
ملخص اليوم الرابع في رولان جاروس 2025: ألكاراز يتقدم ومبوبو تواصل التألق
شهد الأربعاء، اليوم الرابع من منافسات بطولة رولان جاروس 2025، مع مجموعة من المباريات المثيرة التي اجتذبت اهتمام عشاق التنس حول العالم.
وخلال منافسات اليوم تألقت النجمة البولندية إجا سفيايتك في مواجهة حماسية على ملعب شاترييه، في حين ودّع المصنف السابع النرويجي كاسبر رود البطولة، بعد خسارته أمام اللاعب البرتغالي.
وقدمت إجا سفيايتك، الحاصلة على أربعة ألقاب في رولان جاروس، أداءً مميزًا، حيث استطاعت أن تتغلب على اللاعبة البريطانية إيما رادوكانو بنتيجة 6-1 و3-1، مؤكدة بذلك مكانتها كمرشحة قوية للقب هذه النسخة؛ وجاءت المباراة سريعة الإيقاع، حيث بدأت سفيايتك بقوة لتأخذ زمام المبادرة وتسيطر على مجريات اللعب.
اقرأ أيضًا: جايل مونفيس يتحدى الزمن ويخطف الأنظار في ملحمة خماسية ببطولة رولان جاروس
وفي لقاء آخر، نجحت الأمريكية برناردا بيرا في التأهل إلى دور الـ32، بعد فوزها على المصنفة الثامنة عشرة دونا فيكيك في شوط كسر التعادل بنتيجة 7-6 (3)، في مباراة تنافسية استغرقت ثلاث مجموعات.
وفي الدور المقبل، ستواجه بيرا اللاعبة الأوكرانية إيلينا سفيتولينا التي قدمت أداءً متميزًا أيضًا.
أما حامل اللقب كارلوس ألكاراز، فقد استعاد توازنه في مباراته أمام فابيان ماروزان على ملعب شاترييه، ونجح في الفوز بأربع مجموعات رغم خسارته للمجموعة الثانية، مقدّمًا عدة لقطات رائعة أكدت جاهزيته للدفاع عن لقبه.
خروج مبكر لمصنف ونجاحات متواصلة للمواهب الصاعدة
شهد ملعب لينجلين خروج النرويجي كاسبر رود من المنافسة، بعد خسارته أمام البرتغالي نونو بورجيس بنتيجة 2-6، 6-4، 6-1، 6-0. رود، الذي كان يطمح لتحقيق إنجاز كبير في باريس، لم يظهر بمستواه المعتاد، بينما استغل بورجيس فرصته بنجاح.
واصلت الكندية فيكتوريا مبوكو، المصنفة 18 في البطولة، تألقها بعدما تأهلت إلى الدور الثالث دون خسارة أي مجموعة؛ وتمكنت من تخطي اللاعبة إيفا ليس بنتيجة 6-4، 6-4، مؤكدة على حضورها كواحدة من المواهب الصاعدة بقوة.
وأعلن منظمو البطولة جدول مباريات يوم الخميس، والذي يتضمن مواجهات بارزة مثل مباراة يانيك سينر مع ريتشارد جاسكيه، في لحظة وداع خاصة للاعب الفرنسي قبل اعتزاله؛ كما ستشهد الجلسة المسائية عودة جاييل مونفيلس الذي سيواجه جاك درابر، إضافة إلى مشاركة بارزة لكل من آرثر فيلس، كوكو جوف، ونوفاك دجوكوفيتش.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
شاشة الناقد: سفر بين أزمنة حاضرة ومنسية
NOUVELLE VAGUE ★★★★ * إخراج: ريتشارد لينكليتر * فرنسا + | دراما (105 د) * عروض 2025: مهرجان «كان» إعجاب المخرج بأفلام سينمائية أخرى يدفع عادةً إلى تقدير شفهي وبصري بروح إيجابية ترغب في معايشة أجواء نوستالجية. «تشابلن» (Chaplin) لريتشارد أتنبره (1992)، «هوغو» (Hugo) لمارتن سكورسيزي (2011)، و«لا لا لاند» (La La Land) لداميَن شازيل (2016)، هي نماذج ناجحة لذلك، سواء أكانت مستوحاة من أحداث حقيقية أو خيالية. «تشارلي» كان تحية لممثل، و«هوغو» كانت تحية لمخرج (جورج ميلييه)، و«لا لا لاند» كانت تحية لنوع موسيقي. «موجة جديدة» لريتشارد لينكليتر هو رحلة غير مسبوقة في الصياغة وطريقة الصنع لفيلم يحيي «نفس لاهث» (À bout de souffle)، وهو أول أفلام جان-لوك غودار والمحطة الفعلية الأولى لمنهج الموجة الفرنسية الجديدة ونقطة انطلاق لأسلوب المخرج الخاص. الفيلم الحديث ليس إعادة صنع على طريقة فيلم جيم ماكبرايد (Breathless) في 1983، الذي اقتبس الفيلم الفرنسي، بل محاولة لتقديم الكيفية التي صُنع بها الفيلم السابق، وإحياء الفترة وظروفها، وإلقاء التحية على غودار. لمعظم وقته، «موجة جديدة» فيلم كاشف عن تاريخ، بعضه معروف وبعضه الآخر منسي، أو هو بمتناول من يبحث عميقاً في كيفية اندفاع غودار لتحقيق «نفس لاهث» عن سيناريو لزميله فرنسوا تروفو، وعن كيفية اختيار الممثلين جين سيبرغ وجان-بول بلموندو، وعن خلافات المخرج مع منتج الفيلم جورج بيوريغار، والأهم كيفية ابتكار غودار طريقة تصوير لا تعتمد على الكاميرا ذات الإمكانات الآلية. مثلاً، لتأمين «تراكينغ شوت» (كاميرا تتبع حدثاً متحركاً) وُضع مدير التصوير (راوول كوتار) فوق كرسي للمقعدين، وفي مشهد آخر وُضع مساعده في صندوق مغلق (مثل تابوت) يحتوي على فتحة أمامية. لم يقصد غودار اللعبة الفنية عبثاً، بل استخدم حقيقة أن الميزانية لا تسمح بكل الترف المعتاد لتأسيس منهجه الخاص. النتيجة رائعة، وفيلمه ذاك من بين كنوز السينما إلى اليوم. ما يأتي به لينكليتر في فيلمه هو نوستالجيا ومعلومات وممثلون غير معروفين غالباً لتشييد عالم الفيلم السابق. وهو يفعل ذلك من دون تحليل فني أو سواه، ولا هو بصدد فيلم تاريخي، بل مجرد إطلالة على الفترة، مُصّراً على صورة حقيقية، ومعالجاً الموضوع معالجةً بحب لزمن كانت فيه السينما قائمة على المبادرات والرغبة في التجديد والاستقلالية عن السائد. EDDINGTON ★★ * إخراج: آري أستر * الولايات المتحدة (2025) | وسترن (148 د) * عروض 2025: مسابقة مهرجان «كان» يطرح «إدينغتون» (اسم بلدة صغيرة في ولاية نيومكسيكو) مسائل عدة، سياسية واجتماعية وفردية، لكنها لا تترك الأثر المنشود دوماً. تغطي فكرةً لكنها لا تبني عليها أحداثها بخط مستقيم ودراما متصاعدة. «إدينغتون» (A24) يُنتخب تد (بيدرو باسكال) محافظاً للبلدة، ويحاول فرض الكمامة على السكان في أحداث تقع خلال صيف 2020، مع انتشار وباء «كورونا». عمدة البلدة جو (واكين فينكس) يرفض استخدام الكمامة، إضافةً إلى خلافه السياسي مع المحافظ، فهو يميني، أما تد فهو ليبرالي. المسائل المثارة طوال الفيلم، السياسية والاجتماعية والفردية، تمر وسواها في سياق عمل يتوخى إثارة القضايا والبقاء على الحياد، حيث لا ينفع الحياد في الوقت نفسه. تقع الأحداث خلال شهر واحد من عام 2020، وتصوّر حال بلدة مصغرة تعكس حالة سواها في فورة الوباء وتيه الناس حيالها. النقطة الوحيدة التي تترك أثراً هي عبارة ترد مفادها أن الوباء كان مصطنعاً، وهذا ما يبدو قابلاً للتصديق اليوم أكثر من الأمس. لكن حتى هذه النقطة لا تكفي كتعليق مجتمعي شامل. هذا وسترن حديث يُبدد الفرص التي كانت متاحة لمعالجتها مستخدماً الفكرة كنقطة عبور فقط. RENOIR ★★★ * تشي هاياكاوا * اليابان | دراما (120 د) * عروض 2025: مسابقة مهرجان «كان» طوكيو سنة 1987. فوكي (يوي سوزوكي) عمرها 11 سنة، لديها أسئلة كثيرة تدور حول الحياة ومآلاتها. الفيلم ليس من النوع الباحث في الوجود، ولا هو عن أحداث تركض باتجاه تفعيل أزمات مختلقة لتثبيت وضع أو رسالة، بل تختار مخرجته وسيلة سرد ومعالجة تعيران الواقع المُعاش على الشاشة اهتماماً عاطفياً. «رنوار» (أغانغا فيلم آسيا) تحمل فوكي، في هذه السن المبكرة، أسئلتها ولا تصدّق إجابات الناس. أسئلتها حساسة وصادقة، لكن الردود التي تسمعها لا تكفيها. الحوار مع والدتها (على تكراره) محدود النتائج. والدها على سرير المرض، وهي تريد أن تعرف إذا ما كنا نبكي على الميّت حين يموت، أو نبكي لأننا ما زلنا أحياء. عادةً، لا يُلقي ابن أو فتاة في ذلك العمر (وفي ذلك الحين) أسئلة من هذا النوع. ربما لو كانت فوكي في الفيلم في الرابعة عشر، لكان الفيلم - في هذه الناحية - أكثر قبولاً. هناك رقة فوق العادة في معالجة الفيلم، وهذه تقود إلى إمعان بلا جدوى كافية. ★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ملاحقة جماعة «الإخوان» عالمياً
تأخرت أوروبا كثيراً في التحرك لمنع خطر جماعة «الإخوان»، وها هي فرنسا التي كانت متأخرةً هي الأخرى تبدأ في ملاحقة نشاط جماعة «الإخوان» اليوم، فهذا مجلس الدفاع في باريس برئاسة إيمانويل ماكرون يُحذّر من تنامي نفوذ جماعة «الإخوان المسلمين» في الضواحي الفرنسية، بل ويعدُّ الحركة تشكّل «تهديداً للتماسك الوطني»، ويطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار ما يُعرف بـ«الإسلام السياسي» وتأثيره على المجتمع الفرنسي. التقرير الفرنسي الذي وُصف بالسري حذَّر من تنامي نفوذ جماعة «الإخوان» في المجتمعات المحلية الفرنسية ومدى خطورته على «التآكل التدريجي للقيم العلمانية»، كما وصفها التقرير نصاً: «إنّ حقيقة هذا التهديد، حتى وإن لم يكن عنيفاً، تُشكّل خطراً على نسيج المجتمع وعلى نطاق أوسع، على التماسك الوطني»، فباريس تلاحق مؤسسة «ابن رشد» الإخوانية بعد أن تسللت جماعة «الإخوان» مستغلةً حكماً قضائياً مما يعقد المسألة على السلطات الفرنسية في ملاحقة الجماعة وتسللها داخل المجتمع. إن المساعي «الإخوانية» لإقامة خلافة أوروبية ضمن محاولات تنظيم جماعة «الإخوان» إيجاد حاضنة مجتمعية في المجتمعات المحلية الفرنسية هي محاولة اختراق دولة من خلال مجتمعها، وهي إحدى طرق الاختراق والتغلغل التي تستخدمها الجماعة بزرع خلاياها وعناصرها للانتشار والتوسع في المجتمعات، خصوصاً التي تعاني من اضطهاد أو تهميش، كما هو حاصل في الضواحي البارسية وغيرها، وهي نقطة ضعف ما لم تدرك سرعة معالجتها السلطات الفرنسية وإدماج المهمشين في المجتمع الفرنسي والتوقف عن النظرة الاستعلائية في التعاطي مع هؤلاء، سيكونون تربةً خصبةً لنمو نبتة جماعة «الإخوان» وتمدد سرطانها في المجتمع الفرنسي. لقد فشلت الجماعة في قيادة أي مجتمع تسللت إليه، ورغم مشاريع التمكين الضخمة، فإن منهج الإقصاء الذي تنتهجه الجماعة وتعاطيها كجماعة وحزب في أي بلد تمكنت من حكمه بسياسة التمكين، مثل مصر وليبيا وتونس، أفقدها أي حضور شعبي أو مجتمعي سبق أن تمتعت به بالخداع ولبس عباءة المظلومية سنوات طوالاً، فالتجارب المحدودة لجماعة «الإخوان» في السلطة تؤكد أن الولاء لديهم للجماعة فقط، وأنهم لن يستطيعوا تمثيل أمة أو شعب، لأنهم اعتادوا الولاء للجماعة والتنظيم، الأمر الذي أفقدهم الإحساس بالانتماء الجغرافي للوطن ضمن حدود جغرافية محددة، وذلك مرده لكونهم ينتمون لتنظيم وجماعة عابرة للحدود وللقارات. العالم لم يتوقف إنما تغيّر الداعم والمستخدم بعد أن تراجعت الإدارة الأميركية الجديدة في عهد ترمب الأول خطوات إلى الوراء في علاقتها مع الجماعة، وصلت إلى درجة التلويح بالحظر واعتبار الجماعة منظمةً إرهابيةً، دون التقدم في ملف حظر الجماعة رغم ثقل ملف إدانتها بالإرهاب في أدراج المخابرات الأميركية، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة، هل فعلاً هناك إرادة دولية حقيقية للتخلص من هذا التنظيم، أم أنَّ هناك من لا تزال لديه رغبة في وجود التنظيم واستخدامه بندقيةً مستأجرةً. صحيح أن الإدارة الأميركية لا تزال تتردد في إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، رغم ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي السابق، رون ديسانتس، من أن «الإخوان المسلمين هي منظمة مسلحة لها جماعات تتبعها في العالم، وسياسة واشنطن أخفقت في التصدي لنهج العنف لدى تنظيم الإخوان الإرهابي ودعمه لجماعات متشددة». الجماعة التي أسسها حسن البنا في مصر في مارس (آذار) عام 1928م بتمويل من السفير البريطاني قدره 500 جنيه في حينها باعتراف جون كولمان، وهو ضابط سابق ووكيل المخابرات البريطانية «MI6»، حيث كانت السياسة البريطانية في ذلك الوقت في حاجة لاختراق جماعة القوميين العرب. العالم تغير وحتى نعرة القوميات والإثنيات انخفضت مما أصبح استخدام جماعة أو تنظيم مثل جماعة «الإخوان» حتى استخباراتياً بندقيةً مستأجرةً ن الماضي، خصوصاً وأن التنظيم ليس دائماً يرغب في أن يكون بندقية مستأجرة، بل سقف طموحات قادته يكمن في دولة «الخلافة» للمرشد مما يعني أنها ستسعى حتى للانقلاب على من احتضنها، أو حتى قدم لها الدعم وصنع لها الأمان، والشواهد كثيرة فقد انقلبت الجماعة على كل من ساعدها وأخرجها من السجون ليجد نفسه أمام عفريت خرج من مصباح يفتك بمن حرره. فقد سبق للملك الراحل إدريس السنوسي أن أحسن وفادتهم بعد فرارهم من عبد الناصر، عقب ملاحقتهم بسبب حادثة المنشية، ولكنهم تآمروا عليه، وزرعوا نبتتهم البائسة في ليبيا رغم تعهدهم بعدم الدعوة للجماعة طيلة اللجوء في ليبيا، وسبق أن حررهم أنور السادات وانقلبوا عليه وقتلوه، وحررهم القذافي من السجون وقدموا مراجعات سرعان ما نكثوها ونالوا منه. هذه الجماعة المبتدعة دينياً والمفلسة سياسياً، ولاؤها خارج الجغرافيا والسيادة الوطنية، ولا يمكن الوثوق بها والتعاطي مع هدنتها، أو الاطمئنان لانكسار شوكتها، لأنها سرعان ما تعود وتنقلب متى توفرت لها الظروف الانتهازية، مما يؤكد أن الجماعة فكرها شاذ وتتبنى العنف للوصول إلى السلطة وهذا مما ينبغي أن يتصدَّى له


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
إمام مسجد وأستاذة جامعية
قبل سنوات، وفي رحلة صحافية إلى السويد، التقيت مع مجموعة من الزملاء، إمامَ مسجد، وأثنى على المعاملة الحسنة التي يتلقاها من المجتمع السويدي المتسامح ومؤسسات الدولة الداعمة. بدا الرجل سعيداً ومرتاحاً في البلد الذي أخذ جنسيته. قبل نهاية اللقاء قام بسكب قطرة السّم في كأس الماء عندما قال: «لكن ومع هذا، الصراع مستمر معهم حتى يوم القيامة!». في الواقع لم أستغرب من حديثه. الحياة في بلد حديث وتلقي معاملة حسنة وطيبة، لن يلغيا الثقافة المتطرفة التي تسكن عقله منذ طفولته. ومع هذا لن يثير الأمر القلق لو كانت القضية متعلقة بفرد لديه قناعاته الخاصة. الإشكالية أن هذه الشخصيات المتطرفة هي التي تسيطر على أغلب المراكز الدينية في أوروبا، وتنشر الفكر الإخواني المتطرف على نطاق واسع بين الأجيال الجديدة التي تعيش في أوروبا وأميركا، ولكنها ثقافياً ودينياً تعيش في عقلية القرون الوسطى. ولهذا نرى صعوبة كبيرة في الاندماج في المجتمعات الحديثة؛ لأنَّ هؤلاء المتطرفين أقاموا أسواراً نفسية وفكرية، وضربوا عزلة شعورية على عقول المجتمعات المسلمة. التقرير الفرنسي الأخير عن جماعة الإخوان المسلمين يكشف جانباً من هذه الحقيقة عن هذا التنظيم المتغلغل في أوروبا والغرب عموماً، ويحقن المجتمعات هناك بمعتقدات تصادم العصر. ومن المفارقات أن الشخصيات المتطرفة أصبحت تجد ملاذاً لها في لندن وباريس وواشنطن لتقوم بالتحريض على الدول الخليجية التي حاربت المتطرفين ومنعت ظهورهم والتحريض على العنف، وعدّلت مناهجها الدينية، وأسست لخطاب إنساني متسامح يعكس حقيقة وجوهر الدين الإسلامي المنسجم مع العصر الحديث. لقد تحول الخليج إلى قبلة للتسامح الديني والانفتاح الثقافي، ويرحب بكل الجنسيات والأديان التي تمثل رافداً مهماً لمجتمعه واقتصاده وخططه التنموية الطموحة. ومع هذا تحولت أوروبا إلى منصة لقيادات الإسلام السياسي للهجوم عليه. قبل سنوات انتشرت نظرية «الإسلام الأوروبي»، وهو نسخة من الإسلام تشجع على الفلسفة والعلوم، ومتناغمة مع التحديث. فكرة رائعة كان يمكن تصديرها إلى دول تعاني من هيمنة المتطرفين. ولكن هذه الفكرة تقريباً انتهت، وما تصدره أوروبا الآن لنا هو «الإسلام الإخواني»! هناك حليف غير متوقع للإخوانيين، ولكن هذه المرة في الجامعات والأكاديميات الغربية. في حديث مع أستاذة جامعية دار نقاش بيننا. فقط لاحظت أن خطابها شديد العداء للسياسة الخارجية الأميركية، وصوّرتها على أنها قوة إمبريالية غاشمة. ولا بد أن الطلاب الذين يحضرون محاضراتها سيخرجون بقناعة أن أميركا والغرب بشكل عام عدو للمسلمين. وجدتها رؤية منحازة، وقلت لها إن الولايات المتحدة أيضاً ساعدت المسلمين في الكويت وكوسوفو وأفغانستان، وواجهت أشرس التنظيمات الإرهابية التي فتكت بالمسلمين قبل غيرهم. بالطبع لأميركا أخطاؤها الكبيرة، ولكنها ليست عدوة للمسلمين، وأنا مسلم. نظرت إليَّ باستغراب ومضت في طريقها! بالطبع ليس كل الأكاديميين يقولون هذا، ولكنها رواية قوية وسائدة في الأكاديميات، ويوجد تحالف بين الإسلاميين واليساريين في تعزيز هذه القناعة الخاطئة. يستمد المتطرفون من هذا المخزون العدائي الذي يصوّر أن هناك حرباً صليبية على العرب والمسلمين تستهدف ثقافتهم وقيمهم ودينهم. وحتى أسامة بن لادن كان يقتبس من مقولات أكاديميين في الجامعات الغربية ليعزز وجهة نظره. ونعرف أن منظّري الإسلام السياسي يهاجمون الحكومات العربية، ويسعون لتقويض شرعيتها بسبب علاقتها مع الدول الغربية «الصليبية» المتآمرة على الإسلام! مقولة الإمام «الصراع ممتد حتى يوم القيامة»، وحديث الأستاذة الجامعية عن «أميركا الإمبريالية عدوة المسلمين»، يلتقيان ليشكلا بقصد أو من دون قصد مخزوناً مسموماً من المعتقدات التي تُزرع في عقول الملايين من المسلمين منذ الصغر، ويصعب التخلص منها بسهولة. من هنا، تأتي أصعب مهمة، وهي كيف نمنعها من التسرب منذ البداية إلى العقول. ولكن هذه فكرة مقال آخر.