
الخصوصية في مهب الذكاء الاصطناعي.. هل نفقد السيطرة؟
خاص – الوئام
تسعى كبرى شركات الذكاء الاصطناعي مثل أوبن أيه آي(OpenAI)، وجوجل(Google)، وميتا (Meta)، وميكروسوفت (Microsoft) إلى تعزيز قدرات نماذجها في مجال 'الذاكرة'، وهو مفهوم قديم يواجهه البشر منذ الأزل. في الأشهر الأخيرة، طرحت هذه الشركات تحديثات تمكّن روبوتات المحادثة من الاحتفاظ بمزيد من المعلومات عن المستخدمين، بهدف تخصيص التفاعلات وتحسين التجربة.
هذه الخطوة تُعدّ تحولاً مهماً في المنافسة على جذب المستخدمين في سوق متنامٍ للذكاء الاصطناعي، وتسعى من خلالها الشركات أيضاً لتحقيق مكاسب مالية من خلال خدمات أكثر دقة وشخصية.
خطر الاحتكار والإدمان الرقمي
رغم الفوائد المعلنة، يحذر باحثون من أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر تفاصيل دقيقة عن المستخدمين قد تؤدي إلى استخدام تجاري استغلالي وحتى احتكار السوق.
وتقول البروفيسورة باتي مايس: 'عندما يحتفظ المساعد الافتراضي بذاكرة مفصلة عنك، يصبح من الصعب التخلّي عنه أو استبداله، مما يعزز التبعية الرقمية'.
هذا النوع من 'الالتصاق الرقمي' قد يُستخدم لجعل المستخدمين أسرى تجربة واحدة دون خيارات حقيقية، وهو ما يثير تساؤلات أخلاقية حول دوافع الشركات التي تطور هذه الأنظمة.
تحسينات تقنية في سعة التذكر والسياق
أشارت صحيفة فاينانشال تايمز إلى أن روبوتات مثل شات جي بي تي وجيميناي شهدت تحسينات كبيرة في سعة الذاكرة، بما في ذلك توسيع 'نوافذ السياق'، أي قدرة النموذج على تذكر المزيد من أجزاء المحادثة، كما اعتمدت الشركات تقنيات مثل 'الاسترجاع المعزز بالتوليد' التي تستند إلى مصادر خارجية لتقديم ردود أكثر دقة.
وإلى جانب ذلك، أصبح لدى هذه النماذج القدرة على تذكر تفضيلات المستخدمين على المدى الطويل، مثل تفضيل الطعام النباتي أو الأسلوب المفضل للردود، مما يجعل التفاعل أكثر تخصيصاً وفائدة.
جوجل و أوبن أيه آي يقودان تجربة الذاكرة الشخصية
في مارس، وسّعت جوجل نطاق ذاكرة روبوت جيميناي لتشمل سجل البحث، بإذن المستخدم، بعد أن كانت مقتصرة على المحادثات السابقة. وتخطط الشركة لتوسيع هذا النهج إلى تطبيقات جوجل الأخرى مستقبلاً.
في المقابل، أصبح شات جي بي تي قادراً على تذكر محادثات سابقة، مع منح المستخدم القدرة على مراجعة الذكريات أو حذفها أو إيقاف خاصية التذكر بالكامل. تقول أوبن أيه آي'الذاكرة تساعد النموذج على أن يصبح أكثر فائدة مع مرور الوقت، لكن المستخدم يبقى في موقع التحكم الكامل'.
ذاكرة الذكاء الاصطناعي في العمل والمؤسسات
أما فيما يتعلق بـميكروسوفت (Microsoft) ، فقد دمجت بيانات المؤسسات مثل البريد الإلكتروني والتقويمات الداخلية في ذاكرة مساعدها، مما يعزز القدرة على تقديم دعم مخصص في بيئة العمل. كما بدأت مؤخراً في اختبار ميزة تذكر' Recall ' التي تلتقط صوراً لشاشة المستخدم وتخزنها كنشاط رقمي يمكن الرجوع إليه.
رغم السماح بإيقاف أو إلغاء هذه الميزة، فإن إطلاقها واجه انتقادات لاعتبارها 'متطفلة'، مما دفع ميكروسوفت إلى تأجيل طرحها عدة مرات بسبب مخاوف الخصوصية.
المراهنة على الإعلانات والتسويق عبر الذكاء الاصطناعي
تتوقع الشركات أن تساعد الذاكرة المتطورة في تعزيز الأرباح من خلال الإعلانات والتسويق المباشر. وقد صرّح الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، مؤخراً بأن هناك 'فرصة ضخمة' لعرض منتجات وإعلانات عبر روبوتات المحادثة الخاصة بمينا.
في خطوة مشابهة، حسّنت أوبن أيه آي قدرات التسوّق في شات جي بي تي، بإضافة مراجعات وعروض منتجات، لكنها أكدت أنها لا تستخدم روابط تسويقية حتى الآن، في محاولة لطمأنة المستخدمين.
مخاوف الخصوصية والانحراف في الأداء
مع توسّع قدرات الذكاء الاصطناعي في التذكر، تتصاعد المخاوف من أن تُستخدم هذه المعلومات للتأثير على قرارات المستخدمين أو توجيههم نحو سلوك معين. يرى خبراء أن الإفراط في تخصيص الردود قد يعزز الانحياز أو التضليل، خصوصاً أن النماذج قد 'تتخيل' معلومات غير دقيقة أو متناقضة.
في أبريل، اضطرت (أوبن أيه آي) إلى التراجع عن إصدار محدّث من (شات جي بي تي _40) بعد أن تبين أنه 'متملق بشكل مفرط' ويُظهر انحيازاً غير واقعي، ما يعكس خطورة 'الانجراف في الذاكرة' على دقة النموذج.
دعوة إلى التفكير في الدوافع الحقيقية
تحذر مايس من أن معرفة النماذج الاصطناعية المتزايدة بالمستخدمين تجعلها أكثر قدرة على التأثير السلبي، سواء بدفع المستخدم إلى الشراء أو تشكيل قناعات معينة.
وتقول: 'كلما زادت معرفته بك، زادت قدرته على التأثير فيك. لذلك من الضروري التفكير في الدوافع الحقيقية وراء هذه الخدمات، وما إذا كانت تصبّ في مصلحة المستخدم أم لا'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 6 ساعات
- الشرق السعودية
جوجل تعتلي قائمة براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في 2024
تصدرت جوجل قائمة الشركات الرائدة في براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، عالمياً، كما تصدرت قائمة الذكاء الاصطناعي الوكيل، وهو مجال ناشئ، وفقاً لبيانات من IFI Claims، وهي شركة لإدارة قواعد البيانات، وذلك في الفترة من فبراير 2024 إلى أبريل 2025. وبحسب موقع "أكسيوس"، تشير طلبات براءات الاختراع، على الرغم من أنها ليست مؤشراً مباشراً على الابتكار، إلى مجالات ذات اهتمام بحثي كبير، وقد ارتفعت طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي في الولايات المتحدة بأكثر من 50% في الأشهر الأخيرة. وقالت ليلي إياكورسي، المتحدثة باسم IFI Claims، إن "الارتفاع الكبير في طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي هو علامة على سعي الشركات بنشاط لحماية تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مما يؤدي إلى زيادة المنح أيضاً". وفي تصنيفات براءات الاختراع للوكلاء في الولايات المتحدة، تتصدر جوجل و"إنفيديا" القائمة، تليهما IBM وإنتل ومايكروسوفت، وفقاً لتحليل صدر الخميس. كما تصدرت جوجل وإنفيديا قائمة براءات الاختراع على الصعيد العالمي، لكن ثلاث جامعات صينية أيضاً ضمن المراكز العشرة الأولى، مما يُبرز مكانة الصين كمنافس رئيسي للولايات المتحدة في هذا المجال. بيانات التدريب وفي التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي التوليدي، تصدرت جوجل أيضاً القائمة، لكن 6 من المراكز العشرة الأولى عالمياً كانت من نصيب شركات أو جامعات صينية. واحتلت مايكروسوفت المركز الثالث، بينما احتلت "إنفيديا" وIBM أيضاً المراكز العشرة الأولى. وحددت مؤسسة IFI Claims، براءة اختراع واحدة فقط مرتبطة ببرنامج DeepSeek الصيني، وهي براءة اختراع لطريقة بناء بيانات التدريب. وفي التصنيف الأميركي للذكاء الاصطناعي التوليدي، تصدرت جوجل ومايكروسوفت قائمة طلبات براءات الاختراع الأميركية، متجاوزتين بذلك شركة IBM، التي كانت المتصدرة سابقاً. وكانت من بين العشرة الأوائل أيضاً شركات "إنفيديا" و"كابيتال ون" و"سامسونج" و"أدوبي" و"إنتل" و"كوالكوم". وظهرت العديد من تلك الأسماء في قائمة طلبات براءات الاختراع الأميركية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، إذ احتلت جوجل المركز الأول، تلتها مايكروسوفت وIBM وسامسونج وكابيتال ون. عالمياً، تصدّرت جوجل القائمة، تلتها هواوي وسامسونج. ولم تُصنّف ميتا ولا OpenAI ضمن العشرة الأوائل، على الرغم من أن OpenAI كثّفت جهودها في مجال براءات الاختراع خلال العام الماضي، وفقاً لتحليل معهد IFI. ركّزت ميتا جهودها على تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر، بينما تُصرّح OpenAI بأنها تنوي استخدام براءات اختراعها "دفاعياً" فقط. إجمالاً، ارتفع عدد طلبات براءات الاختراع الأميركية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة 56% العام الماضي، ليصل إلى 51 ألفاً و487 طلباً. كما ارتفعت براءات الاختراع الممنوحة في الولايات المتحدة بنسبة 32%. شكّل الذكاء الاصطناعي التوليدي، 17% من طلبات براءات الاختراع الأميركية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بينما شكّل الذكاء الاصطناعي الوكيل 7% عالمياً.


الرجل
منذ 15 ساعات
- الرجل
كبير علماء جوجل: يتنبأ بثورة برمجية يقودها الذكاء الاصطناعي خلال عام!
توقع جيف دين، كبير العلماء في شركة جوجل، أن الذكاء الاصطناعي قد يصل قريبًا إلى مستوى أداء المهندسين المبتدئين في البرمجة، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز قد يتحقق "خلال نحو عام". جاء ذلك خلال مشاركته في فعالية "AI Ascent"K التي نظّمتها شركة Sequoia Capital، حيث ناقش مستقبل قدرات النماذج الذكية في مجال البرمجة. وقال دين: "أعتقد أن الوصول لهذا المستوى ممكن خلال عام تقريبًا"، في إشارة إلى قدرة النماذج الحالية على تنفيذ مهام برمجية كانت تتطلب سابقًا تدخّلًا بشريًا مباشرًا. ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه شركات التكنولوجيا موجة من التسريحات، مما يزيد من الضغوط التنافسية على المهندسين المبتدئين الذين باتوا يواجهون تحديًا مزدوجًا من الزملاء، ومن الذكاء الاصطناعي! ما الذي ينقص الذكاء الاصطناعي ليُصبح مهندسًا افتراضيًا؟ رغم التقدّم السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي، يرى "دين" أن النظام "الافتراضي" لا يزال بحاجة إلى ما هو أكثر من كتابة الشيفرات البرمجية داخل بيئة تطوير IDE، وأوضح قائلاً: "هذا المهندس الافتراضي يحتاج لفهم كيفية إجراء الاختبارات، وتصحيح مشكلات الأداء، والتعامل مع السيناريوهات المعقّدة في بيئة العمل". اقرأ أيضًا: جوجل تطلق ميزات أمان متقدمة في أندرويد 16 للحماية من الاحتيالات وأضاف أن اكتساب هذه المهارات قد يُشبه عملية تعلّم المبرمجين الحقيقيين، الذين يعتمدون على الأدوات المتاحة، ويستفيدون من توجيهات المهندسين الأكثر خبرة، أو من خلال قراءة الوثائق التقنية المتخصصة. ويرى "دين" أن الذكاء الاصطناعي قادر على قراءة الوثائق البرمجية بكفاءة، والتجريب في بيئات افتراضية لاكتساب المهارات تدريجيًا. وقال: "أعتقد أن المهندس الافتراضي المبتدئ سيكون جيدًا في قراءة التوثيقات وتجربة الأمور في بيئات مخصصة، وهذا سيساعده على التحسّن بمرور الوقت". ورغم تحفظه على تحديد مدى ما يمكن أن تصل إليه هذه القدرات في المستقبل القريب، أشار "دين" إلى أن الأثر المحتمل سيكون كبيرًا: "لا أعلم إلى أي مدى سيأخذنا هذا التطور، لكن يبدو أنه سيأخذنا بعيدًا".


صحيفة سبق
منذ يوم واحد
- صحيفة سبق
تقارير: "أندرويد 17" سيوفّر ميزةً جديدةً تحوّل الهاتف إلى جهاز كمبيوتر
كشفت تقارير صحفية عالمية أن شركة "جوجل" الأمريكية تنوي توفير ميزة جديدة لنظام تشغيلها المرتقب "أندرويد 17"؛ يمكنه تحويل الهاتف الذكي إلى جهاز كمبيوتر. وأوضحت التقارير أن "أندرويد 17" سيوفّر -لأول مرة- وضع "سطح المكتب" الذي يمكنه أن يحوّل الهاتف عند التوصيل بأي شاشة خارجية عبر منفذ "يو إس بي سي" إلى جهاز كمبيوتر. وستظهر هذه الميزة أولاً في الإصدارات الجديدة من هواتف "بيكسل"، التي تشبه بصورة كبيرة ميزة "سامسونج ديكس" أو "موتورولا كونيكت" التي تمكّن المستخدمين من تغيير حجم النوافذ والانتقال بسرعة بين واجهة الهاتف وسطح المكتب. وقالت المصادر إن الميزة الجديدة ستُمكّن المستخدمين من الاستفادة من شاشات أكبر عبر هواتفهم، فعند توصيل الهاتف، وتحديداً هاتف بيكسل، بشاشة خارجية مثل الكمبيوتر المحمول عبر منفذ "يو إس بي سي"، يُمكنه توفير واجهة مستخدم تشبه سطح المكتب. وسيتيح وضع "سطح مكتب أندرويد" إمكانات تعدُّد المهام مع إمكانية تغيير حجم النوافذ وتحريكها، فعلاوة على ذلك، قد تُضاف ميزات أساسية تُشبه سطح المكتب، مثل نظام إدارة التطبيقات، وإمكانية الانتقال بين واجهة الهاتف المحمول وسطح المكتب، وعناصر تنقل أخرى. وقد يتضمن الوضع أيضاً شريط مهام يحتوي على تطبيقات مثبتة، مثل الهاتف والرسائل والكاميرا ومتصفح "كروم"، إضافة إلى درج التطبيقات، كما قد يعرض التطبيقات الحديثة.