأوروبيين وترمب.. زيلينسكي: وقف إطلاق النار أولاً
بعد اجتماع القادة الأوروبيين وترمب.. زيلينسكي: وقف إطلاق النار أولاً

عكاظ

timeمنذ 41 دقائق

  • عكاظ

بعد اجتماع القادة الأوروبيين وترمب.. زيلينسكي: وقف إطلاق النار أولاً

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، أن التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا يجب أن يكون الموضوع الرئيسي للاجتماع المقرر عقده الجمعة في ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال زيلينسكي الذي لن يحضر الاجتماع: «نأمل أن يكون الموضوع الرئيسي للاجتماع هو وقف إطلاق النار. وقف إطلاق نار فوري»، مشدداً في مؤتمر صحفي مشترك في برلين مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس على ضرورة فرض العقوبات وتعزيزها إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار في ألاسكا. وقال: «لقد أبلغت الرئيس الأمريكي وجميع زملائنا الأوروبيين بأن بوتين يخادع، ويحاول الضغط قبل اجتماع ألاسكا على جميع أجزاء الجبهة الأوكرانية»، مشيراً إلى أن روسيا تحاول إظهار قدرتها على احتلال كامل أراضي أوكرانيا. وأبدى زيلينسكي رغبته في عقد اجتماع ثلاثي يجمعه بترمب وبوتين، مؤكداً أن أية محادثات بشأن أوكرانيا يجب ألا تستثني كييف. من جهته، شدد المستشار الألماني على ضرورة مشاركة أوكرانيا في المفاوضات خلال الاجتماعات القادمة التي تلي قمة ترمب وبوتين الجمعة في ألاسكا. وأعلن ميرتس، بعد المؤتمر الذي عُقد عبر الفيديو مع الرئيس الأمريكي، والذي شارك فيه قادة أوروبيون، إضافة إلى الرئيس الأوكراني الذي حضر إلى برلين لهذه المناسبة، أن وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف يجب أن يأتي أولاً حتى تتم أية مفاوضات بالترتيب الصحيح. وقال المستشار الألماني إن الزعماء الأوروبيين حثوا الرئيس الأمريكي على العمل من أجل تحقيق السلام في أوكرانيا، بما يحمي المصالح الأمنية الأوروبية والأوكرانية، مضيفاً: أوكرانيا مستعدة للتفاوض بشأن القضايا المتعلقة بالأراضي، لكن الاعتراف القانوني بالسيطرة الروسية ليس محل نقاش. وأضاف: إذا سعت الولايات المتحدة الآن نحو تحقيق السلام في أوكرانيا بما يضمن المصالح الأوروبية والأوكرانية، فيمكنها الاعتماد على دعمنا الكامل في هذا المسعى. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد المحادثة مع ترمب أن واشنطن ترغب في التوصل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا. وأضاف الرئيس الفرنسي من مقر إقامته الصيفي في قلعة بريغانسون، وإلى جانبه رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أن قضايا الأرض التي تعود لأوكرانيا لا يمكن التفاوض عليها، ولن يتفاوض عليها إلا الرئيس الأوكراني، مشيراً إلى أنه لا توجد خطط جدية لتبادل الأراضي مطروحة حالياً. من جانبها، قالت رئيسة المفوضية لأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» عززوا موقفهم المشترك بشأن أوكرانيا. وكتبت فون دير لاين على منصة «إكس» بعد حضور اجتماع عبر الإنترنت مع ترمب: أجرينا مكالمة جيدة للغاية، مبينة أن أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عززوا اليوم الأسس المشتركة، فيما يتعلق بأوكرانيا. سنواصل التنسيق الوثيق، لا أحد يريد السلام أكثر منا، سلاماً عادلاً ودائماً. وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، إن الزعماء الأوروبيين والرئيسين الأمريكي والأوكراني متحدون في عزمهم على إنهاء الحرب على أوكرانيا. مضيفاً: «الكرة الآن في ملعب روسيا». وعبّر روته عن تقديره لقيادة الرئيس ترمب وتنسيقه الوثيق مع حلفائه قبل اجتماعه مع بوتين. أخبار ذات صلة

ترمب يهدد روسيا بـ«عواقب وخيمة جدا» إذا لم تنه الحرب في أوكرانيا
ترمب يهدد روسيا بـ«عواقب وخيمة جدا» إذا لم تنه الحرب في أوكرانيا

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ترمب يهدد روسيا بـ«عواقب وخيمة جدا» إذا لم تنه الحرب في أوكرانيا

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا بـ"عواقب وخيمة جدا" إذا لم تنه الحرب في أوكرانيا . حيث قال ترمب في تصريحات اليوم الأربعاء "روسيا ستواجه عواقب وخيمة جداً إذا لم تتوقف الحرب". وأضاف ترمب "سألتقي ببوتين وزيلينسكي إذا سار الاجتماع الأول مع بوتين على نحو جيد". هل تتقرر تسوية النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الجمعة على مسافة 7500 كلم من كييف؟ يلتقي الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في أنكريدج في ألاسكا لعقد قمة توصف منذ الآن بالتاريخية. وبعدما تباهى ترامب على مدى الحملة الانتخابية بقدرته على وضع حد فوري للحرب في أوكرانيا، يسعى جاهدا الآن لخفض التوقعات بشأن تحقيق اختراق خلال القمة. وقال الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما "إنه في الواقع اجتماع استكشاف إلى حد ما". ويعقد هذا اللقاء الأول بين الرئيسين منذ العام 2019، بعد عدة اتصالات هاتفية جرت منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن ترامب يريد "الاستماع" إلى بوتين خلال القمة التي تجري بناء على طلب الرئيس الروسي، وهي نقطة تشدد عليها واشنطن. ولن تكون القمة بالطبع مؤتمر سلام في غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عنها. ويحرص زيلينسكي والقادة الأوروبيون على عدم تحول قمة أنكريدج إلى ما يشبه مؤتمر مالطا الذي قررت خلاله الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفياتي في شباط/فبراير 1945 كيفية إعادة ترتيب ألمانيا وأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية وتقاسم مناطق النفوذ في ما بينها. وأوضحت ليانا فيكس خبيرة شؤون أوروبا في مجلس العلاقات الخارجية أن "القادة الأوروبيين يدركون جيدا أن آخر من يتكلم مع دونالد ترامب هو الذي يكوِّن لديه أقوى انطباع"، وخصوصا حين يكون زعيما متسلطا من النوع الذي يثير إعجاب الرئيس الأميركي. وأعرب ترامب مؤخرا عن استيائه لاستمرار الهجمات الروسية الدامية على أوكرانيا مبديا "خيبة أمل" حيال نظيره الروسي بعدما عمد بنفسه إلى كسر عزلته الدبلوماسية. فهل يفاتح بوتين بذلك أم ينقلب بعد لقائه به على زيلينسكي، وهو الذي اتهمه مرات عديدة بعرقلة تسوية للنزاع فيما لم يحمل يوما موسكو مسؤولية الحرب التي اندلعت عندما غزت أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وأبدى الرئيس الأميركي الإثنين "استياءه" من رفض كييف "تبادل" أراض مع روسيا التي تحتل 20% من مساحة هذا البلد. ولاية ألاسكا نفسها حيث تعقد القمة كانت أرضا استعمرتها روسيا قبل أن تشتريها منها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. وستعقد القمة في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية. ويبدو الملياردير الجمهوري أمام خيار صعب، ما بين الرغبة في إصدار إعلانات شديدة الوقع الجمعة ولو بقي مضمونها ربما مبهما، والحرص على عدم الظهور وكأنه "دمية" بأيدي بوتين، وهو اللقب الذي أطلقه عليه معارضوه بعد قمته مع الرئيس الروسي في هلسنكي عام 2018 والتي كشفت عن توافق واضح بينهما. واعتبر زيلينسكي أن مجرد قدوم بوتين إلى ألاسكا لعقد القمة هو "انتصار" للرئيس الروسي. وقال المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاشيف لوكالة فرانس برس إن بوتين "لم يقدم أي شيء ذي مغزى" للمشاركة في هذا اللقاء. لكن ترامب رفض على منصته "تروث سوشال" الأربعاء، فكرة انتصار الرئيس الروسي، مُشتكيا من المعامل "غير المنصفة" التي تخصه بها وسائل الإعلام. وقال مُستخدما الاسم السوفياتي السابق لسان بطرسبرغ "لو حصلتُ على موسكو ولينينغراد ضمن الصفقة مع روسيا ستقول +الأخبار الكاذبة+ إنني أبرمتُ صفقة سيئة!". ورأى جورج بيبي الخبير السابق في شؤون روسيا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والخبير في معهد "كوينسي إنستيتيوت فور ريسبونسيبل ستايتكرافت"، أن قمة الجمعة ستطرح في أفضل الأحوال "إطارا لمواصلة المفاوضات". وأوضح أن روسيا قد توافق مثلا على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي إذا ما تخلت عن طلبها الانضمام إلى الحلف الأطلسي. والمسألة الأكثر صعوبة ستكون مطالبة روسيا بأراض أوكرانية، مع مواصلة جيشها تقدمه في هذا البلد. وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014، وهي مطالب غير مقبولة بالنسبة لكييف. ووعد ترامب بالتحدث إلى زيلينسكي والقادة الأوروبيين بعد القمة، وصرح الإثنين "قد أقول +حظا سعيدا، واصلوا القتال+، أو قد أقول +يمكننا إبرام اتفاق+".

أسعار النفط تتراجع 1% بعد زيادة المخزونات الأمريكية
أسعار النفط تتراجع 1% بعد زيادة المخزونات الأمريكية

الاقتصادية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقتصادية

أسعار النفط تتراجع 1% بعد زيادة المخزونات الأمريكية

انخفضت أسعار النفط بأكثر من 1 % اليوم الأربعاء بعد ارتفاع مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية، لكن الخسائر كانت محدودة بعد أن قال وزير الخزانة الأمريكي إن الرئيس دونالد ترمب قد يستخدم العقوبات ورقة ضغط خلال اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 80 سنتا ،أو 1.2 %، إلى 65.32 دولار للبرميل خلال التعاملات، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 92 سنتا، أي ما يعادل 1.5 %، إلى 62.25 دولار للبرميل. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 3 ملايين برميل إلى 426.7 مليون. وكان المحللون توقعوا في استطلاع أجرته رويترز انخفاضها 275 ألف برميل. أضافت الإدارة أن صافي الواردات الأمريكية من الخام ارتفع الأسبوع الماضي 699 ألف برميل يوميا. وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال في نيويورك "تظل صادرات الخام هذه دون المستوى الذي اعتدنا عليه، فهي تتراجع بسبب رد الفعل على الرسوم الجمركية"، مضيفا أن استمرار انخفاض الصادرات قد يضغط على الأسعار. رفعت وكالة الطاقة الدولية اليوم توقعاتها لنمو إمدادات النفط هذا العام، لكنها خفضت توقعاتها للطلب. من المتوقع أن يلتقي ترمب ببوتين في ألاسكا يوم الجمعة لمناقشة إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، التي تهز أسواق النفط منذ فبراير 2022. قال بيسنت اليوم الأربعاء إن العقوبات أو الرسوم الجمركية الثانوية ربما تزيد إذا لم يمض الاجتماع على نحو جيد، داعيا القادة الأوروبيين إلى استخدام العقوبات أيضا للضغط على روسيا. وأضاف بيسنت في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج "سيوضح (ترمب) للرئيس بوتين أن جميع الخيارات مطروحة". في غضون ذلك، رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الثلاثاء توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام المقبل، وخفضت توقعاتها لنمو الإمدادات من الولايات المتحدة ومنتجين آخرين من خارج تحالف أوبك+ ما يشير إلى تقلص الفارق بين الطلب والمعروض في السوق. انخفاض مخزونات البنزين في أسبوع قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت بينما انخفضت مخزونات البنزين الأسبوع الماضي. وذكرت الإدارة أن استهلاك الخام في مصافي التكرير ارتفع 56 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي في حين تراجعت معدلات تشغيل المصافي 0.5 نقطة مئوية إلى 96.4 %. أضافت أن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت 792 ألف برميل في الأسبوع الماضي إلى 226.3 مليون مقابل توقعات محللين في استطلاع أجرته رويترز بتراجع 693 ألفا. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة ارتفعت 714 ألف برميل الأسبوع الماضي إلى 113.7 مليون، وهو ما يتماشى مع التوقعات بارتفاع قدره 725 ألفا. وقالت الإدارة إن الواردات الصافية من النفط الخام ارتفعت الأسبوع الماضي 699 ألف برميل يوميا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store