أحدث الأخبار مع #أيوبأبودية


عمان نت
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- عمان نت
خبير طاقة: دعم الحكومة للسخانات الشمسية المنزلية خطوة إيجابية لكن أثرها محدود
في خطوة تهدف إلى دعم الأسر ذات الدخل المحدود وتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، أطلقت وزارة الطاقة والثروة المعدنية، بالتعاون مع صندوق الطاقة المتجددة البرنامج الوطني لدعم القطاع المنزلي بأنظمة السخانات الشمسية، بكلفة إجمالية تصل إلى خمسة ملايين دينار، مع تغطية نصف كلفة التركيب. البرنامج الذي أعلن عنه وزير الطاقة صالح الخرابشة مؤخرا، يستهدف تركيب نحو 12 ألف سخان شمسي خلال أربع سنوات، في مختلف محافظات المملكة، ويعد امتدادا لجهود الصندوق في نشر استخدام الطاقة المتجددة في المنازل منذ عام 2015. ورغم أهمية المشروع من حيث تخفيف الأعباء المالية على الأسر وتقليل الانبعاثات الكربونية، يرى خبراء أن محدودية عدد السخانات المستهدفة، وصعوبة شروط الاستحقاق المالي، قد تحد من فاعليته وأثره المنشود، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الفئات المستهدفة. منذ انطلاق البرنامج في عام 2015، تم تركيب أكثر من 35,000 سخان شمسي في منازل المواطنين عبر مختلف محافظات المملكة، ويستهدف الصندوق تركيب 90,000 سخان شمسي خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقا لتقديرات الوزارة. البرنامج لا يغطي 1% من البيوت المستهدفة رغم ترحيب خبير الطاقة والبيئة الدكتور أيوب أبو دية بخطوة الحكومة لدعم تركيب السخانات الشمسية للأسر ذات الدخل المحدود، إلا أنه يفتقر إلى الطموح الكافي ليشكل فرقا ملموسا على مستوى وطني. ويوضح أبو دية في حديثه لعمان نت أن أحد الشروط الأساسية لنجاح هذا المشروع هو أن تكون السخانات المدعومة من نوع الأنابيب المفرغة وليس من النوع المسطح، إذ أن أداءها ينخفض بشكل كبير خلال فصل الشتاء، وهو الوقت الذي تكون فيه الحاجة للمياه الساخنة أكبر. ورغم إعلان الحكومة نيتها دعم تركيب 12,000 سخان شمسي حتى عام 2035، إلا أن أبو دية يشير إلى أن هذا الرقم لا يشكل سوى نسبة ضئيلة جدا من إجمالي عدد المنازل في الأردن، والذي يقدر بنحو مليونين، مما يجعل النسبة المستهدفة أقل بكثير من 1%، وربما يكون هذا الرقم مرتبطا بالدعم الإيطالي المخصص للمشروع، والذي يبلغ 5 ملايين دينار، موضحا أن التجربة الأردنية مقارنة بدول أخرى تتمتع بمعدلات إشعاع شمسي مشابهة، مثل قبرص والنمسا، حيث تصل نسبة المنازل المزودة بسخانات شمسية إلى نحو 90% و60% على التوالي. أما فيما يخص الدعم الحكومي الذي أعلنته الحكومة بنسبة 50%، فيرى أبو دية أن المشكلة لا تكمن في النسبة نفسها، بل في الشروط المطلوبة، منها أن يكون دخل الأسرة الزوج والزوجة معا لا يتجاوز 750 دينارا، وهو مبلغ يقل عن خط الفقر، فكيف لأسرة بهذا الدخل، والتي قد تكون مسؤولة عن إعالة عدة أطفال، أن تتحمل دفع 50% من ثمن السخان، علما بأن السخانات ذات المواصفات المعقولة لا يقل سعرها عن 600 دينار، مما يعني أن على الأسرة دفع 300 دينار، وهو مبلغ قد لا يكون متاحا لها. ويقترح أبو دية حلولا بديلة، مثل تقسيط المبلغ على فاتورة الكهرباء، بدفع دينار واحد شهريا في هذه الحالة، ستدفع الأسرة 12 دينارا سنويا، مما يسهل عليها سداد المبلغ خلال خمس سنوات، مشيرا إلى ضرورة التفكير من جانب الأسر في مدى جدوى هذا الاستثمار، فالسخانات الشمسية توفر نحو 30% من فاتورة الكهرباء، وإذا افترضنا أن الأسرة تقع ضمن الشريحة الأولى من 1 إلى 300 كيلوواط ساعة شهريا، وتدفع حوالي 15 دينارا شهريا، فإن التوفير سيكون بحدود 4.5 إلى 5 دنانير في الشهر، أي ما يعادل 60 دينارا في السنة، و300 دينار خلال خمس سنوات، وهذا يجعل الاستثمار معقولا إذا كان الاستهلاك في هذا الحد، أما إذا كان أقل، فالعائد سيكون ضعيفا. في هذه الحالة يشدد أبو دية على ضرورة وجود آلية واضحة لاختيار الأسر المستفيدة، بحيث تكون هذه الأسر قادرة فعلا على تحقيق استفادة ملموسة من السخان من حيث التوفير، وفي الوقت ذاته قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية إذ أن الأولوية بالنسبة لهذه الأسر غالبا ما تكون توفير الطعام والشراب. تحديات تنفيذ المشروع من التحديات التي قد تعيق نجاح تنفيذ المشروع بحسب أبو دية إعفاء الشقق السكنية الصغيرة أقل من 130 مترا مربعا من شرط تركيب السخان الشمسي، رغم أن الغالبية العظمى من الشقق السكنية في الأردن تقع ضمن هذا التصنيف، معتبرا ذلك كارثة تعيق تعميم استخدام الطاقة الشمسية. كما يوضح إلى مشكلة توزيع المياه في الأردن، حيث قد يتسبب بعد المسافة بين السخان الشمسي والشقة خاصة في العمارات بهدر كبير للمياه قبل وصول الماء الساخن، مقترحا تركيب مضخات تدوير صغيرة كحل لهذا التحدي، على أن تتحمل كلفتها الشركات المتعاقدة مع وزارة الطاقة. ويشدد على أهمية تركيب السخان بزاوية ميل لا تقل عن 60 درجة في فصل الشتاء، لضمان أقصى استفادة من أشعة الشمس العمودية، وهي اعتبارات فنية يجب عدم إغفالها في التصميم والتركيب. الأثر البيئي والاقتصادي رغم محدودية المشروع إلا أنه يساهم في تعزيز العدالة في توزيع الدعم الحكومي ويقلل الاعتماد على الكهرباء المولدة من مصادر أحفورية ملوثة، كما أنه يخدم التزامات الأردن تجاه الاتفاقيات البيئية الدولية، كاتفاقية باريس، ويعد خطوة في إطار التحول نحو الاستدامة البيئية والاقتصادية، بحسب أبو دية. وفيما يتعلق بالأثار الإيجابية المتوقع من المشروع، يرى بأنه بيئيا يساهم بالتقليل من الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الكهرباء من الغاز، أو اقتصاديا من خلال تقليل دعم الحكومة لفاتورة الكهرباء الخاصة بالفئات الأقل استهلاكا، مشيرا إلى أن الحكومة تتحمل كلفة كبيرة لدعم أسعار الكهرباء، مما يجعل التحول للطاقة الشمسية أكثر جدوى على المدى الطويل. ويشدد أبو دية على أهمية توسيع نطاق المشروع، وتبني حلول تمويلية أكثر عدالة واستدامة، تمكن الأسر المستحقة فعليا من الاستفادة دون تحميلها أعباء مالية غير ممكنة، مؤكدا أن الأردن يمكن أن يحقق قفزة نوعية في مجال الطاقة النظيفة إذا تم التعامل مع المشروع برؤية استراتيجية شاملة. شروط دعم السخانات الشمسية تظهر بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية أن نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني تبلغ حاليا نحو 29%، مع هدف لرفع هذه النسبة إلى 50% بحلول عام 2030 ، ويعد برنامج دعم السخانات الشمسية جزءا من هذه الجهود لتحقيق الأهداف الوطنية في مجال الطاقة المستدامة. ووفقا لخطة البرنامج، سيتم التنفيذ بناء على الشروط والإجراءات المعلنة في الدليل الإرشادي لدعم السخانات الشمسية من خلال المنصة الإلكترونية المرتبطة بتطبيق "سند" الحكومي، وبما يضمن سهولة الوصول إلى الخدمة والاستفادة منها. وكانت الوزارة صممت منصة إلكترونية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي، ترتبط مع "سند" لتمكين المواطن من التسجيل والحصول على الموافقة المبدئية في حال استيفاء الشروط والمعايير المطلوبة. وبحسب الآلية، يختار المواطن الشركة المزودة للخدمة أو المقاول المنفذ لتركيب نظام السخان الشمسي، وتعطى الأولوية للمزودين أو المقاولين المحليين في المحافظة أو الإقليم، شريطة أن يكونوا ضمن قائمة الشركات المعتمدة لدى صندوق الطاقة، ويمكن الحصول على هذه القائمة من خلال النوافذ التمويلية أو عبر المنصة الإلكترونية.

الدستور
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الدستور
كتاب "الانقراض الجماعي.. تاريخيا ومستقبليا" قراءة في ما كان ويكون من الاحتمالات
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء يتناول الدكتور أيوب أبو دية في كتاب "الانقراض الجماعي.. تاريخيًّا ومستقبليًّا"، الأسباب التي أدت إلى حدوث الانقراضات الخمسة في التاريخ الأرضي القديم، ثم يقدم السيناريوهات المتوقعة في حال حدوث انقراض سادس نتيجة الضغط على الأنظمة البيئية وما يواكبه من تغيرات جوهرية في مناخ الأرض. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 150 صفحة من القطع المتوسط. وأشار الكاتب فيه بداية إلى المخاوف التي باتت تتزايد يومًا بعد يوم بسبب تغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة؛ الأمر الذي يجعل احتمال الانقراض السادس واردًا، وهو انقراض سيكون الإنسان المتسبب الرئيسي فيه. ورأى أبو دية أن كتابه هذا يُعرِّف بمخاطر الانقراض الجماعي الذي تتجه البشرية صوبَه، موجهًا اللوم إلى البشرية التي لا تأخذ هذا الاحتمال بجدية كافية. فقد "عانت الحياة على الأرض من خمس كوارث بيئية هائلة أدت إلى اندثار جماعي للكثير من الفصائل الحية، وكادت أحداثها الرهيبة تمحو أيّ أثر للحياة من أشجار ونباتات وكائنات حية بدائية عن وجه هذه البسيطة". وهذا -برأيه- يضع على الإنسان اليوم مسؤولية مضاعفة لتجنب الانقراض المحتمل والتعلم من دروس التاريخ. وتناول الباب الأول الانقراضات الخمس السابقة بالتفصيل، متناولا في كل حالة الزمن الذي وقع فيه الانقراض، وأسبابه وتأثيراته على الكائنات الحية، ثم الدروس التي يمكن تعلمها من الانقراض. ثم تناول في الباب الثاني سيناريوهات الانقراض السادس المعاصر والمستقبلي الافتراضي، مع بيان أثرها على أصناف الكائنات الحية جميعها، كالثدييات والبرمائيات والحشرات والطيور وغيرها، متدرجا ضمن المراحل المختلفة التي يسير خلالها الانقراض، وهي مراحل مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، بدءا من المرحلة الحالية، وصولا إلى المرحلة النهائية التي قد ترتفع فيها حرارة الأرض إلى ما يتجاوز 8 درجات مئوية مقارنة بعهد ما قبل الثورة الصناعية. وأكد في خاتمة الكتاب على "أهمية السياسات البيئية المستدامة والتعاون الدولي، وذلك في مواجهة هذه التحديات"، مبينا أن هذه السياسات ينبغي أن تبدأ الآن، وذلك عبر طرق عدة منها: تعزيز الجهود لحماية البيئات الطبيعية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد والطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية، وتطوير الطاقة المتجددة النظيفة ودعمها، والتأسيس لاقتصاد دائري أخضر، كل ذلك بهدف "التخفيف من آثار التغير المناخي والحفاظ على التنوع البيولوجي مستداما، عِوَضا عن التهديد بالانقراض الذي يلوح في الأفق". ومن الجدير ذكره أن الدكتور أيوب ابودية مهندس يحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة، وهو باحث بيئي معروف، وله عدد كبير من المؤلفات العلمية والفكرية والأدبية. وحصل على العديد من الجوائز من بينها: الجائزة الذهبية للأبنية المبنية للشرق الأوسط من بريطانيا لعام 2010 عن البيت البيئي الأخضر في دارة الكمالية– عمّان، ودرع البطل الأخضر لعام 2010 لمجمل أعماله في العمل البيئي الأخضر، من المؤسسة البريطانية الخضراء بالتعاون مع وكالة البيئة الوطنية ومعهد الصحة البيئية الإنجليزي، وجائزة داعية البيئة لعام 2015 من منظمة المدن العربيّة، جائزة جامعة فيلادلفيا لأفضل كتاب علمي مؤلّف (كتاب: سقوط الحجاب عن الطاقة النووية) لعام 2016، وجائزة العمارة بالاشتراك من منظمة العواصم والمدن الإسلامية عام 2024.


جهينة نيوز
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- جهينة نيوز
رحلتي الأولى إلى واشنطن: بين التردد والانبهار
تاريخ النشر : 2025-04-12 - 01:41 pm د. أيوب أبودية واشنطن لطالما ترددت في زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مواقفي منها متأثرة بما قرأته ودرسته حول النظام الرأسمالي والهيمنة العسكرية التي تمارسها على العالم، ودعمها غير المحدود للكيان الصهيوني. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم العدالة والحرية. لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وغمرني بمحبته وكرمه قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية. وهناك، بدأت الصورة تتغير. واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة. في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، والدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً. ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب الجامعة بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها هل انت عربية أم مسلمة، قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وانا اقوم بواجبي كإنسان اميركي يحب الجميع ويدعو إلى السلام. كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية. وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في مطلع السبعينيات. علم من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن، وكأنهم يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة. واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب، وأحببت هذا التناقض الذي جمعني بها، لأكتشف نفسي من جديد بين ما كنت أعتقده، وما عشته فعلاً. كانت هذه الرحلة أكثر من مجرد زيارة... كانت مصالحة. تابعو جهينة نيوز على


سواليف احمد الزعبي
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سواليف احمد الزعبي
زيارتي إلى الولايات المتحدة
زيارتي إلى #الولايات_المتحدة د. #أيوب_أبودية نيويورك لم أرغب يوما في #زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بفعل ما قرأته ودرسته حول الرأسمالية الشرسة والهيمنة الامبريالية على العالم. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم #العدالة و #الحرية. لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وكان يحببني بها ويخبرني كم هو سعيد مع زوجته الأمريكية وأبنائه، وغمرني بمحبته وكرمه وذكريات الماضي الشجية والشقاوة على مقاعد الدراسة، قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية وحيث تخرج الكثير من الاردنيين، ومنهم صديقي الاستاذ علي قسي. وهناك، بدأت الصورة تتغير. #واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة، ووسائل النقل العام الممييزة، وتحديدا المترو. في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، وأيضا تعرفت إلى الدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً. ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها: هل انت عربية أم مسلمة؟ قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وبالتالي فانا اقوم بواجبي كإنسانة اميركية تحب الجميع وتدعو إلى السلام. كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية ( أصوات من أجل العدالة) الذي صدر عن دار الان في عمان مؤخرا. وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في نحو عشرة أفراد منذ مطلع السبعينيات. علم زياد من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن واقربائه، حتى أنه ارسل لي صورة لوالدي يوم زفافهما والتي ما زال يحتفظ بها، هل اصدقون؟ وكأنهم ما زالوا يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة، ويحكم أيها الأحبة ما أروعكم. واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب وشوارعها التي تقف لك مركباتها احتراما عندما تعبرها دون أن تطلق أبواقها أو تحاول دهسك أو تسمعك كلاما نابيا.


جهينة نيوز
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- جهينة نيوز
د. أيوب أبودية يكتب:التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها
تاريخ النشر : 2025-03-10 - 08:14 pm التحالف الإسرائيلي العالمي: دراسة في منهجيته وتطبيقاتها د. أيوب أبودية تهدف هذه المقالة إلى استعراض فكر وأنشطة التحالف الاسرائيلي العالمي الذي تأسس في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والسعي للتعلم منه للنهوض بالثقافة الإسلامية في الدول المسلمة النامية أو في المجتمعات والأقليات المسلمة في أوروبا والعالم . تأسس "التحالف الإسرائيلي العالمي" IUA في عام 1860 في فرنسا من قبل مجموعة من اليهود الفرنسيين الذين كان لديهم الموارد اللازمة لمساعدة أقرانهم من اليهود الفقراء. كان الهدف الرئيسي من هذه المنظمة تقديم الدعم السياسي والاجتماعي لليهود في المناطق التي كانوا يعيشون فيها. وتنوعت أنشطتها من تقديم الدعم المالي للأفراد وتيسير الهجرة إلى تأسيس برامج تعليمية لتطوير المجتمعات اليهودية في أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وشمالي إفريقيا. كما عبر التحالف في عام 1945 عن دعمه للصهيونية السياسية، وفي عام 1946 تولى "مجلس استشاري المنظمات اليهودية" في نيويورك إدارة الأنشطة الدبلوماسية للمنظمة. أنشطة التحالف الإسرائيلي العالمي: الدعم الاجتماعي والسياسي: كانت البداية الأساسية للتحالف الإسرائيلي العالمي تقديم الدعم للأفراد اليهود في مختلف أنحاء العالم. كان التحالف يهدف إلى رفع مستوى معيشة هؤلاء الأفراد ودعمهم سياسيًا واجتماعيًا. كما كان يسعى إلى حماية حقوقهم المدنية في أماكن إقامتهم. الهجرة والمساعدة في الانتقال: عمل التحالف على مساعدة اليهود في الهجرة من الدول التي كانوا يواجهون فيها التمييز العنصري إلى مناطق أكثر أمانًا، لا سيما في أوروبا الشرقية والمناطق التي كانت تحت الهيمنة العثمانية. البرامج التعليمية: أنشأ التحالف العديد من المؤسسات التعليمية التي كانت تهدف إلى تحسين الوضع التعليمي لليهود في مناطق متعددة. هذا كان يشمل إنشاء مدارس تهتم بتعليم الأطفال اليهود في مجالات مثل اللغة، الرياضيات، العلوم، والتاريخ، مما ساعدهم في مواجهة تحديات العصر الحديث. الدعم السياسي للصهيونية: في عام 1945، أعرب التحالف عن دعمه للصهيونية السياسية، وهو الموقف الذي كان يهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين. من خلال هذا الدعم، تمكن التحالف من التأثير على مجريات الأحداث السياسية في المنطقة. الأنشطة الدبلوماسية: في عام 1946، تولى "مجلس استشاري المنظمات اليهودية" في نيويورك الإشراف على الأنشطة الدبلوماسية والتحركات السياسية للتحالف، مما منحه قوة تأثير أكبر في الساحة الدولية. كيفية تطبيق منهجية التحالف الإسرائيلي العالمي على تطوير الثقافة الإسلامية: من خلال دراسة الأنشطة التي قام بها التحالف الإسرائيلي العالمي، يمكننا استخلاص عدة دروس وتطبيقها في تطوير ثقافة المسلمين في الدول النامية أو في المجتمعات المسلمة في أوروبا والعالم الغربي. فيما يلي بعض المبادئ التي يمكننا تبنيها: دعم التعليم وتعزيز الوعي الثقافي: يمكن للمجتمعات المسلمة في الدول النامية أو في المجتمعات الأوروبية تعزيز مستوى التعليم الثقافي والديني من خلال إنشاء مدارس ومؤسسات تعليمية متخصصة تهتم بتعليم الأطفال والشباب المسلمين قيم الإسلام الحقيقية ومفاهيمه التي تتماشى مع العصر الحديث. ومن الضروري أيضًا تنظيم برامج تعليمية تهتم بتعليم اللغات والعلوم والتاريخ الإسلامي لتزويد الأجيال الجديدة بالمعرفة التي تمكنهم من مواجهة تحديات العصر. التعاون المجتمعي: مثلما عمل التحالف الإسرائيلي العالمي على توحيد جهود اليهود حول العالم، يمكن للمجتمعات الإسلامية تعزيز التعاون بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، سواء في الدول النامية أو في الغرب، من خلال إقامة شبكات دعم اجتماعي، اقتصادي، وديني. ويمكن أن تكون هذه الشبكات قادرة على تقديم المساعدة للأفراد المحتاجين، ومواجهة تحديات الهجرة، أو دعم المشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين وضع المسلمين في المجتمعات المضيفة. التمثيل السياسي والمجتمعي: كما قام التحالف الإسرائيلي العالمي بالتأثير على السياسة في منطقته وفي محافل دولية، يمكن للمجتمعات المسلمة العمل على زيادة تمثيلها السياسي في الدول التي يعيشون فيها، سواء في أوروبا أو في دول أخرى. من خلال هذه الوسائل، يمكن للمسلمين التأثير في السياسات الاجتماعية والدينية بما يتماشى مع مصالحهم وحقوقهم. مساعدة المهاجرين وتيسير الاندماج: مثلما قدم التحالف الدعم للمهاجرين اليهود، يمكن للمجتمعات المسلمة في أوروبا دعم المهاجرين المسلمين الجدد، وتوفير الدعم اللوجستي والمادي لهم لتيسير اندماجهم في المجتمعات الجديدة. يشمل ذلك توفير المساعدة القانونية، والمساعدة في تعلم اللغة، وأيضًا المساعدة في فهم القوانين المحلية التي قد تكون غريبة عنهم. النهوض بالهوية الإسلامية: يمكن للمجتمعات المسلمة العمل على تعزيز الهوية الإسلامية بين أفرادها من خلال تنظيم فعاليات ثقافية، ودينية، واجتماعية تسهم في إبراز جوانب الثقافة الإسلامية الغنية وتاريخها العريق في قبول الآخر ونشر ثقافة التسامح. مثل هذه الفعاليات يمكن أن تساعد في رفع الوعي بالثقافة الإسلامية وتشجيع الإفتخار بالهوية الدينية والثقافية، وفي الوقت نفسه الاندماج في المجتمعات الجديدة. ختاما نقول إنّ تطبيق منهجية التحالف الإسرائيلي العالمي في المجتمعات الإسلامية يمكن أن يسهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمسلمين في الدول النامية والمجتمعات المسلمة في الغرب. فمن خلال التعليم، والتعاون المجتمعي، والتمثيل السياسي، ودعم المهاجرين، يمكن تحقيق تقدّم ملموس في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية في سياقات متنوعة تجعلهم أعضاء أكثر فاعلية واندماجا خارج أوطانهم. تابعو جهينة نيوز على