
"Responsible Statecraft": "إسرائيل" تُوقع الولايات المتحدة في فخ
مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر مقالاً يحذّر من انخراط الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية على إيران، ويرى أن هذا التدخل سيؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة على المصالح الأميركية والأمن الإقليمي والدولي، وقد يُكرّر أخطاء كارثية شبيهة بغزو العراق.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
إنّ الانضمام إلى عدوان "إسرائيل" على إيران سيضرّ بالمصالح الأميركية والأمن الدولي، ولن يُعززهما. ينبغي ألّا يكون هذا مُستغرباً، إذ إنّ دعم المصالح الأميركية والأمن الدولي لم يكن السبب وراء شنّ "إسرائيل" للحرب.
يُجادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّ البرنامج النووي الإيراني يُشكّل تهديداً لأميركا لا لـ"إسرائيل" فحسب، لكن القضية النووية لم تكن الدافع الرئيسي وراء هجوم "إسرائيل"، كما يتضح من قائمة الأهداف التي تتجاوز بكثير أي شيء مُرتبط بالبرنامج النووي الإيراني.
تشمل الدوافع الرئيسية لـ "إسرائيل" للحرب دوافع خاصة بها، ودوافع لا تُشاركها الولايات المتحدة، بما في ذلك تخريب الدبلوماسية الأميركية مع إيران. دوافع إسرائيلية أخرى تتمثل في صرف انتباه ليس فقط الولايات المتحدة، بل بقية العالم عما تفعله "إسرائيل" بالفلسطينيين. وقد وقع بعضٌ من أبشع عمليات القتل لسكان قطاع غزة الجائعين الذين كانوا يسعون للحصول على مساعدات غذائية منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران.
تطورت تصريحات الرئيس دونالد ترامب العلنية بشأن حرب "إسرائيل" بسرعة من انفصال ظاهري إلى دعم حماسي، حتى أنه استخدم ضمير المتكلم "نحن" عند ادعاء التفوق الجوي على إيران. وكما يلاحظ تشارلي ستيفنسون من جامعة "جونز هوبكنز"، من الواضح أنّ ترامب يعاني خوفاً من فوات الفرصة، ويسعى إلى ادعاء الفضل لنفسه في إنهاء التهديد النووي الإيراني المزعوم.
إنّ الأهداف المعلنة (تدمير البرنامج النووي الإيراني) أو المفترضة على نطاق واسع (تغيير النظام في طهران) للحرب هي من بين المعايير التي ينبغي الحكم بموجبها على إمكانية تورط الولايات المتحدة في الحرب. ولكن هناك عواقب أخرى، كما هو مذكور أدناه.
إنّ الحرب، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أو من دونها، لن تقلل من احتمالية امتلاك إيران لسلاح نووي، بل قد تزيدها. لم تكن الحرب ضرورية لتجنب امتلاك إيران لسلاح نووي. كان تقدير الاستخبارات الأميركية قبل الحرب أن إيران لم تكن تصنع سلاحاً نووياً. كانت إيران تتفاوض طواعية مع الولايات المتحدة، بنية جادة، للتوصل إلى اتفاق جديد.
بتوقيعها على خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، والالتزام بشروطها حتى انسحاب ترامب منها بعد ثلاث سنوات، أثبتت إيران ليس فقط أنّ الحرب غير ضرورية، بل إنّ حظر جميع أشكال تخصيب اليورانيوم غير ضروري أيضاً. لقد أغلقت خطة العمل الشاملة المشتركة جميع الطرق الممكنة لامتلاك إيران سلاحاً نووياً من خلال قيود مُتفاوض عليها بعناية ورقابة دولية مُعززة. من المستحيل التوفيق بين هذا السجل الدبلوماسي وأي فكرة مفادها أن إيران مُصممة على امتلاك سلاح نووي مهما كلف الأمر.
إنّ الضرر الذي ألحقته "إسرائيل" بالمنشآت النووية الإيرانية، حتى لو أضافت الولايات المتحدة إليه قنابل زنة 30 ألف رطل لتحويل منشأة التخصيب الجوفية في فوردو إلى حفرة، يُعيق البرنامج النووي الإيراني ولكنه لا يُنهيه. كما أنه لا يُلغي قدرة إيران على صنع سلاح نووي إذا ما حدث ذلك. يُمكن إعادة بناء سلاسل أجهزة الطرد المركزي، والمعرفة المتخصصة ذات الصلة في إيران لا تقتصر على العلماء الذين اغتالتهم "إسرائيل" خلال الأسبوع الماضي.
النوايا الإيرانية لا تقل أهمية عن القدرات الإيرانية. لا يوجد حدثٌ أكثر ترجيحاً لدفع صانعي السياسات الإيرانيين إلى اتخاذ قرارٍ لم يتخذوه حتى الآن - وهو بناء سلاح نووي - من هجومٍ مسلح على أراضي بلادهم ذات السيادة. لا شك في أنّ الأصوات في طهران التي تُطالب باتخاذ هذه الخطوة، لأن إيران بحاجةٍ إلى رادعٍ ضد هجماتٍ مستقبلية، قد ازدادت قوةً في أعقاب الهجوم الإسرائيلي. وستزداد قوةً إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب الإسرائيلية.
إذا اتخذت إيران مثل هذا القرار، فإن إعادة توجيه البرنامج النووي الإيراني نحو الأغراض العسكرية ستتم بعيداً عن أنظار المفتشين الدوليين. لقد عرقل الهجوم الإسرائيلي بالفعل المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقٍ نووي جديد، مُحققاً بذلك أحد أهداف نتنياهو، وقد يُنهي التدخل العسكري الأميركي آفاق المفاوضات المستقبلية إلى أجلٍ غير مسمى. ستكون الولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى أقل قدرةً بكثير على تتبع ما تفعله إيران على الصعيد النووي مما كانت عليه في ظل إجراءات التفتيش التدخلية للاتفاق النووي.
إنّ التدخل العسكري الأميركي في الهجوم الإسرائيلي يحمل في طياته مخاطرة كبيرة بأن يتحول إلى حرب لا نهاية لها. قد يعتقد ترامب أنه قادر على القيام بهجوم واحد فقط، مثل إلقاء قنابل خارقة للتحصينات على فوردو ثم إعلان إنجاز المهمة، لكن من غير المرجح أن يكون هذا نهاية القتال الأميركي مع إيران. إنّ الانتشار الإيراني المحتمل للمنشآت والمواد النووية، ربما بعد قرار إيراني بصنع قنبلة سراً، سيعني مهمة بحث وتدمير مطولة. سيصبح هذا مثالاً آخر على "جزّ العشب" الإسرائيلي، إلا أنّ هذا الجزّ سيشمل الولايات المتحدة أيضاً.
20 حزيران 10:17
20 حزيران 09:38
سيتعرض ترامب لضغوط لمواصلة التدخل، من "إسرائيل" ومن القوى المحلية المشككة في قدرته على حل المشكلة النووية الإيرانية في النهاية.
أما بالنسبة إلى تغيير النظام المحتمل، فإن أول ما يجب تذكره هو مدى بؤس سجل الولايات المتحدة في تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، عند النظر لا فقط إلى التغيير نفسه، بل أيضاً إلى الأحداث اللاحقة الناجمة عنه. ومن الأمثلة البارزة على ذلك، الحرب الهجومية التي أطاحت نظام صدام حسين في العراق، وهي المستنقع الذي استمر ثماني سنوات، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا الأميركيين، وأفرز جماعة إرهابية استولت على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
مثال آخر هو ليبيا، حيث أدى دعم الولايات المتحدة لإطاحة معمر القذافي - الذي كان قد تخلى طواعيةً، من خلال المفاوضات، عن جميع برامجه للأسلحة غير التقليدية، إضافة إلى إنهاء تورطه في الإرهاب الدولي - إلى حالة من الفوضى التي عمّت المنطقة المحيطة، وتركت ليبيا من دون حكومة مستقرة واحدة، وهو وضع لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.
يمكن إضافة إيران نفسها إلى هذه القائمة، حيث أدّى انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة عام 1953 إلى سقوط إيران في يد الشاه رضا بهلوي. أثبت حكم الشاه في النهاية ضعفه وقسوته، ما أدى إلى ثورة 1979 التي أوصلت الجمهورية الإسلامية التي تحكم إيران اليوم إلى السلطة.
إنّ احتمالات أن تُعجّل الحرب الحالية في إيران، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أو من دونها، بتغيير النظام بشكل إيجابي، ضئيلة. وقد ولّد الهجوم الإسرائيلي تأثير الالتفاف حول الراية المعتاد. تُميّز أصوات المعارضة داخل إيران بين الأمة الإيرانية والنظام، حيث يُعطي التضامن مع الأول الأولوية القصوى على السخط على الثاني.
ينبغي على "إسرائيل"، بانخراطها المُثبت في صفوف المعارضة داخل إيران، أن تُدرك هذا الأمر تماماً كغيرها.
آخر ما ترغب حكومة نتنياهو برؤيته في إيران، هو ديمقراطية مستقرة ومعتدلة، تتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة. سيؤدي هذا التطور إلى قلب محورٍ رئيسي في السياسة الخارجية الإسرائيلية مفاده أنّ إيران عدوٍ مُستهجنٍ تُلفت "إسرائيل" انتباه العالم إليه باستمرار، بعيداً عما تفعله، والذي يُمكنها تحميله مسؤولية مشاكل الشرق الأوسط.
إلى جانب عدم تحقيق نتائج إيجابية من انخراط الولايات المتحدة في الحرب سواء فيما يتعلق بالبرنامج النووي أو تغيير النظام، هناك تكاليف وعواقب أخرى. وبشكلٍ مباشر، سيموت المزيد من الناس، بمن فيهم الأميركيون. ومن المؤكد أن إيران سترد، سواء ضد منشآتٍ تضم 40 ألف جندي أميركي في الشرق الأوسط، أو ربما أيضاً من خلال عملياتٍ سريةٍ في أماكن أخرى.
سيزداد عدم الاستقرار الإقليمي، جزئياً بحكم التعريف، لأن التدخل الأميركي والرد الإيراني الحتمي سيعنيان حرباً أوسع نطاقاً.
يجب أيضاً مراعاة البعد النووي لعدم الاستقرار الإقليمي. بقدر ما تهدف حرب "إسرائيل" إلى استهداف قدرة إيران على صنع سلاح نووي، فإن هدف "إسرائيل" ليس إبعاد الأسلحة النووية عن الشرق الأوسط، بل الحفاظ على احتكارها النووي الإقليمي.
يُشكل هذا الاحتكار جزءاً من خلفية الإفلات من العقاب الذي جعل "إسرائيل" الطرف الأكثر تدميراً في الشرق الأوسط، حيث تهاجم بقواتها المسلحة دولاً أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. إن التدخل الأميركي المباشر في حرب "إسرائيل" الحالية ضد إيران سيُشكل تأييداً وتشجيعاً لهذا السلوك المزعزع للاستقرار. كما سيزداد عدم الاستقرار في أماكن أخرى، من خلال توجيه ضربة أخرى لمبدأ عدم الاعتداء والقانون الدولي الذي يتضمنه.
ستُصبح الولايات المتحدة أقل ثقة من ذي قبل كشريك تفاوضي، حيث يتوصل العديد من المراقبين، عن صواب أو خطأ، إلى الاستنتاج نفسه الذي توصل إليه العديد من الإيرانيين بلا شك، وهو أنّ سعي إدارة ترامب الواضح للتوصل إلى اتفاق نووي تفاوضي كان غطاءً لهجوم مسلح.
ستتلقى القوة الناعمة الأميركية ضربة أخرى، من خلال تزايد ارتباط الولايات المتحدة في أذهان العالم، ليس فقط بالعدوان على إيران، بل أيضاً بالسلوكيات التدميرية الأخرى التي تنتهجها دولتها المارقة التابعة.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 16 دقائق
- LBCI
أسرار الصحف 21-06-2025
تخوفت مصادر نيابية من تفاقم الاشتباك الداخلي حول قانون الانتخاب الجديد، بما سيؤثر على مستقبل الاستحقاق نفسه بعد 11 شهراً! ربطت مصادر بين موقف أمين عام حزب، مناقض لما نقل عن مرجع كبير في ما خص عدم المشاركة في الحرب. كشف مصدر مطَّلع أن مهمة باراك الأخيرة في بيروت، تنطلق من وحدة الترتيبات للمجموعات في كل من لبنان وسوريا، على خلفية وحدة المسار! الجمهورية تسبب نائب بازدياد الشرخ بين حزبين مسيحيين حليفين سابقاً عندما رفض حضور وزير من الحزب الثاني إلى جلسة لمناقشة ملف ُيعنى به الوزير. أبدى أكثر من مرجع قضائي- حقوقي ريبتهم من محاولات حثيثة لنائب بارز تشويه قانون إصلاحي ضروري برزت قطيعة بين نائب شمالي وحزب مسيحي بارز نتيجة ما اعتبره الأخير بأنه محاولة لاستمالة ناخبيه إلى الحزب تمهيداً للانتخابات النيابية. البناء توقف خبراء عسكريون وأمنيون أمام الضربة المدروسة والناجحة لإيران لمجمع التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلي في منطقة بئر السبع ضمن المدينة التكنولوجية المسمّاة 'سيليكون فالي إسرائيل'. ويستغرب الخبراء كيف استطاعت إيران إيصال صاروخ واحد دقيق لتحدّي الدفاعات الجويّة الإسرائيلية التي يعتبر الموقع المستهدف في سلم أولويات الحماية لنظام عملها وكيف نجح في التملّص منها جميعاً وبلوغ هدفه بدقة. والمجمع المستهدف هو أحد أكبر ركائز العقل الاستخباري المعلوماتي والتحليلي والعملياتي، حيث تُدار من هناك عمليّات التنصّت وتحليل نتائجها وعمليات القرصنة السيبرانيّة وتتبع الطائرات المسيّرة وأهدافها وتلقي نتائج عمليات الاستطلاع والتنفيذ. وفي المجمع نفسه وحدة الذكاء الصناعيّ التي أدارت أجزاء هامة من الحرب على غزة ولبنان وعلى إيران أيضاً. والمجمع قادر في لحظات الذروة على احتضان أكثر من ثمانية آلاف عسكريّ هندسيّ بين ضابط وعامل تقنيّ والخسائر في المجمع تبدو كبيرة جداً. تؤكد مصادر دبلوماسية رافقت مفاوضات جنيف الأوروبيّة الإيرانيّة أن المسافات متباعدة جداً على طاولة التفاوض وأن المنصة التفاوضيّة كانت مجرد نقطة بداية لتبادل الآراء وجسّ النبض المتبادل لحدود ما تمكّنت الحرب من تغييره في المواقف وهو ما ظهر أنه لم يحدث بعد على طرفي الصراع، حيث هناك قراءتان متعاكستان واحدة عبر عنها الوزراء الأوربيون تعتقد أن إيران تلقت ضربات كافية تدفعها لقبول شروط وتقديم تنازلات، وأن إيران تخشى المزيد ويفترض أنها جاهزة لدفع ثمن تفادي ذلك، لكنهم فوجئوا بقراءة إيرانيّة تقول إن إيران استوعبت الضربة وبدأت تُمسك زمام المبادرة وأن ردودها لا تزال موضعيّة وبأقلّ ما تستطيع من قدرة وأن تصعيد الحرب سوف يدفعها لإظهار المزيد وأنّها واثقة من أن لديها ما يكفي من الدعم الشعبي ومن القدرات الصاروخيّة لتحمّل مواصلة الحرب لشهور، بينما تعتقد إيران أن 'إسرائيل' لم تملك على الصعيدين ما يكفي لمواصلة الحرب أسابيع ما لم تتدخّل أميركا مباشرة وأن حدوث ذلك سوف يزيد الأمر تعقيداً ويدفع إيران إلى استخدام أوراق قوة لا ترغب باستخدامها، لكنها سوف تكون مضطرة للتعامل مع الانخراط الأميركي المباشر في الحرب بكل ما يلزم لإحباط الأهداف وإثبات سوء الحسابات والتقديرات.


صدى البلد
منذ 25 دقائق
- صدى البلد
الحرس الثوري الإيراني يعلن عن بدء موجة 18من عملية "الوعد الصادق-3"
أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، عن بدء الموجة الثامنة عشرة من عملية "الوعد الصادق-3" ضد إسرائيل. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن بيان أصدره الحرس الثوري قوله: "الموجة الـ 18 استهدفت مراكز دعم عملياتية إسرائيلية". وأضاف البيان: "صواريخنا الدقيقة أصابت أهدافها المحددة في إسرائيل وقد استخدمنا مسيرات "شاهد 136" خلال الهجوم الأخير على إسرائيل". وتابع: "ستستمر العمليات الصاروخية المشتركة مع المسيرات بشكل مستمر وهادف ضد الكيان الصهيوني". تدمير منصات الإطلاق من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن بلاده دمرت أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. وعندما سُئل عن وضع قدرات إسرائيل الدفاعية في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية، أجاب نتنياهو: "نحن نضرب منصات إطلاق الصواريخ، ليس مهماً كثيراً عدد الصواريخ التي يملكونها، ما يهم هو عدد المنصات"، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي زعم، الأربعاء، أنه دمر قرابة 40% من منصات الصواريخ الإيرانية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". إضعاف إيران وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون وإقليميون لوكالة "رويترز"، إن الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة تهدف إلى ما هو أبعد من تدمير أجهزة الطرد المركزي النووية والقدرات الصاروخية الإيرانية، بل تسعى إلى تحطيم أسس الحكم الذي يقوده المرشد علي خامنئي وتركه على شفا الانهيار. وقالت المصادر، إن نتنياهو يريد إضعاف إيران بما يكفي لإجبارها على تقديم تنازلات جوهرية بشأن التخلي بشكل دائم عن تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية.


صدى البلد
منذ 25 دقائق
- صدى البلد
جهود أفريقية لإقامة مدفوعات بالعملات المحلية تصطدم بهيمنة الدولار وضغوط ترامب
بدأت جهود العديد من دول أفريقيا الرامية إلى إنشاء أنظمة مدفوعات بالعملة المحلية، والتي كانت في وقت من الأوقات مجرد طموح، تحقق أخيرا مكاسب ملموسة، وهو ما يحمل في طياته وعدا بتجارة أقل تكلفة لقارة عانت طويلا من معاملات الدولار التي تستنزف الموارد. وانطلقت حملة أفريقيا لتعزيز إقامة نظم مدفوعات إقليمية وأوجدت لها منصة انطلاق في قمة "مجموعة دول الـ20" للاقتصاديات الكبرى، وقادت دولة جنوب أفريقيا تلك الجهود باعتبارها الرئيس الدوري لـ"مجموعة الـ20" . لكن تلك الجهود المبذولة للابتعاد عن الدولار تواجه معارضة شديدة وتهديدا بالانتقام من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفق تحليل لشبكة "يو إس نيوز" الأمريكية، فإن مثل تلك الجهود للخلاص من هيمنة العملة الخضراء وتبعيتها ستُواجه بمعارضة قوية وتهديدات بالتصعيد والانتقام من الرئيس الأمريكي، الذي يصر على الاحتفاظ بهيمنة العملة الأمريكية على التجارة العالمية. ويأتي تحرك أفريقيا لخلق منظومة مدفوعات لا تعتمد على الدولار ليعكس دور الصين التي تدفع لتطوير منظومات مالية مستقلة عن المؤسسات الغربية.. كما أن دولاً أخرى، مثل روسيا، التي تواجه عقوبات اقتصادية، تأمل أيضاً في إيجاد بديل للدولار. وبينما اكتسبت تلك الجهود قوة دفع مهمة باعتبارها أمراً حيوياً وضرورياً في ضوء تحول أنماط التجارة والتحولات الجيوسياسية التي طرأت على العالم عقب عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، فإن المدافعين الأفارقة عن مسألة إيجاد بدائل الدفع يقيمون حجتهم على أساس التكاليف. وقال الرئيس التنفيذي لـ"نظام المدفوعات والتسويات عبر أفريقيا" (بابسس)، مايك أوجبالو، الذي تتيح مؤسسته للأطراف المختلفة أن تبرم صفقاتها مباشرة بالعملات المحلية، متجاوزة بذلك الدولار، "على عكس ما يعتقد الناس، فإن هدفنا، ليس التخلص من الدولار." وتابع "إذا نظرنا إلى الاقتصادات الأفريقية، ستجد أنها تعاني من أجل توفير عملات عالمية عبر طرف ثالث لتسوية المعاملات". لكن أوجبالو يلفت إلى أن استخدام العملات مثل "نيرة" النيجيرية، أو "سيدي" الغاني، أو "راند" جنوب أفريقيا لإتمام مدفوعات تجارية بين الدول الأفريقية يمكن أن يوفر على القارة 5 مليارات دولار من العملات الصعبة سنوياً. ويضيف، البنوك التجارية تعتمد بصورة نمطية على نظراء لها عبر الحدود، من خلال ما يطلق عليه، علاقات المراسلة المصرفية، بهدف تسهيل تسويات المدفوعات الدولية. ويتضمن ذلك المدفوعات التي تتم بين الدول الأفريقية المتجاورة بعضهم بعض. إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بضعف البنية التحتية الأساسية للنقل، فإن ذلك يتسبب في أعباء إضافية كبيرة عند إبرام الصفقات، الأمر الذي جعل التجارة في أفريقيا أكثر كلفة بنسبة 50 في المائة من المتوسط العالمي، وفق ما أوردته منظمة "مؤتمر التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة" (أونكتاد). ومن بين العوامل الأخرى، أن غالبية التجارة الأفريقية، 81% وفق تقرير لمجموعة "إم سي بي" ومقرها موريشيوس، تُنفذ مع أطراف خارجية وليست بين الدول الأفريقية بعضها بعض. ويقول البروفيسور في "جامعة سيراكوس" المتخصصة في التمويل الدولي في نيويورك، دانيل ماكدويل، "إن الشبكة المالية الراهنة، التي تعتمد بصورة كبيرة على الدولار، أصبحت أقل فعالية وأكثر كلفة بالنسبة لأفريقيا." وحسب أرقام "نظام المدفوعات والتسويات عبر أفريقيا" (بابسس)، وبموجب النظام الراهن للمراسلات المصرفية، فإن تجارة قيمتها 200 مليون دولار بين طرفين بلدين أفريقيين مختلفين يقدر أن يتحمل تكاليف تراوح نسبتها بين 10 و30 من قيمة الصفقة. ومن الممكن أن يسهم التحول بإنشاء منظومات دفع محلية أفريقية في خفض تكاليف الصفقة إلى مجرد 1 في المائة. وفي الوقت الراهن، تعمل خدمات "بابسس"، التي أُطلقت في يناير 2022 بمشاركة 10 بنوك تجارية فقط، في 15 دولة من بينها زامبيا، ومالاوي، وكينيا، وتونس، ولديها حالياً 150 بنكاً تجارياً في شبكتها. وفي الوقت نفسه، شرعت "مؤسسة التمويل الدولية"، ذراع إقراض القطاع الخاص التابع للبنك الدولي، في إصدارقروض للشركات الأفريقية بالعملات المحلية. وقال نائب رئيس "مؤسسة التمويل الدولية"، إثيوبيس تافارا، إن المؤسسة تعتبر هذا التحول أمراً حتمياً لنموها، إذ يعمل على تخفيف المخاطر المتعلقة بالإقراض بالدولار. فإذا لم تتمكن (الشركات) من توليد عملة صعبة، فإن تقديم قرض بالعملة الصعبة سيفرض عبئاً يجعل من الصعوبة بمكان أن تحقق نجاحاً." وكان محافظ البنك المركزي لجنوب أفريقيا، لـيسيتجا كجانياجو، قد صرح في اجتماع مجموعة الـ20 في كيب تاون في فبراير بأن "بعض أغلى الممرات للمدفوعات عبر الحدود توجد فعلياً في القارة الأفريقية. وبالنسبة لنا، لكي نعمل كقارة، من المهم لنا البدء في التجارة والتسوية عبر عملاتنا المحلية." لكن، الحديث عن الابتعاد عن الدولار، سواء بالنسبة للتجارة أو كاحتياطي العملات، تسبب في إثارة ردود فعل عدائية من الرئيس ترامب. ويرى أستاذ المالية الدولية بجامعة سيراكوس الأمريكية، بروفيسور ماكدويل، أنه بغض النظر عن نوايا أفريقيا بالتحرك نحو إبرام الصفقات بالعملات المحلية، فإن القارة ستعاني كثيراً لكي تنأى بنفسها عن جهود التخلص من التعامل بالدولار لأسباب سياسية، مثل تلك التي تقودها كل من الصين وروسيا. وقال "على الأرجح سيكون الاعتقاد السائد بأن الأمر يتربط بعوامل الجغرافيا السياسية."