logo
هل يُسهم حديث ترمب عن «سد النهضة» في حلحلة الأزمة بين مصر وإثيوبيا؟

هل يُسهم حديث ترمب عن «سد النهضة» في حلحلة الأزمة بين مصر وإثيوبيا؟

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «سد النهضة» تساؤلات حول مدى إمكانية تدخل واشنطن لحلحلة الأزمة القائمة بين القاهرة وأديس أبابا حول «السد».
وانتقد الرئيس الأميركي سياسات بلاده بشأن «تمويل السد»، وقال إن «واشنطن موّلت السد بغباء»، حسب وصفه. وأشار في منشور على منصته الإعلامية «تروث سوشيال»، السبت، إلى أن «السد يقلّل من تدفق المياه إلى نهر النيل».
وحسب مصدر مصري مطلع وبرلمانيين وخبراء فإن حديث ترمب «لا يعكس وجود مؤشر إيجابي للنظر في قضية (سد النهضة) بوساطة أميركية»، غير أنهم رأوا «إمكانية استثمار حديثه لتحريك مسار المفاوضات مرة أخرى».
وهناك خلاف بين مصر وإثيوبيا حول مشروع «سد النهضة»، الذي أقامته أديس أبابا على رافد نهر النيل الرئيسي، حيث تطالب دولتا المصب (مصر والسودان) باتفاق قانوني ملزم ينظّم عمليات «ملء السد وتشغيله».
جاء حديث الرئيس الأميركي عن «سد النهضة» ضمن منشور له، السبت، أشار فيه إلى أدواره بوصفه فاعلاً في مسار السلام بعدد من النزاعات على الساحة الدولية، وذكر ترمب موضوع تدخله بملف «سد النهضة» في إطار عدد من المبادرات التي عدّ أنها «تُعزّز فرصته للفوز بجائزة نوبل للسلام». ولفت إلى أن السد «جرى تمويله بغباء من قِبل بلاده، وهو ما يقلّل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل».
وسبق أن قامت الولايات المتحدة الأميركية بدور الوساطة في أزمة «السد الإثيوبي»، بعد تجربة تدخل إدارة ترمب الأولى، التي استضافت جولة مفاوضات في واشنطن عام 2020 بمشاركة البنك الدولي، ورغم التقدم الذي شهدته المفاوضات بين (مصر وإثيوبيا والسودان)، لكنها لم تصل لاتفاق نهائي، بسبب رفض الجانب الإثيوبي التوقيع على مشروع الاتفاق الذي جرى التوصل إليه وقتها.
«لا يعني حديث ترمب وجود أي مؤشر إيجابي لحلحلة مفاوضات (سد النهضة) المتوقفة»، وفق مصدر مصري مطلع، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مسار التفاوض متوقف بسبب تعنت الجانب الإثيوبي».
وأوضح المصدر أن مسار التفاوض بشأن اتفاق قانوني ملزم مع الجانب الإثيوبي، «فشل نتيجة لعدم وجود إرادة سياسية من الجانب الإثيوبي، لتسوية الأزمة، والوصول لاتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان».
وأعلنت مصر توقف مسار التفاوض بين الدول الثلاث، خلال العام الماضي، بعد جولات مختلفة على مدار 13 عاماً. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإثيوبية بشأن حديث الرئيس الأميركي حول «تمويل سد النهضة». لكن خبراء في أديس أبابا وصفوا «تصريحات ترمب بأنها غير مسؤولة، وليست موجهة بالدرجة الأولى إلى إثيوبيا، بل تشكّل مناورة إعلامية-سياسية».
الرئيس الأميركي خلال استقباله وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في نوفمبر 2019 (البيت الأبيض)
عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، لا يرى أملاً في حلحلة أزمة «السد الإثيوبي» بعد حديث ترمب، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ما زالت قائمة، في ظل تصرفات أديس أبابا الأحادية بشأن ملء السد وتشغيله». ونوه إلى أن «التدخل الأميركي السابق لم يُنهِ النزاع، بالوصول لاتفاق قانوني ملزم، ولم ينتج عنه تطور في مستوى العلاقات المصرية-الإثيوبية».
وينظر حليمة إلى تصريحات ترمب، بعدّها «اعترافاً بارتكاب بلاده خطأ في قضية السد الإثيوبي»، غير أنه يعتقد أنه «يمكن استثمارها لتحريك مسار المفاوضات، من خلال تدخل مصري، عبر قنوات الاتصال الدبلوماسية، بهدف استعادة التفاوض برعاية أميركية، إذا كانت واشنطن راغبة في تحقيق السلام بهذه القضية».
وناقش الرئيس الأميركي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي، فبراير (شباط) الماضي، «ملف سد النهضة»، وقالت الرئاسة المصرية، وقتها، إن الاتصال بحث «سبل تعزيز التعاون في مجال الأمن المائي».
وحسب تقدير عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، يحيى كدواني، فإنه «لا يُمكن التعويل على تصريحات ترمب، إلا إذا كانت مرهونة بتحرك فعلي من واشنطن».
وقال كدواني لـ«الشرق الأوسط»، إن «واشنطن تتدخل في عدد من النزاعات والقضايا القائمة على الساحة الدولية، ومصداقية دورها في قضية السد الإثيوبي، رهن بالنتائج العملية»، مشيراً إلى أن «تأثيرات السد على الأمن المائي المصري ما زالت حاضرة».
آخر جولة مفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن «سد النهضة» في ديسمبر الماضي (الري المصرية)
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد «اكتمال بناء وملء بحيرة سد النهضة مع وصول السعة التخزينية للمياه إلى 74 مليار متر مكعب». وقال في مارس (آذار) الماضي، إنه سيتم «افتتاح السد مع مطلع العام الإثيوبي»، الذي يوافق شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي.
في سياق ذلك، قال مدير وحدة العلاقات الدولية في «المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية»، مكي المغربي، إن تصريحات الرئيس الأميركي حول السد الإثيوبي «تستهدف لفت الأنظار إلى ملف السد مرة أخرى»، مضيفاً أنه «يُمكن التعويل على حديث ترمب لاستعادة ملف سد النهضة ضمن أجندة الاهتمام الدولي لتسوية القضية».
وأوضح المغربي لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يجب قطع قنوات التواصل مع الجانب الإثيوبي بشكل كامل»، مشيراً إلى أن «السودان يمكن أن يلعب دوراً دبلوماسياً في الأزمة خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع القاهرة».
وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد أجرى اتصالاً بنظيره السوداني المكلف، كامل الطيب إدريس، في 11 يونيو (حزيران) الحالي، أكد خلاله «استمرار العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم على مختلف الأصعدة، بما يُسهم في مزيد من التنسيق بين البلدَيْن».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيسي يؤكد لرئيس إيران رفض مصر للتصعيد الإسرائيلي وضرورة وقف إطلاق النار
السيسي يؤكد لرئيس إيران رفض مصر للتصعيد الإسرائيلي وضرورة وقف إطلاق النار

مباشر

timeمنذ 38 دقائق

  • مباشر

السيسي يؤكد لرئيس إيران رفض مصر للتصعيد الإسرائيلي وضرورة وقف إطلاق النار

القاهرة- مباشر: أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً اليوم بالرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان". وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب خلال الاتصال عن رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران، لما يمثله من تهديد لأمن واستقرار الشرق الأوسط في وقتٍ بالغ الدقة تشهد فيه المنطقة أزمات مُتعددة ومُتفاقمة. وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد على الأهمية التي توليها مصر لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وبما يسمح باستئناف المفاوضات بهدف التوصل لحل سلمي مُستدام لهذه الأزمة، مشدداً على أهمية العمل على خفض التصعيد قدر الإمكان، وضمان عدم توسع دائرة العنف، ومؤكداً على أنه لا حلول عسكرية لهذه الأزمة. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أيضاً على أنه لا سبيل لضمان الاستقرار المستدام في الشرق الأوسط سوى من خلال تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس الإيراني حرص من جانبه على توجيه الشكر للرئيس، مثمناً المواقف المصرية الحكيمة الهادفة لاستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، بما يحقن دماء كافة الأطراف، ومؤكداً على اتفاق بلاده مع الموقف المصري بشأن ضرورة إيجاد حل عادل وشامل ونهائي للقضية الفلسطينية. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

أمريكا تعيد تأشيرات الطلاب بشروط صارمة: «افتح حساباتك أو يُرفض طلبك!»
أمريكا تعيد تأشيرات الطلاب بشروط صارمة: «افتح حساباتك أو يُرفض طلبك!»

عكاظ

timeمنذ 39 دقائق

  • عكاظ

أمريكا تعيد تأشيرات الطلاب بشروط صارمة: «افتح حساباتك أو يُرفض طلبك!»

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعادت وزارة الخارجية الأمريكية السماح بتقديم طلبات تأشيرات الدراسة للطلاب الأجانب، بعد تعليق مؤقت، لكنها اشترطت على جميع المتقدمين فتح حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي للعامة، وإتاحة إمكانية مراجعة محتواها بشكل كامل. وأكدت الوزارة، في تصريحات نقلتها وكالة «أسوشيتد برس»، أن الحسابات الخاصة أو المغلقة ستُعد سبباً مباشراً لرفض التأشيرة، معتبرة أن إخفاء النشاطات الرقمية أو رفض فتح الحسابات قد يُفسَّر كمحاولة للتهرب من المتطلبات أو إخفاء محتوى مرفوض. وسيقوم المسؤولون القنصليون بفحص المنشورات والرسائل المنشورة على حسابات المتقدمين، لرصد أي محتوى يُعتبر معادياً للولايات المتحدة أو حكومتها أو ثقافتها أو مؤسساتها أو قيمها الأساسية. وكانت إدارة ترمب قد أوقفت الشهر الماضي جدولة مقابلات تأشيرات الطلاب، استعداداً لتوسيع الرقابة على أنشطتهم الرقمية، ما أثار قلق آلاف الطلاب الدوليين، خصوصاً مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد، وصعوبة ترتيبات السفر والسكن. تأتي هذه الإجراءات الصارمة في ظل تصاعد التوترات السياسية، إذ أُلغيت تأشيرات عدد من الطلاب الذين شاركوا في احتجاجات ضد السياسات الأمريكية تجاه غزة، بناءً على قانون يسمح بترحيل من يُعتبرون معارضين لسياسة الولايات المتحدة الخارجية. هذا التطور يعيد إلى الواجهة الجدل الذي أثارته سياسات الهجرة والتعليم في عهد ترمب، لاسيما بعد محاولات سابقة لمنع جامعات كبرى مثل هارفارد من قبول طلاب دوليين. أخبار ذات صلة

السيسي لبيزشكيان: لا حلول عسكرية لقضية الملف النووي الإيراني
السيسي لبيزشكيان: لا حلول عسكرية لقضية الملف النووي الإيراني

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

السيسي لبيزشكيان: لا حلول عسكرية لقضية الملف النووي الإيراني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره الإيراني مسعود بزشكيان، السبت، رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران "لما يمثله من تهديد لأمن واستقرار الشرق الأوسط". وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي أكد على أن مصر تولي أهمية لوقف إطلاق النار بشكل فوري بما يسمح باستئناف المفاوضات للتوصل لحل سلمي للأزمة. كما شدد السيسي على أهمية العمل على خفض التصعيد وضمان عدم اتساع دائرة العنف، مشيراً إلى أنه لا حلول عسكرية لقضية الملف النووي الإيراني. وذكر الرئيس المصري أنه "لا سبيل لضمان الاستقرار المستدام في الشرق الأوسط سوى من خلال تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية". ويتواصل تبادل الهجمات الجوية بين إسرائيل وإيران منذ ما يزيد على أسبوع، مع ورود أنباء عن غارات على منشأة نووية إيرانية. وبينما تدرس الولايات المتحدة كيفية تقديم دعم لإسرائيل في هذا الصراع، تدعو قوى أخرى إلى وقف التصعيد. وفي وقت سابق السبت، قال بيزشكيان، إن بلاده لن تقبل بخفض تخصيب اليورانيوم إلى الصفر "تحت أي ظرف"، كما شدد على أن "رد طهران على الهجوم الإسرائيلي المستمر سيكون أشد وطأة". كما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، عن استعداده لاحتمال الدخول في "حرب طويلة" ضد إيران، مشيراً إلى تنفيذه غارة جوية خلال الليل استهدفت منشأة أبحاث نووية داخل الأراضي الإيرانية، واغتيال 3 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في هجمات مستهدفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store