
العراق بطل آسيا .. عندما تحققت معجزة كروية من رحم الألم
فريق استثنائي.. ورجال في زمن الصعب
في صيف عام 2007، وبينما كانت البلاد تعيش واحدة من أحلك فصولها السياسية والأمنية، في ظل الغزو الأمريكي وتداعياته الكبيرة على البلاد، كتب منتخب العراق لكرة القدم ملحمة رياضية لن تُنسى في ذاكرة الجماهير العربية والآسيوية، بعدما توّج بلقب كأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز اعتبره كثيرون "معجزة كروية خرجت من رحم المعاناة".
اقرأ أيضاً: من الذاكرة: ريمونتادا روما التاريخية أمام برشلونة.. ليلة سحر الأولمبيكو
بداية مشوار لا يُصدق
دخل المنتخب العراقي البطولة التي أُقيمت بتنظيم مشترك بين (إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، وفيتنام) دون أن يكون مرشحًا، وسط غياب الاستقرار الإداري والأمني، وظروف صعبة أثّرت على الاستعداد والتحضير، لكن عزيمة اللاعبين وإيمانهم بما يمثلونه داخل الملعب حوّل الحلم المستحيل إلى واقع لا يُصدّق.
في دور المجموعات، تصدّر العراق مجموعته بتعادل مع تايلاند وفوز كبير على أستراليا 3-1، ثم تعادل مع عمان، ليؤكد أن الأمر ليس مجرد مفاجأة مؤقتة.
قهر الكبار.. وكتابة التاريخ
في ربع النهائي، واجه المنتخب العراقي خصمًا عنيدًا هو فيتنام، وتجاوز المباراة بثنائية نظيفة، ثم جاءت اللحظة الأهم في نصف النهائي، عندما اصطدم بمنتخب كوريا الجنوبية القوي.
انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، ليتجه إلى ركلات الترجيح، حيث برز الحارس نور صبري كبطل قومي، بتصديه الحاسم الذي أوصل العراق إلى النهائي لأول مرة في تاريخه.
يوم 29 يوليو 2007، توجهت أنظار الملايين إلى ملعب جاكرتا لمتابعة نهائي كأس آسيا بين العراق والسعودية. الجميع توقّع أفضلية للمنتخب السعودي صاحب التاريخ، لكن أسود الرافدين كانت لهم الكلمة العليا.
في الدقيقة 72، ارتقى القائد يونس محمود لكرة ركنية وسجل هدف النصر التاريخي الذي منح العراق التتويج الأول في تاريخه.
دموع شعب.. وفرحة من تحت الركام
ما جعل هذا اللقب مختلفًا، لم يكن فقط الفوز، بل الظروف التي تحققت فيها البطولة. فبعد سنوات من الحروب والحصار والانقسامات، منح هذا المنتخب الشعب العراقي لحظة نادرة من الوحدة والفرح، خرجت الجماهير إلى الشوارع في بغداد والبصرة وأربيل والموصل وكركوك وكأن الحرب انتهت للتو.
رغم الخوف من التفجيرات، اجتمع الناس على شاشة واحدة، وهتفوا بصوت واحد، لم يكن الأمر مجرد فوز رياضي، بل انتصار للروح الوطنية في وجه الألم.
فريق استثنائي.. ورجال في زمن الصعب
قاد الفريق المدرب البرازيلي جورفان فييرا، وضم مجموعة من النجوم الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ العراق، منهم: يونس محمود، نشأت أكرم، هوار ملا محمد، كرار جاسم، نور صبري، باسم عباس، علي حسين رحيمة.
تُوّج العراق بطلاً لآسيا للمرة الأولى، لكنه في الحقيقة حقق أكثر من ذلك، أثبت أن الرياضة قادرة على جمع ما تفرّق، وأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل رسالة أمل.
وبعد أكثر من 18 عامًا، لا يزال ذلك اللقب رمزًا لمرحلة استثنائية من الصمود والكرامة، ومرآة تعكس قدرة الشعوب على النهوض مهما كانت الجراح عميقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 2 أيام
- رؤيا
العراق بطل آسيا .. عندما تحققت معجزة كروية من رحم الألم
العراق توّج بكأس آسيا 2007 وسط ظروف استثنائية فريق استثنائي.. ورجال في زمن الصعب في صيف عام 2007، وبينما كانت البلاد تعيش واحدة من أحلك فصولها السياسية والأمنية، في ظل الغزو الأمريكي وتداعياته الكبيرة على البلاد، كتب منتخب العراق لكرة القدم ملحمة رياضية لن تُنسى في ذاكرة الجماهير العربية والآسيوية، بعدما توّج بلقب كأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز اعتبره كثيرون "معجزة كروية خرجت من رحم المعاناة". اقرأ أيضاً: من الذاكرة: ريمونتادا روما التاريخية أمام برشلونة.. ليلة سحر الأولمبيكو بداية مشوار لا يُصدق دخل المنتخب العراقي البطولة التي أُقيمت بتنظيم مشترك بين (إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، وفيتنام) دون أن يكون مرشحًا، وسط غياب الاستقرار الإداري والأمني، وظروف صعبة أثّرت على الاستعداد والتحضير، لكن عزيمة اللاعبين وإيمانهم بما يمثلونه داخل الملعب حوّل الحلم المستحيل إلى واقع لا يُصدّق. في دور المجموعات، تصدّر العراق مجموعته بتعادل مع تايلاند وفوز كبير على أستراليا 3-1، ثم تعادل مع عمان، ليؤكد أن الأمر ليس مجرد مفاجأة مؤقتة. قهر الكبار.. وكتابة التاريخ في ربع النهائي، واجه المنتخب العراقي خصمًا عنيدًا هو فيتنام، وتجاوز المباراة بثنائية نظيفة، ثم جاءت اللحظة الأهم في نصف النهائي، عندما اصطدم بمنتخب كوريا الجنوبية القوي. انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، ليتجه إلى ركلات الترجيح، حيث برز الحارس نور صبري كبطل قومي، بتصديه الحاسم الذي أوصل العراق إلى النهائي لأول مرة في تاريخه. يوم 29 يوليو 2007، توجهت أنظار الملايين إلى ملعب جاكرتا لمتابعة نهائي كأس آسيا بين العراق والسعودية. الجميع توقّع أفضلية للمنتخب السعودي صاحب التاريخ، لكن أسود الرافدين كانت لهم الكلمة العليا. في الدقيقة 72، ارتقى القائد يونس محمود لكرة ركنية وسجل هدف النصر التاريخي الذي منح العراق التتويج الأول في تاريخه. دموع شعب.. وفرحة من تحت الركام ما جعل هذا اللقب مختلفًا، لم يكن فقط الفوز، بل الظروف التي تحققت فيها البطولة. فبعد سنوات من الحروب والحصار والانقسامات، منح هذا المنتخب الشعب العراقي لحظة نادرة من الوحدة والفرح، خرجت الجماهير إلى الشوارع في بغداد والبصرة وأربيل والموصل وكركوك وكأن الحرب انتهت للتو. رغم الخوف من التفجيرات، اجتمع الناس على شاشة واحدة، وهتفوا بصوت واحد، لم يكن الأمر مجرد فوز رياضي، بل انتصار للروح الوطنية في وجه الألم. فريق استثنائي.. ورجال في زمن الصعب قاد الفريق المدرب البرازيلي جورفان فييرا، وضم مجموعة من النجوم الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ العراق، منهم: يونس محمود، نشأت أكرم، هوار ملا محمد، كرار جاسم، نور صبري، باسم عباس، علي حسين رحيمة. تُوّج العراق بطلاً لآسيا للمرة الأولى، لكنه في الحقيقة حقق أكثر من ذلك، أثبت أن الرياضة قادرة على جمع ما تفرّق، وأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل رسالة أمل. وبعد أكثر من 18 عامًا، لا يزال ذلك اللقب رمزًا لمرحلة استثنائية من الصمود والكرامة، ومرآة تعكس قدرة الشعوب على النهوض مهما كانت الجراح عميقة.


رؤيا
منذ 4 أيام
- رؤيا
ميسي يتوج بجائزة لاعب الشهر في الدوري الأمريكي للمرة الرابعة
تُوّج ليونيل ميسي، قائد ونجم إنتر ميامي، بجائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي MLS عن شهر يوليو/ تموز 2025، بعد أداء استثنائي جعله يتصدر مشهد النجومية من جديد في الملاعب الأمريكية. اقرأ أيضاً: من الذاكرة: ريمونتادا روما التاريخية أمام برشلونة.. ليلة سحر الأولمبيكو وخلال هذا الشهر، تألق ميسي بشكل لافت، حيث سجل 8 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة، مساهماً في قيادة فريقه لتحقيق 4 انتصارات مقابل تعادل وهزيمة واحدة، ليواصل إنتر ميامي منافسته القوية على لقب درع المشجعين. ويملك الفريق حالياً 42 نقطة من 22 مباراة، بمعدل 1.91 نقطة لكل مباراة، ما يعكس التحول الكبير الذي أحدثه ميسي في أداء الفريق. منذ 28 مايو الماضي، واصل ميسي تحطيم الأرقام، حيث سجل 6 ثنائيات في آخر 7 مباريات له بالدوري. ومع وصوله إلى 18 هدفاً و9 تمريرات حاسمة، يتصدر النجم الأرجنتيني سباق الحذاء الذهبي في موسم 2025. يسعى ميسي هذا الموسم لأن يصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الأمريكي يفوز بجائزة أفضل لاعب في الموسم لعامين متتاليين، بعدما فاز بها العام الماضي فور انضمامه إلى إنتر ميامي. تُعد هذه المرة الرابعة التي يُتوج فيها ميسي بجائزة لاعب الشهر منذ انضمامه إلى الدوري في 2023، ليعادل بذلك المركز السادس في قائمة أكثر اللاعبين تتويجاً بها تاريخيًا.


رؤيا
منذ 5 أيام
- رؤيا
ميسي يستعد لتحدٍ جديد مع إنتر ميامي في كأس الدوري الأمريكي 2025
يخوض إنتر ميامي مباريات دور المجموعات في البطولة الجديدة على أرضه في ملعب "تشيس" بولاية فلوريدا يستعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لخوض مرحلة جديدة ومليئة بالتحديات من مسيرته الاحترافية، وذلك مع انطلاق منافسات بطولة كأس الدوري الأمريكي 2025، والتي ستكون البطولة الرابعة التي يشارك فيها هذا الموسم مع نادي إنتر ميامي. اقرأ أيضاً: من الذاكرة: ريمونتادا روما التاريخية أمام برشلونة.. ليلة سحر الأولمبيكو وكان ميسي قد انضم إلى إنتر ميامي في صيف 2023 قادمًا من باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر، وشارك منذ ذلك الحين في ثلاث بطولات كبرى هي: دوري المحترفين الأمريكي، كأس أبطال الكونكاكاف، وكأس العالم للأندية، ويستعد حاليًا لقيادة فريقه في بطولة جديدة تتسم بالزخم التنافسي وقصر الفترات الزمنية بين المباريات. شهد الأسبوع الماضي غياب ميسي وزميله الإسباني جوردي ألبا عن مباراة نجوم الدوري الأمريكي أمام نجوم الدوري المكسيكي، في قرار فني يهدف لمنح اللاعبين فترة راحة واستشفاء، خاصة وأن ميسي خاض 17 مباراة متتالية هذا الموسم، فيما لا يزال ألبا يتعافى من إصابة عضلية تعرض لها في يونيو الماضي. في المقابل، دعم الفريق صفوفه بصفقة مهمة تمثلت بانضمام رودريجو دي بول من أتلتيكو مدريد، لتعزيز خط الوسط، في وقت تعادل فيه إنتر ميامي سلبيًا أمام سينسيناتي في آخر مبارياته. يخوض إنتر ميامي مباريات دور المجموعات في البطولة الجديدة على أرضه في ملعب "تشيس" بولاية فلوريدا، حيث يواجه يوم 30 يوليو فريق أطلس المكسيكي، قبل أن يصطدم بفريقي نيكاكسا وبوماس أونام في غضون أسبوع واحد فقط، ما يشكل اختبارًا بدنيًا ونفسيًا قاسيًا للفريق بقيادة المدرب خافيير ماسكيرانو. ورغم الضغط البدني الكبير، يواصل ليونيل ميسي تقديم أداء استثنائي، رافعًا سقف طموحات جماهير إنتر ميامي، التي تأمل بأن يقود الفريق نحو إنجاز تاريخي في هذه البطولة، خصوصًا مع اللعب على أرضه وبين جماهيره.