
سياسة ترامب تتغير إزاء أوكرانيا
لطالما أصر دونالد ترامب على أن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان هو، وليس جو بايدن، في منصب الرئيس. لم يشرح أبداً السبب، لكن التلميح كان أن علاقته الشخصية الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت ستكفي لردع عملية عسكرية مثل هذه من قبل روسيا. وخلال حملته الانتخابية لإعادة انتخابه عام 2024، تفاخر ترامب بأنه إذا فاز بولاية ثانية في البيت الأبيض، فسينهي الحربَ في غضون ساعات معدودة.
ومع ذلك، ورغم فوزه المريح في نوفمبر، وجهوده الدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 يناير 2025، لم تسفر هذه الجهود عن التوصل إلى أي اتفاق دبلوماسي. فقد أجرى ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو، والمبعوثان الخاصان ستيف ويتكوف والجنرال المتقاعد كيث كيلوج، العديدَ من الاجتماعات مع بوتين ومستشاريه، وكذلك مع قادة أوكرانيا، لكن دون جدوى حتى الآن. وكان انتقاد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنياً للغاية، واعتبره الكثيرون غير عادل وقاسياً. فخلال المواجهة العلنية الشهيرة في المكتب البيضاوي، يوم 8 فبراير 2025، قال ترامب لزيلينسكي إنه «لا يملك أوراقاً» للتفاوض مع روسيا. وحتى وقت قريب جداً، كان ترامب متردداً في انتقاد القيادة الروسية. وكانت المخاوف في أوكرانيا وأوروبا، وبين العديد من الأميركيين الداعمين لأوكرانيا، من أن روسيا، نظراً لتفوقها العددي في الأفراد والعتاد واستعدادها للمزيد من التضحيات، إلى جانب ترسانتها، خاصة إمدادات الطائرات المسيّرة.. قد تنتصر في نهاية المطاف في حرب استنزاف طويلة الأمد. ويُرجح أن ذلك كان سببه توقف وزارة الدفاع الأميركية عن إرسال شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، ثم استئنافها، لتتوقف مجدداً في الوقت الذي كانت فيه الهجمات الجوية الروسية تتصاعد.
لكن في الأسابيع القليلة الماضية، ظهرت مؤشرات على أن ترامب أصبح مستعداً لكشف خدعة روسيا وتغيير موقفه من سياسة «عدم التدخل» إلى سياسة أكثر دعماً لأوكرانيا. ففي 14 يوليو، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة، عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستزود أوكرانيا بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي، ملمّحاً إلى إمكانية تزويدها أيضاً بصواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى موسكو. كما منح الجانبَ الروسي مهلةَ 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإذا لم يحدث ذلك، فقد تُصبح الرسوم الجمركية والعقوبات الثانوية على الدول التي تشتري الطاقة الروسية جزءاً من السياسة الأميركية.
ويمكن الحديث في الوقت الحالي عن عدة تفسيرات لهذا التحول في موقف ترامب من الحرب الروسية الأوكرانية:
أولا، لا بد أن الرئيس الأميركي يدرك أن أي نصر عسكري روسي سيكون هزيمة لحلف «الناتو»، وسيُلام هو على «خسارة أوكرانيا». وسيُتهم بأنه باع حليفاً غربياً، وسيُطلق عليه لقب «تشامبرلين الثاني»، في إشارة إلى رئيس الوزراء البريطاني الذي استسلم لمطالب هتلر في اتفاق ميونيخ عام 1938 وساهم في تمهيد الطريق للحرب العالمية الثانية. وسيغضب «الديمقراطيون» بشدة من ترامب ومن الجناح الانعزالي في الحزب الجمهوري. أما حلفاء أميركا الغربيون، فسينظرون إلى هذه الهزيمة على أنها خطوة أولى نحو استخدام روسيا للقوة مجدداً في سبيل تحقيق حلمها بإعادة الهيمنة على أوروبا الشرقية.
ثانياً، أن روسيا واجهت نكسات استراتيجية كبيرة في الشرق الأوسط، مع سقوط بشار الأسد، وتدمير جماعتَي «حزب الله» و«حماس» على يد إسرائيل، والهجمات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، والتي كشفت عن ضعف إيران، وبالتالي ضعف روسيا أيضاً.
ثالثاً، أن علاقات ترامب مع حلف «الناتو» تحسنت خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن معظم الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف ملتزمة الآن بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. وكان أمل موسكو أن تقسّم «الناتو» وتُضعفه. لكن محاولتها فشلت، مما جعل ترامب وأوكرانيا المستفيدين الرئيسيين من الوضع الجديد.
*مدير البرامج الاستراتيجية بمركز «ناشونال انترست» - واشنطن
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 35 دقائق
- البيان
فيديو اعتقال أوباما المزيف.. مشهد وهمي ورسالة حقيقية
في مشهد يُشبه حبكة أحد أفلام الخيال السياسي، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقطع فيديو مثيرًا للجدل عبر منصته "تروث سوشيال"، يُظهر الرئيس الأسبق باراك أوباما وهو يُعتقل داخل المكتب البيضاوي على يد عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). الفيديو، الذي صُنع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، لم يتضمّن أي توضيح من ترامب بأنه خيالي أو مزيف ، ما أثار موجة واسعة من الانتقادات والتساؤلات القانونية والأخلاقية. كما أثار الفيديو حقيقة عصر المعلومات المصطنعة، وبات السؤال الملح: من يملك الحقيقة؟ ومن يملك القدرة على صناعتها؟ مشهد وهمي.. ورسالة حقيقية؟ يبدأ الفيديو بتصريحات حقيقية مقتطعة من أوباما وعدد من الساسة الأمريكيين يرددون جملة: "لا أحد فوق القانون"، قبل أن ينقلب المشهد إلى محاكاة بصرية مزيفة تُظهر أوباما مكبّل اليدين، ثم خلف القضبان مرتديًا الزي البرتقالي الشهير للمساجين، بينما يظهر ترامب جالسًا مبتسمًا. ورغم أن الفيديو لا يمت للواقع بصلة، إلا أن عرضه على منصة ترامب الخاصة، دون توضيح لطبيعته المفبركة، أثار تساؤلات حول نوايا ترامب وحدود الاستخدام السياسي للتقنيات الحديثة. اعتبر عدد من المراقبين أن الفيديو يدخل في إطار "التهريج السياسي" ويهدف إلى تشويه الخصوم في فترة سياسية حساسة، بينما ذهب آخرون إلى التحذير من تبعات التلاعب البصري على وعي الناخبين وثقة الجمهور بالمؤسسات، وققا لصحيفة "إندبندنت". الخبير في الشؤون الرقمية، البروفيسور جون كراوفورد، قال إن الفيديو "يمثل نقطة تحوّل في استخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح سياسي". وأضاف: "عندما تبدأ الشخصيات العامة في تداول محتوى مزيف عن خصومها وكأنه حقيقة، فهذه علامة خطر على مستقبل الحوار السياسي والديمقراطية نفسها". الذكاء الاصطناعي.. بين الإبداع والانفلات تُعد تقنية "التزييف العميق" (Deepfake) إحدى أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي إثارةً للجدل. فهي تتيح إنتاج مشاهد واقعية بالكامل لأشخاص لم يفعلوا ما يُعرض عنهم. استخدام هذه التقنية في المجال السياسي يفتح الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات التضليل الإعلامي والتلاعب برأي الناخب. وقد أعربت منظمات حقوقية وإعلامية عن قلقها من غياب التشريعات التي تقيّد استخدام هذه التكنولوجيا في الحملات الانتخابية، خصوصًا أن جمهورًا واسعًا قد يصدق المحتوى المزيّف إذا لم يُعلن بوضوح أنه غير حقيقي. الفيديو أثار أيضًا نقاشًا حول مستقبل الحملات السياسية في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد النقاش مقتصرًا على التصريحات والخطابات، بل بات يمتد إلى العالم البصري الرقمي الذي يمكن فيه خلق واقع مزيف بالكامل. ورأى البعض أن خطوة ترامب تعبّر عن إعادة تعريف للمعركة السياسية، حيث لم تعد الحقيقة شرطًا أساسًا للفوز، بل القدرة على التأثير البصري والانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يبدو أن الفيديو الذي نشره ترامب لا يورّط فقط أوباما أو خصومه، بل يكشف عن ورطة أكبر يعيشها النظام السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة، في ظل تنامي نفوذ أدوات الذكاء الاصطناعي الخارجة عن أي ضوابط أخلاقية أو قانونية واضحة.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
ترامب ينبش في «ملفات الظل».. ويتهم أوباما بـ«الخيانة»
تم تحديثه الأربعاء 2025/7/23 02:57 م بتوقيت أبوظبي صعد سيد البيت الأبيض دونالد ترامب ضد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، متهما أياه بـ"الخيانة". وطلب ترامب بمحاكمة أوباما، الذي تولى الرئاسة بين عامي 2009 و2017، بسبب تقرير يفيد بأن مسؤولين في إدارة الرئيس الأسبق تلاعبوا بمعلومات حول تدخل روسيا في انتخابات 2016. وأرسلت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد إفادات إلى وزارة العدل مرتبطة بتقرير نُشر يوم الجمعة يؤكد أن مسؤولين في إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما كانوا جزءا من "مؤامرة خيانة". وقالت غابارد إن أوباما وفريقه اختلقوا معلومات استخباراتية بشأن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية "لوضع الأساس لانقلاب استمر لسنوات ضد الرئيس (الجمهوري) ترامب". زعيم العصابة وعندما سئل ترامب عن الشخص الذي يجب ملاحقته على خلفية تقرير غابارد خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي مع الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الذي يزور الولايات المتحدة، قال ترامب "بناء على ما قرأته (...) سيكون الرئيس أوباما. هو من بدأ ذلك". كما أشار ترامب إلى أن الرئيس السابق جو بايدن الذي كان وقتها نائب أوباما، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي، ومدير الاستخبارات الوطنية السابق جيمس كلابر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون برينان، كانوا جزءا من مؤامرة. لكنه أضاف "زعيم العصابة هو أوباما"، متهما إياه بأنه مذنب "بالخيانة". رد أوباما ووصف مكتب أوباما تلك التهم بأنها "سخيفة ومحاولة ضعيفة لتشتيت الانتباه"، وفقا لـ"فرانس برس". وقال باتريك رودنبوش الناطق باسم أوباما "لا يوجد شيء في الوثيقة الصادرة الأسبوع الماضي ينفي خلاصة أن روسيا عملت من أجل التأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لكنها لم تنجح في التلاعب بأي أصوات". وفي العام 2020، توصل تقرير مشترك للجمهوريين والديمقراطيين صادر عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ برئاسة القائم بأعمال رئيس اللجنة آنذاك ماركو روبيو الذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن حملة ترامب سعت إلى "تعظيم تأثير" تسريبات وثائق للحزب الديمقراطي قرصنتها الاستخبارات العسكرية الروسية. وأوضح أن هدف الاختراق كان مساعدة ترامب وإيذاء المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال انتخابات 2016. أوباما سجينا وكان ترامب نشر على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، فيديو مُولّد بتقنية الذكاء الاصطناعي لعملية اعتقال مختلقة للرئيس الأسبق باراك أوباما من داخل المكتب البيضاوي أرفقه بنص كتب فيه "لا أحد فوق القانون". وفي المقطع الغريب يظهر أوباما وهو يُجرّ على ركبتيه من قِبل عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الذين كبلوا يدي الرئيس الأسبق بالأصفاد، بينما يشاهده ترامب بابتسامة عريضة. كما يظهر أوباما في المقطع وهو يرتدي زي السجن البرتقالي ويقف خلف القضبان. aXA6IDkyLjExMy41NC40NSA= جزيرة ام اند امز GB


سبوتنيك بالعربية
منذ 2 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
باراك: يجب حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية مع التحلي بالصبر
باراك: يجب حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية مع التحلي بالصبر باراك: يجب حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية مع التحلي بالصبر سبوتنيك عربي أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، اليوم الأربعاء، "العمل على معالجة الوضع في لبنان منذ 4 أسابيع"، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنه مسار معقد. 23.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-23T10:10+0000 2025-07-23T10:10+0000 2025-07-23T10:10+0000 لبنان أخبار لبنان أخبار إسرائيل اليوم إسرائيل الأخبار العالم العربي ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن باراك، قوله إن "الاستقرار أساسي في لبنان والمطلوب قرار من الحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة ووقف الاعتداءات"، مؤكدا الاستمرار في الحوار مع من ليسوا على الطاولة.وأضاف المبعوث الأمريكي، بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، أنه "سيعود إلى لبنان مجددا كلما دعت الحاجة"، متابعا: "نحاول ان نكون الوسيط الصريح لمعالجة الإشكالات".وكان الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، قال إن "حصرية السلاح" يجب أن يتم وضعها في سياق مواجهة "خطر كبير لن يبقي على لبنان"، داعيا إلى توحيد الكلمة والعمل وفق أولوية وطنية واضحة.وكان اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بعد أكثر من عام على فتح "حزب الله" ما أسماها "جبهة إسناد لقطاع غزة".وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان بحلول 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالموعد، وأبقت على وجودها العسكري في 5 نقاط استراتيجية بجنوب لبنان، معللة ذلك "بضمان حماية مستوطنات الشمال، كما واصلت شن هجمات على لبنان من حين لآخر". لبنان أخبار لبنان إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي لبنان, أخبار لبنان, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, الأخبار, العالم العربي