logo
النهار: مشهدٌ مربكٌ للدولة أمام تصاعد التباينات… بيروت تترقّب ما بعد تغيير الموفدة الأميركية

النهار: مشهدٌ مربكٌ للدولة أمام تصاعد التباينات… بيروت تترقّب ما بعد تغيير الموفدة الأميركية

وزارة الإعلاممنذ 2 أيام

كتبت صحيفة 'النهار': على الأهمية التي تكتسبها الجولات العربية لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وكان آخرها أمس زيارة الرئيس عون لبغداد، إلا أنها لا تحجب ملامح إرباك صار من الصعب تجاهله في واقع تماسك الحكم والدولة أمام العديد من الملفات والاستحقاقات الحيوية. ذلك أن التوتر الذي صعد إلى واجهة المشهد السياسي في السجالات التي دارت بين 'حزب الله' ورئيس الحكومة سرعان ما تفشّت تداعياته لتضم إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولم يقف الأمر عند 'رسالة' إعلامية خاطفة وجّهها بري إلى سلام ليؤكد عدم التمايز بين موقفه وموقف 'حزب الله'، بل إن 'وحدة الحال' في الحكم بدت مهتزة أمام واقعتين لم تثارا إعلاميا ولكن اصداءهما ترددت في الكواليس السياسية ولو ظلت مكتومة. الأولى، تمثلت في اجتماع أمني رفيع المستوى عقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وخصّص للبحث في إجراءات سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات بما أثار التساؤل عن تغييب رئيس الحكومة عن اجتماع بهذه الأهمية. والثانية، تمثلت في 'مبادرة' الرئيس بري إلى الكشف عن أنَّ مسألة طلب التجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان 'اليونيفيل' تصدّرت الاجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يومين، كاشفاً أن هناك لجنة تشكلت لإعداد نص الرسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي لطلب التجديد من دون أيّ تعديل. وهو الأمر الذي أثار مجدداً الاستغراب حيال 'تفرّد' رئيس السلطة التشريعية بإعلان قرارات تنفيذية تتصل بصلاحيات حكومية أولاً، وبصلاحية وزارة الخارجية تحديداً. وفي هذا الإطار، عُلم أن الرئيس نواف سلام سيزور اليوم رئيس مجلس النواب في مقره في عين التينة.
يحصل ذلك ولبنان يستعد لحركة ديبلوماسية قد تنطوي على وضعه أمام معطيات خارجية مؤثرة جديدة. ففي وقت كانت أنظار المسؤولين تترقب الزيارة الثالثة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان، فوجئت بيروت بالتقارير الصحافية عن مغادرة أورتاغوس منصبها بعدما أُبلغت أنه سيتم نقلها إلى منصب آخر داخل إدارة ترامب. وأفادت التقارير أن أورتاغوس كانت ترغب في أن تُعيَّن مبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب أُعطي بدلاً منها لتوم باراك. وسيقوم ستيف ويتكوف هذا الأسبوع بالإعلان عن بديل مورغان، وذلك وفقاً لمصادر في البيت الأبيض.
في السياق، تحدثت القناة 14 الإسرائيلية أنّ أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً وأنّ 'هذا ليس خبراً ساراً لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله'. وفي بيروت بدا واضحاً أن أي جهة لا تملك الجزم بعد، وفي انتظار تبلّغها معلومات رسمية من واشنطن، ما إذا كانت أورتاغوس ستقوم بزيارتها المرتقبة أم سيكون هناك تبديل واسع في تعيين البديل والآلية والأجندة التي اعتمدتها.
كما أن بيروت ستستقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يصل اليوم ويجري غداً لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجي. وهي زيارة سيجري رصد أهدافها في ظل الأولوية التصاعدية لملف نزع سلاح 'حزب الله' وموقف إيران منه، كما في ظل المعطيات المتصلة بالمفاوضات النووية بين أميركا وإيران وانعكاسات فشلها أو نجاحها.
عون في بغداد
في ظل هذه الأجواء، اتّسمت زيارة الرئيس جوزف عون الرسمية أمس للعراق بدفء ديبلوماسي لافت، والتقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع، رحب خلاله الرئيس العراقي بضيفه اللبناني في 'بلده الآخر' العراق. وأبدى الرئيس رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسّن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً. وأكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق إلى جانب لبنان.
بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مستقبلاً الرئيس عون في مقر البطريركية في بغداد.
بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مستقبلاً الرئيس عون في مقر البطريركية في بغداد.
وردّ الرئيس عون: وقال: 'إن العراق هو بلدنا الثاني وإن العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، وأتيت إلى بغداد اليوم لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم إلى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم'، لافتاً إلى أن اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة لا سيما إرساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لأزمة الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الأخيرة، والعمل على إعادتهم إلى بلدهم الأم بمبادرة كريمة منهم. وأشار إلى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ إلى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب.
وفي لقاء آخر عقده مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، استشهد عون بكلام السيد علي السيستاني، مؤكداً أنّ 'السيستاني وضع خارطة طريق للحلّ في تحقيق مستقبل أفضل، وآن الأوان لنا لنحيا أحراراً كراماً في هذا العالم'. وشدّد على 'أن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ 'الترياقَ من العراق'، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق'.
أما السوداني، فشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات. وأعلن تقديم دعم أولي 20 مليون دولار لدعم إعمار لبنان.
سمير قصير في ذكراه الدائمة
اليوم 2 حزيران 2025 يصادف الذكرى الـ20 لاغتيال الكاتب والصحافي والناشط سمير قصير أحد أركان الكلمة الحرة الذي كان من كتّاب 'النهار' وأعمدتها الفكرية والصحافية والثقافية. قضى سمير قصير غيلةً كما الشهداء الآخرون من نخب ثورة الأرز، ثورة 14 آذار 2005 السيادية الاستقلالية، وهو يرفع لواء التحرر السياسي والسيادي والفكري والثقافي في لبنان وسائر أنحاء العالم العربي. تمرّ عشرون سنة على تغييبه الدموي في جريمة تفجير سيارته، ولكن سمير قصير يمضي في حضور لا يغيب في عقول وقلوب من عايشه كما من لم يعايشه ويتعرّف إليه في إرث فكري وصحافي وثقافي نخبوي يملأ إرثاً إنسانياً كبيراً ونادراً. سمير قصير إلى جانب جبران تويني، بل سبقه بأشهر في سنة الشهادة تلك، سنة 2005، التي خطف الإجرام الاحتلالي الأسدي وأدواته فيها من لبنان نخباً وطنية وسياسية وصحافية وفكرية، سمير كان من بينهم حامل شعلة الثورة الفكرية المعمّمة على أنحاء العرب كلها. في الذكرى العشرين ها هو سمير قصير ينظر من عليائه إلى شرق عربي من بينه لبنان يتمخض بكل ما حملته كلمات سمير من استشراف رؤيوي. تحيّة إلى روحك.
في الذكرى العشرين لاغتيال الصحافي والمؤرّخ سمير قصير، أعلنت مؤسسة سمير قصير أنها تقدّم تحيّة خاصّة ومؤثّرة ضمن الدورة السابعة عشرة من 'مهرجان ربيع بيروت'، من خلال التجهيز الفنّي في الهواء الطلق، بعنوان 'بيان الحلم' للفنّان روي ديب، من 1 إلى 8 حزيران 2025، في ساحة سمير قصير.
تحمل هذه الدورة طابعاً وجدانياً خاصاً، ولا سيّما أنها تُكرّم أيضاً شخصيتَين مؤثّرتَين في عالم الثقافة والإعلام، لم يُطفئ رحيلهما وهج حضورهما الأبدي: الروائي الكبير إلياس خوري والإعلامية الرائدة جيزيل خوري.
في قلب هذا التجهيز الفنّي ينبض 'بيان الحلم' الذي كتبه سمير قصير عام 2004 في أحلك لحظات القمع الشديد، وقد أُعيد تصوّره وإحياؤه اليوم ليبقى دعوة مفتوحة للحلم النابض وإعادة رسم الآفاق السياسية الجديدة.
بعد عشرين عاماً، لا يزال هذا النصّ مصدر إلهام ومرجعية لكل من يجرؤ على أن يحلم بمستقبل أكثر إشراقاً في لبنان وسوريا وفلسطين وكل المشرق العربي.
سيسمع زوّار الساحة صوت إلياس خوري المميّز، وهو يقرأ البيان الذي كتبه مَن كان يسمّيه 'أخي الصغير'. وعلى الضفة الأخرى، يتردّد صدى صوت جيزيل خوري في المكان، كأنها تقول 'إن الحلم ممكن'، على رغم كل ما تفرضه غدرات السياسة وخيبات التاريخ وغيمات الحزن. معاً، يُشكّل صوتاهما بياناً مشتركاً يضجّ بالأمل والمقاومة الثقافية الحقيقية.
العمل الفنّي 'بيان الحلم' مُتاح للجميع من 1 إلى 8 حزيران، 2025، في ساحة سمير قصير، وسط بيروت، من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير خارجية ايران في بيروت اليوم: زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب
وزير خارجية ايران في بيروت اليوم: زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

وزير خارجية ايران في بيروت اليوم: زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب

يصل إلى لبنان اليوم وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي يجول على بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي ويلتقي وزير الخارجية اللبناني، كما يلتقي مسؤولين في حزب الله ، واعتبر مصدر رسمي لبناني، أن زيارة عراقجي «أبعد بكثير من مناسبة توقيع كتابه في بيروت ، بل تنطوي على أهداف سياسية». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزير الإيراني «هو من طلب الزيارة ولم تكن منسّقة مسبقاً مع الدولة اللبنانية ، ويعتزم عقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في جميع الملفات التي تهمّ بلاده، ولبنان معني بها بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بما يخص قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، بما فيه سلاح (حزب الله)، أو بالقرار الذي اتخذه لبنان بالعودة النهائية والثابتة إلى الأسرة العربية وأخذ دوره مجدداً ضمن الأسرة الدولية». قال مصدر حكومي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا معلومات عن فحوى زيارة عراقجي إلى بيروت، والقيادات اللبنانية لم تطلع مسبقاً على ما ينوي بحثه». وعمّا إذا كان ذلك مرتبطاً بقرار الدولة اللبنانية بحصر السلاح بيدها، أفاد المصدر بأن «هذه المسألة تعدّ شأناً سيادياً لبنانياً، خصوصاً أن لبنان اتفق مع الرئيس محمود عباس خلال زيارته للبنان على تسليم السلاح الفلسطيني ووضع أمن المخيمات بعهدة الدولة اللبنانية»، مشيراً إلى أن «موضوع سلاح (حزب الله) أمر يخص الدولة اللبنانية والحزب جزء من الحكومة التي اتخذت هذا القرار وعبّرت عنه بوضوح في بيانها الوزاري». وأكد المصدر الحكومي أن المسؤولين اللبنانيين «لن يفاتحوا عراقجي بهذا الموضوع إلّا إذا أراد الأخير بحثه مع الجانب اللبناني». وأضاف: «لبنان يتمنّى أن تنجح المفاوضات وأن تؤسس لمرحلة طويلة جداً من الاستقرار في المنطقة، وفي حال فشلها، لا سمح الله، نأمل ألّا تكون لها انعكاسات سلبية على لبنان، الذي خرج حديثاً من حرب مدمرة ويسعى لمعالجة أسبابها ونتائجها». ووفق معلومات «البناء» سيطلع الوزير الإيراني المسؤولين على التطوّرات الإقليمية لا سيما التقدّم في موضوع المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي ، وتداعياته في تهدئة التوتر في المنطقة وتسهيل الحلول والتسويات، وإذ يجدّد عراقجي دعم بلاده لأمن واستقرار لبنان وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات واستعداد إيران للمساعدة في شتى المجالات متى طلبت الحكومة اللبنانيّة ذلك، سيؤكد الدبلوماسيّ الإيراني بأن حركات المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تتلقى توجيهات من طهران، وبالتالي حزب الله كحركة مقاومة في لبنان جزء من الشعب اللبناني والحكومة وإيران تشجع الحوار بين الحزب والدولة اللبنانيّة وباقي المكوّنات وتدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون. وكتبت" الديار":في وقت يفترض ان ينقل وزير خارجية ايران رسالة الى المسؤولين اللبنانيين حول تطورات المنطقة، تزامنا مع المفاوضات النووية مع واشنطن ، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان مسألة سلاح المقاومة ليست على جدول اعمال وزير الخارجية الايرانية، ولن يتدخل في شأن لبناني داخلي هو جزء من حوار بين المقاومة ورئيس الجمهورية جوزاف عون. علما ان عراقجي معني بتأكيد حرص بلاده على استقرار لبنان، الذي يواجه الاعتداءات «الاسرائيلية»، وهو سيؤكد على دعم الجمهورية الاسلامية لاي خطوة تؤدي الى تحرير ما تبقى من اراض محتلة، وسيشدد على ان بلاده لا تفاوض واشنطن عن احد في المنطقة، لكن لا ضير في استفادة الحلفاء من وهج اي اتفاق نووي محتمل. وفي هذا السياق، سيطلع المسؤولين اللبنانيين على موقف طهران من المفاوضات وعدم تراجعها عن «خط احمر» يتعلق بتخصيب اليوارنيوم على اراضيها.

مطار القليعات: " بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم
مطار القليعات: " بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

مطار القليعات: " بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم

مع مطلع حزيران، تدخل زيارة رئيس الحكومة نواف سلام، التي رافقه فيها وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وعدد من الوزراء، إلى مطار الشهيد رينيه معوض في "القليعات" – عكار، شهرها الثالث، من دون أن تظهر بعد أي بوادر تنفيذية لتشغيل المطار، الذي وضعته الحكومة الحالية ضمن أولوياتها لعكار، كنوعٍ من التعويض عن حرمان المنطقة من التوزير. لكن، حتى الآن، لا يزال المطار قاعدةً عسكرية للجيش اللبناني، ولم تُسمع فيه ضربة مسمار واحدة تشير إلى وجود توجّه فعلي لدى الدولة اللبنانية لتحويله إلى مطار مدني، كما تطالب فاعليات المنطقة. وما زاد من المخاوف حيال استمرار حالة المراوحة في ملف المطار، أن الحراك السياسي الذي تجدد مع مطلع عام 2025 بدأ يخفت تدريجياً، وتراجع الحديث عن تشغيله، في حين تحوّل الاهتمام الرسمي إلى ملفات جديدة، لا يندرج تشغيل مطار القليعات ضمنها بطبيعة الحال. حتى إنّ الأحاديث التي راجت في الأوساط العكارية عن زيارة استطلاعية مزعومة لوفد سعودي إلى المطار، بهدف بحث إمكانية مساهمة المملكة في المشروع، لم تثبت صحتها. في السياق ذاته، حملت الأيام الأخيرة أنباء غير سارّة بشأن مطار القليعات، تداولتها عدة وسائل إعلام، تفيد بأنّ "تراجع الحديث الرسمي حول تشغيل المطار يعود إلى أحد سببين". السبب الأول، وفق هذه المصادر، هو قناعة لدى الحكومة بعدم وجود إمكانية جدية لافتتاح المطار، خصوصاً أن أياً من الشركات لم تتقدّم حتى الآن بعرض لتشغيله، كما لم تُبدِ أي جهة عربية أو أجنبية اهتماماً ملموساً بالمشروع. ويُعزى ذلك إلى انشغال هذه الجهات بالتطورات الجارية في سوريا والانفتاح الدولي والإقليمي عليها، ما أدى إلى تحويل بوصلة الاستثمارات من لبنان نحو سوريا ومنشآتها. أما السبب الثاني، فيتمثل في أن "الفيتو" الذي يفرضه حزب الله على المشروع لا يزال قائماً. وقد تعزّزت هذه الفرضية استناداً إلى ما نقلته مصادر متابعة للحراك حول مطار القليعات، عن النائب حسين جشي (عضو كتلة الوفاء للمقاومة)، الذي أعاد خلال إحدى جلسات اللجان النيابية، التأكيد على الخطوط الحمراء التي يضعها الحزب تجاه هذا المشروع وغيره. وقال جشي حينها: "لا أحد يتوقّع أن يتم تمرير مطار القليعات أو غيره من دون رأينا... نحن لا نزال هنا. أمام هذه المعطيات، خيّم الإحباط من جديد على المنطقة، بعدما دخل ملف تشغيل المطار، المنتظَر منذ سنوات، في دائرة الشك والتعثر مجددًا، وذلك بعد موجة تفاؤل سادت منذ تشكيل حكومة "الإصلاح والإنقاذ" برئاسة نواف سلام، وما تبعها من زيارة لرئيس الحكومة ووزير الأشغال العامة فايز رسامني إلى المطار، لمعاينة أوضاعه تمهيدًا لتشغيله. " بيقلّع..ما بيقلّع": أحجية القليعات تحوّلت قضية مطار القليعات إلى ما يشبه الأحجية. "بيقلّع.. ما بيقلّع؟" — لا أحد يملك الجواب الحاسم، حتى أعضاء كتلة "الاعتدال الوطني" النيابية الذين منحوا حكومة نواف سلام الثقة في مجلس النواب، استنادًا إلى ما سموه "النية الصادقة" لدى الحكومة لتشغيل المطار وتعزيز التنمية في عكار. وكان رئيس الحكومة نواف سلام، خلال زيارته إلى المطار، قد أعلن أن المهلة المطلوبة لاستكمال المخططات الفنية اللازمة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، ما يعني أن الوقت لم يُستنفد بعد لإنهاء الدراسات، التي تتولاها دار الهندسة، تمهيدًا لإطلاق العمل بالمطار. في المقابل، فإن الأجواء الضبابية والتشاؤمية التي طُرحت مؤخراً دفعت عضو كتلة "الاعتدال الوطني"، النائب وليد البعريني، إلى زيارة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، للإطلاع على حقيقة ما يجري في ملف المطار. وبعد اللقاء، صرّح البعريني لموقع "المدن" قائلاً: "حتى الآن، يمكن القول إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. الدراسات، الجدوى الاقتصادية، وطرح المشروع على أساس BOT أمام مجلس النواب كلها تسير كما يجب". وأضاف:"لمست اهتماماً حقيقياً من الوزير رسامني بالملف. هناك بعض العقبات القانونية التي يتم العمل على تذليلها، لكن ذلك لا يعني أننا سنركن إلى الراحة. سنبقى في حالة متابعة مستمرة، وإذا ما لاحظنا أي عرقلة، من أي جهة كانت، فلن نتردّد في اتخاذ الموقف الذي يحمي هذا الحق المشروع، الذي يشكّل حلماً إنمائيًا لعكار والشمال ولبنان ككل". وفي الانتظار، أفادت مصادر متابعة للحراك المرتبط بالمطار لـ"المدن"، بأنّ شهر حزيران الجاري سيكون حاسمًا في تحديد مصير المشروع: "إما أن يسلك طريقه الإداري والمؤسساتي ويُدرج على سكّة التلزيم، أو يبقى مجرّد ورقة بيد الحكومات، تُستخدم كلما دعت الحاجة لتحقيق مكاسب سياسية من أبناء المنطقة وفاعلياتها". وفي تصريح لموقع "المدن"، قال النائب وليد البعريني: "حتى الآن، يمكن القول إن الأمور المتعلقة بتشغيل مطار القليعات تسير في الاتجاه الصحيح. الدراسات، الجدوى الاقتصادية، وطرح المشروع على أساس BOT في مجلس النواب، كلها تسير كما هو مطلوب". وأضاف:"لا شك أن الملف يواجه بعض العقبات القانونية التي يجري العمل على تذليلها. حصلنا على بعض التطمينات، لكن ذلك لن يجعلنا ننام على حرير. سنبقى في حالة متابعة دائمة، وإذا ما لاحظنا أي عرقلة، في أي مكان أو من أي جهة، فلن نتردد في اتخاذ الموقف الذي يحمي هذا الحق، المرتبط بمشروع يشكّل حلمًا إنمائيًا لعكار، وللشمال، ولبنان بأسره". وفي الانتظار، قالت مصادر متابعة للحراك حول المطار لـ"المدن"، إنّ شهر حزيران الجاري سيكون حاسمًا: "إما أن يسلك المشروع مساره الإداري والمؤسساتي، ويُدرج على سكّة التلزيم، أو سيبقى مجرد ملف تستخدمه الحكومات عند الحاجة، للحصول على مواقف ومكاسب من سياسيي المنطقة وفاعلياتها. ومن الآن إلى ذلك الحين... لا تقول فول، إلا لما يصير بالمكيول"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store