logo
"وضع المنطقة وأميركا على مسار كارثي".. "ترامب" يشن ضربات جوية على إيران ويطالبها بالتزام الصمت

"وضع المنطقة وأميركا على مسار كارثي".. "ترامب" يشن ضربات جوية على إيران ويطالبها بالتزام الصمت

صحيفة سبقمنذ 5 ساعات

ليلة أمس، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربات جوية مدمرة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية حساسة، مستخدمًا قاذفات الشبح B-2، وهذه الضربات - التي وصفتها طهران بالعدوان الوحشي - تُمثل لحظة تحول تاريخية في الشرق الأوسط، تهدف إلى سحق طموحات إيران النووية، لكن الرهان يحمل في طياته بذور حرب عالمية، خاصة مع تحذير ترامب الأخير: "سلام.. أو مأساة أكبر".
ويرى مراقبون أن ليلة الهجوم تلك قد تُسجل في التاريخ كلحظة تحول جذري، حيث يُرفع التهديد النووي عن كاهل إسرائيل، وتقلص النفوذ الإيراني، بينما تتعاظم الهيمنة الأمريكية، ولكن، إذا أخفقت هذه المقامرة الجريئة في تدمير طموحات إيران النووية بالكامل، فإن ترامب، الذي طالما اتُهم بتحدي الأعراف والقوانين، قد يكون قد وضع الولايات المتحدة والعالم على مسار كارثي، والخطر الأكبر يتمثل الآن في رد فعل إيراني عنيف ضد القوات أو المصالح أو حتى المدنيين الأمريكيين، ما قد يشعل فتيل حرب واسعة النطاق، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
وضع ترامب، بهذا الهجوم، إرثه السياسي ومستقبل الأمن العالمي على المحك، دون أي قدرة على التنبؤ بكيفية تطور الأحداث، خاصة بعد أن اصطفت واشنطن بشكل كامل خلف الهجوم الإسرائيلي المبدئي على إيران، ومن المفارقات أن الرجل الذي وصل إلى سدة الحكم متعهدًا بإنهاء الحروب، يبدو وكأنه أشعل فتيل حرب جديدة.
وجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لقادة طهران، مؤكدًا أنه إذا لم تستوعب إيران الهجوم الأمريكي على ثلاثة مواقع نووية رئيسية، ولم تلزم الصمت، فإن الأسوأ قادم لا محالة، وأضاف في خطابه من البيت الأبيض، محاطًا بنائبه جيه دي فانس ووزيري الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيغسيث: "إيران، متنمرة الشرق الأوسط، عليها الآن أن تصنع السلام. وإلا، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أشد وطأة بكثير".
وتمثل هذه الضربات الجوية استعراضًا للقوة الأمريكية الصارمة وأحادية الجانب، وتتويجًا لعقود من العلاقات المتأزمة مع طهران منذ الثورة عام 1979، ولكن، كما تشير تجارب التاريخ، فإن بدء الحروب أسهل بكثير من إنهائها، وغالبًا ما تتحطم الافتراضات التكتيكية الأمريكية حول القدرة على احتواء تداعيات عمليات "الصدمة والترويع" على صخرة الواقع المرير في الشرق الأوسط.
لقد أرسل ترامب القوات الأمريكية إلى أتون المواجهة دون الحصول على تفويض من الكونغرس، أو حتى تهيئة الرأي العام الأمريكي، متجاهلاً أهمية حشد الحلفاء، وكان قد صرح الخميس الماضي بأنه سيتخذ قرارًا بشأن إيران خلال أسبوعين، لكنه لم ينتظر طويلاً ليأمر بالضربة، ولم يقدم ترامب أي دليل ملموس للرأي العام العالمي يدعم مزاعمه بأن إيران كانت على وشك امتلاك سلاح نووي، متجاهلاً تقييمات أجهزته الاستخباراتية، التي أشارت إلى أن طهران لا تزال بعيدة عن هذا الهدف بسنوات.
"لا أحد يعلم على وجه اليقين مآلات هذا التصعيد"، هكذا علق بريت ماكغورك، المسؤول الأمريكي السابق والخبير بشؤون الشرق الأوسط، لشبكة "سي إن إن"، مضيفًا أن "أي شخص يدعي معرفته بالسيناريوهات المتوقعة، سواء كانت متفائلة أو متشائمة، فهو لا يعي ما يقول".
وتتركز الأنظار الآن على قدرة إيران ورغبتها في الرد على الأهداف الأمريكية، وورغم إعلان ترامب نجاح المهمة، يبقى الغموض سيد الموقف بشأن تدمير كامل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، ويصعب تصور أن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي تعرض لإهانة بالغة في قضية يعتبرها جوهرية لسيادة بلاده، سيلتزم الصمت.
لدى طهران خيارات متعددة، رغم تضرر ترسانتها الصاروخية ووكلائها، مثل إغلاق مضيق هرمز، أو تحريك وكلائها في العراق وسوريا لمهاجمة القوات الأمريكية، وكل هذه الخيارات تحمل في طياتها خطر جر الولايات المتحدة إلى مواجهة شاملة، وداخليًا، قد تؤدي هذه الضربات إلى اضطرابات تهدد النظام، أو قد تدفعه إلى مزيد من القمع، بينما يظل شبح حروب العراق وأفغانستان الطويلة والمكلفة حاضرًا في الأذهان، لقد قرر ترامب أن خطر القنبلة الإيرانية المحتملة يفوق كارثية تداعيات محاولة منعها، وهو ما يمثل انتصارًا كبيرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي راهن على أن ترامب سيغتنم الفرصة للقضاء على برنامج إيران النووي، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه المقامرة الخطيرة، أم ستجر المنطقة والعالم إلى المجهول؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر: مؤشرات أولية بانخفاض الدين الخارجي بملياري دولار سنوياً
مصر: مؤشرات أولية بانخفاض الدين الخارجي بملياري دولار سنوياً

الشرق الأوسط

timeمنذ 12 دقائق

  • الشرق الأوسط

مصر: مؤشرات أولية بانخفاض الدين الخارجي بملياري دولار سنوياً

أعلنت الرئاسة المصرية، الأحد، أن المؤشرات المالية الأولية تشير إلى نجاح الحكومة في جهود خفض رصيد الدين الخارجي للموازنة بمبلغ يتراوح من 1 إلى 2 مليار دولار سنوياً. وبلغ الدين الخارجي لمصر، نحو 155.204 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام المالي 2024 - 2025. وقالت الرئاسة المصرية، في بيان صحافي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض المؤشرات المالية الأولية للحكومة مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير المالية أحمد كجوك، في ضوء «التذبذب المتزايد بالأسواق الدولية وانعكاسات الأحداث الجيوسياسية، وبالأخص الحرب بين إيران وإسرائيل على تزايد حالة عدم اليقين بأهم الأسواق الدولية، خصوصاً أسعار الشحن وبعض السلع». وأفاد البيان بأن السيسي وجَّه الحكومة «باتخاذ الاحتياطات المالية والسلعية في حالة التصعيد التي تشهدها المنطقة وانعكاسات الحرب بين إيران وإسرائيل». وتخشى مصر من تفاقم الأوضاع في المنطقة التي تشهد اضطرابات منذ فترة طويلة، ما يترتب عليه صعوبة في استقرار سلاسل الإمدادات وأسعار الشحن والسلع. وتناول الاجتماع كذلك استعراضاً للأداء المالي الفعلي للفترة من يوليو (تموز) 2024 وحتى مايو (أيار) الماضي، بما يشمل «تحقيق فائض أولي كبير وقوي وخفض نسبة العجز الكلي، وتحقيق معدلات نمو قوية ومتسارعة للإيرادات الضريبية بلغت 36 في المائة، بسبب تحسن النشاط الاقتصادي، وتوسيع القاعدة الضريبية دون فرض أعباء مالية جديدة، واستمرار جهود ترشيد المصروفات». حسبما ذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي. وقال المتحدث الرسمي إن الرئيس وجه خلال الاجتماع بالاستفادة من جميع التجارب الدولية المُتميزة في ترسيخ استقرار السياسات المالية والضريبية لتحسين مناخ الأعمال، وتوسيع القاعدة الضريبية، وجذب مزيد من الاستثمارات، وزيادة الإنتاج والتصدير، وزيادة فرص التشغيل. كما وجَّه «بمواصلة الجهود المُكثفة الرامية لتعزيز الانضباط المالي من خلال الإجراءات الحكومية، بما يُسهم في تطوير أداء الاقتصاد المصري، ويدعم جهود التنمية الوطنية، مع استمرار تعزيز المُخصصات المُوجهة لصالح الحماية الاجتماعية والتنمية البشرية وبرامج مُساندة الفئات ذات الأولوية».

"أحمد العربي" رئيس بلدية محايل إلى المرتبة الثالثة عشرة
"أحمد العربي" رئيس بلدية محايل إلى المرتبة الثالثة عشرة

صحيفة سبق

timeمنذ 19 دقائق

  • صحيفة سبق

"أحمد العربي" رئيس بلدية محايل إلى المرتبة الثالثة عشرة

تم النشر في: أصدر أمين منطقة عسير المهندس عبدالله الجالي قراراً يقضي بترقية المهندس أحمد بن عامر العربي رئيس بلدية محايل إلى المرتبة الثالثة عشرة. يذكر أن العربي من القدرات المتميزة وعمل بعدد من البلديات قبل أن يستقر به المقام بمحايل عسير . "سبق" تهنئ "العربي" وتتمنى له دوام التوفيق والتميز وعقبال أعلى الرتب والمراتب.

"الرد الإيراني المنتظر" يثير مخاوف أميركية بشأن "تورط عسكري" طويل الأمد
"الرد الإيراني المنتظر" يثير مخاوف أميركية بشأن "تورط عسكري" طويل الأمد

الشرق السعودية

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق السعودية

"الرد الإيراني المنتظر" يثير مخاوف أميركية بشأن "تورط عسكري" طويل الأمد

ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب منتصراً خلال خطابه من المكتب البيضاوي، الأحد، لكن الأجواء داخل الإدارة كانت "أقل تفاؤلاً"، في ظل استعداد المسؤولين لاحتمال شن إيران هجوماً مضاداً، وفق مجلة "بوليتيكو". وقالت "بوليتيكو"، الأحد، إن قرار إرسال قاذفات B-2 الأميركية لضرب إيران، وهو أبرز عمل عسكري في عهد ترمب، يهدد بجر الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط، من النوع الذي لطالما تعهد ترمب ونائبه جي دي فانس بتجنبه. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، تحدث للمجلة، بشرط عدم كشف هويته، لمناقشة المداولات الداخلية: "لا نعرف إلى أي مدى سيقودنا هذا إلى تورط طويل الأمد". وأضاف: "الرسالة الآن هي أننا نريد التخلص من القدرة النووية والتركيز على المفاوضات". ووفق مسؤول رفيع في البيت الأبيض، أصبح ترمب خلال الأيام الأخيرة على قناعة متزايدة بامتلاكه "فرصة نادرة" للقضاء على قدرات إيران النووية، دون تعريض القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط إلى خطر كبير. وبحسب مسؤول ثانٍ في الإدارة الأميركية وشخص مقرب من البيت الأبيض، كانت خطط الهجوم، الذي وصفه ترمب بـ"الناجح للغاية" فور تنفيذه، قيد الإعداد بالفعل عندما أعلن الرئيس أنه سيحسم قراره "في غضون أسبوعين" بشأن الانضمام إلى جهود إسرائيل في تدمير منشآت إيران النووية. ضربات محدودة لكن، ورغم أن الرئيس الأميركي أعرب عن أمله في التهدئة، كان يدرس في الوقت نفسه خيارات عسكرية، وفقاً للمسؤول الأول في إدارة ترمب. وأضاف المسؤول نفسه: "لقد اطلع (ترمب) على حزم مختلفة من الضربات، واختار واحدة محدودة ومُصممة خصيصاً". وكان المسؤول الرفيع في البيت الأبيض، قد ألمح في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى أن تنفيذ "ضربة دقيقة للغاية" لا تشمل إرسال قوات برية ولا تعرض حياة الأميركيين للخطر، "لا يُعد انتهاكاً لتعهد الرئيس بتجنب الحروب الطويلة والمكلفة التي عانت منها إدارات سابقة"، مضيفاً أن "هذا النوع من التدخلات هو تحديداً ما يرفضه معظم الأميركيين". وفي خطاب مقتضب، السبت، بدا أن ترمب يشير إلى أن الضربات الأميركية على إيران قد انتهت في الوقت الحالي. ووجه الشكر للقوات الأميركية التي نفذت الهجمات، مؤكداً أنه "يأمل بألا تكون هناك حاجة لخدماتهم بعد الآن". وفي الوقت نفسه، دعا ترمب طهران إلى إحلال السلام، محذراً من أن البديل سيكون "مأساة أعظم بكثير"، مما شهدته البلاد خلال الأيام الثمانية الماضية، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل إيران. في انتظار رد إيران وترى "بوليتيكو" أن الوضع الراهن يعتمد إلى حد كبير على كيفية رد إيران على الهجوم. وأوضحت أن أكثر من 40 ألف جندي أميركي وموظف في وزارة الدفاع يتواجدون في منطقة الشرق الأوسط، وقد يكونون أهدافاً محتملة إذا قررت طهران الرد. وقالت المجلة، إن الإدارة الأميركية "لديها قناعة متزايدة بأن إيران وشبكتها من الوكلاء في المنطقة أُضعفت بفعل الضربات العسكرية التي شنتها إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، ما سيحد من قدرة طهران على الرد وإشعال حرب أوسع نطاقاً". ويرى مسؤول أميركي، أنه "من بين الاحتمالات الواقعية، أن تستسلم إيران بعد الضربات الأميركية"، أو أن تختار "رداً محدوداً" يتيح المجال لمسار دبلوماسي قصير الأجل. وقال المسؤول: "هذا بالفعل وضع غير مسبوق بالنسبة لإيران"، مضيفاً: "فالنظام كان يسعى منذ نشأته إلى منع أي هجوم أميركي". ومع ذلك، لا تزال حالة من القلق تسود أوساط ترمب. إذ قال شخص مطلع على النقاشات داخل الإدارة الأميركية: "هناك الكثير من المخاطر المتعلقة بالتصعيد". وأضاف أنه إذا أسفر الرد الإيراني عن وقوع عدد كبير من الضحايا الأميركيين، فسيكون هناك ضغط متزايد على الولايات المتحدة للتدخل بشكل أوسع. وأضاف الشخص نفسه، أن وزير الدفاع، بيت هيجسيث "سيواجه ضغوطاً لإثبات أن الضربات كانت ناجحة كما زعم ترمب"، مشيراً إلى أن البنتاجون قدر هذا العام أن تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، يتطلب شن ضربات مكثفة لمدة 30 يوماً، نظراً لعمقها تحت الأرض وتوزيعها الجغرافي الواسع. تنسيق سياسي وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، إن الإدارة أبلغت قيادات الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مسبقاً بشأن الضربات على إيران. لكن الديمقراطيين، بمن فيهم كبار الأعضاء في لجنتي الاستخبارات بمجلسي النواب والشيوخ، نفوا ذلك، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي إحاطة قبل تنفيذ الضربات. وكتب النائب جيم هايمز، كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، عبر منصة "إكس": "وفقاً للدستور الذي أقسمنا جميعاً على الدفاع عنه، كان من المفترض أن أُبلغ بهذا الأمر قبل سقوط القنابل". وقبل الإعلان بوقت قصير، تلقى زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إشعاراً روتينياً دون أي تفاصيل، وفق "بوليتيكو". وقال دبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا، إن الإدارة الأميركية أبلغت حلفاءها في حلف الناتو (بريطانيا وفرنسا)، بخطط الضربات. ورغم أن قرار ترمب بضرب المواقع النووية الإيرانية، اتُخذ خلال الأسبوع الماضي، فإن ثمة خطاً ثابتاً في نهجه السياسي الخارجي على مدى سنوات يتمثل في إصراره على عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي. وقال ترمب في كلمته، عقب الهجمات: "قررت منذ وقت طويل أنني لن أسمح بحدوث ذلك. هذا لن يستمر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store