logo
كتائب القسام تنعى قادة إيران وتحيي الرد العسكري: معركة الأمة مستمرة حتى زوال الكيان الصهيوني

كتائب القسام تنعى قادة إيران وتحيي الرد العسكري: معركة الأمة مستمرة حتى زوال الكيان الصهيوني

المنارمنذ 8 ساعات

بكل فخر واعتزاز، نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى الأمة الإسلامية شهداء الجمهورية الإسلامية في إيران، من كبار قادة القوات المسلحة الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني المستمر على الجمهورية.
وعلى رأس الشهداء الذين نعتهم الكتائب:
الشهيد القائد اللواء محمد باقري، قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
الشهيد القائد اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني.
الشهيد القائد اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر 'خاتم الأنبياء' المركزي بالقوات المسلحة الإيرانية.
كما نعت الكتائب إخوانهم من القادة والمقاتلين الذين ارتقوا في هذا العدوان، مشيدة بالدور المحوري والتاريخي لهؤلاء القادة الكبار في دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها على مدار عقود، ووقوفهم الثابت الذي سيُسجَّل بأحرف من نور في سجل الأمة، خاصة في معركة 'طوفان الأقصى'.
وأكّدت كتائب القسام أن هؤلاء القادة، رغم إدراكهم لحجم التضحيات التي قد تترتب على دعمهم العلني، لم يتراجعوا، فخُتم لهم بالشهادة على يد عدو الأمة. كما شددت على أن الأيام ستكشف طبيعة هذه الإسهامات النوعية التي شكّلت رافعة استراتيجية في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني، حتى بات النصر أقرب من أي وقت مضى.
وفي السياق ذاته، نعت الكتائب شهداء الشعب الإيراني العزيز، وتمنّت الشفاء العاجل لجرحاه، معلنة وقوفها الكامل إلى جانب الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعبًا. كما حيّت الفعل البطولي الكبير للقوات المسلحة الإيرانية، الذي هزّ أركان كيان الاحتلال ردًا على العدوان، وبدّد أوهامه، وأثبت أن ضرباته الغادرة لم تكسر إرادة الأحرار، بل زادتهم عزيمةً وتصميمًا على دفع الاحتلال أثمانًا باهظة لكبح جماحه وعدوانه المستمر في المنطقة.
وأشارت الكتائب إلى أن شعبنا الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، تابع هذه الضربات الإيرانية بكل فخر واعتزاز، ووجد فيها شفاءً لصدره من الاحتلال الذي ارتكب بحقه أبشع جرائم الإبادة والتطهير العرقي، ودمّر كل ما يملك.
واختتمت الكتائب بيانها بالدعاء إلى الله تعالى أن يُتمّ نصره لأمتنا، ويُهلك علوّ الاحتلال، ويُنجز وعد الآخرة على أيدي أحرار الأمة بتحرير المسجد الأقصى، واجتثاث الكيان الصهيوني من جسد الأمة إلى غير رجعة.
المصدر: الاعلام العسكري

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

13 حزيران 2025… هل هي آخر الحروب في المنطقة؟
13 حزيران 2025… هل هي آخر الحروب في المنطقة؟

بيروت نيوز

timeمنذ 13 دقائق

  • بيروت نيوز

13 حزيران 2025… هل هي آخر الحروب في المنطقة؟

كتب جان فغالي في' نداء الوطن': المعطى الجديد في هذه الحرب أن إيران تقاتل من دون 'ظهير إسنادي' (بحسب المصطلحات العسكرية)، فهي في الأساس خططت ليكون 'حزب الله' هو 'الفرقة السبَّاقة' لإشغال إسرائيل، تماماً كما حركة 'حماس' وبعض الميليشيات العراقية مثل 'كتائب حزب الله – العراق' و'عصائب أهل الحق' التي زار قائدها قيس خزعلي جنوب لبنان أكثر من مرة، بدعوة ورعاية من 'حزب الله' وتوعَّد بمهاجمة إسرائيل ، و'كتائب الإمام علي' و'سرايا السلام'، وهي الأقل تطرفاً بين سابقاتها. هذه 'الفرق السبَّاقة' تعطَّلت قبل الساعة الصفر من 'الواقعة الكبرى' بدليل أن لا جبهة فُتِحَت مع إسرائيل، لا من جنوب لبنان ولا من غزة ولا من الميليشيات العراقية، وحتى المشاركة الحوثية لم تكن ذات فعالية. وجدت إيران نفسها في عزلة، وهذا الوضع شبيه بوضع ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (ونهاية ألمانيا كانت الهزيمة أمام الحلفاء). ومن عزلة إيران إلى 'حزب الله' المعزول الذي أبلغ إلى مَن يعنيهم الأمر أنه لن يدخل المعركة. الميليشيات العراقية، بدورها، نأت بنفسها عن المشاركة. انطلاقاً من كل هذه المعطيات، يتأكد أن إسرائيل خططت لهذه الحرب فيما إيران استعاضت عن التخطيط بالاكتفاء بالرهان على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لإسرائيل بشن الحرب، فتصرفت على هذا الأساس وبقيت تصعِّد كتغطية على موقفها، في المقابل باشرت إسرائيل العد العكسي لشن الحرب، وكان فجر الثالث عشر من حزيران بمثابة الساعة الصفر لانطلاق الحرب. صوَّرت إسرائيل أنها تقاتل إيران، عن الجميع، لمنعها من إنتاج قنبلةٍ نووية تضع المنطقة على كف عفريت، فيما لم تنجح الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن برنامجها النووي، وفي الأساس لا 'يهضم' الغرب أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وهو ما رفضه أيام الشاه، فكيف سيقبل به أيام الجمهورية الإسلامية التي شعارها 'تصدير الثورة'، ولماذا لا يكون السلاح النووي منتَجاً للتصدير مع الثورة؟

صواريخ إيران البالستية تكفي 10 أيام؟
صواريخ إيران البالستية تكفي 10 أيام؟

MTV

timeمنذ 42 دقائق

  • MTV

صواريخ إيران البالستية تكفي 10 أيام؟

تلقّت إيران ضربات موجعة، أدّت إلى تدمير جزء من منظومتها العسكرية، وبين الغارات الإسرائيلية والردّ الإيراني، هناك علامات استفهام تطرح عن مدى قدرة طهران على أذية تل أبيب وسط التطوّر التكنولوجي الهائل الذي تقاتل فيه إسرائيل بدعم من الغرب. عاشت طهران بروباغندا تضخيم مدى قوّتها، وأثبتت الضربات الأوّلية عدم وجود قوة ردع قبل الهجوم. طهران كانت تستقوي بأذرعها، وبعد سقوط هذه الأذرع، أصبحت وحيدة في المواجهة. وهناك اختلاف جوهريّ بين قدرة أذرع إيران على الردّ وضرب إسرائيل وبين قدرات طهران. فعلى سبيل المثال، يتمركز "حزب اللّه" على حدود إسرائيل، ولا يحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى لاستهدافها، فهو قادر على ضربها بالقذائف المضادة للدروع وصواريخ الكاتيوشا، ووسط قدرة الصواريخ القصيرة المدى على استهداف مراكز إسرائيلية على الحدود والمستوطنات القريبة، يستطيع "الحزب" التسلّل إلى قرب المراكز العسكرية والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي بالرشّاشات. تتلاصق حدود لبنان مع إسرائيل، وتساعد طبيعة الأرض اللبنانية على حفر الأنفاق وإطلاق الصواريخ على منصّات صغيرة بعضها مثبة على شاحنات تضرب وتختفي ما يصعّب على الطيران الإسرائيلي ضربها، بينما تحتاج الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة إلى منصّات لإطلاقها وتحضير لساعات، ما يسهّل رصدها وضربها قبل انطلاقها، أو ضرب المنصّات بعد عملية القصف. ما ينطبق على "حزب اللّه" وحركة "حماس" لا ينطبق على إيران، إذ تبلغ المسافة جوّاً بين طهران وتل أبيب وفقاً للخرائط الرسمية العالمية 1558 كيلومتراً، بينما تبلغ براً 2077 كيلومتراً، وبالتالي تحتاج طهران إلى صواريخ باليستية من أجل الوصول إلى الأهداف الإسرائيلية، في حين يغيب الاحتكاك البرّي مع إسرائيل. في 13 حزيران 2025، قامت إيران بأول ردّ على الهجوم الإسرائيلي باستراتيجية غير مسبوقة: إطلاق أكثر من 150 صاروخاً باليستياً متوسطاً إلى بعيد المدى وأكثر من 100 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل، في وقت أعلنت إسرائيل إطلاق طهران أقل من 100 صاروخ، إلّا أنّ الأرقام المعقولة تشير إلى إطلاق نحو 150 صاروخاً. وذكرت تقارير من أواخر عام 2024 أنّ ما يقارب 50 في المئة من صواريخ إيران فشلت في الوصول إلى أهدافها أو تحطّمت بعد الإطلاق (عملية الوعد الصادق) ويعود سبب الفشل إلى أخطاء تقنية أو اعتراض من قبل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي. وتشير بعض التقارير بناءً على مصادر أميركية وغربية إلى فاعلية متزايدة للصواريخ وقدرة على تجاوز الدفاعات، لكن لا يمكن الجزم بمعدلات أعلى من 50 بالمئة. وحسابياً إذا أُطلق 150 صاروخاً فإنّ 75 صاروخاً فقط تصيب أهدافها فعلياً في إسرائيل. وتملك إيران حسب التقديرات الاستخباراتية من 500 إلى 750 صاروخاً متوسطاً إلى بعيد المدى أبرزها خيبر وفتح وعماد وغيرها ونحو 50 منصة إطلاق فعّالة (TELs) مخصّصة لهذه الصواريخ. وإذا أطلقت طهران كلّ يوم دفعة جديدة بقدرة استجابة عالية، فكلّ منصّة قادرة على الإطلاق مرّتين على الأقلّ في اليوم قبل أن تدمّر، وإذا استهدفت تل أبيب منصّتين في اليوم، تحتاج 25 يوماً لتدمير منصّات طهران. أما من حيث الصواريخ، فهي تملك من 500 إلى 700 صاروخ باليستيّ، فاذا أطلقت يومياً مئة صاروخ كما تفعل، فيكفي مخزونها لـ7 أيام من الهجوم المستمرّ. أما من حيث دقة الإصابة فلا تتجاوز العشرين في المئة وقد تصل إلى خمسين في أحسن الأحوال. وفي حال قنّنت طهران من ضرب الصواريخ الباليستية لإطالة أمد استعمالها فهذا يعني ترييح تل أبيب وإعطاء فرصة للقبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي لصدّها. وتعتمد طهران استراتيجية إطلاق مئة صاروخ لكي يصيب عدد قليل منها الأهداف، فإذا أطلقت عدداً قليلاً من الصواريخ فهذا سيمنح تل أبيب فرصة اعتراضها وإسقاطها. وإذا نفد مخزون إيران الصاروخي البعيد المدى، فذلك يجعلها تلجأ إلى صواريخ متوسطة المدى لضرب قواعد أميركية في الخليج، عندها ستدخل واشنطن الحرب بعنف، في حين ستتمكّن تل أبيب بعد استنفاد قوة الردّ الإيرانية من ضرب ما تشاء داخل إيران وتدمير كلّ قوّتها العسكرية والنووية ومصانع الأسلحة والمراكز العسكرية. ومع تصاريح القيادات العسكرية الإيرانية وتأكيدها أنّ المواجهة لن تقتصر على التحرّكات المحدودة والحرب ستتوسّع في الأيام المقبلة لتشمل كلّ المناطق المحتلّة والقواعد الأميركية بالمنطقة، فهذا يعني أنّ الإيرانيين لن يتمكّنوا من الاستمرار بضرب إسرائيل وهم بحاجة لاستعمال الصواريخ القصيرة المدى لاستهداف القواعد في الخليج والعراق وهذا سيدخل الولايات المتحدة في المرحلة الثانية من الحرب، حيث ستكون الصواريخ القصيرة المدى والمسيّرات السلاح الوحيد لطهران بسبب افتقادها لسلاح جوّ فعّال.

قواعد الحرب الدفاعية في المنظور الإسلامي
قواعد الحرب الدفاعية في المنظور الإسلامي

شبكة النبأ

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة النبأ

قواعد الحرب الدفاعية في المنظور الإسلامي

إن ذهاب الإسلام نحو السلام، هو الذي ميزه عن الآخرين، من الأمم والأقوام الأخرى، لأن القاعدة الأهم التي وضعها الإسلام وتمسك بها هي السلام، وأما الحرب فهي الاستثناء الذي يُجبَر عليه المسلمون دفاعا عن أنفسهم وأرضهم ودولتهم وحقوقهم، لذا فالسلام هو الأصل وما عداه أو الاضطرار... (إن القاعدة في الإسلام هو السلام، والحرب استثناء، إلا في أقصى حالات الضرورة) الإمام الشيرازي الحروب كما عرَّفها الخبراء العسكريون تكون على أنواع، كل نوع منها مختلف عن الآخر ومناقض له، فهناك الحرب الهجومية القائمة على سياسة الاستحواذ وحصد الغنائم الممكنة، رغبة بالتجاوز على الآخرين، وتنفيسا عن غضب مريض يبقى يشتعل في قلب المستبد، ولا تبرد ناره إلا عندما يُطلق سلاحه وجيوشه على الشعوب والدول الآمنة. وهنالك الحرب الدفاعية، وهي (أنظف) أنواع الحروب، لأنها غالبا ما تكون محدودة وأضرارها بسيطة، وإمكانية احتوائها وإطفاء نيرانها سهلا وممكنا، وهذا النوع من الحروب الدفاعية يعتمده (الحاكم الحكيم)، كي يقلل الخسائر، ويقصّر من عمر الحرب، ويفتح طرق عديدة للحوار مع الطرف الثاني، ويتمسك بقواعد الحرب الدفاعية وأول وأهم شرط من شروطها أن لا تبدأ بمهاجمة الطرف المقابل، ولهذا فإن لجوء الدول إلى هذا النوع من الحروب (الدفاعية) يقلل العنف في العالم، ويحاضر الحروب ويجعل الحياة أفضل وأكثر استقرارا. الإمام الراحل، آية الله العظمى، السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)، يقول في كتابه الموسوم بـ (فقه السلم والسلام الجزء الثاني): (إن الأصل في الإسلام هو السلام، فقد كادت الإمبراطوريات المختلفة أن تقضي على الحرث والنسل، قبل بعثة النبي الأكر صلى الله عليه وآله فاختار اللـه سبحانه وتعالى الإسلام حدباً عليها ورحمة بها وشريعة سمحاء لها، بعد أن اصطفى الرسول محمدا صلى الله عليه وآله، لأداء هذه المهمة المقدسة ونشر الرسالة الطاهرة المطهرة المتمثلة بنشر الرحمة والسلام للبشرية) إذن من أهم قواعد الحرب الدفاعية عدم مهاجمة الطرف الآخر، لهذا لوحظ أن الإسلام التزم بهذا البند التزاما شديدا، بل وحث الجميع على أن يتمسكوا بهذه الخطوة التي تنزع فتيل الحروب قبل بِدْئها، ولم يتّجه المسلمون ولا قادتهم العظام في بداية نشر الرسالة النبوية، إلى أسلوب مهاجمة الدول الأخرى رغم ضعف تلك الدول بالقياس إلى قوة المسلمين. الأصل هو السلام في منظور الإسلام ومع ذلك لا يُسمَح بالاعتداء على الآخرين، ولا يمكن للقوة أن تبرر للحكام مهاجمة الدول والشعوب الأخرى، فالأصل هو السلام، أما العنف والقتال والحروب، فهي استثناء، قد تضطر إليه الدول والحكومات، ولكن ضمن شروط تأتي في المقدمة منها الدفاع عن النفس، فلا شيء يبرر الدخول في حرب مع طرف آخر إلا إذا تمت مهاجمة الدولة واستباحة حدودها. بعكس ذلك لا يسمح الإسلام مطلقا بالحرب والاقتتال، تحت أية مبررات كانت، ولهذا جاءت جميع الحروب التي دخلها المسلمون تحت هذا الشرط، حيث تعرضت دولة المسلمين إلى الفناء والتهديد الوجودي، عند ذاك دافع المسلمون عن دولتهم وأرضهم وأنفسهم وأموالهم. يقول الإمام الشيرازي حول هذه النقطة: (لم يعرف عن الإسلام أنه أعلن الحرب في العالم وهو في ذروة دعوته وانتشاره في أزهى عصور سيادته، إلا ما شرعه دفاعاً لدرء الخطر والذود عن النفس والعرض والمال والوطن عند الاعتداء على أحدها، من قبل المولعين بالعدوان). ولهذا صرّح بعض العلماء الغربيين بأن الحروب الإسلامية، أي يكون الإسلام أحد طرفيها، فإنه تعد من أنظف الحروب، لأنها ليست هجومية، ولن يكون هناك اعتداء على الآخرين من مواقع هجومية، بل العكس تماما حيث يتعرض المسلمون إلى الهجومات والتهديدات بالقتل والفناء، حينئذ يجرد المسلمون سيوفهم من أغمادها ويقاتلون دفاعا عن النفس وليس هجوما على الأقوام الأخرى. بمعنى لم يدخل المسلمون حربا إلا وكانت هناك ضرورة ضرورات حتمية لخوضها، وإن لم يفعل المسلمون فإن حياتهم تتعرض للخطر، وممتلكاتهم للنهب، وأعراضهم للهتك، لهذا يدخل المسلمون حروبا دفاعية، وهذا ما يجعل منها نظيفة، تتم وفق قواعد إنسانية لا يمكن أن يُساء فيها إلى افراد العدو الأسرى، ولا التمثيل بالقتلى، بل احترام الإنسان في حياته ومماته. هذا ما يشير له الإمام الشيرازي في قوله: (لم ير العالم قبل الإسلام ولا في هذا اليوم ولا في مختلف الحضارات حروباً أطهر وأرفع من الحروب الإسلامية، وذلك ما صرّح به وبنزاهتها حتى بعض علماء الغرب الذين يتحرّون الحقيقة ويقولونها، فإن الحرب قد لا يكون منها مناص عقلاً للدفاع عن الدعوة في مواجهة المعتدي والتصدي له، أو الدفاع عن النفس وما أشبه من أسباب مبررة ومسوّغة للحرب). إن ذهاب الإسلام نحو السلام، هو الذي ميزه عن الآخرين، من الأمم والأقوام الأخرى، لأن القاعدة الأهم التي وضعها الإسلام وتمسك بها هي السلام، وأما الحرب فهي الاستثناء الذي يُجبَر عليه المسلمون دفاعا عن أنفسهم وأرضهم ودولتهم وحقوقهم، لذا فالسلام هو الأصل وما عداه أو الاضطرار. الحرب هي الاستثناء أما الغرب فهناك نزعة مادية تعمي أبصارهم وتطفئ بصائرهم، فيدخلون الحروب مهاجمين للآخرين، ناهبين لثرواتهم، ومستعبدين لهم، لذلك عادة ما تكون حروبهم دموية وتُزهق فيها الأرواح ويتم فيها انتهاك الحقوق، وهذا ما لاحظناه في أخطر حربين عرفتهما البشرية وهما الحربان العالميتان الأولى والثانية، وملايين من القتلى والمفقودين والمشردين، ولا تزال تداعياتها حاضرة في عالمنا إلى الآن. حيث يقول الإمام الشيرازي: (إن القاعدة في الإسلام هو السلام، والحرب استثناء ولا يكون إلا في أقصى حالات الضرورة، بينما نشاهد منذ أن أخذت الحضارة الغربية بزمام المبادرة، وتسنمت مقاليد الأمور اشتعل العالم بحروب دموية ضارية لا مثيل لها في التاريخ المكتوب، تجاوزت كل المعايير والقيم والمبادئ، وحسبنا شاهداً في هذا القرن الحربان العالميتان الأخيرتان ونتائجهما الوخيمة السيئة على البشرية إلى هذا اليوم). هناك من يقول إن الحضارة الغربية خدمت البشرية في جانب الرفاه والتقدم التكنولوجي، وهو أمر صحيح ومتفق عليه، ولكن ما فائدة هذا الجانب الترفيهي مع ظهور الحروب العبثية التي دمرت العالم، وخلّفت ملايين الفقراء والمشردين، ونشرت الفوضى بين بني البشر، وصنعت تلك الفجوة الاقتصادية الهائلة بين أغنياء العالم وفقرائه. (صحيح أن الحضارة الغربية أمدت البشرية بشيء من الرفاه والتقدم الصناعي وما أشبه ذلك، إلا أنه من الصحيح أيضاً والذي لا يقبل الريبة واللبس أنها دمرت البشرية بالحروب الكبيرة والثورات الفوضوية والفقر وأمثال ذلك). هكذا يرى الإمام الشيرازي لهذه الوقائع التي لا يمكن تغطيتها او إخفائها. للك وضع الإسلام خطوة حازمة في منع الإقدام على الحرب، وهذه القاعدة تمنع الدخول في الحروب منعا تامًّا، إلا في حال كانت صدًّا لعدوان، أو حماية للدعوة النبوية، أو تصديا لكل حالات الاضطهاد التي قد يتعرض لها الناس، والسعي لحماية حرية التدين، حتى أُطلق على هذا النوع من الواجبات بـ الجهاد، وهناك ضوابط تشريعية خاصة تنظم هذا الواجب. حيث يقول الإمام الشيرازي: (لم يأذن الإسلام بالحرب إلا درءاً للعدوان، وحماية للدعوة، وتصدياً للاضطهاد، والتماساً لحرية التدين، فإنها حينئذ تكون فريضة من فرائض الدين، وواجباً من واجباته المقدسة ويطلق عليها اسم الجهاد). وهكذا فإن قضية الحرب وخوضها لها قواعد وشروط في المنظور الإسلامي، وهناك مجموعة من الخطوات والاشتراطات تم عرضها وشرحها، هي التي تسمح بخوض الحرب (دفاعا عن النفس)، وعندما تكون مهدَّدا وجوديا، عدا ذلك فإن الإسلام لا يسمح بخوض الحروب، ولا يجد مبررا لها، للأسباب التي تم ذكرها، فالسلام هو الأصل في الحياة، أما الحرب، فهي حالة الاضطرار ضمن ظروف محددة في المقدمة منها التهديد الوجودي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store