logo
مواد كيميائية ضارة في أساور الساعات الذكية

مواد كيميائية ضارة في أساور الساعات الذكية

الغدمنذ 5 أيام
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة نوتردام الأميركية، ونشرتها مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية أواخر عام 2024، عن وجود مواد كيميائية ضارة في أساور الساعات الذكية قد تنتقل إلى الجسم عبر الجلد، ما يثير مخاوف صحية جديدة حول هذه الأجهزة الشائعة.
اضافة اعلان
ثغرة أمنية تخترق الحواسيب المعزولة عبر الساعات الذكية
ووجدت الدراسة أن معظم الأساور المصنوعة من البوليمرات والمطاط الصناعي تحتوي على مستويات عالية من مادة تُعرف باسم "PFHxA"، وهي جزء من مجموعة واسعة من المواد الكيميائية تُسمى "المواد الأبدية"، التي لا تتحلل بسهولة في الطبيعة وقد تبقى في الجسم لفترات طويلة.
تسرب عبر الجلد ومخاوف تراكمية
أوضح البروفيسور غراهام بيسلي، قائد فريق البحث، أن "PFHxA" هي المادة الأكثر شيوعاً التي تم رصدها في الأساور، مؤكداً أنها تُستخدم بكثرة في المنتجات البلاستيكية والمطاطية.
وأشار إلى أن الاستخدام اليومي والمباشر للساعات الذكية يجعل الجلد معرضاً لامتصاص هذه المواد، خاصة إذا تعرض السوار للتآكل أو التلف.
ورغم أن الجلد يعتبر حاجزاً طبيعياً ضد المواد الكيميائية، إلا أن الاستخدام الطويل قد يسمح بامتصاص كميات صغيرة من هذه المركبات، ما قد يؤدي إلى تراكمها داخل الجسم بمرور الوقت.
التأثيرات الصحية المحتملة
تشير دراسات سابقة إلى أن مركبات PFAS قد تؤثر على الكبد والغدة الدرقية، وترتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ورغم هذه المخاوف، ما تزال وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) لا تدرج مادة PFHxA ضمن قائمتها للمواد المنظَّمة، في حين بدأت أوروبا اتخاذ خطوات لتقييد استخدامها.
موقف الشركات وردود الفعل
في المقابل، أكدت شركات التكنولوجيا الكبرى التزامها بالمعايير الصحية.
وقالت "غوغل" إن أساور ساعة Pixel تراعي معايير السلامة المتعلقة بمركبات PFAS، وإن الشركة تعمل على تطوير بدائل آمنة.
في الوقت نفسه، تواجه "أبل" و"سامسونغ" دعاوى قضائية في كاليفورنيا بتهمة إخفاء معلومات حول احتواء أساور منتجاتهما على هذه المواد، رغم تسويقها كخيار صحي.
وأكدت الشركتان التزامهما بفحص المواد واستخدام خامات آمنة.
وفي ضوء هذه النتائج، ينصح الخبراء باختيار أساور مصنوعة من السيليكون أو المواد الطبيعية، وتجنب تلك التي لا توضح مكوناتها بوضوح، إلى أن تتوفر بدائل أكثر أماناً. وكالات
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كوبان من هذا العصير يخفضان ضغط الدم ويحسّنان صحة القلب
كوبان من هذا العصير يخفضان ضغط الدم ويحسّنان صحة القلب

الرأي

timeمنذ 13 ساعات

  • الرأي

كوبان من هذا العصير يخفضان ضغط الدم ويحسّنان صحة القلب

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة إكسيتر البريطانية أن تناول كوبين فقط من عصير الشمندر يومياً يمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع، أحد أبرز عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب والسكتات الدماغية. ووفقاً للدراسة، تناول عدد من المشاركين في السبعينيات من العمر جرعتين من عصير الشمندر المركز يومياً لمدة أسبوعين، ما أدى إلى تراجع مستويات ضغط الدم لديهم من معدلات مرتفعة إلى مستويات صحية. في المقابل، لم يسجل المشاركون الأصغر سناً (دون الثلاثين عاماً) انخفاضاً في ضغط الدم، لكن لوحظ لديهم تحسن في تركيبة البكتيريا المفيدة في الفم، وهو مؤشر إيجابي لصحة القلب والمناعة. النترات.. السر وراء الفوائد عزا الباحثون هذه النتائج إلى غنى الشمندر بالنترات، التي تتحول في الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على ارتخاء الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم. وأوضحت البروفيسورة آني فانهاتالو، المشرفة على الدراسة، أن كبار السن ينتجون كميات أقل من هذا المركب مع التقدم في العمر، ما يجعل من الخضروات الغنية بالنترات – مثل الشمندر، السبانخ، الجرجير، الكرفس، والكرنب – عناصر غذائية أساسية للحفاظ على صحة القلب. تحسين البكتيريا وتقليل الكوليسترول أظهرت تحاليل عينات الدم واللعاب انخفاضاً في مستويات بكتيريا ضارة مرتبطة بزيادة خطر الوفاة لدى كبار السن، مقابل ارتفاع بكتيريا نافعة تدعم إنتاج النتريت وتعزز صحة القلب. كما أشارت النتائج إلى أن النترات تساعد في توازن البكتيريا داخل الجهاز الهضمي، ما يساهم في خفض الكوليسترول الضار (LDL)، وهو أحد المسببات الرئيسية لتصلب الشرايين والنوبات القلبية. نتائج واعدة لشيخوخة صحية الدراسة التي استمرت ستة أسابيع تضمنت فترات تناول عصير الشمندر وأخرى للمكملات الوهمية، إلى جانب قياسات ضغط الدم واختبارات مرونة الشرايين. وعلّق الدكتور لي بينيستون، من مجلس البحوث في علوم التكنولوجيا الحيوية، قائلاً: "هذه النتائج تفتح آفاقاً لفهم العلاقة بين النظام الغذائي وصحة القلب مع التقدم في العمر". إحصائيات مقلقة وأمل جديد بحسب مؤسسة القلب البريطانية، يُنقل نحو 270 شخصاً يومياً إلى المستشفى، بسبب النوبات القلبية، فيما تُسجل 175 ألف وفاة سنوياً نتيجة أمراض القلب والدورة الدموية – أي بمعدل 480 وفاة يومياً. وفي دراسة موازية، وجد الباحثون أن ارتفاع مستويات النتريت في الفم قد يساعد على تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يساهم في الوقاية من الخرف وإبطاء تطور الزهايمر.

تجربة حديثة: حبوب منع الحمل للرجال آمنة وفعّالة
تجربة حديثة: حبوب منع الحمل للرجال آمنة وفعّالة

الرأي

timeمنذ 13 ساعات

  • الرأي

تجربة حديثة: حبوب منع الحمل للرجال آمنة وفعّالة

أفادت تجربة حديثة شارك فيها رجلاً يتمتعون بصحة جيدة أن جرعة فموية مفردة، تصل إلى 180 ملغ، من موانع الحمل غير الهرمونية للرجال لم تُسبب أي مشاكل سلامة ذات صلة سريرية. وتُمثل حالات الحمل غير المرغوب فيه ما يقرب من نصف حالات الحمل حول العالم، حيث يعتمد الرجال بشكل شبه حصري على الواقي الذكري (معدل فشل 13%) أو قطع القناة الدافقة للوقاية. وأجرت التجربة شركة "يور تشويس ثيرابيوتيك" YourChoice Therapeutics، بالتعاون مع جهتين بحثيتين هما "كوينتن ساينسز" و"إنتيك" Quotient Sciences وIncyte. أما حبوب منع الحمل الفموية للرجال، والتي لاتزال قيد البحث، فتحمل اسماً مؤقتاً هو YCT 529. ووفق "مديكال إكسبريس"، أجريت التجربة المُحكمة بدواء وهمي في بريطانيا، بجرعة واحدة تصاعدية، لتقييم السلامة، والتحمل، وحركية الدواء، والديناميكيات الدوائية الاستكشافية. وتناول 12 رجلاً الدواء، وتناول 4 دواء وهمياً. وجُمعت بيانات تخطيط كهربية القلب المستمر بجهاز هولتر، وسحب عينات دم متسلسلة، ومذكرات نفسية جنسية، ولوحات مؤشرات حيوية التهابية لمدة تصل إلى 336 ساعة بعد تناول الجرعة.

فخ الأجهزة القابلة للارتداء: كيف تخطط الحكومة لمراقبتك، وتقييمك، والتحكم بك
فخ الأجهزة القابلة للارتداء: كيف تخطط الحكومة لمراقبتك، وتقييمك، والتحكم بك

الغد

timeمنذ يوم واحد

  • الغد

فخ الأجهزة القابلة للارتداء: كيف تخطط الحكومة لمراقبتك، وتقييمك، والتحكم بك

ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان جون دبليو. وايتهيد؛ ونيشا وايتهيد – (معهد رذرفورد) 15/7/2025"عندما تُقنِن الدول إنهاء بعض الأرواح عمدًا... فإنها ستوسّع في النهاية فئات أولئك الذين يمكن قتلهم من دون عقاب". — نات هينتوف، "الواشنطن بوست"، 1992.* * *أصبح استقلالنا الجسدي -حقنا في الخصوصية والسيطرة على أجسادنا- يتلاشى بسرعة. وقد تجاوز النقاش الآن حدود التطعيمات القسرية أو التفتيشات الجسدية التطفلية، ليشمل المراقبة البيومترية، وتعقب بيانات الأجهزة القابلة للارتداء، والتحليل التنبؤي للملف الصحي.إننا ندخل عصرًا جديدًا من السيطرة الاستبدادية الخوارزمية، حيث تقوم الدولة بمراقبة وتقييم أفكارنا، ومشاعرنا، وأدائنا البيولوجي.هذا هو الوعد القاتم الكامن وراء الحملة الجديدة التي يقودها روبرت إف. كينيدي الابن، وزير الصحة والخدمات الإنسانية في إدارة ترامب، والتي تهدف إلى الدفع نحو مستقبل يرتدي فيه جميع الأميركيين على أجسادهم أجهزة لتعقب المؤشرات الحيوية.هذه المبادرة، التي تتخفى تحت غطاء الصحة العامة وتمكين الأفراد، ليست أي شيء أقل من تطبيع المراقبة الجسدية المستمرة على مدار 24 ساعة لسبعة أيام في الأسبوع –مؤذنة بذلك بدخولنا في عالم يتم فيه تتبع كل خطوة، وكل نبضة قلب، وكل تقلب بيولوجي -ليس من الشركات الخاصة، وإنما أيضًا من الحكومة.في هذا المجمع الصناعي الرقابي الناشئ، تصبح البيانات الصحية عملة للتداول: شركات التكنولوجيا تجني الأرباح من بيع الأجهزة والاشتراكات في التطبيقات؛ وشركات التأمين تربح من تسجيل المخاطر؛ والوكالات الحكومية تجني المكاسب من تعميق الامتثال والحصول على رؤى سلوكية للأفراد والمجتمع.وليس هذا التقاطع بين الصحة والتكنولوجيا والمراقبة استراتيجية جديدة؛ إنه مجرد الخطوة التالية في نمط مألوف وطويل من السيطرة. لطالما جاءت المراقبة متنكرة في هيئة التقدّم. كل موجة جديدة من تقنيات المراقبة -من أجهزة تعقب الموقع الجغرافي (جي. بي. إس)، وكاميرات الإشارات الحمراء، والتعرف على الوجوه، إلى أجراس الأبواب الذكية (المزودة بكاميرا فيديو وميكروفون واتصال بالإنترنت)، ومكبرات الصوت الذكية، أليكسا- كل هذه الأشياء سوقوها علينا كأدوات للراحة أو الأمان أو التواصل، لكن كل واحدة منها تحولت بمرور الوقت إلى آلية للتتبع أو المراقبة أو السيطرة على الجمهور.ما بدأ كخيار طوعي أصبح الآن حتميًا لا مفر منه. في اللحظة التي قبلنا فيها فكرة استبدال الخصوصية بالراحة، أرسينا الأساس لمجتمع لا شيء فيه في منأى عن متناول الحكومة -لا منازلنا، ولا سياراتنا، ولا حتى أجسادنا. وليست خطة كينيدي للأجهزة القابلة للارتداء سوى أحدث نسخة فقط من هذا النمط من إغرائك بالطعم ثم التبديل: حيث تُسوق الأجهزة في هيئة حرية، وتُبنى كسجن.وفقًا لخطة كينيدي، التي يتم الترويج لها كجزء من حملة وطنية تحت شعار "لنجعل أميركا صحية مرة أخرى"، ستقوم الأجهزة القابلة للارتداء بتتبع مستويات الجلوكوز، ومعدل نبض القلب، والنشاط، والنوم، وغير ذلك، لكل أميركي.قد لا تكون المشاركة في البداية إلزامية رسميًا، لكن المضامين واضحة: إما أن تنضم، أو أنك ستخاطر بأن تُعامل كمواطن من الدرجة الثانية في مجتمع يقوده الامتثال للبيانات.ما بدأ كأدوات مراقبة ذاتية طوعية تسوقها شركات التكنولوجيا العملاقة، على وشك أن يصبح أحدث أداة في ترسانة المراقبة التي تُميز الدولة البوليسية.تجمع الأجهزة مثل "فتبِت" Fitbit (التي تُرتدى على المعصم وتراقب العلامات البيومترية) وساعات "أبل" Apple وأجهزة قياس الجلوكوز والخواتم الذكية، كميات مذهلة من البيانات الشخصية -من التوتر والاكتئاب إلى اضطرابات القلب والمؤشرات المبكرة على المرض. وعندما تتم مشاركة هذه البيانات بين هيئات قواعد البيانات الحكومية وشركات التأمين ومنصات الصحة، فإنها تتحول إلى أداة قوية -لتحليل مؤشرات الصحة، وإنما أيضًا للسيطرة.ما كان يومًا رمزًا للعافية الشخصية، أصبح الآن "بطاقات إلكترونية" للامتثال الذي يتم تعقبه ومراقبة سويته في الزمن الحقيقي، ويُدار بواسطة الخوارزميات.ولن تقف الأمور عند هذا الحد. يبدو أن الجسد البشري يتحول سريعًا إلى ساحة معركة في حرب الحكومة المتسعة على العوالم الداخلية.البنية التحتية موجودة مسبقًا لرصد الأفراد واحتجازهم استنادًا إلى "مخاطر" نفسية مفترضة. والآن، تخيل مستقبلًا ترفع فيه بيانات أجهزتك القابلة للارتداء علمًا أحمر وإشارة تحذير بشأن صحتك العقلية: مستويات توتر مرتفعة. نوم غير منتظم. موعد تم تفويته. انخفاض مفاجئ في تباين معدل ضربات القلب.في نظر الدولة الرقابية، ربما يتم اعتبار هذه إشارات خطر -مبررات للتدخل، أو التحقيق، أو ما هو أسوأ.ليس تبني كينيدي لتقنية الأجهزة القابلة للارتداء ابتكارًا محايدًا. إنه دعوة إلى توسيع حرب الحكومة على "جرائم التفكير"، و"عدم الامتثال الصحي"، والانحراف الفردي. إنه ينقل الافتراض القَبلي بالبراءة إلى تشخيص: أنت لست بخير إلا إذا قالت الخوارزمية إنك كذلك.سبق أن استخدمت الحكومة أدوات المراقبة كسلاح لإسكات المعارضة، ووضع علامات خطر على المنتقدين السياسيين، وتتبع السلوك في الزمن الحقيقي. والآن، مع الأجهزة القابلة للارتداء، تكتسب الحكومة سلاحًا جديدًا: الوصول إلى الجسد البشري بوصفه موقعًا للريبة، والانحراف، والسيطرة.وبينما تمهّد الوكالات الحكومية الطريق للسيطرة البيومترية، ستكون الشركات -شركات التأمين، عمالقة التكنولوجيا، وأصحاب العمل- هي الجهات التي تتولى دور المنفّذ في دولة المراقبة.ولا تكتفي الأجهزة القابلة للارتداء بجمع البيانات فحسب، بل تقوم بفرزها، وتفسيرها، وتغذيتها في أنظمة تتخذ قرارات مصيرية بشأن حياتك: هل ستحصل على تغطية تأمينية؟ هل سيتم رفع أقساطك؟ هل ستُقبل في وظيفة أم أنك ستحصل على دعم مالي؟بحسب ما أوردته قناة "إيه. بي. سي. نيوز"، تُحذّر مقالة في مجلة "جاما" من أن الأجهزة القابلة للارتداء قد تستخدمها بسهولة شركات التأمين لرفض التغطية أو رفع الأقساط بناءً على مقاييس صحية شخصية، مثل استهلاك السعرات الحرارية، وتقلّبات الوزن، وضغط الدم.ولن يكون من الإفراط في الريبة تخيّل تسرب ذلك إلى تقييمات العمل، أو درجات الائتمان، أو حتى تصنيفات وسائل التواصل الاجتماعي.يقوم أصحاب العمل بالفعل بعرض خصومات على التتبع "الطوعي" للصحة -ويعاقبون الذي يرفض. وتقدم شركات التأمين حوافز للسلوك الصحي -إلى أن تقرر هذه الشركات أن السلوك غير الصحي يستحق العقوبة. ولا تقتصر تطبيقات الهاتف على تتبع عدد خطوات الأقدام، بل تراقب المزاج، وتعاطي المواد، والخصوبة، والنشاط الجنسي –لتغذي بذلك اقتصاد البيانات النهم الذي لا يشبع.إننا نواجه الآن تآكلًا صامتًا للسيادة الفردية من خلال تطبيع المراقبة المستمرة. ويجب أن نسأل أنفسنا: عندما تصبح المراقبة شرطًا للمشاركة في الحياة الحديثة –التوظيف، والتعليم، والرعاية الصحية- هل سنظل أحرارًا؟ أم أننا نكون قد أصبحنا، كما في كل التحذيرات الكبرى في أدب الديستوبيا، مشروطين بعدم المقاومة -بل بالامتثال؟هذه هي الكلفة الخفية لهذه "التسهيلات" و"الراحة" التكنولوجية: جهاز تتبع العافية اليوم هو الطوق الذي تضعه الشركات حول أعناقنا في الغد.بمجرد أن يصبح تعقب الصحة شرطًا فعليًا للعمل أو التأمين أو المشاركة الاجتماعية، سيصبح من المستحيل "اختيار الانسحاب" من دون عقوبة. وقد يتم تصوير أولئك الذين يرفضون هذا النظام على أنهم غير مسؤولين، أو غير صحيين، أو حتى خطرين.إن ما يحدث ليس مجرد توسعة لنطاق الرعاية الصحية. إنه تحويل الصحة إلى آلية للسيطرة -حصان طروادة تستخدمه الدولة الرقابية لتأكيد ملكيتها لآخر معقل خاص: الجسد البشري.وبمجرد أن تصبح البيانات البيومترية عملة في اقتصاد مراقبة يستند إلى الصحة، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن تُستخدم هذه البيانات لتحديد من هم الذين تستحق حياتههم الاستثمار فيها -ومن هم غير الجديرين.ليست هذه مسألة يمين أو يسار. لقد أصبح غزو الفضاء المادي -منازلنا، سياراتنا، الساحات العامة- على وشك الاكتمال. وكل ما تبقّى هو غزو الفضاء الداخلي: بيولوجيتنا، وجيناتنا، ونفسياتنا، وعواطفنا. وبينما تصبح الخوارزميات التنبؤية أكثر تطورًا باطراد، سوف تستخدمها الحكومة وشركاؤها من الشركات لتقييم المخاطر، وتحديد التهديدات، وفرض الامتثال في الزمن الحقيقي.لم يعد الهدف مجرد مراقبة السلوك، بل إعادة تشكيله -لمنع المعارضة، والانحراف، أو المرض استباقيًا، قبل أن تظهر الأعراض.كما أوضحت في كتابي "أرض المعركة أميركا: الحرب على الشعب الأميركي"، وفي نظيره الأدبي "يوميات إريك بلير"، الآن هو الوقت لرسم الخط الفاصل -قبل أن يتحول الجسد إلى مجرد قطعة أخرى من ممتلكات الدولة.*جون دبليو وايتهيد John W. Whitehead: محامٍ دستوري أميركي، ومؤلف، وناشط في مجال الحريات المدنية، يُعرف بمواقفه النقدية الحادة تجاه توسع سلطة الدولة ونشوء ما يسميه "الدولة الأمنية" في الولايات المتحدة. أسّس "معهد رذرفورد" The Rutherford Institute للدفاع عن الحقوق الدستورية، وكتب العديد من الكتب التي تحذر من انهيار الحريات الفردية تحت وطأة المراقبة الجماعية، من أبرزها Battlefield America: The War on the American People، حيث يستعرض كيف تحولت الولايات المتحدة إلى مجتمع يقترب من الطغيان الحديث تحت ستار القانون والنظام.*نيشا وايتهيد Nisha Whitehead: المديرة التنفيذية لـ"معهد رذرفورد" وكاتبة قانونية وحقوقية تشارك زوجها جون وايتهيد في تحليل السياسات الأميركية من منظور حقوقي ونقدي. تعمل نيشا على توثيق الانتهاكات التي تمس الحريات المدنية، وتشارك بانتظام في الكتابة والنشر حول مواضيع مثل المراقبة، والتعليم الإجباري، وتفكك سيادة الفرد في المجتمع الأميركي الحديث. تسهم في صياغة المقالات والتقارير القانونية التي تصدر عن المعهد، وتركز على ربط التطورات التقنية بالقضايا الحقوقية.*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Wearables Trap: How the Government Plans to Monitor, Score, and Control You

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store