
الجارديان: خطة إسرائيل لرفح ستكون جريمة.. والقانون الدولي لا يحمي غزة
ونبدأ جولتنا من الغارديان، مع مقال يسلّط الضوء على مدى "وقاحة" السياسة الإسرائيلية التي تشكل "جرائم حرب" على مدار الواحد والعشرين شهراً من الحرب في غزة، دون الاكتراث للقانون الدولي.
في هذا المقال، يشير المحامي الفلسطيني رجاء شحادة، إلى خطة إسرائيل لنقل الفلسطينيين "قسراً" إلى مخيم في أنقاض رفح، لا يُسمح لهم بمغادرته بعدها، فيما وصفه الكاتب بـ"معسكر اعتقال".
ويعرّف المحامي معسكرات الاعتقال بأنها مراكز احتجاز لأعضاء جماعة وطنية أو سجناء سياسيين أو أقليات؛ لأسباب أمنية أو عقابية، وعادة ما يكون ذلك بأمر عسكري.
ونقل الكاتب عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، قوله إن وزير الدفاع الإسرائيلي "وضع خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية"، هذا بالإضافة إلى قتل وإصابة الآلاف وهم يحاولون الحصول على الطعام.
ويرى شحادة، وهو مؤسس منظمة (الحق) لحقوق الإنسان "أن معظم الإسرائيليين لا يعترفون بإنسانية الفلسطينيين، بدليل أنهم لا يظهرون أي ندم على ما يرتكبه جيشهم باسمهم".
وأرجع المقال "بذرة نزع الإنسانية" من معظم الإسرائيليين، إلى حرب 1948 حين "حُرِم الفلسطينيون بعنف من أراضيهم وممتلكاتهم فيما سُمي بالنكبة، بدعوى أن الأرض وهبها الله للشعب اليهودي".
ومنذ ذلك الحين، أصبح الإسرائيليون قادرين على استخدام منازل العرب وأراضيهم وبساتينهم "دون أي شعور بالذنب". لذا فإنه على الرغم من أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت شرارة اندلاع الحرب الحالية، إلا أن إسرائيل، بحسب المقال، "دأبت على إهانة الشعب الفلسطيني وسلب ممتلكاته بشكل ممنهج لعقود".
ويندّد المقال بعدم قدرة القانون الدولي على اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق، بناء على مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل الأكثر من هذا أن الغرب يواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل.
ويقول المحامي الفلسطيني إن القانون الدولي لم يكن يوماً "خَلاص فلسطين"، وذلك منذ فشل تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، الذي منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى ديارهم التي باتت اليوم في دولة إسرائيل.
فرغم محاولات الفلسطينيين على مر السنين اللجوء إلى القانون الدولي إلا أنه يفتقر إلى وسائل إنفاذ فعّالة، ناهيك عن "مصالح الأقوياء"، على حد قول شحادة.
ويعوّل الكاتب على "صمود" الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بأرضهم التي أُجبروا على تركها "كما كانوا في تلك الأيام الدموية الأولى"، خاتماً مقاله بأن محاولة إسرائيل إيقاف الحياة في غزة التي يمتد وجود الفلسطينيين فيها لأربعة آلاف عام، "محكوم عليها بالفشل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 19 دقائق
- 24 القاهرة
بسبب سرقة هاتفه.. فيديو لمشاجرة شخص مع صديقه يثير غضب السوشيال ميديا في تركيا
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لرجل وهو يُثبّت صديقه على الطريق بكل قوته، في مشهد صادم بسبب سرقة هاتفه. فيديو لشجار عنيف في تركيا يثير غضب السوشيال ميديا ووقعت الحادثة في منطقة سنان باشا في قضاء يوريفير بمدينة أضنة، يزعم شخصًا أن صديقه سرق هاتفه، فما كان منه إلا أن أمسك به في الشارع، وطرحه أرضًا، وبدأ بخنقه وسط صراخه المتكرر: أعيدوا لي هاتفي! وأعطني الهاتف. ويظهر الفيديو الرجل وهو يُثبّت صديقه على قارعة الطريق بكل قوته، في مشهد اعتبره كثيرون صادمًا لا سيما وأنه وقع في وضح النهار وأمام العامة. ولاقى الفيديو حالة تفاعل واسعة بين مستخدمي السوشيال ميديا إذ كتب صاحب حساب: حسبنا الله ونعم الوكيل ليه الإنسان يعمل كده في صديقه. وأضاف مستخدم آخر: ما فيش أمان لأي شخص حتى لو لأقرب الأشخاص ربنا موجود وعالم بمين ظالم مين اتقوا الله. قرار جديد من يورتشيتش قبل سفر بعثة بيراميدز إلى تركيا تركيا تلغي رحلات جوية إلى العراق وإيران والأردن دون توضيح الأسباب


مصراوي
منذ 31 دقائق
- مصراوي
البيان الختامي لمشاركة مدير مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية في الندوة الدولية بـ لندن
كتب- محمد قادوس: اختتمت في العاصمة البريطانية لندن أعمال الندوة الدولية الفقهية حول «النوازل الفقهية في الزواج والطلاق»، والتي نظمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالتعاون مع هيئة الإفتاء والشئون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، وبمشاركة نخبة من العلماء والمفتين، وسفراء الدول الإسلامية، ورؤساء مراكز إسلامية وممثلين عن هيئات دولية، من أكثر من 10 دول أوروبية وإفريقية. وفي نهاية الندوة كان البيان الختامي المتضمن للنتائج والتوصيات؛ وهذا نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم" الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ المُرسَلينَ، سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِه وصَحبِه أجمعينَ. أمَّا بعدُ،،، فإنَّ رابطةَ الزَّوجيَّةِ في الإسلامِ رابطةٌ مُقدَّسةٌ، وصَفَها اللهُ – تعالى – بالميثاقِ الغليظِ؛ ومن ثمَّ، فلا يَحلُّ لأحدٍ أن يعبثَ بها، أو يجعلَها مَطِيَّةً لتحقيقِ أهواءٍ أو رغباتٍ شخصيَّةٍ على حسابِ أحكامِ الشَّريعةِ الغرَّاءِ. وانطلاقًا من عِنايةِ الإسلامِ بالأسرةِ، وحرصًا على الحفاظِ عليها من كلِّ ما يُؤدِّي إلى تقويضِها أو الإخلالِ بكيانِها؛ فقد انعقدت –بحمدِ اللهِ وتوفيقِه– ندوةُ "نوازلِ الزَّواجِ والطَّلاقِ المعاصرة لدى المجتمعات المسلمة في الغرب"، بتنظيمِ ومُشاركةِ عددٍ من الهيئاتِ العلميَّةِ والمراكزِ الإسلاميَّةِ في أوروبا، وبحضورِ نُخبةٍ من العلماءِ والباحثينَ الشَّرعيِّينَ المهتمِّينَ بشؤونِ الأسرةِ في الغربِ، وذلك في مدينةِ لَنْدن، لمُناقشةِ جملةٍ من المسائلِ المعاصرةِ المتعلِّقةِ بالزَّواجِ والطَّلاقِ في السِّيَاقاتِ الغربيَّةِ، ومن أبرزِها: الزَّواجُ والطَّلاقُ الصُّوريَّان، والطَّلاقُ بلفظِ الثَّلاثِ في مجلسٍ واحدٍ، وحُكمُ الزَّواجِ بدونِ وليٍّ. وقد تشرَّفتِ النَّدوةُ بحضورِ معالي الأستاذِ الدُّكتورِ الشَّيخِ قَيْسِ آل الشَّيخِ مُبارك – عضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالمملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ سابقًا، ورئيسِ اللَّجنةِ الشَّرعيَّةِ بهيئةِ الأوقافِ السُّعوديَّةِ، والمُشرِفِ العامِّ على هيئةِ الفتوى والشُّؤونِ الشَّرعيَّةِ في لَنْدن – رئيسًا للجنةِ العلميَّةِ، وبمُشاركةِ: • الأزهرِ الشَّريف – مُمثَّلًا بـمركزِ الأزهرِ العالميِّ للفَتوى، معالي المديرِ العامِّ الأستاذِ الدُّكتورِ أسامة هاشم الحديدي. •مَجمَعِ الفقهِ الإسلاميِّ الدَّوليِّ – مُمثَّلًا بمعالي الأمينِ العامِّ الأستاذِ الدُّكتورِ قطب مصطفى سانو. وبعدَ عرضِ البحوثِ، ومُداولاتِ اللجانِ العلميَّةِ، يُشرِّفُنا أن نُلقيَ على مسامِعِ حضراتِكم بيانَ النَّدوةِ الختاميَّ، على النَّحوِ الآتي: أوَّلًا: تُثَمِّنُ النَّدوةُ الجُهودَ المبذولةَ من الباحثينَ المشاركين في سبيلِ التَّكييفِ العِلميِّ والفقهيِّ الرَّصينِ لبعضِ النَّوازِلِ الفقهيَّةِ المتخصِّصةِ في قضايا الزَّواجِ والطَّلاقِ؛ حيث جاءت هذه البحوثُ بمضامينِها العلميَّةِ لتُؤطِّرَ الحُكمَ الفقهيَّ المُناسبَ لهذه القضايا، بما يتوافقُ مع أصولِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ، ويُراعي مصالحَ الناسِ في واقعِهم المعاصِر. ثانيًا: تُؤكِّدُ النَّدوةُ أنَّ الفتوى الشَّرعيَّةَ في قضايا النَّوازِلِ والمُستجدَّاتِ لا ينهضُ بها إلَّا المتخصِّصونَ الرَّاسخونَ في العلمِ، ممَّن يَملكونَ القُدرةَ على النَّظرِ في المسائلِ وملابساتِها، وتحديدِ مناطاتِ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ فيها، واختيارِ الأقوالِ الفقهيَّةِ المُناسبةِ لها، بما يُحقِّقُ المصالحَ ويدفعُ المفاسدَ. ثالثًا: تُحذِّرُ النَّدوةُ من مَسلكَيِ التَّشديدِ والتَّساهلِ في الفُتيا في قضايا الأسرةِ من النَّوازِلِ والمُستجدَّاتِ، وتُهيبُ بغيرِ المتخصِّصينَ – أو مَن لم يتوفَّر لديهم تأهيلٌ شرعيٌّ ومُؤسَّسيٌّ للإفتاءِ – بعدمِ التَّصدُّرِ للفتوى أو الإفتاءِ بغيرِ علمٍ؛ لما في ذلك من مخاطرَ جسيمةٍ قد تُهدِّدُ التَّماسكَ الأسريَّ والاستقرارَ المجتمعيَّ رابعًا: تُؤكِّدُ النَّدوةُ أنَّ الفُتيا في النَّوازِلِ الأُسريَّةِ في البلادِ الأوروبيَّةِ والغربيَّةِ لها سِياقاتٌ خاصَّةٌ، وتفاصيل متعدِّدةٌ، يُراعى فيها الواقعُ الأوروبيُّ ومتغيِّراتُه المتتابِعةُ؛ ومن ثَمَّ، تُوصي النَّدوةُ بضرورةِ تجديدِ الخطابِ الإفتائيِّ وتطويرِه، بما يتناسبُ وهذا الواقعَ، وِفقَ أصولِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ ومكارمِها. خامسًا: قامتِ النَّدوةُ بدراسةِ بعضِ النَّوازِلِ والقضايا الفقهيَّةِ المُستجدَّةِ، ومنها: الزَّواجُ الصُّوريُّ، والطَّلاقُ الصُّوريُّ، والطَّلاقُ بلفظِ الثَّلاثِ في مجلسٍ واحدٍ، وحُكمُ اشتراطِ الوليِّ في الزَّواجِ، وقد انتهت النَّدوةُ –استنادًا إلى المضامينِ والبحوثِ العلميَّةِ المُقدَّمةِ– إلى ما يلي: 1) يُقصَدُ بالزَّواجِ الصُّوريِّ: عقدٌ يُبرَمُ لتحقيقِ مآربَ دنيويَّةٍ ومكاسبَ مادِّيَّةٍ لطرفَي عقدِ الزَّواجِ، دون نيَّةِ الدُّخولِ في علاقةٍ زوجيَّةٍ حقيقيَّةٍ. ويُقصَدُ بالطَّلاقِ الصُّوريِّ: إعلانُ الطَّلاقِ بوثيقةٍ رسميَّةٍ وقانونيَّةٍ، بغرضِ الحصولِ على إعاناتٍ ماليَّةٍ أو سكنيَّةٍ، مع بقاءِ العلاقةِ الزَّوجيَّةِ الفعليَّةِ بين الزَّوجينِ. وقد انتهتِ النَّدوةُ إلى أنَّ الحُكمَ الشَّرعيَّ في هاتينِ الصُّورتينِ محرَّمٌ ومَنْهيٌّ عنه؛ لما اشتملتا عليه من الغِشِّ والكذبِ، ومناقضتِهما لمقاصدِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ، ولِما يترتَّبُ عليهما من آثارٍ سلبيَّةٍ وعواقبَ وخيمةٍ على الفردِ والمجتمعِ، فضلًا عمَّا قد يُفضي إليه ذلك من تشويهِ صورةِ الإسلامِ في المجتمعاتِ الغربيَّةِ. 2) يُقصَدُ بالطَّلاقِ بلفظٍ واحدٍ في مجلسٍ واحدٍ: أن يُطلِّقَ الزَّوجُ زوجتَهُ ثلاثَ طلقاتٍ متتابعاتٍ في مجلسٍ واحدٍ، أو أن يقولَ لها بلفظٍ واحدٍ: "أنتِ طالقٌ ثلاثًا". وقد انتهتِ النَّدوةُ إلى أنَّ جمهور الفقهاء، يرون الطلاق ثلاثًا بلفظ واحد يقع طلاقا بائنًا بينونةً كبرى، وذهب آخرون إلى أن الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع طلقة واحدة. وعلى المجالِسِ الشَّرعيَّةِ والجِهاتِ المعنيَّةِ بالإفتاءِ أنْ تُوليَ عِنايةً خاصَّةً بأحوالِ الأُسَرِ التي تعرَّضَتْ للطَّلاقِ ثلاثًا بلفظٍ واحدٍ، وأنْ تَستَحضِرَ في مُعالَجاتِها الفقهيَّةِ رَكائزَ الفتوى المُتغيِّرَةِ باختلافِ الزَّمانِ والمكانِ، وتبدُّلِ الأحوالِ والأشخاصِ؛ إذِ الفتوى تَتنزَّلُ على الوقائعِ الجُزئيَّةِ، وتُبنى على تحقيقِ المناطِ (فِقهِ الواقِعِ)، بما يُحقِّقُ مقصدَ الشَّرعِ في الحفاظِ على الأُسرةِ وصِيانةِ الرَّوابِطِ الاجتماعيَّةِ. 3) أمَّا فيما يتعلَّقُ بحُكمِ اشتراطِ الوليِّ في عقدِ الزَّواجِ؛ فقد انتهتِ النَّدوةُ إلى أنَّ هذا الشَّرطَ ضروريٌّ لصحَّةِ العقدِ، وأنَّه لا يجوزُ للمرأةِ أن تُزوِّجَ نفسَها دون إذنِ وليِّها؛ إذ اشترطتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ وجودَ الوليِّ؛ لِحِكَمٍ كثيرةٍ، منها: ما قد يَغلِبُ على المرأةِ من عاطفةٍ، تَحتاجُ معها إلى مَن يُفَكِّرُ معها في الصالحِ حينَ الاختيارِ. وفي السِّياقِ نفسِه، تُحذِّرُ النَّدوةُ أولياءَ الأُمورِ من عَضْلِ بناتِهم، عند توفُّرِ الفرصةِ المُناسبةِ للزَّواجِ، فذلك أمرٌ مرفوضٌ شَرعًا، ويؤدِّي إلى عواقبَ وخيمةٍ تُهدِّدُ استقرارَ الأسرةِ وتماسكَها. توصياتُ النَّدوةِ: أوَّلًا: تُوصي الخطباء والأئمَّة بتوعية الناس في المساجد، وفي عموم المناسبات، أنَّ المرأة في الإسلام لها مقامها الرفيع، فلا يجوز للرجل في لحظة غضبٍ أنْ يُبادر بِرَمْي كلمة الطلاق، ولو طلقةً واحدة. فإنَّه حين تقدَّم لها كان في غاية التأدُّب والترفُّق بها، فلا ينبغي فِراقها إلا بإحْسَان، بأنْ يطلقها الطلاق السُّنِّيَّ، الذي نبَّهَنا إلى ثمرته قوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]، فعلى الزوج أنْ ينتظر إلى أنْ تكون في حال طُهْرٍ لم يَمْسسها فيه، ثم يكلِّمها بِلُطْفٍ من القول، فيخبرها أنَّه لن يستمرَّ زوجاً لها، فَيُطلِّقها طلقةً واحدة ويخبرها أن البيتَ بيتُها إلى نهاية العِدَّة، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ} [الطلاق: 1]، ويعطيها متعةَ الطلاق، قال تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً، وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْـمُقْتِرِ قَدَرُهُ، مَتَاعًا بِالْـمَعْرُوفِ، حَقًّا عَلَى الْـمُحْسِنِينَ} [البقرة: 236]، فهي على قدر حَال الرَّجُل والمرأة، كما قال الإمام مالك، فهي معروفٌ، قال تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْـمَعْرُوفِ} [البقرة: 241]، فهذا ضربٌ من التسريح بالجميل والإحسان، جعلها الله حقًّا على المحسنين، فما أجملَ ألا يُخرج المسلمُ نفسَه من جملة المحسنين، قال تعالى: {فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 49]، ففي المدونة عن ابن عباس: "أعلاها خادمٌ أو نفقةٌ، وأدناها كسوة"، أي نفقة تساوي قيمة الخادم. فعلى الدعاة تنبيه عموم أفراد المجتمع إلى هذه الآداب الإسلامية العظيمة. ثانيًا: تُوصي النَّدوةُ جميعَ الهيئاتِ والمراكزِ الإسلاميَّةِ في أوروبا بضرورةِ عقدِ البرامجِ التَّدريبيَّةِ؛ لتأهيلِ الشَّبابِ المُقبلينَ على الزَّواجِ، وتوعيتِهم بمفاهيمِ الأسرةِ في الإسلامِ، وتعزيزِ قِيَمِ الزَّواجِ وروابطِه في نفوسِهم؛ لما لذلك من أثرٍ مباشرٍ في تكوينِ أسرةٍ مُستقرَّةٍ ومجتمعٍ آمِنٍ. ثالثًا: تُوصي النَّدوةُ بضرورةِ تطويرِ وتجديدِ الخطابِ الدَّعويِّ والوعظيِّ في المجتمعاتِ الأوروبيَّةِ، خاصَّةً في قضايا الأسرةِ والمجتمعِ؛ بما يَكفُلُ صياغةَ خطابٍ رشيدٍ يُسهمُ في استقرارِ الأسرةِ المسلمةِ وتماسكِها، في ظلِّ ما تواجهُه من تحدِّياتٍ حاضرةٍ ومستقبليَّةٍ. رابعًا: تُوصي النَّدوةُ بضرورةِ عقدِ برامجَ تدريبيَّةٍ مُتخصِّصةٍ لتأهيلِ السادةِ الدُّعاةِ والمُتصدِّرينَ للفتوى في أوروبا، وذلك من خلالِ مناهجَ علميَّةٍ وأكاديميَّةٍ مُؤسَّسيَّةٍ، نحوَ صناعةِ الفتوى الرَّشيدةِ، التي تُخرجُ لنا دُعاةً ومفتينَ يُمكنُ الاعتمادُ عليهم في تعزيزِ التَّماسكِ الأسريِّ والاستقرارِ المجتمعيِّ. خامسًا: تدعو النَّدوةُ إلى ضرورةِ تعزيزِ التَّواصلِ والتَّكامُلِ بين الهيئاتِ والمراكزِ الإسلاميَّةِ في أوروبا، وبينَ الجهاتِ والمؤسَّساتِ الدينيَّةِ والإفتائيَّةِ الكُبرى في العالمِ، وعلى رأسِها الأزهرُ الشَّريفُ بقطاعاته، وممثِّلُه في هذه الندوة مركزُ الأزهرِ العالميّ للفَتوى الإلكترونيَّة؛ ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، لتقديمِ الدَّعمِ العلميِّ الكاملِ، من خلالِ الأساتذةِ الأكفَاءِ المُتخصِّصينَ في مجالاتِ الفتوى. سادسًا: توصي النَّدوةُ بضرورةِ تشكيلِ لجنةٍ علميَّةٍ مُتخصِّصةٍ ومُشتركةٍ بين هذه الهيئاتِ، تكونُ مهمَّتُها حصرَ القضايا والنَّوازِلِ الفقهيَّةِ المُستجدَّةِ، وصياغةَ الحُكمِ الفقهيِّ المُناسبِ لها، على أن تخضعَ هذه اللَّجنةُ للإشرافِ والمُتابعةِ من قِبَلِ المؤسَّساتِ الدينيَّةِ الكُبرى، وفي مُقدِّمتها الأزهرُ الشَّريف. سابعًا: تُوصي النَّدوةُ بضرورةِ اعتِبارِ "الأحوالِ الشَّخصيَّةِ"، و"الأمراضِ النَّفسانيَّةِ"، و"الضُّغوطِ الاجتماعيَّةِ"، و"المواقِفِ والأحداثِ الحياتيَّةِ" مُؤثِّراتٍ رئيسةً وأساسِيَّةً في صِناعةِ الفتوى وصِياغةِ الحُكمِ الشَّرعيِّ للمُستَفتي؛ وذلك لكونِها قرائِنَ حقيقيَّةً ومُعتبَرةً عندَ الفُقهاءِ والأُصوليِّين، يُمكِنُ أنْ تتغيَّرَ بها الفتوى تَغيُّرًا جذريًّا يُناسِبُ أحوالَ المُستفتين. ونحنُ إذْ نُؤكِّدُ على هذا الأمرِ، فإنَّنا نُشدِّدُ على أهمِّيَّتِه في صِناعةِ الفتوى الخاصَّةِ بالأحوالِ الشَّخصيَّةِ، وفي مُقدِّمَتِها أحكامُ الطَّلاقِ؛ بما يُسهمُ في تحقيقِ استقرارِ الأسرةِ وتماسُكِها. ثامنًا: تُوصي النَّدوةُ جميعَ المسلمينَ في الغربِ بضرورةِ إعلاءِ القِيمِ الإسلاميَّةِ الثابتةِ والمُستقرَّةِ، وعدمِ الانجرافِ وراء الفردانيَّةِ والذاتيَّةِ والأنانيَّةِ المُفرطةِ؛ تحقيقًا لمصالحَ شخصيَّةٍ على حسابِ هذه القِيَمِ؛ إذ إنَّ هذا المسلكَ – فضلًا عن مُخالفتهِ للتَّعاليمِ الإسلاميَّةِ – يُؤدِّي إلى تشويهِ صورةِ الإسلامِ وصَدِّ غيرِ المسلمينَ عن سبيلِ اللهِ تعالى. وفي الختامِ: يتوجَّهُ المشاركونَ بالشُّكرِ الجزيلِ إلى الجهاتِ المُنظِّمةِ والدَّاعمةِ، سائلينَ اللهَ –تعالى– أن يُباركَ في الجهودِ، وأن يحفظَ بيوتَ المسلمينَ من الشِّقاق، وأن يرزقَنا الفقهَ في الدِّينِ، وحُسنَ العملِ. وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيِّدِنا ومولانا محمَّدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ) وقد اختُتمت أعمال الندوة بالدعاء أن يحفظ الله بيوت المسلمين، ويجنبها الشقاق، مع تأكيد الحضور ضرورة الاستمرار في هذه الندوات والملتقيات التي تعزز من منهج الفتوى الرشيدة، وتبني جسورًا من الفهم المتبادل، والتكامل بين المؤسسات الإفتائية في الشرق والغرب، وعلى رأسها الأزهر الشريف الذي أكد حضوره العلمي والشرعي المتميز في هذه الفعالية الدولية.


خبر صح
منذ 33 دقائق
- خبر صح
جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة
أعلن يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم الحوثيين في اليمن، اليوم عن تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة استهدف هدفًا عسكريًا للاحتلال الإسرائيلي في صحراء النقب، بالإضافة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات)، وجاء هذا الإعلان في سياق التصعيد المستمر في المنطقة، حيث تتبادل عدة أطراف الهجمات والردود العسكرية في محيط الصراع الإقليمي. جماعة أنصار الله تهاجم مواقع إسرائيلية بطائرات مسيّرة مقال له علاقة: السعودية وروسيا تدعمان إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية وتقديم المساعدات الإنسانية حرب مفتوحة وفي نوفمبر من عام 2023، بدأت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن الانخراط في حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي دعمًا لقطاع غزة ومقاومته، بعد أن استولت على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، ويرفض الحوثيون وقف هجماتهم على الاحتلال الإسرائيلي رغم الضربات الأمريكية والإسرائيلية القوية التي تلقتها الجماعة، ويرهنون وقف استهدافاتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. الضغوط الإسرائيلية على واشنطن في الآونة الأخيرة، طالبت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية باستئناف ضرباتها الجوية على جماعة الحوثيين في اليمن مع تصاعد هجمات الجماعة الصاروخية عليها واستهداف السفن في البحر الأحمر، في سياق ما تقول إنه إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولن يتوقف إلا بوقف إطلاق النار في القطاع، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي برر طلبه بـ'تزايد إطلاق الصواريخ من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، وتصاعد هجمات الحوثيين العنيفة على السفن في البحر الأحمر'. ونفذ الحوثيون منذ مطلع الأسبوع الماضي هجمات أسفرت عن إغراق سفينتين في البحر الأحمر، وخطف عدد من البحارة، بالإضافة إلى مقتل 60 شخصًا خلال الهجوم على سفينة 'إيترنتي سي' مساء الاثنين، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا أنه رصد واعترض أكثر من صاروخ أُطلق من اليمن، والخميس الماضي، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ ما وصفته بـ'عملية عسكرية نوعية' استهدفت مطار اللد – بن غوريون قرب تل أبيب، بصاروخ باليستي من طراز 'ذو الفقار'. وأكد المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، استمرار الحوثيين في 'توسيع نطاق عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، ما دام عدوانها مستمرًا على الشعب الفلسطيني'، مشيرًا إلى أن الجماعة تطور قدراتها الصاروخية وتوسع نطاق الحصار البحري المفروض على السفن المرتبطة بإسرائيل. شوف كمان: اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس في ظل تعثر مفاوضات غزة وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلنت، بشكل مفاجئ في مايو الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي بوساطة عُمانية، دون التنسيق مع إسرائيل، وقد واجهت الحملة الأمريكية على الحوثيين صعوبات منذ بدايتها، لا سيما وأن أنصار الله نجحوا في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مسيّرة، تقدر بملايين الدولارات، كما ذكر عدد من المسؤولين الأمريكيين أن الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين كان تأثيرها محدودًا، وفق شبكة 'سي إن إن' الأمريكية، وزعم ترامب، في أعقاب وقف إطلاق النار مع الحوثيين، أن واشنطن حققت نتيجة جيدة للغاية، قائلًا: 'لقد تلقّوا ضربات قوية، لكنهم يملكون قدرة هائلة على تحمّل الضربات.. تحمّلوا ذلك وأظهروا شجاعة كبيرة' وأضاف ترامب أن الحوثيين قدموا التزامًا بعدم مهاجمة السفن مجددًا، وأن واشنطن ستحترم كلمتهم، مع الترقب لما سيحدث لاحقًا، ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعتبر الاستهدافات الأخيرة للسفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين انتهاكًا للاتفاقية.