logo
فيديو الجمهور يحتشد حول جثمان زياد الرحباني ويودعونه بالورود واللافتات.. فماذا أهدته والدته؟

فيديو الجمهور يحتشد حول جثمان زياد الرحباني ويودعونه بالورود واللافتات.. فماذا أهدته والدته؟

مجلة هي٢٨-٠٧-٢٠٢٥
جثمان الموسيقار اللبناني الراحل زياد الرحباني غادر قبل قليل مستشفى فؤاد خوري ببيروت، وسط حضور حاشد من قبل محبيه وأصدقائه الذين حرصوا على توديعه حتى اللحظات الأخيرة، والتعبير عن مدى حبهم وافتقادهم له ووفاتهم لفنه.
جمهور زياد الرحباني يودع جثمانه باللافتات والورود
وانتشرت بعض اللقطات من موكب جنازة الموسيقار الراحل زياد الرحباني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ضجت الشوارع المحيطة بالمستشفى بالعديد من الجمهور والأصدقاء والوسائل الإعلامية، وسط حالة من التصفيق والهتاف تعبيرًا من الجمهور عن مدى محبتهم الصادقة للراحل.
كما استقبل الجمهور الوفي للراحل زياد الرحباني، السيارة التي تحمل جثمانه لمثواه الأخير؛ بباقات الورود واللافتات المليئة بكلمات المحبة والوداع فيما حرص البعض على إلقاء نظرة عن قرب على جثمانه المتواجد بالسيارة بمجرد خروجه من المستشفى.
لقطات من موكب جنازة زياد الرحباني
وبالرغم من حالة الزحام التي سيطرت على المشهد وتسببت في تعطل سير موكب الجنازة؛ حرص عدد من المتواجدين ومن محبي الموسيقار زياد الرحباني، على تنظيم حركة المرور من أجل أن تمر السيارة وتسير في طريقها بسهولة.
كما أن موكب جنازة زياد الرحباني سار في منطقة الحمراء، التي عاش فيها الراحل لسنوات طويلة، ليكون ذلك بمثابة الوداع الأخير قبل التوجه إلى بلدة بكفيا في قضاء المتن، حيث تُقام صلاة الجنازة عصر اليوم في كنيسة رقاد السيدة بالمحيدثة، على أن يُوارى الثرى في مدافن العائلة، كما أنه من المقرر أن يستقبل أهل الراحل التعازي في الكنيسة ذاتها الليلة حتى السادسة مساءً، على أن يستأنف استقبال المعزين غدًا الثلاثاء في التوقيت ذاته.
وعند وصول الجثمان للكنيسة كان في استقباله مجموعة من المقربين من الراحل، فيما كانت اللقطة الأبرز هي وجود باقة ورد ضخمة مهداه من السيدة فيروز لروح ابنها الراحل، وأرفقتها بكارت مكتوب به جملة مقتضبة مليئة بالحزن، فكتبت: "إلى ابني الحبيب.. فيروز"، فيما كانت النجمة كارمن لبس حبيبة زياد الرحباني السابقة من أول النجوم الذين وصلوا من أجل تقديم التعازي في الراحل.
زياد الرحباني
تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة زياد الرحباني
الجدير بالذكر أنه قد كشفت عدة وسائل إعلامية لبنانية مؤخراً تفاصيل جديدة عن الأيام الأخيرة في حياة الفنان الراحل زياد الرحباني، ومنها قناة "الحدث" من بيروت، والتي نشرت تقريراً من أمام المستشفى الذي كان يتلقى بها زياد الرحباني العلاج في الفترة الأخيرة، وذكر التقرير أن زياد الرحباني ظل بعيداً عن الإعلام أو التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة بسبب حالته الصحية، ولكنه على تواصل دائم مع أسرته مؤخراً.
وذكرت القناة أن الراحل زياد الرحباني كان على علاقة قوية في الفترة الأخيرة مع شقيقته ريما الرحباني ووالدته السيدة فيروز، وذلك بعد فترة من الحديث عن قطيعة مع شقيقته ريما، ولكنه كشف قبل سنوات عن نيته إنهاء الخلافات مع شقيقته، وتوطدت العلاقة بينهما في الأشهر الأخيرة، وكان يتواجد مع والدته السيدة فيروز أيضاً باستمرار، وذكرت أنه كان يعاني من مشكلات صحية في الكبد ورفض استكمال العلاج في اللحظات الأخيرة قبل وفاته.
وتحدث السيد غسان سلامة، وزيرة الثقافة اللبناني، في تصريحات له مع قناة "الجديد" عن تفاصيل الحالة الصحية للراحل زياد الرحباني قبل وفاته، وقال إن الراحل كان مصابا بتليف في الكبد، وأنه كان يتابع حالته الصحية مع المقربين منه، وكشف وزير الثقافة في تصريحاته أن الراحل كان متردداً حول إجراء عملية زرع كبد في الأشهر الأخيرة من حياته، وكان أحياناً يوافق على إجراء العملية ويعبر عن استعداده للخضوع لها، وأحياناً يتراجع عنها ويقرر عدم استكمال العلاج، وقال وزير الثقافة إنه يتفهم ذلك الشعور والتردد الإنساني لديه.
الراحل زياد الرحباني
ما مصير أعمال زياد الرحباني التي لم تر النور بعد؟
وأكد السيد غسان سلامة إن الراحل زياد الرحباني كان يتردد بسبب صعوبة الخضوع لعملية زراعة الكبد واحتياجها لأشهر عديدة، وأحياناً بسبب الكلفة العالية لها، وأضاف أن الراحل زياد الرحباني كان يفضل عدم الابتعاد عن أسرته وأصدقائه والسفر للخارج للعلاج وكان يخبرهم أنه لا يرغب في خوض هذا العناء والتعب المتوقع، وأكد وزير الثقافة أنه كان يستعد لتأمين هذه التكلفة ولكن الراحل لم يشأ ذلك في المرحلة الأخيرة من حياته.
وتداولت تساؤلات أيضاً بين الجمهور حول مصير الأعمال الجديدة للراحل زياد الرحباني، وعلمت مجلة "هي" عن وجود العديد من الألحان والأغاني التي لم تنشر للراحل زياد الرحباني، والمتوقع أن تطرح في الفترة المقبلة تكريماً له بعد رحيله، وعلى رأسها ألحانه مع الفنانة التونسية لطيفة، حيث سجلت لطيفة في الفترة الأخيرة ألبوما كاملا من ألحان زياد الرحباني، وانتهت من 6 أغاني جديدة تقريباً معه، والتي ينتظرها الجمهور منذ فترة، خاصة بعد تعاونهما الشهير في ألبوم "معلومات مش أكيدة"، بالإضافة إلى وجود ألحان أخرى مع العديد من الفنانين ومنهم الفنانة شيرين عبد الوهاب، والتي كانت قد التقت زياد الرحباني في القاهرة قبل 8 سنوات، وكان هناك مشروع يجمعهما بتقديم شيرين للحن أغنية كانت السيدة فيروز قد اعتذرت عن غنائها منذ سنوات عديدة.
زياد الرحباني ووالدته فيروز
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انفراجة في فيلم ولاد المحظوظة لـ هيفاء وهبي.. وهذا موعد طرحه
انفراجة في فيلم ولاد المحظوظة لـ هيفاء وهبي.. وهذا موعد طرحه

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة سيدتي

انفراجة في فيلم ولاد المحظوظة لـ هيفاء وهبي.. وهذا موعد طرحه

شهدت أزمة فيلم "ولاد المحظوظة" بطولة الفنانة هيفاء وهبي، انفراجة كبيرة، بعدما ظل شهوراً طويلة حبيساً للأدراج، ويؤجل طرحه في دور السينما دون أسبابٍ واضحة، رغم جاهزيته للعرض منذ فترة، لكن يبدو أن هيفاء وهبي تعد نفسها للمنافسة في شباك التذاكر بعد سنواتٍ من الغياب. طرح "ولاد المحظوظة" نهاية العام الجاري واستقرت الشركة المنتجة على طرح فيلم "ولاد المحظوظة" بطولة هيفاء وهبي، في دور السينما، نهاية العام الجاري، كموعد مبدئي، إنّ لم يطرأ أي أحداث جديدة، لا سيما وأنّ طبيعة العمل لايت كوميدي، تتناسب جيداً مع فترة نهاية العام. أبطال قصة فيلم "ولاد المحظوظة" تجسد هيفاء وهبي خلال أحداث فيلم "ولاد المحظوظة" شخصية فتاة لبنانية تأتي إلى مصر وتمر بالعديد من المواقف الكوميدية، والفيلم يُشارك في بطولته بيومي فؤاد ، محمودالليثي، نانسي صلاح، توني ماهر، سامي مغاوري، محمدالكيلاني، كريم عفيفي والعمل من تأليف هيثم سعيد، وإخراج مرقس عادل. View this post on Instagram A post shared by fingerprint media production (@fingerprint_media_production) مصطفى شعبان وهيفاء وهبي في "مملكة" وفي سياقٍ آخر، تتعاون الفنانة هيفاء وهبي ، مع الفنان مصطفى شعبان، في فيلم جديد يحمل اسم "مملكة"، ويشاركهما الفنان عمرو عبد الجليل ومحمد أنور وآخرون، والعمل تأليف إيهاب بليبل، وإخراج أحمد عبدالوهاب، وإنتاج وائل علي ومحمد عبد الحميد، وينتمي إلى أفلام الأكشن الكوميدي. ومن المُقرر تصوير عدد من مشاهد فيلم مصطفى شعبان الجديد، في إحدى الدول الأجنبية، وتحديداً سويسرا أو النمسا، حيث تستعد الشركة المنتجة لبدء مرحلة اختيار الأماكن والمعاينات هناك، لاختيار الأنسب؛ إذ لم تستقر على إحداهما حتى الآن، ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة العمل لإتمام مرحلة التعاقدات، وتسكين الأدوار المتبقية. تطور جديد في أزمة منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر وكانت أزمة منع الفنانة هيفاء وهبي ، من الغناء في مصر، قد شهدت قبل أسابيع تطوراً جديداً، وفقاً للقرار الصادر من نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى ‏كامل، في مارس الماضي، حيث أوصت هيئة مفوضي مجلس الدولة بإلغاء قرار نقابة المهن الموسيقية من منع هيفاء وهبي وتقرر بعودتها ‏للغناء وإقامة الحفلات الغنائية في مصر. وأوصت الدائرة الثالثة بهيئة مفوضي الدولة بمحكمة القضاء الإداري، بإلغاء قرار نقابة المهن الموسيقية الصادر بمنع الفنانة هيفاء وهبي من ‏الغناء داخل مصر وسحب تصاريحها، مؤكدة مخالفة القرار لأحكام الدستور وما يكفله من ضمانات لحرية الإبداع والتعبير الفني. وجاءت التوصية في الدعوى رقم 49062 لسنة 79 قضائية، المقامة من الفنانة هيفاء وهبي ، والمتدخل فيها الدكتور هاني سامح المحامي، ضد نقابة المهن الموسيقية المصرية ونقيبها مصطفى كامل ، والتي تم تأجيل نظرها إلى جلسة 10 يوليو المقبل لتبادل المذكرات. وطالبت الدعوى بإلغاء قرار النقابة بمنع هيفاء وهبي من إحياء الحفلات، واعتبرته تعدياً صارخاً على الحريات الدستورية، لا سيما حرية ‏التعبير والإبداع التي كفلها الدستور في مادتيه 65 و67، اللتين تحظران أي رقابة أو تدخل في العمل الفني إلا بموجب القانون وبقرار ‏قضائي. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»,

«مقهى الروضة» يختصر روح بيروت و100 سنة من عمرها
«مقهى الروضة» يختصر روح بيروت و100 سنة من عمرها

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

«مقهى الروضة» يختصر روح بيروت و100 سنة من عمرها

هي قصة حب من نوع آخر، تلك التي كتبها زياد كاج في مؤلفه الجديد «مقهى الروضة». ببراعة الروائي ومن خلال نص مفتوح، يمزج بين التوثيق والعاطفة الشخصية، بين التحقيق الصحافي والحبكة الروائية، بين التأريخ والخيال الأدبي... يؤنسن المؤلف حياة واحد من أشهر وأقدم مقاهي بيروت، الذي لا يزال يتجدد ويستقبل زواره، عابراً السنين والأحداث الجسام، وعلى لسان أصحابه عبارة: «نعيش كأن لا شيء يحدث في الخارج». اقتفاء مسار المقهى يجعلنا نرى فيه مرآة لبيروت، بشغبها، واضطراباتها، وأنسها، وقلقها، ورومانسيتها، ومحطاتها السياسية الهائجة. الكتاب الصادر عن «دار نلسن في بيروت، يقدم «مقهى الروضة» كأنه قرية بيروتية داخل المدينة: ماسح أحذية مسنّ، و«بصّارة» نورية، ونُدُل من جنسيات مختلفة، وأطفال، ومثقفون، وعاشقون، وشيوعيون، وشعراء، وممثلون، وسياسيون... مكان مفتوح لكل الطبقات، على اختلاف الأمزجة والانتماءات، مكان عابر للأزمنة والأحداث. عايش المقهى انسحاب الفرنسيين سنة 1943 بعد أن كان يستقبل جنود الانتداب، واحتُفل فيه بالاستقلال. استضاف اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948، وتفاعل مع مظاهرات 1958، وفيه تابع الرواد صوت الرئيس المصري جمال عبد الناصر وهو يتلو استقالته بعد نكسة 1967، ثم واكب عودة السلم الأهلي، بعد حرب دامية، قبل أن يواكب مرارات ما تبعها. من مقهى بسيط مكوَّن من طاولات خشبية على شاطئ البحر، بنرجيلاته وأحاديث البسطاء، في عشرينات القرن الماضي، مروراً بتحوله إلى ملتقى للمثقفين والكتّاب، ومكان لاجتماعاتهم، والبعض استعاض به عن المكتب، وهناك من اتخذ زاوية يومية ليكتب نصوصه، وهو أيضاً معبر للسياسيين والفنانين. من هنا مرّ الرئيس رفيق الحريري وزوجته نازك، ورئيس الوزراء الأسبق تمام سلام، والنائب إبراهيم منيمنة، والفنانات نانسي عجرم، وفلة، كما أصالة ووردة الجزائرية، وكثر لا يتسع المكان لذكرهم جميعهم. يبدأ الكتاب بقصة حب وألفة بين الراوي وامرأة ترتاد المقهى. تنشأ بين الاثنين عاطفة تنمو بروية، وهما يتشاركان هذا النبض البيروتي الحي في المقهى. «يضحكان معاً كطفلين. يعيدهما المقهى إلى أيام البراءة واحتمال الأحلام. يتبخّر الوقت بينهما كالبخار الصاعد من فنجان الشاي». لكن الحبيبة ذات الملامح الضبابية التي تشبه بيروت بتناقضاتها، وخياراتها، سرعان ما تضطر إلى الرحيل، تاركةً كاتبنا يبحث عن مزيد من المعاني في مكان تختلط فيه المشاعر كما تمتزج ضحكات الأطفال، بقرقعة النرجيلات، وصوت النرد بحفيف ورق الشجر، أمام مشهد البحر الممتد. حين تخبره الحبيبة بنيّتها السفر، لا تطلب منه البقاء ولا الرحيل، لكنها تضع حبّهما في اختبار. «الحبّ والوقت لا يتّفقان»، يقول الكاتب. وإذا كان الحبّ قد انتصر على الزمن لوهلة، فالفراق سيفرض منطقه في النهاية. فإما زواجاً وسفراً، وإما بقاءً وانفصالاً. لذا، ينسحب بصمت، ويتركها تذهب، مخلّفة وراءها «لوعة الفقدان»، وظلّ عطر لا يزول من على الطاولة التي كانت لهما. حكايته مع الحبيبة انتهت لكنها بقيت قابعة في الروح، فهو يستمر في ارتياد المقهى، متأملاً الوجوه، وأحوال العابرين، يراقب كل حركة وصوت، كأنما لم تعد المرأة هي صورة الوطن، وإنما هذه البقعة الصغيرة التي تختصر ببلاغة، كل ما يدور خارجها. فالمقهى في موقع زحفت إليه الأبنية الشاهقة والمطاعم الفخمة والفنادق الفاخرة، وبقي صامداً بروائحه، وبساطته وأناسه العاديين، وكتابه الريفيين، ومثقفيه الباحثين عن واحة وسط الكتل الإسمنتية. «أوليس المقهى هو (العروس) الناجية من الاجتياح العُمراني والباطوني المتوحِّش، عروس صُمِّمت بقوَّة لتبقى متمسِّكة بطرحتها البيضاء وبفستانها الأخضر الذي لطالما زيَّن (رأس بيروت)؟». ولإعطاء نكهة واقعية يترك المؤلف الكلام، لمثقفين أدمنوا المكان، ولا يزالون يرتادونه يومياً. المخرج رفيق علي أحمد، يعدّ المقهى، صباحاً، مكتباً، ومكاناً لإنهاء أشغاله أو لقاء صحافيين، وبعد الظهر للاستمتاع والجُلوس مع النَّاس وسماع أخبارهم ولعب طاولة الزَّهر. «دوامه ثابت لا يتغيَّر، وحالُه كحال المنارة البحريَّة، ودولاب مدينة الملاهي القريبة». لقاءان يوميان لا يفوِّتهما هذا الفنان الذي استوحي غالبية مسرحياته من أجواء المقهى، وكتبها على طاولاته، بين الأشجار، وأمام البحر؛ يجلس أمام «أفُقٌ حُرّ مفتوح، حيث تتحرر مخيِّلتُه الريفيَّة من كلّ قيود. يكتُب ويمزِّقُ ويحفظُ ويُردِّدُ». رفيق علي أحمد لا ينظر إليه على أنه مقهى، بل حديقةٌ، بستانٌ، والمكانُ الوحيد في بيروت «يلّي بتحطّ أجريك ع الأرض، بتحسّ بالتراب. بعد فيه أشجار، بتطلع بتشوف السَّماء والبحر». لا بل المقهى «حديقتَه السريَّة»، وليس كما يمكن أن نتخيله مكاناً للهروب من النَّاس. كثيرون مروا من هنا، بينهم الشاعر عصام العبد الله، الذي يستذكره في الكتاب الصحافيُّ والمَسرحيُّ والمُخرجُ، عبيدو باشا، ويقول عنه إنه في خضمِّ الحوارات الحادة التي كانت تدور، حول مواضيع سياسية خلافية «كان يُديرُ النِّقاشات بحرفيِّة واقتدار، ولا يسمحُ بالصُّراخ أو تبادُل الشَّتائم. حافظ على قواعِد اللُّعبة». عبيدو باشا هو الآخر ركن من أركان المقهى. مداوم مخلص، يعدّ الروضة «صومعته المفضلة». هنا يشعر بالألفة، والبساطة، وببيروت أيام زمان، ويتمتع بعلاقات إنسانية «غير رأسمالية». احتفظ لنفسه بزاوية خاصة ومكان يجلس فيه كل صباح. «يأتي للكِتابةِ والقِراءةِ والتأمُّلِ ولِقاء الأصدِقاء والأحبَّة. تقع زاويتُه الثقافيَّةُ إلى يمين المدخَل، قرب حافَّة تُطلّ على بحر (المسبحِ العسكري) والأُفق البعيد حيث يسرح نظره. يختار تلك الزاوية، التي لا يجلس عليها أحد غيره قبل الظُّهر». يشعر هنا بنبض حي، بينما «المطارح الثانية جُثث». ولا ينقضي السرد دون أن تعرف القصة المفصلة لعائلة شاتيلا التي أسست المقهى، وتناوبت أجيالها المتعاقبة على إدارته. البداية كانت مع عبد الرحمن زكريا شاتيلا، رجل بسيط من رأس بيروت، ورث عن والده الفلّاح، الأرض وحب العائلة. مطلع عشرينات القرن الماضي افتتح مقهى متواضعاً قرب البحر. بالنسبة إليه، كان مساحة فرج توفّر له قوت يومه مع عائلته. عندما سقط الحكم العثماني وجاء الفرنسيون، تبدّلت ملامح المدينة: لبس الناس غير ما كانوا يلبسون، وجاءت النساء إلى الشاطئ بلباس السباحة، وصار الزبائن يتحدثون لغات مختلفة. أمام هذه التحولات، لم يتردّد عبد الرحمن في تطوير المقهى. ابنه البكر بدأ التوسعة بهدوء، وأضاف طاولات جديدة، وطوّر قائمة المأكولات، وخفّض الأسعار ليستقبل العائلات والطلاب والفقراء تماماً كما الأغنياء. في أحد الأيام، دخل المقهى رجل أنيق آتٍ من مدينة حمص، وأُعجب بجمال المكان، واقترح عليه: «سمّوه الروضة، تيمّناً بالروضة التي في بلدي». لم يتردّد عبد الرحمن. ومنذ ذلك الحين، صار الاسم جزءاً من الذاكرة. على مدى عقود، تناوب أبناء العائلة على تسلم مفاتيح المقهى وأداروه بحب؛ حافظوا على الأشجار، وزيّنوا الزوايا بالأصداف، واعتنوا بالنُدُل، وحفظوا أسماء الزبائن، واستفسروا واطمأنوا على مَن يتغيب منهم عن الحضور. وعُرف محمد شاتيلا ومعه الحاجة «أم عبد»، بحكمتهما وبساطة الروح وحسن الضيافة. صمد المقهى في وجه كل الأعاصير: من أحداث 1958، إلى الحرب الأهلية، إلى اجتياح المقاهي الحديثة والمولات. وفي كل مرحلة، ظلّ مقهى الروضة فسحةَ تنفُّس لأبناء المدينة. يرسم الكاتب بالكلمات ملامح المقهى الاستثنائي بصموده، بناسه، بتفاصيله، بتاريخه، ويبدع في بث الروح في نصّه، وهو يجعلك تشعر بأنك تعيش اللحظة التي يتحدث عنها، فتتابع ما يدور في المقهى من تجديدات وتحولات؛ تتذوق أطباقه، وتشرب الشاي على طاولاته. وفي حرص على الاحتفاظ بروح التشويق يترك لك مفاجأة في نهاية الكتاب حول قصة ماسح الأحذية الذي يبدو غامضاً ويثير التساؤلات خلال السرد، لنكتشف خفاياه، ونعرف قصته المثيرة وأسراره المؤثرة.

مكسيم خليل يعود للدراما الرمضانية بعد غياب
مكسيم خليل يعود للدراما الرمضانية بعد غياب

عكاظ

timeمنذ 4 ساعات

  • عكاظ

مكسيم خليل يعود للدراما الرمضانية بعد غياب

يعود النجم السوري مكسيم خليل إلى الشاشة الصغيرة في موسم رمضان 2026 من خلال مسلسل درامي جديد يحمل عنوان «مطبخ المدينة»، وهو عمل اجتماعي تدور أحداثه في بيئة معاصرة تخلط بين التوتر الإنساني والنكهة الفنية. المسلسل من إنتاج مشترك بين شركتين عربيتين، ويُصوّر حاليًا في العاصمة بيروت، حيث يؤدي خليل دور طاهٍ شهير يجد نفسه محاصرًا بين تعقيدات ماضيه وأطماع المحيطين به في مطبخ راقٍ يتحوّل إلى ساحة صراع إنساني مكثف. ويُتوقع أن يُعرض المسلسل على عدد من المنصات العربية خلال رمضان القادم، مع مشاركة نخبة من نجوم سورية ولبنان. ويُعد العمل عودة قوية للفنان الذي غاب عن الدراما الرمضانية منذ ثلاث سنوات، وسبق له أن حظي بإشادة واسعة عن أدواره المعقدة والعميقة. * يُعرض في رمضان 2026 * دراما اجتماعية معاصرة * صُوّر بين بيروت ودمشق أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store