
نصف الموظفين يبحثون عن فرص بديلة... فهل حان وقت تغيير مفهوم الرضا الوظيفي؟
- 30 في المئة من العاملين في أميركاً راضون عن رواتبهم
- 26 في المئة فقط يشعرون بالرضا تجاه فرص ترقياتهم
- لماذا لا يجب أن يكون كرهك لوظيفتك سبباً لتركها؟
- تحقيق الرضا بالحياة قد لا يكمن في تغيير المسار المهني
في ظل تصاعد مستويات عدم الرضا الوظيفي عالمياً، يتزايد الجدل حول ما إذا كان ترك وظيفة غير مرضية الحل الوحيد لتحقيق السعادة. فبينما يرى البعض أن البحث عن «الوظيفة المثالية» المسار الصحيح، يقترح خبراء النفس وجود بدائل واقعية تمكن الأفراد من تحقيق التوازن والرضا دون الحاجة إلى القيام بتغيير جذري وترك الوظيفة.
وتشير بيانات حديثة من مؤسسة غالوب لعام 2024 إلى أن 51 في المئة من الموظفين يبحثون بشكل جاد عن فرص عمل جديدة، وهي نسبة لم تُسجل منذ عامي 2014-2015. ويعكس هذا الرقم مستوى غير مسبوق من عدم الارتباط الوظيفي، ويدعو للتساؤل حول مدى رضا الموظفين عن وظائفهم الحالية؟
وفي سياق متصل، كشف تقرير لمركز بيو للأبحاث في ديسمبر 2024 أن 30 في المئة فقط من العاملين في الولايات المتحدة راضون بشكل كبير عن رواتبهم، و26 في المئة فقط يشعرون بالرضا تجاه فرص الترقية، وقد تدفع هذه الأرقام الكثيرين إلى الاستنتاج بأن الحل يكمن في مطاردة وظيفة أحلامهم التي تتوافق تماماً مع قيمهم وتطلعاتهم.
وحسب مجلة سيكولوجي توديه «لا يتعين عليك أن تجد هدفك في وظيفتك لتعيش حياة ذات معنى». وتقول إن هذه الفكرة، التي يتبناها خبراء، تشير إلى أن تحقيق الرضا في الحياة قد لا يكمن بالضرورة في تغيير المسار المهني. غالباً ما يبدأ الأمر بالبحث عن«الهدف»خارج نطاق العمل، أي القيم الأساسية والأنشطة والروابط التي تركز حياتنا.
وتضيف المجلة أنه بمجرد بناء هذا الهدف خارج العمل، يمكن للأفراد إيجاد طرق لدمجه في بيئة عملهم، أو على الأقل تحقيق توازن يسمح لهم بالبقاء في وظيفة مستقرة مالياً دون الشعور بالاستنزاف الروحي.
3 طرق
وأوصت «سيكولوجي توديه» الراغبين في الاستقالة لشعورهم بالجمود في وظائف لا يحبونها، بـ3 إستراتيجيات عملية لبناء حياة هادفة دون الحاجة إلى هذه الخطوة، تشمل:
1 - ابدأ بهدف خارج العمل واستثمر وقت فراغك الثمين
أفادت المجلة أن متوسط وقت الفراغ اليومي للأميركي العادي يتراوح بين 4.5 و5 ساعات، وفقاً لمسح استخدام الوقت الأميركي. وترى أن هذه الساعات، بما فيها المساء وعطلات نهاية الأسبوع، تمثل فرصة حقيقية للموظف لإعادة شحن طاقته وتحقيق أهدافه الشخصية، ويمكن قضاء هذا الوقت بالتطوع، أو ممارسة الفنون، أو الإرشاد، أو الاهتمام بشؤون منزلية، أو حتى مجرد تخصيص وقت للجلوس مع العائلة.
2 - اصنع هدفاً داخل الوظيفة
ذكرت«سيكولوجي توديه»، أنه حتى لو لم تكن وظيفتك مُرضية بشكل عام، يمكن أن تصنع هدفاً داخل المؤسسة، حيث نوهت على سبيل المثال، إلى سيدة أميركية وجدت الحل عندما بدأت تهتم بموضوع المساواة بين الرجل والمرأة، وبدأت تكتب مدونة عن القيادة النسائية، ولاحقاً، طورت ورش عمل داخلية وطرحتها على الشركة. مبينة أن رد الفعل كان إيجابياً لدرجة أن رئيسها قلص ساعات عملها إلى دوام جزئي- مع الحفاظ على راتبها – لتخصيص مزيد من الوقت لتطوير الدورات ومشاركتها مع الزملاء.
وحسب المجلة «لم تجد وظيفة هادفة؛ بل بَنَت هدفاً داخل الوظيفة التي كانت لديها بالفعل».
3 - فن تقليل الاستنزاف
تلفت المجلة إلى أنه إذا لم تتمكن من إضافة هدف جديد إلى وظيفتك، تخلص مما يستنزف طاقتك، وهي طريقة فعالة بشكل مدهش بشكل تجعل الوظيفة مستدامة ومرضية.
وفي هذا الخصوص أشارت المجلة إلى تجربة تحكيها طبيبة، كانت تعمل في العيادات الخارجية والمستشفى، لكنها أدركت مع الوقت أنها تستنزف من عمل المستشفى. بعد محادثة مع زملائها، تم تعديل الجدول الزمني لتركز أكثر على عمل العيادات الخارجية بينما غطى الآخرون جانب المستشفى. لم تتغير وظيفتها أو راتبها، لكن رضاها وشعورها بالانسجام تحسنا بشكل كبير.
وأفادت بأن هذه المرونة قد لا تتوفر دائماً، لكن غالباً ما يمكن لمحادثة بسيطة مع المدير أو تعديل صغير في المسؤوليات أن يحدث فرقاً كبيراً. موصية بأن يبدأ الموظف بتحديد ما يكرهه أكثر، وينظر ما الذي يمكن تحقيقه.
ولفتت المجلة إلى أن معظم الناس لا يستطيع تحمل تكلفة التخلي عن وظائفهم لمجرد أنها لا تحقق لهم معنى عميقاً، وقالت«ما نسمعه أحياناً بأنه علينا أن نجد الشغف في مكان آخر، قد يكون ضرره أكبر، وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى نموذج أكثر واقعية؛ نموذج يسمح لنا بالشعور بالرضا خارج العمل»، مضيفة: «لست مضطراً لأن تحب وظيفتك، لكنك تستحق أن تحب حياتك».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 5 أيام
- الرأي
نصف الموظفين يبحثون عن فرص بديلة... فهل حان وقت تغيير مفهوم الرضا الوظيفي؟
- 30 في المئة من العاملين في أميركاً راضون عن رواتبهم - 26 في المئة فقط يشعرون بالرضا تجاه فرص ترقياتهم - لماذا لا يجب أن يكون كرهك لوظيفتك سبباً لتركها؟ - تحقيق الرضا بالحياة قد لا يكمن في تغيير المسار المهني في ظل تصاعد مستويات عدم الرضا الوظيفي عالمياً، يتزايد الجدل حول ما إذا كان ترك وظيفة غير مرضية الحل الوحيد لتحقيق السعادة. فبينما يرى البعض أن البحث عن «الوظيفة المثالية» المسار الصحيح، يقترح خبراء النفس وجود بدائل واقعية تمكن الأفراد من تحقيق التوازن والرضا دون الحاجة إلى القيام بتغيير جذري وترك الوظيفة. وتشير بيانات حديثة من مؤسسة غالوب لعام 2024 إلى أن 51 في المئة من الموظفين يبحثون بشكل جاد عن فرص عمل جديدة، وهي نسبة لم تُسجل منذ عامي 2014-2015. ويعكس هذا الرقم مستوى غير مسبوق من عدم الارتباط الوظيفي، ويدعو للتساؤل حول مدى رضا الموظفين عن وظائفهم الحالية؟ وفي سياق متصل، كشف تقرير لمركز بيو للأبحاث في ديسمبر 2024 أن 30 في المئة فقط من العاملين في الولايات المتحدة راضون بشكل كبير عن رواتبهم، و26 في المئة فقط يشعرون بالرضا تجاه فرص الترقية، وقد تدفع هذه الأرقام الكثيرين إلى الاستنتاج بأن الحل يكمن في مطاردة وظيفة أحلامهم التي تتوافق تماماً مع قيمهم وتطلعاتهم. وحسب مجلة سيكولوجي توديه «لا يتعين عليك أن تجد هدفك في وظيفتك لتعيش حياة ذات معنى». وتقول إن هذه الفكرة، التي يتبناها خبراء، تشير إلى أن تحقيق الرضا في الحياة قد لا يكمن بالضرورة في تغيير المسار المهني. غالباً ما يبدأ الأمر بالبحث عن«الهدف»خارج نطاق العمل، أي القيم الأساسية والأنشطة والروابط التي تركز حياتنا. وتضيف المجلة أنه بمجرد بناء هذا الهدف خارج العمل، يمكن للأفراد إيجاد طرق لدمجه في بيئة عملهم، أو على الأقل تحقيق توازن يسمح لهم بالبقاء في وظيفة مستقرة مالياً دون الشعور بالاستنزاف الروحي. 3 طرق وأوصت «سيكولوجي توديه» الراغبين في الاستقالة لشعورهم بالجمود في وظائف لا يحبونها، بـ3 إستراتيجيات عملية لبناء حياة هادفة دون الحاجة إلى هذه الخطوة، تشمل: 1 - ابدأ بهدف خارج العمل واستثمر وقت فراغك الثمين أفادت المجلة أن متوسط وقت الفراغ اليومي للأميركي العادي يتراوح بين 4.5 و5 ساعات، وفقاً لمسح استخدام الوقت الأميركي. وترى أن هذه الساعات، بما فيها المساء وعطلات نهاية الأسبوع، تمثل فرصة حقيقية للموظف لإعادة شحن طاقته وتحقيق أهدافه الشخصية، ويمكن قضاء هذا الوقت بالتطوع، أو ممارسة الفنون، أو الإرشاد، أو الاهتمام بشؤون منزلية، أو حتى مجرد تخصيص وقت للجلوس مع العائلة. 2 - اصنع هدفاً داخل الوظيفة ذكرت«سيكولوجي توديه»، أنه حتى لو لم تكن وظيفتك مُرضية بشكل عام، يمكن أن تصنع هدفاً داخل المؤسسة، حيث نوهت على سبيل المثال، إلى سيدة أميركية وجدت الحل عندما بدأت تهتم بموضوع المساواة بين الرجل والمرأة، وبدأت تكتب مدونة عن القيادة النسائية، ولاحقاً، طورت ورش عمل داخلية وطرحتها على الشركة. مبينة أن رد الفعل كان إيجابياً لدرجة أن رئيسها قلص ساعات عملها إلى دوام جزئي- مع الحفاظ على راتبها – لتخصيص مزيد من الوقت لتطوير الدورات ومشاركتها مع الزملاء. وحسب المجلة «لم تجد وظيفة هادفة؛ بل بَنَت هدفاً داخل الوظيفة التي كانت لديها بالفعل». 3 - فن تقليل الاستنزاف تلفت المجلة إلى أنه إذا لم تتمكن من إضافة هدف جديد إلى وظيفتك، تخلص مما يستنزف طاقتك، وهي طريقة فعالة بشكل مدهش بشكل تجعل الوظيفة مستدامة ومرضية. وفي هذا الخصوص أشارت المجلة إلى تجربة تحكيها طبيبة، كانت تعمل في العيادات الخارجية والمستشفى، لكنها أدركت مع الوقت أنها تستنزف من عمل المستشفى. بعد محادثة مع زملائها، تم تعديل الجدول الزمني لتركز أكثر على عمل العيادات الخارجية بينما غطى الآخرون جانب المستشفى. لم تتغير وظيفتها أو راتبها، لكن رضاها وشعورها بالانسجام تحسنا بشكل كبير. وأفادت بأن هذه المرونة قد لا تتوفر دائماً، لكن غالباً ما يمكن لمحادثة بسيطة مع المدير أو تعديل صغير في المسؤوليات أن يحدث فرقاً كبيراً. موصية بأن يبدأ الموظف بتحديد ما يكرهه أكثر، وينظر ما الذي يمكن تحقيقه. ولفتت المجلة إلى أن معظم الناس لا يستطيع تحمل تكلفة التخلي عن وظائفهم لمجرد أنها لا تحقق لهم معنى عميقاً، وقالت«ما نسمعه أحياناً بأنه علينا أن نجد الشغف في مكان آخر، قد يكون ضرره أكبر، وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى نموذج أكثر واقعية؛ نموذج يسمح لنا بالشعور بالرضا خارج العمل»، مضيفة: «لست مضطراً لأن تحب وظيفتك، لكنك تستحق أن تحب حياتك».


اليوم الثامن
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- اليوم الثامن
الإمارات تتصدر العرب وتتفوق عالميًا في تقرير السعادة 2025
الإمارات تتألق في المؤشرات الفرعية لتقرير السعادة العالمي أبوظبي حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا بارزًا في تقرير السعادة العالمي لعام 2025، حيث تقدمت إلى المركز 21 عالميًا، متفوقة على دول كبرى مثل المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، وسنغافورة. كما حافظت الإمارات على صدارتها كأسعد دولة عربية، مما يعكس نجاحها المستمر في تعزيز رفاهية مواطنيها ومقيميها. أسباب النجاح وفقًا لجولي راي، رئيسة تحرير أخبار العالم في "غالوب"، يعود تقدم الإمارات في مؤشر السعادة إلى عدة عوامل رئيسية، منها: اقتصاد قوي: يدعم مستويات المعيشة المرتفعة. الدعم الاجتماعي: حيث سجلت الإمارات نسبة 92% في هذا المجال. بنية تحتية متطورة: تسهم في تحسين جودة الحياة. وقد أعلنت الإمارات عام 2025 "عام المجتمع"، بهدف تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، وهي خطوة تؤكد التزام الدولة بتعزيز السعادة كجزء من رؤيتها الاستراتيجية. أداء الإمارات في المؤشرات الفرعية سجلت الإمارات نتائج متميزة في عدة مؤشرات فرعية، منها: تقييم جودة الحياة: 6.759 من 10. نصيب الفرد من الناتج الإجمالي: 7 نقاط. الحرية: المركز 23 عالميًا. الكرم: احتلت المركز 19 في التبرع، 16 في ساعات التطوع، و12 في استرجاع المفقودات. منهجية التقرير يستند تقرير السعادة العالمي 2025 إلى بيانات استطلاع "غالوب" العالمي، التي جُمعت من أكثر من 140 دولة خلال الفترة من 2022 إلى 2024. ويعتمد التصنيف على متوسط تقييمات الحياة التي يقدمها الأفراد، إلى جانب تحليل ستة عوامل رئيسية: الدخل، الدعم الاجتماعي، الصحة، الحرية، الكرم، وتصورات الفساد. التقرير هو نتاج تعاون بين "غالوب"، مركز أكسفورد لأبحاث الرفاهية، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة. السياق العالمي على المستوى العالمي، حافظت فنلندا على صدارتها كأسعد دولة للعام الثامن، بمتوسط تقييم 7.736 من 10، تلتها دول إسكندنافية أخرى مثل الدنمارك، آيسلندا، والسويد. في المقابل، جاءت أفغانستان في المركز الأخير بمتوسط 1.364. وسجلت الولايات المتحدة تراجعًا إلى المركز 24، بينما تحسنت ألمانيا إلى المركز 22. وشهدت التصنيف دخول كوستاريكا والمكسيك إلى قائمة العشرة الأوائل لأول مرة. رؤى تحليلية أشار جون هيليويل، أحد مؤسسي التقرير، إلى أن الدعم الاجتماعي والثقة بالآخرين يعززان السعادة بشكل كبير. وأكد أن النظرة الإيجابية تجاه المجتمع المحيط يمكن أن تحول الغرباء إلى أصدقاء محتملين، مما يعزز الشعور بالانتماء والرفاهية. كما دعا إلى استغلال هذا العامل بشكل أكبر لتحسين مستويات السعادة عالميًا. يبرز تقدم الإمارات في مؤشر السعادة العالمي 2025 كدليل على نجاح سياساتها في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية. ومع استمرار تركيزها على تعزيز الروابط المجتمعية، تؤكد الإمارات مكانتها كدولة رائدة في تحقيق السعادة على المستويين الإقليمي والعالمي.


الرأي
٢٠-٠١-٢٠٢٥
- الرأي
الكويت في عام... إنجازات رائدة إقليمياً ودولياً
- تعزيز البنية التشريعية بإقرار مجموعة نوعية من القوانين - تدشين مشاريع كبرى يتصدرها التشغيل الكامل لمصفاة الزور - الدخول في أكبر مشروع استثماري نفطي خليجي مشترك متمثلاً بمصفاة الدقم - اكتشافات نفطية جديدة ونجاحات تعزّز مكانة الكويت الاقتصادية والحضارية - تقدم ملحوظ في التحول الرقمي بعشرات الخدمات الإلكترونية واتفاقية مع «غوغل» - تصدّر مؤشر «غالوب» الدولي للدول الأكثر أماناً للعام 2023 فيما تستعد الكويت لمرحلة جديدة من الحراك التنموي في المرحلة المقبلة، رصدت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» حزمة من الإنجازات التي حققتها البلاد العام الماضي، وعززت موقع البلاد في الريادة الإقليمية والدولية، وأثرت رصيدها التنموي والفكري والحضاري، بمزيج من تضافر الجهود الحكومية والخاصة وعزيمة كويتية صلبة جماعياً وفردياً. وامتدت تلك الإنجازات التي شهدها العام الماضي، من الدبلوماسية الخلاقة الاستشرافية، إلى المشاريع التنموية الكبرى وتعزيز البيئة التشريعية للبلاد، إضافة إلى القفزات النوعية في المؤشرات العالمية، وصولاً إلى الإبداعات العلمية والثقافية والنجاحات الطبية والرياضية. سياسية وتشريعية وعلى المستويين السياسي والدبلوماسي، شهدت الكويت تعزيزاً كبيراً لعلاقاتها الخارجية، من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، مثل تركيا والصين وسلطنة عمان والسعودية والمملكة المتحدة ومصر والبحرين والهند. علاوة على ذلك، عززت الكويت موقعها القيادي إقليمياً ودولياً، عبر حزمة إنجازات شملت استضافة البلاد القمة الخليجية الـ45، وانتخاب مرشح الكويت محمد العجيري أميناً عاماً مساعداً للجامعة العربية، وتجديد الثقة بعبدالله المعتوق مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة للعام الثامن على التوالي، علاوة على فوز الكويت بمنصب نائب رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي عن دول آسيا. كما عززت البلاد بنيتها التشريعية، بمجموعة نوعية من القوانين، منها قانون إقامة الأجانب، وقانون المرور، وقانون الجنسية الجديد، ومشروع قانون في شأن إيجارات العقارات لحفظ حقوق المؤجر والمستأجر، ومشروع قانون في شأن إنشاء دائرة بالمحكمة الكلية، للنظر في المنازعات الإدارية وسرعة البت فيها، وقانون الضريبة على مجموعة الكيانات متعددة الجنسيات. مشاريع كبرى ودشنت الكويت حزمة من المشاريع الكبرى، يتصدرها انطلاق التشغيل الكامل لمصفاة الزور في شهر مايو الماضي، برعاية وحضور سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حيث يمثل المشروع أحد أهم مشاريع خطة التنمية بدولة الكويت. وبحضور ورعاية أميرية سامية، دشنت الكويت كذلك الافتتاح الرسمي لجامعة عبدالله السالم، والإعلان عن مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء، كما حصدت البلاد جائزة أفضل شراكة خليجية للعام 2024، عن شراكتها مع سلطنة عمان، في أكبر مشروع استثماري خليجي مشترك في قطاع المصافي والمتمثل في مصفاة الدقم، فيما انطلقت أعمال الصيانة الجذرية للطرق في مختلف مناطق البلاد وجرى توقيع عقود عدد من المشاريع الأخرى. وبينما أكدت وكالات التصنيف الائتماني العالمية (فيتش - ستاندرد آند بورد- موديز) قوة الاقتصاد الكويتي والنظرة المستقبلية المستقرة للبلاد حقق القطاع المصرفي الكويتي أداء قوياً ودخلت سبعة مصارف كويتية ضمن قائمة أقوى 100 مصرف عربي للعام 2023. كشف نفطي كما شهدت البلاد اكتشافات جديدة تعزز مكانتها الاقتصادية والحضارية، تمثلت في اكتشاف كميات تجارية ضخمة من النفط الخفيف والغاز المصاحب في حقل النوخذة البحري شرق جزيرة (فيلكا) إلى جانب الاكتشاف الأثري في جزيرة فيلكا المتمثل في معبد يعود لحضارة (دلمون) من العصر البرونزي قبل نحو 4000 عام. وحقق القطاع النفطي العديد من النجاحات تمثلت في اعتلاء مصفاة ميناء عبدالله التابعة لشركة البترول الوطنية الكويتية المرتبة الأولى عالمياً في هندسة إدارة المخاطر، وحصول شركة ناقلات النفط الكويتية على جائزة النقل البحري الأخضر لحماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي من منظمة المقاييس البحرية. كما اختارت مجلة (فوربس) العالمية الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح، ضمن أفضل رئيس تنفيذي على مستوى دولة الكويت والسادس على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي قطاع الصناعة أطلقت وزارة التجارة مصنع «تايهان كويت» كأول مصنع كويتي في منطقة ميناء عبدالله الصناعية لصناعة كابلات الألياف الضوئية «فايبر». تحول رقمي وشهدت الكويت تقدماً ملحوظاً في مجال التحول الرقمي من خلال إطلاق عشرات الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتوقيع اتفاقية مع شركة (غوغل) العالمية لإنشاء مراكز بيانات حديثة لخدمات الحوسبة السحابية في البلاد، علاوة على الانطلاق التجريبي للنسخة الإنكليزية من التطبيق الحكومي الموحد للخدمات الالكترونية «سهل»، وإطلاق البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت «بيئتنا» بنسختها الجديدة. وعلى مستوى مؤشرات الأمن والاستقرار حققت دولة الكويت إنجازاً بارزاً بتصدرها مؤشر مؤسسة «غالوب» الدولي للدول الأكثر أماناً في العالم للعام 2023، وفق تقرير «القانون والنظام العالمي»، علاوة على النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في فرض القانون وتطبيقه وحماية أمن الوطن وأمان مواطنيه. كما نجحت الكويت في ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، إذ حققت المركز الأول في مؤشر تطوير قطاع الاتصالات للعام 2024 للمرة الثانية على التوالي، وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، بالتزامن مع تحقيق البلاد قفزة في عدد من المؤشرات العالمية. «الصحة»... قفزات نوعية حققت الكويت في القطاع الصحي قفزات نوعية، إذ اختير مركز أسعد الحمد للأمراض الجلدية مركزاً متميزاً عالمياً، وحصل مستشفى جابر الأحمد على اعتراف دولي كمركز متميز لجراحة الثدي، كسابع مستشفى حول العالم في هذا المجال، من قبل المنظمة العالمية. وبينما توسعت البلاد في تدشين العديد من المراكز الصحية الجديدة، كرمت منظمة الصحة العالمية الكويت تقديراً لإنجازها البارز في مجال برنامج التحصين الموسع. وحقق مستشفى مبارك الكبير إنجازاً غير مسبوق في الشرق الأوسط بجراحة الأوعية الدموية والقسطرة. ولمع الكويتيون في المحافل الدولية بإنجازات متميزة في مختلف المجالات، حيث تم اختيار الدكتور فواز الزيد عضواً في المجلس العالمي المرموق للجمعية الأوروبية لدراسة السكري، ليصبح أول كويتي يحصل على هذه العضوية. العقول المبدعة... تميّز حصدت الكويت العديد من براءات الاختراع إذ حصل معهد الكويت للأبحاث العلمية على براءة اختراع في مجال تكنولوجيا السوائل النانوية كما حصل مكتب براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية التابع لجامعة الكويت على ميداليات دولية. وفاز فريق من جامعة الكويت بجائزة أفضل بناء للروبوت في مسابقة «في إي أكس» الدولية في تكساس حيث يعد أول فريق جامعي بالوطن العربي والشرق الأوسط يحصل على تلك الجائزة. وحققت طالبة كلية الحقوق فادية الرفاعي المركز الأول في مسابقة نموذج الأمم المتحدة، كأفضل باحثة ومتحدثة، فيما فاز ثلاثة طلاب كويتيون في مسابقة الهاكاثون الخليجي، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العام في نسخته الثانية بالمنامة. الرياضة... إبهار وميداليات لم تغب الرياضة عن ساحات التميز خلال العام الماضي بداية من الاحتضان المبهر لكأس الخليج في نسخته الـ26 ومروراً بإنجازات الرياضيين الكويتيين في مختلف الألعاب، حيث حصد منتخب الكويت لألعاب القوى للمعاقين 17 ميدالية متنوعة في ملتقى الشارقة الدولي الـ12. وفازت الكويت بثلاث ميداليات متنوعة في لعبة التايكوندو فئة الأشبال في بطولة كأس العرب. كما حصد السباح محمد زبيد الميدالية الذهبية في البطولة العربية للرياضة المائية، وحصل البطل الباراليمبي فيصل سرور على أول ميدالية ذهبية لدولة الكويت في دورة الألعاب البارالمبية «باريس 2024». وكرمت موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية البطل الكويتي العالمي للدراجات المائية محمد بوربيع لدخوله الموسوعة للمرة الرابعة، بحصوله على 28 ميدالية في بطولة العالم للدراجات المائية.