logo
عبد الرحيم كمال يكتب: أشباح التيك توكرز والحقيقة الغائبة

عبد الرحيم كمال يكتب: أشباح التيك توكرز والحقيقة الغائبة

مصر اليوممنذ 4 أيام
فى زمن مضطرب كهذا، لم يعد الجسد وحده معروضًا فى المزاد، بل الوقت، والكرامة، والمشاعر، وحتى الألم الشخصى صار قابلًا للتداول. لم يعد سؤال «ماذا تعرف؟» هو المهم، بل «كم يتابعك الناس؟» ولا «ما قيمتك؟» بل «كم ربحت؟». ومع شاشات الهواتف، دخلنا إلى عالم لا يشبه شيئًا مما عرفناه من قبل؛ حيث صار من الممكن أن تصعد إلى القمة عبر سقوطك، وأن تصبح نجمًا لأنك أبكيت أحدهم، أو فضحت نفسك، أو اصطنعت فضيحة.
ظهر جيل جديد لا يشبه ما اعتدناه من الحالمين، لا يريدون الانتظار، ولا يشغلهم التعلم، فقط يبحثون عن «التريند»، عن ضوء الكاميرا، وعن مجد هش لا يصمد أمام أول هزّة. لم يعودوا يسألون: «لماذا أريد أن أكون مشهورًا؟» بل: «كيف أصل بسرعة؟». لا يهم كيف تبدو، ولا ما تقول، المهم أن تُلفت النظر. أصبحت الضجة هى الهدف، واللايكات هى المكافأة، والضوء الساطع هو الخلاص، حتى لو كان قادمًا من نار.
هكذا، شُيد وهمٌ اسمه « الربح بلا تعب». لا حاجة لموهبة، لا حاجة لمشقة، لا حاجة حتى للصدق. كل ما يلزمك هو هاتف متصل بالإنترنت، وبعض الجرأة أو بعض الادّعاء، أو قليل من البكاء المصطنع، وربما قصة مفبركة أو لحظة سقوط يتم توثيقها على الهواء، يكفى أن تفتح الكاميرا وتبدأ البث، وما إن تتدفق «اللايفات»، حتى تبدأ النقود فى الهطول… هكذا يتخيل كثيرون، لكن ما يغيب عن الأعين، أن هذه «الحياة» لها وجه آخر، وجه قاسٍ، غامض، مُتصدع، لا يظهر فى أول الفيديو، بل فى نهايته. نسمع عن جرائم تبدأ بـ «صانع محتوى»، أو «مشهور على تيك توك»، وتنتهى بدماء، شخص يُقتل على الهواء، آخر يهدد بالانتحار، فتاة تصرخ فى الشارع وتصور، وجمهور خلفها لا يتدخل، بل يكتفى بالمشاهدة والمشاركة، تحوّلت شاشات الهواتف إلى مسرح مفتوح بلا سقف، يمثل فيه الناس بلا نص، البطولة تُمنح لمن يصدم أكثر، لا لمن يُلهم. الجسد أصبح أداة للاستهلاك، والمرض وسيلة للشفقة، والخطر قناة للوصول، الإنسان لم يعد إنسانًا؛ بل شبحًا، ليس حيًا بما يكفى ليُدرك نفسه، ولا ميتًا بما يكفى ليُريح أو يُستراح منه. فقط ظلّ يتحرك، يصرخ، يبكى، يرقص، ينهار… وكل ذلك من أجل أن يراه أحد.
فمن المسئول عن هذا المشهد الفوضوى؟
هل هو الشاب الذى فتح هاتفه ليبث لحظات ضعفه؟
أم الجمهور الذى لا يغلق الفيديوهات بل يُعيد مشاركتها؟
أم المجتمع الذى عجز عن احتواء أبنائه فدفعهم إلى العدم؟
أم شاشات الهواتف التى جعلت من السطحية سلوكًا عامًا ومن «الشهرة» هدفًا مُطلقًا؟
الإجابة الأقرب إلى الصواب: الكل شريك.
شاشات الهواتف لا تُفرّق بين الجيد والرديء، هى فقط تُضخم ما يلفت الانتباه، وما يُدرّ أرباحًا. الخوارزميات لا تهتم بالقيم، بل بالتفاعل. إن ضحكت، بكيت، رقصت، عريت نفسك، افتعلت جنونًا أو عنفًا… أيًا كان، المهم أن تُ شاهد. أما المُعلِن، فهو شريك خفى، لا يسأل عن السياق، ولا عن نوع المحتوى، كل ما يعنيه أن يجد جمهورًا واسعًا، و«وصولًا» عاليًا، وأرقامًا مغرية. فلا حرج عنده أن تُوضع إعلاناته بين فيديوهات منحطة، طالما أن الأرقام ترتفع، حتى لو كان ذلك على حساب عقل، أو حياة، أو كرامة إنسان، ثم هناك الجمهور. ذلك الجمهور الذى يشاهد، ويشارك، ثم يتباكى إذا انتهى الفيديو بجريمة أو مأساة. جمهور يمتلك زر الإغلاق لكنه لا يستخدمه، أدمن السقوط، وأصبح يرى فى انهيار الآخر نوعًا من الترفيه. جمهور نسى أن ما يُشاهد ليس تمثيلًا دائمًا، بل ربما حياة حقيقية تنهار لحظة بلحظة، أما الفرد نفسه، فهو الضحية الأولى والأخيرة. صدّق أن الشهرة تُغنى، وأن عدد المتابعين شهادة نجاح، وأن المال يمكن أن يأتى بلا جهد، وأن كل شيء مباح إذا كان « تريند ًا». لم يفهم أن ما يُبنى بلا أساس، ينهار فوق رأس صاحبه أولًا.
أسئلة مريرة تطرح نفسها كل يوم:
ما الذى يدفع فتاة لتصرخ فى الشارع كى تُشهر نفسها؟
ما الذى يجعل الطمع يتنكر فى هيئة طموح؟
الجواب واحد: غياب القيمة.
حين تُنتزع القيمة من الوعى، لا يعود هناك فرق بين الصدق والتمثيل، بين الفرح الحقيقى والدموع المصطنعة. المقياس لم يعد «ماذا أصبحت؟»، بل «كم ربحت؟»، لكن، لا يجوز أن نكون قساة تمامًا فى أحكامنا، وربما قبل أن نحاكم هؤلاء، علينا أن نُراجع فهمنا لحرية التعبير.
هل هى حرية أن تقول أى شيء، بأى طريقة، ولأى غرض؟
أم أن الحرية تستحق أن تُمنح لمن يُقدّم شيئًا يُلهم، أو يُفيد، أو حتى يُسلّى بذكاء؟
ليس من حق أحد أن يمنع أحدًا من أن يكون مرئيًا، لكن ما نفتقده هو السؤال: لماذا تريد أن تُرى؟ وماذا ستُضيف حين تُرى؟، ربما فى قلب كل شاب على شاشة الهاتف توجد قصة لم تُحكَ، ربما هناك طفل لم يجد من يسمعه فصرخ أمام الجميع، وفتاة لم يلتفت لها أحد فصنعت لنفسها جمهورًا من العدم.
هؤلاء لا يحتاجون إلى سخرية، بل إلى احتواء. لا إلى اتهام، بل إلى فهم، لأن شاشات الهواتف لم تخلقهم، بل فقط كشفتهم. ولأن العالم الحقيقى فشل فى إعطائهم مكانًا، فبحثوا عنه فى الفراغ.
الحديث عن الحلول دائمًا صعب فى عالم يتحرك أسرع من وعينا به، لكن ربما البداية تكون بالاعتراف: هناك خلل كبير، وهم الكسب بلا تعب هو سمّ ينتشر فى العقول، شاشات الهواتف لا تعكس الحقيقة دائمًا، بل كثيرًا ما تُزيفها، نحتاج أن نُعيد تعريف النجاح، أن نُعيد الاعتبار إلى التعب، والموهبة، والتعلم، والاحترام، أن نخلق فرصًا حقيقية تحترم الإنسان فلا يهرب إلى الوهم، أن نربى الذوق العام، ونهذّب الحواس، فلا تنجذب فقط إلى ما هو صاخب، بل إلى ما هو صادق.
«أشباح التيك توكرز» ليسوا أشباحًا لأنهم أشرار، بل لأنهم تائهون، يصرخون فى فضاء لا يسمع فيه أحد.
يحلمون بكسب لا يعرفون ثمنه، ويظهرون كل يوم أمام الشاشة ، على أمل أن يراهم أحد… أن يُصدّقهم أحد… أن يُنقذهم أحد، لكن فى أغلب الأحيان، لا يرى أحد سوى سقوطهم الأخير.
لم تعد الكارثة فى أن يفتح شاب أو فتاة شاشة الهاتف، بل فى أن يكفر جيلٌ كامل بقيمة التعب، لم يعد الجهد معيارًا، ولا الكفاءة مقصدًا، بل صارت الوقاحة والابتذال عملة رائجة. تُعرض الكرامة والخيال وحتى الألم للبيع، لا لشيء إلا جذب النظر، لا موهبة، لا صبر، فقط هاتف وإنترنت وبعض الضجيج. تحول الإنسان إلى شبح: ليس حيًّا بما يكفى ليُدرك، ولا ميتًا ليُستراح منه. الجريمة صارت جزءًا من العرض، والموت يُبث مباشرة، والجمهور يضحك ثم يتباكى. لا أحد يسأل «لماذا؟»، فقط: «كم ربحت؟». المسئولية مشتركة: مجتمع عجز عن تقديم معنى، فألقى بأبنائه إلى شاشات تُزيّف الواقع وتمنح الشهرة لمن يصرخ أعلى، لا لمن يستحق. وما الحل؟ أن نُعيد الاعتبار للقيمة، للموهبة، للتعب، وأن نُعلم الناس: أن لا شيء يُعوّل عليه يُؤخذ بلا ثمن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبد الرحيم كمال يكتب: أشباح التيك توكرز والحقيقة الغائبة
عبد الرحيم كمال يكتب: أشباح التيك توكرز والحقيقة الغائبة

مصر اليوم

timeمنذ 4 أيام

  • مصر اليوم

عبد الرحيم كمال يكتب: أشباح التيك توكرز والحقيقة الغائبة

فى زمن مضطرب كهذا، لم يعد الجسد وحده معروضًا فى المزاد، بل الوقت، والكرامة، والمشاعر، وحتى الألم الشخصى صار قابلًا للتداول. لم يعد سؤال «ماذا تعرف؟» هو المهم، بل «كم يتابعك الناس؟» ولا «ما قيمتك؟» بل «كم ربحت؟». ومع شاشات الهواتف، دخلنا إلى عالم لا يشبه شيئًا مما عرفناه من قبل؛ حيث صار من الممكن أن تصعد إلى القمة عبر سقوطك، وأن تصبح نجمًا لأنك أبكيت أحدهم، أو فضحت نفسك، أو اصطنعت فضيحة. ظهر جيل جديد لا يشبه ما اعتدناه من الحالمين، لا يريدون الانتظار، ولا يشغلهم التعلم، فقط يبحثون عن «التريند»، عن ضوء الكاميرا، وعن مجد هش لا يصمد أمام أول هزّة. لم يعودوا يسألون: «لماذا أريد أن أكون مشهورًا؟» بل: «كيف أصل بسرعة؟». لا يهم كيف تبدو، ولا ما تقول، المهم أن تُلفت النظر. أصبحت الضجة هى الهدف، واللايكات هى المكافأة، والضوء الساطع هو الخلاص، حتى لو كان قادمًا من نار. هكذا، شُيد وهمٌ اسمه « الربح بلا تعب». لا حاجة لموهبة، لا حاجة لمشقة، لا حاجة حتى للصدق. كل ما يلزمك هو هاتف متصل بالإنترنت، وبعض الجرأة أو بعض الادّعاء، أو قليل من البكاء المصطنع، وربما قصة مفبركة أو لحظة سقوط يتم توثيقها على الهواء، يكفى أن تفتح الكاميرا وتبدأ البث، وما إن تتدفق «اللايفات»، حتى تبدأ النقود فى الهطول… هكذا يتخيل كثيرون، لكن ما يغيب عن الأعين، أن هذه «الحياة» لها وجه آخر، وجه قاسٍ، غامض، مُتصدع، لا يظهر فى أول الفيديو، بل فى نهايته. نسمع عن جرائم تبدأ بـ «صانع محتوى»، أو «مشهور على تيك توك»، وتنتهى بدماء، شخص يُقتل على الهواء، آخر يهدد بالانتحار، فتاة تصرخ فى الشارع وتصور، وجمهور خلفها لا يتدخل، بل يكتفى بالمشاهدة والمشاركة، تحوّلت شاشات الهواتف إلى مسرح مفتوح بلا سقف، يمثل فيه الناس بلا نص، البطولة تُمنح لمن يصدم أكثر، لا لمن يُلهم. الجسد أصبح أداة للاستهلاك، والمرض وسيلة للشفقة، والخطر قناة للوصول، الإنسان لم يعد إنسانًا؛ بل شبحًا، ليس حيًا بما يكفى ليُدرك نفسه، ولا ميتًا بما يكفى ليُريح أو يُستراح منه. فقط ظلّ يتحرك، يصرخ، يبكى، يرقص، ينهار… وكل ذلك من أجل أن يراه أحد. فمن المسئول عن هذا المشهد الفوضوى؟ هل هو الشاب الذى فتح هاتفه ليبث لحظات ضعفه؟ أم الجمهور الذى لا يغلق الفيديوهات بل يُعيد مشاركتها؟ أم المجتمع الذى عجز عن احتواء أبنائه فدفعهم إلى العدم؟ أم شاشات الهواتف التى جعلت من السطحية سلوكًا عامًا ومن «الشهرة» هدفًا مُطلقًا؟ الإجابة الأقرب إلى الصواب: الكل شريك. شاشات الهواتف لا تُفرّق بين الجيد والرديء، هى فقط تُضخم ما يلفت الانتباه، وما يُدرّ أرباحًا. الخوارزميات لا تهتم بالقيم، بل بالتفاعل. إن ضحكت، بكيت، رقصت، عريت نفسك، افتعلت جنونًا أو عنفًا… أيًا كان، المهم أن تُ شاهد. أما المُعلِن، فهو شريك خفى، لا يسأل عن السياق، ولا عن نوع المحتوى، كل ما يعنيه أن يجد جمهورًا واسعًا، و«وصولًا» عاليًا، وأرقامًا مغرية. فلا حرج عنده أن تُوضع إعلاناته بين فيديوهات منحطة، طالما أن الأرقام ترتفع، حتى لو كان ذلك على حساب عقل، أو حياة، أو كرامة إنسان، ثم هناك الجمهور. ذلك الجمهور الذى يشاهد، ويشارك، ثم يتباكى إذا انتهى الفيديو بجريمة أو مأساة. جمهور يمتلك زر الإغلاق لكنه لا يستخدمه، أدمن السقوط، وأصبح يرى فى انهيار الآخر نوعًا من الترفيه. جمهور نسى أن ما يُشاهد ليس تمثيلًا دائمًا، بل ربما حياة حقيقية تنهار لحظة بلحظة، أما الفرد نفسه، فهو الضحية الأولى والأخيرة. صدّق أن الشهرة تُغنى، وأن عدد المتابعين شهادة نجاح، وأن المال يمكن أن يأتى بلا جهد، وأن كل شيء مباح إذا كان « تريند ًا». لم يفهم أن ما يُبنى بلا أساس، ينهار فوق رأس صاحبه أولًا. أسئلة مريرة تطرح نفسها كل يوم: ما الذى يدفع فتاة لتصرخ فى الشارع كى تُشهر نفسها؟ ما الذى يجعل الطمع يتنكر فى هيئة طموح؟ الجواب واحد: غياب القيمة. حين تُنتزع القيمة من الوعى، لا يعود هناك فرق بين الصدق والتمثيل، بين الفرح الحقيقى والدموع المصطنعة. المقياس لم يعد «ماذا أصبحت؟»، بل «كم ربحت؟»، لكن، لا يجوز أن نكون قساة تمامًا فى أحكامنا، وربما قبل أن نحاكم هؤلاء، علينا أن نُراجع فهمنا لحرية التعبير. هل هى حرية أن تقول أى شيء، بأى طريقة، ولأى غرض؟ أم أن الحرية تستحق أن تُمنح لمن يُقدّم شيئًا يُلهم، أو يُفيد، أو حتى يُسلّى بذكاء؟ ليس من حق أحد أن يمنع أحدًا من أن يكون مرئيًا، لكن ما نفتقده هو السؤال: لماذا تريد أن تُرى؟ وماذا ستُضيف حين تُرى؟، ربما فى قلب كل شاب على شاشة الهاتف توجد قصة لم تُحكَ، ربما هناك طفل لم يجد من يسمعه فصرخ أمام الجميع، وفتاة لم يلتفت لها أحد فصنعت لنفسها جمهورًا من العدم. هؤلاء لا يحتاجون إلى سخرية، بل إلى احتواء. لا إلى اتهام، بل إلى فهم، لأن شاشات الهواتف لم تخلقهم، بل فقط كشفتهم. ولأن العالم الحقيقى فشل فى إعطائهم مكانًا، فبحثوا عنه فى الفراغ. الحديث عن الحلول دائمًا صعب فى عالم يتحرك أسرع من وعينا به، لكن ربما البداية تكون بالاعتراف: هناك خلل كبير، وهم الكسب بلا تعب هو سمّ ينتشر فى العقول، شاشات الهواتف لا تعكس الحقيقة دائمًا، بل كثيرًا ما تُزيفها، نحتاج أن نُعيد تعريف النجاح، أن نُعيد الاعتبار إلى التعب، والموهبة، والتعلم، والاحترام، أن نخلق فرصًا حقيقية تحترم الإنسان فلا يهرب إلى الوهم، أن نربى الذوق العام، ونهذّب الحواس، فلا تنجذب فقط إلى ما هو صاخب، بل إلى ما هو صادق. «أشباح التيك توكرز» ليسوا أشباحًا لأنهم أشرار، بل لأنهم تائهون، يصرخون فى فضاء لا يسمع فيه أحد. يحلمون بكسب لا يعرفون ثمنه، ويظهرون كل يوم أمام الشاشة ، على أمل أن يراهم أحد… أن يُصدّقهم أحد… أن يُنقذهم أحد، لكن فى أغلب الأحيان، لا يرى أحد سوى سقوطهم الأخير. لم تعد الكارثة فى أن يفتح شاب أو فتاة شاشة الهاتف، بل فى أن يكفر جيلٌ كامل بقيمة التعب، لم يعد الجهد معيارًا، ولا الكفاءة مقصدًا، بل صارت الوقاحة والابتذال عملة رائجة. تُعرض الكرامة والخيال وحتى الألم للبيع، لا لشيء إلا جذب النظر، لا موهبة، لا صبر، فقط هاتف وإنترنت وبعض الضجيج. تحول الإنسان إلى شبح: ليس حيًّا بما يكفى ليُدرك، ولا ميتًا ليُستراح منه. الجريمة صارت جزءًا من العرض، والموت يُبث مباشرة، والجمهور يضحك ثم يتباكى. لا أحد يسأل «لماذا؟»، فقط: «كم ربحت؟». المسئولية مشتركة: مجتمع عجز عن تقديم معنى، فألقى بأبنائه إلى شاشات تُزيّف الواقع وتمنح الشهرة لمن يصرخ أعلى، لا لمن يستحق. وما الحل؟ أن نُعيد الاعتبار للقيمة، للموهبة، للتعب، وأن نُعلم الناس: أن لا شيء يُعوّل عليه يُؤخذ بلا ثمن. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

منصة "تيك توك" قيد المحاسبة.. مراجعة المحتوى وإلا الحظر
منصة "تيك توك" قيد المحاسبة.. مراجعة المحتوى وإلا الحظر

بوابة الأهرام

timeمنذ 5 أيام

  • بوابة الأهرام

منصة "تيك توك" قيد المحاسبة.. مراجعة المحتوى وإلا الحظر

رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب: لدينا آلية لحجب أى تطبيق لا يلتزم بقانون الجريمة الإلكترونية موضوعات مقترحة تيك توك: حذفنا أكثر من 16.5 مليون فيديو مخالف لإرشادات المجتمع خلال الربع الأول من 2025 فاطمة سويري تشهد الساحة الرقمية في مصر حالة من التصعيد القانوني والمجتمعي تجاه منصة "تيك توك"، نتيجة انتشار محتوى يُعتقد أنه ينتهك القيم الثقافية والدينية والأخلاقية للمجتمع المصري. وقد تصاعدت هذه التحركات مؤخرًا عبر خطوات قضائية وتشريعية تطالب بحجب المنصة أو فرض رقابة صارمة عليها. هذا التصعيد جاء في سياق حملات توقيف وتحقيق أمني بحق عدد من صنّاع المحتوى (البلوجرز) على المنصة، بتهم تشمل نشر محتوى خادش، الإساءة للآداب العامة، التسول الرقمي أو الاتجار بالبشر، وفق بلاغات ومحاضر رسمية . وعلي الرغم من ذلك، أكدت السلطات ضرورة الموازنة بين حرية التعبير وحرية الوصول للمحتوى الرقمي من جهة، وبين حماية القيم الاجتماعية والأمن الثقافي من جهة أخرى. كما شددت أن الهدف ليس الحجب التام بالضرورة، بل فرض معايير وضوابط واضحة للمنصات الرقمية بما يتوافق مع السياق المصري . وأقام المحامي غلاب الخطاب دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري برقم 79893 لسنة 79 قضائية، طالب فيها بفرض دولة الرقابة على "تيك توك"، أو حجبها بالكامل، مستندًا إلى مخالفتها لقوانين تنظيم الاتصالات والحماية الثقافية، وتهديدها للهوية الوطنية والدينية للشباب خاصة الفئات القُصَر . منظمات مهنية، مثل "هيئة الدفاع من أجل تطهير المحتوى الإلكتروني"، التي تضم 65 محاميًا، أصدرت بيانًا يوم أمس 4 أغسطس 2025، طالبت فيه بـ «حجب كلي أو جزئي لمنصة تيك توك»، ومحاسبة صانعي المحتوى غير اللائق، حفاظًا على الهوية الاجتماعية والدينية للمجتمع وتربية النشء . تقنين أوضاع التطبيقات داخل مصر في البداية أكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب أن لجنة الاتصالات تتابع مع المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام بصفته المسئول عن محتوى هذه التطبيقات ومع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات تقنين أوضاع هذه التطبيقات .مؤكدا في تصريح خاص للأهرام المسائي أن العديد من هذه التطبيقات تقدم خلال الأيام الأخيرة بطلبات للمجلس الأعلي للاعلام لتقنين أوضاعه في مصر وأضاف أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمجلس الأعلى للاعلام لديهما آليات حجب اى تطبيق لا يلتزم بالمعايير الأخلاقية ويخالف قانون الجريمة الإلكترونية وذلك طبقا للقانون وهناك دول بالفعل حجبت التطبيق من العمل .مشيرا الى ان تطبيق تيك توك أرسل طلب للمجلس الأعلى للاعلام لتقنين اعماله في مصر ،وأشاد بدوى بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية في مواجهة الجرائم الإلكترونية، موضحا أن انتشار الفيديوهات التي تخدش الحياء العام على تطبيقات مثل "تيك توك" يمثل تهديدًا خطيرًا للقيم والأخلاق المجتمعية، ويصنف ضمن الجرائم الإلكترونية. تحرك قوي لمواجهة هذه الظواهر وأشار بدوي إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تحركًا قويًا لمواجهة هذه الظواهر، مؤكدًا أن العقوبات المفروضة على هذه الجرائم رادعة، مؤكدا أن قرار القبض على عدد من مروجي هذه الفيديوهات قد لاقى فرحة عارمة بين المواطنين، الذين شعروا بالارتياح لهذا الإجراء. واكد بدوي ان المجلس الأعلى للاعلام طالب بوجود ممثل قانوني لجميع تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تعمل في مصر، مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك، ليكون مسؤولًا عن وضع الضوابط اللازمة ومنع انتشار المحتوى غير المقبول، مما يعكس إجماعًا على أهمية تنظيم هذه المنصات على الجانب الأخر قامت تيك توك - بإزالة 16.5 مليون فيديو مخالفًا لإرشادات المجتمع خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025، في كل من مصر والعراق ولبنان والإمارات والمغرب، في خطوة تعكس احترافية عمليات الإشراف على المحتوى والتدقيق التي تنفذها المنصة في المنطقة. وفيما يتعلق بمحتوى البث المباشر LIVE، أوقفت تيك توك أكثر من 19 مليون بث مباشر مخالف على مستوى العالم خلال الربع الأول من العام، محققة زيادة بنسبة 50% مقارنة بالربع السابق، في مؤشر واضح على تعزيز قدراتها التقنية في اكتشاف المحتوى المخالف بكفاءة وسرعة، دون التأثير على دقة عمليات الإشراف على المحتوى المتقدمة القادرة على رصد المحتوى المخالف بسرعة ودقة. ويظل الالتزام بإرشادات المجتمع من أولويات المنصة الأساسية. ففي الربع الأول من عام 2025 وحده، حظرت تيك توك 849,976 من مضيفي البث المباشر، وأوقفت بشكل استباقي أكثر من 1.5 مليون بث مباشر في كل من مصر، والإمارات، والعراق.

«شاكر مقبوض عليه دلوقتي».. وسم يشعل الترند عقب القبض على شاكر محظور
«شاكر مقبوض عليه دلوقتي».. وسم يشعل الترند عقب القبض على شاكر محظور

العين الإخبارية

time٠٢-٠٨-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

«شاكر مقبوض عليه دلوقتي».. وسم يشعل الترند عقب القبض على شاكر محظور

تم تحديثه الأحد 2025/8/3 03:38 ص بتوقيت أبوظبي ألقت أجهزة الأمن، صباح الأحد 3 أغسطس/ آب 2025، القبض على البلوجر الشهير وصانع المحتوى المعروف باسم «شاكر محظور دلوقتي» على منصة «تيك توك»، ليتحول الترند إلى «شاكر مقبوض عليه دلوقتي» على صفحات السوشيال ميديا. تم القبض على شاكر داخل أحد المقاهي في منطقة التجمع بالقاهرة، بعد بلاغات تقدم بها متابعون وزوجان، تتهمه بمخالفات أخلاقية ونشر محتوى غير لائق. ووفق مصادر أمنية تحدثت إلى العين الإخبارية، جاء ضبط شاكر بعد تكرار البلاغات ضده، إذ اتهمه مقدمو الشكاوى بنشر محتوى «لا أخلاقي»، بينما كان الأخير قد أعلن قبل ساعات من القبض عليه أنه غير متورط في أي قضايا أو اتهامات مشابهة. وأشارت المصادر إلى أن الشرطة اصطحبت شاكر إلى قسم الشرطة، تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، مؤكدة أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتم إخطار النيابة لتولي التحقيق. قبل واقعة القبض، خرج شاكر محظور في بث مباشر عبر صفحته على «فيس بوك»، نافياً الأخبار المتداولة بشأن القبض عليه، مؤكداً أنه لم يُلق القبض عليه حتى تلك اللحظة، وقال خلال البث: «يا جماعة أنا لسه صاحي ومش عايز دوشة ولا قلق، وطالما جبتم سيرتي في القلق ده انتظروا ضربتي القوية»، في إشارة ساخرة إلى واقعة القبض على 6 من صانعي المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأضاف شاكر في البث ذاته أنه سيقاضي مروجي الشائعات التي طالت اسمه، مؤكداً أنه «رقم 1 على تيك توك»، متوعدًا بملاحقة كل من يسيء إليه قضائياً. وتأتي الواقعة بعد سلسلة من الجدل المحيط بمحتوى صانعي الفيديوهات، إذ كان قد أُحيل بلاغ سابق إلى الجهات المختصة يطالب بفحص مصادر دخل عدد من البلوجرز، بينهم شاكر وسوزي الأردنية، كما سبق أن وُجه بلاغ للنائب العام ضد شاكر ومداهم يتهمهم بالتربح بالملايين دون سداد الضرائب. aXA6IDE1NC4yMS4zNi4xMDUg جزيرة ام اند امز CA

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store