
مستشار ذكي أم مخبر رقمي
في مقابلة حديثة عبر بودكاست This Past Weekend، تحدث سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المطورة لـ ChatGPT، عن نقطة غاية في الأهمية لكنها غالبًا ما تُغفل: المحادثات التي نجريها مع الذكاء الاصطناعي ليست محمية قانونيًا كما هي محادثاتنا مع محامٍ أو مع طبيب. ما يعني أن ما نكتبه أو نشاركه من معلومات شخصية أو حتى اعترافات قد تُستخدم كدليل قانوني ضد المستخدم. وهذا يفتح الباب أمام مخاطر حقيقية، حيث إننا نمنح هذه الأدوات رقميًا ثقة ربما تفوق ما تستحق، ونتعامل معها كأنها جهات توفر خصوصية وأمانًا مثلما يفعل البشر.
الواقع أن الذكاء الاصطناعي ليس سوى أداة رقمية خاضعة للأنظمة والقوانين، ولا تخضع لعلاقات إنسانية أو لخصوصية مطلقة. من المهم أن نعي أننا نستخدم أداة لا تتمتع بوعي أو تعاطف حقيقي، ولا يمكنها تقديم الدعم النفسي أو العاطفي الذي توفره العلاقات الإنسانية الحقيقية. بالتالي، التعامل مع الذكاء الاصطناعي كمُعالج نفسي أو مستشار شخصي هو أمر محفوف بالمخاطر، لا سيما أن ما يقال قد يُخزّن أو يُحلّل أو يُستخدم بطرق لا نعرفها تمامًا.
في ظل هذه المخاطر، يصبح من الضروري أن نمارس الاستخدام الواعي للذكاء الاصطناعي، ونرسم حدودًا واضحة لما نشاركه معه. هذه الأدوات يمكن أن تسهم في تسهيل وتسريع العمليات اليومية، سواء في العمل أو التعلم أو حتى التنظيم الشخصي، لكنها لا يمكن أن تحل محل العلاقات الإنسانية ولا يجب أن تُعامل على أنها صندوق أسرار آمن.
إلى جانب ذلك، يثير ألتمان فكرة جديرة بالنقاش، وهي ضرورة تحديث القوانين لتمنح «امتيازًا قانونيًا» خاصًا للمحادثات مع الذكاء الاصطناعي، بحيث تُعامل هذه المحادثات معاملة سرية، لا يمكن استخدامها كأدلة ضد المستخدمين دون ضوابط صارمة. هذه الفكرة تشير إلى حاجة ملحة للنظر في إطار قانوني وأخلاقي يحمي خصوصية الأفراد في عالم متصل رقميًا بشكل دائم.
في النهاية، يجب أن نرى الذكاء الاصطناعي كما هو: أداة قوية تقدم إمكانيات كبيرة، لكنها لا تملك إحساسًا ولا التزامًا أخلاقيًا، ولا تستطيع أن تحل محل البشر في تقديم الدعم النفسي أو الحفاظ على الخصوصية. لذلك، يبقى الوعي والحرص هما خط الدفاع الأول لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بحكمة وأمان، وحتى تصل القوانين لمستوى يحمي المستخدمين، علينا أن نكون أكثر حذرًا في مشاركة المعلومات، وأن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحدود واضحة.
هل نحن مستعدون لمواجهة تحديات الخصوصية هذه في عصر الذكاء الاصطناعي؟ أم نعطي ثقتنا لهذه الأدوات بلا تفكير كافٍ؟ ربما آن الأوان لنبدأ هذا النقاش بجدية، قبل أن نكتشف أن بعض الأحاديث التي ظنناها خاصة لم تكن كذلك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
OpenAI تقدم مكافآت بملايين الدولارات لموظفيها في مواجهة محاولات الاستقطاب
في مواجهة محاولات استقطاب من شركات كبرى مثل Meta وxAI، أعلنت OpenAI عن تقديم مكافآت خاصة للمرة الأولى لموظفيها البارزين، بهدف تأمين أفضل المواهب في مجالات الذكاء الاصطناعي، مع ارتفاع حدة المنافسة على الكوادر الفنية في السوق. ووفقًا للتقارير، سيحصل حوالي 1000 موظف، أي ما يقارب ثلث قوة العمل في OpenAI، على مكافآت مالية ضخمة، وهي الخطوة التي تأتي في وقت حساس قبل إطلاق GPT-5، وهو ما يجعلها ضرورية للحفاظ على الأداء العالي داخل الشركة، وسط العروض المغرية التي تقدمها الشركات المنافسة. ما تفاصيل المكافآت الخاصة التي تقدمها OpenAI لموظفيها؟ تم الإعلان عن تقديم مكافآت خاصة تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، يتم توزيعها على مدى عامين بشكل ربع سنوي، وهذه المكافآت موجهة بشكل رئيسي إلى الباحثين والمهندسين العاملين في أقسام حيوية مثل الهندسة التطبيقية والأمان والتوسع. أعلى المكافآت ستصل إلى ملايين الدولارات، خاصة للمحترفين الذين يعملون في الأبحاث الأكثر تطورًا في OpenAI. والموظفون سيكونون قادرين على اختيار كيفية استلام هذه المكافآت، سواء نقدًا أو أسهمًا في الشركة، أو مزيج بين الاثنين، وهذا القرار يعكس سعي OpenAI لتعزيز ولاء الموظفين الأكثر خبرة والحفاظ عليهم، في ظل منافسة شرسة من شركات أخرى. OpenAI تقدم مكافآت ضخمة لموظفيها لحمايتهم من محاولات الاستقطاب - shutterstock هل ستنجح OpenAI في الاحتفاظ بمواهبها في ظل المنافسة الشرسة؟ تواجه OpenAI حربًا حقيقية في الحفاظ على مواهبها، في ظل العروض المغرية التي يقدمها منافسوها، ووفقًا لتصريحات المدير التنفيذي، سام ألتمان، كانت Meta قد عرضت مكافآت ضخمة تصل إلى 100 مليون دولار لجذب موظفي OpenAI إلى صفوفها، مع حوافز مالية سنوية أكبر. وعلى الرغم من هذه العروض المغرية، أكد ألتمان أن أفضل موظفي OpenAI لم يقبلوا تلك العروض بعد، لكنه أقر بصعوبة الوضع، وأشار إلى أن استراتيجية Meta الاستباقية في جذب المواهب يمكن أن تضر بالابتكار المستقبلي داخل OpenAI. وعلى الرغم من المكافآت الخاصة التي تقدمها الشركة، تظل التساؤلات قائمة حول تأثير هذه المكافآت على معنويات باقي الموظفين، حيث لن يتلقى ثلثا موظفي الشركة هذه المكافآت، ما قد يؤدي إلى تحديات في الحفاظ على الروح المعنوية داخل أقسام أخرى.

العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
"OpenAI" تعيد "GPT-4o" إلى "شات جي بي تي" بعد غضب المستخدمين
ستعيد شركة "OpenAI" نموذج الذكاء الاصطناعي "GPT-4o" إلى روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، بعد موجة غضب ومطالبة واسعة النطاق من مستخدمين بذلك إثر طرح الشركة لنموذج "GPT-5" الذي طال انتظاره. وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"OpenAI"، في رد عبر ميزة "اسألني ما تشاء" على منصة ريديت، وأيضًا على منصة "إكس"، إن نموذج "GPT-4o" سيكون متاحًا مرة أخرى قريبًا لمستخدمي "شات جي بي تي" من أصحاب الاشتراكات المدفوعة. وقال ألتمان، عبر منصة إكس: "سنتيح لمستخدمي Plus اختيار الاستمرار في استخدام 4o. سنراقب الاستخدام بينما نفكر في مدة توفير النماذج القديمة"، بحسب تقرير لموقع "Mashable" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وأطلقت "OpenAI" نموذج "GPT-5" المرتقب بشدة يوم الخميس، واعدةً بأنه أذكى وأسرع نموذج حتى الآن، والذي يتميز أيضًا بنظام مبسط يعمل في الخلفية لاختيار النسخة الأنسب من "GPT-5" لطلب المستخدم. وفي السابق، كان بإمكان المستخدمين اختيار نماذج محددة لكل طلب. لكن بعد فترة وجيزة من بدء إطلاقه، انتقد مستخدمو "شات جي بي تي" نموذج "GPT-5" بشدة على "ريديت" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، واصفين إياه بـ"الكارثة" وبأنه سيء للغاية. وذكرت تقارير أن "OpenAI" فقدت عددًا من مشتركي "شات جي بي تي" الذين غضبوا من التغييرات التي أُجربت مع إصدار "GPT-5"، إلا أن عددهم من المرجح أن يكون ضئيلاً. وجاءت معظم الانتقادات بسبب شخصية "GPT-5" التي وصِفت بأنها أكثر برودًا مقارنة بنموذج "GPT-4o". واشتكى مستخدمون أيضًا من الإزالة المفاجئة لجميع النماذج الأخرى من أداة اختيار نماذج "شات جي بي تي" لصالح "GPT-5" الموحد ظاهريًا. ومن المفارقات أن المستخدمين انتقدوا "OpenAI" سابقًا بسبب العدد المربك لخيارات النماذج، مما يثبت أنه لا يمكن إرضاء الجميع. وخلال تلقيه أسئلة عبر "اسألني ما تشاء" على منصة ريديت يوم الجمعة، تلقى ألتمان سيلًا من الطلبات لإعادة نموذج "GPT-4o" إلى "شات جي بي تي". ووعد ألتمان مستخدمي "شات جي بي تي" بأن نموذج "GPT-5" سيتحسن بسرعة.


الرجل
منذ 6 ساعات
- الرجل
أمازون تزود Alexa بذكاء اصطناعي جديد.. فكيف أصبح أداؤها؟
بعد سنوات من الانتظار، أطلقت شركة "أمازون" Amazon الإصدار المطوّر من مساعدها الصوتي "أليكسا" Alexa تحت اسم "أليكسا+" Alexa+، والذي حصل على ترقية شاملة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وتأتي هذه الخطوة، التي أصبحت متاحة على نطاق أوسع بعد فترة من التجارب المحدودة، كإحدى أهم مراحل تطوير المساعد الصوتي. وبحسب ما أورده موقع Indian Express، فإن إطلاق "شات جي بي تي" ChatGPT عام 2023 كشف بوضوح حاجة "أليكسا" إلى تحديث جذري لمواكبة التطور المتسارع في تقنيات المساعدات الصوتية. وقد أدركت أمازون مبكراً أهمية دمج النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) في نظامها، ما دفعها إلى الشروع في هذه الترقية منذ سنوات، بهدف تزويد Alexa بقدرات أكثر تطوراً تتيح لها تنفيذ مهام أكثر تعقيداً ودقة. وتأتي النسخة الجديدة "أليكسا+" بصوت اصطناعي أكثر واقعية وإيقاع محاكٍ للطريقة الطبيعية في حديث البشر، ما يمنح المستخدم تجربة تفاعلية أكثر سلاسة. وقد أضيفت إليها مزايا جديدة، من بينها إمكانية حجز الطاولات في المطاعم وقراءة القصص المطوّلة للأطفال، والأهم أن"أليكسا+" باتت أكثر قدرة على تنفيذ الأوامر المتعددة في آن واحد، مثل ضبط عدة مؤقتات مختلفة أو إعداد خطط سفر وإرسالها مباشرة عبر البريد الإلكتروني. كما تتميز النسخة المطوّرة بخاصية تتيح للمستخدم التحدث معها دون الحاجة لتكرار كلمة الاستيقاظ في كل مرة، ما يجعل التواصل معها أكثر سهولة وطبيعية. Alexa تحظى بدماغاً ذكياً.. فهل أصبحت أذكى الآن؟ - المصدر | shutterstock مشكلات أداء في"أليكسا+" رغم الترقية الكبيرة التي حصلت عليها "أليكسا+"، ما زال المساعد الصوتي يواجه مشكلات تقنية تحد من أدائه. فقد أظهرت التجارب أن النسخة الجديدة أقل كفاءة من سابقتها في تنفيذ بعض المهام الأساسية، مثل الاستجابة لطلب إلغاء المنبهات، وهي وظيفة كان الإصدار السابق يؤديها بسهولة. كما سجل المستخدمون أعطالاً عند محاولة تنفيذ أوامر أخرى، بينها إرسال مستندات أو إضافة منتجات إلى سلة المشتريات، إلى جانب تقديم معلومات غير دقيقة في بعض الحالات، مثل التوصية بمنتجات لا تتطابق مع نتائج البحث المطلوبة. وأوضح دانيال راوش، نائب رئيس أمازون والمسؤول عن "أليكسا"، أن دمج النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مع النظام التقليدي شكّل التحدي الأكبر، موضحاً أن هذه النماذج تعتمد على الاحتمالات بدلاً من القواعد الثابتة، ما جعل "أليكسا+" أكثر إبداعاً ولكن أقل موثوقية، وأدى أحياناً إلى بطء الاستجابة عند معالجة الأوامر المعقدة. وأشارت أمازون إلى أن هذه المشكلات سيتم حلها تدريجياً عبر التحديثات القادمة، إلا أن بعض المستخدمين قد يفضلون في الوقت الحالي العودة إلى النسخة السابقة الأكثر استقراراً.