
جون هيرسي: الصحافي الذي كسر الصمت حول هيروشيما
خلال الأيام والأسابيع التي أعقبت قصف هيروشيما وناغازاكي في 6 و9 من أغسطس (آب) عام 1945، تمكن عدد من مراسلي الصحافة الغربية من الوصول إلى أنقاض هيروشيما وناغازاكي ونشر اثنان منهم تقارير أولية مروعة عن دمار المدينتين بفعل قنبلتين ذريتين بدائيتين.
في تلك المرحلة، بدا وكأن الحكومة الأميركية لا تخفي شيئاً بشأن سلاحها التجريبي الهائل؛ إذ تفاخر الرئيس هاري ترومان معلناً أن القنبلة التي أُسقطت على هيروشيما، والتي سُميت "ليتل بوي"، تجاوزت قوتها التفجيرية 20 ألف طن من مادة الـ "تي إن تي" TNT، وأنها استطاعت أن "تسخر القوة الأساسية للكون".
كان اليابانيون - وكذلك كل من تسول له نفسه تحدي القوة النووية الوحيدة في العالم آنذاك - على موعد مع "مطر من الدمار من السماء، لم يشهد له كوكب الأرض مثيلاً من قبل".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أظهرت الصور العسكرية التي تم الكشف عنها مدناً مسوّاة بالأرض، لكن كما أشارت صحيفة "ديلي إكسبرس"، فإنها "لم تروِ القصة كاملة".
احتاج العالم لأكثر من عام بعد الضربة النووية على هيروشيما حتى تتضح الصورة الأكبر أمامه، وذلك بفضل تحقيق جون هيرسي المطول والمؤلف من 30 ألف كلمة في مجلة "نيويوركر".
فبعد استسلام القوات اليابانية رسمياً في سبتمبر (أيلول) من عام 1945، ورغم التقارير الأولى المقلقة التي خرجت من هيروشيما، فرضت قوات الاحتلال الأميركية قيوداً صارمة على الصحافيين الغربيين واليابانيين على حد سواء.
في البداية، وضع الصحافيون الذين دخلوا اليابان مع قوات الاحتلال فيما وصفه أحدهم بـ"غيتو الصحافة". وحتى عندما سُمح لهم بالتحرك بحرية أكبر، كانت قوات الاحتلال تراقب تصاريح سفرهم، وتتحكم في الوقود والطعام، وتتابعهم عن كثب.
أما هيروشيما، فقد أصبحت موضوعاً محرماً؛ لم يكن يسمح للصحافيين اليابانيين حتى بالإشارة إلى المدينة في قصيدة شعر، ناهيك عن نشر تقرير إخباري نقدي بشأنها.
في تلك الأثناء، سعى الجنرال ليزلي غروفز - قائد مشروع مانهاتن الذي أنتج القنبلة النووية - إلى التقليل من فظاعة آثارها، حتى إنه قال ذات مرة أمام لجنة في الكونغرس الأميركي إن التسمم الإشعاعي ليس مدعاة للقلق، بل وصفه بأنه "طريقة مريحة للموت". أما الروايات التي تناقض هذا الطرح، فاعتبرها "حكايات طوكيو"، أي دعاية من عدو مهزوم.
لكن بالنسبة لـ جون هيرسي، المراسل الحربي المخضرم، لم تكن هذه التبريرات مقنعة، ولذلك تقدم في ربيع عام 1946، بطلب لدخول اليابان. كانت مهمته الهادئة: التحقيق في التأثير الحقيقي للقنابل على البشر. وقد بدا أشبه بـ"حصان طروادة" في طلبه، إذ كان قد ألّف قبل سنوات كتاباً، "رجال في باتان" Men on Bataan مشيداً بالجنرال دوغلاس ماك آرثر، الذي كان يشرف حينها على الاحتلال، ما جعله يبدو كأنه عضو متعاون في الفريق، فوافق مسؤولو الاحتلال على دخوله البلاد.
لكنهم سرعان ما ندموا على منحه الضوء الأخضر. فقد زار هيرسي هيروشيما لفترة وجيزة، وأجرى خلالها مقابلات سريعة مع عشرات الناجين. ومن بين هؤلاء اختار ستة أشخاص عاديين، يسهل على القارئ الشعور بصلة مع تجاربهم: أم عزباء لديها ثلاثة أطفال، موظفة عشرينية، مسعف شاب يرتدي نظارات، وقس شاب يعيش مع زوجته وطفله. جمع هيرسي رواياتهم، وعاد بها إلى نيويورك، ليكتب هناك واحداً من أكثر الأعمال الصحافية تأثيراً في تاريخ الإعلام.
روى أبطال قصة هيرسي ذكرياتهم عن القصف بتفاصيل صادمة ومؤلمة، ولم يحجب هو شيئاً: الجثث المحترقة التي تكدست على امتداد الشوارع، والأصوات المختنقة لأولئك المحاصرين تحت أنقاض منازلهم المدمرة، الذين تُركوا يحترقون وهم أحياء وسط أعاصير اللهب التي اجتاحت المدينة. أخبره القس الشاب بمحاولته إنقاذ ضحية وسحبها في قارب صغير بعيداً عن النيران عبر أحد أنهار المدينة، لكن جلد الضحية انزلق عنها على هيئة قطع ضخمة تشبه القفازات. شعر القس بالغثيان واضطر للجلوس ليتماسك، وكان يكرر لنفسه مراراً: "هؤلاء بشر".
بينما كان هيرسي وفريق مجلة "نيويوركر" يستعدون لنشر مقالته، كان معظم الأميركيين قد تجاوزوا موضوع هيروشيما بالفعل. اعتبر صحفيون ومحررون آخرون القصة "منسية وقديمة". لكن عندما صدر المقال بعنوان "هيروشيما" في عدد 31 أغسطس من عام 1946، كان بمثابة قنبلة إعلامية بحد ذاته. لأول مرة، قدم المقال نظرة صادقة وصريحة لما يعنيه حقاً التعرض لهجوم نووي.
غطت أكثر من 500 محطة إذاعية القصة، واحتلت عناوين الصفحات الأولى في الصحف، ورافقها مقتطفات وتعليقات رأي في أنحاء العالم. كما قدمت كل من هيئات "إيه بي سي" ABC و "بي بي سي" BBC نسخة درامية من المقال عبر الإذاعة. وكما قال أحد النقاد، حتى الذين لم يقرؤوا المقال كانوا يتحدثون عنه، والذين قرؤوه لن ينسوه أبداً.
حول هيرسي الرعب الذي لا يطاق إلى مادة مقروءة لا يمكن تفويتها، تجذب القارئ بلا توقف. وأثبت أن هذه القصة التي يقال عنها "قديمة" ليست كذلك أبداً، ولن تكون كذلك مستقبلاً، لأنها تكشف ما قد ينتظر البشرية جمعاء، في كل دولة وعلى كل قارة، إذا اندلعت حرب نووية يوماً ما.
هنا يبدأ عصر الذرة بمعناه الحقيقي.
بعد ثمانين عاماً، لا تزال الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية في حرب فعلية. وأكد هيرسي لاحقاً أن ذكرى دمار هيروشيما عززت رفض الحكومات استخدام الأسلحة النووية مجدداً. في الواقع، يُنسب إلى كتابه "هيروشيما"، الذي لا يزال يصدم القراء حتى اليوم كما كان في عام 1946، الفضل في تأسيس ما يعرف بـ "التابو النووي" الذي يحيط بالهجوم الذري.
وتراجعت مخزونات الترسانة النووية بشكل كبير عن ذروتها في ذروة الحرب الباردة. فوفقاً لاتحاد العلماء الأميركيين، بلغ عدد الرؤوس النووية في الولايات المتحدة ذروته عام 1967 عند 31255 رأساً، والآن يقدر عددها بحوالي 5177 رأساً، منها نحو 3700 في المخزون العسكري النشط. بينما تحافظ روسيا على ما يقرب من 5460 رأساً نووياً، منها حوالي 1718 في وضعية الانتشار. ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء من دخولنا سباق تسلح نووي جديداً في السنوات الأخيرة. وتخطط الولايات المتحدة وحدها لإنفاق أكثر من تريليون دولار على صيانة وتحديث ترسانتها النووية خلال العقود الثلاثة المقبلة.
عاد قادة القوى العظمى في العالم مرة أخرى إلى استعراض العضلات النووية، ما وضعنا في مشهد نووي خطير للغاية دفع مجلة "علماء الذرة" Bulletin of the Atomic Scientists إلى تحريك ساعة القيامة الشهيرة لتصل إلى "89 ثانية قبل منتصف الليل" (أي أن هناك فقط 89 ثانية مجازية تفصلنا عن نهاية العالم). هذه هي المرة الأولى التي تضبط فيها الساعة على هذا المستوى من الخطر، فحتى في أوج الحرب الباردة لم تصل الساعة إلى هذا القرب من منتصف الليل.
كل هذه التطورات تثير سؤالاً هاماً: هل لا يزال هناك من يستمع إلى تحذيرات جون هيرسي؟
فيما كان كتابه "هيروشيما"، الذي تحول فور نشر مقاله إلى عمل يتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، يُقرأ على نطاق واسع ويدرس في المدارس لعقود، فمن غير الواضح مدى انتشاره في المناهج التعليمية اليوم. كذلك يتناقص عدد الناجين الذين يتحدثون عن قصف هيروشيما وناغازاكي - الذين يطلق عليهم باليابانية "هيباكوشا" - ومع رحيل كل شاهد منهم، تقل الروابط الحية التي تصلنا بهذه القصة الكارثية التي تحمل عبرة لا تنسى.
بحلول ثمانينيات القرن الماضي، مع تصاعد التوترات في الحرب الباردة، أجرى هيرسي مقابلة حذر فيها من خطر "الانزلاق" - وهو أي خطأ بسيط أو سوء تفسير بين قوتين نوويتين قد يؤدي إلى مواجهة نووية فورية. وإذا ما وقع انزلاق كهذا اليوم، فقد يتمكن قادة الدول النووية خلال دقائق معدودة من محو حضارة بأكملها. هذا الخطر قد يزداد تفاقماً مع دمج الذكاء الاصطناعي في البنى التحتية العسكرية والدفاعية. وأظهرت الدراسات الحديثة للرأي العام أن ما يعرف بـ "التابو النووي" [الامتناع عن السلاح النووي] قد بدأ يفقد قوته أيضاً.
مع ذلك، ورغم تراجع التأثير الظاهر لتحذيرات هيرسي وعمله، هناك علامات مشجعة على أن العالم بدأ يستيقظ من جديد على خطر الأسلحة النووية التي لا تزال تهدد الإنسانية. فيلم "أوبنهايمر" Oppenheimer الحائز جائزة الأوسكار جذب الجماهير حول العالم وحقق إيرادات تقارب مليار دولار. وفي العام الماضي، كانت جائزة نوبل للسلام من نصيب منظمة "نيهون هيدانكيو" Nihon Hidankyo التي تكافح من أجل حقوق الهِباكوشا وتعمل على رفع الوعي بالتأثيرات المدمرة للقصف الياباني. مع تصاعد الوعي العالمي مجدداً بخطر الأسلحة النووية، تتجدد الآمال في تحرك أكبر لمواجهة هذا التهديد.
وسيظل كتاب جون هيرسي، "هيروشيما"، دائماً بمثابة تذكير حي بخطورة ما نواجه.
كتاب "العواقب: التستر على هيروشيما والصحفي الذي كشف الحقيقة للعالم". للكاتبة ليزلي بلوم متاح في الأسواق

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 17 دقائق
- Independent عربية
ألمانيا تواجه اتهامات بتعريض حياة أفغان للخطر
أعلنت منظمتان غير حكوميتين اليوم الجمعة عزمهما رفع دعوى قضائية ضد وزيرين ألمانيين، متهمتين إياهما بتعريض حياة أفغان للخطر بعد ترحيلهم من باكستان إلى بلادهم، حيث يواجهون أخطار الاضطهاد، على رغم وعود سابقة باستقبالهم في ألمانيا. واتهمت منظمتا "برو أسيل" و"شبكة رعاية الموظفين المحليين" في بيان مشترك وزيري الخارجية يوهان فاديفول والداخلية ألكسندر دوبريندت، بتعريض حياة الآخرين للخطر وعدم تقديم المساعدة لأشخاص في خطر. وقالت المتحدثة باسم منظمة "برو أسيل" فيبكه يوديت إن "الأفغان الذين رحلتهم السلطات الباكستانية يواجهون خطر الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة، بل حتى الإعدام". وأضافت "بدلاً من إصدار التأشيرات التي وعدوا بها بموجب اتفاقات الاستقبال، استمر المسؤولون الألمان في تأجيل الإجراءات، على رغم علمهم بخطر الترحيل". وأطلقت الحكومة الألمانية بعد عودة "طالبان" إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، برنامج استقبال يشمل 45 ألف أفغاني خصوصاً ممن عملوا لمصلحة ألمانيا في أفغانستان وأفراد عائلاتهم. غير أن اتفاق الائتلاف الحكومي، المبرم مطلع العام الحالي بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين، نص على إنهاء برامج الاستقبال هذه "قدر الإمكان". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأفادت وزارة الداخلية الألمانية بأن تأثير هذا الاتفاق على برامج الاستقبال لا يزال قيد الدراسة، على أن تتخذ قرارات في هذا الشأن قريباً. ووفقاً لمبادرة "جسر كابول الجوي" لإجلاء الأفغان المعرضين للخطر، فإن نحو 2300 شخص حاصلين على وعود استقبال ملزمة قانونياً يوجدون حالياً في باكستان، بينهم نحو 1700 امرأة وطفل. وذكرت المبادرة نفسها أن 270 أفغانياً ممن تلقوا وعوداً من برلين غادروا اليوم مخيماً قرب مدينة بيشاور عائدين إلى أفغانستان. أما منظمة "برو أسيل"، فقد أوضحت أن باكستان رحلت 34 أفغانياً تلقوا وعوداً ألمانية بالاستقبال منتصف أغسطس، مشيرة إلى أن أكثر من 400 آخرين ممن تلقوا مثل هذه الوعود أوقفوا في الأسابيع الأخيرة. وعبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول اليوم عن "قلقه البالغ" في شأن هؤلاء الأشخاص، في بيان تزامن مع الذكرى الرابعة لعودة طالبان إلى الحكم. وأكد الوزير أن برلين على "اتصال وثيق" مع إسلام آباد "لضمان حماية هؤلاء الأشخاص وتقديم المساعدة السريعة للذين طردوا أو اعتقلوا في الأيام الأخيرة".


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
الليبيون يصوتون غدا في اقتراع "جس النبض"
يدلي الليبيون بأصواتهم غداً السبت، في انتخابات بلدية تشكل عملية اقتراع نادرة منذ انقسام السلطة بين حكومتين، ويراها مراقبون اختباراً للديمقراطية في بلد يعاني عدم الاستقرار منذ عام 2011. ورفضت مدن شرقية رئيسة، مثل بنغازي وسرت وطبرق، السماح بانعقادها. وترى إسراء عبدالمنعم، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ 36 سنة من سكان طرابلس، أنه "يحق لليبيين أن يتمتعوا بحرية الاختيار من دون خوف أو ضغوط كما هي الحال للأسف في كثير من الأحيان". وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التصويت يمكّن الليبيين من "تحديد كيفية إدارة مناطقهم، وإدارة الأموال التي تُخصصها الحكومة"، مشيرة إلى أن "هذا ما يدفع بعض الأطراف، كالجماعات المسلحة، إلى محاولة السيطرة على من يُنتخب بهدف السيطرة على الأموال". فرصة لجس النبض وتفتقر ليبيا إلى الاستقرار منذ إطاحة معمر القذافي عام 2011، وتتنازع السلطة حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس (غرب) مقراً، وتعترف بها الأمم المتحدة ويترأسها عبدالحميد الدبيبة، وحكومة في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حماد ويدعمها المشير خليفة حفتر. وتعتبر بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الانتخابات "ضرورية لترسيخ الحكم الديمقراطي"، فيما حذّرت من أن تقوض هجمات استهدفت أخيراً مكاتب انتخابية العملية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) من جانبه يصف الباحث الليبي وأستاذ العلاقات الدولية خالد المنتصر، الاقتراع بأنه "فرصة مهمة لجس نبض الأطراف الليبية في شرق وغرب البلاد، وإظهار مدى استعدادهم لقبول فكرة اختيار الممثلين المحليين عبر صندوق الانتخاب، وبصوت الشارع لا بفرض القوة والرأي بالسلاح". وأضاف أنه سيكون عبارة عن "مشهد تجريبي للانتخابات العامة التي يحاول المجتمع الدولي جاهداً إقناع الفرقاء الليبيين بأنها الحل الوحيد للانقسام السياسي وحال الجمود السائدة منذ أعوام". وكان من المقرر أن تنظم الانتخابات في 63 بلدية على مستوى البلاد: 41 في الغرب، و13 في الشرق، وتسع في الجنوب، غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ألغت التصويت في 11 بلدية في شرق وجنوب البلاد بسبب المخالفات والضغوط من السلطات المحلية وعوائق إدارية. كما ألغيت الانتخابات في بعض المناطق القريبة من طرابلس بسبب صعوبات في توزيع بطاقات الاقتراع. ومن المنتظر أن يدلي نحو 380 ألف ليبي بأصواتهم. هجمات وخسائر وإصابات في الأيام الأخيرة، تعرضت مكاتب مفوضية الانتخابات لهجمات من قبل مسلحين في مدن زليتن والزاوية على الساحل الغربي للبلاد، ألحقت خسائر بالمباني ومواد الاقتراع وأصابت شخصين بجروح. واعتبرت المفوضية هذه الهجمات مساساً بـ"خيارات وحقوق الناخبين في اختيار من يمثلهم في بلدياتهم"، فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة من "ترويع الناخبين والمرشحين وموظفي المفوضية ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية في المشاركة بالانتخابات والعملية الديمقراطية". وينتظر الليبيون منذ عام 2021 انعقاد انتخابات رئاسية وبرلمانية كان محدداً لها ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، إلا أنها ألغيت لأجل غير مسمى بسبب النزاع بين حكومتي الشرق والغرب. ومنذ إطاحة نظام معمر القذافي، شهدت ليبيا انتخابات بلدية عام 2013، وانتخابات تشريعية عامي 2012 و2014. وبعد أسابيع من القتال في أعقاب انتخابات يونيو (حزيران) 2014 التشريعية التي شهدت نسب مشاركة منخفضة، سيطر تحالف فصائل مسلحة على طرابلس، حيث نصّب حكومة، مما أجبر مجلس النواب المنتخب حديثاً على الانعقاد في الشرق. وبعد مفاوضات دعمتها الأمم المتحدة توصل الفرقاء في ديسمبر (كانون الأول) 2015 إلى اتفاق تشكلت بموجبه "حكومة الوحدة الوطنية" الحالية في طرابلس، والمعترف بها دولياً، غير أنها ما زالت على خلاف مع القوى المتمركزة في شرق ليبيا. كما شهدت ليبيا انتخابات محلية بين عامي 2019 و2021 في عدد محدود من البلديات.


Independent عربية
منذ 8 ساعات
- Independent عربية
كييف تقصف مصفاة وميناء روسيين وموسكو تسيطر على بلدة أوكرانية
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إن قواتها سيطرت على بلدة أوليكساندروهراد في منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا. من جانبها، أعلنت أوكرانيا اليوم أنها استهدفت مصفاة سيزران النفطية في منطقة سامارا الروسية جراء هجوم خلال الليل، واستهدفت ميناء على بحر قزوين وسفينة شحن تستخدم لنقل الإمدادات العسكرية من إيران إلى روسيا خلال اليوم السابق. وتأتي هذه الهجمات قبل ساعات من قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لمناقشة الحرب داخل أوكرانيا، والتي لم تتلق كييف دعوة لحضورها، وخلال وقت تحقق فيه موسكو مكاسب شرق البلاد. وأظهرت بيانات جديدة لهيئة الأركان العامة الأوكرانية نشرت اليوم أنه في ظل الهجمات الروسية المنتظمة بالصواريخ والطائرات المسيرة، وجهت أوكرانيا معظم هجماتها في عمق الأراضي الروسية ضد مصافي النفط و"منشآت تخزين" غير محددة هذا العام. ولم يؤكد الجيش الأوكراني ما إذا كان استخدم طائرات مسيرة، كالمعتاد، في أحدث هجماته. ويقول إن الهجمات التي ينفذها في عمق روسيا تهدف إلى إضعاف قدرة موسكو على مواصلة الحرب الشاملة التي أطلقتها خلال فبراير (شباط) 2022. وضمن بيان على تطبيق "تيليغرام"، ذكر الجيش الأوكراني أن حريقاً شب ووقعت انفجارات في المصفاة التي قال إنها تنتج أنواعاً متعددة من الوقود، وهي واحدة من أكبر مصافي شركة "روسنفت". وقال حاكم منطقة سامارا إن هجوماً بطائرات مسيرة تسبب في اندلاع حريق داخل "مؤسسة صناعية" لم يحددها، ولكن جرى إخماده بسرعة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرات مسيرة أوكرانية فوق تسع مناطق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعلن الجيش الأوكراني أيضاً أنه قصف ميناء أولياً على بحر قزوين داخل منطقة أستراخان الروسية أمس الخميس، مما أدى إلى إصابة سفينة كانت تنقل قطع غيار طائرات مسيرة وذخيرة من إيران. ووفقاً لوزارة الخزانة الأميركية والاستخبارات العسكرية الأوكرانية، تعبر السفينة "بورت أوليا-4" بحر قزوين بانتظام، لتنقل بضائع بين إيران وروسيا. وقال الجيش الأوكراني في بيان اليوم إن روسيا تستخدم ميناء أولياً مركزاً لوجيستياً مهماً لتوريد السلع العسكرية من إيران. من جانب آخر، قالت الحكومة النرويجية اليوم إنها ستتبرع بمليار كرونة (98.29 مليون دولار) لأوكرانيا لشراء الغاز الطبيعي قبل حلول فصل الشتاء.