
ترامب: من غير الواضح ما إذا كان لدى إيران برنامج نووي بعد الهجوم الإسرائيلي
قال الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
إنّه من غير الواضح ما إذا كانت إيران لا يزال لديها برنامج نووي بعد الهجمات الإسرائيلية عليها، وأضاف ترامب، لوكالة رويترز في مقابلة عبر الهاتف اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة لا يزال لديها محادثات نووية مُزمعة مع إيران يوم الأحد، لكنّه غير متأكد مما إذا كانت ستُجرى هذه المحادثات، وذكر أنّ الأوان لم يَفُت بعد بالنسبة لإيران للتوصل إلى اتفاق، وتابع "حاولتُ إنقاذ إيران من الإذلال والموت"، ومضى قائلاً إنّه ليس قلقاً من اندلاع حرب في المنطقة نتيجة للضربات الإسرائيلية.
في السياق، صرح ترامب لموقع أكسيوس الأميركي قبل دقائق من توجهه إلى غرفة العمليات لحضور جلسة استراتيجية بشأن إيران، بأنه يعتقد أنّ الضربة الإسرائيلية الضخمة قد حسّنت على الأرجح فرص التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، ورداً على سؤال لـ"أكسيوس" عمّا إذا كانت الضربة الإسرائيلية قد عرّضت دبلوماسيته النووية للخطر، قال ترامب: "لا أعتقد ذلك. ربما العكس. ربما الآن سيتفاوضون بجدية".
وأضاف ترامب: "لقد منحت إيران مهلة 60 يوماً، واليوم هو اليوم الحادي والستون. كان ينبغي عليهم إبرام اتفاق"، وجادل بأنه بعد الضربات الإسرائيلية المدمّرة، أصبح لدى إيران الآن حافز أقوى لإبرام اتفاق، قائلاً في هذا الصّدد "لم أستطع إقناعهم بالتوصل إلى اتفاق في 60 يوماً. كانوا قريبين، وكان ينبغي عليهم فعل ذلك. ربما يحدث ذلك الآن"، وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت "معدات أميركية ممتازة" خلال الهجوم.
وفي وقت سابق من اليوم، أكد ترامب أنه كان على علم بموعد الضربات الجويّة الإسرائيلية على إيران "في وقت مبكّر"، ووصف الهجوم بـ"الممتاز"، فيما علّق في وقت لاحق بالقول: "حان الوقت لإنهاء هذا الوضع مع الأخذ في الاعتبار أنّ الهجمات القادمة المخطط لها بالفعل ستكون أكثر عدوانية"، وحثّ إيران على إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقال الرئيس الأميركي إن "الوقت لا يزال متاحاً" أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل، وأكّد عبر منصة تروث سوشال أنّه: "وَقَع بالفعل موت ودمار واسع، لكن لا يزال الوقت متاحاً لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل، وستكون أكثر وحشية".
وكتب ترامب: "أعطيت إيران الفرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق". وتابع: "قلت لهم إن ذلك سيكون أسوأ من كل ما عرفوا أو توقعوا أو كل ما قيل لهم في السابق، إن الولايات المتحدة تصنع المعدات العسكرية الأفضل والأكثر فتكا من أي كان في العالم، وبفارق كبير، وإن إسرائيل لديها الكثير منها، وإنها ستتلقى المزيد، وإنهم يعرفون كيف يستخدمونها".
وشدد الرئيس الأميركي: "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونحن نأمل في أن نعود إلى طاولة المفاوضات. سنرى"، وذلك في إشارة إلى الجولة المقبلة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كانت مقررة الأحد في مسقط. وفي تصريحات أخرى، لشبكة (إن.بي.سي نيوز) اليوم، قال ترامب إنّ إيران أضاعت فرصة لإبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، لكن قد تتاح لها الآن فرصة أخرى للتوصل إلى اتفاق، وأضاف: "لقد أضاعوا فرصة إبرام اتفاق. والآن، قد تتاح لهم فرصة أخرى؛ سنرى"، وذكر أن ممثلين عن إيران اتصلوا به ليقولوا له إنهم ما زالوا يرغبون في التوصّل إلى اتفاق.
ويجمع ترامب اليوم الجمعة مجلس الأمن القومي في الساعة 11,00 (15:00 بتوقيت غرينتش) في البيت الأبيض في واشنطن.
وكان ترامب ذكر، في وقت سابق صباح اليوم، حسب ما نقل كبير المراسلين السياسيين لشبكة فوكس نيوز بريت باير، في تصريحات تليفزيونية، إنّ الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها و"ستساعد في الدفاع عن إسرائيل إذا احتاجت للمساعدة"، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران. وأشار باير إلى أن ترامب ينتظر ليرى رد الفعل الإيراني على ما حدث، وإنه يرغب في استكمال المفاوضات مع إيران.
ونقل المراسل عن ترامب قوله: "إيران لن تمتلك قنبلة نووية"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مرات عدّة في الأيام القليلة الماضية. ولفت المراسل إلى أن الرئيس الأميركي أبلغ الحلفاء في الشرق الأوسط بالهجوم، وبأن الولايات المتحدة لن تكون مشاركة. وكشفت شبكة فوكس نيوز، نقلاً عن مصادر رفيعة، أنّ الولايات المتحدة جدّدت مخزون صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
تقارير دولية
التحديثات الحية
قائمة اغتيالات إسرائيل في إيران.. رئيس الأركان وقائد "الحرس" وعلماء
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في بيان، إن إسرائيل اتخذت موقفاً أحادياً ضد إيران، وإن الولايات المتحدة ليست مشاركة في هذه الضربات ضد إيران، مضيفاً أن الأولوية الأولى هي حماية القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً ضرورة ألّا تستهدف إيران المصالح الأميركية أو أفراداً أميركيين. وأضاف في بيانه أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها "تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها"، وأن الرئيس ترامب اتخذ وإدارته الخطوات اللازمة لحماية القوات الأميركية بالشرق الأوسط والحفاظ على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين.
انقسام في الكونغرس بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران
وتباينت آراء أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي حول الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبر بعض الديمقراطيين أن الهجوم "دلالة على عدم احترام إسرائيل للرئيس ترامب"، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة استمرار مفاوضاتها مع إيران، فيما دافع أعضاء الكونغرس الجمهوريين عن الهجوم الإسرائيلي، مؤكدين مساندتهم له.
وانتقد السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي الهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكداً أنه يهدف بوضوح لـ"إفشال مفاوضات إدارة ترامب مع إيران"، وأنه "يعد دليلاً إضافياً على عدم احترام القوى العالمية، بما في ذلك حلفاؤنا، للرئيس ترامب"، مرجحاً أن هذا العدوان "قد يكون مفيداً لنتنياهو داخلياً، ولكن سيكون كارثياً على منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة وإسرائيل نفسها"، وقال: "هذه كارثة من صنع ترامب ونتنياهو، والمنطقة كلُّها قد تكون في صراع جديد مميت".
وحذر ميرفي، في بيان، من أنه "ليس على الولايات المتحدة المشاركة مع إسرائيل في حرب لم تطلبها، وستجعلها أقل أماناً"، مشدداً على أن "إيران لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة لتكون على وشك امتلاك سلاح نووي لو لم يجبر نتنياهو وترامب أميركا على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران".
وفيما قال السيناتور جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في بيان، إن الغارات الجوية الإسرائيلية "تصعيد متهور يخاطر بإشعال العنف في المنطقة"، وأن "هذه الضربات لا تهدد حياة المدنيين الأبرياء فحسب، وإنما استقرار الشرق الأوسط بأكمله وسلامة المواطنين الأميركيين والقوات الأميركية"، مضيفاً أن "العدوان العسكري بهذا الحجم ليس هو الحل على الإطلاق"، وعبر عن مخاوفه من التصعيد داعياً لاستخدام الدبلوماسية الآن.
أما السيناتور الديمقراطي عن فيرجينيا تيم كاين، عضو لجنتَي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فوجه الثناء لإدارة ترامب على عدم مشاركتها في الهجوم الإسرائيلي على إيران، وقال: "لا أفهم سبب شنِّ إسرائيل ضربةً استباقيةً في ظل المناقشات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين أيران وأميركا"، مشدداً على أن المحادثات الثنائية "هي الطريق الوحيد والمستديم لمنع تطوير سلاح نووي إيراني وحماية مصالح الأمن القومي الأميركي".
رصد
التحديثات الحية
أكاذيب وخلاف ترامب ونتنياهو... تفاصيل عملية إسرائيلية لخداع إيران
أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام فكتب على منصة أكس: "اللعبة ابتدأت. صلُّوا من أجل إسرائيل"، وكتب في تعليق آخر: "الناس يتساءلون عمّا إذا كانت إيران ستهاجم الأفراد أو المصالح العسكرية الأميركية بالمنطقة، وإجابتي: إذا فعلوا فيجب أن تكون استجابة أميركا ساحقة وتدمير جميع مصافي النفط الإيرانية والبنية التحتية"، كما كتب السيناتور الجمهوري توم كوتون: "فخور بمساندة إسرائيل"، فيما زعم السيناتور الجمهوري تيد كروز في تصريحات لشبكة فوكس نيوز أن إسرائيل "تدافع عن نفسها، والولايات المتحدة يجب أن تدعمها".
السيناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان دعا لدعم إسرائيل عسكرياً واستخباراتياً، وقال: "يجب أن يكون التزامنا تجاه إسرائيل مطلقاً، وأنا أؤيد هذا الهجوم، ويجب أن نوفر كل ما هو ضروري عسكرياً أو استخباراتياً أو أسلحة لدعم إسرائيل في هجومها على إيران".
وكانت إسرائيل شنّت، فجر اليوم الجمعة، هجوماً "استباقياً" واسعاً على إيران استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الكبار، على رأسهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، إضافة إلى علماء نوويين، فيما سمع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة طهران. وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن توجيه ضربة استباقية لإيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل؟
في الوقت الحالي، يبدو أن القتال بين إسرائيل وإيران يقتصر على البلدين فقط. وفي الأمم المتحدة وأماكن أخرى، صدرت دعوات كثيرة لضبط النفس. لكن ماذا لو لم تجد تلك الدعوات آذانًا صاغية؟ وماذا لو تصاعد القتال واتسع نطاقه؟ فيما يلي أسوأ السيناريوهات المحتملة. تورط الولايات المتحدة رغم النفي الأمريكي، فإن إيران تعتقد بوضوح أن القوات الأمريكية أيدت – وبدعم ضمني على الأقل – الهجمات الإسرائيلية. وقد تلجأ إيران إلى ضرب أهداف أمريكية في أنحاء الشرق الأوسط، مثل معسكرات القوات الخاصة في العراق، والقواعد العسكرية في الخليج، والبعثات الدبلوماسية في المنطقة. ورغم أن القوى التابعة لإيران، مثل حماس وحزب الله، قد تراجعت قوتها بشكل كبير، فإن الميليشيات الموالية لها في العراق ما زالت مسلحة وموجودة. وقد توقعت الولايات المتحدة احتمال وقوع مثل هذه الهجمات، وسحبت بعض أفرادها كإجراء احترازي. وفي رسائلها العلنية، حذرت واشنطن إيران بشدة من عواقب أي هجوم على أهداف أمريكية. لكن ماذا لو قُتل مواطن أمريكي في تل أبيب مثلًا، أو في أي مكان آخر؟ قد يجد دونالد ترامب نفسه مضطرًا إلى التحرك، ولطالما اتُّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يسعى لجرّ الولايات المتحدة إلى معركته ضد إيران. ويقول محللون عسكريون إن الولايات المتحدة وحدها تملك القاذفات والقنابل الخارقة للتحصينات القادرة على اختراق أعمق المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة منشأة فوردو. وقد وعد ترامب أنصاره من حركة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" بأنه لن يخوض أي "حروب" في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن العديد من الجمهوريين يدعمون حكومة إسرائيل ورؤيتها القائلة إن الوقت قد حان للسعي إلى تغيير النظام في طهران. لكن إذا أصبحت الولايات المتحدة طرفًا نشطًا في القتال، فسيُعد ذلك تصعيدًا هائلًا قد تكون له تبعات طويلة الأمد ومدمرة. تورط دول خليجية إذا فشلت إيران في إلحاق الضرر بالأهداف العسكرية وغيرها من المواقع المحمية جيدًا داخل إسرائيل، فقد تلجأ إلى توجيه صواريخها نحو أهداف أكثر هشاشة في منطقة الخليج، وخصوصًا تلك الدول التي تعتقد إيران أنها ساعدت ودعمت أعداءها على مدى السنوات. وهناك العديد من الأهداف المتعلقة بالطاقة والبنية التحتية في المنطقة. تذكّر أن إيران اتُّهمت بقصف حقول النفط السعودية في عام 2019، كما استهدفت ميليشياتها الحوثية أهدافًا في الإمارات عام 2022. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات نوعًا من المصالحة بين إيران وبعض دول المنطقة. لكن هذه الدول تستضيف قواعد جوية أمريكية، وبعضها – بشكل غير معلن – ساعد في الدفاع عن إسرائيل من هجوم صاروخي إيراني العام الماضي. وإذا تعرّضت منطقة الخليج لهجوم، فقد تطالب بدورها بتدخل الطائرات الحربية الأمريكية للدفاع عنها، إلى جانب الدفاع عن إسرائيل. فشل إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية ماذا لو فشل الهجوم الإسرائيلي؟ وماذا لو كانت المنشآت النووية الإيرانية عميقة للغاية ومحميّة جيدًا؟ وماذا لو لم يتم تدمير 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وهو الوقود النووي الذي لا يفصله عن درجة التخصيب اللازمة للأسلحة سوى خطوة صغيرة، وهو ما يكفي لصنع نحو عشر قنابل نووية؟ ويُعتقد أن هذا اليورانيوم قد يكون مخبّأً في مناجم سرّية عميقة. قد تكون إسرائيل قتلت بعض العلماء النوويين، لكن لا توجد قنابل قادرة على تدمير المعرفة والخبرة الإيرانية. وماذا لو أقنع الهجوم الإسرائيلي القيادة الإيرانية بأن السبيل الوحيد لردع المزيد من الهجمات هو الإسراع قدر الإمكان في الحصول على قدرة نووية؟ وماذا لو كان القادة العسكريون الجدد على طاولة القرار أكثر تهورًا وأقل حذرًا من أسلافهم الذين قُتلوا؟ وفي الحد الأدنى، قد يُجبر ذلك إسرائيل على شن مزيد من الهجمات، مما قد يربط المنطقة بحلقة مستمرة من الضربات والضربات المضادة، ولدى الإسرائيليين عبارة قاسية لوصف هذه الاستراتيجية؛ يسمونها "جزّ العشب". حدوث صدمة اقتصادية عالمية يشهد سعر النفط ارتفاعًا حادًا بالفعل. فماذا لو حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، مما سيقيّد حركة النفط بشكل أكبر؟ وماذا لو في الجهة الأخرى من شبه الجزيرة العربية كثّف الحوثيون في اليمن هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر؟ فهم آخر حلفاء إيران من الوكلاء، ولديهم تاريخ من السلوك غير المتوقع والاستعداد لتحمّل مخاطر عالية. وتعاني العديد من الدول حول العالم بالفعل من أزمة في تكاليف المعيشة، وارتفاع أسعار النفط سيزيد من التضخم في نظام اقتصادي عالمي يعاني أصلًا من أعباء حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها ترامب. ولا ننسى أن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيشهد تدفق مليارات الدولارات إلى خزائن الكرملين، لتمويل حربه ضد أوكرانيا. فراغ ناجم عن سقوط النظام الإيراني وماذا لو نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها طويل الأمد بإسقاط النظام الثوري الإسلامي في إيران؟ ويزعم نتنياهو أن هدفه الأساسي هو تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكنه أوضح في بيانه الجمعة أن هدفه الأوسع يشمل تغيير النظام. فقد قال "للشعب الإيراني الفخور" إن هجومه "يمهّد الطريق أمامكم لنيل حريتكم" من ما وصفه بـ"النظام الشرير والقمعي". وقد يجد إسقاط الحكومة الإيرانية صدى إيجابيًا لدى بعض الأطراف في المنطقة، خاصة لدى بعض الإسرائيليين. لكن، ما الفراغ الذي قد يتركه ذلك؟ وما العواقب غير المتوقعة التي قد تترتب عليه؟ وكيف سيكون شكل الصراع الداخلي في إيران؟ لا يزال كثيرون يتذكرون ما حدث في العراق وليبيا عندما تم إسقاط الحكم المركزي القوي فيهما. لذلك سيتوقف الكثير على كيفية تطور هذه الحرب في الأيام المقبلة. وكيف وبأي حدة سترد إيران؟ وما مقدار ضبط النفس، إن وُجد، الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل؟. سيتوقف الكثير على الإجابة عن هذين السؤالين.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
الحرب بين إسرائيل وإيران: خشية أميركية من "التورط"
بدأت تتبلور خشية، ولو في صفوف القلة من محافظين وديمقراطيين أميركيين، من نجاح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، الذي نجح في انتزاع ضوء "بين الأخضر والأصفر" (بتعبير خبير السياسة الخارجية الأميركية ريتشارد هاس) من الرئيس دونالد ترامب لضرب إيران، في توريط الأخير "في حرب أوسع". وقد تؤدي مجريات الهجوم "النوعي" الواسع والمفتوح الذي شنته إسرائيل إلى جرّ إدارة ترامب إلى حيث لا ترغب كما سبق وقالت أكثر من مرة. وللمفارقة، فإن أول من لفت إلى هذا التخوّف كان رمزاً من جبهة "أميركا أولًا". واعتبر مذيع البودكاست تاكر كارلسون المقرب جداً من الرئيس ترامب أن الرئيس "متواطئ" مع نتنياهو، وأن أميركا "حاضرة في صلب هذه الحرب التي علمت بها مسبقاً وسلّحت وموّلت إسرائيل لخوضها "مسجلاً عليه هذا الموقف الخاطئ ومحذراً من عواقب الحرب". مثل هذا التحذير، ردده بعض الديمقراطيين، منهم السناتور جاك ريد الذي وصف الضربة بـ"العمل الأرعن الذي ينطوي على خطر الحرب الأوسع"؛ وبالتالي على احتمالات التورط الأميركي فيها. وثمة من رأى أن المقدمات في هذا الخصوص قد بدأت اليوم في ما تردد عن "المساعدة" التي قامت بها القوات الأميركية في المنطقة "لاعتراض صاروخ إيراني "متجه نحو إسرائيل". وكان الرئيس قد أوضح ومن دون التباس أن إدارته تدعم إسرائيل، مع إعرابه صراحة أو ضمنا عن الاستعداد للدفاع عنها لو تسببت الصواريخ الإيرانية بأضرار كبيرة خاصة بين المدنيين الإسرائيليين. ويعود رفض المتخوفين، وإن في جزء منه، إلى الاعتقاد أن نتنياهو أراد، من جملة ما سعى إليه، نسف المفاوضات النووية مع طهران وقطع الطريق على الجولة السادسة التي كان من المقرر أن تُعقد في عمان غدًا الأحد. وكانت المتحدثة في وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت، الثلاثاء الماضي، أن الجولة آتية "قريباً"، قبل أن تمرر الإدارة خبر عقدها يوم الأحد وذلك على أساس "أن المفاوضات أحرزت تقدماً" تنبغي متابعته بهذا اللقاء. تحليلات التحديثات الحية مخاوف يهودية أميركية إزاء استبعاد ترامب لإسرائيل في المنطقة صدور ما يشبه تأكيد لعقد الجولة في موعدها، أخذ "شحنة" من الصدقية كونه جاء في أعقاب المكالمة بين الرئيس ترامب ونتنياهو يوم الاثنين، وبدا وكأن البيت الأبيض حسم الموضوع بعدم التجاوب مع رغبة رئيس الليكود (نتنياهو) في شن عملية عسكرية، لكن الصورة تغيرت يوم الخميس عندما قررت الإدارة سحب بعض الدبلوماسيين "غير الأساسيين" وعائلات عسكريين من المنطقة وما تبع ذلك من إشارات واضحة عن الرئيس ترامب، تبين معها أن الحسابات تغيّرت وأن العملية العسكرية باتت وشيكة لتتوافق مع نهاية فترة الشهرين التي كان الرئيس ترامب قد حددها مع بداية المفاوضات لإبرام اتفاقية نووية مع إيران. وتشير إحدى القراءات حول موافقة ترامب على قيام إسرائيل بشن عملية "وحدها" إلى أنه بذلك يحتفظ بالخط المفتوح مع طهران، وأن الضربة ستكون محدودة نسبياً ما دامت إسرائيل لا تملك قنبلة اختراق الأعماق ولا القاذفة التي تحملها لتدمير موقعي تخصيب اليورانيوم الأساسيين في فوردو ونطنز، وبهذا، فإن العملية قد تحفز إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات. وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كرر ترامب دعوته إلى مثل هذه العودة. ورغم ما سبق، يتحدث مراقبون عن وصول الأمور إلى مكان آخر، إذ إن المواجهة في معظم التقديرات تقول إنها "فيلم طويل" هذه المرة، وهي بالتأكيد أبعد من تراشق، وليس من المتوقع أن تكون لها نهاية قبل "عدة أيام"، كما يقول الجنرال المتقاعد جوزف فوتيل الذي تولّى قيادة قوات المنطقة الوسطى التي تشمل المنطقة. في حين تشير قراءة أخرى إلى أنّ مدة المواجهة أطول وأن مداها مرهون بـ"الغرض" المراد تحقيقه منها. ويقول وزير الدفاع السابق ليون بانيتا إن تدمير المنشآت النووية الإيرانية "صعب" في غياب القدرات العسكرية المطلوبة مثل القنبلة الخارقة. في تعريف العسكريين والمؤرخين، هي "حرب وقائية" وليست "استباقية" كما صنفها نتنياهو. والوقائية تنطوي عموماً على مخاطر تعميق وإطالة النزاع، كما يشهد التاريخ (مثل ضربة بيرل هاربر اليابانية ضد الأسطول الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية). ومن الاحتمالات وفق هذه القاعدة، أن يتمدد الصراع إلى "حرب إقليمية" أو "فوضى أمنية إقليمية". وللحيلولة دون هذا التمدد، يدعو فريق من المحافظين الذين رحبوا بالضربة و"شكروا" نتنياهو (مثل السفير والمسؤول السابق جون بولتون) إلى ضرورة العمل على "إسقاط النظام" لضمان الخلاص من النووي، وإذا كان تحقيق هذا الهدف "بعيد المنال" في الحدود المرئية، فلا يرى البرغماتيون (مثل بانيتا) سوى العودة إلى التفاوض مخرجاً من هذه المواجهة المفتوحة على الأدهى، ومثل هذا الخيار مرهون إلى حدّ بعيد بقرار يتخذه الرئيس ترامب الذي تشكل هذه الحرب "اختباراً" له، باعتباره معنياً بها مباشرة ولو أن إدارته أعلنت على لسان الوزير ماركو روبيو أنها "ليست مشاركة" في العملية العسكرية. فإما أن يفرض الحل الدبلوماسي وإما أن ينجرّ إلى التورط.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
واشنطن بوست: انقسام يهدّد الموقف الأميركي عقب مهاجمة إسرائيل لإيران
تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تحذيرات أميركية بارزة في دوائر صنع القرار الأميركي، من أنّ الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضدّ إيران قد تُحدث شرخاً عميقاً داخل ائتلاف السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت إنّه فيما أيّد الجمهوريون التقليديون من ذوي التوجهات المتشدّدة التصعيد العسكري، برزت أصوات في تيار "الواقعية الاستراتيجية" داخل واشنطن، تدعو إلى ضبط النفس وتجنّب الانخراط في الحروب، وتطالب بمراجعة جدّية للعلاقة مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية النقاشات الجارية، قوله إنّ حالة من الإحباط بدأت تتسلّل حتّى إلى الأوساط المحافظة على إثر الضربات الإسرائيلية على إيران، وقال: "تلقيت رسائل من شخصيات سياسية تقول صراحة: لقد سئمنا من إسرائيل. وهذا تطوّر مقلق للغاية. لا أظن أن هذا المسار سيقود إلى نتائج إيجابية". ويرى مراقبون، طبقاً للصحيفة، أن هذا الانقسام المتصاعد يهدّد بتقويض وحدة الموقف الأميركي في الشرق الأوسط، خصوصاً إذا استمر التصعيد العسكري، وواصلت واشنطن الابتعاد عن دور الوسيط لصالح اصطفاف غير مشروط إلى جانب إسرائيل. وأفاد مسؤولون أميركيون للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان حذّر نتنياهو مراراً من الإقدام على مهاجمة إيران في الوقت الراهن، تفادياً لتعطيل المساعي الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى اتفاق مع طهران، التي يقودها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ، وأضاف المسؤولون أن ترامب أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، حتى أواخر مايو/أيار، أن الوقت غير مناسب لمثل هذا التصعيد، قائلاً: "نحن قريبون جداً من الحل، وإذا تمكّنا من إبرام صفقة، فسنُنقذ الكثير من الأرواح". وبحسب الصحيفة، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى احتمال تغيّر موقف ترامب في الأيام الماضية، في ظل امتناع البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن التعليق، وعدم وضوح ما إذا كان الرئيس قد أعطى ضوءاً أخضر ضمنياً للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. أخبار التحديثات الحية العدوان الإسرائيلي على إيران | هجمات مستمرة ومقتل قائدين عسكريين وقالت الخبيرة في الشؤون الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إيلي جيرانمايه "هدفت الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران الليلة الماضية للقضاء على فرص الرئيس ترامب في التوصل إلى اتفاق لاحتواء البرنامج النووي الإيراني"، ونقلت واشنطن بوست عن محلِّلين قولهم إن المتشدّدين الإيرانيين الذين يميلون إلى عدم الثقة بواشنطن يحتاجون إلى ضمانات بأن ترامب قادر على منع إسرائيل من مهاجمتهم على نحوٍ موثوق، مشدّدين على أن السماح بمهاجمة إيران في خضم المفاوضات يقوّض هذا الجهد. وقالت روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في "أولويات الدفاع"، وهي مؤسّسة بحثية تدعو إلى نهج أكثر تحفظاً في التعامل العسكري الأميركي: "هذا يدمر مصداقية الولايات المتحدة تماماً في المفاوضات مع إيران، وربما في المفاوضات مع دول أخرى"، وأضافت "ما قيمة التعهد الأميركي إذا لم يستطع لجم إسرائيل؟". ولم يقم ترامب ولا كبار مساعديه بمحاولات علنية يوم الجمعة لمنع إسرائيل من شنّ المزيد من الضربات، وقال محلِّلون إن الرسائل المتضاربة بدت غير قوية بما يكفي لوقف الهجمات الإسرائيلية أو لإقناع إيران بعدم ضرب المصالح الأميركية في المنطقة وجر واشنطن إلى حرب أوسع، وتناقض ترامب مع نفسه خلال الأيام الماضية، إذ قال يوم الخميس إن هجوماً إسرائيلياً قد يقع قريباً، وإذا حدث، فقد يُفسد جهوده للتوصل إلى اتفاق، لكنّه في اللحظة التالية، ألمح إلى أن الهجوم قد يكون له تأثير معاكس، ربما بطرق من شأنها أن تدفع الإيرانيين المتوترين نحو مخرج دبلوماسي. ونقلت "واشنطن بوست" عن محلّلين في السياسة الخارجية قولهم إنّه من المبكّر الجزم بتداعيات الضربات الإسرائيلية على شكل المنطقة، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُجر إلى صراع مفتوح، إلّا أنهم أشاروا إلى أن صبر ترامب على المسار الدبلوماسي مع إيران قد يكون بلغ نهايته. وقال جوناثان بانيكوف، مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية إن "ترامب كان بالفعل يسعى إلى الدبلوماسية، وكان جاداً في محاولة إبرام اتفاق مع طهران، لكن بدا في الفترة الأخيرة أن هذا الهدف أصبح غير قابل للتحقيق". تقارير دولية التحديثات الحية دونالد ترامب ناطقاً باسم الحرب الإسرائيلية على إيران وأضاف بانيكوف أن إصرار إيران على التمسّك بحقها في تخصيب اليورانيوم شكّل عائقاً جوهرياً أمام أي تقدم، معتبراً أن ذلك "كان سبباً رئيسياً في تغيّر نهج ترامب في التعاطي مع الملف الإيراني"، ورجّح بانيكوف أن نتنياهو لم يكن ليقدم على الضربات الأخيرة من دون ضوء أخضر أميركي، قائلاً: "لا أعتقد أن نتنياهو كان ليتحرك بهذه الطريقة دون موافقة، ولو ضمنية، من إدارة ترامب". وجدّدت إسرائيل، ليل الجمعة - السبت، عدوانها على إيران بعد عدوان واسع شنّته فجر الجمعة، واستهدف مواقع نووية ومقارّ عسكرية إيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين في إيران، فيما شنت إيران، مساء الجمعة، هجوماً صاروخياً على دولة الاحتلال الإسرائيلي. وأطلقت إيران، حتى فجر اليوم السبت، ستَّ موجات صاروخية على مواقع وأهداف في إسرائيل، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صواريخ وسط تل أبيب، كما أعلن الإسعاف الإسرائيلي مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين من جراء سقوط صواريخ، عدا تضرّر عدد من المباني كثيراً في تل أبيب والمناطق المحيطة.