
رئيسة مؤسسة LOEWE شييلا لويفي لـ"هي": نوفر منصة عالمية تسلط الضوء على الحرف المهددة بالزوال وإلهام الجيل الجديد
في عالم باتت فيه السرعة تلتهم التفاصيل، وبروح ثقافية متجذرة في الإبداع والالتزام بالفنون، وانطلاقًا من إرث عائلي عريق، تواصل "شييلا لويفي" Sheila Loewe، رئيسة مؤسسة "لويفي" LOEWE، مسيرة والدها "إنريكي لويفي لينش"، الذي أسس المؤسسة عام 1988 لتكون منارة لدعم الثقافة والإبداع، وإحياء تقاليد الحِرفة والشعر بلمسة معاصرة وروح عميقة، وتؤمن "شييلا" بأن الجمال الحقيقي يكمن في التفاصيل المخبأة خلف كل قصيدة، وكل عملٍ يدوي أبدعه فنان مغمور. ومن خلال جائزة الشعر العالمية وجائزة الإبداع الحرفي، تمضي مؤسسة LOEWE قدمًا في حماية تلك الكنوز البشرية من الاندثار، وتوسيع فضاءات التعبير للأجيال القادمة. في هذا الحوار الذي اجريته معها بمناسبة افتتاح معرض Crafted World Tokyo في العاصمة اليابانية طوكيو تتحدث "شييلا" عن قصة نشأة المؤسسة، والمبادرات التي تسعى من خلالها إلى تخليد أثر الحرفيين والشعراء حول العالم، وتتطرق إلى التحديات التي تواجه هذا القطاع الإبداعي في زمن العولمة.
"شييلا لويفي"، تصوير: Carlos Alvarez، بواسطة GETTY IMAGES
تأسست مؤسسة LOEWE على يد والدك. هل يمكنك أن تروي لنا قصة تأسيسها؟ ما الذي ألهمه لإطلاقها، وما الرؤية التي حملها للمؤسسة؟
انطلاقاً من رغبته في رد الجميل للمجتمع الذي ساهم في نجاح علامته، أطلق والدي مؤسسة LOEWE الخاصة والمعنية حصرياً بدعم المبادرات الثقافية، إذ لطالما كرّست اهتمامها بالجوانب الثقافية. وخصصت المؤسسة أولى مبادراتها للشعر، الذي لم يحظَ بقيمة فنية خلال ثمانينات القرن الماضي، لذا أراد والدي أن يبادر للارتقاء بمكانة الشعر في المجتمع ودعمه بالسبل المتاحة، بما في ذلك إطلاق "جائزة مؤسسة LOEWE العالمية للشعر"، التي أصبحت بعد 37 عاماً إحدى أهم الجوائز الشعرية باللغة الإسبانية على مستوى العالم. ويواصل صدى الجائزة انتشاره عاماً بعد عام، ونفخر بشكل خاص بعدد المشاركات التي نتلقاها من قبل الشعراء الشباب، ما يتماشى مع أولى أهداف المؤسسة الرامية إلى دعم المواهب الناشئة.
تلتزم المؤسسة بقوة بالحفاظ على الحرف اليدوية والشعر. ما هي أبرز المبادرات التي أطلقتموها لهذا الغرض، ولماذا تعتبرينها ضرورية في عالمنا اليوم؟
أطلقت المؤسسة الجائزة العالمية للشعر منذ تأسيسها بهدف دعم الحركة الشعرية باللغة الإسبانية. وعلى الرغم من اتخاذ الشعر شكلاً فنياً هاماً، إلّا أنّ فرص النمو المتاحة للشعراء الواعدين كانت محدودة للغاية، ولهذا السبب كان من الضروري توفير منصة تمكنهم من نشر أعمالهم والوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور. كما اعتمدنا النهج ذاته عندما أطلقنا "جائزة LOEWE للإبداع الحرفي"، وهي جائزة سنوية تكرّم الفنانين الطموحين الذين يتمتعون بمواهب فريدة ورؤية مبتكرة تساهم في إرساء معايير جديدة للمستقبل. ويسرنا رؤية الأثر الكبير للجائزة بعد إطلاقها منذ حوالي عقد من الزمن، إذ تنال الحِرف التقدير الذي تستحقه. وقد أسهمت جائزتنا في توفير منصة عالمية تسعى للحفاظ على المهارات الحرفية التي تواجه خطر الزوال في جميع أنحاء العالم. ويأتي تعريف الجمهور الأصغر سناً بالشعر والحِرَف وسيلة هامة لتعزيز حمايتها مستقبلاً.
ما أبرز التحديات التي تواجه الحرفيين اليوم، وكيف تسعى المؤسسة إلى التصدي لها؟
للأسف، تواجه العديد من الحِرف اليدوية في جميع أنحاء العالم خطر الانقراض بسبب نقص المواد الخام وهيمنة التكنولوجيا الحديثة والتصنيع الاصطناعي، وهو ما يجعل من المـــشاريـــــع الــــحرفيـــــة مـــثل "جــــــائزة LOEWE للإبـــداع الحرفي" أمراً بالغ الأهمية لإحياء تلك الحِرف والحفاظ عليها. ونحن نسعى لرفع سوية الوعي وإلهام الجيل الجديد لحماية مستـــقــبــــل هذا المجال الفني من خلال توفير منصة عالـــميـــــة تسلـــط الضــــوء على الـــحــــرف المهددة بالزوال. كما أنــشــأنــــا The Room، أكــبـــــر أرشـــيـــف رقــــمـــــي لاستـــعــــراض الحِرف العصرية، وتضم المنصة صفحة مخصصة لكل فنان وصل إلى النهائيات من جميع الدورات السابقة للجائزة، مما يمنحهم مساحة مثالية لعرض أعمالهم الرائعة والاحتفاء بها ضمن أرشيف رقمي منسق ومنظم.
يضم معرض Crafted World Tokyo مجموعة مختارة من أعمال المتأهلين والفنانين المتعاونين مع المؤسسة. كيف تم اختيار هذه الأعمال، وما الرسالة التي تأملين أن يحملها الزوار معهم بعد زيارتهم لهذا المعرض؟
قدمنا مجموعة عن أعمال الفائزين من الدورات السابقة من جائزة LOEWE للإبداع الحرفي، بما فيها أعمالاً هامة لفائزَين سابقَين، في انعكاس فريد للنطاق الواسع والمذهل للإبداعات الحرفية والتقنيات التي تميزت بها الجائزة على مر السنين. وهذا المعرض احتفاء بالحرف اليدوية وتكريماً للقصص الفريدة والعمليات والأيدي الماهرة التي يُنسب لها الفضل في إبداعات،LOEWE ، ونأمل أن يشعر الزوار بجمال التفاصيل الحرفية وروح الأصالة التي تحرك كل عمل معروض.
بالنظر إلى المستقبل، ما هي بعض المشاريع أو المبادرات القادمة التي تتحمسين لها؟
أتطلع إلى المستقبل بعين ملؤها التفاؤل والأمل، ويسرني مواصلة عملنا في دعم الإبداع في مختلف المجالات وإتاحة الفرصة لمشاركته مع العالم. ونحن نحتفل هذا الصيف بالدورة الثامنة من "جائزة LOEWE للإبداع الحرفي" في متحف Thyssen Museum في مدريد، الذي يمثل موطن الجائزة الذي انطلقت منه. ويتسنى لنا بذلك لقاء المتأهلين الثلاثين والاجتماع معهم بشكلٍ شخصي. كما سنقدم معرضاً رئيسياً للفنانة Dora Maar بالتزامن مع مهرجان Photo ESPAÑA، إلى جانب إطلاق برنامج Writing the Prado لعام 2025، الذي سيوفر للمشاركين تجربة إقامة مميزة خلال فصلي الصيف والخريف. أتطلع لرؤية كيفية تفاعلهم مع مقتنيات المتحف الثمينة وإبداعهم في رحاب هذا الإرث الفني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
«غيبلي»... 40 عاماً من السحر المرسوم يدوياً
يحتفل استوديو الرسوم المتحركة الياباني «غيبلي»، هذا الشهر، بذكرى مرور 40 عاماً على تأسيسه، حصل خلالها على جائزتَي «أوسكار» واستقطب أجيالاً من المعجبين المُخلصين الذين انبهروا بقصصه الفريدة المرسومة يدوياً وعالمه البصري الآسر. تأسَّس استوديو «غيبلي» عام 1985 على يد هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا الذي توفي عام 2018، واستحال ظاهرة ثقافية عالمية بفضل روائعه مثل «ماي نايبر توتورو» (جاري توتورو) عام 1988، و«سبيريتد أواي» (المخطوفة) عام 2001. في هذا السياق، تقول مارغوت ديفال، البالغة 26 عاماً ومن محبّي أعمال «غيبلي»، إنّ «القصة آسرة والرسوم جميلة. ربما أشاهد (المخطوفة) 10 مرات سنوياً حتى اليوم». لن يعود استوديو «غيبلي» كما كان بعد تقاعد ميازاكي (أ.ف.ب) وحاز نجاح «غيبلي» أخيراً جائزة «أوسكار» ثانية عام 2024 عن فيلم «ذي بوي أند ذي هيرون». وبفضل الطابع المميّز لهذه الأعمال المفعمة بالحنين إلى الماضي، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً بصور «بأسلوب غيبلي»، مُولّدة بواسطة أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي من «أوبن إيه آي»، ما أعاد إشعال الجدل حول حقوق الملكية الفكرية. وفي مقابلة أجرتها معه أخيراً «وكالة الصحافة الفرنسية»، أوضح غورو ميازاكي، نجل هاياو، أنّ تاكاهاتا وميازاكي اللذين ينتميان إلى «جيل شهد الحرب»، أدرجا عناصر قاتمة في قصصهما. وأضاف: «لا تقتصر الأمور على الجوانب الجميلة فقط، وإنما هناك أيضاً المرارة وأشياء أخرى مُتداخلة بشكل جميل في القصص»، متحدثاً عمّا يشبه «رائحة موت» تنبعث من هذه الأفلام. وقال غورو ميازاكي: «بالنسبة إلى الشباب الذين نشأوا في زمن السلم، من المستحيل ابتكار عمل يحمل المعنى والنهج والموقف نفسه الذي يحمله جيل والدي». 40 عاماً من عوالم «غيبلي» (أ.ف.ب) حتى «جاري توتورو» يُعدّ فيلماً «مخيفاً» من بعض النواحي، إذ يستكشف الخوف من فقدان الأحبّة. وتتفق سوزان نابير، الأكاديمية في ماساتشوستس ومؤلِّفة كتاب «عالم ميازاكي»، مع هذا التفسير. في استوديو «غيبلي»، ثمة غموض وتعقيد، وقبولٌ لحقيقة أن النور والظلام غالباً ما يتعايشان، على عكس الرسوم المتحركة الأميركية التي تفصل بوضوح بين الخير والشر. على سبيل المثال، فيلم «ناوسيكا أميرة وادي الرياح»، عام 1984، الذي يُعدُّ أول أفلام «غيبلي»، لا يحتوي على «شرير» حقيقي. كان هذا الفيلم الروائي، الذي تُبدي فيه أميرة مستقلّة اهتماماً بحشرات عملاقة وغابة سامّة، وفق نابير، «جديداً جداً... بعيداً كل البُعد عن الصور النمطية المعتادة». وأضافت: «كان بعيداً كل البُعد عن صورة المرأة السلبية التي تحتاج إلى إنقاذ». هاياو ميازاكي حصل على جائزتَي «أوسكار» واستقطب أجيالاً من المعجبين (أ.ف.ب) تُصوّر أفلام «غيبلي» أيضاً عالماً يحافظ فيه البشر على صلة عميقة بالطبيعة وعالم الأرواح، كما في «الأميرة مونونوكي» عام 1997. فهذه الحكاية التي تتناول فتاة صغيرة ترعرعت على يد إلهة ذئب تحاول حماية غابتها من تهديد البشر، «فيلم جاد ومظلم وعنيف»، وفق سوزان نابير التي تضيف أنّ أعمال الاستوديو الياباني «تتميَّز ببُعد بيئي وروحاني، وتبرز أهميتها في السياق الحالي لتغيُّر المناخ»، مشيرة إلى أنّ الرجلين كانا أيضاً «ملتزمين سياسياً بشكل كبير». تلفت ميوكي يونيمورا، وهي أكاديمية مقيمة في طوكيو ومتخصّصة في ثقافة الرسوم المتحركة، إلى الغنى الكبير في أفلام «غيبلي». وتقول: «مع كل مشاهدة، تكتشف شيئاً جديداً. لهذا السبب يشاهد بعض الأطفال فيلم (توتورو) 40 مرة».بدورها، تؤكد يونيمورا أنّ هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا استطاعا استحداث عوالم أصلية مثل هذه، بفضل انفتاحهما على الثقافات الأخرى. استوديو بنى نفسه على الهشاشة والدهشة (أ.ف.ب) من بين المؤثرين عليهما: الكاتب أنطوان دو سانت إكزوبيري، والمخرج بول غريمو، والفنان الكندي فريديريك باك الحائز جائزة «أوسكار» عن فيلم «الرجل الذي زرع الأشجار» عام 1987. درس تاكاهاتا الأدب الفرنسي؛ ما كان له دورٌ حاسمٌ في مسيرته الفنية، كما تقول يونيمورا، مضيفةً: «كلاهما يقرأ بنَهَم، ما يُفسّر موهبتهما في الكتابة وسرد القصص». في فيلم «ناوسيكا»، استلهم هاياو ميازاكي من الأساطير اليونانية وأعمال عدّة، منها «السيدة التي أحبّت الحشرات»، وهي قصة يابانية من القرن الـ12. ووفق الأستاذة الأكاديمية: «لن يعود استوديو (غيبلي) كما كان بعد تقاعد ميازاكي، ما لم تظهر مواهب مماثلة».

سعودي جيمر
منذ 17 ساعات
- سعودي جيمر
بانداي نامكو تكشف عن لعبة TOWA AND THE GUARDIANS OF THE SACRED TREE
العالم على شفا كارثة بينما يهدد الشرير 'ماغاتسو' الأرض، ولا يقف في وجهه سوى الكاهنة الشابة 'توا' وثمانية من رفاقها. من تطوير استوديو Brownies Inc. ونشر Bandai Namco Entertainment Europe، تنبض لعبة TOWA AND THE GUARDIANS OF THE SACRED TREE بالحياة كلعبة روج لايت إيزومترية ثنائية الأبعاد. تم الكشف عن اللعبة خلال فعالية Summer Game Fest ومن المقرر إصدارها في 19 سبتمبر 2025 على منصات PlayStation®5، وXbox Series X|S، وNintendo Switch™، والحاسب الشخصي عبر Steam®، وهي متوفرة الآن للطلب المسبق. تتميز اللعبة بأسلوب لعب مشوق وسريع، وشخصيات مرسومة يدويًا بتصميم آسر، ومناظر طبيعية خلابة مستوحاة من دفء فن الحبر الياباني، بالإضافة إلى موسيقى تصويرية فريدة من تأليف الملحن 'هيتوشي ساكيموتو'. تتناغم هذه العناصر لتخلق عالمًا ملونًا تخفي روعة مظهره تهديدًا كامنًا، حيث لا يكون السبيل الوحيد للمضي قدمًا سوى الشجاعة. تقع أحداث اللعبة في أرض بعيدة، حيث يهدد الشرير ماغاتسو قرية 'شينجو' الهادئة بسعيه للسيطرة. وتتولى الكاهنة 'توا' مهمة الدفاع عن قريتها، بمساعدة ثمانية رفاق مخلصين، للقضاء على ماغاتسو وأتباعه. يختار اللاعبون وصيين اثنين لكل مغامرة – أحدهما يستخدم قوة السيف المقدس 'تسوروجي'، والآخر يحمل العصا السحرية 'كاغورا'. لكل وصي مهارات خاصة يمكن تطويرها داخل الزنزانات ومن خلال نظام التقدم في قرية 'شينجو'. بالإضافة إلى مهارات الأوصياء، يمكن للاعبين جمع مواد لصنع الأسلحة وتطويرها، مما يجعل كل أسلوب قتال وتركيبة أوصياء فريدة من نوعها. مع تقدم الأوصياء في رحلاتهم عبر جداول زمنية مختلفة، ستتطور القرية على مدار السنوات. ويمكن للاعبين تطوير علاقات مع السكان والتعرف على تقاليدهم وقصصهم المترابطة مع عالم اللعبة. وفي النهاية، عليهم أن يقاتلوا معًا عبر هذه الأراضي الملونة، ويهزموا أتباع ماغاتسو، ليعيدوا السلام إلى العالم. لعبة TOWA AND THE GUARDIANS OF THE SACRED TREE قادمة إلى PlayStation 5 وXbox Series X|S وNintendo Switch والحاسب الشخصي بتاريخ 19 سبتمبر 2025.


مجلة هي
منذ 18 ساعات
- مجلة هي
رئيسة مؤسسة LOEWE شييلا لويفي لـ"هي": نوفر منصة عالمية تسلط الضوء على الحرف المهددة بالزوال وإلهام الجيل الجديد
في عالم باتت فيه السرعة تلتهم التفاصيل، وبروح ثقافية متجذرة في الإبداع والالتزام بالفنون، وانطلاقًا من إرث عائلي عريق، تواصل "شييلا لويفي" Sheila Loewe، رئيسة مؤسسة "لويفي" LOEWE، مسيرة والدها "إنريكي لويفي لينش"، الذي أسس المؤسسة عام 1988 لتكون منارة لدعم الثقافة والإبداع، وإحياء تقاليد الحِرفة والشعر بلمسة معاصرة وروح عميقة، وتؤمن "شييلا" بأن الجمال الحقيقي يكمن في التفاصيل المخبأة خلف كل قصيدة، وكل عملٍ يدوي أبدعه فنان مغمور. ومن خلال جائزة الشعر العالمية وجائزة الإبداع الحرفي، تمضي مؤسسة LOEWE قدمًا في حماية تلك الكنوز البشرية من الاندثار، وتوسيع فضاءات التعبير للأجيال القادمة. في هذا الحوار الذي اجريته معها بمناسبة افتتاح معرض Crafted World Tokyo في العاصمة اليابانية طوكيو تتحدث "شييلا" عن قصة نشأة المؤسسة، والمبادرات التي تسعى من خلالها إلى تخليد أثر الحرفيين والشعراء حول العالم، وتتطرق إلى التحديات التي تواجه هذا القطاع الإبداعي في زمن العولمة. "شييلا لويفي"، تصوير: Carlos Alvarez، بواسطة GETTY IMAGES تأسست مؤسسة LOEWE على يد والدك. هل يمكنك أن تروي لنا قصة تأسيسها؟ ما الذي ألهمه لإطلاقها، وما الرؤية التي حملها للمؤسسة؟ انطلاقاً من رغبته في رد الجميل للمجتمع الذي ساهم في نجاح علامته، أطلق والدي مؤسسة LOEWE الخاصة والمعنية حصرياً بدعم المبادرات الثقافية، إذ لطالما كرّست اهتمامها بالجوانب الثقافية. وخصصت المؤسسة أولى مبادراتها للشعر، الذي لم يحظَ بقيمة فنية خلال ثمانينات القرن الماضي، لذا أراد والدي أن يبادر للارتقاء بمكانة الشعر في المجتمع ودعمه بالسبل المتاحة، بما في ذلك إطلاق "جائزة مؤسسة LOEWE العالمية للشعر"، التي أصبحت بعد 37 عاماً إحدى أهم الجوائز الشعرية باللغة الإسبانية على مستوى العالم. ويواصل صدى الجائزة انتشاره عاماً بعد عام، ونفخر بشكل خاص بعدد المشاركات التي نتلقاها من قبل الشعراء الشباب، ما يتماشى مع أولى أهداف المؤسسة الرامية إلى دعم المواهب الناشئة. تلتزم المؤسسة بقوة بالحفاظ على الحرف اليدوية والشعر. ما هي أبرز المبادرات التي أطلقتموها لهذا الغرض، ولماذا تعتبرينها ضرورية في عالمنا اليوم؟ أطلقت المؤسسة الجائزة العالمية للشعر منذ تأسيسها بهدف دعم الحركة الشعرية باللغة الإسبانية. وعلى الرغم من اتخاذ الشعر شكلاً فنياً هاماً، إلّا أنّ فرص النمو المتاحة للشعراء الواعدين كانت محدودة للغاية، ولهذا السبب كان من الضروري توفير منصة تمكنهم من نشر أعمالهم والوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور. كما اعتمدنا النهج ذاته عندما أطلقنا "جائزة LOEWE للإبداع الحرفي"، وهي جائزة سنوية تكرّم الفنانين الطموحين الذين يتمتعون بمواهب فريدة ورؤية مبتكرة تساهم في إرساء معايير جديدة للمستقبل. ويسرنا رؤية الأثر الكبير للجائزة بعد إطلاقها منذ حوالي عقد من الزمن، إذ تنال الحِرف التقدير الذي تستحقه. وقد أسهمت جائزتنا في توفير منصة عالمية تسعى للحفاظ على المهارات الحرفية التي تواجه خطر الزوال في جميع أنحاء العالم. ويأتي تعريف الجمهور الأصغر سناً بالشعر والحِرَف وسيلة هامة لتعزيز حمايتها مستقبلاً. ما أبرز التحديات التي تواجه الحرفيين اليوم، وكيف تسعى المؤسسة إلى التصدي لها؟ للأسف، تواجه العديد من الحِرف اليدوية في جميع أنحاء العالم خطر الانقراض بسبب نقص المواد الخام وهيمنة التكنولوجيا الحديثة والتصنيع الاصطناعي، وهو ما يجعل من المـــشاريـــــع الــــحرفيـــــة مـــثل "جــــــائزة LOEWE للإبـــداع الحرفي" أمراً بالغ الأهمية لإحياء تلك الحِرف والحفاظ عليها. ونحن نسعى لرفع سوية الوعي وإلهام الجيل الجديد لحماية مستـــقــبــــل هذا المجال الفني من خلال توفير منصة عالـــميـــــة تسلـــط الضــــوء على الـــحــــرف المهددة بالزوال. كما أنــشــأنــــا The Room، أكــبـــــر أرشـــيـــف رقــــمـــــي لاستـــعــــراض الحِرف العصرية، وتضم المنصة صفحة مخصصة لكل فنان وصل إلى النهائيات من جميع الدورات السابقة للجائزة، مما يمنحهم مساحة مثالية لعرض أعمالهم الرائعة والاحتفاء بها ضمن أرشيف رقمي منسق ومنظم. يضم معرض Crafted World Tokyo مجموعة مختارة من أعمال المتأهلين والفنانين المتعاونين مع المؤسسة. كيف تم اختيار هذه الأعمال، وما الرسالة التي تأملين أن يحملها الزوار معهم بعد زيارتهم لهذا المعرض؟ قدمنا مجموعة عن أعمال الفائزين من الدورات السابقة من جائزة LOEWE للإبداع الحرفي، بما فيها أعمالاً هامة لفائزَين سابقَين، في انعكاس فريد للنطاق الواسع والمذهل للإبداعات الحرفية والتقنيات التي تميزت بها الجائزة على مر السنين. وهذا المعرض احتفاء بالحرف اليدوية وتكريماً للقصص الفريدة والعمليات والأيدي الماهرة التي يُنسب لها الفضل في إبداعات،LOEWE ، ونأمل أن يشعر الزوار بجمال التفاصيل الحرفية وروح الأصالة التي تحرك كل عمل معروض. بالنظر إلى المستقبل، ما هي بعض المشاريع أو المبادرات القادمة التي تتحمسين لها؟ أتطلع إلى المستقبل بعين ملؤها التفاؤل والأمل، ويسرني مواصلة عملنا في دعم الإبداع في مختلف المجالات وإتاحة الفرصة لمشاركته مع العالم. ونحن نحتفل هذا الصيف بالدورة الثامنة من "جائزة LOEWE للإبداع الحرفي" في متحف Thyssen Museum في مدريد، الذي يمثل موطن الجائزة الذي انطلقت منه. ويتسنى لنا بذلك لقاء المتأهلين الثلاثين والاجتماع معهم بشكلٍ شخصي. كما سنقدم معرضاً رئيسياً للفنانة Dora Maar بالتزامن مع مهرجان Photo ESPAÑA، إلى جانب إطلاق برنامج Writing the Prado لعام 2025، الذي سيوفر للمشاركين تجربة إقامة مميزة خلال فصلي الصيف والخريف. أتطلع لرؤية كيفية تفاعلهم مع مقتنيات المتحف الثمينة وإبداعهم في رحاب هذا الإرث الفني.