logo
أسامة شرشر يكتب: المجاعة فى غزة إلى أين؟!

أسامة شرشر يكتب: المجاعة فى غزة إلى أين؟!

النهار المصرية٢٩-٠٧-٢٠٢٥
لم يحدث فى تاريخ الإنسانية أو البشرية، حتى فى الحرب العالمية الثانية، أن تعرَّض شعب لأبشع أنواع الإبادة كما حدث للشعب الفلسطينى فى غزة.
ولكن الكارثة الكبرى أنه لأول مرة فى التاريخ، أن تكون هناك سياسة ممنهجة لتجويع 2 مليون إنسان، دون أن تتحرك مشاعر العالم العربى أو الإسلامى أو الغربى استجابة لصرخات الأطفال الذين يموتون جوعًا من قلة الدواء والغذاء والمياه، أو النساء اللاتى لم يجدن ما يستطعن أن يُطعمن أبناءهن به، أو الرجال الذين قُتلوا أثناء تتاول كيس من الدقيق، ولكن الأمل بدأ يوم الأحد، عندما أرسلت مصر أول مساعدات إنسانية حقيقية تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد شهور من إغلاق الاحتلال الإسرائيلى المعابر من الجانب الفلسطينى، وكأن طاقة الخير جاءت من شعب مصر العظيم لتواسى أبناء غزة والضفة وفلسطين والقدس الحبيبة فى معاناتهم ومأساتهم التى عاشوا فيها شهورًا طويلة.
كل هذا يجرى، وجاءت إلينا «حسم» إحدى أدوات الإخوان الإرهابية التى وجدت ضالتها الكبرى، وحاولت أن تشيع أمام العالم أن مصر هى السبب فى منع المساعدات عن أهل غزة، بل الأمرّ من ذلك أنها وافقت على تهجير أهل غزة. هذه العناصر الإجرامية الظلامية أردات أن تستغل هذه الأحداث لبث شائعات وأكاذيب وتضليل باستخدام السوشيال ميديا ووسائل الإعلام الغربية، وللأسف الشديد لم نتخيل لحظة أن بعض الأشقاء سيساهمون فى هذه الحملة الإسرائيلية الأمريكية الصهيونية لمحاولة هدم الأمن والأمان داخل مصر، ولكن مصر كبيرة، وأكبر دولة فى منطقة الشرق الأوسط، وقدرها أن تتعرض لهذه الشائعات، وهذا شىء إيجابى؛ فدائمًا الكبار يُقذفون بالحجارة ولكن الصغار سيظلون صغارًا مدى الحياة، وانفضحت هذه الأكاذيب والمحاولات اليائسة بعدما استطاع رجال الشرطة وأمن الدولة المصرى أن يحبطوا المخطط الإرهابى الإجرامى لمحاولة إحداث البلبلة داخل المجتمع المصرى، فرجال الشرطة المصرية يسهرون الليل وينسقون مع رجال المخابرات العامة لحفظ الأمن الخارجى والداخلى لوقف من يفكر أفرادًا أو جماعات إرهابية ظلامية أو ميليشيات أو دولًا فى الاقتراب من مصر.
وفى نفس التوقيت الذى يبذل فيه جهاز المخابرات المصرى العظيم بالتنسيق مع قيادات قطر، جهدًا ضخمًا فى أصعب مفاوضات جرت فى التاريخ، لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية بحق شعب غزة، نجد أن بعض المتربصين يرمون الاتهامات يمينًا ويسارًا، والغريب أن هؤلاء الأشخاص بالذات لم يوجهوا اتهامًا واحدًا بحق الكيان الصهيونى المتطرف الذى يقول للعالم سأغير خريطة الشرق الأوسط إلى دويلات فى خطة تم رسمها فى البيت الأبيض بمباركة ترامب، وما يجرى فى سوريا هو أكبر دليل وسيعقبها لبنان والضفة الغربية.
كل هذا يجرى بسرعة الصاروخ ونحن كعرب ما زلنا صامتين- بل وبعضنا داعم- لهذا المخطط الإسرائيلى الأمريكى الصهيونى الإخوانى، ووسط هذا النفق المظلم تكون أول إشارة أمل رغم الضباب والفزع والخوف والمجاعة والقتل والإبادة للأطفال والنساء، بإعلان الرئيس ماكرون اعتراف فرنسا بدولة فلسطين فى سبتمبر القادم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ مما زلزل الكيان الإسرائيلى والأمريكى، وكان الأمر مفاجأة من ماكرون حتى لو كان كلامًا ولن يترجم على الأرض، ولكن ذلك سابقة فى هذا التوقيت تعطى دلالات ومؤشرات أن إحدى الدول الخمس الكبرى فى مجلس الأمن تعترف بفلطسين وأتوقع أن يعقبها إنجلترا وألمانيا والصين وروسيا وكثير من دول العالم.
فهذا التصريح يمثل زلزالًا سياسيًّا أفقد النتنياهو توازنه وأعلن أن ماكرون يدعم حماس والإرهابيين فى غزة، وها هو المخطط ينكشف لحظة بعد لحظة.. ألا يفيق العرب ويسيرون خلف مصر التى أعلنت أن هناك خطة لإعادة إعمار غزة بعقول وأفكار وسواعد مصرية؟ بدلًا من الخيمة الكبيرة التى أرادوا أن ينصبوها فى رفح الفلسطينية لتكون مسمارًا على الحدود مع مصر كما يجرى العمل فى الضفة الغربية لتكون مسمارًا آخر مع الأردن.
وها هى الرؤية المصرية تسير فى اتجاهها الوطنى الذى تحملت من أجله دماء أبناء القوات المسلحة المصرية، فمصر دفعت الثمن غاليًا رغم أكاذيب المغرضين والأقزام الذين حاولوا ويحاولون وسيحاولون أن يقللوا من دور مصر من خلال الشائعات والأكاذيب، ولكن الجيش المصرى جاهز ومستعد لأى تغيرات ومتغيرات، وستكون مواجهة لم يشهدها التاريخ من قبل، فالجيش المصرى يحظى بدعم 120 مليون مصرى، يباركون خطواته.
ودعونا لا ننسى دور الخارجية المصرية من خلال وزيرها المكوكى بدر عبد العاطى ورجال الخارجية المصرية فى كل سفارات العالم المتيقظين لكل الدعوات المشبوهة ضد سفاراتنا فى الخارج، فهم يعملون على وأد هذه الأكاذيب والدعوات المشبوهة ونجحوا واستطاعوا أن يشرحوا للعالم أفعالًا وليس أقوالًا ما تقوم به مصر من دعم لشعب غزة الأبية، وها هى المساعدات الغذائية المصرية تدخل غزة، نتيجة تحرك المجتمع الدولى لأول مرة، حتى إن منظمة الأونروا قالت إن مصر والأردن، دول الجوار مع فلسطين، جاهزتان لإدخال المساعدات الطبية والغذائية والدوائية والوقود لكن إسرائيل مدعومة بأمريكا تعرقل دخول مساعدات مصر، خاصة أنهم يحاولون تصوير مصر أمام العالم أنها سبب عدم دخول المساعدات، ولكن سفير مصر فى الأمم المتحدة استطاع أن يكشف ويفند هذه الأكاذيب أمام مجلس الأمن، فالعالم يحترم دائمًا صوت مصر وقرارها؛ لأن مصر تدعم الآخرين وليس لها أطماع فى الأرض أو غيرها، لأن قدرها أن موقعها الجغرافى وتاريخها وعلماءها وأزهرها وكنيستها الوطنية ينشرون السلام فى ربوع العالم.
يا سادة، مصر دولة كبيرة جدًّا جدًّا.. فمن أراد أن يتعلم الدرس فليقترب منها ومن جيشها وشعبها، وستكون المواجهة خير دليل على أن هذا الوطن العظيم له سيف ودرع قادران على حمايته من أى عدو، وله شعب يفدى وطنه بروحه.
فلذلك نحذر من يحاول أن يحيك المؤامرات ضد مصر عليه أن يفيق.. التاريخ لن يرحم أحدًا والأجيال المصرية القادمة لن تغفر له.
ولا أملك إلا أن أقول فى النهاية:
(ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)
فأهلها فى رباط إلى يوم الدين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: الاتفاق التجاري مع الهند قريب
ترامب: الاتفاق التجاري مع الهند قريب

مصرس

timeمنذ 27 دقائق

  • مصرس

ترامب: الاتفاق التجاري مع الهند قريب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إدارته قريبة جدا من اتفاق تجاري مع الهند، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق مع أوروبا. وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن احتمال التوصل إلى اتفاق مع كندا، وفقا للغد.وقال ترامب، إنه من المحتمل أن يفرض رسوما جمركية 10% أو 15% على دول أصغر حجما.وشدد ترامب الثلاثاء على أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية 19% على السلع الواردة من إندونيسيا بموجب اتفاق جديد مع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هناك المزيد من الاتفاقات قيد التفاوض.يأتي ذلك في حين يواصل ترامب الضغط من أجل ما يعتبرها شروطا أفضل مع الشركاء التجاريين وسبيلا لتقليص العجز التجاري الأمريكي الكبير.والاتفاق مع إندونيسيا، الشريك التجاري الصغير نسبيا للولايات المتحدة، من بين عدد قليل من الاتفاقات التي أبرمتها إدارة ترمب حتى الآن قبل انقضاء مهلة في أول أغسطس لرفع الرسوم الجمركية على معظم الواردات مرة أخرى.وقال ترامب في البيت الأبيض عن الاتفاق مع إندونيسيا سيدفعون 19% ولن ندفع شيئا، سيكون لدينا وصول كامل إلى إندونيسيا، ولدينا اتفاقان سيتم الإعلان عنهما.وذكر ترامب في وقت لاحق عبر منصة تروث سوشيال، أن إندونيسيا وافقت على شراء منتجات طاقة أمريكية قيمتها 15 مليار دولار، ومنتجات زراعية بقيمة 4.5 مليار دولار، بالإضافة إلى 50 طائرة بوينج.

ترامب: سنقرر لاحقًا ما إذا كانا سنفرض رسومًا جمركية على روسيا وشركائها
ترامب: سنقرر لاحقًا ما إذا كانا سنفرض رسومًا جمركية على روسيا وشركائها

مصرس

timeمنذ 27 دقائق

  • مصرس

ترامب: سنقرر لاحقًا ما إذا كانا سنفرض رسومًا جمركية على روسيا وشركائها

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة ستقرر لاحقا ما إذا كانت ستفرض رسوما جمركية على روسيا وشركائها التجاريين. وأضاف ترامب خلال حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض: "لم نحدد حجم الرسوم الجمركية المحتملة على روسيا وشركائها".وتابع: "لكننا سنفعل ذلك، سنرى ما سيحدث على المدى القريب"، قائلا: "لدينا اجتماع مع روسيا، سنرى ما سيحدث، ثم سنتخذ قرارا"، وفقا لروسيا اليوم.

ترامب: لا علم لي بخطة احتلال غزة ونحاول الآن التركيز على إيصال المساعدات للفلسطينيين
ترامب: لا علم لي بخطة احتلال غزة ونحاول الآن التركيز على إيصال المساعدات للفلسطينيين

يمرس

timeمنذ 40 دقائق

  • يمرس

ترامب: لا علم لي بخطة احتلال غزة ونحاول الآن التركيز على إيصال المساعدات للفلسطينيين

وفي تصريحات صحفية، وردا على سؤال حول ما إذا كان سيواصل دعم إسرائيل في حال نفذت عملية احتلال لغزة كما اقترح بعض المسؤولين، قال ترامب: "لست مطّلعا على ذلك، لكن هذا يعتمد بشكل أساسي على إسرائيل". وأضاف ترامب: "أعلم أننا نحاول إيصال الغذاء لسكان غزة ، وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 60 مليون دولار. إسرائيل ستساعدنا في توزيع المساعدات وأيضا من الناحية المالية، هذا ما أركّز عليه حاليا". كما أعرب ترامب عن اشمئزازه حيال نشر حماس تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد يبدو فيه هزيلا وواهنا ويحفر بيده ما يُعتقد أنه قبره. وعن الفيديو، قال ترامب في تصريح لصحافيين في البيت الأبيض "إنه مروّع، وآمل أن يتمكّن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنّني أعتقد أنّه أمر مروّع". واختتم تصريحاته بالقول: "فيما يتعلق بكل ما تبقى، لا أستطيع أن أقول، فهذا يعتمد بشكل أساسي على إسرائيل". كما أعرب ترامب الثلاثاء، عن اشمئزازه حيال نشر حماس تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد يبدو فيه هزيلا وواهنا ويحفر بيده ما يُعتقد أنه قبره. وعن الفيديو، قال ترامب في تصريح لصحافيين في البيت الأبيض "إنه مروّع، وآمل أن يتمكّن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنّني أعتقد أنّه أمر مروّع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store