
ترمب: بوتين وزيلينسكي يتسمان بالعناد
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إن كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتسمان بالعناد، وذلك مع سعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورداً على سؤال من الصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان يعتقد أن بوتين عنيد، قال ترمب إنه فوجئ وخاب أمله بسبب القصف الروسي في أوكرانيا بينما كان يحاول ترتيب وقف إطلاق النار.
من ناحية أخرى، أفاد بيان صادر عن الرئاسة التركية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان قال لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مكالمة هاتفية إن الجولة الثانية المقررة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا ستمهد الطريق نحو السلام.
وقال أردوغان أيضاً إن من المهم أن يشارك الطرفان في المحادثات بوفود قوية، مضيفاً أن عقد لقاء بين رئيسي الدولتين بعد المحادثات قد يسهم بشكل أكبر في عملية السلام.
مقاومة إوكرانية
قاومت أوكرانيا اليوم الجمعة ضغوط موسكو وواشنطن للالتزام بحضور جولة جديدة من محادثات السلام مع روسيا في الثاني من يونيو (حزيران) قائلة إنها ترغب أولا في الاطلاع على المقترحات التي يعتزم المفاوضون الروس تقديمها.
وحث الرئيس الأميركي موسكو وكييف على العمل معا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات. واقترحت روسيا جولة جديدة من المحادثات المباشرة مع المسؤولين الأوكرانيين الأسبوع المقبل في إسطنبول.
وقالت كييف إنها ملتزمة بالسعي للسلام لكنها تنتظر مذكرة من الجانب الروسي تحدد مقترحاتهم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على إكس بعد استضافة وزير الخارجية التركي لإجراء محادثات في كييف "لكي نحظى باجتماع مثمر، لا بد من وضوح جدول الأعمال والإعداد للمفاوضات بشكل صحيح".
وأضاف "لسوء الحظ، تبذل روسيا كل ما في وسعها لضمان ألا يسفر الاجتماع المحتمل المقبل عن أي نتائج"، مشيراً إلى عدم وجود وثائق من روسيا.
وحث بعض الجمهوريين في الكونغرس الأميركي ومستشارو البيت الأبيض ترمب على فرض عقوبات جديدة على روسيا للضغط عليها.
وذكرت "رويترز" في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن مطلباً بأن يتعهد القادة الغربيون كتابياً بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً.
اقتراح تركي بلقاء يجمع ترمب وبوتين وزيلينسكي
اقترح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور كييف اليوم الجمعة، أن تستضيف تركيا لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال فيدان "نعتقد بصدق أنّه من الممكن أن تتوّج محادثات إسطنبول الأولى والثانية باجتماع بين ترمب وبوتين وزيلينسكي، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأضاف فيدان أن روسيا وأوكرانيا "تريدان وقف إطلاق نار" ويجب عليهما الآن "التعبير عن مواقفهما التفاوضية".
ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن فيدان الذي كان متوجهاً إلى كييف بالقطار "أرى أن الوضع بدأ يأخذ منحى أكثر تفاؤلا مع بدء المفاوضات".
وزار فيدان روسيا هذا الأسبوع، حيث استقبله الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف.
ومن المقرر أن يلتقي الوزير التركي الرئيس فولوديمير زيلينسكي وعدداً من المسؤولين، بمن فيهم وزيرا الدفاع والخارجية في كييف الجمعة. وأكد أن "تركيا لاعب مثالي" مذكراً بأن اقتراح موسكو لعقد اجتماع جديد جاء مباشرة بعد زيارته.
وأشار إلى أن "الجانبين يريدان وقفاً لإطلاق النار. لا أحد يقول إنه لا يريد" ذلك، لكنه أقر بأن "الجانبين لديهما مطالب مختلفة (...) يجب التوفيق بين هذه المطالب، وهذا هو هدف المفاوضات والوساطة".
ميدانياً قال مسؤولون أوكرانيون اليوم الجمعة إن القوات الروسية شنت هجوماً بطائرات مسيرة خلال الليل استهدف بلدة أوكرانية على الحدود مع رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
واستهدف الهجوم بلدة إسماعيل، أكبر موانئ أوكرانيا على نهر الدانوب، وهو ميناء مهم للواردات الحيوية ويقع على الجانب الآخر من النهر من رومانيا.
وقال الحاكم الإقليمي أوليه كيبر إن فرعاً لمكتب البريد دمر في هجوم الطائرات المسيرة. ولم يذكر وقوع إصابات.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من التقرير بصورة مستقلة. ولم يصدر تعليق بعد من روسيا.
وعقد البلدان بعد ضغوط أميركية لقاء في إسطنبول في الـ16 من مايو (أيار)، في إطار جولة تفاوض من أجل إيجاد حل للنزاع الدائر منذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا، ولم تفض الجولة الأولى إلى النتيجة المرجوة فاقترحت روسيا جولة ثانية.
وقالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي إن الاتفاق المعروض الآن لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو "أفضل نتيجة ممكنة لروسيا"، وإنه ينبغي للرئيس فلاديمير بوتين أن يقبله.
وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك الخميس أن "أوكرانيا مستعدة للمشاركة في الاجتماع المقبل، لكننا نرغب في إجراء نقاش بناء". وحضت الرئاسة في بيانها روسيا على تسليم أوكرانيا قبل الاجتماع المقرر الإثنين "المذكرة" التي تعدها، التي من المفترض أن تتضمن شروطها للتوصل إلى اتفاق سلام دائم.
وشدد يرماك على أهمية تسلم أوكرانيا الوثيقة، على أن روسيا لديها "الوقت الكافي" للقيام بذلك، وقال إن الجانب الروسي تسلم نصاً يفصل الموقف الأوكراني.
في وقت سابق الخميس، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لم نحصل على رد بعد، علينا انتظار رد من الجانب الأوكراني"، بخصوص اقتراح عقد لقاء جديد في إسطنبول.
"خدعة أخرى"
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"مناورة" جديدة من جانب روسيا، واتهمها ببذل كل ما في وسعها لجعل المحادثات "بلا معنى".
وقال زيلينسكي إن روسيا تمارس "خدعة أخرى" بعد تسليم مقترحها للتسوية السلمية قبل اجتماع محتمل بين موسكو وكييف، وأضاف في خطابه المسائي المصور "لم يطلع أحد بعد حتى على 'المذكرة'، التي تعهدوا بإرسالها وأعدوها في ما يبدو قبل ما يزيد على أسبوع".
وتابع "لم تستلم أوكرانيا الخطة، ولم يستلمها شركاؤنا. حتى تركيا، التي استضافت الاجتماع الأول، لم تستلم جدول الأعمال الجديد". وأضاف "على رغم وعودهم بعكس ذلك، (لنا) ولأميركا والرئيس ترمب: هذه خدعة روسية أخرى".
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي، على تصريحات الكرملين على منصة "إكس"، قائلاً "إن خوف الروس من إرسال وثيقتهم إلى أوكرانيا يشير إلى أنها على الأرجح تتضمن إنذارات نهائية غير واقعية، ويخشون الكشف عن عرقلتهم لعملية السلام".
واقترحت موسكو إجراء هذه المحادثات، بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"اللعب بالنار".
رجل إطفاء يعمل في موقع غارة روسية في منطقة سومي (رويترز)
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عبر التلفزيون الروسي الخميس إن بلادها تعتزم الإثنين المقبل إرسال الفريق "نفسه" الذي أرسلته إلى الجولة الأولى من المفاوضات.
وترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، المستشار المساعد الذي قاد محادثات ربيع 2022 الفاشلة، ونظرت كييف إلى تشكيلة الوفد الروسي على أنها مؤشر إلى عدم أخذ موسكو هذه المفاوضات على محمل الجد.
ولم تسفر المناقشات في إسطنبول عن أي تقدم، فيما اتهمت أوكرانيا روسيا بتقديم مطالب إقليمية "غير مقبولة"، لكن تعهد الجانبان خلال تلك المفاوضات القيام بعملية تبادل غير مسبوقة للأسرى، شملت ألف أسير من كل جانب وأنجزت نهاية الأسبوع الماضي.
ويبدو أنه من الصعب التوفيق بين المواقف الرسمية للجانبين، ففي حين تطالب روسيا بأن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن المناطق الخمس التي ضمتها، تعتبر كييف ذلك أمراً لا يمكن القبول به.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس روسيا وأوكرانيا إلى عدم "إغلاق الباب" أمام الحوار، معرباً عن أمله في استئناف المحادثات بين موسكو وكييف في إسطنبول الإثنين.
"خيبة أمل كبيرة"
من جانبه، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين عن شعوره بـ"خيبة أمل كبيرة" جراء القصف الروسي خلال إجراء عملية التفاوض، واعتبر أن بوتين "يلعب بالنار"، لكنه رفض الدعوات إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وقال ترمب "إذا كنت أعتقد أنني قريب من التوصل إلى اتفاق، فأنا لا أريد أن أفسد الأمر بالقيام بذلك".
ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية الأربعاء إلى إجراء محادثات سلام "بحسن نية" مع أوكرانيا، بحسب واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن روبيو جدد تأكيد "دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى حوار بناء وبحسن نية مع أوكرانيا، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قلق روسي "مشروع"
قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ إن قلق روسيا في شأن توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً مشروع، وإن الولايات المتحدة لا تريد أوكرانيا في التحالف العسكري الذي تقوده.
ورداً على سؤال لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية حول تقرير نشرته "رويترز" عن أن روسيا تريد تعهداً مكتوباً في شأن عدم توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً ليشمل أوكرانيا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة، قال كيلوغ "هذا قلق مشروع". وأضاف في تصريح في وقت متأخر أمس، "قلنا إنه بالنسبة إلينا، فإن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليس مطروحاً على الطاولة، ولسنا الدولة الوحيدة التي تقول ذلك، كما تعلمون يمكنني أن أذكر أربع دول أخرى في حلف شمال الأطلسي ويحتاج الأمر إلى موافقة 32 دولة من أصل 32 للسماح بالانضمام إلى الحلف، هذه واحدة من القضايا التي ستثيرها روسيا".
وأوضح "إنهم لا يتحدثون فقط عن أوكرانيا، إنهم يتحدثون عن دولة جورجيا، إنهم يتحدثون عن مولدوفا"، مضيفاً أن القرار في شأن وجهة نظر الولايات المتحدة حول توسع حلف شمال الأطلسي يعود لترمب.
وقال كيلوغ إن تسلسل محادثات السلام سيشمل محاولة دمج المذكرتين اللتين صاغتهما أوكرانيا وروسيا في وثيقة واحدة خلال المحادثات الحتملة في تركيا الإثنين المقبل. وتابع "عندما نصل إلى إسطنبول الأسبوع المقبل سنجلس ونتحدث"، مضيفاً أن مستشاري الأمن القومي من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سينضمون إلى المحادثات حول الوثيقة مع الولايات المتحدة.
وقال كيلوغ إن ترمب "محبط" من روسيا لأنه رأى "مستوى من اللاعقلانية" من بوتين، ووبخ روسيا لضربها المدن الأوكرانية، وقال إنه طلب من أوكرانيا أن تحضر المحادثات. وقال كيلوغ إن التقديرات غير النهائية لعدد القتلى والجرحى في الحرب الأوكرانية، من كلا الجانبين مجتمعين، تبلغ 1.2 مليون شخص.
"اختبار لمصداقيتها"
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الولايات المتحدة أمام "اختبار لمصداقيتها" بشأن مسألة فرض عقوبات على روسيا إذا رفضت التزام وقف إطلاق نار في أوكرانيا. وقال ماكرون للصحافيين خلال زيارة إلى سنغافورة إنه إذا أثبتت روسيا أنها "غير مستعدة لإحلال السلام" على واشنطن أن تؤكد "التزامها" معاقبة موسكو، ً على أن "هذا اختبار لمصداقية الأميركيين"، وتابع متحدثا خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ "تباحثت قبل 48 ساعة مع الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب الذي أبدى نفاد صبره. السؤال المطروح الآن هو ما سنفعل حيال ذلك؟ إننا مستعدون".
ويلقي ماكرون في المساء كلمة في افتتاح حوار "شانغري-لا"، منتدى الأمن والدفاع الكبير في آسيا الذي شارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العام الماضي.
"أمل ضئيل"
في الأثناء، اعتبرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو أمس أن الأمل ضئيل بأن تحقق المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا أي خرق، منددة بـ"الزيادة الوحشية" في الهجمات الروسية على أوكرانيا أخيراً.
وأبلغت ديكارلو مجلس الأمن بأن "الأمل الحذر" الذي كنت أعربت عنه قبل شهر تضاءل بمواجهة الاعتداءات الأخيرة، وقالت "وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، كان هجوم الإثنين باستخدام 355 طائرة مسيرة أكبر هجوم على أوكرانيا بمثل هذه الطائرات منذ بدء الغزو الروسي"، مضيفة "هذا الرقم يفوق الرقم القياسي المسجل في الليلة السابقة".
وعلى رغم عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أشادت ديكارلو بالجهود الدبلوماسية في إسطنبول قائلة، "من المشجع أن الجانبين اتفقا، وفقاً للتقارير، على مواصلة العملية".
وأضافت ديكارلو، "إن موجة الهجمات الهائلة التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع إنذار صارخ بمدى سرعة وصول هذه الحرب إلى مستويات مدمرة جديدة"، مضيفة أن "أي تصعيد إضافي لن يؤدي إلى مفاقمة الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وحسب، بل سيعرض جهود السلام الصعبة للخطر". وتابعت "إن الأمل في أن يتمكن الطرفان من الجلوس والتفاوض لا يزال حياً، ولكن بالكاد".
هجمات متبادلة
ميدانياً، قال مسؤولون محليون اليوم الجمعة إن القوات الروسية شنت هجوماً ضخماً بطائرات مسيرة خلال الليل أسفر عن إصابة أشخاص عدة في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
وقال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف إن ثمانية أشخاص، من بينهم فتيان يبلغان من العمر 16 سنة، أصيبوا في هجوم في قرية فاسيليف خوتير، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 90 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين على أوكرانيا خلال الليل، استهدفت مناطق خاركيف وأوديسا ودونيتسك.
وذكر رئيس بلدية مدينة خاركيف إيهور تيريخوف أنها تعرضت لهجوم روسي بطائرات مسيرة استهدف مستودع حافلات كهربائية، مما أدى إلى إصابة شخصين، وأضاف أن أكثر من 30 مبنى سكنياً مجاوراً أصيبت بأضرار.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من التقارير بصورة مستقلة، ولم يصدر أي تعليق بعد من روسيا، وينفي الجانبان استهداف المدنيين.
وأمس الخميس أعلن الجيش الروسي تحييد 48 مسيرة أوكرانية خلال الليل، وارتطمت مسيرة بمبنى في جنوب غربي موسكو محدثة أضراراً مادية طفيفة.
الرئيس الروسي يصافح الرئيس الصربي في بلغراد عام 2019 (أ ب)
روسيا تتهم شركات صربية ببيع أسلحة لأوكرانيا
اتهمت الاستخبارات الخارجية الروسية (إس في آر) شركات الدفاع الصربية الخميس بمحاولة "إطلاق النار على ظهر" موسكو، حليفة بلغراد منذ فترة طويلة، عبر بيع أسلحة لأوكرانيا التي تهاجمها روسيا منذ عام 2022.
وقالت الاستخبارات الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني "تواصل شركات الدفاع الصربية، على رغم حياد بلغراد الرسمي، تسليم ذخائر لكييف". وأضافت أن هذه الشركات تستخدم "شهادات مزورة" لإخفاء المتلقي النهائي ونقل الذخائر عبر دول ثالثة، من بينها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "مثل جمهورية التشيك وبولندا وبلغاريا".
كما أشارت الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أنه "جرى في الآونة الأخيرة استخدام خيارات غير تقليدية تشمل حكومات أفريقية" لإيصال الذخائر، منددة بـ"أنشطة معادية روسيا". وقدرت أيضاً أن نحو 100 ألف قذيفة ومليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الرشاشة جرى إرسالها إلى كييف من صربيا، من دون تحديد تواريخ دقيقة.
واتهمت خصوصاً شركات "يوغوإمبورت إس دي بي آر" و"زينيتبروم" و"روسيك" و"سوفاغ" و"ريير دي تي آر" و"سلوبودا" و"برفي بارتيزان" بالمشاركة في هذه التسليمات، التي لها "هدف وحيد" هو "قتل وتشويه" الجنود والمدنيين الروس.
يعد هذا انتقاداً نادراً وعنيفاً لشركات صربية من هيئة روسية رسمية، في حين تفتخر موسكو وبلغراد بانتظام بالعلاقات الممتازة بين الدولتين السلافيتين.
الخميس، أشار الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الذي يعد من القادة الأوروبيين القلائل الذين أبقوا تواصلهم قائماً مع الرئيس الروسي، إلى أنه أثار هذه المسألة في موسكو حين زارها في التاسع من مايو (أيار)، بمناسبة احتفالات النصر على ألمانيا النازية.
وجاء في تصريح أدلى به للقناة الصربية العامة "لقد أنشأنا مجموعة عمل مع شركائنا الروس لتبيان الحقائق"، وقال إن قطاع الصناعات الدفاعية الصربي "يجب أن يعمل" ويوظف 24 ألف شخص، لكنه تعهد إعطاء توجيهات بعدم تنفيذ العقود "عندما يكون هناك شك حول المستلم النهائي" للطلب.
وليست المرة الأولى تتهم شركات صربية بتوريد الذخائر إلى كييف، وهي مبيعات لم تؤكدها بلغراد كما لم تنفها. في مطلع مايو، التقى فوتشيتش نظيره الروسي بوتين وطلب منه مواصلة توريد الغاز إلى بلاده بسعر مخفض.
واتهمت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية الخميس الصناعة العسكرية الصربية بالإثراء من "دماء الشعوب السلافية الشقيقة"، واستذكرت محطات تاريخية عدة دعمت فيها روسيا بلغراد، ولا سيما خلال تدخل حلف شمال الأطلسي في عام 1999.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 18 دقائق
- Independent عربية
الديون ترتفع بشدة في معظم اقتصادات العالم
بالتزامن، ربما عن غير قصد، مع موافقة الكونغرس الأميركي على الموازنة "الكبرى" لإدارة الرئيس دونالد ترمب التي تتضمن تمديد خفوض الضرائب، نشر صندوق النقد الدولي تحذيراً جديداً من ارتفاع الدين العام عالمياً وسرعة نموه في نحو 80 في المئة من الاقتصادات وفي مقدمتها الاقتصادات الكبرى المؤثرة. ويقدر معظم المحللين والاقتصاديين أن الموازنة الأميركية الجديدة ستزيد عجز موازنة أكبر اقتصاد في العالم بما يفوق 8 تريليونات دولار، مما يعني زيادة الاقتراض لسد العجز أي ارتفاع الدين العام الأميركي إلى مستويات في غاية الخطر. وعلى رغم أن انخفاض قيمة الدولار الأميركي حالياً تهدئ من مخاوف انفجار فقاعة الدين العالمي، فإن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من المؤسسات المالية والاستشارية العالمية تحذر من استمرار ارتفاع الدين العالمي وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من أزمة مالية عالمية غير مسبوقة. فانخفاض سعر صرف الدولار يقلل من حجم الدين، ليس الأميركي وحسب، بل معظم الديون المقيمة بالدولار. وربما هذا ما جعل الكثير من الاقتصادات الصاعدة تعود إلى الاقتراض بقوة في ظل الشعور بتراجع ضغط الدين المقيم بالدولار نتيجة انخفاض قيمته. مع نهاية الأسبوع الجاري، حذر رئيس قسم في إدارة الشؤون المالية بصندوق النقد الدولي ديفيد فيورشري، ونائبة مدير الشؤون المالية بالصندوق إيرا دابلا نوريس في مقالة لهما من أن "الضغوط الهائلة على السياسات المالية نتيجة حالة عدم اليقين تتطلب مرونة أكبر في موازنات الحكومات، خصوصاً في الدول ذات الثقل الاقتصادي التي تؤثر في التوجهات العالمية". الخطر في الاقتصادات الكبرى وعلى رغم أن المقال على موقع صندوق النقد الدولي لم يشر من قريب أو بعيد إلى السياسة المالية الأميركية، فإن تزامنه مع إقرار الموازنة الأميركية لفت انتباه كثيرين. ويستند المقال إلى تقرير المراقبة المالية للصندوق الصادر الشهر الماضي الذي كشف بوضوح عن مشكلة زيادة معدلات نمو الدين العالمي ليصل إلى 100 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنهاية العقد، أي في غضون خمسة أعوام. ويعني ذلك تجاوز الدين العام (الحكومي) في العالم مستوى 110 تريليونات دولار، معظمها في الاقتصادات الكبرى والمتقدمة تليها الاقتصادات الصاعدة ثم النامية. ويضيف مسؤولا الصندوق أن "ارتفاع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي يعكس الضغوط الاقتصادية إضافة إلى تبعات إجراءات الدعم المالي التي أعقبت وباء كورونا، ويثير هذا التوجه القلق والمخاوف الإضافية في شأن الاستدامة المالية الطويلة الأجل، إذ تواجه كثير من الدول تحديات في الموازنة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يفصل "جدول الأسبوع" من صندوق النقد الدولي كيف أن ثلث بلدان العالم، التي تمثل نسبة 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي تراكم ديوناً أكبر بكثير مما كان عليه الوضع قبل أزمة وباء كورونا بل تنمو بمعدلات أسرع. ومن بين 175 دولة شملتها دراسة الصندوق، راكم ثلثا تلك الدول ديوناً عامة أعلى مما كان عليه الوضع قبل أزمة وباء كورونا عام 2020. وتسهم نحو 59 دولة، معظمها من الدول الكبرى ذات الاقتصادات المؤثرة، في زيادة معدلات الدين العالمي بوتيرة سريعة جداً أكثر من غيرها من الدول. ويتراوح معدل نمو الدين العام في تلك الدول ما بين نسبة خمسة وثمانية في المئة، ومع أن هناك تبايناً واضحاً في معدلات نمو الدين العام في دول العالم ومناطقه، فإن "التوقعات باستمرار الاضطراب العالمي نتيجة التوترات التجارية تعني أن على كافة الدول اتخاذ تدابير تساعد على المرونة" في مواجهة ذلك. نصائح للانضباط المالي وخلص مسؤولا صندوق النقد الدولي إلى أنه من الضروري أن تعمل الحكومات على بناء الثقة والعدالة الضريبية والإنفاق بمعايير أكثر انضباطاً. ومن النصائح التي قدماها لصانعي السياسات الذين يسعون إلى بناء الثقة في سياساتهم المالية، أن تكون السياسة المالية جزءاً من السياسات الاقتصادية الكلية التي تستهدف الاستقرار، أيضاً على معظم الدول أن تعمل على خفض حجم الدين العام وتوفير السعة المالية للإنفاق والاستجابة إلى ضغوط جديدة في إطار مالي موثوق على المدى المتوسط. يبدو ذلك ضرورياً أكثر في الدول الكبرى التي تزيد من الاقتراض بمعدلات غير قابلة للاستمرار، فقد بلغ إجمال الدين العالمي (دين عام على الحكومات وديون شركات وديون شخصية) ما يزيد على 325 تريليون دولار. وإن كانت ديون الشركات تمثل أكبر نسبة من الإجمالي يليها الدين العام ثم الديون الشخصية، إلا أن الدين العام هو لب الأزمة لتأثيره في الاقتصاد الكلي من خلال الضغوط على الموازنة. يذكر أن أكبر بلد مدين في العالم هو أميركا بنسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 127 في المئة، ويتوقع أن ترتفع تلك النسبة مع الموازنة الجديدة التي تضيف مزيداً من التريليونات إلى عجز الموازنة الذي سيسوى بالاقتراض.


Independent عربية
منذ 33 دقائق
- Independent عربية
بريطانيا تعتزم بناء 6 مصانع أسلحة جديدة ضمن مراجعة دفاعية
تعتزم المملكة المتحدة استثمار 1.5 مليار جنيه استرليني (2 مليار دولار) لبناء مصانع جديدة لإنتاج الأسلحة والذخائر، وفق ما أعلنت الحكومة البريطانية، أمس السبت، أي قبل أيام من نشر استراتيجيتها الدفاعية الجديدة. وأعلنت الحكومة البريطانية أنها ستبني ستة مصانع جديدة في الأقل لإنتاج الأسلحة والمتفجرات، في إطار مراجعة شاملة لقدراتها الدفاعية. وهذه الخطة عشرية للمعدات والخدمات العسكرية، ومن المتوقع نشر المراجعة الدفاعية الاستراتيجية، غداً الإثنين. وأضافت وزارة الدفاع أنها تعتزم شراء ما يصل إلى 7 آلاف سلاح بعيد المدى مصنع في بريطانيا. وقالت الوزارة إن هذه الإجراءات ستوفر نحو 1800 فرصة عمل. وقال وزير الدفاع جون هيلي في بيان، "الدروس المستفادة... من غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير القانوني لأوكرانيا تظهر أن قوة الجيش لا تتحقق إلا بقدر قوة الصناعة التي تدعمه". وأضاف، "نعزز القاعدة الصناعية للمملكة المتحدة لردع خصومنا بصورة أفضل، ولجعل المملكة المتحدة آمنة داخلياً وقوية خارجياً". وأعلنت وزارة الدفاع أن هذا الاستثمار الإضافي يعني أن بريطانيا ستنفق نحو 6 مليارات جنيه استرليني (8 مليارات دولار) على الذخائر في إطار الدورة البرلمانية الحالية. وتحديث الاستراتيجية الدفاعية هو عبارة عن وثيقة تحدد التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة وتفصل كيف تعتزم الحكومة الاستعداد لها عسكرياً. ففي فبراير (شباط) الماضي، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر أنه سيرفع الإنفاق الدفاعي للمملكة إلى ما نسبته 2.5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، مقارنة بـ2.3 في المئة حالياً، لمواجهة التحديات الأمنية الجديدة في أوروبا، في حين تحض الولايات المتحدة شركاءها في حلف شمال الأطلسي على زيادة الاستثمار الدفاعي. وتطمح الحكومة العمالية إلى بلوغ مستوى ثلاثة في المئة في الدورة التشريعية المقبلة، أي بعد عام 2029. وفق بيان لوزارة الدفاع البريطانية، توصي الاستراتيجية الدفاعية الجديدة "بإنشاء قدرة لإنتاج الذخائر (تنشط على الدوام) في المملكة المتحدة، مما يسمح بزيادة الإنتاج بسرعة إذا لزم الأمر" و"وضع الأسس الصناعية لزيادة مخزونات الذخائر من أجل تلبية الطلب في حرب ذات وتيرة عالية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونقل البيان عن وزير الدفاع جون هيلي قوله، "نحن بصدد تعزيز القاعدة الصناعية للمملكة المتحدة لردع خصومنا بصورة أفضل وجعل المملكة المتحدة أكثر أماناً على الصعيد الداخلي وأقوى في الخارج". وتحديث الاستراتيجية الدفاعية الذي أعده الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون، يفترض أن يؤكد مواجهة المملكة المتحدة "عصراً جديداً من التهديدات"، مع تصاعد قوة الذكاء الاصطناعي والمسيرات وغيرها من التقنيات التي تغير طبيعة النزاعات، وفقاً لصحيفة "الغارديان". تصنف الاستراتيجية الدفاعية روسيا على أنها خطر "فوري وداهم"، فيما تصنف الصين على أنها "تحد يتسم بالتعقيد والتطور". وتخطط لندن أيضاً لتعزيز قدراتها السيبرانية واستثمار مليار جنيه استرليني (1.35 مليار دولار) في نظام كشف وتوجيه مبتكر لقواتها القتالية.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ترمب يسحب ترشيحه إيزاكمان لرئاسة "ناسا"
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب ترشيحه للملياردير جاريد إيزاكمان، الحليف المقرب من إيلون ماسك، لتولي رئاسة وكالة ناسا للفضاء. وقال البيت الأبيض، أمس السبت، إن الرئيس ترمب سيعلن قريباً عن مرشح جديد لرئاسة إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، من دون توضيح سبب استبعاد المرشح الأصلي جاريد إيزاكمان. وكان ترمب أعرب في ديسمبر (كانون الأول) 2024 وقبل عودته إلى الرئاسة عن رغبته بأن يكون إيزاكمان، رائد الأعمال وأول رائد فضاء غير محترف يسير في الفضاء، المدير المقبل لـ"ناسا". لكن أمس السبت، كتب ترمب على منصته "تروث سوشيال" أنه "بعد مراجعة شاملة لارتباطات سابقة، أسحب ترشيح جاريد إيزاكمان لرئاسة وكالة ناسا". وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في وقت سابق أمس، ونقلاً عن مصادر لم تسمها، أن ترمب سيسحب هذا الترشيح بعدما علم أن إيزاكمان قدم تبرعات لديمقراطيين بارزين. وقال البيت الأبيض في رسالة بريد إلكتروني إلى وكالة "الصحافة الفرنسية"، "من الضروري أن يكون الرئيس القادم لوكالة ناسا متوافقاً تماماً مع برنامج الرئيس ترمب (أميركا أولاً)". أضافت الرسالة، "مدير وكالة ناسا سيساعد في قيادة البشرية إلى الفضاء وتنفيذ مهمة الرئيس ترمب الجريئة المتمثلة في غرس العلم الأميركي على كوكب المريخ". ويبدو أن هذه الخطوة تمثل تجاهلاً للملياردير إيلون ماسك الذي تنحى، أول من أمس الجمعة، عن منصبه في قيادة وزارة الكفاءة الحكومية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ووفقاً للتقارير، فقد مارس ماسك ضغوطاً مباشرة على الرئيس ليتولى إيزاكمان الذي كانت له تعاملات تجارية مهمة مع شركة "سبايس إكس"، المنصب الأعلى في وكالة "ناسا"، مما أثار تساؤلات حول احتمال وجود تضارب مصالح. ومع ظهور الخبر، أكد ماسك على منصة "إكس" أنه "من النادر العثور على شخص بهذه الكفاءة وطيبة القلب". وبرز إيزاكمان مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات" البالغ 42 سنة شخصية رائدة في مجال رحلات الفضاء التجارية من خلال تعاونه البارز مع "سبايس إكس". وصنع إيزاكمان التاريخ في سبتمبر (أيلول) 2024 عندما خرج من مركبة "كرو دراغون" لينظر إلى الأرض من الفضاء وهو يمسك بالهيكل الخارجي للمركبة، في أول عملية سير في الفضاء يقوم بها مدني ورائد فضاء غير محترف.