
استعادة البصر بالأجسام المضادة والخلايا الجذعية.. تطور طبي لافت
كشفت دراسة علمية حديثة عن نجاح أولي لدواء جديد قادر على استعادة البصر لفاقديه، من خلال ترميم الخلايا العصبية في شبكية العين.
وأظهرت النتائج المنشورة في موقع «ساينس أليرت» المتخصص أن فريقاً بحثياً كورياً جنوبياً تمكن من تطوير علاج يعتمد على أجسام مضادة تحفز تجديد الخلايا العصبية في العين.
وأوضح الباحثون أن العلاج الجديد يعمل على حجب بروتين «Prox1» الذي يمنع تجدد الخلايا العصبية في شبكية العين لدى الثدييات.
وعلى الرغم من الدور الطبيعي لهذا البروتين في تنظيم الخلايا، فإنه يتسرب إلى خلايا «مولر الدبقية» المسؤولة عن الشفاء الذاتي في العين بعد حدوث الضرر، ما يعيق قدرتها على التجدد.
وأشارت الدراسة إلى أن التجارب المخبرية على الفئران أظهرت نتائج إيجابية، حيث تمكن الباحثون من عكس هذه العملية واستعادة بعض الوظائف البصرية. ومع ذلك، حذر الفريق البحثي من أن العلاج لم يختبر بعد على البشر، ويتطلب المزيد من التطوير قبل الانتقال إلى المرحلة السريرية التي يتوقع أن تبدأ بحلول عام 2028.
ويأتي هذا الاكتشاف ضمن جهود علمية متوازية تبحث في سبل إصلاح تلف العين، بما في ذلك استخدام الليزر لتنشيط خلايا الشبكية أو زرع الخلايا الجذعية. ويقدم البحث أملاً جديداً للمصابين بأمراض الشبكية الذين يعانون صعوبة في استعادة بصرهم بسبب عدم قدرة خلايا العين على التجدد في الثدييات.
وفي وقت سابق، كشفت دراسة حديثة عن إمكانات واعدة لعلاج أمراض العيون باستخدام جسيمات الذهب النانوية، حيث تفتح باب أمل لعلاج أمراض مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، واستعادة الرؤية المتضررة.
أسباب ضمور العصب البصري
ينشأ العصب البصري من الشبكية ويوصل الإشارات المرئية من شبكية العين إلى القشرة الدماغية. يصبح العصب البصري التالف غير قادر على توصيل الإشارات إلى الدماغ.
أمراض العصب البصري، بما في ذلك الاعتلال العصبي البصري
(ضمور العصب البصري) هي أمراض مزمنة وتنكسية للمحلل البصري تؤدي في النهاية إلى فقدان البصر. معظم أمراض العصب البصري ناتجة عن استماتة (الموت المبرمج) الخلايا العصبية في شبكية العين أو غيرها من الهياكل العصبية القريبة.
مثل هذه الأمراض لها آليات مرضية فسيولوجية معقدة لحدوثها. ويمكن أن تكون أسباب حدوثها مختلفة:
أمراض العيون - الجلوكوما (زيادة الضغط داخل العين)، وقصر النظر، والتهاب الشبكية الصباغي، والتهابات العين، والعمليات المرضية، وصدمة الشبكية، والتهاب العصب البصري (التهاب العصب) وأمراض العين الأخرى.
الإصابات - إصابات الدماغ الرضحية، وإصابات هياكل العين.
الأورام في تجويف العين - الورم السحائي، والساركوما العظمية، والورم الدبقي في العصب البصري، والأورام الخبيثة في حجاج العين.
أمراض الجهاز العصبي المركزي - التهاب العنكبوتية (التهاب أغشية الدماغ)، وسرطان الدماغ، وأورام الغدة النخامية، والتصلب المتعدد، وخراجات الدماغ، والتهاب السحايا.
أمراض الأوعية الدموية - تمدد الأوعية الدموية، والتغيرات التصلبية العصيدية في العصب البصري، وانسداد الشريان المركزي بالخثرة، وارتفاع الضغط داخل الجمجمة بسبب ارتفاع ضغط الدم الشرياني، واعتلالات الشبكية من مسببات مختلفة.
الاضطرابات الوراثية - هي طفرات معينة في الحمض النووي DNA والتي قد تكون مكتسبة أو خلقية.
تسمم الجسم - التسمم بسبب تناول بدائل المشروبات الكحولية (الكحول الميثيلي)، والعقاقير المخدرة، والنيكوتين، والتعرض للمواد الكيميائية الخطِرة.
العدوى - الأمراض الفيروسية، أو البكتيرية، أو الفطرية، بما في ذلك الإنفلونزا.
ضمور العصب البصري (ONA) يتميز بضعف تدفق الدم في أصغر الشعيرات الدموية، وانخفاض في الحجم، وموت الألياف العصبية. اضطراب تدفق الدم في الأوعية التي تغذي الهياكل العصبية يؤدي إلى نقص التأكسج (نقص الأوكسجين) وتغيرات أيضية سلبية داخل الخلايا. في المقابل، تصل المعلومات التي تستقبلها الشبكية إلى الدماغ في صورة مشوهة. تحدث عملية تطور الضمور تدريجياً. في 21٪ من الحالات، يسبب هذا المرض عمى لا رجعة فيه وفي 68٪ من الحالات يؤدي إلى الإعاقة.
العلاج بالخلايا الجذعية
العلاج الخلوي مجال واعد حديث وسريع التطور في الطب. فهو يسمح للأطباء بتحقيق نتائج جيدة في علاج أمراض مختلفة في الجهاز العصبي. تتحقق النتائج الرئيسية للعلاج الخلوي عن طريق استبدال العصبونات (الخلايا العصبية) الميتة، وتحسين اغتذاء الأنسجة، وتشكيل نهايات عصبية وأوعية دموية جديدة، وتحسين وظيفة الجهاز المناعي.
العلاج الخلوي يتضمن العلاج بالخلايا الجذعية. ويساعد على تكوين أوعية دموية جديدة، زيادة الدورة الدموية في أوعية العصب البصري والشبكية، تحسين إمدادات الألياف العصبية، القدرة على إصلاح أنسجة هياكل المُحلل البصري، إفراز مُركبات نشطة بيولوجياً، وبالتالي منع التندُب، زيادة وتقوية المناعة وقمع النشاط غير المرغوب فيه للجهاز المناعي في البؤرة المرضية، استئناف التمثيل الغذائي الطبيعي للأنسجة.
وتتم دراسة العلاج بالخلايا الجذعية على نطاق واسع كعلاج لأمراض العيون التنكسية، فهو يهدف إلى استبدال الخلايا العصبية الميتة واستعادة الدوائر العصبية. وقد أثبتت إحدى التجارب السريرية في سويسرا الفعالية العالية للخلايا الجذعية في علاج تلف الأعصاب. كما أُجريت تجارب سريرية في مراكز طبية رائدة في ألمانيا، وسويسرا، وبلجيكا.
لوحظ تأثير علاجي جيد في 70-90٪ من الحالات في ألمانيا في شكل تحسُّن في الوظائف الحركية والحسية. وقد أظهر العلاج الخلوي أفضل النتائج في آفات أعصاب الدماغ، والأمراض التنكسية، والتهابات الجهاز العصبي، والأمراض ذات طبيعة نقص التأكسج.
وأظهرت البيانات الحديثة أن العوامل التغذوية للخلايا الجذعية تحمي الخلايا العصبية التالفة من الموت وتحفز تكوين اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية. علاوة على ذلك، يعمل العلاج الخلوي على إبطاء المزيد من فقدان الرؤية لدى المرضى في المرحلة المتقدمة. يساعد العلاج بالخلايا الجذعية، بالاشتراك مع العلاجات المتخصصة، على إدارة الأعراض الرئيسية لضمور العصب البصري (فقدان الرؤية المركزية، والطرفية، واللونية) ويُعزز تجديد الأنسجة.
أنواع الخلايا الجذعية
هناك ثلاث مجموعات من الخلايا الجذعية، والتي تختلف حسب موقعها في الجسم ونشاطها (القدرة على التطور في سلالات خلوية مختلفة). يُجري طب العيون أبحاثاً على كل هذه المجموعات.
الخلايا الجذعية المضغية (ESCs) هي خلايا توجد في الكتلة الخلوية الداخلية للجنين في مرحلة مبكرة من نموه. ESCs متعددة القدرات، ما يعني أنها يمكن أن تصبح أي خلايا أثناء التطور. لا تنتج هذه الخلايا مستضدات محددة، ويمكن أن يكون هذا سبباً شائعاً لعدم التوافق بين أنسجة المتبرع والمتلقي أثناء عملية الزرع. يمكن أن تكون الخلايا الجذعية المضغية (ESCs) فعالة في علاج الأمراض التنكسية في شبكية العين، وأمراض ظهارة الشبكية المصطبغة، والاعتلالات العصبية البصرية. في العديد من البلدان، تُحظر أبحاث ESC على المستوى التشريعي، لأن استخراجها من الجنين يُقاطع مواصلة نموه.
لسنوات عديدة، اعتقد العلماء أنه من الممكن الحصول على هياكل متخصصة فقط من الخلايا الجذعية، لكن كما اتضح، يمكن أيضاً إعادة برمجة الخلايا الناضجة المستخرجة من جسم الشخص البالغ.
مصادر الخلايا
نخاع العظم هو المصدر الأول للخلايا الجذعية الوسيطية، يليه دم الحبل السري والأنسجة الدهنية. يعد نخاع العظم أفضل مصدر للخلايا الجذعية الوسيطية MSC، لكن في بعض الحالات يكون له موانع مثل معدل النمو المحدود، وعُمر المتبرع، وبعض المخاطر الوراثية لأخذ عينات الأنسجة.
فيما يتعلق باستخراج الخلايا الجذعية الوسيطية MSCs من دم الحبل السري، فإن الأمر يتطلب بروتوكولاً خاصاً، وليس من الممكن دائماً اتباعه. كما أنه ليس من الممكن دائماً العثور على مصدر لدم الحبل السري. الخلايا الوسيطة المستخرجة من الأنسجة الدهنية لها بنية ونمط ظاهري مماثل لخلايا نخاع العظم. تتكاثر هذه الخلايا بشكل أفضل ويسهل الحصول عليها من خلال إجراءات شفط الدهون.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
النساء الأكثر استفادة صحياً من ممارسة الرياضة
أظهرت دراسة أمريكية، أن النساء قد يحققن فوائد صحية أكبر من التمارين الرياضية مقارنة بالرجال، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأمراض القلبية. وشملت الدراسة بيانات أكثر من 412 ألف بالغ أمريكي تتراوح أعمارهم بين 27 و61 عاماً، شكلت النساء نحو 55 بالمئة من المشاركين. وقالت الدكتورة مارثا غولاتي، إحدى المشاركات في قيادة الدراسة، ومديرة قسم الوقاية القلبية في معهد سميدت لأمراض القلب: «ما يميز هذه الدراسة هو اكتشاف أن النساء يحصلن على فائدة أكبر في كل دقيقة يقضينها في ممارسة نشاط بدني معتدل إلى قوي، مقارنة بالرجال. نأمل أن يحفز هذا الاكتشاف النساء على تبني نمط حياة أكثر نشاطاً». وسجلت النساء اللواتي مارسن الرياضة بانتظام (150 دقيقة أسبوعياً على الأقل) انخفاضاً في خطر الوفاة لأي سبب بنسبة تصل إلى 24 بالمئة، مقارنة بـ15 بالمئة فقط لدى الرجال في نفس الظروف. وبينما تطلب الأمر 300 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني المعتدل إلى القوي لتحقيق انخفاض بنسبة 18 بالمئة في معدل الوفيات لدى الرجال، حققت النساء نفس الفائدة بممارسة 140 دقيقة فقط أسبوعياً.


الإمارات اليوم
منذ 3 أيام
- الإمارات اليوم
20 دقيقة تُحدث فرقاً... لماذا يجب على الآباء قضاء وقت ممتع مع أطفالهم يومياً؟
غالباً ما ينشغل الآباء والأمهات بسعيهم وراء أهدافهم وطموحاتهم، وتوفير حياة مريحة ومستقرة مادياً لأطفالهم. لكن ما يريده الأطفال أكثر من أي شيء آخر هو قضاء الوقت مع والديهم وتوطيد علاقتهم كعائلة. لنموهم وتنشئتهم، يجب على الآباء تهيئة بيئة منزلية خالية من الصراعات، حيث يمكن للأطفال الضحك بصوت عالٍ، والاهتمام بالدراسة، وتحقيق أهدافهم التنموية، مع الحفاظ على لياقتهم البدنية والعقلية. أهمية النمو الشامل على مدى العقود القليلة الماضية، بدأت نسبة كبيرة من العائلات في تعزيز النمو الشامل للأطفال. ووفقاً لمونو لال شارما، الأستاذ في معهد ماناف راشنا الدولي للأبحاث والدراسات في الهند، فإن النمو الشامل «يعني نموهم المعرفي، والبدني والحركي، ونموهم الاجتماعي والعاطفي، ونموهم في القراءة والكتابة والحساب، ونموهم الروحي والأخلاقي، ونموهم الفني... حيث تحتاج الأسرة إلى توفير بيئة محفزة ووقت جيد للأطفال». وتابع: «وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار، تشكل العلاقة بين الوالدين والطفل الأساس للتنمية الاجتماعية والعاطفية، والارتباط، والتعلم عن الحياة والرضا، والرفاهية العامة». أشار الخبير إلى أن العديد من الباحثين في علم الأعصاب والنفس أكدوا أن التجارب المبكرة تُرسي أسس الأداء المعرفي والتنفيذي وتنظيم المشاعر لاحقاً. وينصح قائلاً: «هذا ممكن فقط إذا كان لدى الأطفال تعلق آمن وصحي بوالديهم. ولبناء تعلق آمن وعلاقات صحية مع الأطفال، يحتاج الآباء إلى قضاء وقت ممتع معهم». كيف نُعرّف الوقت المُفيد؟ وفقاً لشارما، فإن الوقت المُفيد هو علمٌ يُعنى برعاية وتشجيع النمو الشامل لدى الأطفال، وتشكيل بنيتهم المعرفية لتحقيق نتائج تعليمية أفضل، وبناء المرونة والفضول والرضا عن الحياة. وقال: «يحدث ذلك عندما يُخصص الآباء أو مُقدمو الرعاية وقتاً للمشاركة في أنشطة تُحبها الأطفال». وهناك نوعان مختلفان من قضاء وقت ممتع: - مشاركة الوالدين، بما في ذلك قراءة الكتب، وغناء الأغاني، وتمثيل الأدوار، ولعب الدمى، واللعب الموجَّه، وأنشطة مفاهيم اللغة والحساب. - مشاركة الوالدين في الأنشطة اليومية، بما في ذلك تحضير الغداء أو العشاء معاً، واصطحاب الأطفال للعب في الخارج، ومساعدتهم في أداء مهامهم اليومية، ومشاهدة التلفزيون/ الأفلام معاً... إلخ. اقضِ 20 دقيقة على الأقل يومياً يقترح الخبير قضاء 20 دقيقة على الأقل مع الأطفال يومياً بشكل ممتع، والتي تحدث فرقاً، وإشراكهم في أنشطة لا تتضمن استخدام التلفزيون أو الهاتف المحمول أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الحاسوب أو الجهاز اللوحي. وأوضح شارما: «إن قضاء وقت ممتع مع الأطفال له تأثير كبير على صحتهم النفسية والاجتماعية، ويساعدهم على تعلم القيم والتقاليد والمهارات والسلوكيات الإيجابية. يؤثر الوقت العائلي الجيد على صحة الأطفال ورفاههم بشكل مختلف باختلاف الفئات العمرية ومراحل النمو». وأضاف: «ففي سن مبكرة، وخاصةً في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة، يساعد الوقت العائلي الجيد الأطفال على تطوير مهارات التواصل واللغة. وفي مرحلة المراهقة المبكرة والمتأخرة، يساعد الوقت العائلي الجيد الأطفال على تطوير العمليات العقلية العليا، والقدرة على حل المشكلات، والشعور بالانتماء، والتعرف على البيئة الاجتماعية وغيرها من الأمور التي تساهم في نجاحهم الأكاديمي». أمور مهمة يجب على الآباء معرفتها: - للوقت العائلي الجيد فوائد صحية فسيولوجية ونفسية كبيرة. - بالنسبة للمراهقين والبالغين في بداية حياتهم، يقلل الوقت العائلي من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر والسلوكيات الإشكالية، وما إلى ذلك. - يُشعر الوقت العائلي الجيد الأطفال بالحب والتقدير، ويمنحهم شعوراً بالهدف، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم. - يمكن للآباء إشراك أطفالهم في أنشطة مختلفة في المنزل أو خارجه، بطريقة صحية. - يمكن للأهل تهيئة بيئة إيجابية ومحفزة في المنزل، والمشاركة معاً في أنشطة تُعزز السلوكيات ونتائج التعلم.


صحيفة الخليج
منذ 6 أيام
- صحيفة الخليج
استعادة البصر بالأجسام المضادة والخلايا الجذعية.. تطور طبي لافت
كشفت دراسة علمية حديثة عن نجاح أولي لدواء جديد قادر على استعادة البصر لفاقديه، من خلال ترميم الخلايا العصبية في شبكية العين. وأظهرت النتائج المنشورة في موقع «ساينس أليرت» المتخصص أن فريقاً بحثياً كورياً جنوبياً تمكن من تطوير علاج يعتمد على أجسام مضادة تحفز تجديد الخلايا العصبية في العين. وأوضح الباحثون أن العلاج الجديد يعمل على حجب بروتين «Prox1» الذي يمنع تجدد الخلايا العصبية في شبكية العين لدى الثدييات. وعلى الرغم من الدور الطبيعي لهذا البروتين في تنظيم الخلايا، فإنه يتسرب إلى خلايا «مولر الدبقية» المسؤولة عن الشفاء الذاتي في العين بعد حدوث الضرر، ما يعيق قدرتها على التجدد. وأشارت الدراسة إلى أن التجارب المخبرية على الفئران أظهرت نتائج إيجابية، حيث تمكن الباحثون من عكس هذه العملية واستعادة بعض الوظائف البصرية. ومع ذلك، حذر الفريق البحثي من أن العلاج لم يختبر بعد على البشر، ويتطلب المزيد من التطوير قبل الانتقال إلى المرحلة السريرية التي يتوقع أن تبدأ بحلول عام 2028. ويأتي هذا الاكتشاف ضمن جهود علمية متوازية تبحث في سبل إصلاح تلف العين، بما في ذلك استخدام الليزر لتنشيط خلايا الشبكية أو زرع الخلايا الجذعية. ويقدم البحث أملاً جديداً للمصابين بأمراض الشبكية الذين يعانون صعوبة في استعادة بصرهم بسبب عدم قدرة خلايا العين على التجدد في الثدييات. وفي وقت سابق، كشفت دراسة حديثة عن إمكانات واعدة لعلاج أمراض العيون باستخدام جسيمات الذهب النانوية، حيث تفتح باب أمل لعلاج أمراض مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، واستعادة الرؤية المتضررة. أسباب ضمور العصب البصري ينشأ العصب البصري من الشبكية ويوصل الإشارات المرئية من شبكية العين إلى القشرة الدماغية. يصبح العصب البصري التالف غير قادر على توصيل الإشارات إلى الدماغ. أمراض العصب البصري، بما في ذلك الاعتلال العصبي البصري (ضمور العصب البصري) هي أمراض مزمنة وتنكسية للمحلل البصري تؤدي في النهاية إلى فقدان البصر. معظم أمراض العصب البصري ناتجة عن استماتة (الموت المبرمج) الخلايا العصبية في شبكية العين أو غيرها من الهياكل العصبية القريبة. مثل هذه الأمراض لها آليات مرضية فسيولوجية معقدة لحدوثها. ويمكن أن تكون أسباب حدوثها مختلفة: أمراض العيون - الجلوكوما (زيادة الضغط داخل العين)، وقصر النظر، والتهاب الشبكية الصباغي، والتهابات العين، والعمليات المرضية، وصدمة الشبكية، والتهاب العصب البصري (التهاب العصب) وأمراض العين الأخرى. الإصابات - إصابات الدماغ الرضحية، وإصابات هياكل العين. الأورام في تجويف العين - الورم السحائي، والساركوما العظمية، والورم الدبقي في العصب البصري، والأورام الخبيثة في حجاج العين. أمراض الجهاز العصبي المركزي - التهاب العنكبوتية (التهاب أغشية الدماغ)، وسرطان الدماغ، وأورام الغدة النخامية، والتصلب المتعدد، وخراجات الدماغ، والتهاب السحايا. أمراض الأوعية الدموية - تمدد الأوعية الدموية، والتغيرات التصلبية العصيدية في العصب البصري، وانسداد الشريان المركزي بالخثرة، وارتفاع الضغط داخل الجمجمة بسبب ارتفاع ضغط الدم الشرياني، واعتلالات الشبكية من مسببات مختلفة. الاضطرابات الوراثية - هي طفرات معينة في الحمض النووي DNA والتي قد تكون مكتسبة أو خلقية. تسمم الجسم - التسمم بسبب تناول بدائل المشروبات الكحولية (الكحول الميثيلي)، والعقاقير المخدرة، والنيكوتين، والتعرض للمواد الكيميائية الخطِرة. العدوى - الأمراض الفيروسية، أو البكتيرية، أو الفطرية، بما في ذلك الإنفلونزا. ضمور العصب البصري (ONA) يتميز بضعف تدفق الدم في أصغر الشعيرات الدموية، وانخفاض في الحجم، وموت الألياف العصبية. اضطراب تدفق الدم في الأوعية التي تغذي الهياكل العصبية يؤدي إلى نقص التأكسج (نقص الأوكسجين) وتغيرات أيضية سلبية داخل الخلايا. في المقابل، تصل المعلومات التي تستقبلها الشبكية إلى الدماغ في صورة مشوهة. تحدث عملية تطور الضمور تدريجياً. في 21٪ من الحالات، يسبب هذا المرض عمى لا رجعة فيه وفي 68٪ من الحالات يؤدي إلى الإعاقة. العلاج بالخلايا الجذعية العلاج الخلوي مجال واعد حديث وسريع التطور في الطب. فهو يسمح للأطباء بتحقيق نتائج جيدة في علاج أمراض مختلفة في الجهاز العصبي. تتحقق النتائج الرئيسية للعلاج الخلوي عن طريق استبدال العصبونات (الخلايا العصبية) الميتة، وتحسين اغتذاء الأنسجة، وتشكيل نهايات عصبية وأوعية دموية جديدة، وتحسين وظيفة الجهاز المناعي. العلاج الخلوي يتضمن العلاج بالخلايا الجذعية. ويساعد على تكوين أوعية دموية جديدة، زيادة الدورة الدموية في أوعية العصب البصري والشبكية، تحسين إمدادات الألياف العصبية، القدرة على إصلاح أنسجة هياكل المُحلل البصري، إفراز مُركبات نشطة بيولوجياً، وبالتالي منع التندُب، زيادة وتقوية المناعة وقمع النشاط غير المرغوب فيه للجهاز المناعي في البؤرة المرضية، استئناف التمثيل الغذائي الطبيعي للأنسجة. وتتم دراسة العلاج بالخلايا الجذعية على نطاق واسع كعلاج لأمراض العيون التنكسية، فهو يهدف إلى استبدال الخلايا العصبية الميتة واستعادة الدوائر العصبية. وقد أثبتت إحدى التجارب السريرية في سويسرا الفعالية العالية للخلايا الجذعية في علاج تلف الأعصاب. كما أُجريت تجارب سريرية في مراكز طبية رائدة في ألمانيا، وسويسرا، وبلجيكا. لوحظ تأثير علاجي جيد في 70-90٪ من الحالات في ألمانيا في شكل تحسُّن في الوظائف الحركية والحسية. وقد أظهر العلاج الخلوي أفضل النتائج في آفات أعصاب الدماغ، والأمراض التنكسية، والتهابات الجهاز العصبي، والأمراض ذات طبيعة نقص التأكسج. وأظهرت البيانات الحديثة أن العوامل التغذوية للخلايا الجذعية تحمي الخلايا العصبية التالفة من الموت وتحفز تكوين اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية. علاوة على ذلك، يعمل العلاج الخلوي على إبطاء المزيد من فقدان الرؤية لدى المرضى في المرحلة المتقدمة. يساعد العلاج بالخلايا الجذعية، بالاشتراك مع العلاجات المتخصصة، على إدارة الأعراض الرئيسية لضمور العصب البصري (فقدان الرؤية المركزية، والطرفية، واللونية) ويُعزز تجديد الأنسجة. أنواع الخلايا الجذعية هناك ثلاث مجموعات من الخلايا الجذعية، والتي تختلف حسب موقعها في الجسم ونشاطها (القدرة على التطور في سلالات خلوية مختلفة). يُجري طب العيون أبحاثاً على كل هذه المجموعات. الخلايا الجذعية المضغية (ESCs) هي خلايا توجد في الكتلة الخلوية الداخلية للجنين في مرحلة مبكرة من نموه. ESCs متعددة القدرات، ما يعني أنها يمكن أن تصبح أي خلايا أثناء التطور. لا تنتج هذه الخلايا مستضدات محددة، ويمكن أن يكون هذا سبباً شائعاً لعدم التوافق بين أنسجة المتبرع والمتلقي أثناء عملية الزرع. يمكن أن تكون الخلايا الجذعية المضغية (ESCs) فعالة في علاج الأمراض التنكسية في شبكية العين، وأمراض ظهارة الشبكية المصطبغة، والاعتلالات العصبية البصرية. في العديد من البلدان، تُحظر أبحاث ESC على المستوى التشريعي، لأن استخراجها من الجنين يُقاطع مواصلة نموه. لسنوات عديدة، اعتقد العلماء أنه من الممكن الحصول على هياكل متخصصة فقط من الخلايا الجذعية، لكن كما اتضح، يمكن أيضاً إعادة برمجة الخلايا الناضجة المستخرجة من جسم الشخص البالغ. مصادر الخلايا نخاع العظم هو المصدر الأول للخلايا الجذعية الوسيطية، يليه دم الحبل السري والأنسجة الدهنية. يعد نخاع العظم أفضل مصدر للخلايا الجذعية الوسيطية MSC، لكن في بعض الحالات يكون له موانع مثل معدل النمو المحدود، وعُمر المتبرع، وبعض المخاطر الوراثية لأخذ عينات الأنسجة. فيما يتعلق باستخراج الخلايا الجذعية الوسيطية MSCs من دم الحبل السري، فإن الأمر يتطلب بروتوكولاً خاصاً، وليس من الممكن دائماً اتباعه. كما أنه ليس من الممكن دائماً العثور على مصدر لدم الحبل السري. الخلايا الوسيطة المستخرجة من الأنسجة الدهنية لها بنية ونمط ظاهري مماثل لخلايا نخاع العظم. تتكاثر هذه الخلايا بشكل أفضل ويسهل الحصول عليها من خلال إجراءات شفط الدهون.