
لملمة لملف «اليونيفيل» ومنع التعرض لها وترقب جدي للتشدد الدولي في موضوع السلاح
بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين
يغيب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عن البلاد حتى السبت، بعدما توجه إلى العاصمة الإيطالية (روما) مع أفراد عائلته للقاء خاص مع البابا ليو الرابع عشر. لقاء يتطلع فيه رئيس الجمهورية إلى تثبيت لبنان في دائرة الاهتمام الفاتيكاني، إلى طلب شموله ربما بزيارة البابا المقررة إلى تركيا في الصيف. وفي إيطاليا، يجري رئيس الجمهورية سلسلة اتصالات ويعقد لقاءات بخلفيات سياسية تتعلق بالشؤون اللبنانية.
وقبل سفره، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي أطلعه على الأوضاع الأمنية في البلاد، علما أن هيكل كان قد زار مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة.
كذلك استقبل رئيس الجمهورية النائب ملحم رياشي موفدا من رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع.
وخرج إلى التداول في شكل واضح الموقف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والذي يربط بين تقديم مساعدات اقتصادية للبنان، مع نزع السلاح غير الشرعي وإنجاز إصلاحات في الإدارتين الاقتصادية والمالية للبلاد، علما أن ملف السلاح يعتبر ممرا إلزاميا بحسب الروزنامة الدولية.
توازياً، يتزايد القلق من تصعيد إسرائيلي جديد من بوابة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، والتي يعيش أهلها حالة قلق كبيرة غير مسبوقة، وسط سعي من سكانها القادرين على البحث عن أماكن بديلة إلى المغادرة.
وعلى خط مقابل، يسعى الجيش اللبناني إلى سحب الذرائع الإسرائيلية بتلبية كل مطالب لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار والكشف على الأبنية التي يشار إليها، ولو اقتضى الأمر التفتيش والكشف مرة ثانية على نفس المبنى، كما حصل أمس في منطقة «السانت تريز» بالحدث (مشارف الضاحية)، حيث عادت جرافات الجيش لنبش أحد الأبنية الذي استهدف بالغارات الإسرائيلية للتأكيد على عدم وجود أسلحة فيه.
وفي وضع مواز لحالة القلق التي تعيشها الساحة اللبنانية مع استمرار المراوحة، أشارت مصادر نيابية إلى تحذيرات مشددة تلقتها المراجع اللبنانية «من أن استمرار هذا الوضع لن يكون في مصلحة لبنان، وأن فترة السماح لها سقوف ولا يمكن أن تبقى مفتوحة وبلا مهل».
وفيما لا يحبذ الجانب الفرنسي وضع مهل زمنية لحل موضوع السلاح ويركز على تحقيق الإصلاح لإنجاح مؤتمر دعم لبنان الذي تنوي فرنسا الدعوة إليه في الخريف المقبل، يتشدد الجانب الأميركي في موضوع السلاح. وتحدثت مصادر عن الزيارة المتوقعة للموفد الأميركي الجديد والذي لم تحسم هويته بعد. وذكرت أنه سيحمل تحذيرات غير عادية كما نقل عن المسؤولين الذين التقتهم أخيرا السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون.
على خط آخر، قالت مصادر مطلعة إن ملف التعرض للقوات الدولية في الجنوب قد طوي نتيجة الإجماع الرسمي والسياسي اللبناني على دعم هذه القوات والتمسك بدورها، وكذلك زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، والتأكيد على الدعم الكلي والتعاون المطلق مع هذه القوات.
وقد زار وزير الدفاع اللواء ميشال منسي مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة أمس، والتقى القائد العام
لـ «اليونيفيل» أرولدو لازارو بحضور عدد من ضباط «اليونيفيل» والجيش اللبناني. وتم البحث في الإشكالات بين «اليونيفيل» والأهالي التي تكررت في بعض البلدات. ودان الوزير منسي الاعتداءات على «اليونيفيل التي تخدم العدو الإسرائيلي»، وأكد «ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل»، وأمل أن «تنجح الجهود بذلك». وأشار إلى «أن الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار». وفي المواقف من «اليونيفيل»، كان ثناء على دورها وهي الموجودة في لبنان منذ العام 1978، حيث قدمت الكثير من التضحيات، وهي إلى جانب الدور الأمني وطمأنة أهل الجنوب، تسهم في شكل كبير في المجال الإنمائي من خلال المساعدات التي تقدمها للسكان في مختلف المجالات.
في موضوع النازحين السوريين، اعتبر مراقبون أنه يشهد ما يشبه المد والجزر. ففي وقت يجري الحديث عن تجميد البحث في موضوع الخطة الحكومية لعودة النازحين في انتظار زيارة الوفد السوري المتوقعة قريبا برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى بيروت، تمت الإشارة إلى زيادة في حجم العودة الطوعية للنازحين نتيجة التقديمات السخية للنظام الجديد في سورية من أكثر من جهة عربية ودولية، تزامنا مع تجفيف مصادر المساعدات لهم في لبنان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 9 ساعات
- الأنباء
عون التقى بابا الڤاتيكان ودعاه إلى زيارة لبنان
قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بعد انتهاء اجتماعه مع البابا ليو الرابع عشر في الڤاتيكان أمس: «أكدت للبابا ان العلاقة بين لبنان والكرسي البابوي هي علاقة تاريخية متجذرة، تقوم على أسس متينة من القيم الإنسانية والروحية المشتركة». وأضاف رئيس الجمهورية: «جددت للبابا تمسك لبنان برسالته الفريدة في هذا الشرق المضطرب، كأرض حوار وتلاق بين الحضارات، وواحة للحرية الدينية والتعددية الثقافية». واشار إلى ان «لبنان هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، ما زال ينهض رغم الجراح، ليؤدي دوره الطبيعي في محيطه والعالم، كجسر بين الشرق والغرب، وكموقع حوار بين الأديان والثقافات، وهذا ما أكده مرارا البابا يوحنا بولس الثاني بقوله: لبنان ليس مجرد بلد، بل هو رسالة». وتابع الرئيس عون: «سمعت من البابا ما يطمئنني بأنه سيكون دائما إلى جانب لبنان وأهله إلى أي طائفة ينتمون، وسيعمل من أجل ما يحقق تطلعات اللبنانيين في وطن آمن ومستقر وواحة أمل وفرح وسلام». وكشف رئيس الجمهورية عن توجيه دعوة رسمية للبابا لزيارة لبنان، وقال: «اللبنانيين يتطلعون إلى زيارته للبنان بشوق عارم، لأن حضوره المبارك سيكون رسالة سلام وأمل للمنطقة، ونورا يضيء طريق الخروج من الأزمات. وقد لمست منه كل تجاوب ومحبة». وختم قائلا: «أخرج من لقائي بروح من الأمل المتجدد، وبإيمان راسخ بعمق العلاقة التي تجمع لبنان بكرسي القديس بطرس، حاملين معنا بركة قداسة البابا، وعهدا على مواصلة العمل من أجل وطن يليق بتاريخه، ويعبر عن رسالته، ويؤدي دوره كاملا في خدمة الإنسان وقيم العدالة والسلام». وبعد اللقاء مع البابا في مكتبه، استقبل البابا عائلة الرئيس عون، ثم التقى رئيس الجمهورية أمين سر دولة الڤاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.


الأنباء
منذ 9 ساعات
- الأنباء
العين على مطار بيروت مع خشية من «إسناد إيران».. وتحركات جنوبية للضغط في ملف إعادة الإعمار
بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين اتجهت الأنظار في الداخل اللبناني إلى مطار بيروت الدولي، لجهة ترقب حركة المسافرين في ضوء إغلاق دول مجاورة عدة مجالها الجوي أمام حركة الطيران، إثر الضربات الإسرائيلية على إيران فجر الجمعة. تباعا توالى الإعلان عن إلغاء رحلات جوية من دول الخليج إلى بيروت، وصولا إلى طيران تركي خاص علق رحلاته الجوية. وجاءت هذه الخطوات في العد التنازلي لموسم الذروة في عودة المقيمين في دول الخليج إلى البلاد لتمضية إجازة الصيف، حيث درجت العادة على اصطحاب الأولاد وتركهم لتمضية فصل الصيف، قبل العودة مع أحد أفراد العائلة إلى مكان الإقامة في دول الخليج العربي. كذلك تأثرت حركة القادمين من أستراليا، حيث يعيش عدد كبير وضخم من أبناء الجالية. فيما لم يرتفع القلق بالنسبة إلى الوافدين من الولايات المتحدة وأوروبا عن طريق الدار البيضاء والمطارات الأوروبية وتركيا. في الداخل اللبناني لا جديد، ذلك ان اللبنانيين اعتادوا الحروب وخصوصا تلك التي لم تتوقف من قبل إسرائيل على البلاد، والتي بلغت ذروتها بين 20 سبتمبر و27 نوفمبر 2024، ولا تزال مستمرة بوتيرة ترتفع أحيانا بسلسلة ضربات في الجنوب والبقاع وصولا إلى الضاحية الجنوبية، كما حصل عشية عيد الأضحى المبارك. اعتاد اللبنانيون الأزمات والحروب، واشتدت مناعتهم، ما يجعلهم يحصرون التفكير في تمضية فصل الصيف، وتفادي ما بات يعرف بـ «الأماكن الخطرة». فقط شاب القلق البعض من احتمال دخول لبنان عبر تنظيمات مسلحة فيه تدور في «المحور الايراني» الحرب إسنادا لايران، مع ما يمكن ان يستتبع ذلك من عواقب وخيمة جراء رد إسرائيلي، لا قدرة للبنان الدولة والشعب على تحمله. وقال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من العاصمة الإيطالية روما: «ان الاعتداءات الإسرائيلية فجر الجمعة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تستهدف الشعب الإيراني فحسب، بل استهدفت كل الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة وتفادي التصعيد فيها»، معتبرا ان «مثل هذه الاعتداءات ترمي إلى تقويض كل المبادرات والوساطات القائمة حاليا لمنع تدهور الأوضاع والتي كانت قطعت شوطا متقدما بهدف الوصول إلى حلول واقعية وعادلة تبعد خطر الحرب عن دول المنطقة وشعوبها». ودعا الرئيس عون المجتمع الدولي «إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها التي لم تعد خافية على احد والتي تنذر في حال استمرت، بأخطر العواقب». وقدم الرئيس عون تعازيه إلى القيادة الإيرانية بالذين قضوا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية من قياديين عسكريين ومدنيين متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وأصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري بيانا تعليقا على الضربات الإسرائيلية لايران، أكد فيه أن «العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقدر الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة الدول المستقلة واستقرار جوارها الإقليمي هو فعل مدان بكل المقاييس، وهو أيضا وبالدليل القاطع وبما لا يدع مجالا للشك أن هذا الكيان من خلال حروبه العدوانية المتواصلة في قطاع غزة ولبنان، واليوم فجرا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن خلال سلوك مستوياته السياسية والعسكرية والأمنية، يمثل تهديدا عابرا لحدود الدول المستقلة وللأمن والاستقرار الدوليين». وأضاف بري: «إننا إذ نؤكد تضامننا الكامل ووقوفنا إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائدا وشعبا وثورة، ومشاطرتنا لذوي الشهداء الذين سقطوا جراء هذا العدوان الغادر أسمى آيات العزاء متمنين للجرحى الشفاء العاجل، ندعو المجتمع الدولي إلى موقف جاد وصريح وقبل فوات الأوان يلجم ويوقف العدوانية الإسرائيلية التي لا تغتال فقط الإنسان والطفولة والأمن والاستقرار والقوانين والقرارات الدولية، إنما هي تغتال قبل أي شيء آخر كل مسعى أو جهد يبذل من أجل إرساء قواعد السلام العادل والشامل في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط». رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام كتب عبر حسابه على «إكس»: «أدين بشدة العدوان الإسرائيلي الخطير على ايران. فهو يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة ايران، وتداعياته تهدد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي». ومن باب احترازي، أقفلت عدة مدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت وأبلغ الطلاب بالبقاء في منازلهم، والأمر نفسه انسحب على عدد من مدارس الجنوب. وأبدت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» خشيتها من «ان تشكل الساحة اللبنانية خاصرة رخوة في المنطقة، على رغم الوضع اللبناني المنهك ووضع البلاد تحت المجهر الدولي». وحذرت من «ان فتح جبهة من لبنان سيكون لها مخاطر لن يتحملها الشعب اللبناني ولا الحكومة اللبنانية ولا أي فريق على الساحة، خصوصا بعدما تعرض له المحور من ضربات منذ عملية طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023 في مستوطنة غلاف غزة، وما اعقبها من تغيير في الخريطة السياسية في المنطقة». على صعيد آخر، ثمة سؤال يطرح: هل بدأت عملية سحب السلاح اللبناني أو تعطيله على الأقل من دون اعلان؟ مصادر نيابية معنية ذكرت لـ«الأنباء»: «يمكن القول ان عملية سحب السلاح أو عدم تحريكه بدأت ولو بشكل تدريجي وغير مباشر، من خلال عدم الاعتراض على أي من عمليات الجيش اللبناني بالكشف عن مواقع تشك لجنة الاشراف على وقف إطلاق النار بوجود أسلحة فيها في أي منطقة من لبنان. وبالتالي فإن سيادة الدولة من خلال الجيش وأجهزتها الرسمية على كامل الأراضي اللبنانية تتم بشكل تدريجي. والسلاح المخبأ وغير المعروف يبقى خارج إطار الخدمة، كما كل الأسلحة الموجودة لدى الاطراف اللبنانية الأخرى. وبالتالي لم تعد هناك مناطق أو «جزر أمنية» تحت سيطرة فريق معين وخارج سلطة الجيش اللبناني. والأخير أصبح يملك سلطة القرار للكشف على أي موقع أمني، وباتت الأسلحة التي يمكن ضبطها بإمرته لجهة مصادرتها أو إتلافها، على أمل ان يسري هذا الأمر على المخيمات الفلسطينية، فتتمكن الدولة اللبنانية بأجهزتها من الدخول والبحث والكشف عن أي أسلحة موجودة في أي بقعة من لبنان». في مجال آخر، قالت مصادر مطلعة ان «الثنائي» يتجه إلى التحركات الشعبية لمواجهه الوضع المأزوم، في ظل عدم تحقيق أي من الأهداف الأربعة التي كان يعلنها دائما للتعاون في تنفيذ المطالب الدولية، وهي: وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتحقيق الانسحاب الكامل حتى الحدود، إطلاق الأسرى، والمباشرة في عملية إعادة الإعمار. وسيكون البند الأخير أي الاعمار المنطلق لاي حركة شعبية. وهذا الأمر يلقى تجاوبا من شريحة واسعة من الجنوبيين خصوصا، في ظل استمرار الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع أي عملية إعمار في القرى الحدودية المدمرة، او عودة السكان إلى اليها. كما تقوم إسرائيل أيضا بتدمير المنازل الجاهزة، إضافة إلى منع أبناء هذه المناطق من استثمار حقولهم للسنة الثالثة، حيث يتعذر عليهم جمع المحاصيل التي تشكل مصدر عيشهم.


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
لملمة لملف «اليونيفيل» ومنع التعرض لها وترقب جدي للتشدد الدولي في موضوع السلاح
بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين يغيب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عن البلاد حتى السبت، بعدما توجه إلى العاصمة الإيطالية (روما) مع أفراد عائلته للقاء خاص مع البابا ليو الرابع عشر. لقاء يتطلع فيه رئيس الجمهورية إلى تثبيت لبنان في دائرة الاهتمام الفاتيكاني، إلى طلب شموله ربما بزيارة البابا المقررة إلى تركيا في الصيف. وفي إيطاليا، يجري رئيس الجمهورية سلسلة اتصالات ويعقد لقاءات بخلفيات سياسية تتعلق بالشؤون اللبنانية. وقبل سفره، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي أطلعه على الأوضاع الأمنية في البلاد، علما أن هيكل كان قد زار مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. كذلك استقبل رئيس الجمهورية النائب ملحم رياشي موفدا من رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع. وخرج إلى التداول في شكل واضح الموقف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والذي يربط بين تقديم مساعدات اقتصادية للبنان، مع نزع السلاح غير الشرعي وإنجاز إصلاحات في الإدارتين الاقتصادية والمالية للبلاد، علما أن ملف السلاح يعتبر ممرا إلزاميا بحسب الروزنامة الدولية. توازياً، يتزايد القلق من تصعيد إسرائيلي جديد من بوابة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، والتي يعيش أهلها حالة قلق كبيرة غير مسبوقة، وسط سعي من سكانها القادرين على البحث عن أماكن بديلة إلى المغادرة. وعلى خط مقابل، يسعى الجيش اللبناني إلى سحب الذرائع الإسرائيلية بتلبية كل مطالب لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار والكشف على الأبنية التي يشار إليها، ولو اقتضى الأمر التفتيش والكشف مرة ثانية على نفس المبنى، كما حصل أمس في منطقة «السانت تريز» بالحدث (مشارف الضاحية)، حيث عادت جرافات الجيش لنبش أحد الأبنية الذي استهدف بالغارات الإسرائيلية للتأكيد على عدم وجود أسلحة فيه. وفي وضع مواز لحالة القلق التي تعيشها الساحة اللبنانية مع استمرار المراوحة، أشارت مصادر نيابية إلى تحذيرات مشددة تلقتها المراجع اللبنانية «من أن استمرار هذا الوضع لن يكون في مصلحة لبنان، وأن فترة السماح لها سقوف ولا يمكن أن تبقى مفتوحة وبلا مهل». وفيما لا يحبذ الجانب الفرنسي وضع مهل زمنية لحل موضوع السلاح ويركز على تحقيق الإصلاح لإنجاح مؤتمر دعم لبنان الذي تنوي فرنسا الدعوة إليه في الخريف المقبل، يتشدد الجانب الأميركي في موضوع السلاح. وتحدثت مصادر عن الزيارة المتوقعة للموفد الأميركي الجديد والذي لم تحسم هويته بعد. وذكرت أنه سيحمل تحذيرات غير عادية كما نقل عن المسؤولين الذين التقتهم أخيرا السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون. على خط آخر، قالت مصادر مطلعة إن ملف التعرض للقوات الدولية في الجنوب قد طوي نتيجة الإجماع الرسمي والسياسي اللبناني على دعم هذه القوات والتمسك بدورها، وكذلك زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، والتأكيد على الدعم الكلي والتعاون المطلق مع هذه القوات. وقد زار وزير الدفاع اللواء ميشال منسي مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة أمس، والتقى القائد العام لـ «اليونيفيل» أرولدو لازارو بحضور عدد من ضباط «اليونيفيل» والجيش اللبناني. وتم البحث في الإشكالات بين «اليونيفيل» والأهالي التي تكررت في بعض البلدات. ودان الوزير منسي الاعتداءات على «اليونيفيل التي تخدم العدو الإسرائيلي»، وأكد «ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل»، وأمل أن «تنجح الجهود بذلك». وأشار إلى «أن الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار». وفي المواقف من «اليونيفيل»، كان ثناء على دورها وهي الموجودة في لبنان منذ العام 1978، حيث قدمت الكثير من التضحيات، وهي إلى جانب الدور الأمني وطمأنة أهل الجنوب، تسهم في شكل كبير في المجال الإنمائي من خلال المساعدات التي تقدمها للسكان في مختلف المجالات. في موضوع النازحين السوريين، اعتبر مراقبون أنه يشهد ما يشبه المد والجزر. ففي وقت يجري الحديث عن تجميد البحث في موضوع الخطة الحكومية لعودة النازحين في انتظار زيارة الوفد السوري المتوقعة قريبا برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى بيروت، تمت الإشارة إلى زيادة في حجم العودة الطوعية للنازحين نتيجة التقديمات السخية للنظام الجديد في سورية من أكثر من جهة عربية ودولية، تزامنا مع تجفيف مصادر المساعدات لهم في لبنان.