logo
روسيا تطرح شروطها لوقف الحرب وتطلب تعهداً مكتوباً

روسيا تطرح شروطها لوقف الحرب وتطلب تعهداً مكتوباً

البيانمنذ يوم واحد

أُميط اللثام عن الشروط الروسية لإنهاء الحرب مع أوكرانيا وعلى رأسها الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي، والتزام كييف الحياد، ورفع أغلب العقوبات عن موسكو، وفيما نشب خلاف روسي أمريكي على وقع تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأن بوتين يلعب بالنار، شدد الروس على أن خطط ألمانيا لتصنيع صواريخ بعيدة المدى بالاشتراك مع أوكرانيا مشاركة فعلية في الحرب.
وقالت 3 مصادر روسية مطلعة: «إن شروط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو». وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته: «إن بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن».
وذكرت المصادر الروسية الثلاثة، أن بوتين يريد تعهداً كتابياً من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقاً، بما يعني رسمياً استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وأضافت المصادر، أن روسيا تريد أيضاً أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل فيما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا.
وقال المصدر الأول، إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن السلام غداً سيكون أكثر إيلاماً.
بدوره، رفض الكرملين، أمس، دعوة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لعقد قمة ثلاثية مع الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، مستبعداً عقد اجتماع كهذا، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات متينة، رداً على اقتراح زيلينسكي بعقد اجتماع ثلاثي، داعياً واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات مشددة على قطاعي الطاقة والمصارف الروسيين، حال امتناع موسكو.
إلى ذلك، قال فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد روسيا في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، أمس: «إنه أرسل مقترحات إلى كييف بموعد ومكان تبادل مذكرات تفاهم أو شروط لوقف القتال». وأضاف ميدينسكي في منشور على تلغرام، أنه يتوقع رداً وأن الوفد الروسي مستعد للقاء نظيره الأوكراني وجهاً لوجه في الأيام المقبلة.
خلاف غريمين
في الأثناء، نشب خلاف علني بين الولايات المتحدة وروسيا، حول تصاعد الحرب في أوكرانيا، بعد تحذير ترامب، من أن نظيره الروسي بوتين، يلعب بالنار. وقال يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية: «إن تعليق ترامب يوحي بأنه غير ملم بواقع الحرب»، مشيراً إلى أن ترامب ليس على دراية كافية بما يحدث بالفعل في المواجهة الأوكرانية الروسية.
كما قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «إن من المؤكد أن إدارة ترامب تبذل جهوداً كبيرة نحو تسوية سلمية، وإن روسيا ممتنة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس ترامب شخصياً». وأضاف: «روسيا، شأنها شأن الولايات المتحدة، لديها مصالحها الوطنية الخاصة والتي تأتي فوق كل اعتبار بالنسبة لنا ولرئيسنا»، لافتاً إلى أن روسيا تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع أوكرانيا، ولمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة.
بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس: «إن صبر ترامب بدأ ينفد تجاه روسيا»، مضيفة: «ترامب الذي يعرف بوتين منذ فترة، يشعر أن شيئاً ما قد حدث له، وهو غير قادر على تفسيره، ومن الواضح أنه أصيب بخيبة أمل دفعته للتعبير عن غضبه علناً». كما انتقد كيث كيلوج، مبعوث ترامب، مسؤولاً روسياً كبيراً لإثارته مخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، مضيفاً: «إثارة مخاوف من حرب عالمية ثالثة هو تعليق مؤسف ومتهور، وغير مناسب لقوة عالمية».
انتقاد خطط
على صعيد متصل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن خطط ألمانيا لتصنيع صواريخ بعيدة المدى بالاشتراك مع أوكرانيا، وكذلك توريد دباباتها إلى كييف، تظهر أنها مشاركة بالفعل في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك رداً على تصريحات المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، خلال زيارة زيلينسكي لبرلين، بأن حكومته لن تفرض أي حدود لمدى الصواريخ التي يمكن إنتاجها في أوكرانيا وألمانيا.
كما اتهم الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الحكومة الألمانية بتأجيج الحرب بسبب تعهدها بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، على سبيل المثال إقامة تعاون في مجال تصنيع الصواريخ. وصرح زيلينسكي بأن بلاده لا تزال تعوّل على الحصول على صواريخ «تاوروس» الألمانية الجوالة.
وحض زيلينسكي، الحلف الأطلسي على دعوة كييف إلى قمته المقبلة المقررة في يونيو المقبل. كما قال زيلينسكي: «إن روسيا حشدت 50 ألف جندي في محيط منطقة سومي شمال أوكرانيا»، لكنه أضاف أن كييف اتخذت خطوات من شأنها منع موسكو من شن هجوم واسع النطاق هناك.
قصف أوكراني
ميدانياً، قال الجيش الأوكراني، أمس، إنه قصف عدة مواقع لإنتاج الأسلحة الروسية خلال هجوم كبير بطائرات مسيرة الليلة قبل الماضية، وقالت موسكو: إن دفاعاتها الجوية تصدت له.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن الهجوم الأحدث استهدف مصنع كرونشتات الروسي الذي ينتج طائرات مسيرة في بلدة دوبنا خارج موسكو، ومصنع رادوجا القريب الذي يصنع صواريخ كروز. وأضاف البيان أن مصنع أنجستريم للرقاقات الدقيقة في منطقة موسكو تعرض للقصف أيضاً، مضيفاً أن المنشأة تنتج مكونات يستخدمها القطاع الصناعي العسكري الروسي على نطاق واسع.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن دفاعاتها الجوية أسقطت 296 طائرة مسيرة أوكرانية فوق 13 منطقة الليلة قبل الماضية. كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، أن دفاعاتها الجوية أسقطت 71 من أصل 88 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.
اتهامات
في السياق، اتهم تقرير استقصائي أعده خبراء من الأمم المتحدة، الجيش الروسي بارتكاب ما أسماها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، في إطار هجمات بطائرات مسيرة على مدنيين في منطقة خيرسون الأوكرانية، وجاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن أوكرانيا، أن القوات المسلحة الروسية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، لا سيما عمليات قتل، وجرائم حرب، من خلال استهداف مدنيين لعدة أشهر بطائرات مسيرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

600 يوم على الحرب.. ورقة وقف النار اختراق أم احتراق؟
600 يوم على الحرب.. ورقة وقف النار اختراق أم احتراق؟

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

600 يوم على الحرب.. ورقة وقف النار اختراق أم احتراق؟

تقترب الحرب من شهرها الـ 20، وما زالت أوراق الحلول السياسية تواجه ما يشبه الاحتراق المبكر، فرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، لا ينفك يئد كل محاولة أو مقترح لوقف إطلاق النار، بل يسعى جاهداً لتثبيت قواعد اشتباك، حتى في ظل أي تسوية سياسية، بينما يصر على أن تبقى المفاوضات السياسية تحت النار. فيما زنار الجوع يطوق أجساد الغزيين، وسط غارات ضارية لا تتوقف، لدرجة يخيل للمراقب والمتتبع للمشهد، بأن الحرب قد بدأت للتو. كمن يضع أقفالاً أمام الحل السياسي، وإعلاء معادلة «الحل تحت النار» أيضاً، إذ في الوقت الذي انشدت فيه العيون إلى الدوحة، وقرب التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب، كانت غزة تسير فوق الجمر، والضحايا يسقطون في كل مكان، إثر تصعيد مكثف للغارات الجوية، واستهداف المدنيين العزل. وأشار عبد الحميد إلى خطة نتانياهو العسكرية، وما تضمنته من تدمير ما تبقى من قطاع غزة، وتهجير السكان، مرجحاً المضي بهذه الخطة لترجمتها على الأرض، حال فشل المساعي الدبلوماسية، مضيفاً: «إسرائيل ما زالت تضع العراقيل أمام الجهود السياسية، وتصعد حرب الإبادة، وكأنها في شريعة الغاب». وفي خضم مباحثات تبدو مرشحة لفصول من الأخذ والرد، ستظل غزة تتقلب على جمر المحرقة، وما بين إنهاء الحرب أو إطالة أمدها، ستظل تتأرجح بين رغبات ترامب، ودبلوماسية نتانياهو الخشنة.

وفاة عملاق الأدب الإفريقي نجوجي وا تيونجو
وفاة عملاق الأدب الإفريقي نجوجي وا تيونجو

الإمارات اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • الإمارات اليوم

وفاة عملاق الأدب الإفريقي نجوجي وا تيونجو

توفي الكاتب الكيني، نجوجي وا تيونجو، الذي يُعدّ أحد أبرز روّاد الأدب الإفريقي، عن عمر ناهز 87 عاماً، بحسب ما أكدت متحدثة باسم دار النشر الخاصة به في نيروبي، وترك تيونجو، الذي وافته المنية في ولاية جورجيا الأميركية، أمس، إرثاً طويلاً من الأعمال النقدية، التي أجبرته على مغادرة وطنه كينيا خلال حكم الرئيس دانيال أراب موي. ولم يُسكِت السجن ولا التهديد بالقتل نجوجي، وتم اعتقاله في عام 1977 بعد أن قدّم مسرحية انتقدت النظام الحاكم آنذاك، وتم سجنه من دون محاكمة، ثم قام بكتابة روايته التالية أثناء فترة احتجازه، مستخدماً المادة الوحيدة التي كانت متاحة لديه وقتها، وهي «ورق التواليت».

موسكو في انتظار رد كييف على مقترح محادثات إسطنبول
موسكو في انتظار رد كييف على مقترح محادثات إسطنبول

البيان

timeمنذ 4 ساعات

  • البيان

موسكو في انتظار رد كييف على مقترح محادثات إسطنبول

«على حد علمي، لم نحصل على رد بعد.. نحن بحاجة لانتظار رد من الجانب الأوكراني»، واصفاً مطلب كييف من روسيا تسليمها شروط السلام قبل المحادثات، بأنه غير بنّاء. وأضاف بيسكوف، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يخطط حالياً لإجراء اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب. وقال الرئيس التركي للصحافيين المرافقين له، لدى عودته من زيارة لأذربيجان: «نحن على تواصل مع روسيا وأوكرانيا، نقول لهما إنه لا ينبغي إغلاق الباب ما دام مفتوحاً.. خلال كل من لقاءاتنا، نذكر محاورينا بأنه يجب عدم تفويت هذه الفرصة»، معتبراً أن إطفاء هذا الحريق الكبير في المنطقة، هو واجب إنساني. وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 90 طائرة مسيرة، تم إطلاقها من مناطق ميلروفو وأوريل وكورسك الروسية، مشيراً إلى أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي، ووحدات الحرب الإلكترونية، وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين. وأضافت الإدارة الإقليمية أن مباني سكنية قد تضررت، مشيرة إلى وقوع أضرار في أماكن أخرى، كما لحقت أضرار بالبنية التحتية. وقالت السلطات إن 3 مدنيين آخرين أصيبوا في هجمات بطائرات مسيرة على منطقة دنيبروبتروفسك الصناعية الأوكرانية. كما أفاد رئيس بلدية موسكو، بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية، أسقطت 3 طائرات مسيرة أوكرانية، كانت تستهدف المدينة. وكتب سيرجي سوبيانين عبر تلغرام، أن إحدى الطائرات المسيرة أصابت مسكناً على طريق رئيس في جنوبي المدينة، لكنها لم تسفر عن خسائر بشرية أو أضرار جسيمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store