logo
الخطيب: فليعلم العرب والمسلمون والعالم ان ايران تتلقى العدوان نيابة عنهم

الخطيب: فليعلم العرب والمسلمون والعالم ان ايران تتلقى العدوان نيابة عنهم

المركزيةمنذ 17 ساعات

المركزية - أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة، قال فيها:
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)
"هو خطاب من الله تعالى للأمة في وجوب امتلاك عناصر القوة التي يجب أن تتمتع بها للحفاظ أولاً على نفسها وتماسكها حتى لا تتحلّل وتتفكّك فتخسر وجودها او أهدافها مهما كانت العوامل المكوّنة لها دينية او قومية، وأول هذه العناصر وأهمها وحدتها وتماسكها الداخلي، وتأتي العناصر الاخرى مكمّلة لها من البنية الاقتصادية والعسكرية وغيرها، ويلعب العنصر الثقافي خصوصاً المنبثق من مبدأ عقائدي دوراً مهماً في وحدة المجتمع وتماسكه، وبقدر ما يكون هذا العنصر متيناً وواقعياً كأن يكون ناشئاً من نظرة فلسفية دينية كما هو الاسلام بقدر ما تكون هذه الوحدة متينة وقادرة على مواجهة التحديات والتغلّب عليها خصوصاً اذا كان أصل الكيان الاجتماعي قائماً على اساس منها".
أضاف :" قال تعالى: (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) فالأمة سُمّيت باسم دينها وهو الاسلام وعبُّر عنها به ونُسبت اليه ووُجِدَت بسببه، فقيل أمة الاسلام والامة الإسلامية، فهي وإن قامت أول ما قامت ببيئة عربية ولكنها لم تقم لأسباب خاصة بهذه البيئة، ولذلك تخطت هذه البيئة لتكون رسالةً عالميةً غير محصورة بها واستطاعت أن تكون عابرة للزمان والمكان وأن تندمج فيها قوميات متعددة الثقافات وأن تنشأ لنفسها وحدة قوية متراصّة تحدّت أقوى الامبراطوريات والقوى الاقدم وجوداً وحضارةً والأقوى حضوراً على الساحة العالمية وذات التاريخ العريق ولكنها سرعان ما تقهقرت وانهزمت أمامها وتلاشى بعضها وانتهى من الوجود، بينما كانت الاقدر من الناحية المادية والاقتصادية والتجربة والخبرة والتنظيم أمام قوة ناشئة لم يكن لها شيء من الخبرة ولم تعش في حياتها تجربة الدولة في أي شأن من شؤونها، ولم يكن بيدها سوى إيمانها وعقيدتها وإخلاصها لله سبحانه الذي كان منطلقها في كل ما أنجزته من هذا البناء الذي اكتسح في بداية انطلاقته مساحة كبيرة من الامم والشعوب التي اندمجت في هذا الكيان العقائدي الجديد الذي بشَّر الله به نبيّه في بداية انطلاقة الاسلام سنة ست للهجرة بعد توقيع النبي (ص) صلح الحديبية حيث لم تكن البشرى بشرى بفتح محدود في المكان والزمان فقال تعالى: (انا فتحنا لك فتحا مبينا)".
وتابع: "ولم يكن واضحاً هذا الامر للبعض ممن كان حاضراً معترضاً على هذا الصلح عبَّر عنه بأنه اعطاء للدنية من النبي (ص) والمسلمين واعتبره توقيعاً على صك الهزيمة للكافرين، ولكن الوحدة القائمة على قوة العقيدة والتسليم للنبي (ص) حوَّل الضعف الى قوة وانتصار، ومن هنا حاول العدو ان يلعب على هذه الوحدة وان يعمل على تفكيكها من الداخل مستغلاً فئة من هذه البيئة الذين أُجبروا على التكيّف مع الواقع الجديد بعدما فقدوا رهاناتهم في القضاء على الاسلام في مهده من اصحاب المصالح، فدخلوا الاسلام ظاهراً ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم الذين اسماهم القرآن بالمنافقين، وكان لهم الدور الاكبر في بثّ الشائعات والفتن لتمزيق وحدة الامة من الداخل وبثّ عوامل الفرقة لصالح الكفار وتشويه وإسقاط الرموز والتشكيك وتعظيم شأن القوى المعادية للاسلام والتخويف للأمة من قادم الايام ومما يعدّه الكفار لهم حتى يتخلوا عن الرسالة، فكان أهم ما عملوا عليه هو تفكيك الوحدة الداخلية بتشكيك المؤمنين بدينهم لأنها العامل الاهم في تمتين الوحدة الداخلية واستخدام الحرب النفسية مستغلين بعض النكسات التي مُنِيَ بها المسلمون كما حدث في معركة أُحد حينما خالف الرماة اوامر النبي (ص) بعدم ترك مواضعهم حتى لو رأوا الجيش قد بلغ سعفات هجر وتراءى لهم انه هُزم والتي لم تكن هذه الحادثة الا لتمييز المنافقين عن الصادقين، حيث أُشيع ان النبي قد استُشهد مما اثر الخوف في قلوب ضعاف الايمان ففروا من المعركة يفكر كل منهم في البحث عن الملجأ والعودة الى صفوف الكفار".
ورأى الخطيب ان "الوحدة الداخلية هي اساسية في بقاء المجتمع، والتفرّق والتنازع اهم اسباب الفشل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)، وإنما قال واعتصموا بحبل الله لأن الايمان هو اساس قيامة الامة و وحدة كيانه، فهو عمود وحدتها بل بقائها فإن اختل هذا الركن انتهى وجودها الى الفشل والهزيمة"، وقال :"من هنا، فإن الوحدة وإن كانت قائمة على اساس غير عقائدي هو ضروري للبقاء والتحرز من الفشل والهزيمة، ولقد مارس اعداء هذه الامة في العصر الحاضر هذا الاسلوب لضرب وحدتها الداخلية بأساليب شتى، ونجحوا الى الان بتحقيق بعض اغراضهم بالايقاع بين مكوّناتها المختلفة سواءً داخل اقطارها المتعددة او بين مكوّنات كل قطر منها، وزرعوا الشقاق بينها عبر الاثارات الطائفية او العرقية وحقّقوا بذلك بعض المكاسب ما كان لهم أن يحققوها إلا بعد إيجاد هذا الخلل، ولن تنتهي اطماعهم عند هذا الحد إلا بعد القضاء على ما تبقّى فيها من روح المقاومة والنزعة الى لم شتاتها ومواجهة اعدائها والتي تُمثّل الحرب العدوانية على غزة ولبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية ابرز وقائعها وتردداتها".
وقال :"هذه الروح التي هي احدى اهم عوامل العودة للوحدة وبعثها من جديد وتشكل اليوم مركز الحرب الدائرة في المنطقة وستكون نتائجها هي العامل الذي يحسم مصير هذا الصراع لصالح الامة ان شاء الله مهما كانت التضحيات، واذا كانت الجمهورية الاسلامية تُمثّل اليوم الهدف الاساسي للغرب في الحرب التي ما زال يقودها منذ قيام الامام الخميني بثورته المباركة، فإنما لشعوره بخطورة الوضع الذي ستَضعَهُ فيه من تهديد لمصالحه ونفوذه وعدوانه على العالم وبالأخص على العالمين العربي والإسلامي".
وتابع: "لقد تعدّدت أساليب المواجهة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال العقود الماضية ولكنها بلغت اليوم أوجها بعد طوفان الاقصى والمواجهة مع قوى المقاومة في المنطقة، وأصبح واضحاً ان النفوذ الغربي أصبح يعاني من خطر محقق، وهذا ما دفعه الى خوض الحرب المباشرة معها بقيادة الولايات المتحدة الامبركية وستكون نتائجها بالغة الخطورة وهزيمة مدوية بعد أن استنفذت كل اساليب المواجهة عبر الوسائط".
ولفت الى "انّ العدوان الاثم الذي شنته الولايات المتحدة الاميركية صبيحة هذا اليوم على الجمهورية الاسلامية الايرانية لدليل على الشعور بالمأزق الخطير الذي اصبحت تعاني منه، وكان الاجدر بها ان تتعلّم من حروبها السابقة مع قوى أضعف، التي انتهت بالفشل المخزي وآخرها مع اليمن الشقيق الذي لقَّنها درسا في الهزيمة النكراء اضطرت معها الى الانسحاب تجرّ أذيال الخيبة، فكيف وهي تواجه دولة تملك من عناصر القوة ما لا يجوز مقارنته مع اليمن الشقيق".
وتابع: "واذا كان هذا الهجوم بسبب الضغوط التي تمارسها اللوبيات الصهيونية كآخر ورقة قبل التوقيع على الاتفاق النووي حتى اذا فشل نسبت الفشل الى الكيان العاجز ونسلت يدها منه دون ان تتحمل مسؤوليته وتتخلّص من الضغوط، وأنا ارجّح ذلك، فتذهب الى توقيع الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية من دون هذه الضغوط، ولكن هل من المعلوم أن تقبل ايران بعد هذا العدوان التوقيع بنفس الشروط ؟!!! .
وعلى كل حال فليعلم العرب والمسلمون والعالم ، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتلقى هذا العدوان نيابة عنهم وفي سبيل قضاياهم المحقة والعادلة وليس لقضاياها الخاصة، فالبرنامج النووي بدأ به شاه ايران المقبور عندما كان يتلقى اوامره من اميركا ومن العدو الصهيوني، ولو ان ايران بعد الثورة تخلّت عن مبادئها وشعاراتها وباعت ذلك للغرب ولما شكلت تهديداً للمصالح الغربية في المنطقة وعلى رأسها الكيان الغاصب ولو أنها ولّت ظهرها للقضية الفلسطينية لم يكن لدى الغرب مانع من انتاج القنبلة النووية، فالحرب ليس على البرنامج النووي وانما على الخيار الايراني بتبني القضية الفلسطينية ودفاعاً عن قضايا الشعوب المستضعفة".
وقال العلامة الخطيب: "لذلك، نحن نتضامن اليوم مع الشعب الايراني وقيادته الحكيمة ونعتبره عدواناً علينا وعلى العالم العربي والاسلامي وعلى الجميع اعتباره عدوانا عليها جميعا ولا يكفي ادانته كما تتصرّف الدول التي تُعنى بالشأن الفلسطيني ومن خارج العالم العربي والإسلامي.
نسأل الله تعالى أن يرد كيد اعداء الشعوب واعداء القيم الانسانية القتلة ومرتكبي الابادة للشعوب وبخاصة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ومرتكبي العدوان والقتل والدمار في لبنان وداعميهم بالسلاح والمال والاعلام وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعسى أن يكون فتحاً قريباً كفتح الحديبية إن شاء الله.
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
التحية والمجد للشهداء والنصر والغلبة للجمهورية الاسلامية ولأمتنا العربي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبنان والمنطقة ولحظة الحقيقة العارية... السلاح بلا معادلة سياسية "خردة"
لبنان والمنطقة ولحظة الحقيقة العارية... السلاح بلا معادلة سياسية "خردة"

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

لبنان والمنطقة ولحظة الحقيقة العارية... السلاح بلا معادلة سياسية "خردة"

سامر زريق - نداء الوطن يقف لبنان اليوم أمام لحظة الحقيقة على تخوم يومين من الانطلاقة المفترضة لبرنامج تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية، والذي يعد اختباراً جدياً لـ "العهد" والحكومة على السواء في تطبيق مندرجات "خطاب القسم" و"البيان الوزاري". ولحظة الحقيقة هذه تتمدد لتشمل المنطقة بأسرها عقب الضربات الإسرائيلية التي أطاحت بكبرياء الملالي قبل قياداته ومنشآته الحساسة، وأكدت من جديد أن السلاح بلا معادلة سياسية تحميه يصبح "خردة" أو "زينة". وإيران فقدت عناصر القوة السياسية التي كانت تحمي بها سلاحها، والمتأتية من إرادة دولية بتصعيدها لتصبح عدو العرب على حساب إسرائيل. ليس تفصيلاً أبداً أن تعم مشاعر الفرح الجماهير العربية بعمل إسرائيلي بما يؤكد نهاية دور "الأخطبوط" الإيراني. أما المواقف الرسمية العربية المستنكرة للضربة، فتندرج ضمن المعادلات الجيوسياسية الناشئة لحماية دولها من انتقام عصابات طهران بموازاة التمهيد لقبولها ضمن النظام الإقليمي الجديد "منزوعة الأسنان". يقول نابليون بونابرت إن الحرب هي استمرار للسياسة بأشكال أخرى، كما أن أي حرب لا يمكن قطف جني ثمارها إلا على طاولة السياسة، حيث تبين التقارير قبول آيات الله تقديم تنازلات مرة لحماية نظامهم الذي تعلو قدسيته على ظهور المهدي المنتظر، كما قال الخميني، لكنهم راحوا يراوغون في التفاصيل على جري عادتهم، أملاً في استنزاف الطاقة "الترامبية" القصيرة النفس. ما حدا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إطلاق "العصا" الإسرائيلية في اليوم الأول لانتهاء مهلة الشهرين التي منحها لطهران، لجلبها صاغرة إلى طاولة المفاوضات. عقب الضربات قال ترامب إنه "وجه تعليمات إلى الإدارة بالتفاوض بكامل طاقتها مع إيران، وأن واشنطن ملتزمة بالسعي إلى حل دبلوماسي للنزاع معها". في حين أنه قبل يومين أبدى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استعداد بلاده "لإزالة المواد النووية الزائدة وتعديلها لاحقاً لإنتاج وقود للمفاعلات"، بما يشير إلى وجود تنسيق أميركي – روسي عالي المستوى إزاء مسألة المفاوضات يجعل إيران وحيدة. هذا الواقع السياسي ينبغي أن يقرأه "حزب الله" بدقة إن كان راغباً في عدم "نحر" نفسه، وكذلك الفصائل الفلسطينية، من أجل تسريع عملية تسليم السلاح وحماية البلاد ومعها المخيمات من بطش "العصا" الإسرائيلية. والأمر نفسه ينسحب على السلطات اللبنانية للمضي قدماً وبلا استبطاء في برنامج جمع السلاح. فرغم التزام جميع الفصائل بما فيها "حماس" بتسليم السلاح، وخلال هذه السنة، إلا أن الإشكالية تكمن في عدم نضوج الآليات التنفيذية، ولا سيما في ظل اعتزام "رام الله" إجراء تغييرات واسعة قريباً على صعيد ممثليها في لبنان، الأمر الذي سينعكس على المهل الزمنية الموضوعة من قبل السلطة الفلسطينية. في المقابل تشير مصادر رسمية لـ "نداء الوطن"، أن السلطة اللبنانية توازن بين القرار الحاسم بتجنب استخدام القوة، وبين عدم السقوط في فخ "ميوعة" المهل الزمنية، من خلال توظيف كل أدوات الضغط المتاحة وشبكة الدعم الخارجية كي تنفذ الفصائل التزامها، ومن بعدها "الحزب". بكافة الأحوال، من عجائب الدهر تزامن الضربات الإسرائيلية مع ذكرى هزيمة "حرب الأيام الستة" المريرة التي لا نزال نعيش تأثيرها الجيوسياسي. تلك الحرب فجرت "فقاعة" الوهم الناصري، وقادت الواقعية المتأخرة لـ "القائد الخالد" إلى تصدير إرث صناعة الوهم الخطابي نحو لبنان عبر "اتفاق القاهرة"، قبل أن يستحوذ عليه الخميني ويطوّره عبر مزجه بالشحن الديني الراديكالي، لكنه بالنهاية يبقى "فقاعة" تنفجر بأصحابها لحظة الحقيقة العارية. فلا يغرّنكم شعارات أو عصبة حمراء صارت منصوبة غير مرة على مسجد "جامكران" أو ضجيج إعلامي، فكلها من أدوات النفاق لنظام أدمن سبك شعارات إسلامية برّاقة لإخفاء حقيقة أهدافه ومشاريعه، لتنطبق عليه الآية الكريمة "كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". لا بديل عن الواقعية السياسية المستندة إلى عناصر القوة المتاحة، ومدى البراعة في توظيفها ضمن المعادلات السياسية والجيو - استراتيجية الناشئة، "أما الزبد فيذهب جُفاءً".

لماذا دخلت البحرية الإسرائيلية حلبة الكباش مع الحوثيين؟
لماذا دخلت البحرية الإسرائيلية حلبة الكباش مع الحوثيين؟

MTV

timeمنذ 2 ساعات

  • MTV

لماذا دخلت البحرية الإسرائيلية حلبة الكباش مع الحوثيين؟

طرأ تطور لافت أخيراً على حلبة الكباش المتواصل بين إسرائيل والمتمردين الحوثيين في اليمن، تمثل في استخدام الدولة العبرية سلاح البحرية للمرة الأولى لقصف ميناء الحُديدة الذي يُعتبر أحد أهم الموانئ الحيوية في البلاد، بحكم أنه يشكل مصدراً أساسياً لإمدادات الوقود والغذاء. والميناء الخاضع لسيطرة الحوثيين المطلقة، تلقى ضربة من بوارج حربية إسرائيلية، وأرادت بذلك تل أبيب بعث رسائل نارية متعددة الأوجه إلى "أنصار الله" أنفسهم وإلى راعيتهم الرسمية إيران، التي تتمسك بقوّة بـ "الورقة الحوثية"، في أعقاب إعطاب أذرعها تباعاً في كل من لبنان وسوريا وغزة، وقبل أن تصبح الجمهورية الإسلامية نفسها هدفاً لضربات إسرائيلية قاصمة. الرسالة الأولى فحواها أن الدولة العبرية ترنو إلى تضييق الخناق أكثر على الحوثيين من خلال فرض حصار بحري خانق يعمّق الضغط الاقتصادي عليهم، ويحدّ من وتيرة عمليات نقل السلاح والأموال من "الراعي الإيراني" إلى "الوكيل الحوثي"، خصوصاً في ظل توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس المتمردين الحوثيين بمواجهة حصار بحري وجوي، إن لم يوقفوا هجماتهم على بلاده، وبذلك يكون الجيش الإسرائيلي قرن القول بالفعل وجسّد ميدانياً تهديدات رؤسائه. "خدش كبرياء" الدولة العبرية أما الرسالة الثانية، فتفيد بأن اليمن بات ساحة متقدمة بالنسبة إلى إسرائيل، خصوصاً في ظل استمرار إطلاق الصواريخ الحوثية في اتجاهها، وهذه الصواريخ، وإن كان معظمها يخفق في دخول الأجواء الإسرائيلية، إلا أنها تخلف أضراراً اقتصادية غير مباشرة يُحسب لها حساب، كما أنها "تخدش كبرياء" الدولة العبرية وقوّة ردعها التي تصدّعت بقوّة إبّان هجمات 7 تشرين الأول عام 2023. أقل كلفة وأكثر مرونة من الناحية العسكرية، يرى الخبراء العسكريون أن القصف الجوي مكلف للغاية، إذ إن المقاتلات الإسرائيلية من طراز "أف 15" و"أف 16" تحتاج إلى التزوّد بالوقود جوّاً بحكم أن المسافة الفاصلة بين إسرائيل واليمن تقارب الـ 2000 كيلومتر وتُعدّ بعيدة نسبياً، مع ما يرافق هذا التزوّد من مخاطر أمنية، حيث أن الطائرات بحسب الخبراء العسكريين، تضطر إلى تخفيف سرعتها لدى تزودها بالوقود جوّاً، وتحتاج بالتالي إلى حماية طائرات أخرى في هذه الفترة لتأمين سلامة عملية التزوّد بالوقود. لذلك، يُعتبر الخيار البحري في هذه الحال أقل كلفة وأكثر مرونة، خصوصاً وأن القدرات البحرية الإسرائيلية متنوعة وتتألف من سفن وغواصات مزودة بصواريخ بإمكانها حمل رؤوس تقليدية وغير تقليدية، وهو ما يعزز التفوق البحري بطبيعة الحال للدولة العبرية، ويسمح لها بشن عمليات بحرية دقيقة وبعيدة المدى، مستندة إلى قدرات استخباراتية تمكّنها أيضاً من توسيع بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين. ويبقى أن المنازلة العسكرية المحتدمة بين الدولة العبرية و"أنصار الله"، أكانت جوية أم بحرية، لا يمكن فصل مسارها ومصيرها عن الحرب الدائرة في قطاع غزة المنكوب ومآلاتها، كما لا يمكن مقاربتها خارج سياق المفاوضات النووية المترنّحة بين الجمهورية الإسلامية و"الشيطان الأكبر"، خصوصاً في أعقاب الضربة الإسرائيلية الأخيرة المدمرة على إيران، والتي لطالما لوّح بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر المتحمسين للخيار العسكري، الذي بات واقعاً أليماً من شأنه إنهاك واستنزاف النظام الإيراني المتداعي أصلاً.

خالد عامر يكتب: التآمر على مصر يستمر
خالد عامر يكتب: التآمر على مصر يستمر

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

خالد عامر يكتب: التآمر على مصر يستمر

التآمر على مصر يستمر، ولا خوف عليها لأن الدولة المصرية قوية من خلال قيادة وطنية وجيش قوي وجهاز مخابرات هو الأعلى كفاءة عالميًا. ومن يقرأ المشهد الآن، بل وكل المشاهد منذ فجر التاريخ، يكن على يقين بأن مصر مستهدفة، ومن فضل الله عليها أنها قادرة في النهاية على الصمود وتفويت الفرصة على كل عدو يريد بها سوءًا. وبمتابعة الوضع الآن تكتشف أن كل الأحداث العشوائية وغير المفهومة والمتباعدة هي مترابطة، منذ بداية طوفان الأقصى وحتى ما يحدث من تطورات على حدودنا الغربية بالقافلة المسمومة أو الدعم اللامحدود لميليشيات الدعم السريع على حدودنا الجنوبية، وسقوط مثلث الحدود بين مصر والسودان وليبيا تحت سيطرتها سيكون بداية مرحلة جديدة في الحرب الأهلية في السودان، هذا بجانب التحركات الأمريكية المريبة في منطقة الخليج. قافلة الصمود هي امتداد لـ 7 أكتوبر، وتهدف إلى إشعال الفتنة في مصر، وهي فرصة لنا كمصريين لكشف الأقنعة التي تحجب خبث وكراهية مصر، فكل من صمتوا عن مساندة مصر خلال الجولة الأولى من مخطط التهجير القسري، لا يتوقفون لثانية واحدة عن دعم القافلة؛ لصناعة فوضى على حدود مصر، بمساعدة جماعة إرهابية جديدة يقودها الإرهابي ياسر أبو شباب. وهنا السؤال: هل هناك توافق في التوقيت بين سقوط المثلث الحدودي وتحرك القافلة لاقتحام الحدود المصرية من ناحية معبر رفح؟، وقبل أسابيع، اشتباكات بين الحكومة الليبية والفصائل المسلحة انتهت بتصفية قائد قوات الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي… نعم، هناك توافق، فكل متابع للأحداث مدرك أبعاد المخطط الذي يظهر أنه أحداث عشوائية، لكنه في حقيقة الأمر مرتب ترتيبًا جيدًا، فالوضع خطير، وبسقوط هذا المثلث الحدودي؛ ستكون البداية تجميع الفصائل الإرهابية الأجنبية المطلوب ترحيلهم من سوريا. وقد يكون الترحيل إلى المثلث الحدودي بالسودان تمهيدًا للانضمام لميليشيا الدعم السريع أو ليبيا أو للحدود المصرية الشرقية بقطاع غزة للانضمام إلى جماعة ياسر أبو شباب الإرهابي، وأحد قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس التي بايعت تنظيم داعش في سيناء، وهذا يجرنا إلى اللاجئين السوريين في مصر، وممكن ارتباطهم بالنظام السوري الجديد، ووجود لاجئين سودانيين في مصر يمكن أن يكونوا مرتبطين بميليشيات الدعم السريع. القافلة المسمومة ليست من أجل غزة، بل ورقة لتشويه صورة مصر أمام العالم، ومنذ بدايتها لم نرَ منها دعمًا حقيقيًا، بل حملة منظمة من الاتهامات والتشويه ضد مصر ورئيسها وجيشها، طوال أكثر من 620 يومًا من القصف والدمار لم تتحركوا، ولم ترسلوا قوافل، ولم نسمع منكم إلا شعارات. القضية الفلسطينية قضية مصر، والعدو معروف، وهو من يمنع دخول المساعدات من الجانب الآخر، بعد أن سيطر فعليًا على المعابر من اتجاه غزة، وأي تعاون معه قبل الانسحاب والرجوع لاتفاقية المعابر 2005؛ سيجعل له شرعية دولية للتواجد داخل قطاع غزة، لكن البعض يريد استبدال العدو الحقيقي في الخطاب المسموم بمصر لأهداف باتت مكشوفة. وهل يُعقل أن ما يزيد عن 3 آلاف شخص من 80 دولة يتحركون برًا وجوًا بشكل عفوي على مصر من غير تنسيق ولا تمويل؟!، فلسطين لها حدود مع سوريا والأردن ولبنان، لماذا الإصرار على مصر؟، عزيزي القارئ، لو كانت النية صادقة في المساعدة؛ لما كانت القافلة عرضًا إعلاميًا. حفظ الله مصر، حفظ الله الجيش.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store