logo
د. أيوب أبودية يكتب:التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها

د. أيوب أبودية يكتب:التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها

جهينة نيوز١٠-٠٣-٢٠٢٥

تاريخ النشر : 2025-03-10 - 08:14 pm
التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها
د. أيوب أبودية
تهدف هذه المقالة إلى استعراض فكر وأنشطة التحالف الاسرائيلي العالمي الذي تأسس في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والسعي للتعلم منه للنهوض بالثقافة الإسلامية في الدول المسلمة النامية أو في المجتمعات والأقليات المسلمة في أوروبا والعالم .
تأسس "التحالف الإسرائيلي العالمي" IUA في عام 1860 في فرنسا من قبل مجموعة من اليهود الفرنسيين الذين كان لديهم الموارد اللازمة لمساعدة أقرانهم من اليهود الفقراء. كان الهدف الرئيسي من هذه المنظمة تقديم الدعم السياسي والاجتماعي لليهود في المناطق التي كانوا يعيشون فيها. وتنوعت أنشطتها من تقديم الدعم المالي للأفراد وتيسير الهجرة إلى تأسيس برامج تعليمية لتطوير المجتمعات اليهودية في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وشمالي إفريقيا. كما عبر التحالف في عام 1945 عن دعمه للصهيونية السياسية، وفي عام 1946 تولى "مجلس استشاري المنظمات اليهودية" في نيويورك إدارة الأنشطة الدبلوماسية للمنظمة.
أنشطة التحالف الإسرائيلي العالمي:
الدعم الاجتماعي والسياسي: كانت البداية الأساسية للتحالف الإسرائيلي العالمي تقديم الدعم للأفراد اليهود في مختلف أنحاء العالم. كان التحالف يهدف إلى رفع مستوى معيشة هؤلاء الأفراد ودعمهم سياسيًا واجتماعيًا. كما كان يسعى إلى حماية حقوقهم المدنية في أماكن إقامتهم.
الهجرة والمساعدة في الانتقال: عمل التحالف على مساعدة اليهود في الهجرة من الدول التي كانوا يواجهون فيها التمييز العنصري إلى مناطق أكثر أمانًا، لا سيما في أوروبا الشرقية والمناطق التي كانت تحت الهيمنة العثمانية.
البرامج التعليمية: أنشأ التحالف العديد من المؤسسات التعليمية التي كانت تهدف إلى تحسين الوضع التعليمي لليهود في مناطق متعددة. هذا كان يشمل إنشاء مدارس تهتم بتعليم الأطفال اليهود في مجالات مثل اللغة، الرياضيات، العلوم، والتاريخ، مما ساعدهم في مواجهة تحديات العصر الحديث.
الدعم السياسي للصهيونية: في عام 1945، أعرب التحالف عن دعمه للصهيونية السياسية، وهو الموقف الذي كان يهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين. من خلال هذا الدعم، تمكن التحالف من التأثير على مجريات الأحداث السياسية في المنطقة.
الأنشطة الدبلوماسية: في عام 1946، تولى "مجلس استشاري المنظمات اليهودية" في نيويورك الإشراف على الأنشطة الدبلوماسية والتحركات السياسية للتحالف، مما منحه قوة تأثير أكبر في الساحة الدولية.
كيفية تطبيق منهجية التحالف الإسرائيلي العالمي على تطوير الثقافة الإسلامية:
من خلال دراسة الأنشطة التي قام بها التحالف الإسرائيلي العالمي، يمكننا استخلاص عدة دروس وتطبيقها في تطوير ثقافة المسلمين في الدول النامية أو في المجتمعات المسلمة في أوروبا والعالم الغربي. فيما يلي بعض المبادئ التي يمكننا تبنيها:
دعم التعليم وتعزيز الوعي الثقافي: يمكن للمجتمعات المسلمة في الدول النامية أو في المجتمعات الأوروبية تعزيز مستوى التعليم الثقافي والديني من خلال إنشاء مدارس ومؤسسات تعليمية متخصصة تهتم بتعليم الأطفال والشباب المسلمين قيم الإسلام الحقيقية ومفاهيمه التي تتماشى مع العصر الحديث. ومن الضروري أيضًا تنظيم برامج تعليمية تهتم بتعليم اللغات والعلوم والتاريخ الإسلامي لتزويد الأجيال الجديدة بالمعرفة التي تمكنهم من مواجهة تحديات العصر.
التعاون المجتمعي: مثلما عمل التحالف الإسرائيلي العالمي على توحيد جهود اليهود حول العالم، يمكن للمجتمعات الإسلامية تعزيز التعاون بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، سواء في الدول النامية أو في الغرب، من خلال إقامة شبكات دعم اجتماعي، اقتصادي، وديني. ويمكن أن تكون هذه الشبكات قادرة على تقديم المساعدة للأفراد المحتاجين، ومواجهة تحديات الهجرة، أو دعم المشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين وضع المسلمين في المجتمعات المضيفة.
التمثيل السياسي والمجتمعي: كما قام التحالف الإسرائيلي العالمي بالتأثير على السياسة في منطقته وفي محافل دولية، يمكن للمجتمعات المسلمة العمل على زيادة تمثيلها السياسي في الدول التي يعيشون فيها، سواء في أوروبا أو في دول أخرى. من خلال هذه الوسائل، يمكن للمسلمين التأثير في السياسات الاجتماعية والدينية بما يتماشى مع مصالحهم وحقوقهم.
مساعدة المهاجرين وتيسير الاندماج: مثلما قدم التحالف الدعم للمهاجرين اليهود، يمكن للمجتمعات المسلمة في أوروبا دعم المهاجرين المسلمين الجدد، وتوفير الدعم اللوجستي والمادي لهم لتيسير اندماجهم في المجتمعات الجديدة. يشمل ذلك توفير المساعدة القانونية، والمساعدة في تعلم اللغة، وأيضًا المساعدة في فهم القوانين المحلية التي قد تكون غريبة عنهم.
النهوض بالهوية الإسلامية: يمكن للمجتمعات المسلمة العمل على تعزيز الهوية الإسلامية بين أفرادها من خلال تنظيم فعاليات ثقافية، ودينية، واجتماعية تسهم في إبراز جوانب الثقافة الإسلامية الغنية وتاريخها العريق في قبول الآخر ونشر ثقافة التسامح. مثل هذه الفعاليات يمكن أن تساعد في رفع الوعي بالثقافة الإسلامية وتشجيع الإفتخار بالهوية الدينية والثقافية، وفي الوقت نفسه الاندماج في المجتمعات الجديدة.
ختاما نقول إنّ تطبيق منهجية التحالف الإسرائيلي العالمي في المجتمعات الإسلامية يمكن أن يسهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمسلمين في الدول النامية والمجتمعات المسلمة في الغرب. فمن خلال التعليم، والتعاون المجتمعي، والتمثيل السياسي، ودعم المهاجرين، يمكن تحقيق تقدّم ملموس في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية في سياقات متنوعة تجعلهم أعضاء أكثر فاعلية واندماجا خارج أوطانهم.
تابعو جهينة نيوز على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رحلتي الأولى إلى واشنطن: بين التردد والانبهار
رحلتي الأولى إلى واشنطن: بين التردد والانبهار

جهينة نيوز

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • جهينة نيوز

رحلتي الأولى إلى واشنطن: بين التردد والانبهار

تاريخ النشر : 2025-04-12 - 01:41 pm د. أيوب أبودية واشنطن لطالما ترددت في زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مواقفي منها متأثرة بما قرأته ودرسته حول النظام الرأسمالي والهيمنة العسكرية التي تمارسها على العالم، ودعمها غير المحدود للكيان الصهيوني. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم العدالة والحرية. لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وغمرني بمحبته وكرمه قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية. وهناك، بدأت الصورة تتغير. واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة. في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، والدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً. ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب الجامعة بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها هل انت عربية أم مسلمة، قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وانا اقوم بواجبي كإنسان اميركي يحب الجميع ويدعو إلى السلام. كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية. وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في مطلع السبعينيات. علم من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن، وكأنهم يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة. واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب، وأحببت هذا التناقض الذي جمعني بها، لأكتشف نفسي من جديد بين ما كنت أعتقده، وما عشته فعلاً. كانت هذه الرحلة أكثر من مجرد زيارة... كانت مصالحة. تابعو جهينة نيوز على

زيارتي إلى الولايات المتحدة
زيارتي إلى الولايات المتحدة

سواليف احمد الزعبي

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سواليف احمد الزعبي

زيارتي إلى الولايات المتحدة

زيارتي إلى #الولايات_المتحدة د. #أيوب_أبودية نيويورك لم أرغب يوما في #زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بفعل ما قرأته ودرسته حول الرأسمالية الشرسة والهيمنة الامبريالية على العالم. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم #العدالة و #الحرية. لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وكان يحببني بها ويخبرني كم هو سعيد مع زوجته الأمريكية وأبنائه، وغمرني بمحبته وكرمه وذكريات الماضي الشجية والشقاوة على مقاعد الدراسة، قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية وحيث تخرج الكثير من الاردنيين، ومنهم صديقي الاستاذ علي قسي. وهناك، بدأت الصورة تتغير. #واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة، ووسائل النقل العام الممييزة، وتحديدا المترو. في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، وأيضا تعرفت إلى الدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً. ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها: هل انت عربية أم مسلمة؟ قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وبالتالي فانا اقوم بواجبي كإنسانة اميركية تحب الجميع وتدعو إلى السلام. كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية ( أصوات من أجل العدالة) الذي صدر عن دار الان في عمان مؤخرا. وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في نحو عشرة أفراد منذ مطلع السبعينيات. علم زياد من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن واقربائه، حتى أنه ارسل لي صورة لوالدي يوم زفافهما والتي ما زال يحتفظ بها، هل اصدقون؟ وكأنهم ما زالوا يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة، ويحكم أيها الأحبة ما أروعكم. واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب وشوارعها التي تقف لك مركباتها احتراما عندما تعبرها دون أن تطلق أبواقها أو تحاول دهسك أو تسمعك كلاما نابيا.

د. أيوب أبودية يكتب:التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها
د. أيوب أبودية يكتب:التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها

جهينة نيوز

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • جهينة نيوز

د. أيوب أبودية يكتب:التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها

تاريخ النشر : 2025-03-10 - 08:14 pm التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها د. أيوب أبودية تهدف هذه المقالة إلى استعراض فكر وأنشطة التحالف الاسرائيلي العالمي الذي تأسس في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والسعي للتعلم منه للنهوض بالثقافة الإسلامية في الدول المسلمة النامية أو في المجتمعات والأقليات المسلمة في أوروبا والعالم . تأسس "التحالف الإسرائيلي العالمي" IUA في عام 1860 في فرنسا من قبل مجموعة من اليهود الفرنسيين الذين كان لديهم الموارد اللازمة لمساعدة أقرانهم من اليهود الفقراء. كان الهدف الرئيسي من هذه المنظمة تقديم الدعم السياسي والاجتماعي لليهود في المناطق التي كانوا يعيشون فيها. وتنوعت أنشطتها من تقديم الدعم المالي للأفراد وتيسير الهجرة إلى تأسيس برامج تعليمية لتطوير المجتمعات اليهودية في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وشمالي إفريقيا. كما عبر التحالف في عام 1945 عن دعمه للصهيونية السياسية، وفي عام 1946 تولى "مجلس استشاري المنظمات اليهودية" في نيويورك إدارة الأنشطة الدبلوماسية للمنظمة. أنشطة التحالف الإسرائيلي العالمي: الدعم الاجتماعي والسياسي: كانت البداية الأساسية للتحالف الإسرائيلي العالمي تقديم الدعم للأفراد اليهود في مختلف أنحاء العالم. كان التحالف يهدف إلى رفع مستوى معيشة هؤلاء الأفراد ودعمهم سياسيًا واجتماعيًا. كما كان يسعى إلى حماية حقوقهم المدنية في أماكن إقامتهم. الهجرة والمساعدة في الانتقال: عمل التحالف على مساعدة اليهود في الهجرة من الدول التي كانوا يواجهون فيها التمييز العنصري إلى مناطق أكثر أمانًا، لا سيما في أوروبا الشرقية والمناطق التي كانت تحت الهيمنة العثمانية. البرامج التعليمية: أنشأ التحالف العديد من المؤسسات التعليمية التي كانت تهدف إلى تحسين الوضع التعليمي لليهود في مناطق متعددة. هذا كان يشمل إنشاء مدارس تهتم بتعليم الأطفال اليهود في مجالات مثل اللغة، الرياضيات، العلوم، والتاريخ، مما ساعدهم في مواجهة تحديات العصر الحديث. الدعم السياسي للصهيونية: في عام 1945، أعرب التحالف عن دعمه للصهيونية السياسية، وهو الموقف الذي كان يهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين. من خلال هذا الدعم، تمكن التحالف من التأثير على مجريات الأحداث السياسية في المنطقة. الأنشطة الدبلوماسية: في عام 1946، تولى "مجلس استشاري المنظمات اليهودية" في نيويورك الإشراف على الأنشطة الدبلوماسية والتحركات السياسية للتحالف، مما منحه قوة تأثير أكبر في الساحة الدولية. كيفية تطبيق منهجية التحالف الإسرائيلي العالمي على تطوير الثقافة الإسلامية: من خلال دراسة الأنشطة التي قام بها التحالف الإسرائيلي العالمي، يمكننا استخلاص عدة دروس وتطبيقها في تطوير ثقافة المسلمين في الدول النامية أو في المجتمعات المسلمة في أوروبا والعالم الغربي. فيما يلي بعض المبادئ التي يمكننا تبنيها: دعم التعليم وتعزيز الوعي الثقافي: يمكن للمجتمعات المسلمة في الدول النامية أو في المجتمعات الأوروبية تعزيز مستوى التعليم الثقافي والديني من خلال إنشاء مدارس ومؤسسات تعليمية متخصصة تهتم بتعليم الأطفال والشباب المسلمين قيم الإسلام الحقيقية ومفاهيمه التي تتماشى مع العصر الحديث. ومن الضروري أيضًا تنظيم برامج تعليمية تهتم بتعليم اللغات والعلوم والتاريخ الإسلامي لتزويد الأجيال الجديدة بالمعرفة التي تمكنهم من مواجهة تحديات العصر. التعاون المجتمعي: مثلما عمل التحالف الإسرائيلي العالمي على توحيد جهود اليهود حول العالم، يمكن للمجتمعات الإسلامية تعزيز التعاون بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، سواء في الدول النامية أو في الغرب، من خلال إقامة شبكات دعم اجتماعي، اقتصادي، وديني. ويمكن أن تكون هذه الشبكات قادرة على تقديم المساعدة للأفراد المحتاجين، ومواجهة تحديات الهجرة، أو دعم المشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين وضع المسلمين في المجتمعات المضيفة. التمثيل السياسي والمجتمعي: كما قام التحالف الإسرائيلي العالمي بالتأثير على السياسة في منطقته وفي محافل دولية، يمكن للمجتمعات المسلمة العمل على زيادة تمثيلها السياسي في الدول التي يعيشون فيها، سواء في أوروبا أو في دول أخرى. من خلال هذه الوسائل، يمكن للمسلمين التأثير في السياسات الاجتماعية والدينية بما يتماشى مع مصالحهم وحقوقهم. مساعدة المهاجرين وتيسير الاندماج: مثلما قدم التحالف الدعم للمهاجرين اليهود، يمكن للمجتمعات المسلمة في أوروبا دعم المهاجرين المسلمين الجدد، وتوفير الدعم اللوجستي والمادي لهم لتيسير اندماجهم في المجتمعات الجديدة. يشمل ذلك توفير المساعدة القانونية، والمساعدة في تعلم اللغة، وأيضًا المساعدة في فهم القوانين المحلية التي قد تكون غريبة عنهم. النهوض بالهوية الإسلامية: يمكن للمجتمعات المسلمة العمل على تعزيز الهوية الإسلامية بين أفرادها من خلال تنظيم فعاليات ثقافية، ودينية، واجتماعية تسهم في إبراز جوانب الثقافة الإسلامية الغنية وتاريخها العريق في قبول الآخر ونشر ثقافة التسامح. مثل هذه الفعاليات يمكن أن تساعد في رفع الوعي بالثقافة الإسلامية وتشجيع الإفتخار بالهوية الدينية والثقافية، وفي الوقت نفسه الاندماج في المجتمعات الجديدة. ختاما نقول إنّ تطبيق منهجية التحالف الإسرائيلي العالمي في المجتمعات الإسلامية يمكن أن يسهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمسلمين في الدول النامية والمجتمعات المسلمة في الغرب. فمن خلال التعليم، والتعاون المجتمعي، والتمثيل السياسي، ودعم المهاجرين، يمكن تحقيق تقدّم ملموس في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية في سياقات متنوعة تجعلهم أعضاء أكثر فاعلية واندماجا خارج أوطانهم. تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store